ورشة إسطنبول

التصنيفات: غير مصنف

ورشة إسطنبول

في إطار الاهتمام العام لملتقى المرأة والذاكرة بالأنشطة والأحداث الثقافية التي تدور في مجالات التراث الحضاري ودور المرأة فيه أو تفاعلها معه، وكذلك التأصيل التاريخى لقضايا التشكل الثقافي والاجتماعي للجنسين، تسعى الرسائلإلى التعريف بأية إضافات على هذا النهج ورصد التجارب والاتجاهات البحثية في أماكن أخرى التي تمت بصلة إلى وضع المرأة العربية أو المسلمة في المجتمع وعلاقته بالقيم الثقافية والممارسات الاجتماعية، وذلك على سبيل مد جسور التواصل والمعرفة ومن أجل الاستفادة من المنظور المقارن وتوسيع آفاق التجربة.

وقد حضرت ورشة عمل دولية في إسطنبول من ۱۱ ۱۳ سبتمبر ۱۹۹٦ بعنوان المرأة في السياسة الإسلامية : بين الظهور في الحياة العامة وأخلاقيات الجماعةبدعوة من نيلوفر جولىأستاذة علم الاجتماع بجامعة بوجاجيسيإلى مجموعة من الباحثات العربيات من مصر ولبنان وتونس والجزائر والمغرب ومن إیران وتركيا إلى جانب حضور بعض طالبات وطلبة الدراسات العليا بقسم العلوم الاجتماعية في الجامعة الذين يتناولون في رسائلهم أيضًا ظاهرة النساء الإسلاميات في المجتمع التركي الحالي، المناصرات للتوجه الإسلامي حديثًا أو المنتميات إلى أحزاب إسلامية بالتحديد.

كان الموضوع العام الذى اجتمع عليه الباحثون والباحثات وأوراقهم هو الحركات الإسلامية في البلدان الأخرى، وصلتها خاصة بوضعية النساء في المجتمعات المختلفة، وذلك بهدف مخاطبة التشابك بين قضايا الجندروالعمل السياسي والمبادئ الدينية على مستوى مقارن. وقد أرست الأستاذة جولىفي تقديمها للورشة في اليوم الأول الأطروحة الأساسية موضع المقاربات المختلفة، ألا وهي بالتحديد: مركزية النساء في المشروع الإسلامي الحالي بسبب مشاركة المرأة الفعالة في العمل السياسي والحزبي مما أكسبها في بعض هذه المجتمعات أدوارًا جديدة في المجال العام وصوتًا مسموعًا، بل وعملا مجددًا في برامج التوعية والإصلاح، مما قد ينشأ عنه عملية شد وجذب بين هذه الممارسة الفعلية وتطور حياة النساء المسلمات المهنية من ناحية، ومفهوم الأدوار التقليدية التي قد تكون جزءًا من ثقافة الحركة المنتميات إليها من ناحية أخرى والملاحظ والكلام لا يزال لـ جولي” – من النتائج الإيجابية لهذا التفاعل أن النساء الإسلاميات يعمدن إلى تكوين منظومة جديدة على الساحة تحتمل هذا التزاوج بين حياتهن العملية النضالية النشطة ومرجعية إسلامية تكون مصدر قوة ودعم لهذه الحياة.

وبناء على ذلك تم طرح التساؤلات الآتية : ما تأثير هذه الحركات على تطور مفهوم هوية المرأة المسلمة في المجتمعات الإسلامية، وعلى نظرة هؤلاء النساء إلى عملهن المهني والسياسى فى علاقته بهويتهن الإسلامية وذواتهن داخل الجماعة ؟ ماذا يكون الموقف الفكرى لهؤلاء النساء من التراث غثه وسمينه هل هو موقف نقدى أم تقليدى ؟ هل الممارسة السياسية النشطة تعزز أيضًا الوعى والمعرفة الدينية فتكون هذه المعرفة بدورها مصدرًا آخر لتعزيز مكانة النساء فى المجتمع الإسلامي؟ ما العلاقة بين النشاط الإسلامي للنساء وقضايا الجندرأى أشكال التفاعل وموازين القوة بين الرجال والنساء تحت مظلة هذا العمل ؟ وكيف تختلف أو تتماثل هذه التجارب باختلاف الأوضاع الاجتماعية والسياسية والأبعاد التاريخية والثقافية في كل بلد ؟

وبالفعل فقد عرضت كل باحثة من الموجودات التجربة الإسلامية فى بلدها وفى سياق المجتمع وبيئته، ودور النساء فيها ونظرتهن إلى أنفسهن وإلى مجتمعهن من خلال منظور سياسى ودينى مشترك، وكان من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر ودرجات التقييم بين متفائلات بإيجابيات العمل الإسلامى للنساء وبين متشككات في جدوى التجربة ونفعها للمرأة. ومع ذلك تحدث الجميع وتبادلوا الخبرات وعبروا عن الآراء المتباينة التي لم تمنع من تولد مساحة مشتركة مفادها الاهتمام بتعريف النساء لأدوارهن وهويتهن الثقافية / الدينية في المجتمعات العربية / الإسلامية، وكذلك الاهتمام بمد جسور التعارف بيننا. وأذكر هنا دلال البزرى وعزة بيضون من لبنان وزينب صمندى من تونس وكل من بثينة شريعة ودرية شريفاتي وشريفة بوعيطة من الجزائر، ومنية بناني شريبي من المغرب، ثم فريبة عبد الكاخ من إيران، إلى جانب الدارسين والدارسات من تركيا، مثل كينان ساير وبوكت تركمان وألف سنار.

شارك:

اصدارات متعلقة

اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10
شهادة 9
شهادة 8
شهادة 7
شهادة 6