قراءة في ملفات برنامج النساء المعنفات

النساء والعنف الجنسي

قراءة في ملفات برنامج النساء المعنفات

مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي

تقديم

يتناول الكتاب الذي نقدمه لحضراتكم قصصًا قاسية لنساء نجون من العنف الجنسي سواء في الأماكن العامة أو بأيدي السلطات أو داخل الأسرة. لم نشأ أبدا إيلامكم ولكنه واقعنا الذي يترك مرارة في الحلق قد تبقى سنوات دون أن تزول. ورغم أن تلك المرارة تصيب قطاعات كبيرة من الشعب لكنها لا تترك الأثر المطلوب لدى السلطة الحاكمة أو لدي المجتمع باتساعه. فعلى الرغم من تكدس المواقع الاجتماعية بقصص الناجيات من العنف الجنسي، وعلى الرغم من خروج بعض من تلك القصص من الفضاء الافتراضي إلى القنوات الحوارية، وعلى الرغم من تقديم مشروعات لتعديل المواد الخاصة بالعنف الجنسي في قانون العقوبات ومشروع قانون العنف ضد النساء داخل الأسرة؛ إلا أن الحكومات المتعاقبة منذ حكم مبارك وحتى صدور هذا الكتاب لم تؤسس لاستراتيجية وطنية فاعلة للقضاء على ظاهرة العنف ضد النساء وتأهيل الناجيات وعقاب وتأهيل الجناة، اللهم إلا التعديلات التي جرت علي قانون العقوبات في عهد الرئيس المؤقت والتي كانت دون طموحات منظمات المجتمع المدني، خاصة أن المنظمات الحقوقية والنسوية سبقت ذلك المقترح بمقترح آخر أكثر شمولاً، كما بذلت جهدًا صادقًا في المناقشات المتتالية مع متخذى القرار من الوزراء والمسئولين بوزارة العدل.

ليست هذه هي المرة الأولي التي يتناول فيها مركز النديم تسليط الضوء على العنف الجنسي، ففي عام 2004 أصدر المركز كتيبًا بعنوان شهادات النساء على العنف داخل أماكن الاحتجازتناول 64 شهادة لنساء تعرضن للعنف الجنسي داخل أماكن الاحتجاز ، وسلط هذا الكتيب الضوء على جرائم النظام تحت حكم مبارك وفي ظل قانون الطوارئ وكيف أصبحت الشرطة سلطة فوق القانون وخارج نطاق المحاسبة القضائية، وكيف تُستخدم أجساد النساء للضغط عليهن من أجل غرض يخص أحد أفراد الشرطة أو من هم على علاقة بهم وكيف تستخدم أجساد النساء للضغط على الرجال المطلوب القبض عليهم أو مطلوب إجبارهم علي الاعتراف بارتكاب جريمة ما ، سواء كانوا محل اشتباه أو لسبب آخر.

تناولت كافة إصدارات النديم، سواء الخاصة بعنف السلطات العامة أو بالعنف ضد النساء داخل الأسرة، قصصًا عن استخدام التعذيب الجنسي في أماكن الاحتجاز وإن كانت ضمن قصص أخري عن العنف والتعذيب بشكل عام.

كما نشير أن مركز النديم تناول عشرات القصص التي تقشعر لها الأبدان عن التعذيب في السودان في إصداره الذي صدر عام 2002. والذي أظهر كيف تتعامل السلطات السودانية مع التعذيب الجنسي كروتين يومي في كافة أماكن الاحتجاز للنساء والرجال على السواء.

وها نحن نعود لكتاب جديد يختص فقط بالعنف الجنسي ضد النساء سواء تم بيد السلطات العامة القائمين علي تنفيذ القانون – أو في المجال العام، أو داخل الأسرة.

مجددا لا نريد إيذاء مشاعركن / مشاعركم بل نريد تسليط المزيد من الضوء على ما وصل إليه انتهاك الحق في السلامة البدنية والنفسية من منحنيات خطيرة تستدعي تضافر الجهود والضغط على السلطة الحاكمة للقيام بالدور الواجب عليها في حماية مواطنيها وفقًا لما نصت عليه الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر، ووفقًا للدستور المصري مما يضع السلطة الحاكمة كمسئول رئيسي عن حماية المواطنات والمواطنين من كافة أشكال العنف وامتهان الكرامة الإنسانية حتى وإن حدث العنف داخل الأسرة.

كذلك يهمنا استخلاص الدروس من تلك القصص الأليمة حتى نتعلم كيف ندرأ الخطر قبل حدوثه أو بمجرد حدوثه كحد أدنى. فالغالبية العظمى من شعبنا تطمئن إطمئنانًا زائدًا عن الحد للأقارب والجيران وأصدقاء الأسرة، وفي ذات الوقت يجدون حرجًا في تعليم أبنائهم وبناتهم الدروس الأساسية للحفاظ على أجسادهم وأجسادهن.

سوف نجد في هذا الإصدار قصصًا متعددة لهتك عرض أو لاغتصاب الأطفال من أحد أفراد الأسرة أو أحد الأقارب والمعارف الموثوق بهم. لذا نرجو مجددًا ألا تثير تلك القصص الخوف الزائد والشك غير المرغوب فيهبل نأمل أن تكون أداة لرفع الوعي، تلفت النظر لأهمية تعليم أطفالنا، إناثًا وذكورًا ، معنى خصوصية الجسد وحق الطفل في رفض اللمسات أو القبلات التى لا يشعر معها بالارتياح، بل عليه أن يرفض أن يقبله أو يضمه إنسان دون موافقته كما تلفت نظرنا تلك القصص الإنسانية إلى أن علينا أن نبنى جسورًا من الثقة بيننا وبين أطفالنا منذ الصغر حتى نتمكن من التدخل حال حدوث أية انتهاكات لأجسادهن / أجسادهم في الوقت المناسب.

نود أن نشير أن هذا الكتاب سيبدأ بتحليل إحصائي للعنف الجنسي قبل ثورة يناير بأربع سنوات وبعد الثورة بأربع سنوات توضيحًا لمنحنيات تصاعد العنف أو انخفاضه في كل من الفضاء العام أو الخاص.

وتزامنا مع هذا الإصدار أنتج مركز النديم ثلاثة أفلام والعديد من التسجيلات مع ذوى الاختصاص عن موضوع العنف الجنسي ضد النساء لتضاف لسلسلة الأفلام التوعوية حول العنف ضد النساء ويمكنكم مشاهدتها على موقع مركز القديم www.elnadeem.org أو صفحات النديم على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أو على قناة اليوتيوب الجديدة : http://bit.ly/1EjmKRb

كذلك يمكنكم الإطلاع على الإصدارات السابقة لمركز النديم علي الموقع الرئيسي للمركز وعلى صفحة الفيس بوك لمن ترغب / يرغب في الاطلاع عليها.

نأمل أن يحقق هذا الإصدار الهدف المرجو منه وأن يشكل إضافة على طريق إنهاء كافة أشكال العنف والتعذيب في وطننا وأن يساهم في دفع السلطات العامة إلى الالتزام بما وقعت عليه من مواثيق دولية تحتم عليها حماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

أسرة مركز النديم

ديسمبر 2014

قراءة في ملفات العنف الجنسي الواقع على النساء

الباب الأول

قراءة تحليلية من واقع ملفات مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي

مقدمة:

نعلم جيدًا أن العينة موضع التحليل في هذا البحث ليست عينة ممثلة للمجتمع المصري، وعلي الرغم من ذلك فهي تلفت الأنظار إلى نوع من أنواع العنف أصبح يؤرقنا جميعًا ألا وهو الاعتداء الجنسي الجماعي والعنف الجنسي في الفضاء الخاص.

ومن الهام أن نلاحظ أن هذا التقرير يتناول بالتحليل فقط الناجيات المترددات على برنامج دعم النساء وليس جميع المترددات/ المترددين علي مركز النديم حيث أن برنامج دعم وتأهيل الناجين من التعذيب استقبل 4524 مترددًا ومترددة من عام 1993 وحتى نهاية عام 2014 والذى لم نتناوله بالتحليل في هذا التقرير. وعليه فإن هذا التقرير يتناول بالتحليل المترددات على وحدة دعم الناجيات من العنف في الفترة ما بين 2007 وحتى 2014. وقد ركزنا على هذه الفترة من تاريخ برنامج دعم الناجيات من العنف نظرًا لما لاحظه فريق العمل من ازدياد نسبة الناجيات من العنف الجنسي قياسًا لباقي أشكال العنف منذ 2011 وحتى الفترة موضع البحث. وهو ما دفع الفريق لدراسة وتحليل المتغيرات فى شكل العنف من حيث الأسلوب ومكان ممارسة العنف إضافة للجناة الممارسين للعنف.

منذ عام 2007 استقبل برنامج دعم الناجيات من العنف 578 من النساء والفتيات اللاتي تعرضن لشكل أو لآخر من أشكال العنف؛ كالعنف الأسري والمؤسسي، والعنف المجتمعي، والعنف الجنسي. وفي الحقيقة أنه من الصعوبة بمكان أن نحدد عدد المتعرضات لكل نوع من أنواع العنف على حدى حيث أنه في أغلب الحالات تتعرض المرأة لعدة أنواع من العنف في نفس الوقت. ولذا فقد حصرنا المتعرضات للعنف الجنسي في السنوات الثماني موضوع البحث وكان عددهن 162 امراة في ثمان سنوات. ومن الملاحظات الهامة التى يجب الإشارة اليها أن أغلب النساء اللاتى عانين من العنف داخل الأسرة لم تكن شكواهن الأولى هي الاغتصاب الزوجى أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي من شركائهن في الحياة أو من أحد أفراد الأسرة، وإنما أتت تلك الشكوى في زيارات تالية، وليست الزيارة الأولى في أغلب الأحوال.

في تقريرنا هذا سنتناول بالنقاش الأشكال المختلفة للعنف الجنسي شاملة: الاغتصاب هتك العرض، التحرش والاعتداء الجنسي من المحارم. ولهذا فمن الهام أن نحدد التعريفات الخاصة بكل منها وأن نوضح الفروق بينها من وجهة نظرنا ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (التي نعتمد تعريفاتها)

العنف الجنسي هو : “أي فعل أو محاولة لإتيان فعل جنسي، كتعليقات جنسية غير مرغوب فيها، أو إقدام على أفعال جنسية غير مرغوبة أو الاتجار أو غيرها توجه ضد جنسانية الإنسان بالإكراه من أي إنسان بعض النظر عن درجة علاقته بضحية العنف شاملة العنف الجنسي في المنزل أو في مكان العمل ودون أن تقتصر عليهما.

الاغتصاب هو : “اختراق للفرج أو للشرج بالقوة حتى ولو بدرجة بسيطة، (اختراق غير كامل) عن طريق القضيب أو أي جزء من أجزاء الجسم أو بواسطة أداه. ومحاولة فعل ذلك تعرف كشروع في الاغتصاب. بينما يعرف باغتصاب جماعى إذا تم الاعتداء من أكثر من جاني.

هتك العرض هو: تلامس بعضو جنسي دون أن يتم اختراق الفرج أو الشرج

التحرش الجنسي هو: أفعال غير مرحب بها وتتمثل في الألفاظ والعبارات أو اللمسات أو أي طلبات ذات طابع جنسي.

وأخيرًا العنف الجنسي ضد المحارم: هو فعل قد يصل للاغتصاب أو ما دونه بين أفراد الأسرة عدا الزوجين“.

الفصل الأول

الناجيات من العنف الجنسي

التحليل الإحصائي للناجيات من العنف الجنسي المترددات على مركز النديم في الفترة من 2007 إلى 2014

1 – العدد:

من إجمالي 578 ناجية من العنف بأنواعه المختلفة بين عامي 2007 و 2014 تعرضت 161 منهن إلى العنف الجنسي في تغير ملحوظ في نسبة المتعرضات للعنف الجنسي عن الأعوام السابقة على هذا البحث.

فمنذ عام 2011 كانت هناك زيادة نسبية فى أعداد المترددات اللاتى تعرضن للعنف الجنسي تبعها ارتفاع شديد في عام 2013

كما يتضح في الجدول والرسم البياني الموضح أدناه

السنة

عدد المترددات

2007

5

2008

21

2009

5

2010

12

2011

25

2012

24

2013

50

2014

20

إجمالي

162

2 – الجنسية

87% من الناجيات من العنف الجنسي كن مصريات، أما الـ 13% الباقيات فكن سودانيات أو أثيوبيات، أو صوماليات، أو سوريات أو عراقيات، أو أمريكيات أو فلسطينيات

3 – المرحلة العمرية

أغلبية ضحايا العنف الجنسي (36%) كان عمرهن أقل من 18 عامًا أو أنهن تعرضن للعنف الجنسي قبل بلوغهن الثامنة عشر حتى وإن لجأن لمركز النديم في سنوات لاحقة من أعمارهن. أما الباقيات فكان توزيعن كالتالي: 26% من 19 – 25 عامًا، 25% من 26 – 35 عامًا، 9% من 36 – 45 عامًا و 4% أكبر من 46 عامًا.

4 – النوع / الجنس

على الرغم من أنه ليس من المعتاد أن يأتى ذكرًا طالبًا الدعم من برنامج دعم النساءالناجيات من العنف إلا أن البرنامج استقبل أربعة من الناجين من العنف الجنسي من الذكور وهم إما كانت أعمارهم أقل من ثمانية عشر عامًا، أو أبناء المترددات على البرنامج، أو تعرضوا لصدمة ثانوية نتيجة معايشتهم لحادث عنف جنسي.

5 – الحالة الاجتماعية

النسبة الأكبر من المترددات كن غير متزوجات (47%) يليها المتزوجات (31%) ثم المطلقات (7%) ثم المخطوبات (6%) والمرتبطات (5%) وفي حالة 4% من العينة لم تكن الحالة الاجتماعية معروفة.

6 – المستوى التعليمي

شكلت الحاصلات على شهادة جامعية النسبة الأعلى للعينة بواقع 37% تبعها طالبات المدارس (مازلن يدرسن) بنسبة 22% ثم 14% حاصلات على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها، بينما لم يكن من بين المترددات من الحاصلات على درجة أقل من الثانوية غير 6% من عينة البحث تلاها من لم ينلن حظًا من التعليم 5%. وكان من بين المترددات 5% حاصلات على شهادة الماجستير، و 2% يقرأن ويكتبن وأخيرًا 9% غير معروف وضعهن الدراسي.

7 – الوظيفة/ المهنة

مثلت الطالبات في مراحل التعليم المختلفة نسبة 38% من مجموع المترددات، يليهن ربات البيوت وغير العاملات بنسبة 28%، والعاملات في القطاع الرسمي خارج المنزل 25% إضافة إلى 9% تعملن بأعمال غير رسمية.

تعرضت أغلبية عينة التحليل (162) إلى الاغتصاب، تلاه في الترتيب الإحصائي – وفقًا لعدد المترددات الناجيات من العنف الجنسي هتك العرض، ثم التحرش الجنسي والنسبة الأقل لأشكال أخري من العنف الجنسي، مثل العنف المؤسسي والزواج المبكر. كما تعرضت العديد من المترددات إلى أكثر من نوع من أنواع العنف خلال مراحل حياتها المختلفة.

وعن الناجيات من العنف المؤسسي فقد تابع برنامج دعم الناجيات من العنف 6 من النساء، 4 منين تعرضن لفحص جبري للعذرية أثناء توقيفهن من قبل قوات الجيش عام 2011 وقام بالفحص ضابط طبيب. وفي السابع والعشرين من ديسمبر من نفس العام أوصت المحكمة الإدارية العليا بمنع إجراء فحوص العذرية.

8 – أشكال العنف

تعرضت أغلبية عينة التحليل (162) إلى الاغتصاب، تلاه في الترتيب الإحصائي – وفقًا لعدد المترددات الناجيات من العنف الجنسي هتك العرض، ثم التحرش الجنسي والنسبة الأقل لأشكال أخري من العنف الجنسي، مثل العنف المؤسسي والزواج المبكر. كما تعرضت العديد من المترددات إلى أكثر من نوع من أنواع العنف خلال مراحل حياتها المختلفة.

وعن الناجيات من العنف المؤسسي فقد تابع برنامج دعم الناجيات من العنف 6 من النساء، 4 منين تعرضن لفحص جبري للعذرية أثناء توقيفهن من قبل قوات الجيش عام 2011 وقام بالفحص ضابط طبيب. وفي السابع والعشرين من ديسمبر من نفس العام أوصت المحكمة الإدارية العليا بمنع إجراء فحوص العذرية.

وخلال الفترة من 2007 إلى 2014 – تعرضت 58% من الناجيات من العنف الجنسي تعرضن للاغتصاب. وهذا يعنى أن 16.5% من إجمالي المترددات في نفس الفترة قد تعرضن للاغتصاب.

وبتحليل الناجيات المتعرضات للاغتصاب تبين أن 22% منهن تعرضن للاغتصاب الجماعي. و 20.6%للاغتصاب في إطار الزوجية، و 15% للاغتصاب الشرجي.

إضافة لذلك فهناك أشكال أخرى من العنف تعرضت لها الناجيات، أكثرها شيوعًا العنف داخل الأسرة والذي صاحب العنف الجنسي في أغلب الحالات.

وخارج إطار الأسرة سجل العنف والإيذاء البدني النسبة التالية في التحليل الإحصائي. وبجانب ذلك سجل البرنامج 14 حالة اختطاف واحتجاز الناجية في سيارة، أو شقة، أو منزل مهجور / تحت الإنشاء أو في أرض زراعية. كما سجل برنامج دعم النساء استخدام التهديد ضد الناجية سواء باستخدام السلاح أو بتصويرها صورًا فوتوغرافية أو بتسجيل فيديو.

9 – الآثار الناجمة عن التعرض للعنف الجنسي

عادة ما تتسبب التجربة الصادمة الناتجة للعنف الجنسي في آثار نفسية وعضوية واجتماعية إضافة لبعض الإشكاليات في الصحة الجنسية.

من الإشكاليات الصحية – الجنسية التى رصدها مركز النديم: الحمل غير المرغوب فيه، واضطرابات الدورة الشهرية، والأمراض المنقولة جنسيًا، والتهابات الجهاز البولى، وآلام والتهابات الحوض. وأصيبت صحبتان بإصابات عضوية جسيمة أثناء الاعتداء عليهما، وتسبب هذا الاعتداء فى وفاة الضحيتين، إحداهما قتلت فور الاعتداء عليها بينما توفيت الثانية متأثرة بإصابتها بعد بضعة أشهر.

وقد تراوحت الأعراض النفسية للناجيات من اكتئاب بسيط إلى اكتئاب شديد مرورًا بدرجات متوسطة من الاكتتاب. كما مرت الناجيات بدرجات متفاوتة من التوتر. وعانت أغلب الناجيات من اكتئاب كرب ما بعد الصدمة وتتمثل أعراضه في الذكريات المرتجعة أثناء اليقظة، وفيها تستعيد الناجية أحداث الاغتصاب بكل ما صاحبها من انفعالات وآلام ولحظات رعب وتهديد للحياة. وأيضًا ما صاحبها من تفاعلات عضوية كرفرفة القلب والعرق وآلام الجهاز الهضمي، وتتكرر الذكريات المرتجعة أثناء النوم في صورة كوابيس وأحلام مزعجة ذات صلة بواقعة الاعتداء.

كما قد يحدث أن تعزل الناجية نفسها عن الناس والأماكن التى قد تستثير شريط الذكريات الأليمة أو ترفض الخروج من حجرتها بشكل عام. وقد تصل الأعراض النفسية من الشدة لدرجة أن تفكر الناجية في الانتحار أو تحاول الانتحار بالفعل كما قد تابعنا في عدد من الناجيات. كما تعانى الكثير من الناجيات مما يسمى أعراض نفس – جسدية حيث يعبر الألم النفسي عن نفسه عن طريق أعراض جسدية عضوية أو قد يكون هناك أعراض جسدية سابقة وتزداد سوءًا بعد التعرض للحادث الصادم.

10 – أماكن حدوث العنف الجنسي

أغلب حالات الاعتداء حدثت في منزل الناجية (39%) يليها الشارع (25%) ثم منزل الجاني أو أسرته أو أصدقائه (19%) أو الأماكن العامة، المفتوحة (6%) ثم أماكن العمل (5%) والمدارس أو الجامعات (4%) وأخيرًا أماكن الاحتجاز (سواء شرطة مدنية أو عسكرية) (2%).

هنا تجدر الإشارة إلى أن أعلى نسبة لمكان حدوث الاعتداء كانت في أماكن خاصة غير متاحة للغرباء (58%). وجدير بالذكر أيضًا أن كثيرًا من اللاجئات تعرض للعنف الجنسي في بلادهن من قبل البوليس أو جنود الجيش ولم تتم الإشارة إليهن في الإحصائيات حيث يركز هذا التحليل على الاعتدءات التي تمت في مصر في الفترة المحددة بأربع سنوات قبل ثورة يناير وأربع سنوات بعدها.

الجناة في العنف الجنسي

التحليل الإحصائي للجناة في جرائم العنف الجنسي:

1 – النوع الاجتماعي

مثل الرجال النسبة العظمى من الجناة في جرائم العنف الجنسي بنسبة 98% من إجمالي عدد الناجيات موضوع البحث. بينما كان الاعتداء من نساء في نسبة الـ 2% الباقية وكن ممن لهن سلطة على الطفل / الطفلة كالمدرسة أو واحدة تمت بصلة قرابة الأسرة.

2 – الفئة العمرية للجناة

لا تتوفر بوثائقنا معلومات كافية عن عمر الجناة ومستواهم التعليمي أو حالتهم الاجتماعية، لذا سنعتمد في تلك العناصر على المعلومات المتاحة.

فعلي سبيل المثال لم يتم التعرف على عمر الجاني إلا في نسبة 30% من حالات الاعتداءات. وفي هذه العينة كان عُمر الجناة كالتالي:

المرحلة العمرية

أقل من 18 سنة

19 – 25 سنة

25 – 36 سنة

35 – 45 سنة

أكبر من 45 سنة

النسبة

20%

10%

21%

18%

31%

3 – المستوى التعليمي

توفرت لدينا معلومات خاصة المستوى التعليمي للجناة في 33% من الحالات، وكانت النتائج كالتالي:

المستوى التعليمي

أميون

تلاميذ مدارس

تعليم متوسط

تعليم جامعي

ابتدائي، إعدادي، فوق جامعي *

النسبة

11%

9%

17%

59%

4%

* أجملناهم برقم واحد باعتبارهم النسب الأقل تأثيرًا في النتائج

4 – الحالة الاجتماعية:

تشمل البيانات الواردة في الحالة الاجتماعية نسبة 47% من إجمالي عدد المعتدين في جرائم العنف الجنسي. وكانت النسب في تلك المجموعة كالتالي:

الحالة الاجتماعية

متزوجون

غير متزوجون

مطلقون

أرامل

النسبة

76%

17%

5%

2%

5 – العلاقة بين الجناة والناجيات من العنف الجنسي

  • في 32% من الحالات كان الجناة معروفين لدى الناجيات رغم كونهم ليسوا من أقارب الدم ، أي أنهم من الجيران أو الأصدقاء أو الزملاء أو ما شابه. وكان توزيعهم كالتالي: 10% أصحاب العمل، 8% من الجيران، 7% مدرسون أو أساتذة ، أما الباقين فكانوا إما زوج الأم أو والد الزوج أو زميل أو غيرها .

  • في 28% من الحالات كان الجناة غرباء، ومنهم سائقي سيارات أجرة، باعة جائلين. وفي 66% من حالات الاعتداء من الغرباء كانت الاعتداءات جماعية حيث شارك مجموعة من الرجال فى الاعتداء على التاجية.

  • 20% اغتصاب في إطار العلاقة الزواجية.

  • 13% أقرباء بالدم (الأب في 10 حالات – وفي 5 حالات الخال أو العم أو العمة أو ابن العم الخ)

  • 7% أخرى (شرطة، ضابط أمن دولة، ضابط/ مجند بالجيش، تجار بالبشر) وتمكنت الناجية من التعرف عليهم دون أن تكون هناك سابق معرفة بهم.

ويتضح من هذا التحليل أن الجناة الذين كانوا على علاقة ما بالناجية في 72% من حالات الاعتداء بينما مثل الغرباء عن الناجية نسبة 28% فقط.

العنف الجنسي من أحد أفراد الأسرة/ العائلة

في الجزء السابق من التحليل البحثي وجدنا أن 13% من الناجيات تعرضن للعنف الجنسي من جانب أحد الأقرباء. كما سبق أن عرفنا العنف الجنسي داخل الأسرة ؛ بأنها جريمة العنف الجنسي التي تقع من أحد أفراد الأسرة/ العائلة.

لذا يمكننا أن نقول بأن 13% من حالات العنف الجنسي تقع تحت بند العنف داخل الأسرة. ومن تلك النسبة كانت حالات الاغتصاب تصل إلى 45% وحالات هتك العرض إلى 45% أيضًا، بينما حالات التحرش كانت 2% من نسبة الاعتداءات داخل الأسرة.

وتشير هنا أننا اعتبرنا أن أبناء العم أو الخال أقرباء بالدم وهذا وفق التعريف المذكور فى بداية الفصل. وقد لا يتفق مع العرف والقانون المصري الذي يحدد قرابة الدم في المحارم الشرعيين والذين لا يجوز لهم الزواج من المجنى عليها.

وجدير بالذكر أن 59% من الناجيات من العنف الجنسي داخل الأسرة كانت أعمارهن أقل من 18 عام وقت حدوث الاعتداء.

العنف الجنسي ضد الناجين والناجيات أقل من ثمانية عشر عامًا.

على الرغم من أن برنامج دعم الناجيات من العنف يتعامل مع الناجيات من الأطفال، إلا أننا لم نكن نتوقع أن تصل نسبتهن إلي هذا الرقم الضخم (36%) من الناجيات من العنف الجنسي. ولذا أضفنا تحليلاً إحصائيًا لتلك المجموعة من الناجيات وكانت النتائج كما يلي:

  • 58% من الطفلات تعرضن للاغتصاب. ومنهن / منهم 13% تعرضن للاغتصاب الجماعي.

  • 29% تعرضن للعنف الجنسي داخل الأسرة/ العائلة.

  • 5% تعرضن للتحرش الجنسي.

  • 8% تعرضن لأشكال أخري من العنف الجنسي كالزواج المبكر، أو فحص العذرية، أو إتجار بالبشر.

الجناة في جرائم العنف الجنسي ضد الناجيات من العنف الأقل من 18 عام:

  • في 48% من الحالات كان الجاني شخصًا معروف للناجية (صديق للعائلة، جار، زميل) (لا يشمل المدرسين)

  • في 23% من الحالات كان الجناة من الأقارب (قرابة الدم مثل الأب – الخالالعم الأخ)

  • وفي 9% من الحالات كان الجناة مدرسين.

  • أي أن المعتدين على الأطفال كانوا في 80% من الحالات معروفين لضحاياهم، وفي 20% من الحالات كانوا أغراب، غير معروفين للناجية.

 

الأماكن التى تعرض فيها الأطفال للعنف الجنسي:

وبتحليل تلك العينة تبين أن:

المكان

النسبة

منزل الطفل / الطفلة

36%

منزل الجاني

30%

الطريق العام / الشارع

11%

المدرسة

9%

أخرى: أماكن الاحتجاز أو الأماكن المزدحمة أو المدافن *

14%

التغييرات التي طرأت على أشكال العنف

كما سبق أن أشرنا فقد قمنا بهذا البحث التحليلي كمحاولة لفهم التغيرات التي طرأت على أشكال العنف كما عشناها مع الناجيات المترددات على برنامج دعم النساء.

وفي الشكل البيائى الموضح أدناه يمكننا ملاحظة أن هناك ارتفاع واضح في معدلات العنف الجنسي في أعوام 2008 ، 2011 لتصل أعلى معدل لها عام 2013.

وقد يكون ارتفاع أعداد المترددات عام 2008 يعود للحملة التي أطلقها مركز النديم والخاصة ب مشروع قانون لتجريم العنف ضد النساء داخل الأسرة، مما شجع النساء علي طلب المساندة والدعم. وتميل لهذا التحليل بسبب الارتفاع الشديد في الاتصالات بالخط الساخن في أعقاب الحوارات التليفزيونية أو المقابلات التي أجرتها القنوات التليفزيونية المتعددة في ذلك الحين مع زميلات من فريق النديم. ومن جانب آخر فكثير من شكاوى العنف الجنسي بأنواعه جاءت في سباق الشكوى من العنف داخل الأسرة. ويوضح الرسم البياني أن أغلب حالات العنف تمت في بيت الناجية أو بيت الجاني.

في عام 2011 تبين أن النسبة الأكبر من حالات الاعتداء حدثت في الفضاء الخاص ومن جاني معروف للناجية، ونعتقد أن انهيار المؤسسة الأمنية وعدم الاستقرار السياسي والمجتمعي ، وضعف مؤسسات الدولة قد يكون أحد التفسيرات.. هذا بجانب غياب العدالة وإفلات الجناة من العقاب، وهذا ما يفسر أيضًا ازدياد جرائم العنف عمومًا ومن بينها جرائم العنف الجنسي. ولا يمكن إغفال أثر الثورة في تشجيع المصريات على التعبير عن آرائهن وهمومهن خاصة أننا لاحظنا أن بعض النساء قد تواصلن مع مركز النديم للشكوى من انتهاكات مرت عليها عدة سنوات وإن كانت آثارها النفسية مازالت حية في نفوسهن.

كان عام 2013 من الأعوام التي استغرقت تفكيرًا طويلاً من فريق العمل حتى تم فصل العنف الجنسي الجماعي، وهتك العرض كمجموعات منفصلة كما يوضحها الرسم البياني التالي.

في كل الأحوال تزايدت كافة أشكال العنف الجنسي عام 2013 بدءًا من التحرش الجنسي مرورًا بهتك العرض ولم تقتصر الزيادة على حوادث الاغتصاب فقط.

أما عن العنف المؤسسي فقد تزايد بشكل ملحوظ في عام 2011 حيث استقبل برنامج دعم الناجيات من العنف العديد من حالات الاعتداء الجنسي بدرجاته أثناء الاحتجاز بأقسام الشرطة، أو من قبل الشرطة العسكرية، أو أثناء القبض على المتظاهرات.

وكما يوضح الرسم البياني أدناه فقد شهد عام 2013 ازديادًا في عدة أشكال من العنف الجنسي بلغ ذروته في الاعتداءات الجماعية سواء كانت اغتصاب أو هتك عرض من أكثر من جاني. فوصل عدد طالبات المساندة من برنامج دعم الناجيات من العنف من المتعرضات للعنف الجنسي الجماعي 22 سيدة وفتاة وذلك عامي 2012/ 2013. وكانت 13 منهن قد تعرضن للاغتصاب الجماعي بينما الـ 9 حلات الباقية تعرضن لهتك العرض الجماعي.

وعند تقسيم تلك المجموعة بين العامين 2012/ 2013 تبين أن أغلب الاعتداءات حدثت عام 2013 بواقع 17 حادث تعدى.

من بين الـ 22 واقعة اعتداء جنسى في العامين الذكورين استقبلنا 9 ناجيات من انتهاكات فى ميدان التحرير، وكان هناك تشابه كبير في ملابسات حدوث الاعتداء، حيث يهاجم عشرات إلى مئات الرجال امرأة أو أكثر ويمزقون ملابسهن ويعتدون عليهن اعتداءات جسدية وجنسية وفي بعض الحالات تم اغتصابهن بالأصابع أو الآلات الحادة.

وهو الوصف الذي أجمع عليه الغالبية العظمى من الناجيات من العنف الجنسي الجماعي في ميدان التحرير.

ملحوظة: “بعض شهادات الناجيات من العنف الجنسي بميدان التحرير تجدونها بالباب الثاني من هذا البحث

التغيرات التي طرأت على طبيعة الجناة:

يوضح الرسم البياني التالي التغيرات التي طرأت على طبيعة الجناة خلال فترة البحث. وكانت النسبة الأعظم من الجناة قبل عام 2012 هي الأزواج أو شخص معروف للناجية. أما منذ 2012 فقد زادت نسب الجدة غير المعروفين للناجية تلاها الأشخاص المعروفين للناجية ثم رجال الضبط (شرطة أو جيش). بينما في عام 2014 زادت نسبة أقرباء الدم زيادة طفيفة.

التغيرات التى طرأت على أماكن حدوث العنف الجنسي:

يحدد الرسم البياني التالي تحليلاً لأماكن حدوث العنف الجنسي خلال الثمان سنوات موضع التحليل البحثى من واقع روايات المترددات على برنامج دعم الناجيات من العنف.

وكما يتضح من الرسم البياني فإن النسبة الأغلب من حوادث الاعتداء تمت في الفضاء الخاص. وقد ظلت نسبة الاعتداء في الأماكن الخاصة مرتفعة على مدار الثمان سنوات، سواء كان ذلك في منزل الناجية أو منزل الجاني.

أما عن الاعتداءات الجنسية في الفضاء العام فقد بدأت في الارتفاع بدءًا من عام 2011، وشهدت ذروة الارتفاع في عام 2013، بينما شهد نفس العام تزايدًا بسيطًا في حوادث الاعتداء في المدارس أو الجامعات أو أماكن العمل.

قد يعود السبب في ارتفاع تلك النسبة إلى استعداد أعلي لتسجيل الناجية لشكواها، وطلب الدعم من مراكز المساندة أو نتيجة شعورها أن شهادتها وتسليط الضوء على العنف الجنسي سوف يحمي غيرها من النساء من التعرض لنفس الموقف الصادم. كما أن الحملات الخاصة بتجريم العلف الجنسي قد فرضت حوارًا مجتمعيًا حول تلك الظاهرة، كما فرضت القضية على أجندة الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع. إضافة لإعلام شبكات التواصل الاجتماعي الذي شهد تركيزًا ملحوظًا في هذا العام على ظاهرة العنف الجنسي.

مخرجات البحث:

من خلال عملنا في دعم الناجيات من العنف لاحظنا أن نسبة المترددات اللاتي تعرضن للعنف الجنسي في المجال العام ارتفعت بشكل ملحوظ بعد الثورة. كما وجدنا أيضًا أن نسبة عالية من المترددات تعرضن للعنف الجنسي في طفولتهن (أقل من 18 عام) وفاقت تلك النسبة توقعاتنا السابقة للبحث أيضًا.

كما سبق أن لاحظنا في التحليل البحثي فإن النسبة الأكبر من حوادث الاعتداءات الجنسية تمت في الأماكن الخاصة سواء في منزل الناجية، أو منزل الجاني. إضافة إلى أن الجاني كان في الأغلب شخصاً معروفًا للناجية أو يمكنها التعرف عليه جيدًا.

كذلك اتضح من البحث أن نسبة لا يمكن إغفالها من النساء المتعرضات للعنف الأسري من جانب الزوج قد تعرض أيضًا لأشكال مختلفة من العنف الجنسي في إطار الزوجية. وهذا اضطرنا إلى العودة إلى كافة ملفات الناجيات من العنف داخل الأسرة وعدم الاعتماد على قاعدة المعلومات فقط. ما دفعنا إلى العودة إلى الملفات الأصلية هو أن أغلب النساء لا يذكرن موضوع الاغتصاب الزوجي في أول مقابلة، بل تأتي تلك الشكاوى في جلسات لاحقة بعد بناء الثقة بين الناجية والداعمة. أما النساء اللاتي اشتكين من الاغتصاب الزوجي في المقابلة الأولى فأغلبهن كانت شكواهن من الاغتصاب الشرجي حيث أن له وضعية مجتمعية وأخلاقية خاصة في مجتمعنا.

وعلي الرغم من أن أغلب الجناة كانوا معروفين سلفًا للناجية من العنف الجنسي إلا أننا متأكدون أن النسب المسجلة ما هي إلا مجرد عينة محدودة، وأن المتعرضات للعنف أكثر كثيرًا مما هو موثق بشهادات النساء، لكن النساء تخشى الإبلاغ عنه، إما خوفًا من الجاني أو خوفًا من الوصمة الاجتماعية أو لصعوبة إجراءات التقاضي خاصة في ظل غیاب شهود عيان على حادث الاغتصاب الذي يتم في الأماكن الخاصة.

ومن المخرجات المدهشة في هذا التحليل البحثي أن النسبة الأكبر من الجناة كانوا متزوجين وتخطوا سن الشباب وحاصلين على مستوى عال من التعليم، في تناقض واضح مع المقولات الشائعة لتبرير تلك الانتهاكات والتي تتراوح ما بين أن الأمية هي السبب الرئيسي أو أن سوء الأحوال الاقتصادية التى يعانيها الشباب والتي تقف عائق دون تمكنهم من الزواج وممارسة حياتهم الجنسية في إطار من الشرعية هي السبب الذي يدفع الشباب لارتكاب الجرائم الجنسية.

لا ندعى أن هذا البحث يغطي إشكالية العنف الجنسي في مجتمعنا كله ولكنه كأغلب الدراسات يعطى مؤشرات هامة يجب أن نوليها ما تستحقه من الاهتمام. ومن تلك المؤشرات التى يجب الاهتمام بها والعمل على استئصالها من مجتمعنا العنف الجنسي فى القضاء الخاص والعنف الجنسي الجماعي.

حتى الآن لم تنل تلك الإشكاليات ما تستحقه من الاهتمام البحثى ولا النقاش المجتمعي. والأخطر من ذلك أن تلك الإشكاليات الكبري التى تعانى منها النساء في مصر لم تحظ بالاهتمام القانوني الكافى ولم تضع بعض أشكال العنف الجنسي في إطار التجريم القانوني. فعلى سبيل المثال لا يوجد بمصر حتى الآن – قانون لتجريم العنف ضد النساء داخل الأسرة، ولازال القانون لا يعترف بالاغتصاب الزوجي أو العنف الجنسي في إطار الزوجية.

وقد بذلت المنظمات النسوية جهودًا كبيرة منذ عام 2004 لوضع قانون يجرم العنف ضد النساء داخل الأسرة وقدم مركز النديم مسودة لهذا القانون لبرلمان 2008 ثم لبرلمان 2010 بعد إجراء حوار مجتمعي استمر أكثر من خمس سنوات شمل أكثر من نصف محافظات الجمهورية، ولكن مازالت تلك الجهود تضيع أدراج الرياح وسط إرادة سياسية عاجزة أو متواطئة على العنف ضد النساء. ولم تتحرك تلك الإرادة السياسية حتى بعد إقرار قوانين تجرم العنف داخل الأسرة في الأردن ولبنان والبحرين.

ولم يكن العنف في المجال العام أفضل حظًا من حيث اهتمام صناع القرار إلا قليلاً.. فقد جاهدت منظمات المجتمع المدني والمجموعات الشبابية المستقلة التي عملت على مساندة ضحايا الانتهاكات الجماعية (المنهجية أو غيرها)، خاصة منذ عام 2011 في إلقاء الضوء على تلك الظواهر وأمام صناع القرار وكان الحصاد أقل كثيرًا من حجم الظاهرة وما تتطلبه من وعي واهتمام. فلم تعترف التعديلات القانونية المحدودة بالاغتصاب الشرجي الاغتصاب الفمي أو الاغتصاب في إطار الزوجية. كما لم تعترف بالاغتصاب الذي يكون ضحاياه من الذكور . ولم تعتبر أن الاغتصاب بالأصابع أو بالآلات الحادة أو العصي اغتصابًا. فجاءت التعديلات القانونية قاصرة وغير كافية للقضاء على كافة أشكال العنف الجنسي.

كما أن أكبر دليل على ضعف الإرادة السياسية في القضاء على كافة أشكال العنف ضد النساء هو تعثر القضايا المرفوعة من النساء المتعرضات للعنف الجنسي الجماعي في ميدان التحرير في نوفمبر 2012 ويناير 2013 ومازالت تلك القضايا حبيسة أدراج النيابة العامة حتى تاريخه. ولا يشفع لضعف الإرادة السياسية تحويل عدد من الجناة في قضايا الاغتصاب الجماعي للقضاء وسرعة البت في تلك القضايا والمعني هي الاعتدءات الجنسية الجماعية التي حدثت أيام تنصيب السيسي رئيسًا للبلاد. فلولا الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يصور سيدة تم تعريتها من ملابسها في مناسبة كتلك، ما كان ذلك الاهتمام بقضايا الناجيات في ذلك الحين. وتدليلاً علي هذا التحليل يمكن العودة لكافة التصريحات الرسمية وللتناول الإعلامي الذي تنكر للناجيات عدا السيدة التي زارها الرئيس السيسي حاملاً معه الزهور.

للمزيد حول الوضع القانوني يرجى الاطلاع على الباب الثالث

شهادات حية من واقع ملفات مركز النديم

الفصل الأول

العنف الجنسي ضد الأطفال

بابا ضحى بحاجات كتير عشاني.. بس في الآخر ضحى بيا“.

تلميذة بالمرحلة الإعدادية بواحدة من المدارس الحكومية.. تقول:

أنا دايما بحب يكون شكلي كويس وأبقى جميلة.. أنا بحب الجمال جدًا. يمكن هوه خد باله من كده.. ما عرفشمدرس العربي عندنا طول عمره طريقته غريبة كده مع البنات.. أي كلام عادى، أي درس يقلبه على الجواز وعلاقة الزوج والزوجة ويقول كلام خارج جدًا .. مكسوفة أقول بيقول إيه.. المهم أنا السنة دي ما عرفش كان مالي.. كنت مزاجى وحش ومش باتكلم مع زميلاتي.. هو فضل يتكلم شوية معايا في الفصل.. أنا تعبت من كلامه الخارج.. رحت اشتكيته المديرة.. وطريقته إتغيرت شوية معايا .. وبعدين بعت مدرس ثاني يقول لي إنه ماكنش قصده.. فضل بعديها يعدي على المكان إللي أنا قاعدة فيه ويقول عايزك بعد الحصة وأنا أقول ماشي وماروحش.. كذا مرة على كدهوبعدها رحت أشوف عايز إيه.. أنا غلطتي إنى روحت أودة المدرسين لوحدي.. قال لي أنا واخد بالي إنك قاعدة لوحدك ومش بتكلمي حد، خلينا أصحاب وإخوات.. أنا أحكيلك وإنتي تحكيلي كل حاجة ونتكلموراح مطلع تليفونه وفاتح فيديو فيه حاجات خارجة وموريهولي.. طلعت أجري على السلم ومنهارة وماقدرتش أقول حاجة من الصدمة وبعدين حكيت لأختي.. وروحنا عملنا محضر وروحنا المدرسة تاني يوم والمديرة جابته وطلبت إلى أواجههبس أنا متضايقة إن البنات في الفصل بيلوموني وماساندونيش.

* * *

طفلة في الخامسة عشرة من عمرها:

أنا كنت راجعة من الدرس يوم الجمعة الساعة 12.. فيه واحد فضل ماشي ورايا وأنا لا يمكن أتخيل إن ده ممكن يحصل لي .. أنا لسه صغيرة وعندي 15 سنة ومش لابسة حاجة وحشة …. الراجل فضل ماشى ورايا.. دخلت العمارة وأنا في الدور التاني طالعة شقتنا اللى في الدور الأخير .. لقيته طلع بسرعة أوي وشدني وفضل يمسكني وكان بيجرني على السلم بيحاول يخطفني.. فضلت أصوت جامد وأصرخ .. راح مسكنى جامد من حتت حساسة وراح نازل وخارج بره العمارة.. أنا مش عارفة لو فضل يطلع ورايا لحد البيت أو كان عرف يخطفني كان حيعمل في إيه.. أنا فضلت أعيط ومعرفتش أمشي ف الشارع لوحدي من ساعتها .. وبافضل أبص ورايا طول مانا ماشية ودايما بألبس حاجة طويلة وواسعة .. أنا عندي طموح ونفسي أدرس وأسافر .. لكن البلد دي بقت صعبة وصعب أعمل فيها حاجةأنا بكره التعليم المصري وشايفاه ملوش لزمة وعارفة إني لو فضلت هنا مش هلاقي شغل كمان.. فأنا عايزة أمشي.. كان نفسي أوي أعرف أمسكه واخد حقي .. أنا خايفة دايما من كل الناس وكل الرجاله والشارع.. وشايفة كل الرجاله زيه.. وحوش

طفلة:

عندي 12 سنة اسمي ناجية أنا اتعرضت لاعتداء من ابن عمي.. وماقولتش لحد إللي حصل ليإلا أمي لما سألتني .. أنا وهوه كنا قاعدين قدام الكمبيوتر .. هوه دخل ايده جوا بنطلوني.. الموضوع ده حصل من سنتين وحصل 3 مرات.. بس أنا ماحكتش لحد خالص .. لما كرر الموضوع ده تانى قلت لأهلى والعيلة كلها عرفت . وده ضايقنيأنا كنت عايزاه يخش السجن، لكن أهلى قالوا ده ابن عمك وما ينفعش نسجنه.. أنا باحلم بالموضوع كل يوم ومأثر عليا .. مش باعرف أركز ولا أذاكر وزعلانة من أمي وأبويا عشان قالو للعيلة وعشان ما جابوليش حقي .. كان نفسي أبويا ينصفني.

* * *

فتاة عمرها 17 سنة:

أنا بحب واحد، اتعرفت عليه وبقالي معاه 4 – 5 شهور .. كنا بنحب بعض جدًا جدًا وهوه دلوقتي في الجيش.. أهله رفضوا إن هوه ييجي يخطبني قبل ما يخلص جيش بس هوه مكنش موافقهم.. جه قال هييجي يقابل أهلى وقبل ما يجي حصلتله حادثة، فلغى الميعاد .. جم أهلى قلقوا وقالولي ما أتصلش بيه تاني.. أنا طبعًا رفضت وكنت بأتصل بيه.. إتفقنا إني أقابله في مكان وياخدني هوه ويتجوزني.. فهربت من البيت ورحت المكان ده.. ماكنش هو هناك أصلاً وكان فيه 5 أصحابه.. واحد فيهم اعتدى عليا بس في واحد تاني منهم عرفني وهربني قبل الباقيين ما يعملوا حاجة .. رجعت البيت منهارة مش عارفة ده صدفة ولا هو متفق مع اصحابه؟ .. وأنا دلوقتي متضايقة ومخنوقة عشان أهلى بيقولوا إن هوه مش بيحبنى ومش حيتجوزني.. وأنا لسه بحبه.. وعارفة إنه مش هيعمل كده فيه ومحدش عاشره زيي.. أنا سبت المدرسة ومش عايزة أكمل دراسة.

* * *

حصلت مشكلة مع ولد من سنى قلت للمدرس لو سمحت ابعد الواد ده عنى بدأ كل حصة يسأل الحد ما مرة قاللى انت حلوة قوى وأنا بحبك. ومد ايده علي جسمي.

أهلي صعبين قوى.. حاولت أقول لماما .. قلت بس ان المدرس قاللي أنا بحبك.. اتخانقت معايا وضربتني كأن أنا السبب. عمرها ما كانت قريبة منى ولا فهمتني حاجة عن الدنياوماكنتش أعرف حاجة لحد الراجل ده ما عمل اللي عمله.. مفيش بينى وبينه أي حاجة مجرد طالبة بتاخد درس.

أنا مقفول على وما اعرفش غير أهلى ومذكرتي عمري ما قلت لحد حاجة ولا حتى أمي.. عمري ما حسيت ان لي أهل.. ما ليش صحاب.. ولو زميلة جت عندي لأي سبب اسيبها ع الباب وأدخل أسأل ماما أدخلها ولا لأ.. عمري ما لعبت ولا خرجت .. اللبس من اعدادي. عبايات وايشاربات شكلي غريب وسط زميلاتي.. وقاعدة 24 ساعة لوحدى فى الأوضه.

بعد اللى حصل من المدرس بأنسى اللى بأذاكره رغم إلى بأذاكر بنفس طريقة زمان وكنت بأطلع من المتفوقات. أنا بقيت من جوايا وحشة ومش حابه الخير لحد.. بأكره الناس وما عدتش بأصلي.. وباخد حاجات مش بتاعتى ومش عارفة أنا باعمل كده ليه. أول مرة جت لى الدورة أغمى على من الخضة.. أمي ما نبهتنيش.. حسيت إن في حاجة غلط .. مرض وحش.. ولما حصل الحادث ده أنا ما كنتش عارفة هو بيعمل إيه

أصلا. أنا وقفت الدرس أول ما قاللي بحبك.. فشافني وسألنى ليه مش باجى الدرس.. كنا قريبين من المكان اللى بيدى فيه الدروس.. قاللي تعالى قوليلي فيه ايه .. دخلنى معاه.. قفل الباب حط ايده على ووقعنى على الأرض ونام فوقي خفت صرخت .. ضربنی.

بعدها بدا يهددني أنه حيقول لأهلي إني طلبت منه علاقة .. ده إزاي مدرس في مدرسة بنات.. وازاي تعتنا فيه يرميها في الطين كده.. مش عارفة أعمل إيه.. مستقبلي كله راح.. ومش عارفة لو ما جبتش مجموع عالي بابا حيعمل في ايه.. ده مابیتكلمش غير بالحزام.

* * *

في الأجازات بأخذ البنات ونروح العزبة نقعد مع العيلة.. فرصة أطفال العيلة يلعبوا سوا ويغيروا جو.. كانت بنتي سبع سنين – يتنزل تلعب مع الأطفال.. وفى مرة رفضت النزول وقالت مش عايزة ألعب .. قلت لها ليه يا ناجية إنزلى العبي مع الأطفال.. نزلت بس رجعت بتبكي بحرقة شديدةأخدتها في حضنى وسألتها عن السبب قالت خايفة أقول .. طمنتها وشجعتها أنها تتكلم.

بدأت تحكي عن اللي حصل من أول ما جينا.. “ابن خالي بيعمل حاجات وحشة.. مش ضرب بس.. ده بيلحس رقبتي وكتفي.. و بايده يحسس على جسمي ويحط ايده في ال بنطلون.. أول مرة قالي تعالى نلعب على الكمبيوتر. دخلت. معاه وقعد جنبي وبعدين بدأ يعمل كده .. قلت له كده غلط.. ماما قالت ما حدش يشوف ولا يلمس جسمي غيرها بس ما رضيش يسكت وقال دى لعبة حلوة.. وبعدها قالي لو حكيتى لحد حأضربك .. رجع مرة تانية يعمل دهمارضتش العب معاه راح ضاربنى جامد وطردني.. خفت أحكيلك لأنك قولتيلي ما حدش يشوف جسمك.

* * *

بدأت الاتصال ببرنامج دعم النساء وهى في السادسة عشرة من العمر لتتحدث عن أوجاع طوتها بين ضلوعها الصغيرة لأكثر من عشر سنوات.

سأحكي لك مشكلتي التي مررت بها وأنا في الصف الثانى الابتدائي ولم تتركني أحداث هذه المشكلة منذ هذه الأيام إلى الآن.

نحن نعيش في بيت عيله وأمامنا منزل خالى. هذا الخال عنده إبن لم يرحم الناس من شره. هذا الابن اغتصبني أكثر من خمس مرات وأنا لا اتذكر العدد تمامًا . المهم. كان يعرض علي حاجات أتخيلها . مثلا لو أتيتي معي ساعطيكي سلسلة دهبكنت أصدق وأذهب معه ويغتصبني. ولا كنت أفهم أي حاجه.. وقد أخذني بيتهم أكثر من مرة واغتصبني في نفس البيت وكان يقول لي تعالي معي حينما آخذ حمام. كنت أذهب معه ولكن غصب عنى كان يتحايل على ويقول لي لازم تأتي معي .. المهم في هذا اليوم دخلت معه الحمام . وجلست على كرسي الحمام وهو متجرد من ملابسه امامي وحينما خرج اغتصبني اغتصابًا بشعًا وبكيت بكاء شديدًا وكان يقول استحملي دي آخر مره هعمل كده.

أنا كان عمري صغير في هذا الوقت.. أوقات أتخيل أني كنت في الحضانه وقت ما حصلت المشكلة. .. ثم أرجع وأقول لو أنا كنت في الحضانه لم أكن استحمل هذه الأوجاع وأنا أغتصب. ثم أتخيل أني كنت في السنه الأولي من المدرسة ثم أقول لا لا أنا كنت أكبر من سنه أولى لأني لو كنت في هذا السن كنت مت وأيضًا أنظر إلى الأطفال في العام الأول من الدراسة وأقول لا لا أنا كنت أكبر من كذا وكذا. لدرجة إني سألت أبي هو أنا كان طولى أد ايه وأنا في سنة أولي مدرسه.

ياريت تدليني وتخليني أنسى الهم ده. أنا عندي احساس إني لسه كنت في الحكايات دي بالأمس. هو أنا كده ممكن أطلع حاجة كويسة مثل حلم بابا. هو أنا كده محترمه ومؤدبه وأشرف أبي وعيلتى ولا أنا عار على أهلى؟

أنا مش بعرف أخد حقي من أي حد ولا أرفع صوتي ولا عندي عزة نفس ولا كرامة من هذا الموضوع. عندي إحساس بأن كل الناس عارفه حقيقتي. ولكن والله أنا كنت طفلة ومش فاهمة أي حاجة أبدا. لكن الناس عمرها ما هتعززنيوبيقولها عندنا إن البنت سمعه. وأنا كده عندي إحساس أن سمعتي اتشوهت واختلطت بالحاجات القذره.

دلوقتي أنا نفسي أقول لماما إني عايزاه أكشف على غشاء البكاره .. عايزه أعرف أقولها إزاي. أنا كل ما اتخيل إني رايحه لأي دكتورة وتقول لا للأسف غشاء بكارتها مفقود. أتخيل نفسي وأتخيل ماما في نفس الوقت. بحس إني عايزه أموت نفسي قبل ما أروح أكشف.

أنا عمري ما عشت الحياة الطبيعية على طول في دماغي أنا هاعمل ايه لما اتجوز ده إن اتجوزت أصلاً. هيبقي أحساسي إيه يوم فضيحتي. أروح قدام الخلق على بيت أبويا .. أقل حاجة يعملها يقتلني. أنا فقدت غشاء البكاره. طب نقول للناس إيه؟ أقول ايه لأبويا وأمي؟

أنا أعمل ايه دلوقتي ؟ أنا كلبه والله أنا أقل من الكلاب دلوقتي لأني فرطت في أغلى حاجة فيي .. ففضل طول عمري قدام نفسي حتى على الأقل من نظيفة .. مش طاهره، مش زي أي بنت وهبقى قدام نفسى وقدام العيله إلى أنا أول بنت في العيله يحصل لها كده. أنا عمري في يوم ما فرحت وحتى لو لقيت نفسى فرحانه ساعة ولا حاجة بقول لنفسي لك نفس تفرحي. لك نفس أصلا تنطقي كلمت فرحانه دي ولا حتى تشوفي فرح . انتي خسارة فيكي أي حاجة كويسة” .

وبعد عدة أشهر

الآن أنا خلصت من المشكلة وأعبائها وهمها وعرفت الحل من حضرتك وعملت زى ما اتفقنا. قلت لماماعلى اللي حصل.. الحكايات السودة اللى أنا حكيتها لك، المهم إن ماما استوعبت المواضيع وقالت ليه كنت خايفه مني وإزاي؟ وشعرت بتأنيب ضمير لأني لم أكن أعرف أن هذا سيكون ردها. دي ماما والله كانت تبكي وتقول لي إزاي حصل كده وأنت ازاي كنت شايله الهم ده لوحدك طول السنين دي كلها.

* * *

هي تعيش في إحدى القرى المصرية حيث البيوت متلاصقة وحظائر المواشي ليست ببعيدة عن مساكن أهل القريةكان عمرها وقت الحادث عشر سنوات واعتدي عليها شاب عمره ثمانية عشر عامًا.. حيث قام المتهم باستدراجها إلى حظيرة المواشي الخاصة بمسكن والده وقام بالاعتداء عليها جنسيًا بالقوة وقد اعترف في تحقيقات النيابة بارتكابه الجريمة وأحيل للمحاكمة الجنائية وفي المحكمة حاول دفاعه تصويره على أنه مريض عقلي وتمت إحالته لمستشفى الأمراض النفسية إلا أنها أثبتت سلامته العقلية.. وقد صدر الحكم ضده بالسجن المشدد عشر سنوات.

* * *

عمرها 18 سنة تقص علينا آلامها قائلة:

أنا وبابا كنا قريبين من بعض جدًا وأصحاب جدًا . كان دايما في مشاكل بينه وبين ماما وطلقها مرتين قبل كده وردها .. بأحاول اقربهم لبعض وأتحمل مسئولية البيت ومسئولية أختى الصغيرة.

من زمان كان بيلمسني بطريقة مش مريحه وغريبة .. بس ما كنتش فاهمة اللي بيعمله.. لحد الموضوع ما زاد وبقت الأمور واضحة.. واجهته بمخاوفي فقاللي إنى بنته ومن حقه يهزر معايا بالطريقة اللي تعجبه. وقف شوية ورجع تاني فمنعته.. بابا ضحى بحاجات كتير عشاني.. بس في الآخر ضحى بيا.. خلانى أرفض أسلم بالإيد على أي حد أو أقبل أي هزار بالأيد.. بأخاف .. لما بقيت امنعه بقي يهددنى انه حيحرمنى من المصروف ومصاريف الدراسة ويعلي صوته ويتخانق علي أي حاجة.. ومرة بأشوف حاجة علي النت لقيت حد كان فاتح مواقع جنسية فيها حاجات خارجة لدرجة مرعبة.. ذهلت .. مش ممكن اختى الصغيرة دي ما بتعرفش تدخل على النت .. وماما مالهاش في النت أصلاً.. بعد الصدمة بشوية تأكدت إن مفيش الا هو .. مش عارفة ليه بيدخل على المواقع الإباحية.. هو لا بيشرب ولا بيتعاطى أي حاجة يعنى بيعمل كل ده وهو في كامل قواه العقلية.

ومرة فتح على باب الحمام وقاللى الباب ده مش حيتقفل عليكي ثاني.

المرة الأخيرة كنت حأسافر مع ماما واختى واتلكك انى صحيت متاخرة ومنعنى من السفر معاهم.. بالليل نزل جاب أكل جاهز من اللي بحبه وحضر هو العشا وبدأ يلمس جسمي في مناطق غريبة.. ورا ودنى صدري.. كده يعنيكان ناقص يشيل هدومي.. فهمت انه منعني من السفر عشان يستفرد بيا.

طب لما الموضوع يوصل لكده ومفيش كلام نافع معاه حأستنى إيه؟ .. لازم أسيب البيت.. لازم احمى نفسي من تطور ممكن يبقى أسوأ من كده.. حتقوليلي قلتي لأمك؟ حاقولك أقول لها إزاي.. دي عمرنا ما حكينا سوا وعمرها ما سالتني عن نفسي ولا مذاكرتي.. ده مرة لما بابا زود من الموضوع ده كنت خايفة أنام لوحدي فرحت نمت جنبها وقلت لها أنا خايفة يا ماما ضميني في حضنك.. ما سألتنيش خايفة من إيه وضمتني خمس دقايق وقالت لي قومي بقي أنا تعبت.. إذا خلاص مش راجعة البيت ده تانى.. بس خايفة على أختى الصغيرة تعيش العيشة اللي عشتها

* * *

رسالة طفلة من المترددات وقد نشرت هذه الرسالة بأحد الجرائد المستقلة.

يارب انا عاوزة أحكيلك على إلى جوايا عشان محدش حاسس بيا .. يارب مش انت كنت بتشوف عمى وهو بيعمل فيا كده؟.. آمال يارب محدش مصدقني ليه ؟ يارب قولهم أن أنا مش بكذب .. يارب عمي يموت زى ما عمل فيا كدهيارب كمان بابا يموت زى ما رماني .. يارب انا بحب ماما عشان ماما واقفة جنبي واستحملت الضرب والاهانات عشان هي عارفه اني مظلومة يارب متخليش ماما ترمينى زى ما كل أهلى رموني. وكمان انا بحب النيابة عشان وقفت جنبى ومش قالوا إنتى كذابة . يارب خلى النيابة تموت عمى زى ما عمل فيا كده .. انا يارب مش قادرة احكى لحد على إلى جوايا غير ليك عشان انت إلى كنت بتشوف كل حاجه وعارف إني خفت اقول لماما عشان ستى وسيدي قالوا لي لو قلتى لماما هندبحك وترميكي في الجبل .. يارب انا عاوزة اموت عشان محدش يشتم ماما تاني.

يارب انا نفسي اروح المدرسة بس انا خايفة لعمى يشوفنى ويدبحنى عشان هو قالى متتكلميش وانا قلتوانا مكسوفة من زمايلى ليكونوا عرفوا“.

عنف في الصغر .. يُفصح عنه فى الكبر . عندما وصلت للعشرين من العمر حكت عما حدث لها في طفولتها:

أنا إتعرضت لأنواع عنف جنسي وأسري كتير وأنا صغيرة قوي.. ابن خالي كان بيعتدى على .. أنا مش فاكرة أوي بس فاكرة إنه كان بيعمل حاجات مش كويسة.. كان بيديني فلوس عشان أسكت.. ومرة كنت بايته عند جدي وصحيت لقيت خالي قالع هدومه من تحت ومعاه ميه وصابون.

طول حياتي باشوف أبويا بيشتم أمى ويضربها.. وهيه بتقول إنه عايز يموتها .. وكان فيه ضغط من أبويا والناس اللى حوالينا في الأرياف عشان خلفة أبويا بنات وعشان كده طول الوقت بيشتمنا ويضربنا ويقومنا من النوم بالعصايه.. بس هوه مش وحش .. المهم أما كبرت ، ماعرفش عشان العنف الجنسي اللي إتعرضت له ولا لأ، بس إبتديت أبقى مهتمة على طول بالجنس. على طول بفكر فى كده وبمارس العادة السرية.. أنا باشتغل .. اتعرفت على واحد أكبر مني بكتير .. هوه عنده 50 سنة ومطلق وعنده عيال.. وأنا النهارده عندي 25 سنة.. قولت لأبويا وهوه ما وافقش عليه.. لما عرف إلى قلت لبابا زعل ومش راضي يكلمني فقررت أنهي حياتي.. وقفت على كوبري قصر النيل وقررت أرمي نفسي.. بس تراجعت سألت عن حد ممكن يساعدنى وفى ناس ودلونى على المركز. أنا دلوقتي عايزة أعيش وأبقى طبيعية وأحب وأتحب ونفسي أتحرر من شبح الماضى ويبقى عندي ثقة في نفسي وأبطل أفكر في الجنس.. فيه دايما صوت تاني جوايا بيخالفني.. عايزة أبقي انسانة طبيعية.

* * *

تحرش بي جار عجوز كان عمرى 6 سنوات وهو حوالي 80 سنة كنا بنقوله يا جدوخدني جنبه في السرير وحط ايده في مكان خاص وطلب منى أحط ايدي علي مكانه الخاص.. ماكنتش فاهمة بس خايفة.. قاللي اوعي تقولي لحد.. أنا كنت ناسية الموضوع خالص .. افتكرته لما بقي التحرش كتر قوى في كل حتة.

العنف الجنسي في إطار الزواج

عايزة اتطلق وعايزة اتعالج وعايزة ارجع بني آدمه.. مش مصدقة انى ممكن ارجع زى ما كنت.. حطمنى منه لله“.

سيدة تبلغ من العمر 22 عامًا:

جوزي كان بيحاول يقيم معايا علاقة من غير الطريق الشرعي.. ولما أنا ماكنتش موافقة إبتدى يحطلي منوم في العصير وبعدين يمارس معايا العلاقة بشكل غير شرعي.. وأنا مش حاسة بحاجة.. مع الوقت كنت بحس إن فيه حاجة مش مظبوطة وإن أنا محتاجة المشروب إللي بيجيبهولي وإني تعبابة وبخس جامد.. أما واجهته بعد تقريبًا شهور قال لي إن هوه بيديني حاجة مخدرة طلبت الطلاق .. ضربني وبهدلني وقال لي مش هتقدري تعملي حاجة عشان أنت محتاجة البرشام.. أنا عايزة أطلق وأثبت إنه عمل فيه كل ده.. هوه بيحاول ياخد بنتي.. وأنا دلوقتي عايشة عند أهلى وعايزة أتعالج وأتطلق

* * *

بحجرة الكشف شابة صغيرة مازالت في مقتبل العمر، ترافقها سيدتان، كانت زميلتى قد انتهت من الفحص المبدئي للجنين وللفتاة الشابة، وجهت حديثى لهذا الوجه الحزين أنت مش عارفة إن ممنوع حد يخرج من هنا وهو مكشر فين الابتسامة الحلوة؟ حاولت ان تنتزع ابتسامة عابرة من خلف أحزانها وفشلت! برهة ووجهت الشابة حديثها لزميلتي أنا عايزة كمان فحص شرجي عشان الموضوع اللي قلت لك عليه. أجابت زميلتي أنا آسفة يمكنك الذهاب لطبيب جراحة أو إلى الطب الشرعي!! إجابة الطبيبة كانت كافية لتفسير الحزن العميق الذي تغرق فيه الشابة الصغيرة.. تعصف بها أمواج هذا البحر الغادر وتحاول جاهدة البحث عن طوق نجاة؟

تدخلت صغيرتي أنا أعمل في مركز لحقوق النساء.. وتقدم خدماتنا للنساء ضحايا العنف هل يمكنني مساعدتك؟ لم تجب وطلبت السيدة المصاحبة رقم التليفون.

تركت غرفة الكشف في طريقي للخارج.. لحقت بي موظفة من العيادة .. الدكتورة عيزاكي …. عدت أدراجي.. لم تكن تحتاجني الزميلة في شئ.. بل أحد المرافقين للشابة الحزينة.. وقفت وسط مجموعة صغيرة من النساء وشاب في الثلاثينات من العمر قوى البنيان وقد بدأ الكلام فور وصولي.. نريد أن نتأكد مما تقوله.. هل هناك فعلاً إصابات بالشرج؟ ونريد تقريرًا طبيًا بذلك؟ سألته أنت مين؟ ايه مصلحتك فى كده؟ رد أجاب ابن عمها مش ممكن تكون بتدعي على جوزها أو بيتهيأ لها؟ يعنى أنا ممكن مراتى تدعى على إنى جامعتها من الخلف والناس تصدق دون التأكد من هذا الادعاء؟

قلت: “النساء عموما والصغيرات خصوصا لا يدعين مثل هذه الأمور لا توجد إمراة في بداية حياتها تفتح هذا الملف الشائك وتضع نفسها وسط حرج مجتمعي قاسي بلا سبب ثم أنه ليس من حقك أن تطلب مثل هذا الطلب إنه شأنها هي وليس شأنك أنت وما تزيده هي فقط هو ما يجب ان يكون” .

تركته خلف ظهري وخرجت بحثا عنها.. وقفنا في الشارع وأبعدت المحيطين فقد كان هناك عدد آخر ينتظر نتيجة الكشف الطبي. مرة أخري عرفتها بنفسي وبما دار مع ابن العم المزعوم.. عرفتنى انه ابن عم زوجها وليس ابن عمها، سألتها عما تريد.. وكيف يمكننى مساندتها، أجابت بلا تردد: “عايزاه يطلقني . مش ممكن أرجع البيت ده تاني .. أنا عندي آلام شديدة في الشرج ومش باتحكم في البراز ودايما فيه دم وافرازات.. أنا خايفة وتعبانة“.. نادت على خالها الذي وقف على مقربة منا .. حكي لي أنه أول من صارحته بمشكلتها وكيف ارتمت على صدره باكية. وأكد انها تريد الطلاق ونحن نؤيدها.. إنه وحش حقير كادت تموت بين يديه لولا ستر ربنا.. سألت عن والديها أجاب موجودين وأنا زى أبوها تمام وأمنت هي على ذلك.. أعطيتهم عنوان النديم وتليفون الخط الساخن وموعد لقاء وانصرفت.

في الموعد حضرت بصحبة ووالديها.. الأب يبكي طوال الوقت والأم لا ترفع عينيها من الأرض

بدأت هي بتعريف نفسها .. عمري دون الثامنة عشرة بقليل.. حصلت علي الثانوية العامة العام الماضي بمجموع كبير .. تزوجت ولم أدخل الجامعة بناء على رغبته.. الآن أنا لا ادرس ولا أعمل وحامل في ست شهور .

اتجوزنا يوم الدخلة كنت مرعوبة ما كنتش أعرف أي حاجة عن الجواز .. لقيته بيهجم علي زى الوحش خفت أكثر وقلت له مش عايزة .. هجم عليفقدت الوعي.. تاني يوم لقيت وجع شديد تحت عرفت إنه عمل فيه حاجة وأنا نايمة.. رابع يوم جاتنى الدورة جه يعمل قلت له لأ ما ينفعش حرام وأنا تعبانة.. ضربنى بالحزام وعمل من ورا وقاللي هوه ده الجواز كل الناس كده. بس الوجع كان جامد قوى.

رجع ضربني تاني بالحزام في أول الحمل كنت بانام على طول حطيت بيضتين يتسلقوا بس رحت في النوم غصب عنى البيض اتحرق وعمل دخنة.. قام على بالاقلام وسب الدين صرخت وقلت له عمر ماحد ضربني كده انت بتعمل كده ليه .. قاللي واضربك بالحزام كمان وجاب الحزام ونزل ضرب على ظهري ورجلي ودرعاتي.. وده اللي حصل. بعد شهرين سألت واحدة صحبتى هوه جوزك بيعمل كل حاجة قالت آه.. قلت يبقى صح هوه الجواز كده بس أنا اللي مش قادرة. اكتشفت انه بيتعاطى حاجات وانه فعلا كان وحش مع أمه لأن ما حدش من أهله جالي لا في خطوبة ولا فرح ولا شفتهم.. مفيش غير عمه وابنه اللي شفتيهم في العيادة وهمه اللي متصدرين له. من شهر ونص اعتدي على وقعد يضرب في وفي بطنى نزفت ونزلت الميه اللي حوالين الجنينصرخت من الألم اتصلت بأبويا الساعة اتنين الصبح.. فهو اتجنن زياده وجاب بطانية حطها على وشي ورقبتي وخنقني.. ما درتش بنفسي غير في المستشفي وعرفت إني مت وروحى رجعت تاني.. عايزة اطلق وعايزة اتعالج وعايزة ارجع بني آدمه مش مصدقة انى ممكن ارجع زي ما كنت .. حطمنى منه لله.

أنا عندي مشكلة مع جوزي من أول الجواز.. هوه عنيف جدًا وكان بيضربني.. ودايما كنت أسيب البيت وأروح عند ماما.. والناس تتدخل بينا عشان نتصالح.. لكن هوه ماكنش بيتغير حتى العلاقة الخاصة بينا كأزواج كانت عنيفة وبالضرب.. مش مهم إذا أنا كنت عايزة ولا لأ.. أو تعبانة أو حتى عيانة أو في فترة حداد.. وحتى كمان كان بيعمل ده بطريقة غلط.. يعني عن طريق فتحة الشرج.. وأنا ماكنتش أعرف إن المفروض إلى أعمل كشف طبي وأثبت ده.. كان بيغتصبني طول مانا في البيت معاه.. دلوقتي أنا عايشة مع ماما من سنين وهوه ولا بيصرف علينا ولا على العيال ولا يعرف عنا حاجة.. والكنيسة حاولت الصلح أكتر من مرة.. وما نفعش .. وما نفعش أخد بطلان زواج من الكنيسة .. قالوا روحي المحكمة.. المحكمة رفضت طلب الطلاق بعد 3 سنين.. دلوقتي عاملة إستئناف.. أنا عايزة أطلق للضرر وآخد حقوقي وحقوق ابنى.

* * *

اتصل بالخط الساخن.. وما هي إلا دقائق من المكالمة ودخل في نوبة من البكاء غير قادر على الحديث بشكل واضٍح.. فقد تعرضت ابنته للاغتصاب من والد زوجها بعد أسبوعين من الزواجابنته تم تهديدها بالسكين واغتصبت. أبلغتنى فذهبت لقسم الشرطة وقدمت بلاغا بالواقعة.. تم حبس الجانى 35 يومًا لكن تم الإفراج عنه بعدها بكفالة مالية.

تقول في شهادتها تزوجت في شهر محرم.. زوجى كان مش عارف يعمل.. كان بيعمل لعب بايده.. وفي يوم السبت كان بره وحماتي كمان كانت بره.. حمايا دخل علي وقفل الباب بالمفتاح.. ومعاه سكينة.. قلعنى هدومي ونام معايا وهددنى لو فتحت بقي حيدبحنى.. أنا كنت خايفة منه ما صرختش احسن يدبحنى.. ولما جوزى رجع قلت له رد قال يارب أبويا يموت.. وما عملش حاجة.. طلع نام وخلاص.. ولما قلت لحماتي.. قالت لي اسكتى اوعى تقولي لحد.. حسيت اني عايزة أموته بنفس السكينة التي حطها على رقبتي.

الأب: “الراجل اللي ما عندوش ضمير اغتصب البت بعد أسبوعين من جوازها.. يومين ورا بعض يوم السبت المغرب ويوم الأحد الظهر البت كانت مرعوبة وخافت تقولي.. من أول مرة. وبعد ما طلع بكفالة بعت لي واحد يساومني.. قال أديك 30 ألف وتسكت ورفضت .. العرض كان أقل من كده وزوده فاكر إنى حاوافق لو زود الفلوس.. قلت له ده شرف بنتى مال الدنيا كلها ما يرجعش لبنتى شرفها. بنتى قعدت تعج (تتقيأ) مده طويلة بعدها ووزنها نزل خالص وأكلها قليل.. وبتفزع وهى نايمة. أنا كمان مش بآكل ووزني نزل جامد وبنطلوناتي بقت بتقع منى.. ومش بأنام من الفكر.. نفسي لو أقتله.. ما انا خايف ما أعرفش أخد حق الغلبانة دي بالقانون.. لأنها غسلت نفسها وملابسها الداخلية بعد حادثة الاغتصاب.. والراجل المفتري قال في التحقيقات ان عنده ضعف.. والنيابة حولته للطب الشرعي لفحصه.. البلد كلها عرفت باللي حصل وأنا مش عارف ارفع راسي وسط الناس حسبي الله ونعم الوكيل.

العنف الجنسي من أماكن العمل

وبدأت الخديعة تظهر شيئًا فشيئا .. يجي يقف جنبي ويحتك بي وهو ماشي ويبدو الأمر أنه لا يقصد ايذائي ما هي إلا خبطة بدون قصد وهو ماشي بسرعة“.

أنا من عيلة محترمة .. ومتفوقة طول عمري.. في الثانوية العامة جبت مجموع كبير ودخلت كلية من الكليات الأجنبية.. حياتى كانت مريحة جدًا.. ماكانش فيها مشاكل.

لما اتخرجت قررت إني أشتغل.. فاشتغلت سكرتيرة لمدير شركة كبيرة وفى يوم أتصل صاحب الشركة وقال إن بنته في المستشفى ومحتاج حد يروح ياخد منه شيك ويصرفه ويوديه لبنته في المستشفى علشان هو كمان تعبان جداوطلب إني أنا إللي أروح لما روحت ماكنش فيه لا بنته ولا شيك ولا مستشفى ولا أي حاجة.. وبعدين إعتدى عليا وحصل اللي حصل .. بعدها ما عرفتش أعمل إيه.. كنت خايفة جدًا ومش عارفة أتصرف وهوه أصله راجل كبير وغني جدًا.. وما حدش يقدر يعمله حاجة .. كل إللي عملته إني سبت الشغل وماجبتش سيرة لحد.. قولت إني مش هتجوز خالص وخلاص.. طبعا ده كان عامل مشاكل كتير في البيت لأنه كان كل شوية يجي عريس وأرفضه.. ومافيش أسباب بقولها .. حياتي وقفت عند كده.

* * *

بعد ما خلصت دراستي الجامعية بدأت رحلة البحث عن عمل .. اشتغلت أعمال مؤقتة وبراتب صغير وقلت مش مشكلة أطلع مصاريف الدراسات العليا وخلاص.. لقيت فرصة عمل في فندق وبمرتب كويس جدًا قدمت واتقبلت واستلمت بعد الانترفيو بأيام.. أول شهر مر عادي.. شغل كثير 10 ساعات في اليوم.. المشوار كان بعيد جدًا عن بيتي وكنت بأرجع قتيلة.. فلما مدير الفندق طلب منى أمسك وردية ليلية ويوفر لي سكن قبلت بدون تردد.. وبدأت الخديعة تظهر شيئا فشيئا.. يجي يقف جنبي ويحتك بي وهو ماشي ويبدو الأمر أنه لا يقصد إيذائي ما هي خبطة بدون قصد وهو ماشي بسرعة شوية شوية ويمسك أيدي وقت أطول وأنا بأسلمه مفتاح ولا ورقة أو وهو بيسلم علي.. لحد مرة ما زنقنى في الحيط وحاول يحضني.. اترعبت .. قاللي حتمثلي على؟ أنت قبلتي اني أمسك ايدك والزق فيك.. أنا عملت اختبارات قبل ما أقرب لك.. زقيته في فزع.. الرعب زاد من اللي قاله وبلعت لساني مش عارفة أرد ولا حتى أقوله فكرتها مش مقصودة بس قلت له سبنى أمشي .. قاللي طب نتجوز بورقة بيني وبينك.. هربا من الموقف قلت له سيبنى لبكرة أفكر .. والصبح رجعت البيت منهارة وسبت الشغل ومرتب الشهر .. كان نفسي أخد حقي بس ما كانش في شهود .. بألوم نفسي إنى أحسنت الظن به وتعاملت معه كأب.. كان لازم على الأقل أحط احتمال انه متحرش.. كأنى مش عايزة أصدق.. كان لازم أضربه بالقلم وألم عليه الناس.

* * *

عند زيارتها لم تكن قادرة على الكلام فقد كانت مصابة بشلل نصفي قبل ان يتوفاها الله بعد تلك الزيارة بعدة أشهر. وتخليدًا لذكراها سنذكر اسمها الحقيقي خاصة أن والدها يرغب في ذلك.

إيمان كانت أم لطفل وطفلة وتدرس بمعهد القراءات بالقرية التي تعمل بها ولتوفير بعضا من نفقات الحياةكانت إيمان تذهب لتنظيف المدرسة الثانوية الموجودة بقريتها يوم الجمعة من كل أسبوع.

وفي اليوم المشئوم وبينما تقوم إيمان بتنظيف أحد فصول المدرسة دخل عليها ثلاثة طلاب.. فوجئوا بها كما فوجئت بهم.. فقد كانت هذه الجمعة هي السابقة لأول أيام امتحانات نهاية العام.. ودخل الطلبة للكتابة على الديسكات.. اجابة الاسئلة المتوقعة .. نهرت إيمان التلاميذ وطالبتهم بمغادرة المدرسة وبالفعل انصرف الطلاب ثلاثتهم.

وبعد قليل اقتحم أحدهم عليها الفصل بعد أن ترك زملائه ودخل من النافذة .. باغت الطالب إيمان وأمسك بها ووقعها على الأرض.. حاول نزع ملابسها والاعتداء عليها جنسيًا.. قاومت وصرخت.. خاف أن يفتضح أمره فأمسك ببلاطة موجود بوار باب الفصل وأنهال بها على رأس إيمان.. حاول الطالب تنظيف ملابسه من الدماء ولكن لم يفلح مما جعل أمره يفتضح بعد تركه المدرسة.

حضرت عربة الاسعاف ونقلت إيمان للمستشفى بين الحياة والموت.

ظلت الشهيدة أشهرا في غيبوبة أفاقت منها بشلل نصفي وفقدان القدرة على الكلام بسبب اصابة الرأس وفقدان القدرة على التحكم في الاخراج بسبب اصابة أخري في العمود الفقري.

أشهرا وعم ربيع – والد إيمان – يرقد على الأرض بجوار حجرة الرعاية المركزة منتظرًا أن يبلغوه بخبر وفاة إيمان بين لحظة وأخري.. آملا أن ينقذها الله وتستعيد قدرتها على الكلام وتدلي بأقوالها للنيابة العامة.

باع الأب كل ما يمكن بيعه للاتفاق علي علاج ابنته.. رافضا رشاوى أهل الطالب الأغنياء.. ورافضا وساطة وجهاء القرية وأعضاء مجالسها النيابية السابقين.

طال رقاد ايمان بالفراش مما أدي لإصابتها بالتهاب رئوى أودى بحياتها ..

مازل الأب المكلوم في انتظار كلمة العدالة والاقتصاص لابنته ضحية هذا الطفل القاتل.. الذي لا يزال محتجزا في دور الأحداث.

العنف الجنسي في الطريق العام

الفكرة في إنى بأحكى شهادتى إن مفيش مجتمع بيحمى.. مفيش قانون بيدعمنا بجد.. وباقول لكل بنت خدي حقك رغم كل الظروف.

طول الوقت بأتعرض للتحرش.. خصوصًا فى الشارع بتاعنا.. فيه ولد بالذات دايما يعاكمني في الرائحة والجاية.. ويقول كلام قليل الأدب. أنا ما بسكتش بتخانق وأشتمه وأقعد أزعق.. بابا بيتخانق معايا دايما ويقول إن أنا السبب.. وإني لو كنت محترمة ماكنش حد عاكسني.. أنا بقيت عدوانية جدا ومش قادرة أثق في الناس ومش عارفة أنام كويس.. باحلم بكوابيس على طول.. روحت لدكتور نفساني قبل كده .. بابا اللي وداني.. كتب لي على دوا عشان أنام.. بعد شوية بطلته عشان كان بينيمني زي القتيلة مش باحس بأي حاجة ولا حتى باحلم .. بابا بيتعامل معايا وحش وطول الوقت شايف إن أنا السبب في كل المشاكل.. ساعات بيضربني وعايزنى البس الحجاب غصب عنى

* * *

شابتان في شارع الشواربي ظهر أحد أيام 2012 لشراء بعض الملابس تعرض لهما شخص اقترب منهما وحاول لف ذراعه حول رقبة إحداهما محاولا تقبيلها وسط تشجيع وتحرش لفظي من مجموعة من شباب الباعة بالشارع.. تصدت صديقتها له ودفعته بعيدًا واستغاثت بالمارة فتدخل رجلان من المارة. حاول البائعون بالشواربي حماية صديقهم فضربوا الرجلين وأحدثوا بهما اصابات قطعية وكدمات.. استنجدت الفتاتان بالشرطة ولكن تأخر وصولها .. وأخيرا وصلت سيارة الشرطة وأخذت الشابتين وأحد الذين اعتدوا على الرجلين.. بينما اختفى المتحرش. وفى القسم اتهمت هذا الشاب انه من سرق سلسلتها وأنه تحرش بها وساعد آخر على الهرب. بينما اتهمهما الشاب اتهاما كيديا بمحاولة سرقة بنطلون من المحل.. وجاءت تحريات المباحث لتثبت صحة واقعة التحرش دون حادث السرقة.. وأحيلت قضية التحرش للمحكمة.

حكمت المحكمة على متحرش شارع الشوربى بغرامة ألفي جنيه وعشرة آلاف وواحد جنيه تعویض مدنی مؤقت للمجنى عليها

* * *

أنا زى ما أنت شايفة منتقبة ومعايا طفل.. ساكنة في منطقة شعبية في بشتيلبس الحارة سد ولها مدخل واحد.. من شهور وأنا نازلة العيال ضربونى على مؤخرتي.. شتمتهم.. قعدوا يضحكوا ويشتموا .. والكبير شوية منهم عمره بتاع 20 سنة قاللي تلقائي شغالة …….. ومنتقبة عشان ما حدش يعرفك يا ……

قلت لجوزي.. صدمني موقفه.. قاللى احنا مش بتوع مشاكل ودول شوية عيال.. جنعمل عقلنا بعقل العيال مش حينوبنا غير مشاكل كبيرة مع أهلهم

اتكرر الموضوع.. كل ما أنزل يتلموا علي ويضربونى وينادوا علي بعض.. تعال ياد دي اللي بنضربها علي ….. وما بتردش.. اشتكيت لأم واحد منهم. بيتها في وش بيتي.. قالت لي ابنى ما يعملش كده أكيد متهيألك.. وتانى جوزى يتخلي عنى ويقول زى جارتى.. أوعى يكون بيتهيألك.

فكرت أسيب البيت عشان تخليه عنى .. بس بأقول هو طبعه كده وعمره ما عمل مشكلة مع حد ولا حتى معايا .. يعنى طيب وبيصرف ع البيت ومش بيتأخر في حاجة .. طب أسيبه وأروح فين بابني؟ فكرت نعزل بس مفيش امکانیات اللي جاي أن اللي رايح.. بأخاف أنزل وباخاف حتى أبص من الشباك وحابسة نفسي أنا وابنى في البيت حاسة إلى في سجن.

* * *

كنت واقفة في الشارع وواحد اتحرش بيا بيده جريت وراه ومسكته ومرضتش اسيبه. الناس كانت واقفة تتفرج وتقول هو عمل ايه؟ ومحدش كان راضي ييجي يمسكه معايا. كانوا سلبيين جدًا، وواقفين يسأله هو عمل ايه؟ المهم لحظ المتحرش السيء ان كان فيه ونش مرور واقف فأمناء الشرطة جت على صوتي وانا ماسكة في الراجل دهوهو بيزقني وانا مش راضية اسيبه .. فأمين الشرطة جالي . قالي في ايه ؟ قلتله اتحرش بيا. راح مسكه، قاله مش عيب وبتاع. قالي طب انتي عاوزة ايه؟ قلتله نطلع عالقسم. قال لي طب اهدي. كان فيه الناس بتوع الكافيه اللي كنت لسه نازلة منه قالوا لي تعالي اقعدي اهدي عشان تعرفي تمشي معاهم. المهم دخلت راح أمين الشرطة جالي قالي بلاش، داخلة القسم للبنت مش حلوة وقعد يقنع فيا كتير وانا مقتنعتش فقالى براحتك راج جايب الموتوسكل بتاع المرور ده طلع عليه الامين والمتحرش وأنا خدت تاكسي ورحت معاهم .. طبعا ومقولكش وانا طالعه من الكافية رايحة أوقف تاكسي الناس كلها بتبصلي زي ما اكون انا اللي قلت له والنبي اتحرش بيا .. المهم لحظي الكويس كمان ان واحنا بنتحرك جالي واحد قالي انا شفت هو عمل ايه بالظبط بس مكنتش راضي اتدخل عشان متحرجنيش واداني رقمه واداه للأمين قاله خده عشان لو حد طلب يسألونى ع حاجة .. رحنا النقطة العساكر قالولو يا باشا ده عمل ….. راح سمع كلام زي الزفت واللى كان هناك قالى متخافيش ده احنا هـ …… المهم رحنا رايحين على القسم دخلنا بنفس الزفة والظباط بعيد عن انه اتبهدل منهم بس كانوا محترمين ومتعاطفين معايا جدا وعملوا المحضر .. وتاني يوم طلعت على النيابة وبرضه كانو محترمين ومراته بقي جاتلي فى النيابة عاوزة تبوس رجلي وحاجات غريبة كده.. قلت لها انا متمسكة باني مش هسيب حقي . المهم بعد ما خد استمرارت كتير لاقيت مراته جاتلى البيت وجيبالي عياله وقعدت تتحايل عليا . المهم انا بيني وبين نفسي قررت التنازل بس مرضش اقولها وكنت هروج اتنازل في نهاية الـ 45 يوم بس لاقيتها بقى بتقولي اني لو مش هأتنازل هترمي على وشي مية نار وشتمتني بأمي وبهدلتني وانا للاسف معرفتش ارد عليها. المهم قررت أكمل فعلاً.. والقضية كملت والنيلة ده خد سنتين حبس والفين جنية غرامة وعشرة آلاف جنيه تعويض مدنى مؤقت.. وبعد الاستئناف تم تخفيض الحبس لستة أشهر مع نفس الغرامة والتعويض المدنى.

 

ساعة ما حصل الموقف بأكون مقهورة ومتبهدلة بس لما عرفت اعمل محضر ارتحت.. رجعت اتبهدلت لما رحت النيابة .. مركز النديم قوانى خاصة لأن البيت وجيرانى الرجالة ماكانوش في صفيده غیر تهديدات أهل الولد. البداية لمسنى وقال (ده طبيعي ولا صناعي).. بدأت أزعق وهو يحجز عليا .. الميدان زحمة جدًا.. قلت له تعالى نروح القسم .. ضربنى مرة واتنين.. الناس اتلمت علي.. وأنا مسكته.. الناس رقتنى عشان أسيبه.. جري وجريت وراه في الشارع، فواحد حجز على علشان يدي له فرصة يهرب .. لقيت نقطة أمن مركزى فزعقت وقلت مين مسئول هنا؟ لقيت ملازم أول فحكيت له بسرعة.. جه معايا وجرينا في الطريق اللي الولد كان بيجري فيه.. الملازم مسكه ورحنا القسم.. عملوا المحضر بس كتبوا معاكسة.. في ناس عرضت الصلح وجه ناس من أهلي وزميل لي محامي. رجعت البيت مبسوطة إلى بدأت أخد حقي.. تاني يوم رحنا النيابة.. دي أكثر حاجة مضيفاتى يمكن أكتر من الولد نفسه.. قالي اتكلمي.. وسط الكلام قاطعنى وقال: “آدى الثورة.. مش عارفين نلمهم” .. شوية وجاب الواد.. وكيل النيابة قاله انت اتحرشت بالبنت دي ؟.. رد الولد قاله له ما حصلش .. دي هي اللي سرقت منى بنطلون” .. أنا ما اتهزتش من كلام الولد .. بس فوجئت بكلام وكيل النيابة وهو بيسألنى هه، حتعملى إيه؟ إمشي أحسن أهو اتهمك بالسرقة.. كذا محضر قصاد محضر .. يعنى حاعتبرك متهمة زيك زيه.. وحتتحطوا انتو الاتنين في الحجز .. كنت خلاص حأتنازل ووكيل النيابة إداني قلم أحمر أكتب بيه التنازل .. وكان الولد عمل فيلم.. وقع على الأرض وقعد يقول حرام عليكو .. بعد ما مسكت القلم قلت لأ مش حتنازل. وكل ده وانا مش عارفة حأعمل إيه لحد ما قعدت مع محامى المركز وطبيبة من المركز .. محامى المركز حاول يخليها جناية مش جنحة.. ولما رحنا المحكمة طلعت مش فاهمة المحضر فرجعته ثانى للنيابة.

بيجولي تحت البيت ويكلموا رجالة الحتة.. ورجالة الحتة يقولولي ماكانش قاصدة وأنت شتمتيه وخدتى حقك. النيابة خلصت المطلوب من المحكمة بس قيدت القضية جنحة.. واتحولت تانى للمحكمة. الضغط زاد على وأهله جم عندي لحد البيت وهددوا أختى.. أنا كنت في الشغل فاتصلت بالنجدة لحد ما أرجع لها .. النجدة ما جتش وبعدها قالوا الرقم اللي اتكلمتي منه مش في العنوان اللي قلتيه! .. والولد اتحكم عليه بـ 6 شهور.. بعد شهور انتظار في الرعب ده.. في الآخر أنا مبسوطة من الحكم. الفكرة فى إنى بأحكى شهادتي إن مفيش مجتمع بيحمى.. مفيش قانون بيدعمنا بجد، وبأقول لكل بنت خدي حقك رغم كل الظروف“.

العنف الجنسي في المواصلات العامة

المترو بيبقي فيه تحرش وضرب وقلة أدب والغريب إن الناس بتتفرج كأنها في السينما وأمن المترو كمان بيقف يتفرح وما بيعملش أي حاجة“.

في يوم من أيام 2008 تعرضت شابة لهتك العرض من سائق ميكروباس.. ذهبت لنقطة مرور على الطريق وأبلغت الضابط بما حدث ورقم السيارة.. نصحها ضابط المرور بالتوجه لقسم الشرطة وأرسل سيارة تعقبت الجاني وأودعتهاتصلت بأختها لتصحبها لقسم الشرطة، حيث لم يكن أيا من الوالدين بمنزل الأسرة في ذلك الوقت.

في البداية رفض الضابط النوبتجي تسجيل محضر بالواقعة وعلق متهكما كل بت واحد يكلمها كلمة تروح تسجنه 3 سنين؟طال النقاش وتعبت هي التى تعانى من مشاكل صحية فطلبت كرسيا تجلس عليه .. عندند بدأ السباب وازداد الموقف توترًا، ووصل إلى حد تكرار التحرش الجنسي بها مع عبارات تحمل معنى التهديد بالاغتصاب. ازداد ألمها وطلبت دخول دورة المياه فأشار لها الضابط إلى جردل أمام حجز الرجال وقال لها هو ده الحمام اللي عندنا

وصل والدي الأختين ووجدا ابنتهما في حالة سيئة فطلبا سيارة الإسعاف التي حضرت لاصطحابها للمستشفى لكن الضابط نفسه رفض نقلها بالإسعاف

الغريب أن السيد وكيل النيابة المسائية رفض تسجيل الكثير من اتهاماتها للضابط بإساءة المعاملة وتهديدها بالسلاح الميري. بينما سجل ادعاءات للضابط . “م. ويتهمها فيها بالتعدي عليه بالسب والضرب داخل قسم الشرطة؟

وهكذا تتحول المجني عليها إلى جانية، ويتحول الجاني إلي مجني عليه. وكل ذنبها أنها أصرت على حق أختها في تحرير محضر ضد سائق هتك عرضها.

* * *

تقول:

من يوم مرسى ماجه وكل يوم أتعرض للتحرش مرتين تلاتة.. في المواصلات وفي الشارع لما ما بقتش عارفة أعمل إيه.. بأركب المترو بيبقي في تحرش وضرب وقلة أدب .. الغريب إن الناس بتتفرج كأنها في السينما وأمن المترو كمان بيقف يتفرج وما بيعملش أي حاجة.. آخر مرة كنت أنا وأختى عند شباك التذاكر واحد مسك أختى من صدرها .. قلت للضابط. قاللي مستعد أعمل محضر بس هاتيلي الولد.. أختى شاورت عليه وبرضه مارحش جابهجريت أنا وراه، فأصحابه حجزوا عليه وهربوه. قلنا لماما وبابا.. ماما ساندتنا.. لكن بابا لأ.. قال زى ما الناس بتقول مانتو لو محجبات ما كانش حد اتحرش بيكو.. ما تنزلوش من البيت أحسن.. وإلا يبقى انتو عاجبكم كده.

لسة الرجالة بتركب عربية الستات.. مرة احنا وبنات تانيين مسكونا من كل حته .. بقي يجيلنا فترات اكتئاب وما نبقاش عايزين ننزل من البيت خالص.. ومش بنحب نختلط بحد.. ودايما انا واختي نتحرك مع بعض.

تحرشات المترو عادة بتكون من شباب صغير .. مراهقين سنهم حوالي 16 سنة .. وحاسة ان مفيش فايدة حاسة اني مكسورة .. كارهه نفسي وقرفانة من شكل جسمي بقيت مسترجلة في لبسي وصوتي كمانبامشی زی العسكري.. متشائمة.. مفيش ضحك.. والناس بتقول لي انت كشورة.. مش بأكلم حد.

* * *

يوم الأربعاء الماضي ركبت المترو من محطة السادات التحريرمن رصيف المترو المتجه للجيزةركبت عربة السيدات.. لقيت في خناقة شغالة بين البنات ومجموعة من الرجال الذين دخلوا لعربة السيداتوالمئات مجمعات على ضرورة نزول الرجال.. وكان في شابة في حالة ثورة شديدة ضد أحدهم يبدو أنه تحرش بها .. ومصرة على نزول الرجل وباقي الرجالة انضميت للبنت وطلبت من الرجالة النزول وركوب عربة أخري. البنات كانت في حالة غضب.. فقد تكررت حوادث التحرش والسرقة بالإكراه. مجموعة بنات وقفت على الباب وستدته بايديها ورجليها علشان الباب ما يقفلش. لحد الرجالة ما تنزل الناس برة بدأت تزعق علشان المترو يمشي.. فنزل بعض الرجالة ورفض البعض الآخر. منهم المتحرش اللي قال للرجالة انزلوا بس أنا بقى مش نازل .. حضر ناس من ادارة تشغيل المترو لابسين لبنى وعلى صدرهم بادج خاص بمترو الأنفاق .. ثلاثة منهم بدأو يزعقوا في البنات ويقولوا مش عاجبكم انزلوا.. وقلوا ادبهم وزقوا البنات بعنف وضرب لإدخالهم عنوة وغلق الباب . صمود البنات اتكسر أمام العنف اللي استخدمه رجال الإدارة. كل البنات كانت تعبانة ومتوترة ومش عارفين نعمل ايه.. تانى يوم نزلت مع صديقات ومحامي لقسم قصر النيل حولنا لشرطة مترو التحرير وهى حولتنا لشرطة مترو العتبة .. اتكلمت مع مأمور القسم.. ويبدو أن حد بلغ إدارة مترو التحرير .. جه اتنين حاولوا يعتذروا ويتحججوا بصعوبة الوضع والانفلات الأمني.، وان تلك الأحداث مسئولية الشرطة مش أمن المترو ولا الإدارة. والمأمور لا يتدخل .. بعد ما خلصوا قلت لهم عايزة حقى بالقانون .. قالوا ماشي بس اعرفى أن عليك 4000 جنيه لأن كل دقيقة في المترو ثمنها 200 جنيه والمترو اتعطل 20 دقيقة.

* * *

لم تعد قادرة على الخروج للشارع بمفردها فلم تعد تشعر بالأمان في الشارع ولا المواصلات. تقول ، لم يعد الشارع يشعرها بالأمان حيث تحرش بها بعض الشباب المحيطين بها .. أسرعت إلي المترو فإذا برجل كبير في الس يقترب منها ويتلفظ في أذنها بألفاظ جنسية.. شعرت بالانهيار ولكن هذه المرة التفتت إليه وسبته .. ابتعد الرجل عنها لكن ظل لسانه يمطرها بسيل من السباب وزاد غضبه عندما ارتفع صوتها فبدأ يعتدي عليها بالضرب بيديه ويركلها بقدميه.. في البداية لم يتدخل أحد إلى أن قالت لهم أنه تحرش بها فبدأ بعضهم بالتدخل ومساعدتها في الإمساك بالرجل واقتياده إلى قسم الشرطة ، وشهد معها في قسم البوليس اثنان من شهود الواقعة وقالو لها أن عليها ألا تدع مثل هذه الجرائم تمر دون حساب وعليها أن تحرص على الحصول على حقها القانوني.

ضابط القسم قال: “لو كل الستات عملت زيك نقدر نعمل حاجة بس الستات مش بتاخد موقف” .. ولكن عندما أخبرته بما قاله الرجل في أذنيها رفض تسجيله قائلاً : ده كلام خارج جدًا لا يمكنني أن ارسل عبارات كتلك للمحامي العام. لكنها أصرت على أن تسجل كامل أقوالها ونجحت في ذلك.

لكن وكيل النيابة بدأ بلومها قائلاً: “انت اللى ضربتيه الأول.. مما ضاعف من إحساسها بالإحباط والغضب وتقول.. لم تكن هذه هي المرة الأسوأ ولا التحرش الأقسى الذي تعرضت له.. فيوميًا هناك تحرشات، خاصة أنني أسكن في منطقة وحشة واتعامل مع المواصلات يوميًا .. لكن يومها كان فاض بي الكيل والبذاءات كانت في أذني مباشرة.. رغم إصراري استكمال مشوار التقاضي خفت إخبار والدى بالحادث وتداعياته مما زادني اكتئابًا.. وبدأت أخبرهم بالأمر .. والحمد لله لم أتعرض للوم ولا التعنيف أو الضغط للتنازل عن القضية، وقفوا جنبى وساندونى بل استاء والدي لمجرد توقعاتی بأنهم أن يقفوا بجانبي.. كل الأمور جاءت عكس توقعاتي.. توقعت أن يلومني أهلي، فساندوني.. كنت أتصور أن تقف زميلاتي بجانبي لكنم لاموني انى رحت القسم.

هذا وقد حصل مركز النديم على حكم بحبس المتهم ستة أشهر.

العنف الجنسي ضد اللاجئات

بأحلم باللي حصل وهو ماسك المسدس بتاعه وبيحطه علي رأسي.. أقوم مفزوعة ومخنوقة وضربات قلبي سريعة جدًا .. وأوقات كتير أفقد الوعي.. ما أنا لا بأنام ولا بآكل.. كرهت إنى طلعت ست.. الستات مالهومش ظهر يتسندوا عليه.. نفسي أموت وأرتاح.

هربن من بلادهن بسبب الحروب القبلية والقبض العشوائي والتعرض للتعذيب في المعتقلات. جئن إلى مصر أملا في أن تكون حارسًا أمينًا عليهن.. ولكن كانت المعاناة التي لا تنتهي. فلا يوجد باب للرزق.. معاملة عنصرية للأجانب خاصة ذوات البشرة السوداء …. وعليهن البحث عن عمل في بلد يعاني من البطالة.. يلجأن للأعمال المنزلية ففرصتها أعلي للنساء.. تعمل المرأة وعادة ما يكون الزوج بلا عمل ولا مورد للرزق.

تخرج النساء للعمل فيعانين الأمرين في الشارع وفي المواصلات وأيضًا في أماكن العمل.. اخترنا ثلاث قصص من عشرات القصص المأساوية.. وإن كان العامل المشترك في كل قصص اللاجئات اللاتى وقعن ضحايا للعنف الجنسي هو ثقة الجاني أن ملاحقته أصعب وأن الغريب لن ينصف في بلد اللجوء.

* * *

لجأت إلى مصر فرارًا من الحرب الأهلية في إحدى الدول الأفريقية.. خاصة بعد أن تم اعتقالها وتعرضا للتعذيب الجنسي أثناء الاعتقال، تقول:

عايزة أنام.. نفسي أنام في الليل.. طول الليل صاحية.. ولو نمت مفيش ساعة وأصحى تاني مفزوعة من الكوابيس المرعبة وما اقدرش أنام تانىتعبتحاسة انى حتجن.. بأروح لناس مهاجرين من بلدى بس مش بيتحملوني عشان بقوم من النوم مفزوعة وبأصرخ .. اللي حصل مش بيبعد عنى لا ليل ولا نهار .. عايزة أنسي أو أموت.

لما وصلت مصر كاريتاس كانت بتدينى معونة .. كنت بأعيش منها .. ولما وقفت المعونة ما بقاش عندي أي مصدر للدخل ومش لاقية شغل.. اضطريت ألجأ للشارع.. اكل من بواقي الناس وأنام على الرصيف.. في يوم وقف راجل بعربية قاللي انت عايزة تشتغلي.. قلت أهقاللى طب تعالي أنا حأشغلك.

ركبت معاه ورحت على بيته. كان في اتنين رجالة غيره.. حبسونى في البيت ده 3 ايام.. يضربوني ويتناوبوا اغتصابي .. وبعد التلات أيام ما خلصوا أخدنى في العربية ورمانى فى الشارع وأنا زى الجثة من التعب والحزن افتكرت التجربة السابقة اللي بسببها سبت بلدي وبقت الصور كلها في راسي مش بتفارقني.. حاولت الانتحار لكن ما متش.. مش عايزة حاجة غير إنى أنام .. أنام من غير كوابيس.

* * *

أنا سورية شيعية.. مع القتال في سوريا هربت وجيت على مصر بولادي.. أبوهم مات في القتال اللي في سوريا.

قبل يوم الواقعة اتصلت بالسوبر ماركت أطلب حاجات للبيت.. جاء عامل الدليفري كان ملتحي.

بعد فترة حضر لمنزلي وسألني : “عارفاني؟قلت لأ. فذكرني بأنه عامل الدليفرى. سألته عما يريد فقال:

أنتم شيعة ولو قعدتم في مصر يبقى بشروطنادار حوار حول هذا الأمر وطلب الدخول لاستكمال النقاش فرفضت ضربني ودخل بالقوة وقال أنتم إماء وحُل لنا .. ضربنى واعتدي على جنسيًا وكان يناديني ب يا أمَة.. تكررت زياراته تحت الضرب والتهديد بخطف بناتى وسبيهن. جسمي كله ملون أحمر في أزرق من ضرب الحزام والكفوفخايفة منه خايفة أبلغ يموتوا بناتى أو يعتدوا عليهم .. دلوقتي هم اللي حاكمين البلد.. يكفروا اللي هم عايزينه ويستعبدوا التي همه عايزينه.. كان موتى أرحم من أن يجي اليوم واتعامل كجارية .. يا ريتني فضلت في بلدى ومن بشرفي.. دلوقتي مش عارفة أروح فين ولا أعمل إيه ده؟.

* * *

كنت بأشتغل عاملة نظافة لدي أحد الأسر المصرية.. زوج وزوجة وما عندهمش أطفال.. الزوج دايما مشغول برة البيت.. بيشتغل في جهة أمنية.. بدأ يتحرش بي لو هو في البيت وزوجتة برة.. ومن ست شهور رجع البيت في غير ميعاده والمدام كانت برة.. أنا كنت في الحمام باستحمى.. فتح الباب وهجم علي واغتصبني.. وهددنى بالقتل لو فتحت بقي لأي حد.

ما بقتش عارفة أقول لمراته ولا أمشى من سكاتممكن يقتلني فعلاً .. هو واصل ومسنود وأنا شغالة وغريبة عن البلد وماليش حد.. ممكن يلزق في أي تهمة .. ما كانش قصادي غير إني أمشي فورًا.

بعد شهرين من الحادث دم الدورة ما جتش .. طلعت حامل.. حاولت بشتى الطرق أجهض نفسي وما عرفتش.. ومش عارفة أقول لجوزى ايه وهو ما كانش عايش معايا في الوقت دهيعنى هو كمان ممكن يقتلني.. كرهت نفسي وليل نهار ألومها.. كنت ضربته بأي حاجة .. حاولت أموت نفسي بس المحاولة فشلت.. عدت شهور على الحادثة وأنا لسة طول الوقت بأفكر في اللي حصل وفي الموت وإزاي أنهي حياتي مع اللي في بطنى.. النوم بقي صعب وكله كوابيس.. باحلم باللي حصل وهو ماسك المسدس بتاعه وبيحطه علي رأسي.. أقوم مفزوعة ومخنوقة وضربات قلبي سريعة جدًا.. وأوقات كثير أفقد الوعي.. ما أنا لا بأنام ولا بآكل.. كرهت إلى طلعت ستالستات مالهمش ظهر يتسندوا عليه لو حصلت لهم كارثة زى دي.. نفسي أموت وأرتاح.

* * *

لاجئة من إحدى الدول العربية.. نجحت في الحصول على فرصة عمل كبائعة في محل ملابس.. تعرفت على سهام ونمت بينهما صداقة. سهام كانت تعيش ظروفًا عائلية واقتصادية صعبة ووجدت في صداقة اللاجئة مجالاً للفضفضة ومشاركة مع صديقة تعلم جيدًا أنها لا تعرف زوجها ولن تثرثر بأسرار صديقتها. وفى يوم من أيام عام 2013 اتصل صاحب المحل باللاجئة في غير أوقات الدوام وأبلغها أن سهام سرقت المحل وطلب منها التوسط لإعادة المسروقات وإلا فسيضطر لإبلاغ الشرطة.

اتصلت اللاجئة بسهام وأبلغتها بمكالمة صاحب العمل.. وبالفعل ردت سهام المسروقات وانتهى الموقف لطردها من العمل وعدم إبلاغ الشرطة.

بعد أسبوعين اتصلت سهام باللاجنة وطلبت منها الحضور لمنزلها للتوسط بينها وبين زوجها الذي تشاجر معها ويصر على تطليقها. ذهبت للإصلاح بين الزوجين ولكن….

لم تكن سهام مع زوجها فقط بل كان هناك أربعة رجال آخرين من أصدقاء الزوج.. وما أن دخلت إلى الصالة حتى هجم عليها الرجال وأوثقوها بالحبال من يديها وضربوها حتى فقدت الوعي.

لم يقف الأمر عند هذا الحد.. بل خلعوا عنها كل ملابسها وتناوبوا اغتصابها وتعذيبها على مدار أربعة أيام متصلة.

تقول:

كانوا بيقطعوا جسمى بالكتر وجسمي كله بينزف دم.. وصاحبتى بتتفرج على وتتشفى في وتجيب حزام وتضربني على الجروح. رابع يوم ناموا من البرشام اللي بياخدوه.. وربنا قدرني أفك الحبل من إيدي رغم الأعياء اللي كنت فيه.. فكرت أنزل من على مواسير الحمام.. حتى لو مت ما هو أنا كده كده میتههم مهددینی بالقتل وهي مهدداني ترمي على وشي مية نار لإخفاء شخصيتي. نزلت فعلاً على المواسير وقت صلاة الفجر .. مفيش تاكسي راضي يقف لي.. شكلي كان مخيف قوى.. أخيرًا لقيت عربية وصلتنى للقسم وعملت بلاغ واتحولت للطب الشرعي.. وقبضوا عليهم كلهم في نفس يوم تقديم البلاغ.

حاولي يساوموني.. يدونى 150 آلاف جنيه مقابل التنازل وأنا رفضت.. لازم آخد حقي“.

وبفحصها وجدنا: جروحًا قطعية بعموم الجسم .. (الظهر والإليتين والفخذين والساقين والأذرع يصل طول بعض الجروح الي 20 سم).

وبالفحص النفسي اشتكت ناجية من فقدان الشهية ونقصان واضح في الوزن واضرابات في النوم مع وجود كوابيس تري فيها أحداث الاغتصاب وتقطيع الجسم بالآلات الحادةتتكلم أثناء النوم كلام له علاقة بالحادث.. وعندما تستيقظ تشعر بآلام في الفكين والأسنان حيث تجز على أسنانها أثناء النوم وأثناء اليقظة، تعانى من ذكريات مرتجعة تترائي لها فيها أحداث العنف الجنسى والبدنى وتزداد النوبات الاسترجاعية مع أي مشهد له صلة بالحادث سواء بالتليفزيون أو إذا طلب زوجها المعاشرة الزوجية.. كما تعانى من إنشغال ذهنها بالحادث حيث تفكر فيه بدون قصد وبدون مؤثر خارجي وتستعيد معه نفس الآلام التى كانت تعانيها أثناء الحادث، كما تعانى من ضعف في الذاكرة الحديثة عكس ما كانت قبل الحادث حيث كانت ذاكرتها قوية. كما اشتكت أيضًا من الإحساس المفرط بالظلم.. فقد مدت لصديقتها يد الخير وأنقذتها من الحبس وذهبت إليها لتصلحها على زوجها رغم أنها اكتشفت أنها سارقة. وامتد الأمر لفقدان الثقة في الآخرين بصفة عامة . لم تعد ناجية تذهب لعملها وكرهت جسدها المشوة بالندوب، فالجروح سبب آخر لاستعادة الحدث المؤلم والصادم الذي مرت به.

عنف السلطات العامة

جت سجانة تفتشنا.. الأوضة فيها شباك كبير مفتوح والباب برضه مفتوح والعساكر شيفينا.. قلت لها اقفلي الباب والشباك.. شتمتنى.. ودخل واحد اسمه إبراهيم علي دراعة بادج الصاعقة ضربني بعصا كهربية وأنا واقفة بالملابس الداخلية.

كان عمرها وقت الثورة 17 سنة.. اعتصمت بميدان التحرير بعد تنحى مبارك عن الحكمانضمت للمعتصمين بالميدان المطالبين بمحاكمة رموز الفساد.. وجاء يوم التاسع من مارس 2011 ليسطر في حياتها تجربة أليمة تركت بصماتها على حياتها. تقول:

صحيت الساعة 1.30 الضهر لإنى كنت سهرانة طول الليل في تأمين المكان. الساعة تلاتة الولاد صفروا ودايما يحصل ده كإنذار لما يكون فيه خطر. طلعت من الخيمة لقيت ناس مش مننا بتكسر الخيام.. مسكت في أيدى عصاية وأنا خارجة من الخيمة. لقيت الجيش بنفسه بيرمي بالطوب فكرته بيضرب البلطجية وإن الجيش معانا. ووقفت أرمى طوب علشان البلطجية يبعدوا. لما الطوب خلص دخلت الصينية أجيب طوب.. واحد من الجيش مسكني من كتفي وقاللي أنت فلانة؟قلت لأ بعدها جم بتوع الشاي وسلمونى للجيش تسليم أهالي. أنا ما أخدتش خوانة لأنهم طول الوقت مع الثورة ومعانا وكانوا بيساعدونا في حماية الميدان.

مشيت مع الضابط للمتحف ربطوا إيديه من ورا بسلك.. شفت واحدة صاحبتى اسمها ….. وقالت لي انهم بدءوا الضرب من الساعة اتناشر . جت بنات علينا بس دول مندسين – ماكانوش معانا في الميدان – كانوا خمسة.

واحد ظابط ابن حلال جه قاللي أي حاجة تحصل ما تتكلميش علشان ما يضربكوش – بس البنات المندسة قعدت تزعق وتشتم وجابو لنا الضرب.

قعدنا في المتحف لحد 9 أو 10 بالليل، جابولنا مينى باص بتاع الجيش.. وكان معانا صحفية خرجت من (س 28)

سابونا في المينى باص بعد ما وصلنا (س 28) لحد الصبح – والصبح نقلونا فى عربية صندوق بتاعة جيشوودونا السجن الحربي اللي على طريق السويس.

في الطريق أمامنا الأول دبابة وبعدها المينى باص اللي كنا راكبينه الأول.. كان راكب فيه جيش ورانا 2 مینی باص كبار فيهم الشباب بس واحد مشى فى طريقنا وواحد مشي في طريق تاني. أول ما دخلنا استقبلونا بشتيمة قذرة جدًا من الشتايم الجنسية اللى ما أقدرش أنطقها وبالأم والأب. دخلونا عنبر وقلعونا هدومنا كلها قصاد بعض.. والسجانة تفتش الهدوم قلعتنا الخواتم كمان. بعد التفتيش رجعوا الهدوم بس أخدوا الحزمة والخواتم.

قعدونا الـ 17 بنت مع بعض .. شوية قالوا البنات تيجى في ناحية والمدامات في ناحية علشان حنكشف عليكوا.

كشف علينا دكتور من الجيش لابس بالطو أبيض فوق بدلة الجيش وكان معاه ضابط وسجانة ست. كشفوا علينا (البنات).. واحدة معانا ضربوها وكهربوها وبعدين نزلوا فينا كلنا ضرب.

النيابة جت لنا السجن يوم 10 مارس.. بس التحقيق كان في دور تانى غير اللي احنا فيه. وجهولي تهم سلاح وبرشام وانهم مسكونى من بيت دعارة خلاني اقرا المحضر وقلت له على الضرب وكتبه.. بس ما مضنيش على أقوالي.

شتمونا تاني.. قلت للضابط اشتمنى أنا بس مالكش دعوة بأهلي لا تشتم أمي ولا أبويا .. قاللي ما هم لو كانوا ربوكي ما كنتيش نزلتى التحرير وكمان رشوا علينا ميه ساقعة.

المية التي كنا بنشربها فيها شعر والأكل فيه سوس ودود. وبعدها دخلنا كلنا المحكمة بس هي مش شكل المحكمة دي أودة مكتب عادية وكان في 3 من الضباط القضاه حكموا علي بسنة مع إيقاف التنفيذ.

فيه عسكري اسمه إبراهيم مرة يلبس بدلة زيتى ومرة بدلة زيتى في بنى – كان كل شوية يضربنا.. قلت له طالما ما اتكلمناش ما تضربناش راح ضربنا تاني.. من كتر الضرب قلت لهم انتوا مش جيش انتم أمن. يوم السبت بالليل جابوا عربية وركبوا كل البنات وسابونا.

بعد ما طلعت عرفت انهم جابونا في التليفزيون على إننا بلطجية وده عمل مشكلة كبيرة مع أهلي وكمان مش هأقدر أرجع الشغل تاني.

* * *

تم القبض عليها من قبل الجيش يوم التاسع من مارس 2011. تقول:

يوم 9 مارس الساعة 3.30 تقريبًا دخل علينا الجيش ومعاه ناس في زى مدني وضربونا بالمولوتوف.. كنت واقفة عند كنتاكي ومعايا يافطة مكتوب عليها لا لترقيع الدستور .. مسكني واحد بزى مدنى ومعاه ضابط.. مسكنى من قفايا وشتمنى بألفاظ مقززة جدًا.. أخدونا للشارع اللي قصاد المتحفربط رجلينا وربط ايدينا من خلف.. ظابط طويل وبشرته فاتحة ولابس نظارة نظر قاتلي أنا شفتك في ماسبيرو وفى لاظوغلى وراح كابب علي ميه وكهربني.. الساعة 11.00 بالليل طلعونا الأتوبيسات كان لونها بنى ومكتوب عليها جيش.. رحنا على (س 28). هناك جابو شوية ملوتوف وسكاكين وبوتاجاز صغير من بتوع الشاي وصورونا مع الحاجات ديشتمونا شتيمة قذرة ويقولولنا بتشتغلوا بالساعة ولا باليوم.

الصبح دخلونا عربية جيش ونقلونا للسجن الحربي. وقالوا اللى حتتكلم حتتقتل وماحدش حيعرف طريقها.. سألت على صورة مبارك اللى لسة على الحيطة .. قالوا هو الرئيس بتاعنا وبنحبه.. وعايزينه يبقى الرئيس بتاعنا. جت سجانة تفتشنا.. الأوضة فيها شباك كبير مفتوح والباب برضه مفتوح والعساكر شيفينا.. ققلت لها اقفلي الباب والشباك شتمتني ودخل واحد اسمه إبراهيم على دراعة بادج الصاعقة ضربنى بعصا كهربية وأنا واقفة بالملابس الداخلية.

بعدها قسمونا على زنزانتين ولحظى جيت في زنزانته ستات مندسة علينا لابسين عبايات.. بقوا يتفوا علي ويضربوني بالشبشب.. العساكر تسمع الصوت يدخل ابراهيم برضه يضربني أنا.

يوم 10 مارس الظهر جم قالوا البنات تقف مع بعض والمدامات مع بعض. بعدها جه ملازم أخد أسماءنا وقال حنكشف عليكو . كشف علينا الملازم ويجيي 8 بيتفرجوا واقفين عند رجلينا .. والسجانة واقفة عند راسنا.. قلنا طب ست تكشف علينا.. طب بلاش العدد الكبير ده.. شتمونا وكهربونا.. وبعد الكشف مضونى على ورقة مكتوب فيها بكر رشید.

دخلونا الزنازين تاني وجابولنا أكل ودى كانت أول وجبة نشوفها من ساعة القبض علينا.

حوالي الساعة 5 مساء رحنا النيابة .. سألنى كنت بتعملي ايه في التحرير؟ قلت له نازلة أشتري حاجات.. راحوا شتمنى ومكهربني قصاد النيابة.

قصاد وكيل النيابة ورقة مكتوب فيها ملوتوف وسلاح أبيض و3 عبوات بوتاجاز وتكسير الأرصفة وتعطيل الطريق العام وإهانة موظفيين حكوميين.. قاللي امضي فمضيت.

نزلونا قعدونا على الرملة والعساكر يشتموا فينا اللي بس راسها تتحرك تنضرب.

يوم الجمعة عرفنا اننا أخذنا سنة مع الإيقاف.. بس قبل ما يسيبونا خلونا مسحنا الأرض وقالوا اللي حتخرج من بيتها قبل 3 سنين حيتنفذ الحكم الجديد والقديم وأخدونا في عربية وسابونا في رمسيس.

وكان اللواء عبد الفتاح السيسي عضو المجلس العسكري – في ذلك الوقت – قد أقر بأن هذه الفحوص تُجرى بشكل روتيني على المحتجزات لحماية القوات المسلحة من مزاعم اغتصاب محتملة. وفى 11 مارس 2012، قامت المحكمة العسكرية التي اضطلعت بالقضية بتبرئة الجندي الطبيب المتهم بإجراء فحوص العذرية ونفت في حكمها حدوث تلك الفحوص من الأصل.

وبعد حكم العسكرية صدر حكم واضح من محكمة القضاء الإداري قضى بوقف إجراء فحوص العذرية على الإناث اللاتي يتم احتجازهن أو القبض عليهن أو اعتقالهن بمعرفة القوات المسلحة“.

العنف الجنسي الجماعي في ميدان التحرير

ما أعرفش هو مين ولا قاصد يحميني.. ولا عشان ماحدش يحس بيه ويكملوا علي. كنت مستنية السكينة تنهي حياتى وتنهي الرعب الغير محدود ده.

كنت في المسيرة النسائية اللى تجمعت في ميدان طلعت حرب يوم 25 يناير 2013 وقفنا في الميدان وهتفنا وكان معانا شيوخ من الأزهر اتحركنا لميدان التحرير .. الشيوخ في أول المسيرة واحنا وراهم.. جم شباب كتير عملوا علينا کردون وقالوا ده کردون لحمايتكم .. انا كنت مرتابة شوية .. مشينا وهم محاوطينا وعند مدخل التحرير كانوا عزلونا تمامًا عن الشيوخ، ومش عارفة إزاي ما حسوش بينا وان احنا مش وراهم.

بدءوا يدخلوا وسط الستات ويفرقوا بينا ويخطفوا ناس مننا.. أنا اتلم على عدد كبير جدًا مش عارفة كام.. يمكن عشرين .. تلاتين.. قطعوا هدومي اللي فوق.. حتى حمالة الصدر اتخلعت و 100 إيد بتنهش في جسمي.. وناس تشد إيدي من الناحية دي وناس تشد الإيد التانية.. كل واحد عايز يشدني ناحيته .. كتافي اتخلعت وناس عمالة تشدني من شعري.. لسة مش عارفة أسرح شعري من الألم اللي في فروة رأسي.

أصرخ وأتوسل إليهم.. حرام عليكم لو أختكم ولا بنتكم ترضوا يحصل فيها كده؟.. بس مفيش فايدة بيزدادوا وحشيةايدهم دخلت جود البنطلون .. كنت لابسه جينز وماسك في جسمي.. ما عرفوش يقلعوني البنطلون لكن أيديهم كانت داخلة تحت البنطلون وبينهشوا في كل حته يوصلوا لها .. ركبى خانتني وقعت على الأرض وهم هجموا فوقي وسط الرعب ده حاولت أقف تانى.. جرجرونى تانى لطلعت حرب وواحد طلع سكينة ورفعها في وشي.. واحد قاللي ما تصرخيش لأن ده حيزود عنفهم.. ما أعرفش هو مين ولا قاصد يحمينى ولا عشان ماحدش يحس بيه ويكملوا علي. كنت مستنية السكينة تنهى حياتى وتنهى الرعب الغير محدود ده. انهارت مقاومتی ومابقتش قادرة غير على البكاء.

وسط الهجوم سرقوا موبايلي كنت مسكاة في إيدي.. وبحاول اتبت عليه يمكن أعرف أكلم حد ينقذني. ساعتين وهمه بينهشوا في جسمي. وماحدش من اللي كانوا معايا في المسيرة دور علىّ.. دول اللي دايما بأنزل معاهم علشان عرفاهم من زمان ومطمنة لهم.. ممكن واحدة منهم تكون شافتني.. لأنهم كانوا بيجروا وراها في نفس الوقت اللي شدوني فيه.. وعرفت انها هربت منهم.. الإحساس بالرعب والعجز إحساس قاتل.. بالذات لو أنت مش قادرة تفهمي ليه بيعملوا كده.. ليه العنف والقذارة بالمستوى الوحشي دهازاي كل التوسلات دى ما اثرتش في واحد منهم.. إزاي ماحدش حاسس إن جوه اللمه دى واحدة بتصرخ وممكن تكون في خطر، فيروح يدور عليها .. في كل الزحمة دى ماحدش حاسس بيكى .. المسافة الصغيرة اللى مشيناها وأنا باندفع وسطيهم.. تتمشي في دقايق.. مرت على كأنها سنة.. شوية وجه شاب نحيف.. أخدنى منهم.. ما حدش قاومه .. ودانى خيمة في التحرير .. فيها واحدة منتقبه وواحدة محجبة.. وواحدة بشعرها عادي.. لبسونى وغطوا راسي. جم الناس اللى انتهكوني قالوا عايزين الست اللي دخلت هناقالولهم مشيت. بعدها طلعونى بعد ما عملت تليفون.. بعد صعوبة شديدة في إنى أفتكر أي تليفون من التليفونات اللي حفظها كويس جدًا.

ذهبت إلى زوجي وخدنى علي ريش اغسل وشي وأريح شويه.. قابلت بعض السيدات اللي كانوا معايا في المسيرةحزنت من رد فعلهم .. اللي تقولي خلاص بلاش شوشرة.. واللي تقولي ما هو الثورة لها ضريبة.. واللي تقولي المقصود كسر ارادتنا مش التحرش بذاته.. واللي تقول ما تخليك قوية أنت عاملة كده ليه.. واللي تقول بلاش تتكلمي في الموضوع.. حسيت ان ماحدش منهم حاسس بالوجع اللي جوايا .. هوه عشان أكون ثورية المفروض يحصل اللي حصل ويمر على كده مرور الكرام؟؟

النهاردة مفيش واحدة منهم جت زارتني واطمنت على.. أنا مش حاعرفهم تاني.. همه خايفيين يتكلموا ليهطب همه أحرار في نفسهم مش عايزينى أتكلم ليه.. عايزة آخد حقي.. نفسي أمسكهم واحد واحد وأقطع لحمهم زى ما قطعوني ونهشوني بالوحشية دي.

أنا المواقف اللي مريت بيها بتعدي علي طول ما أنا قاعدة بأحاول ابعدها وأفتح التليفزيون ولا الكمبيوتر دقايق ومخي يشتغل.. مش عارفة أنام وبأتفزز وأنا نايمة .. مش حاسة بأي طعم للاكل ولا حاسة بجوع ولا بشبع بس بأكل كتير.. مخي مشغول تمامًا بما حدث.. كله حتى من صديقاتي .. العصبية زادت شوية .. أنا أصلاً عصبية بس زدت شوية بعد الحادث. عايزة آخد حقي بس مش عارفة أعمل إيه ولا إزاي.

* * *

يوم الجمعة 25 يناير 2013 نزلت الميدان أشارك فى المظاهرات، كانت حوالى الساعه 5 ونصف، يومها كنت حاسه ان فيه حاجه فى الميدان مش مظبوطه، فى الحتت الزحمه بيحصل احتكاك، كنت بزعق ويقول حاسبوا، لكن كان فيه روح عدائية عمومًا.

كنت واقعه عند السور الحديد اللى قدام هارديز، فيه شباب كانوا قاعدين فوق السور، زعقوا وقالوا وسعوا لعربية الإسعاف، فاتحركت ناحية الصينية، ابتدى يحصل تدافع وزق.. زعقت ثاني لقيت فيه ناس بعدوني عن التزاحم وكان فيهم رجاله أجسامهم كبيره، بدأوا يشدوا معايا في الكلام، بسرعه فيه مجموعة بنات حوطوني عشان يحمونی، ما اعرفش ازاى الرجاله شدوني من وسطهم وبقى حواليا عدد كبير جدًا، ايديهم فى كل حته في جسمي، وفي ثواني قطعوا هدومي ما عرفش ازای، وسامعه أصواتهم، كل اللى بيقولوه يدى ايحاء انهم بيحمونى: اوعى ياجدع دى زى أختك، شلوا حركتي وجرجروني لحد سور هارديز، ناس من فوق السور رفعونى لفوق وانا تقريبا عريانه وبرضه ايدين في كل حته، وكنت لفه حوالين رقبتي ايشارب، كانوا بيشدوه من الناحيتين كنت ح اتخنق، فضلت كده مرفوعه لفوق عريانه حوالى 10 دقايق، لما نزلوني حاولت أقعد على الأرض في المجارى، كنت بتحامى من الأرض، كانوا بيزعقوا فيا قومي، عشان يملكونى أكثر، يقومونى بالعافية وارجع ثاني اقعد. ناس واقفه فوق رجليا، حد حاطط ايده على كتافي وكان بيعيط، حد ايديه على صدري، حد بيرمى عليا ملاية، ما بقتش عارفه مين اللى بيحاول ينقذني ومين اللى ايديه في جسمي، وانا بصرخ وعايزه البس. وانا متعلقه فوق شوفت عشرات من البني آدمين بيتفرجوا وما بيعملوش حاجه.. شالوني عشان يحطونى فى عربية الإسعاف اللى شايلنى كان بينتهكني بايديه، كان فيه فى العربية دكتور ومسعف، الدكتور كان بيعيط، ركبوا معايا خمسه، انا ماكنتش مرتاحه لهم وزعقت انهم هما اللى كانوا بينتهكوني، نزلوا ثلاثه وخلوا اثنين، العربية ما عرفتش توصل مستشفى قصر الدوباره كانوا لسه بيجروا ورا عربية الاسعاف وكسروا المرايات، العربية جريت على مستشفى المنيره.

في مستشفى المنيرة المعاملة كانت زفت، انا دخلت المستشفى ماشية على رجليا ومن غير بنطلون، لما الدكتور سألني عايزه ايه، قلت له عايزه البس. كانوا بيتصرفوا معايا على انى بدلع والممرضات قاعدين ينصحوني اني اداري واخبى وماخربش على روحى، صرخت فيهم، جت دكتوره عايزه تكشف عليا وفيه 6 ممرضات واقفين، صرخت فيهم: انا بتكسف اتعرى قدام الستات والرجاله افهموا. مشيوا وفضلت واحده بعد ماحطت ايدها في وسطها وشخطت فيا انه لازم واحده تفضل موجوده، الدكتوره قالت مش باين حاجه، وما اخدتش بالها من الكدمات والسحجات اللي في كل جسمي، سجلها بعد كده رئيس القسم

بدءوا الناس تتناوب عليا، وجه اثنين ضباط.. واحد عمل نفسه لطيف وقال انه كتب مذكره، ولو وافقت عليها أوقع، لقيته كاتب فيها، فعل خادش للحياء، طبعا اتخانقت معاه. بعد كده جه ضباط ومأمور قسم وعملوا الورق في قسم السيدة زينت وبعدين حولوه قسم قصر النيل، اتعمل محضر وروحت النيابه وكيل النيابه كان كويس وحتى فتح اوضه مخصوص عشان العدد ما يكونش كثير وانا بحكي. وورانى الاثنين اللى كانوا فى عربية الاسعاف، انا ماكنتش متأكده من حاجه وهو وجه لهم الاتهام.

اتعرضت طب شرعى..حد اتصل بزوجي وبواحده صاحبتى وقال انه لقى التليفون بتاعى ورجعه فعلاً مع أن التليفون غالى. وساب اسمه ورقم تليفونه. هما خدوا الشنطه وفيها البطاقه والكارنيهات. ما عنديش اى شك ان دى حاجه مدبرة.

* * *

25 يناير 2012

في الذكري الأولى للثورة كانت المسيرات جميلة.. رافعة الأعلام وبتهتف للثورة وللحرية والكرامة الإنسانية.. دخلنا الميدان في الخامسة عصرًا وكان مزدحم جدًا؛ خرجنا نتناول الغداء وقررنا العودة للميدان حوالي الثامنة مساء. كنا مجموعة كبيرة ونتحرك بصعوبة بسبب الزحام، قررت أنا و 2 من أصدقائي (شاب وفتاة) الانفصال عن المجموعة ولقاءهم عند يافطة المقاولين العربفى منتصف الميدان. ولما وصلنا بالقرب من اليافطة فوجئت بالصديقة تصرخ في أحدهم وتطلب منه الابتعاد عنها. قابلنا شاب يعرفني من العمل، فأخذني من يدي وبدأ يتحرك بي في عكس هذا الاتجاه، وهو يقول لى أن هناك ناس عاملة قلق“. تحركنا أنا وزميل العمل وصديقتي وصديقي فيما يشبه القطار، ووراءنا الشباب الذين كانوا عند اليافطة؛ في البداية، قاموا بفصل صديقنا عنا، فأصبحت الفتاة في المؤخرة. بدأوا يتحرشوا بيها، وآخرون يحاولون سرقة حقيبة يدها؛ حاولت أتشبث معها في حقيبتها فقام بعضهم بالتحرش بي وسرقة حقيبتي. الشاب الذي أعرفه من العمل أخذني من يدي وبدأ يجري بي. لاحظت وراءي دائرة حول الفتاة وبدأت دائرة تتكون حولي أنا وزميل العمل. استمرت التحرشات ومحاولات خلع الملابس. كانت لهم نظرات ميتة، حاول الشاب إبعادهم بالصراخ، وأنا حاولت أمسك أي يد تمتد إلي. لم أكن أعرف من يتحرش ومن يحاول حمايتي. لم يخرج صوت من حنجرتي، والتفت عيني بعيون بعض المارة لكنهم لم يفعلوا شئ. أخيرًا صرخت، فابتعدت الدائرة لعدة ثواني ثم ضاقت مرة أخرى وازداد عدد من حولي. استمر الوضع باتجاه ميدان عبد المنعم رياض حتى مدخل شارع محمود بسيوني. وجدنا ميكروباص مركون فحاول زميل العمل يجعلني أقف وظهري للميكروباص ويقف هو أمامي لحمايتي لكنهم لم يتركوني ألمس حتى الميكروباص. أوقعوا زميلي على الأرض ثم أوقعوني. أيادي مجهولة أوقفتني على رجلي مرة أخرى؛ بعض الأيادي واصلت التحرش والبعض الآخر دفعني أنا والشاب باتجاه سيارة؛ ركبنا السيارة وانطلقت بنا؛ الشباب قفزوا على سقف ومقدمة السيارة فى محاولة لإنزالنا، لكنهم بعد قليل إما نزلوا أو وقعوا.

* * *

الجمعة 23 نوفمبر 2012

في تمام الساعة السادسة والنصف مساء نزلت أنا وصديقتي لنعلن رفضنا للدستور المشوه، وسط الملايين ممن نزلوا لنفس الغرض. مشينا حول الصينية في الميدان ووصلنا لناصية شارع القصر العيني وشارع محمد محمود، كانت الشرطة تلقي قنابل مسيلة للدموع بغزارة وبدأ الركض والتدافع، أمسكت بيد صديقتي ولكني فقدتها بعض لحظات. آخر شيء سمعته منها هو أن هناك من يتحرش بها وسط التدافع. حين استطعت الرؤية مرة أخري لم أجد صديقتي، ووجدت صديق لي كان هاربا من الغاز بالقرب مني، قلت له أن صديقتي هناك يتحرشون بها، فذهبنا لننقذها وقد اكتشفت وقتها أني فقدت الموبيل، وجدت صديقتي حولها المئات من الأشخاصحاولت أن أخلصها أنا وصديقي لكنهم دفعونا سويا فوقعنا فوق بعض ثم فصلونا إلى دائرتين، وقتها لم أدرك أي شيء .. لم أفهم ماذا يحدث.. من هؤلاء؟. كل ما كنت أدركه أن هناك المئات من الأيادي تجردني من ملابسي وتخترق جسدي بكل وحشية، لا سبيل للنجاة فالكل يقول أنه يحميني وينقذنى لكن ما كنت أشعر به أن الدوائر القريبة مني والملتصفة بجسدي يغتصبوني بأصابعهم من الأمام والخلف، بل وأحدهم كان يقبلني من فميأصبحت عارية تمامًا وتدفعني الكتلة الملتفة حولي إلى الممر المجاور لمطعم هارديز.

أنا داخل هذه الدائرة المغلقة بإحكام وكلما كنت أحاول أن أصرخ وأن أدافع عن نفسي وأن استنجد بمخلص كانوا يزيدون من عنفهم واغتصابهم، وقعت مرة أخرى في مياه المجاري الموجودة أمام هارديز وأدركت في هذه اللحظة أن في الوقوع موتى. قررت أن أحافظ على هدوئي طالما الصراخ يتبعه عنف أكبر، وحاولت أن أبقى واقفة أتشبث بأيديهم التي تخترقني، ثم في الممر بجوار هارديز وقعت مرة أخرى في بلاعة المجاري ذاتها وأنا عارية

استطعت أن أنجو من الموت دهسا تحت أقدامهم وجدت باب لعمارة، حيث يقف البواب خلف الباب ولا يريد أن يفتح بقيت محجوزة في مدخل العمارة وقتا طويل تتدافع الأجساد من حولي. الذين مازالت أيديهم تنتهكني، بل وكنت أرى منهم من يقف على أماكن عالية لكي يتمكن من مشاهدة مجارية ليغذي احباطاته الجنسية.

أشعر إني قضيت وقتًا طويلاً في هذا الركن، إلى أن ألقى لي أحدهم ببلوفر.

مستحيل أن أرتديه فالأجساد تلتصق بي وتمنعني من ارتدائه، نجحت في لحظة ما أن أرتدي البلوفر وهي اللحظة التي سمعت مجموعة من الشباب على يساري يتفقون على أن يأخذوني لمكان آخر وعلى حد تعبير أحدهم ناخدها وبعدين واحد واحد يا شبابوفجأة بدأت الكتلة البشرية تدفعني مرة أخرى ولكن ليس في اتجاه المستشفى الميداني، دفعوني في الاتجاه المعاكس في اتجاه خرابة مظلمة، خفت من أن ينتهي بي الحال في هذه الخرابة، حاولت الوصول لقهوة في الطريق لكنها لم تفتح وكذلك محل للأدوات الإلكترونية أيضًا لم يفتح بل وتحرش بي أحد العاملين بهذا المحل وأنا أمر من أمامهمشعرت بيأس جعلني استنجد بهذا الرجل الذي أمامي مباشرة والذي كنت أختبئ في ظهره لأستر عورتي، والذي كانت يديه تعبث بمؤخرتي، أخذت أستعطفه قلت له أني أم – وهذه حقيقة وأنه رجل شهم وبطل وأني اختارته لكي يحميني توسلت إليه لكي يفسح لي طريقًا للمستشفى الميداني. لا أدري حقًا ما دفع هذا المتحرش لإنقاذي بعدما توسلت إليه ولا أعرف كيف فجأة أشهر حزامًا وأخذ يضرب في كل من حوله ويصرخ بجنون أنا اللي هحميها أنا اللي هحميها، لا أدري كيف استيقظ ضميره لكني وجدت نفسي أزحف لأصل للمستشفى الميدانيهناك رأيت أول سيدتين فشعرت بالنجاةكان مازال نصفي الأسفل عاريًا تمامًا فألقوا علي البطاطين وسط محاولات للمتحرشين لاقتحام المستشفى والالتفات حولي مرة أخرىوفي المستشفى الميدان أعطى لي أحدهم سرواله وآخر موبيله لكي أتصل بأهليبدأت أرى أصدقائي وهم يحاولون اختراق الكتل البشرية الملتفة حولي. كان شيئًا في غاية الصعوبة لكي أخرج من المستشفى الميداني لأصل لبيت صديقة لي قريبة من المستشفى. حين صعدت لبيتها كان المتحرشون مازالوا ينتظرون أسفل العمارة.

أشعر أني لم أحكى الحكاية كما حدثتالوصف أقل حدة مما حدث لي ولصديقتي ولكثيرات غيري.

العنف الجنسي في القانون

مشروع تعديل قانون العقوبات العنف الجنسي الذي تقدمت به

منظمات المجتمع المدنى لحكومة الببلاوى

بعد الاطلاع على قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937

المادة الأولى:

تستبدل بعبارة (هتك الأعراض وإفساد الأخلاق) عبارة (الجرائم الجنسية) بعبارة في عنوان الباب الرابع من الكتاب الثالث – قانون العقوبات. وتضاف قبل المادة 267 عبارة (الفصل الأول: العنف الجنسي) وقبل المادة 273 عبارة (الفصل الثاني: جرائم الزنا والفعل الفاضح).

المادة الثانية:

تستبدل نصوص المواد أرقام 267 و 268 و 269 و 289 من قانون العقوبات بالنصوص الآتية:

المادة 267:

يعاقب كل من اغتصب شخصًا بالسجن المؤبد أو المشدد الذي لا تقل مدته عن سبعة سنوات.

ويقصد بالاغتصاب كل سلوك نشأ عنه إيلاج أو إجبار على الإيلاج، سواء كان بالأعضاء الجنسية أو غيرها، أو بأي أداة أخرى، عبر المهبل أو الشرج، أو إيلاج عضو جنسي عبر الفم، مهما كان الإيلاج طفيفاً، ضد المجني عليه، سواء كان ذكراً أو أنثى بغير رضاه.

ويُعاقب بالسجن المؤبد إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان خادمًا بالأجرة عنده أو عند من تقدم ذكرهم أو من السلطة العامة، أو كان المجني عليه طفلاً، سواء كان ذكراً أو أنثى، أو من ذوي الإعاقة الذهنية أو البدنية. ولا يعتد في هذه الحالة برضاء المجني عليه.

وتُطبق نفس العقوبة السابقة في حالة تعدد المعتدين.

المادة 268:

يعاقب كل من اعتدى جنسيًا على شخص بالسجن المشدد.

ويقصد بالاعتداء الجنسى كل فعل بهدف الإثارة الجنسية والحط من جنس المجني عليه، سواء كان ذكرًا أو أنثى، يستطيل إلى جسده بغير رضاه، ولا يصل إلى حد الاغتصاب وإذا كان الجاني أو المجني عليه ممن تم النص عليهم في الفقرة الثانية من المادة 267، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات.

المادة 269:

يعاقب كل من تحرش جنسيًا بغيره بالحبس وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تتجاوز عشرة آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

ويقصد بالتحرش الجنسي الإتيان بأفعال أو أقوال أو إشارات تكشف عن إيحاءات جنسية أو تتضمن الدعوة لممارسة الجنس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الطرق أو الأماكن العامة والخاصة أو عبر الهاتف أو الانترنت أو غيرها من الوسائل، ضد المجنى عليه، سواء كان ذكراً أو أنثى بغير رضاه، ولا يصل إلى حد الاعتداء الجنسي. وإذا كان الجاني أو المجنى عليه ممن تم النص عليهم في الفقرة الثانية من المادة 267 ، يكون الحبس وجوبياً مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.

المادة 289:

يعاقب كل من خَطف من غير تحايل ولا إكراه طفلاً، سواء كان ذكراً أو أنثى، لم تبلغ سنة ثمانية عشرة سنة كاملة بنفسه أو بواسطة غيره بالسجن المشدد بمدة لا تقل عن خمسة سنوات. كما يعاقب كل من خطف بالتحايل أو الإكرام شخصاً أو طفلاً، سواء كان ذكراً أو أنثى، بنفسه أو بواسطة غيره بالسجن المشدد بمدة لا تقل عن خمسة سنوات.

وفي جميع الأحوال، يحكم على الجاني بالسجن المؤبد إذا اقترنت بها جناية اغتصاب المخطوفة.

المادة الثالثة:

تلغى المواد 279 و 288 و 290 و 290 ( أ ) و 306 مكرر من قانون العقوبات.

المادة الرابعة:

تضاف إلى قانون العقوبات مادة جديدة برقم و (289) مكرر نصها كما يلي:

المادة 289 مكرر:

استثناءًا من أحكام المادة 17 من قانون الإجراءات الجنائية، في الجنايات المنصوص عليها في المواد 267، 268، 289، يجوز تخفيض العقوبة على الوجه الآتي:

عقوبة السجن المؤبد بعقوبة الحد الأقصى للسجن المشدد.

عقوبة السجن المشدد بعقوبة السجن.

عقوبة السجن بعقوبة الحبس على ألا تقل عن ستة أشهر.

وتلتزم المحكمة أن تبين في حكمها أسباب تبديل العقوبة وتخضع لذالك لمرقابة محكمة النقض.

المادة الخامسة:

يُنشر هذا القانون في الجريدة الرسمية ويعمل به من اليوم التالي لتاريخ نشره.

مذكرة إيضاحية

بشأن مشروع تعديل قانون العقوبات العنف الجنسي

انتشرت جرائم العنف الجنسيفي المجتمع المصري، وهي جرائم تترك آثاراً نفسية وجسدية سيئة في المجني عليه، وفي المجتمع. ومع ذلك لا يكفل قانون العقوبات، بنصوصه الحالية، الحماية الكاملة من العنف الجنسي بجميع أنواعه، بل لا يكفل الحماية الكافية لكل من يقع ضحية لهذا العنف. فالمواد الخاصة بجرائم العنف الجنسي في قانون العقوبات، بها العديد من الثغرات فيما يتعلق بالحماية، كما أن تلك القوانين لا تزال تستند على مفاهيم غير ملائمة، وتنطوي على تمييز غير مبرر ما بين الرجال والنساء.

وهذا المشروع يهدف إلى بناء رؤية متكاملة لكيفية حماية جميع المواطنين من التعرض لكافة أنواع العنف الجنسي. هذه الرؤية مبنية على عدة مبادئ، هي: المساواة بين الرجال والنساء، وتوفير الحماية الخاصة للأطفال، كما أن المشروع يتضمن مفاهيم واضحة ومحددة للجرائم المختلفة، تشمل جميع أنواع العنف الجنسي، وتجمعها في باب واحد من أبواب قانون العقوبات، ويسعى المشروع أيضًا إلى جعل العقوبات متناسبة مع الجرائم.

المساواة بين الرجال والنساء والحماية الخاصة للأطفال:

على المشرع – بموجب الدستور المصري والالتزامات الدولية أن يكفل المساواة التامة بين الرجال والنساء عند وضع جميع القوانين الداخلية، وأن يعدل أي مواد تنطوي على تمييز بينهما. وبالرغم من ذلك، نجد أن القانون الجنائي الحالي يميز دون مبرر بين الرجل والمرأة في جريمة الاغتصاب. فالرجل الذي يتعرض لاغتصاب لا يجد حماية بموجب المادة 267 (الخاصة بمواقعة الأنثى) ويعاقب الجاني بموجب المادة 268 (هتك العرض) التي تنص على عقوبة أقل، بالرغم من أن الحالتين على قدم المساواة في الخطورة. كما أن المواد الخاصة بالخطف، والخطف مع الاغتصاب تميز بين الرجل والمرأة. لذلك يشمل هذا المشروع تعديل بعض المواد، وحذف أخرى لضمان تحقق المساواة بين الجنسين فى جرائم العنف الجنسي.

والحال نفسه ينطبق على الأطفال، فعلى المشرع أيضًا بموجب الدستور المصري والالتزامات الدولية، أن يكفل حماية للأطفال دون الثامنة عشرة، مع الأخذ في الاعتبار تطور قدرات الطفل وفقًا لعمره. ومن هذا فمشروع القانون يتضمن تشديد العقوبة في حال حدوث جريمة اغتصاب أو اعتداء جنسي أو تحرش جنسي، ضد أي طفل. وتكون هذه السن موحدة لجرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي والخطف، فيما يعد تعديلاً للالتباس الحالي في هذه المواد، بأن سن التمييز هي السابعة، ولكن لا توجد في القانون سن معينة لا يعتد فيها برضا الطفل في جريمة الاغتصاب. وفي جريمة هتك العرض، ينص القانون على من الثامنة عشرة.

توضيح المفاهيم:

يجرم القانون الجنائى حاليًا عددًا من أفعال العنف الجنسى التي تصنف في ثلاثة أبواب مختلفة من قانون العقوبات، مثل المواقعة وهتك العرض، حيث تم إدراجهما ضمن الباب الرابع باعتبارهما من جرائم هتك العرض وإفساد الأخلاق“. كما يضم الباب نفسه جرائم الزنا والفعل الفاضح. وفي الباب الخامس يجرم القانون الاختطاف مع المواقعة، ضمن أشكال أخرى من الخطف، تحت عنوان القبض على الأفراد وحبسهم دون وجه حق وسرقة الأطفال وخطف البنات“. أما التعرض لأنثى فمدرج في الباب السابع، الخاص بالقذف والسب وإفشاء الأسرار“.

إن القانون الحالي يعرّف كثيرًا من جرائم العنف الجنسي باعتبارها جرائم ضد الأخلاق، أو ضد الحياء، بدلاً من أن تصنف باعتبارها جرائم ضد أشخاص الضحايا أنفسهم. وقد تكون المصطلحات المستخدمة غير دقيقة. لذلك يفترح هذا المشروع استخدام المصطلحات المناسبة، وهي: “الاغتصابوالاعتداء الجنسيو التحرش الجنسيمع إعادة صياغة التعريفات، كي يصبح الفارق بين الجرائم وبعضها البعض واضحًا ومحددًا.

كما أن الغرض من هذا التعديل في المصطلحات بما تنطوي عليه من مفاهيم واضحة، هو أن يصبح تعريف الاغتصابكل إيلاج جنسي يتم دون رضا، ضد رجل كان أو امرأة.

ويكون المقصود بـ الاعتداء الجنسيكل اعتداء يستطيل إلى جسم المجنى عليه وعوراته ولم يصل إلى حد الاغتصاب، على أن يكون عدم الرضا ركنًا من أركان الجريمة، بدلاً من استخدام القوة أو التهديد؛ لأن عدم الرضا مفهوم أوسع ويشمل ظروفًا قد لا تقترن باستخدام القوة أو التهديد، مثل الإجبار أو المفاجأة أو غيرهما. وفيما يخص التحرش الجنسي، فهو يشمل الأفعال والأقوال الخادشة للحياء، وإن لم تصل إلى حد الاعتداء الجنسي.

ووفقًا لهذه التعريفات والمفاهيم، كان من المنطقي بعد تعديل المادة 269 التي تجرم التحرش الجنسيبجميع صوره، عدم النص على ما كانت تجرمه هذه المادة قبل التعديل، من تجريم تحريض المارة على الفسق في طريق عام أو مكان مطروق؛ لأن هذه الأفعال أصبحت بعد التعديل تكرارًا على الأفعال المجرمة في مواد الفعل الفاضح في طريق عام، والتحرش الجنسي. لذلك لا يحتاج القانون لإفراد نص خاص لها، وإعمالاً لذات المنطق وحرصًا على عدم ازدواجية النصوص، وتجريم ذات الفعل أكثر من مرة، فقد تم حذف نص المادة 306 مكرر ( أ ) التي تجرم التعرض لأنثى على وجه يخدش حياءها بالقول أو بالفعل في طريق عام أو مكان مطروق، ذلك لأن الأفعال التي تجرمها هذه المادة تم إدراجها تحت نص المادة 269.

وكذلك حذف نص المادة 279 التي تعاقب كلاً من ارتكب مع امرأة أمرًا مخلاً بالحياء، ولو في غير علانية. فقد قضت محكمة النقض بأن المادة 279 تحتاج إلى ما يثبت أن الفعل الفاضح ارتكب ضد إرادة المرأة، مما تنتقي معه الحاجة إلى الحفاظ على مثل هذا النص، حيث إن هذه الأفعال أصبحت مجرمة فعلياً في النصوص الخاصة بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي.

بالإضافة إلى ذلك، وتحقيقًا لتماسك ووضوح المنطق، يدعو هذا المشروع إلى إدراج جرائم (الاغتصاب والاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي) تحت فصل واحد، بعنوان العنف الجنسيويكون هذا الفصل هو الفصل الأول من الباب الرابع (الجرائم الجنسية) الذي يضم أيضًا فصلاً ثانيًا بعنوان (جرائم الزنا والفعل الفاضح).

عقوبات متناسبة وتقييد استخدام المادة 17:

يهدف مشروع القانون أيضًا إلى إقرار عقوبات متناسبة مع الأفعال المجرمة، دون تزايد أو استهانة، بالإضافة إلى تقييد سلطة القاضي في استخدام المادة 17 من قانون العقوبات عند تطبيقه المواد العقابية الخاصة بالاغتصاب والاعتداء الجنسي والخطف، بأن يتاح له النزول بالعقوبة لدرجة واحدة فقط، على أن يكون القاضي ملزمًا بذكر أسباب استخدامه الرأفة في حيثيات الحكم، وأن يخضع هذا التسبيب الرقابة محكمة النقض.

المنظمات المشاركة في قوة العمل:

جمعية السواحلية لتنمية المجتمع بالسويس، جمعية المرأة والتنمية بالإسكندرية ، جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان، الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، جمعية بورفؤاد لرعاية الأسرة والطفولة ببورفواد، جمعية تنمية المجتمع المحلى بالشلوفة محافظة السويس، جمعية كلمتنا للحوار والتنمية ، العليمي لأعمال القانون والمحاماة مؤسسة المرأة الجديدة، المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة، مؤسسة حلوان لتنمية المجتمع (بشاير)، مؤسسة سهم الثقة للتنمية الاجتماعية بالإسماعيلية، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مبادرون لدعم التنمية الثقافية والإعلام ببورسعيد المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي، مركز حرية لحقوق الإنسان ببورسعيد، مركز رسوة لدراسات حقوق الإنسان ببورسعيد، مركز هشام مبارك للقانون، مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية (اكت)، المكتب العربي للقانون، ملتقى تنمية المرأة، المنتدى المدني الديمقراطي السويس، نظرة للدراسات النسوية، الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان والقانون.

والمحامون: أحمد فتحى، زياد العليمي ، ظاهر أبو النصر ، محسن بهنسي.

التعديلات القانونية التي أصدرها الرئيس المؤقت عدلي منصور بالقانون

رقم 50 لسنة 2014

قرار رئيس جمهورية مصر العربية

بالقانون رقم 50 لسنة 2014

بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937

رئيس الجمهورية المؤقت

بعد الاطلاع على الدستور المعدل الصادر في الثامن عشر من يناير 2014

وعلى قانون العقوبات

وعلى قانون الإجراءات الجنائية

وعلى القانون رقم 10 لسنة 1961 في شأن قانون الدعارة

وبعد موافقة مجلس الوزراء

و بناءًا علي ما ارتآه مجلس الدولة

قرر: القانون الآتي نصه

(المادة الأولى)

يستبدل بنص المادة 306 مكرراً ( أ ) من قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 النص الآتي:

المادة 306 مكرراً ( أ ):

يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد عن خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتیان أمور أو ايحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواءا بالإشار أو بالقول أو بالفعل بأي وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.

(المادة الثانية)

يضاف إلى قانون العقوبات المشار إليه مادة جديدة برقم 306 مكرراً (ب) نصبها الآتي:

يعد تحرش جنسيًا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 306 مكرراً ( أ ) من هذا القانون بقصد حصول الجاني من المجني عليه علي منفعه ذات طبيعه جنسية، ويعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد عن عشرون ألف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين.

فإذا كان الجاني مما نص عليهم فى الفقرة الثانية من المادة (267) من هذا القانون أو كانت له سلطة وظيفية أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس عليه اي ضغط تسمح له الظروف ممارسته عليه أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحًا تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمسة سنين والغرامة التي لا تقل عن عشرين آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه.

(المادة الثالثة)

ينشر هذا القرار بقانون في الجريدة الرسمية ويعمل به اعتبارًا من اليوم التالي لتاريخ نشره.

صدر برئاسة الجمهورية في 7 شعبان لسنة 1434

الموافق 5 يونيه سنة 2014م

عدلى منصور

نود أن نلقى الضوء في هذا التعليق على الإيجابيات والسلبيات التي وردت في النص المذكور والتي كان من الممكن تلافيها إذا ما كان هناك حواراً حقيقيًا بين المشرع ومن يتواصل مع الشارع من منظمات المجتمع المدني للوقوف على أزمة الشارع مع التشريع القائم آنذاك (أى قبل تعديل القانون) لوضع قانون ملائم لأن العبرة في تدخل المشرع لوضع تعديل قانونى ما هي تلاقى أخطاء أو ثغرات قانونية أو تعديل التشريح بحيث يصبح متماشياً مع ما طرء على المجتمع من تطور يستلزم معه تدخل المشرع لتعديل القانون.

ومن هذا فإننا ستبدأ بعرض الإيجابيات التى وردت بالتعديلات القانونية المذكورة ثم نذكر بعدها السلبيات الواردة بها:

أولاً: ايجابيات النص الجديد

لم يكن القانون في النص السابق على النص الحالى يعالج مشكلة وقوع جريمة التحرش فى الأماكن الخاصة المغلقة أو أماكن العمل بل كان يعاقب كل من تعرض لشخص بالقول، أو الفعل، أو الإشارة فى الطريق العام، أو مكان مطروق فقط لا غير دون ذكر للأماكن الخاصة وهو ما عالجه التعديل القانوني.

كم وضع النصر الحالى ظروفاً مشددة للعقوبة لم تكن مذكورة فى النص القديم وهى وقوع الجريمة ممن له سلطة وظيفية، أو أسرية، أو دراسية على المجني عليه.

أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه، أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحا. وهذه تسمى الظروف المشددة ومع تحفظنا عليها (حسبما سيرد فيما بعد) إلا أنها لم تكن مذكورة من قبل في التشريع السابق.

ثانيًا: سلبيات النص الجديد

لم يحدد النص الجديد كسابقه معنى الفعل الذى بعد تعرضأ للغير ولا يصل إلى جريمة هتك العرض وترك تعريف معنى كلمة تعرض بالفعل لتفسيرات محكمة النقض التى كثيراً ما تحدث خلط بين الجهات القضائية أثناء نظر الدعاوى الجنائية.

من ناحية أخرى وضع المشرع تعريف لكلمة تحرش جنسى لأول مرة فى قانون العقوبات وذلك في المادة المضافة 306 مكرراً (ب) وتعريفها هو ارتكاب الجريمة المنصوص عليها بالمادة 306 مكررًا ( أ ) بالإضافة إلى أن يرتكب الجاني جريمته بقصد الحصول على منفعة ذات طبيعة جنسية من المجنى عليه !!! وهذا أدخلنا المشرع في لغز جديد كان من الأفضل ألا يدخلنا فيه بهذا التعريف الهيروغليفى إن جاز التعبير. وذلك لأن المشرع لم يعرف ما معنى كلمة منفعة ذات طبيعة جنسية ولكى تتحقق أركان جريمة التحرش الجنسي وفقاً لهذا التعديل لابد أن يتوافر لدى الجاني قصد الحصول على منفعة ذات طبيعة جنسية !! وهنا ترك المشرع مرة أخرى الأمر إلى انتظار تفسيرات الفقه والقضاء لتوضيح ما وضعه المشرع من لغز غير مفهوم من كلمة منفعة ذات طبيعة جنسية.

كما أن المشرع قد وضع فى الظروف المشددة للعقوبة ظرفين جديدين لا يتناسبا مع العقوبة الخاصة بهما وهم (ارتكاب الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحاً) وهنا نجد أن المشرع لم يراع في وصف هذه المادة أنه من البديهى فى حالة وجود شخصين فأكثر وأحدهم يحمل سلاحًا أن الأمر لم يقف إلى حد التحرش فحسب ولكن من الطبيعى أن يصل إلى التعدى الجسدى وهنا تدخل فى جريمة أخرى وهي جريمة هنك العرض بالقوة أو التهديد، والتى تصل فيها العقوبة إلى السجن المشدد خمسة عشر عامًا، وهى جناية على كل الأحوال وبالتالي فإن المشرع قد وقع في خطأ وصف جريمتين الأولى جنحة وهى التعرض للغير بالفعل بقصد الحصول على منفعة ذات طبيعة جنسية من شخصين فأكثر وكان أحدهما يحمل سلاحًا والثانية جناية وهي كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو التهديد أو شرع في ذلكويبدو أن المشرع هنا لم يراجع جيداً أحكام قانون العقوبات حتى يتوخى الحذر من الوقوع فى هذا الخطأ التشريعي الجسيم.

ويجب الإشارة هنا إلى أن المشرع في المادة المضافة سالفة البيان قد جعل السلامة الجسدية في مرتبة أدنى من السلامة المادية فالحفاظ على مال الشخص في ظرف شبيه بالظرف المشدد المذكور عقوبته جناية وتصل إلى السجن المؤبد أى السجن مدى الحياة.. اما الاعتداء على نفوس الأشخاص فعقوبته الحبس مدة لا تزيد على خمس سنوات.

ففي المادة 315 من قانون العقوبات يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد على السرقات التى ترتكب في الطرق العامة سواء كانت داخل المدن أو القرى أو خارجها أو فى إحدى وسائل النقل البرية أو المائية أو الجوية في الأحوال الآتية:

(أولاً) إذا وقعت السرقة من شخصين فأكثر وكان أحدهم على الأقل حاملاً سلاحًا ظاهراً أو مخبأ.

(ثانيًا) إذا وقعت السرقة من شخصين فأكثر عن طريق الإكراه.

وبمقارنة النص السابق بنص قانون التحرش الجديد نجد أن الجريمة فى ذلك الأخير تقع على نفس المجنى عليه، أما في السرقة فتقع على مال المجني عليه وهنا فقد جعل المشرع المال أعلى من النفس في نظر القانون.

مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف

تاريخ الإصدار: ديسمبر 2014

شارك:

اصدارات متعلقة

اغتصاب وقتل طفلة رضيعة سودانية في مصر
نحو وعي نسوي : أربع سنوات من التنظيم والتعليم السياسي النسوي
شهادة 13
شهادة 12
شهادة 11
شهادة 10
شهادة 9
شهادة 8
شهادة 7
شهادة 6