صفيه المخفية
نهاركم سعيد.
أنا صفيه المخفية. اسمي الحقيقي صفيه، لكني مخفية. قصدي طبعاً مخفية في الحواديت والحكايات الشعبية. مخفية لا لي اسم ولا هوية أنا الست العجوزة اللي بتظهر في الحواديت وحكايات ألف ليلة وليلة،وتحتال على نعم مرات نعمه وتخرجها من بيت جوزها وتبيعها في سوق الجواري.
أنا برضة الدادة اللي بتساعد ست الحسن والجمال على الهرب من مصير كئيب لا يرضاه لا عدو ولا حبيب. دوري صغير وقصير. أظهر واختفي على طول. لكنه دور سامي في تعقيد الأمور. لكن، لا يمكن أبداً أكون بطلة أو ألعب دور رئيسي في الحدوتة.
إيه يميزني وليه أنا مخفية؟ يمكن كبر السن أو العجز أو الحكمة أو كتر التجربة. لكن، أهم شيء هو إن عمري الافتراضي انتهى. عمري الافتراضي كمصدر أو موضوع للشهوة، انتهى. زمان كنت برضه ست الحسن والجمال. لي دور طويل،مره أهرب من ابن السلطان،مره انفد بجلدي من أخويا وأبويا، ومره أتسخط كلبة، ومره استسلم لقدري وأقول ما تفرقش.
في الحقيقة، كنت برضه مخفية من غير اسم ومن غير شخصية. أتشال واتحط واتحط وأتشال. على رأى الناس الفهمانه: “طول عمرك يا خاله وأنتي على دي الحالة“. أهم حاجة في كانت الجمال. يعني كنت ظاهره لكن حقيقي مخفية.
دلوقتي وبعد ما انتهى عمري الافتراضي، بقيت بجد مخفية. وضع مربح وله مزاياه الكتيرة أروح وأجي زي ما أنا عايزه. أدخل بيوت وأنام في قصور.
أحب أكون صفية الحقيقية. أحب أكون دايمًا أنا، زي ما أنا. أحب يتقال اسمي، صفيه، والناس تعرفني وتشوفني وتسمع عني. أحب أكون موجودة في الدنيا. أحب…. كفاية كده. وخلصت الحدوتة.