نقص الرعاية الصحية للأقليات الجنسية وتأثيراتها على الصحة العامة

الشركاء: دار هُنَّ

تاريخ النشر:

2023

يواجه أعضاء مجتمع الميم تفاوتات وعدم مساواة في الرعاية الصحية مرتبطة بعوامل اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة تظهر في جميع مراحل حياتهم. كما يتعرضون لخطر متزايد للإصابة ببعض مشكلات الصحة العقلية والجسدية. حيث وجدت الدراسات أن أفراد مجتمع الميم يواجهون التمييز، ورهاب المثلية، والوصم، مما يؤثر على صحتهم العقلية. كما أثبتت الدراسات تعرضهم للصدمات، بما في ذلك العنف والمعاملة السيئة، بمعدلات أعلى من باقي الأفراد، وقد يظهرون معدلات أعلى من اضطراب ما بعد الصدمة. ومن حيث الصحة البدنية، تم توثيق تفاوتات في الأمراض التي يصابون بها، مثل فيروس نقص المناعة البشرية. وأظهرت الدراسات أيضًا أن بعض أنواع السرطان تؤثر على الأقليات الجنسية بشكل غير متناسب.

تحديات تواجه الأقليات الجنسية في الوصول للرعاية الصحية

لا يزال الوصول إلى الرعاية الصحية يمثل تحديًا للأشخاص من مجتمع الميم، حيث ينخفض معدل وصولهم إلى الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها لأسباب متنوعة، بما في ذلك التمييز وعدم تغطية التأمين الصحي للخدمات المطلوبة والخوف من وصمة العار والتحيز في نظام الرعاية الصحية. تظهر بعض هذه التحديات، كالوصمة، من المواقف ذات النمط المغاير جنسيًا، والتي يتخذها مقدمو الرعاية الصحية. ويتعرض أفراد مجتمع الميم للخطر نتيجة التأخر أو رفض الحصول على الرعاية الطبية اللازمة؛ بسبب التمييز في أماكن تقديم الرعاية الصحية. فعلى سبيل المثال، بعد أن أخبر أحد المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المستشفى أنه مارس الجنس مع رجال آخرين، رفض طاقم المستشفى تزويده بأدوية فيروس نقص المناعة البشرية. وفي حالة أخرى، تعرض مراهق عابر جنسيًا يعاني من أفكار انتحارية وإصابات نتيجة إيذاءه لنفسه، للمضايقة المتكررة في المستشفى، حيث قام الطاقم الطبي بتسريحه مبكرًا؛ ليقدم على الانتحار لاحقًا. يؤثر التمييز أيضًا على الآباء من مجتمع الميم. ففي ولاية ميشيغان، رفض طبيب أطفال معالجة رضيع؛ لأن والديه كانوا من نفس الجنس. يرتبط التمييز ضد الأفراد من مجتمع الميم بارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية وتعاطي المخدرات والانتحار. حيث تعاني مجتمعات الميم من أعلى معدلات تعاطي المخدرات، بما في ذلك التبغ والكحول. كما يواجه كبار السن من مجتمع الميم حواجز إضافية أمام الحصول على الرعاية الصحية، خاصة بسبب العزلة وعدم وجود مقدمي رعاية على دراية باحتياجاتهم/ن. أيضًا، أظهرت الأبحاث أن الوصم ضد المثلية الجنسية والجهل بالهوية الجندرية منتشران على نطاق واسع، سواء في المجتمع ككل أو في أنظمة الرعاية الصحية. وهو ما يمكن أن يؤدي إلى رفض صريح لتقديم الرعاية، أو تقديم رعاية صحية سيئة وعلاج مسيء، من بين أمور أخرى. وفيما يتعلق بفجوة التأمين الصحي، تقل احتمالية أن يمتلك الأشخاص من مجتمع الميم تأمينًا صحيًا مقارنةً بأقرانهم من المغايرين جنسيًا، حيث إن معظم أصحاب العمل لا يوفرون تغطية للشركاء غير المتزوجين. وأظهرت الدراسات أن النساء المثليات أقل احتمالًا لزيارة الطبيب أو الحصول على مصدر منتظم للرعاية الصحية من النساء المغايرات جنسيًا، وهن أكثر عرضة للإبلاغ عن عدم تلبية الاحتياجات الطبية كنتيجة لارتفاع التكلفة. وبالنسبة للأشخاص من مجتمع الميم الذين لديهم تأمين صحي، لا يزال الحصول على الرعاية المناسبة يمثل صعوبة. فعلى سبيل المثال، بالنسبة للعابرين والعابرات جنسيًا، لن يتم تغطية أي إجراء طبي أو فحوصات سرطانية مثل مسحة عنق الرحم لرجل عابر جنسيًاحيث تكون غير متوافقة مع الجنس المسجل على بطاقة التأمين. كما أن بعض الأطباء لا يتمتعون بالخبرة في علاج العابرين والعابرات جنسيًا، مما قد يؤدي إلى حصولهم/ن على خدمات صحية غير كافية. على الرغم من وجود إرشادات وبيانات تدعم نموذج علاج طبي للعابرين والعابرات جنسياً، يُبلغ المرضى العابرين والعابرات جنسيًا أن عدم وجود مقدمي رعاية لديهم خبرة في طب العابرين والعابرات جنسياً، يمثل أكبر عنصر مثبط للوصول للخدمات الصحية، حيث لا يتم تدريس علاج العابرين والعابرات جنسياً في المناهج الطبية التقليدية وقلة من الأطباء لديهم المعرفة المطلوبة.

تأثيرات على الصحة العامة

النقص في الرعاية الصحية للأشخاص من مجتمع الميم يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة العامة بعدة طرق، بما في ذلك:
  • زيادة معدلات انتشار الأمراض المعدية: يُصاب الأفراد من مجتمع الميم بأمراض منقولة جنسياً (STIs) وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV/AIDS) أكثر من الأشخاص مغايري الجنس. ويرجع ذلك إلى عدد من العوامل، بما في ذلك التمييز، والوصمة، ونقص الوصول إلى الرعاية الوقائية. إذا لم يتمكن الأشخاص من مجتمع الميم من الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها، فقد يكونون أكثر عرضة لنشر هذه الأمراض للآخرين.
 
  • زيادة معدلات مشاكل الصحة العقلية: يُعاني الأفراد من مجتمع الميم من مشاكل صحية عقلية بمعدلات أكبر من الأشخاص مغايري الجنس، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. وهو ما يتسبب فيه مجموعة من العوامل، تتمثل في التمييز، والتنمر، وعدم القبول. وبالتالي، يمكن أن يكون الأفراد من مجتمع الميم أكثر عرضة لإيذاء النفس أو الانتحار إذا لم يتمكنوا من الحصول على مساعدة متخصصة.
 
  • زيادة معدلات العنف: الأشخاص من مجتمع الميم أكثر احتمالية للتعرض للعنف مقارنة بالأشخاص مغايري الجنس، تشتمل صورة العنف على جرائم الكراهية والعنف المنزلي. وبالتالي، إذا لم يتمكن الأشخاص من مجتمع الميم من الحصول على الرعاية التي يحتاجون إليها في هذه الحالات، فقد يكونون أكثر عرضة لمشاكل جسدية وعاطفية طويلة الأمد.
شارك:

اصدارات متعلقة

ختان الإناث في مصر... جريمة تعذيب ضد الإنسانية
حقوق النساء من اجل العدالة والتنمية
الإيدز خطر صامت يهدد حياة النساء في ظل جائحة كورونا
إشكاليات التقاضى فى جريمة التحرش الجنسي
أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض