نادي الزول والزولة

الشركاء: أندريا

تاريخ النشر:

2015

بقلم:

١٢ ديسمبر ٢٠١٥ في إحدى الأمسيات الملفتة في الخرطوم إنعقد منتدى لمناقشة بحث بعنوان “من نحن؟ دراسة عن الهوية الثقافية بين الشباب السوداني”. عمل على البحث وإستضافه المنتدى نادي “الزول و الزولة” و دعى له المهتمين لمناقشته وعرض نتائجه. أشرفت على هذه التجربة وفاء الأمين مؤسسة النادي، بصحبة عدد من أعضاء النادي للفت الإنتباه لقضية الهوية بشكل عام وللنادي بشكل خاص. حضرنا الندوة و جلسنا مع مؤسسة النادي للتعرف أكثر على نشاطاته المختلفة. وفاء شعيب حمزة الأمين، التي ولدت في السودان وعاشت في المهجر و بالتحديد إيرلندا حتى المرحلة الثانوية، إختارت أن تدرس مرحلة الجامعة هنا في السودان رغبة منها في تعلم عادات و لغة بلدها الأم. إلتحقت وفاء بكلية الطب في جامعة العلوم الطبية والتكنوجيا، لتقرر بعد التخرج الرجوع إلى إيرلندا لنيل درجة الماجستير. ثم في العام 2013 قررت العودة مجدداً الى السودان لتأسس بعد سنة و بالتحديد في أكتوبر من العام 2014 هذا النادي الذي أسمته “نادي الزول والزولة”   تقول وفاء في هذا الخصوص: بدأت فكرة النادي وأنا بإيرلندا، كنت أود القيام بعمل يستطيع أن يؤثر في مجتمعي في السودان، فأي فكرة أو مشروع يقابل بموجة من الإحباط والتعليقات السلبية حتى من اللصيقين بالأمر. فكان هذا نقطة إنطلاق بالنسبة لي، فالهدف أن أكوّن مجتمعاً خالي من السلبية يقوم بتحفيز الناس على تحقيق طموحاتهم، و أن يكون مجتمعاً يبني بعضه البعض ليصبح مكاناً للقراءة أو المذاكرة أو العمل وأخذ دورات تدريبية. نود أن يستفيد الناس مما يقدمه النادي ليخرجوا منه وهم مدركون لأهدافهم ويعملون عليها و نحن نعمل على خلق بيئة جيدة لتطوير الذات، فالموجودين فيها مشغولين بتطوير أنفسهم كذلك. هذه هي الفكرة و حتى إسم “الزول و الزولة” جاء بعد بحث عن إسم يرتبط بالسودان و يعبر عنا و يلصق بأذهان السودانيين أو غيرهم”. لعل ما لفت نظرنا هو إختلاف مجال دراسة وفاء عن فكرة النادي، و في هذ الخصوص تقول : أنا أحب الطب، و تخصصت في مجال النساء والتوليد و أحببت العمل في مجال الأبحاث حول هذا النوع من التخصصات الطبية. على الرغم من أن الفكرة بعيدة نوعاً ما عن مجال دراستي لكن لدينا في النادي قسم للأبحاث نقوم فيه بالبحوث حول المشاكل الصحية ذات الإرتباط بتخصصي والقضايا الأخرى المختلفة”. حدثينا قليلاً عن مشاريع النادي. مازلنا نعتبر أنفسنا في مرحلة التأسيس، لكننا بدأنا بتقديم ورش التنمية الذاتية في أبريل الماضي، وأول ورشة قدمناها في النادي بعنوان “ألقى هدفك” عملنا فيها على إكتشاف المهارات والخصال القوية في الشخصية، والخصال الأخرى التي يحتاج الفرد العمل على تنميتها. قمنا أيضاً بتنظيم معرض أزياء أفريقية في ديسمبر الماضي، والآن المركز مفتوح لإستقبال الطلاب أو الموظفين أو الذين يرغبون في الإستفادة من الورش التي يقدمها النادي بصورة دورية، ويتم الإعلان عنها من خلال صفحتنا على الفيسبوك. قمنا كذلك بإستضافة مشروع “مكتبتنا” و هو أحد مشاريع مجموعة تعليم بلا حدود، و يهدف لإنشاء مكتبة إستلاف كتب مجانية مقرها النادي   في الدورات التي تقدمونها، هل تقومون بتطوير كل فرد بعينه أم كمجموعات بشكل عام؟ وما طبيعة البرامج التنموية التي تقدمونها؟. كل البرامج التي نقدمها في النادي نقوم بتجميعها وتطويرها نحن، ثم نستخدمها لتدريب أنفسنا كمجموعة مؤسسة للنادي قبل تقديمها للجمهور. في هذه الورش لا نقدم معلومات جديدة دائماً، لكن المميز أننا نعمل مع المتدربين على تطبيقها في حياتهم وأهدافهم وعاداتهم. نعمل كمجموعات حالياً، و لكنننا على إستعداد لتلبية إحتياجات الأفراد المختلفة للتدريب والتطوير. لنتحدث عن آخر بحث قمتم به،عن الهوية، ماذا كان الدافع؟ وما النتائج التي خرجتم بها؟ في الحقيقة قمنا بالبحث عن طريق الصدفة و لم نكن نخطط لإنشاء قسم للأبحاث في النادي من البداية، لكن أحد أول وأهم الأسئلة التي كنا نبحث عن إجاباتها من المنضمين لمجتمع النادي هو: ما هو هدفك؟ ما الذي تريد القيام به في حياتك؟ وجدنا أن معظم الناس لا يودون إمضاء حياتهم في السودان، ففكرت أن نبحث عن هذه المشكلة بشكل أعمق. لاقى البحث قبولاً في أوساط الشباب وشارك فيه 984 شخص 96% منهم يطمحون للهجرة خارج السودان؛ قمنا بتحليل النتائج وإستخدامها في الدورات التدريبية. ثم إصطدمنا بالهوية، و وجدنا أن أحد أهم أسباب مشاكل الشباب أنهم لا يعرفون من هم، ليست لديهم هوية واضحة. فقمنا ببحث عن الهوية و البحث كان إلكترونياً لمدة شهر واحد، شارك فيه 530 شخص قمنا على أساسه بإستخلاص شكل الهوية التي تُعبّر عن هذه الشريحة، والنتائج متاحة بالتفصيل على هنا. هل قمتم بالبحث بالإستعانة بخبراء؟ في دراستي للماجستير قمت بالعديد من الأبحاث من قبل، لذلك لدي خبرة جيدة في الأساسيات، وفريق عمل النادي أيضاً لديه مقدار من الخبرة التي ساعدت على بناء و نشر الدراسة. عندما فتحنا نقاش البحث للجمهور وإستمعنا لباحثين آخرين في المجال، إكتشفنا بعض الأخطاء التي إرتكبناها والتي سنعمل على معالجتها قبل القيام ببحث آخر. ما الذي خرجتم به من هذا البحث؟ نحن في السودان مختلفون جداً في أشكالنا وألواننا ولغاتنا وعادتنا، والتحدي أصبح في أننا يجب أن نحتفل بكل التفاصيل التي تميزنا كسودانيين لأن الهوية مفهوم كبير، كلما بحثنا فيه وجدناه أكبر وأعمق مما كنا نتصور. الهوية لها أشكال مختلفة: كهوية الشخص وهوية البيئة وهوية الثقافة وهوية الوطن وهوية المجتمع، وتختلف من بلد للآخر. وهي نفسها تتغير في الإنسان بتغير شكل حياته، لكنها بذات القدر مهمة. فلو كنت تريد أن تبني نفسك لتصبح شخصاً منتجاً يجب أن تكون قادراً على الإجابة عن سؤال: من أنا؟ وما الذي أريد أن أقوم به في حياتي؟ البحث جعلنا نستند على هذا الإختلاف الضخم كأساس للإنسجام داخل مجتمع النادي، فعندما ينضم أحد للزول والزولة، ستكون أحد أهم ساسياتنا أن يبحث عن هويته، ونتشارك جميعنا الإحتفال بها. قررنا الإكتفاء بهذه للأسباب المذكورة سابقاً و لكننا سنواصل العمل على الأبحاث في نادي الزول والزولة في مجال التنمية والتنمية البشرية والصحة العامة بصورة تطبيقية أكثر. لمعرفة المزيد عن الورش و الفعاليات زوروا هنا
شارك:

اصدارات متعلقة

النسوية الإلغائية في فلسطين
نصائح من اجل بيئة عمل آمنة للنساء
نصائح للنساء لضمان السلامة خلال الحمل والولادة والوقاية من كوفيد19
الإجهاض القسري في نيجيريا وسؤال العدالة الانجابية
اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10