هل تتساوى النساء والرجال أمام الله؟*
أخوات في الإسلام (Sisters in Islam)
1- هل جعل الله النساء والرجال متساوين أمامه؟
لا تختلف قيمة خلق النساء عن قيمة خلق الرجال في القرآن. فالقرآن ينص على أنه: “ومن كل شيء خلقنا زوجين” (سورة الذاريات، الآية 49). كما تتناول الكثير من الآيات القرآنية الأخرى خلق أزواج من المخلوقات (سورة النجم، الآية 45، وسورة النبأ، الآية 8، وسورة ق، الآية 7، وسورة الحج، الآية 5، وسورة يس، الآية 36). (وبما أن الله سبحانه وتعالى غير مخلوق، فهو ليس جزءًا من زوجين ما).
أما في خلق البشر، فإن الذكر والأنثى يكوَّنان معًا الزوجين. ولأن كل المخلوقات تشكل أزواجًا، فإن وجود الذكر والأنثى معًا يعد أمرًا ضروريًا وحتميًا بحسب مفهوم الخلق. كما لا يسبق أحدهما الآخر في الخلق، مما يعني أن الله في خلقه البشر لا يعطى أولوية أو مقامًا أرفع لأي من الرجل أو المرأة.
وبالرغم من هذه الحقائق فقد قادت بعض العوامل التاريخية والثقافية الكثير من المسلمين إلى الاعتقاد بأن الله سبحانه وتعالى قد خلق المرأة من ضلع الرجل، مما يجعل النساء، في جوهر خَلقهن، مشتقات وثانويات، ويجعل الرجال أرفع مقامًا، في حين يجعل النساء مخلوقات من أجل الرجل.
وقد ترسخت هذه الأفكار في عقول المسلمين، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالنساء على مر القرون. وتتناقض تلك الأفكار جوهريًا مع روح القرآن الحقة. فبما أن كل المخلوقات تأتي في أزواج، فلا يمكن إذن أن يأتي أحدهما من الآخر أو أن يأتي قبل الآخر. كما لا يمكن لأحدهما أن يكون أرفع مقامًا من الآخر، أو أن يكون مشتقًا من الآخر. فالمرأة ليست مخلوقة من أجل الرجل، ولكن كليهما مخلوق لمنفعة أحدهما الآخر.
لا. لم يخلق الله الرجال والنساء متماثلين، إذ إنهم بالطبع ليسوا متماثلين من الناحية العضوية. ولكن تلك الاختلافات لا تعني أنهم غير متساوين في القيمة. فأمام الله سبحانه وتعالى تتساوى المسلمات والمسلمين بوصفهم مشاركين في كل مناحي الحياة الإسلامية. ويخاطب الله سبحانه وتعالى النساء والرجال بصورة واضحة في كثير من الآيات القرآنية (سورة الأحزاب، الآيات 35-، و36 سورة التوبة، الآيات ۷۱–۷۲، وسورة النساء، الآية ١٢٤، وسورة آل عمران، الآية 195، وسورة غافر ، الآية 40، وسورة النحل، الآية ٩٧)، ويعين لهم أدوارًا ومسئوليات متساوية، سواء في الحياة الروحية أو في الجهاد في الإسلام، كما يساوى بينهم في الثواب والعقاب على أفعالهم.
“والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم. وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم” (سورة التوبة، الآيات ۷۱–۷۲).
وبما أن القرآن لا يكتفي بالاعتراف بالمساواة في المكانة بين النساء والرجال فيما يتعلق بالأمور الروحية، بل نجده يؤكد ذلك بوضوح، فإننا نجد القرآن كذلك يؤكد بصورة أقوى المساواة بينهم في الحقوق والواجبات فيما يتعلق بالأمور الدنيوية.
في حين يقتصر حمل الأطفال على النساء وحدهن، لا يجعل القرآن من أي شيء آخر حكرًا على الرجال. فحتى أمر الرسالة لا يعد إحدى الوظائف المقصورة على الرجال، ولكنه أمر اختُصت به قلة قليلة من الرجال الاستثنائيين. وبينما يرد في الآيات 7-8 من سورة الأنبياء، أن الرسل رجال، فإن ذلك يقصد به فقط تأكيد أنهم بشر وليسوا ملائكة.
أما الاعتقاد بأن الرجال هم فقط القادرون على الاضطلاع بمهام القيادة فيعد مغالطة، حيث لا يرد في القرآن أو في الحديث ما يفيد بأن المرأة لا يمكن أن تتولى أدوار القيادة. بل إننا نجد في القرآن إطراًء القدرات القيادية لبلقيس ملكة سبأ (سورة النمل، الآيات ٢٣–٤٤). ولم يقس القرآن هنا صفات بلقيس القيادية بمقياس الجندر (النوع)، ولكن بمقياس:
1) قدرتها على القيام بمتطلبات منصبها
2) مهاراتها السياسية
3) نقاء إيمانها
4) قدرتها على التفكير المستقل
وهنا، نجد أن المبدأ المعمول به هو أنسب المبادئ لتلبية متطلبات القيادة الناجحة والفعالة. فإذا كانت المرأة مؤهلة وأقدر على القيام بمهمة ما فلا يوجد أمر قرآني يحظر عليها القيام بها بسبب الجندر.
يتأسس قهر المرأة المسلمة على مغالطة أساسية مؤداها أن النساء والرجال ليسوا متساوين في الإسلام. وهناك أسباب أخرى أدت إلى إنتاج هذه المغالطة:
1) تتمثل إحدى المشكلات في إخراج آية من آيات القرآن عن سياقها وتحويلها إلى قاعدة عامة أو أوامر أخلاقية. على سبيل المثال، يغفل المسلمون الذين يرون في تعدد الزوجات “حقًا” للرجل أن الآية رقم 3 من سورة النساء تقول: “وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع…” ويرد هذا بوضوح أن تعدد الزوجات ليس حقًا بل مسئولية تهدف إلى تأمين حصول اليتامي على حقوقهم. ونحن نرى بالرغم من ذلك أن تعدد الزوجات في الحياة اليومية نادرًا ما يرتبط برعاية اليتامى.
وتؤكد الآية لاحقًا: “فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة“، وهو ما يوضح أن القرآن لا يحض على تعدد الزوجات، وهو طرح تعضه الآية ١٢٩ من سورة النساء التي تقول: “ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم“. ففي حين يؤكد القرآن بوضوح أهمية معاملة النساء بالإنصاف، والعدل بين الزوجات، فإنه في الوقت نفسه يقر باستحالة تحقيق مثل تلك الغايات المثالية (سورة النساء، الآية ١٢٩). وعليه، يدعو القرآن فعليًا إلى الزواج بواحدة فقط، ويرى أن ذلك هو الوضع الأصلى والمثالي للزواج في الإسلام(سورة النساء، الآية 3).
ومن الضروري أن يقرأ المسلمون ويفهموا كل ما يقوله القرآن بخصوص موضوع ما، إذ لا يجب اقتطاع فقرة أو آية من القرآن عن سياقها، أو فهمها بمعزل عن ذلك السياق، لأن القرآن نص شديد التكامل والتماسك.
2) لقد نزل القرآن على مراحل على مدار ثلاثة وعشرين عامًا. فبينما نجد مثلاً آيات مبكرة تحث على تجنب السكر ولعب الميسر (سورة البقرة، الآية ٢١٩، وسورة النساء، الآية 43)، نجد آيات لاحقة تدين وتنهى بوضوح عن هذين المسلكين (سورة المائدة، الآيات 93-۹4)[وردت هكذا في أصل المقالة المنشور، والصحيح أنها الآيات ۹۰–۹۱ من السورة نفسها. (المترجمة)]. فإذا ما ادعى أحد أن القرآن يبيح شرب الخمر بناًء على ما ورد في سورة البقرة، الآية ۲۱9، فإننا سوف نستدعي هاتين الآيتين من سورة المائدة، لنبين أن الإسلام ينهي عن مثل تلك الأفعال. (تقدم الإجابة عن السؤال رقم 6 عرضًا لتطبيق هذا المنهج على قضية المساواة بين النساء والرجال).
۳) علاوة على ذلك، نزل القرآن في سياق تاریخی– اجتماعی معین. ويذهب بعض الفقهاء التقليديون إلى أنه بالرغم من نزول بعض الآيات بسبب ظرف محدد فإن تطبيق تلك الآيات يجب أن يكون عامًا. فمثلاً ينص الأمر الوارد في الآية ٢٨٢ من سورة البقرة، على وجود شاهدين على إبرام أية معاملة تجارية مكتوبة أو عقد مكتوب، وأن هذين الشاهدين يمكن أن يكونا رجلين من أهل الثقة أو رجل وامرأتين “أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى“. وفي وقت نزول تلك الآية لم تكن الكثيرات من النساء يعملن بالتجارة والمعاملات المالية، فكان من الضروري لضمان العدالة أن تذكر إحدى الشاهدتين الأخرى إذا ما أخطأت. ولكننا نجد بعض أصحاب الفكر التقليدي يفهمون ذلك الظرف المحدد على أنه أمر عام في تطبيقه، وبالتالي يجعلون من قاعدة مساواة شاهدتين من النساء بشاهد واحد من الرجال قاعدة عامة لا قاعدة محددة بسياقها.
ومن الضروري أن نفهم السياق الذي نزلت فيه الآيات القرآنية حتى يتسنى لنا فهم القيم والمبادئ التي كانت تكمن خلف تلك الآيات. “فالإصرار على التطبيق الحرفي لقواعد القرآن مع إغفال التغيرات الاجتماعية التي حدثت، والتي لا تزال تحدث بوضوح أمام أعيننا، يعد بمثابة تشويه متعمد لمقاصد القرآن وأهدافه الأخلاقية –الاجتماعية“.(1)
وهكذا، يصبح التفسير الذي يذهب بأن شهادة المرأة كانت تعد أقل أهلية للثقة من شهادة الرجل نتيجة قصور خبرتها في المعاملات المالية مقصورًا فقط على ذلك السياق الاجتماعي– التاريخي. أما في الزمن الحالي، حيث ترى النساء وقد حصلن على درجات عالية من التعليم وانخرطن في مجالات المال والأعمال مثلهن مثل الرجال، فإن الأمر الوارد بجعل شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد لا ينطبق. إن القيمة المتضمنة في ذلك الأمر كانت تحقيق العدالة، والآن، بعدما أصبحت النساء مساويات للرجال في التعليم والخبرة في مجال المال والأعمال، فليس ثمة داع لأن لا تكون شهادتهن معادلة لشهادة الرجال.
والقول بغير ذلك يعد إساءة فاضحة لما يؤكد عليه القرآن من العدالة والمساواة بين البشر. ومن الضروري أن نتذكر أنه بينما يقدم القرآن حلولاً وأحكامًا تتعلق بموضوعات تاريخية ملموسة ومحددة، فإن ذلك الكتاب المقدس يضم في الوقت ذاته، سواء بصور واضحة أو ضمنية، الأسس المنطقية القابعة وراء تلك الحلول والأحكام. ويمكننا عن طريق التفحص في تلك الأسس المنطقية استخلاص مبادئ عامة، كما أن المبادئ العامة المستخلصة من الآيات، وليس الحالات الاجتماعية– التاريخية المحددة، هي المبادئ ذات الصلاحية العامة والأبدية.
يرد في الآية رقم 34 من سورة النساء: “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم“. وقد أسيء تفسير هذه الآية لتصبح دليلاً على:
1) أن للرجال سلطة على النساء
٢) أن كافة الرجال أرفع مقامًا من كافة النساء
1) هل للرجال سلطة على النساء؟
ينص القرآن في بداية هذه الآية على أن الرجال قوامون على النساء، (أي أنهم يضطلعون بالمسئولية تجاههن)، وهو ما لا يعني بالضرورة، مثلما يجرى الافتراض الشائع، أن النساء غير قادرات على تصريف أمورهن، أو على التحكم في أنفسهن، أو على ممارسة القيادة سواء كانت قيادة نساء أخريات أو نساء ورجال، أو حتى أمم بأكملها. إنما تهدف الآية إلى تأكيد مسئولية الرجال عن حماية النساء والتكفل بهن في إطار سياق اجتماعي محدد. فالنساء من الناحية العضوية هن وحدهن القادرات على حمل الأجيال القادمة من المسلمين. ويحقق القرآن توازنًا متآلفًا في المجتمع بتأكيده مسئولية الذكور مسئولية وظيفية تهدف إلى تيسير الوظيفة العضوية الخاصة بالنساء.
ويربط القرآن بين المسئوليات والامتيازات. فمن لديه امتيازات أكبر ومميزات أخرى يتحمل مسئولية أكبر، والعكس صحيح. فمسئولية الرجال المادية، التي تعنى أنهم مسئولون عن الإنفاق وإعالة المرأة، يقابلها في القرآن مميزات (مثل الحصول على نصيب أكبر في الإرث). ولا تعزو هذه الآية للرجال مقامًا أرفع متأصلاً في طبيعتهم، ولكنها تضع الأساس لمسئولية متبادلة في المجتمع. والمسئولية لا تعنى مقامًا أرفع.
۲) هل الرجال كافة أرفع مقامًا من النساء كافة؟
لا يقول القرآن ’الرجال كافة أرفع مقامًا أو أفضل من النساء كافة‘، ولا حتى أن الله سبحانه وتعالى يفضل الرجال كافة على النساء كافة. فالقرآن يحدد الامتيازات بدقة. للرجال بعض الامتيازات المادية التي ينتج عنها بعض المسئوليات (والعكس صحيح). وعندما يقول القرآن إن الله سبحانه وتعالى “فضل بعضكم (بدون تحديد الجنس) على بعض” فإن الإشارة اللغوية هنا إشارة عامة تتطابق مباشرة مع واقع الخلق الذي يعرفه الجميع: تتميز المخلوقات عن بعضها البعض، وحتى البشر يتميزون عن بعضهم البعض. فليس للرجال كافة أفضلية على النساء كافة طوال الوقت، كما ليس للنساء كافة أفضلية على الرجال كافة طوال الوقت.
ولهذا الوصف المتعلق بالترتيب الكوني للخلق أهمية واضحة في سياق تناولنا للعلاقة بين الامتيازات والمسئوليات. فالبعض يحظي بامتيازات تفوق البعض الآخر، وتزداد المسئوليات تبعًا لذلك. وللرجال ميزة مادية كما أن مسئولياتهم أكبر:(2) أن ينفقوا أموالهم “في إعالة النساء“.
ومن المهم أن نقصر الآية على التفاصيل التي أوردناها، وذلك لسببين:
(1) عندئذ فقط ستصبح متسقة مع معايير تقييم الإنسانية في القرآن: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (سورة الحجرات، الآية ١٣).
(ب) إن التفرقة العشوائية التي تنتج عن الفهم السائد للأية تخلق تنافرًا بين الرجال والنساء. ويمكن لهاتين النقطتين أن تشكلا عواقب وخيمة على ما فيه صالح الرجال. فلو اعتنق الرجال هذه الفكرة الخاطئة القائلة بأنهم أفضل جوهريًا من النساء، ودون أن يبذلوا أدنى جهد من جانبهم، فقد يجعلهم ذلك يحجمون عن العمل على الوصول إلى مرتبة عليا من التقوى، وهي المرحلة التي تعد ضرورية لكي يصلوا إلى مرتبة “أكرمكم” عند الله سبحانه وتعالى.
بينما كان المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة أخذًا في التطور نحو الحالة المثالية، ذكر الله سبحانه وتعالى النساء والرجال بمكانتهم المتساوية وعلاقاتهم التبادلية. نجد ذلك في الكثير من الآيات القرانية التي لم يأخذها العلماء في الحسبان وهم يصدرون أحكامهم حول العلاقة بين الرجال والنساء في الإسلام.
يشير القرآن في سورة البقرة، الآية 187 إلى أن إلى المسلمين والمسلمات لباس لبعضهم البعض. ويصف عبد الله يوسف على (Ahlullah Yusuf Ali ) في تعليقه على القرآن أن تلك الإشارة تعنى أن النساء والرجال” قد خلقوا ليمنحوا بعضهم البعض الدعم والعون والحماية المتبادلين، حيث يلائم أحدهما الآخر مثلما يلائم اللباس الجسد” (3)
ويرد في الآية 195 من سورة آل عمران “من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض” . ثم تتحدث الآية عن دور النساء جنبًا إلى جنب مع الرجال في الجهاد الإسلامي، بما في ذلك الهجرة والجهاد، كما تتحدث عن مساواة الرجال والنساء في الثواب الذي ينتظرهم.
وتقدم الآية 71 من سورة التوبة، التي ترد في السؤال رقم ٢، القول الفصل فيما يتعلق بالعلاقة بين الرجال والنساء، إذ يشير القرآن هنا إلى الرجال والنساء على أن بعضهم أولياء بعض، أي أنهم أوصياء وأصدقاء يحمون بعضهم البعض. كما تتناول الآية التزامات كل من النساء أوالرجال في الإسلام، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله سبحانه وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام.
نزلت هذه الآية في العام الثامن من الهجرة، أيْ في أواخر حياة النبي، وهي تلخص أسلوب الحياة الإسلامي من خلال العلاقة بين النساء والرجال التي تبني على الصداقة والحماية المتبادلة. وهي بذلك تلخص روح المساواة والتبادلية التي يدعو إليها القرآن في العلاقة بين النساء والرجال.
وهكذا، نرى أن حقيقة القرآن السرمدية وحكمته وجماله لا تزال حتى الآن تضيء لنا الطريق، ليس فقط في شئوننا اليومية وإنما حتى في المشكلات التي نجمت عن سوء فهمنا لرسالته العظيمة. ولو أنعمنا النظر في رسالة القرآن العظيمة لأمكننا حل المشكلات التي ظهرت في العلاقة بين النساء والرجال؛ وذلك بأن تستدعى روح الكتاب الحقة فيما يختص بعلاقات على هذا القدر من الحميمية: بأن نخلق “مودة ورحمة” (سورة الروم، الآية ٢١) بينهم.[تم دمج جزأين منفصلين من المقالة الأصلية في الترجمة تبعًا لرؤية المحررة، ولهذا فقد قمت بتعديل أرقام الهوامش في بقية المقالة حتى تبدو متجانسة في الترجمة. (المترجمة)]
يزداد الوعي الآن في ماليزيا بقضية ضرب الزوجات بوصفها إحدى المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي لها تأثير في مصلحة النساء والأطفال والأسرة بشكل عام، وما يتعلق بصحتهم وسلامتهم الجسدية. ونشهد في هذه الأونة تزايدًا في أعداد النساء اللاتي يتعرض للضرب ويلجأن إلى الأصدقاء والأقارب والاستشاريين والمنظمات النسائية والملاجئ والمحامين والمكتب الديني (Religious Departmen) للحصول على العون.
ونرى عددًا من الآراء التي تتناول ما يقوله القرآن في موضوع ضرب الأزواج لزوجاتهن. ويضم هذا الكتيب آراء جماعة “أخوات في الإسلام” التي بنيناها على فهمنا للقرآن. ونتمنى أن يعود هذا الكتيب بالفائدة على المسلمات والمسلمين المهتمات بهذه القضية، سواء كن متأثرات مباشرة بضرب الزوجات أو كن في موقع تقديم العون لهن.
1- هل يبيح الإسلام للزوج أن يضرب زوجته جسديًا أو أن يؤذيها نفسيًا؟
كلا. لا يسمح الإسلام للزوج بأن يستخدم القسوة مع زوجته، سواء كانت قسوة جسدية أو نفسية. فالقرآن يؤكد الحب والرحمة والعدل فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية وينهى عن القسوة بكافة أشكالها:
“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” (سورة الروم، الآية ٢١).
“يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا ولا تعضلوهن … وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئًا يجعل الله فيه خيرًا كثيرًا” (سورة النساء، الآية 19)
وقد ورد في تراث الحديث الذي هو تسجيل لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، ويعد المصدر الثاني للشريعة والمعاملات الإسلامية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“خيركم خيركم لأهله“.
وتروى عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضرب خادمًا أو امرأة قط، كما لم يضرب أحدًا بيده أبدًا، أيْ أن يؤذيه جسديًا.(4)
وينص قانون الأسرة الإسلامي في معظم ولايات ماليزيا على وقوع الرجل قيد العقوبة إذا أساء معاملة زوجته. فعلى سبيل المثال لنص المادة ١٢٧ من قانون الأسرة الإسلامي (المناطق الفيدرالية) لعام ١٩٨٤ على أن:
أی شخص يسيء معاملة زوجته… يرتكب جريمة ويعاقب بغرامة لا تتجاوز ألف رنجت أو بالحبس لمدة لا تزيد على ستة أشهر أو بعقوبتي الغرامة والحبس معًا.
٢– ما السلوك الذي يَعُدُّه الإسلام قسوة تجاه الزوجات؟
على سبيل المثال، يوصِّف قانون الأسرة الإسلامي العام 1984 (المناطق الفيدرالية) معاملة الزوج زوجته بقسوة في حالة أن:
1) اعتاد التهجم عليها وأتعس حياتها بقسوة معاملته، أو
۲) اعتاد الاختلاط بنساء سيئات السمعة، أو انتهج نهج حياة شائن بحسب توصيف القانون
الإسلامي، أو
3) حاول أن يكرهها على الانحراف، أو
4) حال بينها وبين وفائها بالتزاماتها الدينية أو أدائها شعائر دينها، أو
5) اتخذ أكثر من زوجة ولم يعدل في حقها بما ينص عليه القانون الإسلامي (مادة ٥٢ (1) (ح))
3- يشيع استخدام الآية رقم 34 من سورة النساء لتبرير ضرب الزوجات. كيف لنا أن نفسر هذه الآية؟
يرد في موضع من الآية رقم 34 من سورة النساء:
“فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أظعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا“
وقد أسيء تفسير هذه الآية فأصبحت تعنى الآتي:
1) أن على الزوجات طاعة أزواجهن،
۲) أنه يحق للأزواج أن يضربوا زوجاتهن إذا لم يطعنهم.
أن القرآن لا يأمر النساء بطاعة أزواجهن، ولكنه يقول إن الصالحات يكن قانتات. وتستخدم كلمة “قنوت” للرجال والنساء على حد سواء (سورة آل عمران، الآية ١٧، وسورة الأحزاب، الآية 35) ولغير البشر (سورة الزمر، الآية ،9سورة البقرة، الآية ١١٧).[وردت هكذا في أصل المقالة المنشورة، والصحيح أنها الآية 116 من السورة نفسها (المترجمة)]. ولا يشير القنوت إلى طاعة المرأة زوجها أو طاعة أي مخلوق الآخر، ولكنه يشير إلى روح التواضع في حضرة الله.
وحين تورد الآية عبارة “إن أطعنكم” فإن القرآن يستخدم كلمة “طاعة” التي تعنى اتباع إنسان أوامر إنسان آخر. فهي لا تشير فقط إلى طاعة النساء الرجال، ولكن إلى اتباع الرجال الأوامر كذلك (سورة النساء الآية 59). ولا يستخدم القرآن هنا كلمة “طاعة” في صيغة الأمر للنساء، ولكنه يحذر الرجال تحذيرًا قويًا: “فإن أطعنكم” ، ثم يأمرهم بوضوح: “فلا تبغوا عليهن سبيلاً“. ولا تعنى “فإن أطعنكم” أن طاعة الرجال مفروضة على النساء، كما لا تعني أن للأزواج أن يضربوا زوجاتهم إذا لم يطعنهم. فالآية تركز على مسئولية الرجال في أن يعاملوا النساء بالقسط، وبصفة خاصة إذا اتبعت النساء توصياتهم.
4- ماذا عن مصطلح “نشوز، (أي حدوث شقاق بين الزوجين)؟ هل يحق للأزواج أن يضربوا زوجاتهم في حالة نشوزهن؟
لم يقتصر تناول القرآن للنشوز على هذه الآية فقط، فقد وردت الإشارة إلى النشوز فيما يختص بالنساء (سورة النساء، الآية 34) والرجال (سورة النساء، الآية ١٢٨) معًا. ولهذا، فكلمة نشوز لا يمكن أن تعنى عصيان المرأة زوجها كما يفترض أحيانًا. يعرف سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن النشوز بأنه الشقاق الذي يقع في الحياة الزوجية. وفي حالة حدوث الشقاق بين الزوجين يقدم القرآن ثلاثة أساليب لاستعادة الوئام وهي بترتيب أفضليتها:
1) المشورة: يُعَدُّ طلب المشورة، وهو الآلية المفضلة لاستعادة الوئام بين الزوجين، هو الآلية نفسها التي يوصي بها القرآن لترتيب معاملات كل جماعات البشر. ويمكن أن تتم المشورة بين الطرفين بمساعدة حكم (سورة النساء، الآية 35، وسورة النساء، الآية (۱۲۸).
۲) فترة هدنة (أو التفريق في الفراش والوقت والمكان لمدة ليلة واحدة على الأقل): إذا لم تؤد المشورة إلى استعادة الوئام بين الزوجين، فالاقتراح التالي يوصي بالهدنة، وهي لفظة تشير إلى الفصل بين شخصين أو جماعتين في الزمان والمكان أو أحدهما. ويمكن أن يكون الغرض منها مجرد الحصول على فترة تهدئة فورية أو قد تستمر دون أجل مسمى، والذي لا يعني في إطار الزواج سوى الطلاق.
3) ضربة واحدة: في حال استُنفِدَت كل الإمكانات التي تتيحها الوسيلتان السابقتان، بترتيب أفضليتهما، فلن تكون ثمة حاجة إلى الوسيلة الثالثة، أي الضربة الواحدة.
ويهدف ترتيب القرآن لأفضلية الوسائل المقترحة إلى كبح جماح التعبير العنيف عن الغضب. فنحن نرى على أرض الواقع أن العنف بين الزوجين غالبًا ما ينطلق قبل أن يستنفد الرجل كل الإمكانات التي تتيحها الوسيلتان الأوليان.
5- لماذا نص القرآن على وسيلة الضربة الواحدة؟
يؤكد القرآن دائمًا على فعل الخير واجتناب الشر. وإذا نظرنا إلى القرآن على أنه نص شديد التكامل والتماسك نجد بعض المواضع التي يدعو القرآن فيها إلى تحريم أشياء معينة على مراحل. فعلى سبيل المثال، بينما تحث الآيات المبكرة على تجنب استخدام المسكرات (سورة البقرة، الآية ٢١٩، وسورة النساء، الآية 43)، فإن آخر الآيات التي نزلت في هذا الأمر تجرم وتنهى بوضوح عن المسكرات (سورة المائدة، الآيات 93-94. [وردت هكذا في أصل المقالة المنشورة، والصحيح أنها الآيات 90-91 من السورة نفسها. (المترجمة)]
ويؤكد ذلك على الحاجة إلى فهم السياق التاريخي الذي نزل فيه القرآن. فمن المعروف أن عصر ما قبل الإسلام، المعروف باسم عصر الجاهلية، كان يشهد ممارسات جسدية ونفسية مسيئة ضد النساء (مثل وأد البنات حديثات الولادة) وعادة وراثة زوجات الأقارب المتوفين رغمًا عنهن. وقد نزلت الآية 34 من سورة النساء التي تشير إلى الضربة الواحدة في مرحلة مبكرة من مراحل نزول الوحي في المدينة، وهو الوقت الذي كانت فيه الممارسات القاسية والعنيفة ضد النساء لا تزال شائعة. وإذا نظرنا إلى وسيلة الضربة الواحدة في هذا السياق سنجدها لا توصى بسلوك ما وانما بالحد من أحد الممارسات السلوكية القائمة بالفعل. ومع تطور المجتمع الإسلامي في المدينة نحو الحالة المثالية، نجد أن آخر آية قرانية تتناول العلاقة بين الرجال والنساء (سورة التوبة الآية ٧١) تعتبر النساء والرجال أصدقاء وأولياء يحمون بعضهم البعض، وهو ما يؤكد تعاونهم بوصفهم شركاء يحيون معًا.
ويمكننا أن نستحضر تلك الروح نفسها في التعامل مع الأحاديث وشروح الفقهاء المسلمين الأوائل التي تتناول موضوع الضربة. فقد روى مسلم والترمذي وأبو داوود والنسائي وابن ماجة أحاديث عن الضرب بطريقة لا تتسبب في ألم (ضرب غير مبرح). كما تشدد المصادر على أنه في حالة الحاجة إلى اللجوء إلى الضربة الواحدة يجب أن تكون ضربة رمزية مثل الضرب بفرشاة الأسنان أو بمنديل مطوى (الطبري والرازي). أما الإمام الشافعي فيري له من الأفضل تجنب الضرب تمامًا. (5)
ويمكن أن نخلص مما سبق إلى أن الدعوة إلى ضربة واحدة ما هي إلا وسيلة للحد من سلوك معين لا الحث عليه، لأنه لو استخدمت الوسيلتان الأوليان بطريقة فعالة فلن تكون ثمة حاجة إلى الوسيلة الثالثة.
6- هل ورد ما يفيد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يضرب زوجاته أو يقسو عليهن؟ كلا. لم يرد في القرآن أو الأحاديث الصحيحة أي ذكر عن إساءة النبي صلى الله عليه وسلم معاملة زوجاته، حتى في حالة استيائه منهن. ومن المعروف أنه كان رجلاً طيب القلب وكان يساعد في أعمال المنزل. وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من نساء ينتمين إلى خلفيات متعددة لكي يقدم العون لامرأة ما في وقت الحاجة، أو ليصلح بين القبائل. ومع ذلك، لم يرد ذكر عن أن النبي عليه صلى الله عليه وسلم كان يفقد أعصابه ويضرب زوجاته.
7- يعتاد بعض الأقارب والأصدقاء نصح النساء اللاتي يتعرضن للضرب من أزواجهن بالصبر والدعاء عسى أن يتغير الحال. هل يتغير الرجال عادة إذا ما آثرت النساء الصبر؟ بالطبع، قد تتغير أمور كثيرة مع الوقت، ولكن الأبحاث أثبتت أن قليلاً من الرجال يتغيرون. وحتى حين يحدث ذلك فإن النساء والأطفال يعانون كثيرًا في انتظار أن يتغير الرجال. كما يحدث أن تتعرض بعض النساء لإصابات بالغة أو يلقين حتفهن على أيدي أزواجهن، في حين تصاب نساء أخريات بالخوف الدائم أو الاكتئاب. كما يتأثر الأطفال نفسيًا حين يسود العنف العلاقة بين الأبوين. (6) وعلى النساء اللاتي تعرضن للضرب أن “يفعلن شيئًا” لتحسين ظروفهن، بدلاً من الاكتفاء بالمسير لحين تتغير الأمور، ذلك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” كما يرد في القرآن (سورة الرعد، الآية 11).
8- ماذا تعني بأن على النساء أن “يفعلن شيئًا” ؟
على النساء أن يفعلن شيئًا بأنفسهن إذا ما أردن إصلاح زيجاتهن ومنع أزواجهن من معاملتهن بقسوة. وكما يرى القرآن، قد تحتاج النساء إلى استشارة الأصدقاء المقربين أو الأقارب أو المكاتب المختصة التي يمكن أن تقدم المساعدة. (تورد في آخر صفحة من الكتيب قائمة بالمكاتب التي يمكن اللجوء إليها).[م أضمّن الترجمة قائمة المراجع المشار إليها نظرًا لأنها موجهة المساعدة النساء في ماليزيا. (المترجمة)]
9- ماذا تفعل النساء إذا تعرضن للضرب أو الإيذاء النفسي على أيدي أزواجهن؟
إذا رفض الزوج الاعتراف بأنه يرتكب جريمة، ولم يحاول أن يتغير، يمكن حينئذ للمرأة أن تتخذ عدة سبل:
1) تتحدث إلى الأقارب المقربين وتتشاور معهم، سواء كانوا أقاربها أو أقارب زوجها، الذين تأتمنهم وتثق في قدرتهم على الاستماع وإسداء النصح لها ولزوجها. ويوصي الإسلام بذلك في الآيات ٣٥ و ١٢٨ من سورة النساء، أي تعيين حكمين من الطرفين (واحد من أهل الزوجة وواحد من أهل الزوج) ليعملا على حل النزاع بين الزوجين.
٢) تقوم بابلاغ الشرطة بأحدث واقعة عنف تعرضت لها، كما تبلغ بذلك الجهات الطبية، ويفضل لو كانت مستشفًى حكوميًا. ويمكنها عن طريق البلاغات الحصول على تقارير رسمية عن أية إصابات قد تتعرض لها، وهو ما قد يفيد لو أرادت المرأة فيما بعد أن تحيل الأمر إلى القضاء.
۳) تتوجه بشكوى رسمية إلى وحدة الاستشارات الأسرية (Family Counselling Unit) التابعة للمكتب الديني. وسوف تطلب الوحدة من الزوج والزوجة حضور جلسات الاستشارات الأسرية.
4) تتقدم بشكوى من قسوة الزوج إلى المحكمة الشرعية المحلية (Syariah Court) في المنطقة التي تقطنها، وهو ما سينم عن عزمها متابعة الموضوع قانونيًا، سواء برفع دعوى مستندة إلى عنف الزوج بطلب الطلاق أو بطلب الحماية. كما يمكنها أن تطلب من المحكمة توفير الحماية لها بأن تستصدر أمرًا تحديديًا يلزم الزوج بالبقاء بعيدًا عنها، وهو أمر ملزم قانونيًا، حتى يتوقف الزوج عن مضايقتها وإيذائها. وفي هذه الحالة، يتعرض الزوج للحبس أو الغرامة في حالة تكرار سلوكه العنيف تجاهها. ولكن ينبغي القول أن ذلك الأمر متاح فقط للنساء اللاتي يطلبن الطلاق.
10- هل بإمكان المرأة أن تترك زوجها إذا كان يعاملها بقسوة؟
إذا خافت المرأة على حياتها أو على سلامتها وسلامة أطفالها، أو إذا لم تعد قادرة على تحمل عنف زوجها، فيمكنها عندئذ أن تترك منزل الزوجية بحثًا عن الأمان وراحة البال. ويفضل أن تذهب أولاً إلى المحكمة الشرعية المحلية لتُعلم المحكمة بسبب تركها المنزل، وحتى لو كان زوجها على علم بتركها المنزل أو كان موافقًا على ذلك، فمن الأفضل أن تُعلم المحكمة تحسبًا لأن ينكر الزوج في وقت لاحق موافقته على تركها المنزل
11- هل بإمكان المرأة الحصول على الطلاق لو كان زوجها يعاملها بقسوة؟
نعم. في الواقع تُعَدُّ القسوة التي ورد تعريفها في السؤال رقم ٢ مبررًا للطلاق في قانون الأسرة الإسلامي (المناطق الفيدرالية) لعام 1984. وهنا، يكون الطلاق بأمر من المحكمة (فسخ). ويتعين على المرأة مراجعة الولاية التي تقطنها حتى تتعرف على القانون الذي ينطبق عليها. ويمكنها طلب العون من المكاتب المذكورة في نهاية هذا الكتيب للحصول على تلك المعلومات.[ راجعی الهامش السابق (المترجمة).]
تذكري أن القانون يهدف إلى حماية النساء. وهناك من يمكنهم تقديم العون للنساء اللاتي يشعرن بالخوف والحيرة. ولهذا، ينصح بالاتصال بالمنظمات المذكورة. لا يصح أن تجد النساء أنفسهن وحيدات في هذه الحياة.
أخوات في الإسلام (SIS: Sisters in Islam): منظمة النساء المسلمات في ماليزيا تأسست عام ۱۹۸۷م، تضم حقوقيات وناشطات سياسيات وباحثات أكاديميات وكاتبات صحافيات. وكان الهدف من نشأتها تكوين حركة نسائية تختص بالمشاكل التي تواجه النساء المسلمات في المحاكم الشرعية. وقد تركز عمل أخوات في الإسلام على مواجهة القوانين والسياسات التي تميز ضد النساء باسم الإسلام. وتعمل المنظمة في مجالات الأبحاث والتوعية وإصلاح القوانين وتقديم الخدمات القانوينة، بهدف إصلاح كافة القوانين التي تميز ضد النساء ورفع وعي الرأي العام بحقوق النساء.
*Sisters in Islam, “Are Women and Men Equal before Allah?” (Malaysia, SIS Forum, July 1991), 3-12 and 3-11..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Fazlur Rahman, Islam and Modernity-Transformation of an Intellectual Tradition (Chicago: Chicago University Press, 1982), 19.
(2) إذن، فعلى الأثرياء مسئوليات أكبر من تلك التي على الفقراء، وعلى الأحرار مسئوليات أكبر من تلك التي على العبيد، وعلى الأنبياء مسئوليات أكبر من تلك التي على الناس.
(3) The Holy Qur’an, text, and translation and commentary by Abdullah Yusuf Ali (Singapore: The Muslim Converts Association of Singapore), 74.
(4) Kawkab Siddique, The Struggle of Muslim Women (Singapore: Thinker’s Library, 1988), pp. 29-30، وهي هنا تنقل عن سنن ابن ماجة.
(5) محمد أسد:Mohamed Asad, The Message of the Qur’an (Gibraltar: Dar Al- Andalus, 1980), pp. 109-110
(6) انظري: “Violence Against Women,” Asian and Pacific Women’s Resources and Action Series: Health
(Kwala Lampur: Asia Pacific Development Centre, 1989).