لماذا هذا الموضوع؟
كان لاختيار موضوع “المرأة والإعلام” بالذات مسبباته القوية، فقد رأينا في العدد السابق الدور الخطير الذي يلعبهُ الإعلام في تشكيل الوعي العام، وفي بلادنا، حيث الكلمةُ المطبوعة لها ثقلها ورونقها الخاص، وحيث تنتشرُ وسائلُ الإعلام السمعية والبصرية – كالراديو والتلفزيون وحتى الفيديو – انتشارًا واسعًا، وتؤثرُ بالتالي في إدراك الناس وتكوين الرأى العام، وجدنا أنه لابد من وقفة مع هذا الموضوع المتشعب الجوانب.
فالمرأةُ والإعلام: موضوعٌ يتناولُ المرأة كما يُقدمها الإعلام، أي المرأة في عيون الإعلام، وبالتالي الوعي الذي يتشكل لدى العامة (رجالاً ونساًء) من خلال نظرة الإعلام إلى المرأة. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى، يتناولُ الموضوع الصورة التي تتولدُ لدى المرأة لذاتها من خلال الإعلام الموجه إليها، من صحافة نسائية وبرامج نسائية في الراديو أو التليفزيون، وأيضًا من خلال الإعلان الموجه إلى المرأة، واللغة التي يتعملها هذا الإعلان لمخاطبتها .
وهناك في الآونة الأخيرة، اهتمامٌ لدى عدد متزايد من الباحثات والمثقفات المصريات لدراسة الصورة التي يُقدمها الرجال عن النساء من خلال كتاباتهم، كما أن هناك بعض المحاولات لاستطلاع صورة الرجل لدى المرأة المصرية من خلال الأدب النسائي“.
وقد لاحظنا من متابعة عدد من المجلات والجرائد أن المرأةَ قد تكونُ أحيانًا شديدة القسوة على ذاتها وعلى غيرها من النساء (راجعوا ملف الجرائد بخصوص حادث فتاة العتبة في العدد السابق) وقد تُعمقُ النظرة الدونية إلى النساء بتبنيها لاتجاهات متخلفة في تناول أي قضية تتعلق بها ، مثل نظرتها إلى الحب والزواج والعمل والتحقق المهني.. إلخ……
كذلك فإن الإعلام الموجه للمرأة يقتصرُ على تناول قضايا مثل جمال البشرة، وخطوط الموضة وكيفية استثارة غيرة الزوج… لا تهم إلا فئةً ضئيلةً من النساء في هذا المجتمع، متجاهلاً هموم واهتمامات النساء العاملات والنساء الريفيات وغيرهن من النساء اللائي يُعانين صعوبة الحياة اليومية.
الموضوعُ له جوانبه المتعددة إذن، ولا يكفى عددٌ أو عددان لتغطيته. إنها مجردُ محاولة للإقتراب من إحدى المجالات الخطيرة المؤثرة على الرأي العام. وفي محاولتنا للاقتراب، قُمنا بجولة في بعض الصفحات ” النسائية” ، فإليكم ما وجدنا.
حول الخطاب الخاص بالمرأة:
“.. بعض الباحثين قاموا بتحليل مضمون كتب ومجلات الأطفال في الأقطار العربية، فوجدوا أنها تتحيزُ بشكل جنسوى واضح، فهي تنسبُ للذكور معظم الصفات والأدوار الإيجابية.. بينما تنسبُ للأنثى الصفات والأدوار التي تُظهر جانب الضعف وعدم الاستقلالية في إبداء الرأي أو اتخاذ القرار…”
(جريدة الأنباء الكويتية 11/ 5/ 1992)
د. عواطف عبد الرحمن:
“.. أن الصحافة النسائية لا تحاول الاقتراب من مشاكل وهموم الغالبية العظمى من النساء المصريات، سواء في الريف أو الأحياء الشعبية..”
(جريدة الوطن 18/ 6/ 1992)