حتى لا ننسي

طباعة: Promotion Team

تاريخ النشر:

2002

تصميم:

مقدمة:

في هذا الكتاب الصغيروضعنا عينة بسيطة من التاريخ…. عينة من تاريخ وذاكرة شعب.. لكي نفهم ونعي جميعا ما يحدث الآن أمام أعيننا..

فما يحدث في فلسطين منذ عام ١٩٤٧ (علي ايدي القوي الصهيونية) ليس هدفه فقط القتل والترهيببل هناك ما هو أفظع وأبشع (إذا كان ذلك ممكنًا!) وهو محاولة محو الذاكرة.. كأساس لوجود شعب بأكمله.

أن كل ما يحدث اليوم حدث في أكثر من أربعة آلاف قرية فلسطينية.. تم محوها من الخرائط إذ دمرت كل مبانيها وسويت بالأرض وأبيد سكانها وأحرقت سجلاتها المدنية والعقارية لكي تتحقق الأكذوبة الكبرى.. وهي أن إسرائيل بنيت على أرض بلا شعب !!!

إن ما يحدث هو جزء من سلسلة لم تكتمل بعدسلسلة تعكس الإصرار علي اكتمال مؤامرة بدأت منذ أكثر من نصف قرن بمباركة العالم وراح ضحيتها شعب بأكمله….. شعب أصر أن لا يمحي من الوجودوأن يظل يقاوم إبادته.. ولذلك السلسلة تستمر…..

إن الذاكرة – مثلها مثل المنازل وكافة الأشياء الكبيرة والصغيرة التي ننسج منها حياتناهي الأساس التي يبني عليها الكبار والصغار حاضرهم ومستقبلهم.

وفي هذه المساهمة المتواضعةنحاول إحياء هذه الذاكرةذاكرة كل قرية وكل منزل وكل شهيد.. راح ضحية هذه المؤامرة الدنيئة التي تمت بمباركة قوي وحكام العالموسكت عنها ضمير الإنسانية….

نحن شهود علي ما يحدث الآن.. كبار وصغار.. نساء ورجال.. نحن شهود علي كل ما يحدث من تدمير لمنازل علي رؤوس أصحابهامن قتل لأطفال ونساء ورجال وشيوخمن اعتقالات وتعذيب.. من ترهيب وترويع وتجويعنري ما يحدث أمامنا وكأنه يحدث لنا.. لا نستطيع بعد اليوم تبرئة أنفسنا من المسئولية بدعوى الجهل.. فلقد أصبحنا جزء من الذاكرة.. ذاكرة الإنسانية.. ذاكرة الشعب الفلسطيني الباسل..

ونحن لن ننسي

مذبحة فندق الملك داوود (فلسطين):

٢٢ يوليو ١٩٤6

قامت الجماعات الإرهابية المسماه جماعةأرجونبالتعاون مع الهيئة اليهودية التي يرأسها بن جوريون بالقيام بتفجير فندق الملك داوود. هدف التفجير: تدمير كافة الأدلة التي جمعتها القوات البريطانية آنذاك التي تربط عمليات الإرهاب والسلطات الإسرائيلية بالعمليات الإرهابية النتيجة: أسفرت العملية عن قتل ٩٢ من الإنجليز والعرب واليهود وجرح نحو 58 فرد.

مجزرة بلد الشيخ (فلسطين):

30, 31 يناير ١٩٤٧

قام 150 – ۲۰۰ إرهابي صهيوني بشن هجمة على مدنيين فلسطينيين الهجوم حدث ليلاً وتم قتل الناس فى منازلهم وهم نائمين.. أسفرت هذه المجزرة عن قتل ٦٠ من المواطنين فى منازلهم؛ أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.

مجزرة ياهيدا (فلسطين)

١٣ ديسمبر ١٩٤٧

وقفت ٤ عربات أمام مقهى فى القرية مهيداى (بجوار بينا تيكفا أول مستوطنة يهودية) وفتحوا النيران على الفلسطينيين, ثم وضعوا قنابل بجوار منازلهم. تم قتل ١٢ من المواطنين وجرح ٢٣.

مجزرة القساس (فلسطين):

١٨ ديسمبر ١٩٤٧

سياراتان من إرهابى الهاجاناة مرت بقرية قساس (بجوار الحدود السورية اللبنانية) أطلقت القنابل على مجموعة من المدنيين وقتلت ١٠ منهم.

مجزرة قزازة (فلسطين):

١٩ ديسمبر ١٩٤٧

5 أطفال فلسطينين قتلوا عندما فجر مجموعة من الإرهابيين الصهاينة منزل في قرية مختار.

مجزرة فندق سميراميس (فلسطين):

صعدت المجموعات الصهيونية الإرهابية حملتها ضد العرب ففجرت فندق سميراميس في القدس مما نتج عنه تهدم الفندق على كل النزلاء، بعد أن انتهوا من الفندق بدأوا بإطلاق النار على كل المنازل في المنطقة المجاورة, وهذه بعض أسماء من قتلوا في هذه المجزرة:

يحيى الطاهر (مسلم), مارى مسعود (مسيحية), جورجيت فوزى (مسيحية), عباس عوضين (مسلم), نزيرة لورنزو (مسيحية), محمد صالح أحمد (مسلم), عاشور عبد الرازق (مسلم), إسماعيل عبد العزيز (مسلم), إمبير لورنزو (مسيحى), رؤوف لورنزو (مسيحي), أسرة أبو صوان (أسرة مسيحية) الزوج, الزوجة و5 أطفال. وبجانب من قتلوا, جرح ١٦ آخرون.

مجزرة دير ياسين (فلسطين)

٩ أبريل ١٩٤٨:

العصابات الإرهابية الصهيونيةتسل, والأرجون والهاجانادخلوا القرية ليلة ٩ أبريل عام ١٩٤٨.

الهدف: طرد الفلسطينيين من أرضهم.

الطريق: تفجير المنازل وحرقها وقتل من فيها.

بدأت الهجمات بعد منتصف الليل وبالرغم من الدفاع المستميت الذي أبداه الفلسطينيين في الدفاع عن بيوتهم وأهلهم.. إلا أن القتل استمر من منزل إلى منزل مصحوباً بدعوة الأهالى لترك منازلهم وإلا قتلوا جميعاً. تم قتل جميع من خرج من منزله بعد تفجير المنازل الذي استمر في اليوم التالي. من بقى حياً, تم وضعه أمام الحائط وإطلاق النار عليه. تم حفر مقبرة جماعية ودفن فيها ٢٥٠ فلسطيني عربي, أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ.

مجزرة ناصر الدين (فلسطين):

١٣ ١٤ أبريل ١٩٤٨

دخل فريق من العصابات الصهيونيةليهى، وأرجونالقرية ليل ١٣ أبريل متخفين في زي عرب. عندما خرجت الأهالى لاستقبالهم؛ قوبلوا بوابل مفاجئ من النيران التي حصدت أغلب أهالي القرية ولم يبق منهم سوى ٤٠. كما تم تدمير كافة المنازل وإزالة القرية العربية من على الخريطة.

مجزرة طنطورة (فلسطين):

مايو ١٩٤٨

إن ما يقرب من ٢٠٠ فلسطيني قُتل في هذه المجزرة على أيدى مجموعات الإرهاب الصهيوني. وقرية طنطورة هي قرية بقرب حيفا كان لديها ١١٥٠٠ مواطن, تم تدميرها لتفسح الطريق فيما بعد لعمل جراج وكيبوتز ومزرعة تعاونية.

وفي شهادة أحد الناجين من تلك المجزرة:

كانوا يأخذون ١٠ رجال ويضعوهم أمام جدار المقابر ثم يقتلوهم.. ثم يأتوا بـ ۱۰ آخرين ويقتلوهمإلخ.. كنت أنتظر دورى لأموت بالطريقة نفسها وأن أرى الرجال يحصدون واحداً بعد الآخر“.

آخرون تم قتلهم فى منازلهم. ويقول أحد المؤرخينتيدي كاتزفي لحظة معينة كان الجنود يطلقون النار على أي شيء يتحرك!!!

مجزرة قرية بيت دراس (فلسطين):

يونيو ١٩٤٨

بعد عدة محاولات فاشلة لاحتلال القرية. قامت العصابات الصهيونية بحشد قوات إضافية من جنودها؛ فقرر سكان القرية إخلاء النساء والأطفال، لكن العصابات الصهيونية هاجمت أولئك النازحين المدنيين وقتلتهم جميعاً.

مجزرة جامع الدهمش (فلسطين):

١١ يوليو ١٩٤٨

بعد احتلال اللد من قبل الفرقة ۸۳۹ الإسرائيلية بقيادة موشى ديان، أعلن الإسرائيليون للعرب عبر الميكروفونات أنهم سيكونوا في أمان إذا ذهبوا إلى الجامع. بالرغم من ذلك تم قتل (٨٠ – ١٠٠ فلسطيني) داخل الجامع. وأدت المجزرة إلى إرهاب الفلسطينين فى اللد والرملة الذي أجبروا على إخلاء منازلهم بعد تجريدهم من كل ممتلكاتهم وتم وضع السكان النازحين الآتين من اللد والرملة في معسكرات للاجئين بالقرب من رام الله. ومات منهم أثناء ذلك أكثر من ٣٥٠ في الطريق.

مجزرة الدوايمة (فلسطين):

٢٩ أكتوبر ١٩٤٨

على إثر مجزرة قُتل فيها أكثر من ١٠٠ سيدة وطفل, مما دفع الكثيرين لترك قريتهم؛ وعن تلك المجزرة الوحشية تم توثيق ما يلي:

قتل الأطفال بتحطيم رؤوسهم بالعصى. لم يكن هناك منزل يخلوا من قتيل أو أكثر. كانوا يأمرون النساء بالدخول إلى المنازل ثم يقومون بتفجيرها فوقهم. ومن شهادة مختار القرية (العمدة). عندما سألوه عن المجزرة، قال في ١٩٨٤: كانوا يقتلون كل من يروه في البيوت.. قتلوا أيضاً الناس في الشوارع.. وفجروا منزليفي اللحظة التي جاءت فيها الدبابة وبدأت الهجوم تركت القرية في حوالي الساعة العاشرة صباحاً مرت عربتان مصفحتان أمام جامع الدراويش: كان هناك ٧٥ شخصاً يصلون في الجامع.. وقتلوا جميعهم.. بينما كانت هناك 35 عائلة مختفية داخل كهوف حول القرية. وعندما عثر عليهم الصهاينة أمروهم بالخروج والسير صفًا واحدًا, إلى الأمام, وعندما بدءوا السير؛ تم قتلهم جميعًا بمدفعيين آليين من كلا الجانبين.

مذبحة حولا (لبنان):

٢٦ أكتوبر ١٩٤٨

تقع حولا جنوب لبنان على بعد بعض الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية. حین تجمع متطوعون عربيون لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي أسسوا مقرهم في حولا على مرتفعات مطلة على فلسطين. نجحت القوة في صد هجمات رئيسية على قرى لبنانية لكن المقاتلين انسحبوا فجأة في ٢٦ أكتوبر ١٩٨٤. هاجم عسكريون اسرائيليون البلدة للانتقام من مساندة سكانها للقوات المقاومة العربية. وفي يوم ۳۱ أكتوبر دخل حدود القرية عسكریین اسرائيلين يرتدون ملابس عربية. تجمع سكان القرية للترحيب بالرجال معتقدين أنهم مقاتلين متطوعين من العرب عائدين. وقد كانوا مخطئينجمع العسكريون 85 شخصًا ونفوهم في عدة منازل وأطلقوا ذخيرة حية على مدنيين وقتلوهم جميعًا عدا ثلاثة. لم يكفيهم هذا. نسف العسكريون المنزل وبداخلها جثث الموتى. وصادروا الملكيات والماشية. أما بالنسبة للثلاثة الذين نجوا من المذبحة فلا يزال أحدهم حيا بينما هرب الاثنان الآخران الى بيروت. وعقب اتفاقية الهدنة بين بيروت واسرائيل في عام ١٩٤٩ عاد سكان القرية لموطنهم ليجدوا منازلهم محطمة ومزارعهم محروقة. لا تزال حولا تحت الاحتلال الاسرائيلي حتى الآن وتحملت وطأة عداء إسرائيل للبنان. تبقى في القرية 200.1 فرد من 12000 كانت مذبحة حولا واحدة من سلسلة مذابح اسرائيل ضد المدنيين اللبنانيين.

مذبحة صلحا (لبنان):

عام ١٩٤٨

بعد أن أجبرت قوات الاحتلال سكان صلحا على دخول مسجد القرية أمرتهم أن يواجهوا الحائط ليطلقوا النيران عليهم من الخلف حتى تحول المسجد إلى بحر دموي حيث استشهد 105 فردًا.

مذبحة شرافات (فلسطين):

۷ فبراير عام ١٩٥١

انتهك الجنود الاسرائيليون الهدنة ودخلوا تلك القرية التي تبعد ٥ كم من القدس ونسفوا منازل مختار وجيرانه. قتل ١٠ منهم رجلين مسنين وثلاث نساء وخمس أطفال كما جرح ثمانية.

مذبحة قبيا (فلسطين)

١٤، ١٥ أكتوبر ١٩٥٣

كانت هذه القرية هدفا لللاعتداءات الاسرائيلية الوحشية. وقام بتنفيذه وحدات من الجيش النظامي كجزء من خطة معدة مسبقًا. تحركت قوة اسرائيلية مكونة من حوالي ٦٠٠ جندي صوب القرية ليلة عشية يوم ١٤ أكتوبر. بمجرد وصولها حاصرت القرية وفصلتها عن القرى المجاورة وبدا الهجوم الذي كان يستهدف المنازل. وفي أثناء ذلك كانت هناك قوى تتوجه إلى بلدات عربية مجاورة كشقبة وبردس ونعلين ليصرفوهم عن أى مساعدة للقرية. وقاموا بزرع الغام بطرق متنوعة لعزل القرية تمامًا. وأثناء مهاجمة المشاة الاسرائيليون لسكان القرية, كانت هناك وحدات من المهندسين العسكريين تضع متفجرات حول بعض المنازل ويقومون بتفجيرها وسكانها بالداخل وذلك تحت حماية رجال المشاه الذين كانوا يطلقون النار على من يحاول الهرب. استمرت تلك الأعمال الوحشية حتى الساعة الرابعة صباحًا. يوم ١٥ أكتوبر، كانت قوات العدو قد انسحبت للقواعد التي بدأت منها. كان هناك مشهدًا محددا انطبع في ذاكرة كل من رآه وهو لامرأة عربية كانت تجلس على كومة حطام وتنظر وهي بائسة للسماء. من أسفل حطام الحجارة ظهر سيقان وأيدي صغيرة لأطفالها الستة بينما كانت جثة زوجها المصاب بطلق ناري ملقاة على الطريق أمامها. نجم هذا الهجوم الارهابي الضاري عن تدمير ٥٦ منزلاً وقتل ٦٧ فردًا من الرجال والنساء وجرح الكثيرين.

مذبحة الأسرى الأولى (مصر):

١٩٥٦

قامت القوات الإسرائيلية بإعتقال ما يقرب من ٣٠ أسير مصري وقامت بدفنهم أحياء.

مذبحة في مدينة غزة (فلسطين):

٥ أبريل ١٩٥٦

أطلقت قوات الاحتلال قذائفها على المدينة وعندما فر المدنيين إلى الشوارع هربا من القصف قامت العصابات الصهيونية بفتح نيران الرشاشات عليهم: سقط 60 شهيد (27 امرأة – 29 رجل ٤ أطفال) و ١٠٣ جريح.

مذبحة خان يونس (فلسطين):

٣ نوفمبر ١٩٥٦

ارتكبت مذبحة أخرى يوم ۳ نوفمبر عام ١٩٥٦ حين احتل الاسرائيليون بلدة خان يونس ومخيم اللاجئين المجاور لها. يدعي الاسرائيليون أنه كانت هناك مقاومة لكن يذكر اللاجئين أن المقاومة قد توقفت حين حضر الإسرائيلين وأن جميع الضحايا كانوا مدنيين عزل. تمت الإغارة على عدة بيوت بشكل عشوائي. وتواجدت الجثث في كل مكان ولم يستطع أحد الخروج من منزله لدفنهم نظرا لحظر التجول المفروض. واكتشف تحقيق للأمم المتحدة في وقت لاحق أن الاسرائيليون بخان يونس ومخيم اللاجئين قد قتلوا 275 مدنيًا بهذا اليوم. أزيل النقاب عن مقبرة ضخمة في مارس عام ١٩٥٧ وذلك عقب الانسحاب الاسرائيلي من غزة تحت الضغط الأمريكي. احتوت المقبرة على جثث ٤٠ عربي أصيبوا بطلق ناري في مؤخرة رؤوسهم وكانت أيديهم موثقة.

مذبحة السموعي (فلسطين):

١٣ نوفمبر ١٩٦٦

قامت القوات الإسرائيلية بالإغارة على القرية ودمرت 125 منزل والمشفى والمدرسة، وطال القصف 15 منزل في قرى مجاورة : سقط ۱۸ شهید و٥٤ جريح

مذبحة السامود (فلسطين):

١٣ نوفمبر ١٩٦٦

أغارت القوات الإسرائيلية على هذه القرية ودمرت 125 منزلاً وعيادة القرية والمدرسة بالاضافة إلى ٥١ منزلاً في قرية مجاورة. قتل ١٨ شخصًا وأصيب ٥٤..

مذبحة الأسرى الثانية (مصر):

1967

قامت قوات الاحتلال بصف الأسرى المصريين وإطلاق النار عليهم: سقط ما يقرب من ٣٠ شهيد.

مذبحة مصنع أبو زعبل (مصر):

۱۲ فبراير ۱۹۷۰

قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف مصنع للصناعات المدنية: سقط 9 شهداء وعشرات الجرحى

مذبحة مدرسة بحر البقر (مصر):

8 أبريل ١٩٧٠ (مصر) قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف مدرسة ابتدائية في قرية بحر البقر: سقط ۱۳ طفل شهید و 60 جريح.

مذبحة كونين (لبنان):

١٥ أكتوبر ١٩٧٥

دهست دبابة اسرائيلية عن عمد سيارة كانت تحمل ١٦ فردًا وماتوا جميعًا

مذبحة عيثرون (لبنان):

1975

: بدأت المذبحة بانفجار قنبلة مفخخة قامت القوات الإسرائيلية بعدها بالقبض على ٣ أشقاء وقتلهم ثم إلقاء جثثهم في الطريق: سقط ٩ شهداء و ٢٣ جريح.

مذبحة حنين (لبنان):

١٦ أكتوبر ١٩٧٦

:بعد حصار دام شهرین وساعات من القصف, اجتاحت قوات الاحتلال القرية وحولتها إلى حطام: سقط ۲۰ شهید.

مجزرة بنت جبيل (لبنان):

٢١ أكتوبر ١٩٧٦

كان السوق المزدحم هو الهدف هذه المرة للقنابل الاسرائيلية التي قتلت ٢٣ شخصاً وجرحت ۳۰ آخرین.

مجزرة العباسية (لبنان):

۱۷ مارس ۱۹۷۸

أثناء اجتياح ۱۹۷۸ حطمت الطائرات الاسرائيلية مسجد المدينة على رؤوس النساء والأطفال وجميع من اتخذوا من المكان المقدس ملجأ يحتموا به من القذف الاسرائيلي العنيف واستشهد في هذا اليوم ٨٠ شخص.

مجزرة عدلون (لبنان):

۱۷ مارس ۱۹۷۸

كانت هناك سيارتان تقلان ٨ ركاب متجهون إلى بيروت تحت القذف الاسرائيلي, راكب واحد فقط هو الذي نجا من الموت.

مجزرة صيدا (لبنان):

٤ أبريل ١٩٨١

كان هدف الجيش الاسرائيلي سكان منطقة صيدا الآهلة بالسكان وكانت النتائج قتل العديد من المدنيين وتدمير العديد من المباني وراح ضحيتها ٢٠ وجرح ۳۰ آخرین.

مجزرة الفكهاني (لبنان)

١٧ يوليو ۱۹۸۱ (لبنان)

حدثت هذه المجزرة الرهيبة في منطقة الفكهاني السكنية المزدحمة عندما أغارت الطائرات الاسرائيلية مستخدمة أكثر المدفعيات تطورًا لتقتل 150 شخص وتجرح ٦٠٠

مجزرة بيروت (لبنان):

١٧ يوليو ۱۹۸8

تواصلت الغارات الاسرائيلية على أجزاء كبيرة من بيروت مثل الأوزعي ومنطقة الفكهاني, رملة البيضا، شاتيلا ومنطقة الجامعة العربية فقتل ١٥٠ شخص وجرح 600 آخرين.

مذبحة جبشيت (لبنان):

٢٧ مارس ١٩٨٤

قامت دبابات وطائرات قوات الاحتلال بقصف تجمع من الناس: سقط ٧ شهداء و۱۰ جرحى.

مذبحة سحمور (لبنان):

۱۹ سبتمبر ١٩٨٤

قامت قوات الاحتلال بقصف المدينة, وأمرت السكان بالتجمع في مسجد المدينة وقامت بإطلاق النار عليهم: سقط ۱۳ شهید و12 جرحى.

مذبحة سير الغربية (لبنان):

۲۳ مارس 1985

حدثت المذبحة في مبنى الحسينية حيث تجمع المواطنون للاحتماء من قصف قوات الاحتلال التي اجتاحت المدينة بأعداد كبيرة من المركبات العسكرية: ٧ شهداء.

مذبحة المعركة (لبنان):

5 مارس 1985

زرعت قوات الاحتلال عبوات متفجرة في مبنى الحسينية. وتم تفجيرها أثناء توزيع المساعدات على المدنيين: سقط 15 شهید.

مذبحة زرارية (لبنان):

۱۱ مارس 1985

بعد قصف عنيف قامت قوات الاحتلال باجتياح المدينة بمائة عربة مدرعة وأعدت لمجزرة بقتل الأطفال والنساء وكبار السن: سقط ۲۲ شهيد.

مذبحة حومين التحتا (لبنان):

۲۱ مارس 1985

بعد الهجوم على المدينة بـ ١٤٠ سيارة, أمرت قوات الاحتلال السكان بالتجمع في مدرسة القرية. ثم قاموا بهدمها على رؤوسهم: سقط ۲۰ شهید.

مذبحة شبعا (لبنان):

۳۰ مارس 1985

قامت قوات الاحتلال بحصار المدينة وقامت بإطلاق النار على الذين حاولوا الهروب من الحصار: سقط 5 شهداء و 5 جرحى.

مذبحة يحمور (لبنان):

١٣ أبريل ١٩٨٥

في الواحدة صباحًا قامت قوات مسلحة بإجتياح المدينة بسيارات مدنية وفتح نيران الرشاشات على المنازل: سقط ٤ شهداء و ۷۹ جريح.

مذبحة النهر البارد (مخيم فلسطيني للاجئين):

۱۱ ديسمبر ١٩٨٦ (لبنان)

قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف المخيم: سقط ۲۰ شهید و 22 جريح.

مذبحة عين الحلوة (مخيم فلسطيني للاجئين):

5 سبتمبر ۱۹۸۷ (لبنان)

قامت الطائرات الإسرائيلية بغارتين على المخيم، وأثناء جمع المتعلقات المتناثرة بعد الغارات فوجئ اللاجئون بغارة ثالثة: سقط ٦٥ شهيد و٤١ جريح.

مذبحة عيون قارا :

٢٠/ 5/ 1990

قام جندي إسرائيلي بصف عمال فلسطينيين وقتل وأطلق عليهم الرصاص من بندقيته الآلية وقتل ۷ شهداء. وقامت قوات الاحتلال على المتظاهرين بسبب هذا الحدث: سقط ۱۳ شهید.

مذبحة صدقين:

25/ 7/ 1990 (لبنان): قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف منزل مدني: سقط 3 شهداء بينهم صبي في الثالثة من العمر.

مذبحة طيرة:

۱۷/ 8/ 2002 (لبنان) زادت الجرائم غير الإنسانية في المدينة عن طريق قوات الاحتلال التي قامت بقطع أيدي وأذان المدنيين: سقط ٤ شهداء و ٧٩ جريح.

تقرير صحفي.. هشام نافعة

من مخيم جنين ١٦ – ٤ ۲۰۰۲

المكان.. أحد المنازل التي احترقت بقذائف المروحيات

الوضع.. جثمان شابأشرف أبو حجهمتفحم تماما من أثر الحروق لا تتضح ملامحه, لا تستطيع الاقتراب أكثر من الجثمان, من الصعب التحديق, تكاد ذراعه اليمنى تتعلق بجسده لاتزال بعض خيوط الثياب متعلقة بجسده. قلب المخيممنطقة جورة الذهبأنقاض المنازل المهدمة. هناك منازل مازالت قائمة, ولكن قلبها مدمر من القذائف التى دخلت عبر الأسقف, أو عبر الحوائط, ننتقل عبر سيارة فورد لنصل إلى وادى برقين وفي قمة الجبل مخيم جنين, الدمار يعم المكان, نسمع أصوات طلقات النار.

كيفية الدخول للمخيم؟

يتحدث رجل بصوت غاضب، ويطلب مننا تصوير المخيم, ويسألنا لماذا تأخرتم, يهدأ قليلا, ثم ينتحب وهو يغطى وجهه بيديه, ثم يختفى. صمت طويل.. من الأهوال التي أمامنا

ويجيء الرد عن هذا الرجل المنتحب

أنه اخو وليد ولقد شاهد قوات الاحتلال, وهى تطلق النيران بدم بارد على أخواه ثلاثة آخرين, بعد أن صفوهم امام حائط وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم. من هو وليد؟ أنه أحد الشباب الذين أرغموا على الخروج من رمانة ويعيشون في ظروف قاسية.

كيف ندخل للمخيم؟

بجوارى ثلاثة أطفال

محمد.. أحد الأطفال الثلاثة, يقول لى ويده ترتعش بخجلالقنابل أحدثت ثقوب في المنازل والرصاص أحدث شرر“, رأيت هذا وأنا في بيتي. ويشير محمد لبيوت مدمرة, هجرها اصحابها (شيوخ وأطفال وعجائز ونساء) بعد القذف من حى الدمج, وحواشين, وجورة الذهب.

ننزل إلى المخيم في عربة بيك آب, ونتبادل التحية مع القليل من السكان المتبقى, ويقودنا الأطفال عبر أشجار الزيتون ويحذروننا من الدبابات الموجودة مع بالأسفل.

الدمار لا تخطئه عين.. أول بيت نصل اليه نجد الثقوب تملأه, وهناك ثقب كبير على ما يبدو انه ثقب صادر من قنبلة, يسرع أحد المصورين بالتقاط الصور. شاب يتحدث بسخرية للمصور

أنتظر, وفر صورك لما هو قادم, فأنت لم ترى شيء بعد.

بالقرب منى شاب اسمه محمد, عمره ١٧ عامًا. تم القبض عليه ضمن حملات الاعتقال التي شنتها إسرائيل.

أسأله عن اهله

يقول محمد لا أعلم بعد

يقول محمدلقد أوثقو يدينا لمدة يوميين بدون طعام أو ماء، ثم أعطونا طعام وماء عبارة عن قطعة خبز صغيرة وخيارة, وكان لابد أن يكفينا هذا لمدة يومين آخرین.

نستمر فى المشى عبر حواري المخيم.. بعض الأماكن بالكاد تتسع لشخص واحد, يجرى نحونا مجموعة من الأطفال

فيقول أحدنا.. على الأقل هناك بعض الأطفال يلعبون

ولكن تخبو هذه الجملة بعد أن قابلنا خمس نساء من المخيم تتحدث أحدهم فورا عن جثمان محمد بشير, فتى يبلغ من العمر ١٦ عاما, وجده الصليب الأحمر على التو. تصف المرأة وضع الجثمانستروه عند الباب فور دخولكم , لقد كان ملقى هناك لأيام, ولكننا عجزنا عن الوصول إليه. لم نستطع أن نخرجهمن القصف المستمر والذعر

أم رياض..

تبكي بحرقة وتختفى كلماتها فى الدموع التي تنهمر من عينيهالقد كان هناك طفل معاق في منزل عمه رشيد. نسفوا البيت فوقهم الله أكبر من اسرائيل, يقف بجوارها رجلالله أكبر من العرب.. ومن الحكام العرب“.

مجيدة محمد..

تتكلم بعد أن تمسح دموعهالقد أحاطوا بالبيت وملؤه بالديناميت, لقد كان عمه بداخل البيت عندما نسفوه أنه لا تزال تتحدث عن الطفل المعاق، وتصف الجثث المبعثرة في أنحاء المكان, لقد رأت خمسة من الجثث في مكان واحد, وفى مربع آخر تعتقد بوجود خمسين جثة.

تقول مجيدة.. في أحد الليالى وضع الجيش العديد من العائلات في شقة واحدة بدون طعام أو ماء. وكان معهم أطفال, وكانوا يبكون ويصرخون, فعاد الجيش وهددهم بالكلاب..”

في حي جورة الذهب نقف على مشهد مروع من الدمار والأنقاض, الأعمدة الحديدية منزوعة من داخل الأحجار والأسمنت, القاذورات تنتشر, الأغراض لمنزلية في كل مكان. هنا كانت توجد منازل, هدمها الجيش الإسرائيلي, ساواها بالأرض. البيوت الباقية بعضها محروق والبقية سقوفها منهارة و….

كل المنازل مهجورة الأن.

أرى امرأتين تتجهان نحونا تحملان بطاطين ومناشف وملاءات تم إخراج هذه الأشياء من الأنقاض.

سألتهما..” ماذا رأيتم داخل المنازل؟

أجابا.. لا يوجد شيء في المنازل غير الخراب, لا تستطيع أن تعرف الحمام من غرفة الجلوس.

وفى هذه اللحظة نسمع أصوات تعلوتعالوا.. توجد جثة.. هذا أشرف.. وهذا أحمد بشير.. وعند الميدان توجد ٤ جثثالموت يحيط بالمكان. عندما تجمعنا لنرى جثة أشرف أحاط بنا الأطفال, ولكن الكبار طلبوا منهم الابتعاد. وفجأة يصرخ شابالشهداء ليسوا للفرجةفأحس بحرج شديد ولا أعرف ماذا أقول أو أفعل, ولكن امرأة تنقذنى حين تحتضن الشاب وتقول لهدع العالم يرى يا حبيبي“.

نصعد السلم ونتجه إلى غرفة على اليمين. تقف امرأة شابة في ركن الغرفة، وتنظر إلى السقف الذي سقط داخل الغرفة, أتابع نظراتها فأرى رأس وكتفين.. باقى الجسد مغطى بالسقف الذي أنهار عليه بعد أن قتلته قذيفة أطلقها طيار إسرائيلي.

تل من الركام والأسمنت يغطى أغلب جسم عبد الرحيم أحمد البالغ من العمر ٢٥ عام. والمرأة الواقفة فى الغرفة هي هدى أخته. وقال لنا صاحب البيت أن صاروخ قد دمر المنزل من عشرة أيام, وهذا يعنى أن عبد الرحيم يرقد تحت الأنقاض منذ عشرة أيام.. لا استطيع أن اسمع المزيد فأترك الغرفة. تصرخ فتاةوجدوا يحيى.. وجدوه حىنركض باحثين عنه.. انه داخل أحد البيوت ويرفض التحدث إلى أحد.. نطلب منه أن نراه فقط دون تصوير, فتقول لنا أمراةمن فضلكم اتركوه أنه لا يريد رؤية أحد“. اترك المكان وأنا أشعر أن قصة ما ضاعت منى، ولكنى أشعر بحرج وحزن عميقان, وأحيانًا أشعر أن وجودى فيه اضافة لمصائب الناس.

أمامي شباب يزيلون الركام بأيديهم. يشير كمال الصغير إلى الجزء من الأنقاض ويقول هناكجثة فى هذا المكانحقا هناك رائحة تحلل وسرب من الذباب حول المكان الذي أشار إليه.

في مخيم جنين يمكن للذباب فقط أن يجد الموتى

أي حرب هذه؟

لا يزال من المستحيل معرفة عدد من دفنوا تحت حطام مخيم جنين للاجئين حيث تختلط روائح كل من الجثث المتحللة مع أكوام القمامة ونبات الغرنوقي والنعناع.

يقف رجل على كومة كبيرة من الحطام وهو متكئا على صفيحة ويحيطه خليط من الاسمنت المسحوق وقضبان حديدية ملتوية وأشلاء مراتب وكابلات كهربائية وقطع من مواسير مياه. يقولهذا منزلي وولدي بالداخل“. هذا الرجل يدعى أبو راشد وهو قعيد ويبلغ من العمر ٥٣ عاما وله ابن يدعى جمال. بدأ البلدوزر في التهام المنزل حين كان أفراد الأسرة بداخله وأين يمكن أن يتواجدوا بسواه كحال جميع سكان مخيم اللاجئين بجنين وذلك سعياً للحصول على أكثر مكان آمن للاختباء من إطلاق النار والصورايخ والرشاشات. أسرع أبو راشد وبقية أفراد عائلته إلى الباب الأمامي وخرجوا رافعين أيديهم صارخين في وجه البلدوزر بأن هناك أناسا بالداخل لكنهم لم يروه أو يسمعوه. لكن أزيز البلدوزر لم يتوقف, لقد كان يتراجع قليلا ليعاود الهجوم والتهام جزء آخر من الحائط الاسمنتي حتى انهار المنزل وجمال بداخله ولم يستطع أحد انقاذه.

كان هناك أناس حول أبو راشد وكانوا يتحركون صعودا وهبوطا على أكوام القمامة ويشقون طريقهم عبر أكوام أسمنتية وأسلاك حديدية حادة وأجزاء معدنية وأعمدة خرسانية وأسقف متهاوية. كان هناك من يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من الحطام كعباءة أو حذاء أو كيس أرز. كانت هناك فتاة صغيرة تتعثر على كومة من كتل اسمنتية مجاورة. أشارت إلى سقف عند نهاية قدميها وانهمرت دموعها. أثناء انتحابها وتقطع صوتها كانت تقول انه كان منزل والديها وانها لا تعلم من دفن أسفله ومن تمكن من الهرب وما اذا كان أحدهم على قيد الحياة ومن سيخرجهم…. ومتى؟

وبين أكوام الحطام ووسط بعض المنازل التى لم تزل قائمةالى حد ما, كانت الحوائط التي لم تتهاوى مليئة بالثقوب الناجمة عن وابل من الرصاص من مختلف الأحجام.

وامتد هذا المشهد الى مساحة عريضة حيث كانت هناك العديد من المنازل بعضها يرتفع الى ثلاث طوابق وقد دهست البلدوزرات معظمها وجعلتها مساوية بالأرض وذلك من أجلانشاء طريق سريع عبر اسرائيلكما قال أ. س الذي وقع منزله فريسة للبلدوزر. ويشير أحدهم الى فتحة من أحد الأكوام قائلاً انه قد سمع منها صيحات استغاثة حتى عشية يوم الأحد ولكن لم تصدر منها المزيد من الأصوات صباح الاثنين.

ويشير آخر الي ما كان يعد منزلا تسكنه أختان كسيحتان ولا يزال غير معروف ما اذا كانتا قد تمكنتا من الهروب من المخيم فى الوقت المناسب.

هدوء نسبي

كانت هناك منازل مهجورة حين دمرت. في بعض الحالات أمر الجنود الاسرائيليون الناس بالرحيل مباشرة حتى لا يقتلوا. يقول الناس أن رجلا مسنا رفض الرحيل قائلالقد طردتموني من حيفا منذ ٥٠ عاما، لم يعد لي مكان آوي اليه الآن“. رفع الجنود هذا الرجل العنيد خارج المنزل. في بعض الحالات لم يكترثوا بالتحذير وتواجدت البلدوزرات لمواصلة عملها دون الاعلان عن قدومها ودون حتى التأكد من أن المنازل مهجورة. حدث هذا يوم الأحد الموافق ١٤ ابريل لأفراد عائلة أبو بكر الذي يعيش على الخط الفاصل بين مخيم اللاجئين وبلدة جنين.

فرض حظر تجوال في البلدة والمخيم. كان الجنود يجوبون المكان بدباباتهم وعرباتهم المدرعة وسيرا على الأقدام وهم يلقون قنابل حارقة ويفجرون أشياء أخرى مريبة. لكن الوضع كان هادئا مقارنة بالاسبوع السابق. لم يعد هناك اطلاق ناري من المروحيات أو تبادل اطلاق النار مع حفنة من الفلسطينين….. لكن فجأة وفي الساعة الرابعة عصرا, سمعت عائلة أبو بكر صوت تهشم حائط. خرج رب العائلة ملوحا بعلم أبيض وصارخا في الجنوداننا في المنزل, أين تريدوننا أن نكون؟ لم تدمرون منزلنا ونحن بداخله؟“.

صرخوا فيههيا فلتدخلواثم أوقفوا البلدوزر المتوحش. في الأيام الأخيرة أصبح موقع المنزل الذي يمند بعرض عدة أمتار كجسر للعبور بين البلدة والمخيم. حاول سكان البلدة – ومعظمهم من مخيم اللاجئين التملص من الجنود لاحضار الماء والطعام والسجائر لذويهم وأصدقائهم. استنتجت عائلة أبو بكر أن الجنود أرادوا توسيع المنطقة الفاصلة بين المدينة والمخيم لمنع أي نوع منالتهريب“. وفي المساء وقفت عربة مدرعة بجانب المنزل وتفرق منها الجنود في الساحة المجاورة ورحلت العربة. ذهب محمد لاعداد قهوة وفوجيء بشيء يلقى من النافذة أدى لإشعال المطبخ. أهي قنبلة حارقة ؟ هل ظن الجنود بالخارج أن هناك من يطلق النار عليهم حين أشعل موقد الغاز؟ يشكر محمد الله لأن النيران أصابت يداه ووجهه فقط وأخمدت النيران فورا ولم يصاب أحد من عائلته أو يلحق أذى بالمنزل.

لم يحالف الحظ محمد السبع البالغ من العمر ٧٠ عاما في يوم الاثنين الموافق 8 أبريل. انقضت البلدوزرات على حي هواشان بجوار منزله الواقع وسط المخيم. خرج من المنزل ليخبر الجنود أنه موجود بالمنزل هو وأسرته المكونة من زوجته وولديه وزوجاتهما و ٧ أطفال. أطلق الجنود النار عليه وضربوه على رأسه. تمكنت أسرته من ادخاله إلى المنزل لكن الجنود أصدروا لهم أوامر بالخروج. تم اعتقال الرجال وأخذت النساء لمبنى الصليب الأحمر وظلت جثة الأب في المنزل. وحين أطلق سراح الرجاللم يجدوا المنزل.

بدأت البلدوزرات في تدمير عشرات البيوت يوم السبت الموافق 6 أبريل وذلك بعد مرور ٤ أيام على هجوم قوات الإحتلال على جنين. وفي الوقت المناسب ستدون اللجنة التابعة للأمم المتحدة قوائم من تم نفيهم والجرحى والمفقودين. لكن المهمة العاجلة الآن هي توزيع المياه والطعام والدواء. تم تعريف المخيم كمنطقة كوارث.

عقب تدمير المنازل كان هنالك وابل من اطلاق النار من الدبابات التي حاصرت المخيم على الهضبة وحتى غربها. بدأ اطلاق النار من المروحيات بعد مرور يومين ويذكر الناس أنهم كانوا يتخذون عدة أماكن كمأوى لهم كالأدوار السفلى من المنازل والحمامات وكانوا يتزاحمون في غرف صغيرة ويتحسسون بعضهم البعض في الظلام خوفا ويسدون آذانهم ويغمضون اعينهم

احصائيات الدمار

بعد توقف الطلق الناري, خرجوا ليجدوا منازلهم محطمة يتصاعد منها الدخان ومليئة بثقوب الطلق الناري.

أنقذت أم ياسر طفلاً يبلغ عامًامن منزل الجيران. ذكرت أن والد الطفل زحف خارج منزله بساقيه المجروين وظهره المحترق. حضر طبيب عسكري ونظف جروحه وأخذه الجنود إلى المقابر وتركوه وساعده من رآه من الجيران وأدخلوه المستشفى بعد أسبوع.

جرح (أ. س) اثناء أحد مهمات قوات الإحتلال. اخذته دورية مشاه خارج منزله لمصاحبة الجنود الاسرائيليين ليسير أمامهم ويفتح منازل الجيران لهم. وكان يفعل ما يملونه عليه وحين كان يقف أمام أحد الأبواب , ظهرت وحدة جنود أخرى وظنوه أحد أفراد المقاومة لأن أحدا لم يجرؤ على التجول في الشوارع أثناء الأيام الأولى لسيطرة قوات الإحتلال على المخيم. أطلقوا عليه النار وتمكن أخوه من اصطحابه للمستشفى بعد ٤ أيام.

تنظيف جندي لحمام..

قالت (س) أنها كانت محظوظة, احتل منزلها لمدة أسبوع فقط. وهى أرملة تعيش مع اخيها وعائلته، غادر معظم السكان المنطقة قبل وصول قوات الإحتلال. وحين أحتل الجنود المنازل المجاورة لمنزلها. أختبئوا في المطبخ ظناً منهم أنه أكثر الغرف أمانًا.

وفي منتصف الليل فجأة اقتحم شخصا ما الحائط, تهشم زجاج النافذة وغطى الغبار الغرفة, وصرخ كل من كان في المطبخ, ولم يسمح لهم بمغادرة المكان, وتم وضع الجميع فى غرفة أخرى, واعتقلوا الرجال تاركين نسائهم, وأطفالهم مع الجنود, وفى الفجر فتحت (س) الباب واكتشفت أنه تم تبديل الجنود, وطلبت منهم قضاء حوائجهم. ووجدت قاذورات في الحمام مما أصابها بغثيان. وبدى الخزى على الجندى الواقف بجوارها, وأحضر الماء من منزل مهجور مجاور ونظف الحمام.

وفي الليل, قام الجنود بتفتيش المنزل وقلبوه رأسا على عقب وأحدثوا ثقبا في الحائط مؤديا لشقة أخرى.

قتل رجل يدعىالحاجفى أول أيام الهجوم الإسرائيلي أثر أصابته بمدفعية, كان عضوا نشطا بحماس. وقد أقسم على الدفاع عن المخيم حتى الموت مع بقية أعضاء الجماعة, ويقدر عدد من ماتوا معه ۷۰ فردًا، ويذكر (ج. ر) جميع من ساعدوهم كانوا يشعرون أنهم من حماس. كانت البيوت تستقبلهم بترحاب أثناء هروبهم من الجنود.

ويذكر ايضا فى وصفه لبداية اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين أنهم هاجموا المخيم بالدبابات والمدافع الآلية من جميع اتجاهات, ولكن المقاومة تصدت لهم وفشل جنود الاحتلال, ثم قاموا بمهاجمة المخيم بالمروحيات والدبابات, والجنود الذين سيطروا على المنازل بنهاية المخيم, استطاعوا معرفة أهداف الإصابة وبالتدريج تعمق المقاتلين الفلسطينيون إلى داخل المخيم حتى آخر قتال لهم.

وحين يسود الظلام فى المخيم تضاء الشموع فى بعض النوافذ، مما يجعلها هدفا سهلا للطلقات النارية. ويتواصل اطلاق النار من قوات الإحتلال على الرغم من عدم وجود فلسطينيين ليدافعوا عن أنفسهم.

ويخترق صمت المخيم طلقات نارية متواصلة

يتحدث (ج. ر) بنبرة من القلق وعدم التأكد بالنسبة لعدد من قتل أو أصيب أو فقد. ثم يتذكر سجنه بعد الانتفاضة الأولى, ويروى (ج. ز) رواية شائعة في المخيم عن مجموعة جنود هوجموا من داخل منزل كانوا استولوا عليه مسبقا. وهربوا منه تاركين أسلحتهم

وصاح أحدهم قائلايا ألهى ! أي نوع من الحروب هذه؟.

استيقظت هذا الصباح متعبة جداً. لم أستطع النوم حتى الساعة الخامسة صباحاً. في الساعة السادسة استيقظ زوجى صلاح يشكو من صداع عنيف. كنت أراجع بريدى الألكترونى وأكتب رسائلى. لم أستطع النوم بعدها استمعت إلى الأخبار من مخيم جنين, وسماع نداءات الاستغاثة القادمة من بعض المحاربين الذين بقوا فى المخيم. قمت بقياس دم زوچی صلاح؛ كان مرتفعاً جداً (٢٠٠/ 110). لم أصدق عينى, فهو لم يشكو أبداً من ارتفاع في ضغط الدم, على العكس كنت أنا التي تتعاطى العلاج من أربع سنوات. قست الضغط مرة أخرى ولم يكن أفضل حالاً. كان يريد أن يأخذ من الدواء الخاص بي, ولكنه كان جرعة مرتفعة وكنت أعلم أنه لو بدأ فى تعاطيه فلابد له ألا يتوقف. قررت الاتصال برقم الطوارئ ۱۰۱ لأرى إن كان من الممكن لطبيب أن يراه.”هل لديكم دبابات فى شارعكم ؟سألني صوت الرجل على الطرف الآخر. رددت عليه:”نعم، إنهم يمرون من وقت لآخر“.”إذن أنا آسف, ليس من الممكن أن نفعل شيئاً. إذا أتينا فعلينا أن نحصل على تصريح, وسيستغرق هذا ساعات إذا وافقوا على إصداره. إذا أتينا بغير تصريح سيوقفوننا، ويجردوننا من ملابسنا ويتركوننا ولا يعلم أحد إلى متى“. رددت عليه:”حسناً, قل لي فقط إن كان من الممكن أن يأخذ من الدواء الخاص بي“. سأل الرجل طبيباً بجانبه وقال:”اعطيه نصف الجرعة الخاصة بك“. وقد فعلت, ولكن زوجي ظل متعباً جداً“.. قلت له إنهمرض الفلسطينيينهذه نكتة نتدربها عن الأمراض المزمنة التي تصيب الفلسطينيين في سن صغيرة مثل البول السكرى, ارتفاع ضغط الدم, الأزمات القلبية والقولون العصبي، ولا يمكن أن نتخيل لماذا نُصاب بمثل هذه الأمراض بينما نعيش فيسماءالسلام“.

استيقظت على تليفون من سلوى, طبيبة أمراض النساء، التي قالت لي إن الجيش زار جاراً فى منطقة سكنها وإن أحداً ما لابد وأن يتواجد في منزل أخو زوجى، وإلا فمن الممكن أن يقتحموه ويثيرون فوضاهم المعتادة. قالت لي أيضاً إنها ما زالت تعطى تعليمات الولادة على التليفون لإحدى النساء لمساعدتها في الولادة فى المنزل. وقد قالت إن الحالة الأخيرة كانت لسيدة من بيت لحم تعرضت للإجهاض وظلت تنزف من الحادية عشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً, وانهارت مرتين حين خاطر زوجها بحياته وأخذها بين ذراعيه إلى المستشفى، قائلاً إما يعيشان معاً أو يموتان معاً. ولكن لحسن الحظ، فقد وصل إلى المستشفى سالمًا بينما المدينة كلها تحت حظر التجوال. تلقيت مكالمة أخرى من آمال التى قالت لى إنها استمعت في الإذاعة الإسرائيليةليس لدينا إذاعة فلسطينية، منذ إعادة الاحتلال, لا تلك الخاصة بالسلطة الفلسطينية, أو المحطات المحلية, كلها تحت سيطرة الجيش ومعظمها قد دُمر“, إنهم قد يرفعون حظر التجوال من الثانية عشرة وحتى الرابعة. وفوراً, شعرت بعدم الرغبة في الخروج, فكلما خرجت قابلت أناساً يحكون لي قصصهم، وأعود بقلب ثقيل. قالت لى إننا سنذهب للجلوس في المنارة إذا استطعنا وإذا لم يكن الجميع مشغولون بالتسوق. غادرت منزلى فقابلت محمود, جارنا ذو العشرين عاماً. كان والديه كلاهما كفيفان وكانت له أخت أصغر منه. وكانتزيارةقد تمت لمحمود وضرب بشدة وأُهين كثيراً. أخذوه كدرع بشرى إلى الجار المجاور حيث ضُرب مرة أخري. قال محمودأراد الجندى أن يسلى نفسه، فسرق سبعون شيكل (١٤ دولارًا) من حقيبتي وهددني: إذا نبذت بأى شيء أمام الضابط, سأضع رصاصة في رأسك, أنت تعلم أنكم كلكم إرهابيين ولن يراجع أحدًا بعدنا. إنني أعرف وجهك واسمك, وإذا عرف الضابط أى شيء وعرفت أنه كان أنت لا تنس ذلك“. ولكنهم كان سعيداً جداً أنهم لم يقبضوا عليه وتركوه لحاله.

ترکت محمود وذهبت مع سعاد لأرى إذا كان من الممكن الحصول على بعض الخضروات الطازجة. كان علينا الذهاب إلى منطقة رام الله الصناعية. وجدنا الكثير الخضروات الطازجة. كانت الطرق مملوءة بالحفر وممزقة تماماً. أرادت سعاد أن تشترى دجاجاً. كانت نورا, كلبتها, لا تأكل شيئاً تقريباً. وكانت تحب أعناق الدجاج التى أصبحت غير موجودة منذ إعادة الاحتلال. ولحسن حظنا وجدنا بعض الدجاج الطازج، فاشترينا بعضاً لنا وبعضاً لنورا كذلك. قابلنا نبيل وفنوش, وقصص أخرى حول أناسزارهم الجيش“. زار الجيش د. جورج منذ يومين فى الساعة الثانية صباحاً. حتى كليتهم جراندا لم تسمع أحداً قادماً ونبحث فقط حين دخلوا إلى المنزل. طلبوا منه أن يفتح حقيبته، ولكن فى وسط ارتباكه نسى شفرة المفتاح. أصر الضابط على أن يفتحها ولكن الطبيب لم يتمكن من التذكر من فرط الضغط. قال د. جورجشيء مضحك، ماذا يمكن لطبيب أن يخفى فى حقيبته؟وكان على وشك أن يُضرب فكيف يجرؤ أن يقول لجندى أنه شئ مضحك؟ ولكن زوجته الروسية وجراندا أتيا لمساعدته.

ثم كان أبو غازي. الصبي الصغير الذى كان يعمل فى محل أخو زوجي وقد أُخذ من منزله حين طلب الجيش من كل الرجال بين سن الخامسة عشرة والخامسة والخمسين الخروج. أبقوه فى مدرسة المغتربين في البيرة لمدة يومين ونصف بدون طعام وتحت المطر. كانوا جميعًا مبتلين ومرتعشين وحين أُخذوا إلى مجمع أوفرا العسكرى تُركوا أيضاً ثلاثة أيام تحت المطر, وأعطوا طعاماً لأول مرة بعد أربعة أيام. فى اليوم الرابع أُخذوا إلى داخل المجمع وتُركوا في ممر ليتجمدوا من البرد: كانوا تحت تكييف هواء بارد بينما هم مبتلون طوال اليوم.

لم تتوقف القصص. في بعض الأحيان كنا نضحك, وفي أحيان أخرى نبكي, حتى أتت ابنتى سيرين, شاحبة جداً, مصدومة جداً. احتضنتني وبكت, وفزعت وقلت لنفسي:”كنت أعلم, كنت أعلم أنه ما زال الكثير من القصص الحزينة“. قالت ابنتى:”لقد وجدوا جاد, وجدوه ميتاًلم أستطع أن أصدق, كان جاد خليفة, صديق ابنى البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً فقط، والذي فقد والده في عام ۱۹۹۷ حين سحقته جيب عسكرية في قريته عزون بالقرب من نابلس. كان جاد قد انضم إلى الشرطة الفلسطينية فى قسم مكافحة المخدرات في عام ١٩٩٦, وكان شاباً لطيفاً وطيباً. صمم ابنى ماهر أن يبيت جاد الليلة في بيتنا. كان يعلم أن لا عائلة له في رام الله. ولكنه كان خجولاً وصمم على الانصراف. لولم يذهب لكان معنا الآن آمناً.

أطلق الرصاص على جاد بعد مكالمته الأخيرة مع ماهر. رصاصة في الرأس. كيف وأين لا أحد يعلم؟. المجموعة التي كانت معه لا تعرف ما حدث له, ولكن الجميع ظنوا أنه قد قُبض عليه معهم. ولكن بالنسبة لكل المعتقلين الفلسطينيين لا يعلم أحد بعد القبض عليهم أين أو إلى متى سيأخذون. الصليب الأحمر لا يعلم ومن المسلم به أن علينا الانتظار خمسة عشر يوماً حتى نسمع أية أخبار إلا إذا أُطلق سراح أحد ممن يعلمون شيئاً عن الشخص الذي يبحث عنه. موفاذ رئيس الجيش الإسرائيلي, نفذ الأمر العسكرى رقم 1500, والذى لا يسمح لأى من المعتقلين الفلسطينيين بمقابلة محامي أو بزيارة قبل مرور ١٨ يوماً على اعتقاله، ولكننا استرحنا على الأقل حين علمنا أن مجموعته المكونة من ٤٠ فرداً قد قبض عليهم.

وجد جاد عارياً من ملابسه، ما عدا ملابسه الداخلية، في أحد شوارع رام الله في بركة من الدم. كانت ملابسه بجانبه وكذلك فردة من حذائه. كان يرقد في مشرحة مستشفى رام الله لمدة ١١ يوماً ولم يتعرف عليه أحد، هو وثلاثة جثث أخرى. يبدو أنهم أيضاً ليست لهم عائلات في رام الله. كان ماهر يطلب الصليب الأحمر منذ خمسة أيام ليعرف إن كان لديهم أية أخبار عن جاد. ثم, منذ يومين، عرف بعض أصدقائه من الصليب الأحمر أنه مقبوض عليه ولكنه مصاب وشعروا بالفرح لأنه فى أمان. وحاولنا أن نجد اسمه في المستشفى التي كان فيها نصحنا بعض الناس أن نراجع المشرحة على أية حال. فرفضوا قائلين:”لا لقد راجعنا مشرحة مستشفى الشيخ زايد (جزء من مستشفى رام الله) ولم نجده هناك. وبعدها نصحوا بأن نذهب إلى مشرحة مستشفى رام الله نفسها. وجد ابني سترته الخضراء وقميصه الأزرق اللذين أعارهما لجاد في المرة الأخيرة التي زار فيها منزلنا. كان باردًا. وكانت السترة والقميص ملطختين بالدم, وأدرك ماهر فوراً أن هذا كان صديقه.

ذهبت مع سيرين وسعاد إلى مستشفى رام الله مرة أخرى. قلت لسعاد:”من فضلك يا سعاد لا تخطى فوق المقبرة الجماعية. إنها هنا، رأينا ماهر قادماً من المشرحة وانهرنا جميعاً،لقد أخبرنا أمهقال لنا ماهرولكنها لا تصدقنا, وكان علينا أن نطلب من المصور أخذ صورة له لنرسلها إليها، ولكن المشكلة الآن هي في كيفية إرساله لقريته في ظل حظر التجوال حيث يصبح الذهاب إلى نابلس مهمة مستحيلة. تركت رسالة إلى مصطفى البرغوثي, وسألته إن كانت هناك طريقة لإرساله إلى أمه بعد أن بقى 11 يومًا غير متعرف عليه. حتى هذه اللحظة لا نعرف ماذا نعرف. ربما يأتي ملاك في صباح الغد ليأخذه إلى أمه وإلى قريته.

إصلاح جاد

18/ 4/ 2002

رام الله

بالأمس في الخامس من أبريل، رفع حظر التجوال من الواحدة حتى الرابعة خطراً. جاء ذلك بعد الكثير من الأخبار المتضاربة حول توقيت رفع حظر التجوال. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية قررت جعله في الواحدة حتى الرابعة ظهراً. جاء ذلك بعد الكثير من الأخبار المتضاربة حول توقيت رفع حظر التجول. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية قررت جعله فى الواحدة تجنباً لصلاة الجمعة ولمنع الناس من دفن موتاهم. بدأت اليوم بكالمة من سهام برغوثي التي تحدثت إلى عن حزنها وإحباطها بعد مقتل هشام وأبو حسينكان هؤلاء حراس بسطاء فى مكتب فدا (حزب يسارى رسمى فى رام الله. ما حدث لهم كان مثل ما حدث لصديق ابنى. حوصروا وأقفل عليهم بغير طعام ولا ماء وكان كل اتصالهم بالعالم الخارجي عن طريق هواتفهم الخليوية. كان هناك ثلاثة في مبنى الأريزونا في رام الله: أحمد غنايم, أبو حسين وهشام. حين أطلق الرصاص على مكتبهم اتصلوا بهم ليعرفوا إن كانت هناك طريقة للخروج. دارت سهام فى الدائرة نفسها التي درت أنا فيها: الاتصال الصليب الأحمر, الهلال الأحمر, المنظمات الدولية، ولكن دون جدوى. حين أدرك محمد غنايم أنه ليس ثمة مساعدة قادمة من هذا الطريق, ألقى بنفسه من الطابق الثاني وأصاب ظهره. وقُبض عليه فوراً ولم يعلم أحد شيد عنه ممنذ ذلك الحين. ظل أبو حسين وهشام يتصلان بسهام حتى اللحظة الأخيرة حين طلبا منها العناية بعائلاتهما.

في اليوم التالي، وجدت جثتيهما ملقاة أمام متجر الآيس كريم الشهير في رام الله. انهارت سهام, وقالت لى إنها ظلت تصرخ وتضرب رأسها بالحائط وهي تفكر كيف أنها لم تتمكن من إنقاذ حياتهما وكانت قليلة الحيلة.

حسناً, فى الواحدة ظهراً نزلت إلى الشارع لأرى إن كان هناك أي خضروات أو فواكه طازجة واشترى غاز للطبخ. فى طريقى إلى متجر الغاز سدت دباباتان كبيرتان الطريق وأمرت بالعودة. سألت إن كان هناك أى متاجر غاز أخرى في البلدة فردوا على قائلينلا تأملى, لا يوجد غاز في البلدة كلها“.

قررت الذهاب إلى وسط البلدة. كنا نريد أن نتظاهر ضد تواجد الجيش. في الطريق أحسست كأننى أعيش فى فيلم به صفوف طويلة من المقبوض عليهم ووجوه أخرى مقبضة ومتعبة. فى الشارع المواجه لقسم رام الله وجدت صفًا طويلاً من المعتقلين, وأيديهم فوق رؤوسهم, ودبابتين من ورائهم وواحدة من الأمام. في منتصف الصفين رأيت جنوداً يصوبون البنادق إليهم. أردت أن أعرف إلى أين سيأخذون هؤلاء الشباب فتبعتهم إلى شارع آخر. صُدمت حين وجدتهم يقودوهم إلى مبنى وزارة الثقافة الذى كان محاصر بعدد من الدبابات الأخرى. لماذا هذا المبنى بالذات؟ لماذا لم يقبضوا عليهم أثناء حظر التجوال؟ لماذا يعرضونهم بهذا الشكل حيث يراهم الجميع ولا يستطيع أحد أن يفعل شيئاً؟

کنا, كنساء, نهاجم الجنود حين يقبضون على الشباب في الانتفاضة الأولى عام ١٩٨٧, لمذا لا نفعل ذلك الآن؟ في ذلك الوقت كنا ننظر في أعين الجنود مباشرة ونواجههم قائلين:”أليس لكم أمهات؟“”أليس لكم أبناء مثلنا اذهبوا بعيداً, لماذا أنتم هنا؟ولكن هذه المرة كانوا بعيدين جدًا كانوا يطلقون الرصاص ليقتلوا فوراً.. لم تكن هناك طريقة للاقتراب منهم. ذهبت إلى المنارة, الميدان الأساسى الذى يتوسطه تمثال الأسد. كان هناك مشهد فظيع آخر, قمامة فى كل مكان, كانت الشوارع كأنها طرق ترابية, مليئة بالغبار بلا أسفلت ليبقي الغبار إلى أسفل. لم تكن هناك نساء في الميدان كما خططنا. كان مليئاً بالجنود فى دباباتهم. حين كانوا يرون الناس يقتربون منهم, كانوا يحركون بنادقهم الآلية فوق الدبابات. كان ذلك مخيفاً. عربات مهشمة أخرى فى الميدان، أرصفة مدمرة, ومزيد من المباني المحطمة والزجاج في كل مكان.

تركت الميدان, وذهبت لأرى إن كانت هناك خضروات فى السوق الرئيسي لم يكن هناك أي شيء طازج, كان هناك موز قديم جداً وبازلاء قديمة جداً. كنا نشترى كيلو البازلاء بعشر شيكلات (حوالى 2 دولار). اشتريت كيلوين, أفضل من لا شيء. ذهبت إلى المخبز لا أمل. كان المخبر ممتلئاً بالناس ولم يكن هناك خبز. كان علي الانتظار ساعة أخرى لأحصل على بعضه. تركت المكان ومعىبازلائي“. سألتني كثير من النساء فى طريق العودة: هل رأيت طماطم؟ هل رأيت أى كرنب؟ وكان إجابتىلا“. كان هناك ليمون قديم وموز قديم جدًا ويبدوا أنهم لم يسمحوا إلا بدخول البطاطس إلى البلدة.”بالطبع لم يكن هناك أى لحم أو دجاج وكان السمك نكتة ولكننا وجدنا بعض السمك. كانت داليا ابنة أخي مريضة. كان لديها عدوى في الحلق، وصعوبة في المشي. أخذناها أنا وزوجة أخى إلى المستشفى القريب. فقال لنا الطبيب إنها كانت تأخذ علاجاً خاطئاً:”ليسهذا هو العلاج الصحيح فى مثل حالتهافقلنا له:”كان هذا كل ما لدينا ولا يمكننا الحصول على أى شيء آخر فكل الصيدليات مغلقة, وحتي لو كانت مفتوحة فلا يمكننا مغادرة منازلنا“. وأعطاها الطبيب مضاداً حيويًا آخر وذهبنا. في طريقنا إلى المنزل قابلت سعاد عامرى وكنت قد افتقدتها جداً فاحتضنا بعضنا. كان زوجها سليم يتصل بي باستمرار ليسأل عليها حيث كان هاتفها معطل منذ احتلال البلدة. كانت أمها سيئة الحظ حيث تسكن بالقرب من المجمع الرئاسي ولم تكن هناك خطوط تعمل في تلك المنطقة، وظل سليم يسألني إن كان من الممكن أن يعود من باريس فقلت له إنه يستطيع أن يعود ولكنه لن يتمكن من دخول رام الله تحت حظر التجوال. أخذتنى سعاد في سيارتها, كان لابد لها من زيارة والدة سليم العجوز البالغة من العمر ٨٩ عامًا. معظم جيرانها تركوا المبنى وبقت هي مع زكية التي ترعاها. كان لدى سعاد بعض الخبز الذي استطاعت الحصول عليه بعد أربعين دقيقة من الانتظار وبعض اللبن والأدوية. حين اقتربنا من الشارع الذي تسكنه والدة سليم وجهت الدبابة بنادقها نحونا على الفور، رفعنا كيس الخبز لنخبرهم أننا فى حاجة لتوصيل بعض العذاء. لم يسمح لنا باستعمال الباب الرئيسي بل دخلنا من الباب الخلفي من منزل الجيران. نادينا على زكية لتأتى وتأخذ الأشياء فخرجت وقالت إنهم وحدهم فى المنزل وإن جارتهم أعطتهم بعض الخبز الذى خبزته لعائلتها وللجيران أيضاً. وقالت:”إطلاق النار فظيع حولنا, لا نستطيع أن ننام لا ليل ولا نهار، وإن كانت الأمور تحسنت اليوم, إنني أحتاج لتحريك قدمى قليلاً“. حتى حين يرفعون حظر التجوال لا نستطيع الخروج من المنزل. إننا قريبون جداً من المجمع الرئاسي“. كانت أم سليم في سريرها. لم تكن تريد أن ترى أحداً، لكنها كانت في حال طيبة. طلبت منا أن نلقى لها بكيس الخبز ففعلنا. ولشدة دهشتنا ظهرت القطط فوراً وهاجمت كيس الخبز. كانت جائعة؛ جائعة جداً. تركوا ليتعايشوا على القمامة في الصفائح والتي لا يجدون فيها إلا الأكياس والعلب الفارغة. تركنا القطط تأكل رغيفاً وأردنا أن يخرجوه خارج الكيس قبل أن تأتى زكية. كنا في حيرة بين أن نتركهم يأكلوا أو نجعلهم يبتعدوا. حين أتت زكية رجوناها أن تتركهم يأكلون فتركتهم وهى توجه نظرة لوم لنا. حين تركنا المنزل تحركت البندقية مرة أخرى. وحين وصلنا إلى منزلى كانت لدينا نصف ساعة للحديث. استمعنا إلى الأخبار: ستة فلسطينيين محتجزين فى منزل في توباس بالقرب من جنين. فتحوا النار عليهم فقتلوا أربعة منهم. خرج اثنين منهم حاملين أعلامًا بيضاء لم تقبل وأطلق الرصاص على كليهما.

إنهم لا يريدون أية مسجونين, ليس لديهم أماكن في سجونهم في البيرة توءم رام الله قبضوا على ٨٠٠ وأطلقوا سراح ٢٠٠. ما زالوا يحتفظون بـ ٦٠٠ من بلدة صغيرة مثل البيرة. أنشئ سجن جديد: أنصار ـقـقـقـ في صحراء نجف. تحدث بعض من خرجوا من السجون عن المعاملة التي يلقونها. وهذا ما قالوه: كانت أيديهم تقيد أولاً، ثم تعصب عيونهم, ثم يؤخذون إلى مكان ما (مستوطنة الأوفرا أو مكان آخر). ثم تهاجمهم الكلاب المتوحشة ويلقون على الأرض وتطلق عليهم القنابل الصوتية. كنا نسمع الحكايات نفسها مرة بعد مرة. كان المفرج عنهم يأمرون بالعودة إلى منازلهم على أقدامهم وقت حظر التجوال حتى يطلق الجنود الرصاص عليهم حين يرونهم. اضطر البعض للوصول إلى منازلهم من منزل إلى منزل فيستغرق الأمر يوماً ونصف, وكنا مستمرين في سماع تلك الأخبار.

جامعة بيت لحم, مبني جميل قديم, محتل الآن, هذه أماكن أثرية, لابد أن تنقذها اليونسكو. لابد ألا يسمح العالم المتحضر بتدميرها, إنها خسارة للحضارة والإنسانية. سعاد معمارية وتدير مركز الرواق للحفاظ على وترميم المناطق والمبانى الفلسطينية القديمة. يؤلمها أن تراها الآن تهاجم بالصواريخ. كثير من المبانى فى كسبا ونابلس دمرت بالفعل. حين تركت سعاد منزلى, أعطيتها هاتفى المحمول لأتمكن من الوصول إليها. فاتصلت بى بعد وصولها سالم. وأخبرتني أنها فى طريق العودة قابلت شخصين في حاجة إلى توصيلة.”كان أحدهم عائداًبعد دفن عمه والآخر بعد دفن والده. لم يسمح بالجنازات ولا يكرم الموتى فى طريقهم إلى قبورهم. لم يعد مسموحاً بالمشهد المعروف للف الميت فى علم فلسطين. أى جنازات ستظهر البشر والحكومة الإسرائيلية تريد أن تعيق هذه الأفعال في حربها ضد ما تسميه الإرهاب. لابد ألا يظهر بشر فى الصورة. ولهذا كانت هناك دبابات في الميدان الرئيسى فى رام الله ليس مسموحاً بأى مظاهرات بينما هذه العملية جارية.

ما زلت أسمع أخباراً من جنين ونابلس. في مستشفى جنين العام تتسع المشرحة لثلاثة جثث وقد وصل خمسة إلى المستشفى، ترك اثنين في غرفة ليتحللا وربما وجب دفنهما بطريقة الدفن في رام الله: حفرة في حديقة المستشفى. كثير من المصابين ليس لديهم أمل في العلاج ويتركون للنزف حتى الموت. بعد محاولات كثيرة فاشلة لدخول جنين سمعت في الأخبار أن رئيس العملية قد أزيح وتولى موفاذ الأمر بنفسه وهو القائد العام.

يبدو أن الضابط المقال لم يُظهر وحشية كافية.

سمعت أصواتاً فظيعة حولى وذهبت لأستطلع ما هي. لقد سدوا الشارع بالسيارات المهشمة والمخلفات. استخدموا حائط ملعب مدرسة صديقتي الجميلة في سد الشارع المقابل الآن.

يبدو أنهم يريدون وقف حركة السيارات تماماً حين يرفعون حظر التجوال في المرة القادمة. وهذا يعنى أنهم لا ينوون الرحيل قريباً على ما يبدو.

  • يبلغ الدعم الأمريكي لإسرائيل في المتوسط 30% من إجمالي المعونة الأمريكية مما يجعل إسرائيل أكبر مستقبل للمعونة الأمريكية في العالم.

  • منذ عام ۱۹۸۷ يوافق الكونجرس الأمريكي سنويًا على تقديم دعم لدولة إسرائيل يبلغ ٣ بليون دولار منها ٢.١. بليون دولار دعم اقتصادي و ۸.۱ بليون دولار دعم عسكري.

  • عام ١٩٩١, بعد حرب الخليج أضافت الولايات المتحدة الأمريكية دعما إضافيا بمقدار ٢ بليون دولار. أي أن إجمالي الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من أمريكا يبلغ ٥ بليون دولار أو ٧.١٣ مليون دولار يوميًا. إن هذا الرقم لا يتضمن الإعفاءات الضريبية التي تتمتع بها المؤسساتالخيريةالصهيونية والأفراد الصهاينة الذين يتبرعون لصالح الدولة الصهيونية ويبلغ مقدار هذا الإعفاء حوالي ٥.١ بليون دولار.

  • الجدول التالي يوضح تاريخ الدعم المالي الأمريكي لإسرائيل. لاحظ ارتفاع معدلات ارتفاع الدعم عبر السنوات خاصة بعد حرب ١٩٧٣.

  • إجمالي الدعم الأمريكي لإسرائيل في هذه الفترة بلغ ۱.۸۱۹۸۲ مليون دولار = واحد وثمانين ألف وتسعمائة اثنين وثمانين مليون دولار

    السنة

    الدعم الأمريكي لإسرائيل من عام 1949 – 2002

    إجمالي

    دعم

    طعام من أجل السلام

    عسكري

    اقتصادي

    قرض

    منحة

    قرض

    منحة

    قرض

    منحة

    مليون دولار

    1949

    100

    1950

    1951

    35.1

    0.1

    1952

    86.4

    63.7

    22.7

    1953

    73.6

    73.6

    1954

    74.7

    54

    20.7

    1955

    52.7

    20

    21.5

    10.8

    0.4

    1956

    50.8

    10

    14

    25.2

    1.6

    1957

    40.9

    10

    16.8

    11.8

    2.3

    1958

    85.4

    15

    9

    34.9

    2.3

    1959

    53.3

    0.4

    10

    9.2

    29

    1.7

    1960

    56.2

    0.5

    15

    8.9

    26.8

    4.5

    1961

    77.9

    16

    8.5

    13.8

    9.8

    1962

    93.4

    13.2

    45

    0.4

    18.5

    6.8

    1963

    87.9

    13.3

    45

    12.4

    6

    1964

    37

    20

    12.2

    4.8

    1965

    65.1

    12.9

    20

    23.9

    4.9

    1966

    126.8

    90

    10

    25.9

    0.9

    1967

    23.7

    7

    5.5

    0.6

    1968

    106.5

    25

    51.3

    0.5

    1969

    160.3

    85

    36.1

    0.6

    1970

    93.6

    30

    40.7

    0.4

    1971

    634.3

    545

    55.5

    0.3

    1972

    480.9

    300

    50

    53.8

    0.4

    1973

    492.8

    307

    50

    59.4

    0.4

    1974

    2646.3

    982.7

    1500

    50

    1.5

    1975

    823

    300

    100

    344.5

    8.6

    1976

    2362.7

    750

    750

    225

    475

    14.4

    292.5

    100

    100

    25

    50

    3.6

    1977

    1787.5

    500

    500

    245

    490

    7

    1978

    1822.6

    500

    500

    360

    525

    6.8

    1979

    4913

    2700

    1300

    260

    525

    5.1

    1980

    2146

    500

    500

    260

    525

    1

    1981

    3413.4

    900

    500

    764

    1982

    2268

    850

    550

    806

    1983

    2505.6

    950

    750

    785

    1984

    2631.6

    850

    850

    910

    1985

    3376.7

    1400

    1950

    1986

    3663.5

    1722.6

    1898.4

    1987

    3040.2

    1800

    1200

    1988

    3043.4

    1800

    1200

    1989

    3045.6

    1800

    1200

    1990

    3434.9

    1792.3

    1194.8

    1991

    3712.3

    1800

    1850

    1992

    3100

    1800

    1200

    1993

    3103.4

    1800

    1200

    1994

    3097.2

    1800

    1200

    1995

    3102.4

    1800

    1200

    1996

    3147.3

    1800

    1200

    1997

    3132.1

    1800

    1200

    1998

    3080

    1800

    1200

    1999

    3010

    1860

    1080

    2000

    4129.1

    3120

    949.1

    2001

    2880

    1980

    840

    إجمالي

    81982.1

    11212.5

    39574.9

    1516.5

    28391.5

    588.5

    94.1

آه جنين

آه جنين وفي قلبي السكين تمزقني

يذبحون الحمائم وشراييني

دمك القدسي حمم تغلي في سواعدنا

ومن أشلائك ينبت شامخاً

أبناء المخيم, عندليب وآيات نضال ووفاء

تزغرد في حيفا وعكا, وفي القدس.

حاصروك من الجهات الأربع, ومن السماء

ولم تفلح الدبابات ولا الطائرات

ولا أنهار الدم المهدور

ولا كل أنواع الوحشية

ولا صمت الحكام المخزي….

أن ينتزعوا إكليل الغار عنك.

كتل حديدية تنقض على العزل والأطفال

ولم ينحني رأسك ولم يهتز!

وقلت لا, وكنت القربان أنت

وأنت الفدى على صهوة المجد

وأبناء المخيمات الجراح

يتبادلون تيجان العز والفخر.

تجلت آلام المسيح فيكم مصلوباً

تفدون شعباً من محيطه إلى الخليج

وأنت كتل الزعتر والجنوب, علمتنا

كيف تصاغ كينونة الإنسان!

جنين, أضأت لنا الحاضر والآتي

وفي كل يوم ملحمة الوجود والتكوين

عجنت فيها الابتسامة بدموع الدماء

وسطرتها على الحيطان

عيون الأطفال الجائعة

وتغلغلت في عروق الأرض تعانق الجذور.

وحبك فاض في الشوارع, في الطرقات

في الحناجر, وفي اللافتات.

أيها العرب, إليكم ترنو جنين

أيتها الشعوب النزيهة في العالم

تهدرون أمواجاً, بحت أصواتكم

إلى جنين….. اخلعوا الأبواب

جنين ما ماتت في العالم الضمائر

لم يسيسهم اليأس, ولم ينبت الإحباط

لا, لم ييأس الأحرار، وإن كثرت السكاكين

متى تحررون بلادكم من الطغاة ؟!

اجعلوا العروش وقود ناركم

فشوارعكم تتأجج لهيبا.

أمريكا والصهاينة إرهابيون ونعرفهم

وأذنابهم بات ظاهرهم وباطنهم واحدا

وطفلنا الرضيع من حليب أمه يشرب المعرفة

الحكام المهرجون مصيبتنا ونكبتنا

والانتصار عليهم انتصارنا

وبالنصر تتكحل من وراء الحدود عيون جنين

لا تخشوا القمع والسياط

فعروشهم من عيدان ومن ورق

ومن هم أمام طوفانكم, وقد اندلع!

ما زأر شعب في وجه عرش إلا تهاوى.

وسيأتونك جنين عاجلاً أم آجلا

رجالاً ونساء وأشبالاً

ومن المحيط وإلى الخليج

وسنرفع العلم سماء فوق فلسطين

ونقف بخشوع أمامك جنين

نطأطئ الرأس لمن كانت بدمها

شعلة الثورة فينا.

ويوم صلبها كان البيان لميلادنا الجديد

لن ننسى..

ولن نغفر لأحد جثث الشهداء التى ظلت في مخيم جنين أيامًا كاملة داخل البيوت تتحلل معالمها أمام أعين محبيها. لن ننسى ولن نغفر للنازية الإسرائيلية أنها لم تدع مجالا للحياة، ولا مجالا للموت. لن ننسى بحث الفلسطينيين عن أطفالهم, ورفاقهم, وأمهاتهم, بين أنقاض عملية أوسلو، وهم يهرولون تحت وهج الصواريخ الأمريكية بأبدان النازفين، كما تهرول القطط بأبنائها بين النيران. لن ننسى ولن نغفر للنازية الجديدة ما أطلقته من رصاص على كل طيف هرع لنجدة جريح على الرصيف، ومنعها سيارات الإسعاف وتدميرها العيادات الطبية، وجرفها مناطق ببيوتها بالدبابات على رؤوس من فيها للتوغل في جنين. لن ننسي, ولن نغفر لمن قوضوا المساجد، أضرموا النار بعد ألفي عام من بيع المسيح في كنيسة مهده. لن ننسى أنهم رصفوا أزقة المخيمات بضلوع بضلوع الأطفال وعيونهم. ولن نغفر لمجتمع عنصرى بأكمله, يتحدث بألف لسان من ألف بلد, ويضرب بقبضة أمريكية واحدة. لن ننسى شيئا أو شهيدا أو نظرة, ولن نغفر أبدا لأحد، ولا لطائرة, أو حبل قيدت به یدان, أو بیان دولی مخادع, أو زنزانة, أو عصا. نحن لن ننسى, ولن نغفر. وفي ذلك تقف معنا ملايين لا تحصى في خريطة الضمير الجديدة.

أخبار الأدبأحمد الخميسي

شارك:

اصدارات متعلقة

وسائل التواصل الاجتماعي ترسخ العنف ضد النساء
نصائح للمصورة الصحفية بشأن الوقاية من "كوفيد" 19" أثناء التصوير الصحفي
نصائح بشأن السلامة النفسية للنساء في أوقات الأزمات
ورقة قانونية بشأن مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد
كيف تحررين محضر تحرش
عيد الأم ما بين الاحتفاء بقيمة الأمومة و ترسيخ الدور النمطي للنساء
خدمات الصحة الجنسية فيما بعد سن الإنجاب ضرورة لتمكين النساء
ختان الإناث في مصر... جريمة تعذيب ضد الإنسانية
حقوق النساء من اجل العدالة والتنمية
الإيدز خطر صامت يهدد حياة النساء في ظل جائحة كورونا