هي دي مصر يا عبلة !!
مرازيق………… ولاد الكبش
عرض نادى السينما منتدى شابات المرأة الجديدة فيلمى“مرازيق” و“ولاد الكبش“. حضر العرض مخرجة ومنتجة وكاتبة سيناريو الفيلمين أ/ أمل فوزى الصحفية بمجلة صباح الخير. جدير بالذكر أن فيلم“مرازيق” قد حصل على العديد من الجوائز مثل: جائزة سعد النديم لأفضل فيلم تسجيلى (عمل أول) المهرجان القومى أبريل ۲۰۰۷ ، جائزة أحسن فيلم تسجيلى من مهرجان الصورة (المركز الثقافى الفرنسى) مارس ۲۰۰۷، والجائزة الفضية من مهرجان قليبيه الدولى لأفلام الهواة، أغسطس ۲۰۰۷. بينما حصل فيلم“ولاد الكبش” على جائزة أحسن فيلم تسجيلى من مهرجان ساقية الصاوي الثالث للأفلام التسجيلية يوليو ٢٠٠٧.
مرازيق“ترنيمة الرضا والشجن“
فيلم مرازيق هو تسجيلي قصير يستعرض حياة سكان قرية“مرازيق” وهي قرية تبعد عن القاهرة ٤٠ كم وتشتهر بزراعة النخيل كمصدر رئيسي للدخل. جاءت فكرة الفيلم في إطار مشروع تصوير لموسم البلح ولكن بساطة الناس ورضاهم اقتنصا الكاميرا ليصبحا موضوع فیلم“مرازيق“.
ترصد“أمل فوزى” بعدستها مفردات أهالى“مرازيق” لتفتح قاموسا جديدا لمعان تمر علينا مرور الكرام، فهي مفردات ذات معان إيجابية استمدها أهالى المرازيق من نخيلها الشامخ.
“أرزاق“….. فيروى لنا“أبو النور حمدي” الشاب الجامعي مدى عناء الإنسان وشقائه من أجل توفير الرزق والرضا بتوفير ما يسد الرمق من أجل يوم جديد. ولكن كلمة أرزاق تخلو من التلهف على المادة وتعكس طيبة الأهالى التي لا يمكن تجاهلها.
“ستات” …. المرأة في قرية المرازيق أحلامها بسيطة، ولا تطمع إلا في أن تأتيها هدية في عيد الأم أو تذهب لزيارة بيت الله الحرام. امرأة المرازيق راضية بتعليم متوسط وزوج وأولاد وهذا كل شيء.
صبيان وبنات …. مرح وبراءة وضحكات. أطفال توارثوا الرضا بالواقع ، فطفلة صغيرة قررت ألا تكمل تعليمها لتبقى في المنزل.
راضين…. الكل في مرازيق راض بواقعه، دائم النظر إلى إيجابيات الحياة بشكل يدعونا إلى التفكير بعمق في معنى السعادة“فالرضا بالمقسوم من وجهة نظرهم راحة ونعمة“.
ويطرح السؤال نفسه، هل ثمة واجب على المنظمات الأهلية أن تتدخل تجاه النساء مثلا في المناطق النائية والريفية بهدف زيادة وعيهن وتوفير فرص مختلفة لهن بدلا من حصرهن في أدوار محددة وتهميشهن؟ أم ترى هل تترك المرأة على حالها سعيدة راضية؟ ومع ذلك فانا لا يسعنى سوى التفكير في أطفال الطبيعة البكر الذين يمكن إن منحوا فرصا حقيقية أن يظهر بينهم عالم ، وأن يحيوا حياة أفضل. ولكن يظل تعريف الحياة الأفضل غامضا؟ فكم منا يعيش حياة أفضل من أهل هذه القرية وغيرها وينقصه الرضا والسعادة!
ولاد الكبش……..”كده كده ميتين” !!
فيلم“ولاد الكبش” فيلم تسجيلي قصير مدته ۱۳ دقيقة برصد حريق منطقة“قلعة الكبش” وهي منطقة عشوائية بحي السيدة زينب يسكنها ۱۲۰۰ أسرة في أكشاك خشبية وقامت المخرجة“أمل فوزي” بتصوير هذه المشاهد في اليوم التاسع للحريق. يستعرض الفيلم معاناة الأهالي في الحصول على سكن يحفظ آدميتهم فيروى لنا أحد السكان معاناته بعد أن احترق الكشك الخشبي الذي كان يقطنه، فقد طلبت منه الجهات المختصة أن يحضر ما يثبت ملكيته لبيته في المنطقة كي يستلم سكنا فيسخر قائلا: كيف أثبت امتلاكي لبيت في منطقة عشوائية؟؟
وأخرى ما زال لديها بقايا حلم ورغبة في غد أفضل لأبنائها ترى مشكلتها – رغم فداحة الكارثة والحياة غير الآدمية التي تعيشها – في رفض المدرسة دخول ابنتها بدون حذاء. وتصرخ أخرى خوفا عليهن من خطر الاغتصاب الذي سوف يهدد بناتها فهن نائمات في الشارع. ينتهي الفيلم بجملة ذات دلالة خطيرة على لسان شاب مراهق يقول:”إحنا ممكن نعمل أى حاجة ……… إحنا كده كده ميتين“
مع ارتفاع الأصوات الساخطة والغاضية انتهى الفيلم وهو يدفعنا إلى التفكير في أن وراء كل صوت غاضب قصة كانت وراء تصوير الفيلم الذي فاجأتنا“أمل فوزى” في أنها لم تخطط لتصويره ولكنها صحبت كاميراتها وذهبت لمتابعة الحريق وبعد التصوير شعرت، كما قالت“ربنا هيحاسبني لو ماعرضتش الفيلم“.
عرض الفيلم من قبل فى نقابة الصحفيين من قبل بحضور ممثلين من منظمات المجتمع المدنى حتى يجد الأهالى من يسمع مطالبهم وتطرق النقاش لحال أهالى الكبش والعشوائيات فى مصر بالرغم من أن مطالبهم مشروعة وبسيطة وللأسف أغلب سكان هذه العشش لا يملكون سندا يثبت ملكيتهم لهذه الأرض. لم يكن لدى أهالى قلعة الكبش سوى مطلب وحلم هو الحصول على مسكن يعوضهم عن منازلهم التي احترقت في التاسع عشر من مارس ۲۰۰۷. إن ما يحدث في قلعة الكبش الآن ليس سوى جزء بسيط مما يحدث في عشوائيات مصر؛ والتي ستصبح“قنبلة موقوتة” في وجه المجتمع ما لم يتم إيجاد حل لها. فهل من مجيب !
مرازيق وقلعة الكبش وجوه باسمة ووجوه غاضبة، بين عالمين مختلفين، بين الرضا والسخط بين الشجن والضجر، هي دي مصر“يا عبلة“.