١٦ مارس ٢٠١٦
في 8 مارس ، إحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة. إمتلأت وسائط التواصل الإجتماعي بالإقتباسات عن الأمهات، الأخوات والزميلات اللائي يقمن بأدوارهن تجاه المجتمع، بجانب التصيد المعتاد من الآخرين. معظم الرجال طرحوا السؤال الفلسفي: “لماذا لا يوجد يوم للرجل؟”، و هو بالطبع موجود – يوم 19 نوفمبر ، في حال لم تكونوا تعرفون. مهاد كاشف بدأ حواراً على تويتر، وفي عدة تويتات ذكر عدداً من النساء المتميزات اللواتي كُن منارات للتقدم، محاميات، قاضيات، سياسيات، صحفيات وغيرهن. الصور كانت تبعث الحنين للثياب الجميلة وتسريحات الشعر الأنيقة والإبتسامات الواثقة. كما كانت في الغالب بالأبيض والأسود.
قبل أيام قليلة من يوم المرأة، قامت زميلتي والشريكة المؤسسة لأندريا سلمى أمين بإقتناء كتاب شيريل ساندبيرغ “تقدمي للأمام: النساء، العمل وإرادة القيادة”.ربما يعرف بعضكم شيريل ككبيرة مسئولي التشغيل لفيسبوك. سيرة شيريل الذاتية مثيرة للإعجاب، فهي حاصلة على بكالريوس وماجستير إدارة الأعمال من جامعة هارفارد ثم عملت في مكينزي، البنك الدولي، و قوقل قبل أن يقنعها مارك زوكربيرغ بالإنضمام لفيسبوك.لست من معجبي كتب التطوير الذاتي خاصة التي تصدر من الغرب، لأن إخراج تلك الأفكار من سياقها وتنزيلها على الواقع السوداني عادة ما يكون أمر شبه مستحيل. لكن شئ ما جذبني وبدأت بالقراءة ولا حاجة لأن أقول بأن الكتاب أسرني. كان أشبه بمحرك بخار يهز رأسي، كل ما قالته يمكن تطبيقه في السودان – مشئ صادم، أعرف! نحن نبعد سنوات ضوئية عن الولايات المتحدة الأمريكية وعن مؤسسات ذات بيئة عمل متقدمة مثل فيسبوك، لكن هذا الكتاب نجح في تقديم قصص عالمية يمكن تطبيقها في أي مكان. في هذا الموضوع سأشارككم أفكاري حول الكتاب كما حاولت تنزيلها على الواقع السوداني.
أين نقف – 2016
“الطموح الوظيفي متوقع من الرجال لكنه إختياري – أو أسوأ من ذلك – صفة سلبية للنساء. جملة “إنها طموحة جداً” لا تستخدم للمدح في ثقافتنا”. الفصل الأول: فارق الطموح للقيادة: ماذا كنت ستفعلين لو لم تكوني خائفة؟
التعليم في السودان حقق وثبات كبيرة في ضم المرأة لمقاعد الدراسة خلال العقود الماضية. الطلب على الشهادات العليا إرتفع كما إرتفع عدد المعاهد التي تقدمها، الجامعات والكليات أصبحت منتشرة في كثير من أحياء العاصمة والولايات في السودان. عند الدخول لإحدى الجامعات سيذهلك العدد الهائل للطالبات الإناث.
و لكن حاول الدخول لأي مؤسسة سواء كانت حكومية أو خاصة، ستجد عدد الموظفات النساء كبير أيضاً، لكن بنظرة فاحصة فستجدهن عاملات (نظافة، حراسة، خدمات مراسلة وغيرها)، موظفات إداريات أو يشغلون المناصب الدنيا من السلم الوظيفي عبر المؤسسات. يوجد سقف زجاجي لا يمكن لأي حصة وزارية أن تحله. هذا السقف الزجاجي ليس من صنع الرجال فقط، فالنساء يتشاركون مسئولية صنعه كذلك، ونصيبهن بوضع حواجز جوهرية بينما وضع الرجال السقف نفسه. وحش الطموح، لتكوني طموحة وترتقي في السلم الوظيفي يتطلب ذلك أن تكوني مثابرة، مخاطرة، إستباقية ومنتهزة للفرص والنساء السودانيات تنقصهن الخبرة في هذه المجالات.
“الصور النمطية التي نتعرف عليها في طفولتنا تترسخ عبر مسيرة حياتنا وتصبح قناعات مُرضية ذاتياً. معظم المناصب القيادية يشغلها الرجال، لذلك لا تتوقع النساء الحصول عليها، وهذا أحد الأسباب التي تمنعهن من الحصول عليها”. الفصل الأول: فارق الطموح للقيادة: ماذا كنت ستفعلين لو لم تكوني خائفة؟
يوجد عنق زجاجة هائل في الوظائف التشغيلية والإبتدائية. إذا كانت هذه المناصب تشغلها نساء في سن الأربعين فما فوق، وهذه فقط هي الوظائف المتاحة للنساء، فأين سيعمل العدد الهائل من الفتيات المتخرجات حديثاً من الجامعات؟ على النساء مسئولية الإرتقاء في السلم الوظيفي ليفسحن المجال للشابات (والشباب) لشغر الوظائف الإبتدائية مع تزايد عدد الخريجين في سوق العمل. لكن الطموح والتطلع للقيادة كصفات للنساء تعتبر غير مقبولة وشاذة في المجتمع السوداني. لذلك عبارات عدم التشجيع والتثبيط التي نسمعها خلال مسيرتنا ترسخ الحواجز الجوهرية التي بنيناها لأنفسنا وتعيق تقدمنا.
“النساء نادراً ما يتخذن قرارات مصيرية بترك العمل. لكن خلال مدة عملهن يتخذن الكثير من القرارات الصغيرة كالتنازلات والتضحيات التي يعتبرنها ضرورية للحصول على أسرة”. الفصل السابع: لا تتركي العمل قبل أن تتركيه.أكثر النصائح تكراراُ للنساء منذ البلوغ تقريباً هي “إستعدي للزواج”، والبعض فعلاً يبدأن بالتخطيط للزواج قبل زمن طويل من الحدث الفعلي. بينما تتعثر النساء عبر رحلة الحياة مع هذه النصيحة في خلفية عقولهن (يزيدها كل شخص ترسيخاً وتثبيتاً) يقمن بالكثير من التنازلات والتضحيات والإختيارات (كالتنازل عن ترقيات ورفض وظائف في مدن أخرى) لذلك عندما يعرض شخص عليهن الزواج فإن وظائف النساء تكون قد فُصلت مُسبقاً على إحتياجات ربة المنزل أو تصبح غير ضرورية الإستمرار كلياً.
“بعد كل هذا التقدم، لا يزال هناك ضغط من المجتمع على النساء ليضعن الزواج نصب أعينهن من سن مبكرة”. الفصل الأول: فارق الطموح للقيادة: ماذا كنت ستفعلين لو لم تكوني خائفة؟
تباعاً لللإقتباس أعلاه، التعليم الجامعي أصبح سائداً في السودان، فقد إرتفع الحاجز من “المدرسة” إلى “الشهادة الجامعية”. ولكن بعد الإنتهاء من الجامعة يفترض على المرأة أن تتوقف عن طلوع السلم الأكاديمي، حتى لا تهدد الرجل بالماجستير أو الأسوأ : درجة الدكتوراه.
الزواج ليس هو المشكلة هنا، إنما المشكلة في وضعه في مقابل التقدم الأكاديمي والنمو العملي. كم منا ستستمر دونما شك في عملها بعد الزواج؟ لماذا تكون فكرة أن النساء الناجحات عملياً وشاغلات المناصب العليا يمثلن تهديداً على الرجال ويشعرنهن بعدم الأمان بهذا الشيوع؟ ما الذي يكلف أكثر؟ غروره أم نموها الوظيفي، وإستقرارها المادي، حريتها ورضاها عن نفسها لخدمتها لمجتمعها؟
“نحتاج تمثيل أكبر للنساء كموظفات ناجحات وأمهات سعيدات، أو حتى كموظفات سعيدات وأمهات ناجحات. الصور السلبية الموجودة حالياً قد تكون مضحكة، لكنها أيضاً تجعل النساء متخوفات عبر عرضها لتحديات الحياة كصعاب غير قابلة للتخطي. ثقافتنا تظل مبهورة: لا أعرف كيف تستطيع تحقيق ذلك !” الفصل الأول: فارق الطموح للقيادة: ماذا كنت ستفعلين لو لم تكوني خائفة؟
هنالك مساحة صغيرة للفتيات ليجدن الإلهام من النساء الرائدات، ناهيك عن تشكيل مستقبلهن الوظيفي ونموهن الشخصي وتحقيقه. الكثير من النساء إستطعن تحقيق أهداف وظيفية وأسرية. المشكلة في أننا نُخوف الفتيات من محاولة تحقيق تلك الأهداف مع بعضها والتطلع لإمومتهن المحتومة إلى درجة أصبحت أعداد الساعيات إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة في هذا الوقت والجيل تقل شيئاً فشيئاً. المحزن أن جيل أمهاتنا تمكن من تحقيق هذه المعادلة – عملت أمي حتى تجاوز سنها الأربعون، ولم يلمها أيٍ من أبنائها على ذلك. لا يجب التنازل عن شئ لتحقيق شئ آخر، لكن تبقى الأسطورة المرعبة مستمرة.الحوجة لخلق موازنة الحياة والعمل مهمة لإعطاء النساء الفرصة للتميز في مجال العمل. طالما ظل شبح “الفشل” يطاردهن سيخترن الحياة على العمل – من ستختار العمل تحت ضغط إتهامها بأنها أم مهملة أو تحت ضغط تحمل مصاريف مربية أطفال؟ والقائمة تطول. المعادلة السحرية لخلق التوازن بين الحياة والعمل هو أمر يمارسنه النساء بالفطرة، ومخلوقات لتحقيقه. مهام المرأة من أصعب المهام في العالم، لكن النساء يقمن بها يومياً، في الغالب بدافع الحوجة لتوفير متطلبات الحياة، بينما البعض يقمن بها لتحقيق الرضا الذاتي والوظيفي وخدمة مجتمعاتهن. بغض النظر عن الأسباب، الإختيار بين الحصول على منزل والحصول على وظيفة يجب أن يكون خيارها هي لا خيار المجتمع (أو زوجها، أصدقائها، والديها، والدي زوجها .. الخ). عندما لا تعطى النساء الحق للعيش في مستوى يناسب قدراتهن، فإنهن يخضن معارك خاسرة ضد الخوف وإنعدام الثقة بالنفس مما يعيق ويقطع عليهن كل سبل النجاح.
عن الأبناء والرجال
متزوجة وناجحة وظيفياً؟ أمامك معارك أشرس.
نحن متساهلين مع فتياتنا اللآئي يتعاملن مع توقعات المجتمع كثوابت. ينفق الأهل أموالاً طائلة في تعليم أبنائهن، وفي اللحظة التي تقرر فيها الفتاة التركيز على بناء أسرة – قد يستمر ذلك لمدة 15 سنة – تجد المساندة من أهلها والمجتمع ككل. توفُر خيار العمل ميزة عظيمة، لكن يوجد بُعد لا أحد يتحدث عنه وهو: المسئولية المجتمعية. الحصول على التعليم يكون مجدياً فقط في حال إنعكس إيجاباً على فائدة المجتمع، بخلاف ذلك فهناك شخص آخر أحق بمقعد الجامعة سيخدم المجتمع لل 40-50 عاماً المقبلة كما هو متوقع. توقعات المجتمع لإمكانات المرأة يجب أن تتطور بصورة كبيرة، كما يجب أن تتطور المؤسسات والسياسات الوظيفية الخاصة بعمل الأمهات (خيارات تتضمن ساعات عمل مرنة، العمل من المنزل, الرضاعة أثناء ساعات العمل وغيرها).“هل هناك خصائص وراثية في الجنسين تجعل النساء أكثر مقدرة على الرعاية والرجال أكثر ثقة بالنفس؟ إحتمال غير بعيد. مع ذلك، وفي عالم اليوم، حيث لا يجب أن نذهب للصيد لتوفير طعامنا، فإن الرغبة في القيادة هي سمة مصنوعة ومترسخة ثقافياً. كيف يرى الأفراد ما يمكنهم ويجب تحقيقه في العموم يتشكل عبر توقعات المجتمع.” الفصل الأول: فارق الطموح للقيادة: ماذا كنت ستفعلين لو لم تكوني خائفة؟
كل شئ يرجع لتوقعات المجتمع. إذا نظرنا للمرأة كعضو مشارك بالتساوي في بناء المجتمع فإننا نضع مسئوليات مساوية على عاتقها تخلق توازناً مع مسئوليات شريكها والمؤسسة التي تعمل بها. ببساطة الأزواج والموظفين يجب أن يدفعوا النساء الراغبات بالتقدم وظيفياً وأن يصبحن أمهات لأن يفعلن ذلك براحة وثقة.
أقول يدفعوا لأننا نحمل حمولة عقود من الرسائل المبطنة التي تخبرنا بأن نجلس في آخر الغرفة، وألا نرفع أيدينا، وألا نتكلم أو نتصرف بذكاء، وألا نتكلم بصوت عالي، وألا يكون لنا آراء، ولا نحدث تغيير، ولا نطمح ولا نُلهم، لا نشارك ولا نتميز في غرفة مليئة بالرجال.
“قد يكون هناك جانب نشوئي في أن أحد الوالدين يعرف أكثر ماذا يضع في صندوق غداء الطفل. المرأة بإعتبارها المرضعة تعتبر أول صندوق غداء للطفل. لكن حتى ولو كانت الأمهات بطبيعتهن أكثر قدرة على الرعاية فإن الأباء يستطيعون مجاراة هذه الموهبة بالمعرفة والجهد.” الفصل الثامن: اجعلي شريكك شريكاً حقيقياً.
المرأة العاملة لن تدع الكرة تسقط – الشعور بالذنب عظيم. ولكن القليل من المساعدة من شريكها يحقق نجاحاً كبيراً. لا يوجد شئ تفعله الأمهات لا يمكن تعلمه، فالطفل ينتقل بسلاسة بين الأمهات والجدات والمربيات دون فرق يذكر. إذا كان الرجل راغباً في تشارك المسئولية، فسيتمكن من تعلُم قيود الأبوة.
من المنطقي أن يساهم الرجال بفاعلية في مساعدتنا على الخروج من الظل سواء في البيت أو العمل، وأن يشجعوننا على: إيصال أصواتنا في الإجتماعات، القبول بالترقيات، قيادة فريق العمل، الغاء تحضير وجبة الغداء لتلقي مكالمة عمل مهمة أو السفر إلي الخارج عدة مرات في السنة لأسباب متعلقة بالعمل.
كيف سنتقدم؟
هذا كتاب مساعدة ذاتية في النهاية، لذلك فهذه بعض الدروس للواتي ما زلن عالقات في الدوامات المذكورة سابقاً.
إدفعي نفسك خارج الظل
“الفرصة المتساوية لا تكون متساوية حتى يحصل الجميع على التشجيع الذي يجعل الحصول على تلك الفرصة ممكناً.” الفصل 11 : العمل معاً نحو المساواة.
عندما تبدأ المرأة بالجلوس في مقدمة طاولة الإجتماعات، أو تتطوع لقيادة مشروع أو تأخذ وظيفة خارج المدينة، ستواجَه بمقاومة من كل من حولها حتى نفسها. عندما نثبت مقدراتنا سيأتي الدعم وكذلك الفرص، لكن لا شئ على الإطلاق يأتي لأولئك الذين يجلسون في الظل. من المهم إدراك أن التشجيع يبدأ من الداخل، لكن ذلك لا ينفي حوجتنا للحصول عليه من الآخرين. هنا تأتي أهمية أن نحيط أنفسنا بنساء ورجال يشابهوننا في الأفكار ويدعمون تقدم المرأة.
إحصلي على مرشد أو موجِه
“حقيقة أن الإنسان يشعر بأنه ملزم برد الجميل ثابتة في كل المجتمعات تقريباً وتمثل أساس في كل العلاقات الإجتماعية. وعلاقة الموجِه بالموجَه ليست إستثناءً. عندما تقام بطريقة سليمة يستفيد منها كل الأطراف”. الفصل الخامس: هل انت موجهي؟
الحصول على موجِه أو ضامن يشبه الحصول على واسطة لكن بطريقة سليمة. بناءً على مقدراتك وتقدمك الوظيفي يختارك الموجِه أو يمكن أن تطلبي أنتِ أن يصبح موجهاً لكِ للمساعد في تطوير مهارات معينة. يعمل نظام التوجيه أو الضمان على توفير شخص يشهد لك بالكفاءة والخبرة اللازمة للحصول على ترقية أو منصب وظيفي مختلف (داخل أو خارج المؤسسة). في كلا الحالتين يجب أن تبرهني وتثبتي كفاءتك ومقدراتك الوظيفية. يمكن للموجه أن يصبح أكبر داعميك.
فكرة أن تجدي شخص ضليع في مجال معين تعتقدين أنه مفيد لتقدمك يجب أن تكون فكرة في مقدمة أولويات أي شخص. واحدة من المبادرات التي تقدم مثل هذه الخدمة لفائدة الفتيات السودانيات على وجه الخصوص هي مبادرة السودانية للإرشاد. يجب أن تبادر النساء في الحصول على موجِه في مجال العمل أو نِد، وتحديد أهداف وخارطة زمنية والعمل على الإلتزام بها وتحقيقها، هذه طريقة جيدة للوصول إلى المناصب القيادية.
“تتفادى النساء المبتدئات والرجال في المقامات الوظيفية العُليا الدخول في علاقات التوجيه والإرشاد خوفاً من أحكام الآخرين .. هذا التنصل من المسئولية يجب أن ينتهي. العلاقات الخاصة تأتي بالوظائف والترقيات لذلك يجب أن يكون من الطبيعي أن يقضي الرجال والنساء بعض الأوقات غير الرسمية سوياً كما يحدث في العلاقات بين الرجال والرجال. ” الفصل الخامس: هل انت موجهي؟
هذه مشكلة مزعجة جداً. الرجال يحتلون كل المناصب الوظيفية العُليا في السودان. لذلك إذا إحتاجت المرأة الحصول على بعض الإستشارات أو التوجيه من شخص في منصب وظيفي متقدم فإنها دون شك ستلجأ لرجل.
نصيحتي: تجنبي المقابلات على وجبات العشاء، إلجئي للتواصل الإلكتروني، المكالمات الهاتفية أو عبر برنامج سكايب والبريد الإلكتروني، وكوني صريحة حول علاقتك بموجِهك – أخبري الجميع عن حصولك على فرصة توجيه عظيمة من السيد المدير لتقطعي عليهم الطريق في نسج الإشاعات والفرضيات عن طبيعة العلاقة. والأهم أن تضعي أهداف واضحة وجدول زمني لتحقيقها وتتأكدي أن الطرف الآخر ملتزم بها لنفس أسبابك.
لحسن الحظ، تماماً كما نستطيع عملياً العثور على أي شئ إذا سألنا الآخرين يمكن أن نجد موجِهات نساء بنفس الطريقة. كوني واضحة في تحديد أهدافك ونوع التوجيه الذي ترغبين في الحصول عليه، إسألي كل من تعرفين أن يرشح لك شخص يصلح أن يكون موجِهاً – ثم أجري مقابلات مع الأشخاص الذين لا تعرفينهم لكنهم قد يكونون الموجِهين الذي تبحثين عنهم.
تصالحي مع مشاعر الكراهية
“آريانا هافينغتون مؤسسة هافينغتون بوست تؤمن أن تعلم الوقوف في وجه الإنتقادات مهم للنساء.” الفصل الثالث: النجاح والقبول.
واحدة من أهم سمات السباحة عكس التيار هي المرونة. الخطوة الأولى هي التسليم بأن هناك صور نمطية ومقاومة داخل بيئة العمل والمجتمع بصورة عامة. الدعم والتشجيع سيأتي في جرعات صغيرة لذلك يجب أن تصنعي رصيدك الشخصي من الإنجازات والنجاحات. الإنتقاد في المقابل سيكون مستمر ووفير.
“بعد أقل من ستة أشهر لإنضمامي لفيسبوك، جلسنا انا ومارك لأول تقييم رسمي لأدائي. واحدة من الأشياء التي أخبرني بها كانت أن رغبتي أن أكون محبوبة من الجميع ستعيق تقدمي.” الفصل الثالث: النجاح والقبول.
كلنا بشر نساء ورجال نتأثر بما يقوله الآخرون وفي النهاية كلنا نرغب في الحصول على القبول. لذلك على النساء الإستعداد لإجادة دور لطيفة – لكن – عنيدة – مجتهدة – عملية والعمل على بناء أنفسهن لمواجهة سيل من الضغوطات لإخضاعهن لمعايير المجتمع – التي جزئياً تجبرنا على الإختيار بين العمل أو الحياة. ليس من الخطأ أن يفشل الشخص في موازنة عدد من الكرات وغالباً ما نواجَه بقرارات مصيرية لكن نأمل أن تكون الظروف والأحداث هي المتغير الرئيسي وليس الجنس.
إدفعي الأخريات معك نحو التقدم
“عندما يتحدث الناس عن إمرأة تقود طيارة، إمرأة مهندسة أو إمرأة تقود سيارة سباق، كلمة إمرأة تكون مصحوبة ببعض الدهشة. الرجال في عالم العمل نادراً ما يُنظر إليهم بنفس منظار النوع. إذا بحثت في قوقل عن “المدير التنفيذي الرجل ل فيسبوك” ستأتيك الرسالة: لا توجد نتائج.” الفصل العاشر: دعونا نبدأ بالحديث عن ذلك.
إذن لقد فعلتيها، لديكِ انجازات عديدة، أرضيتي والديك بأحفاد، إستطعتي خلق الموازنة وإنجاز العديد من المهام والآن تحتلين أعلى المراتب في المؤسسة؟إدفعي الأخريات معك نحو التقدم.
قدمي لهن التوجيه، قدميهن في الإجتماعات، شجعيهن للتقديم لوظائف في الخارج، إدعمي حصولهن على ترقيات ودائماً كوني حساسة تجاه العبارات التقليدية التي تُرسخ الشك والخوف في قلوبهن، ساعديهن ليستطعن شق طريقهن بثقة ورقي. هذه مسئوليتك ومسئولية أي إمرأة، رجل، أم، أب، موظف مستنير.
شارك: