العدد الثاني و العشرون – المرأة الجديدة

بالمقاومة نحيا …

إنه وفي يوم السبت ۲۰ ديسمبر الحالي من العام ۲۰۰۸ في نقابة الصحفيين أعلن أكثر من عشرة آلاف موظف بالضرائب العقارية إنشاء “نقابة العاملين بالضرائب العقارية“، وتم انتخاب مجلس الإدارة الأول للنقابة المكون من ۱۱ عضوًا يرأسهم كمال أبو عيطة ، كما تم انتخاب ١٤ لجنة نقابية مستقل ممثلة لـ ١٤محافظة .

تحية لموظفي الضرائب العقارية الذين انتزعوا حقهم الأصيل في تشكيل نقابتهم المستقلة ، والذي جاء تتويجًا لنضالهم الطويل الذي وصل إلى ذروته في اعتصامهم الشهير عام ٢٠٠٧ وهو الاعتصام الذي سجلنا وقائعه في نشرة “المرأة الجديدة” في عدد أبريل من العام الماضي ، وهي خطوة أولى على طريق انتزاع الحق في الحرية النقابية ، ولأن الحقوق تنتزع فقد انطلقت حملة “معا من أجل إطلاق الحريات النقابية“، وهي الحملة التي بدأت في نوفمبر الماضي من أجل وضع مشروع قانون للنقابات العمالية ، وقد انتهت الأحزاب والقوى السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والحركات الاجتماعية من وضع الملامح الأساسية لمشروع القانون الذي وقع عليه في إطار مواصلة الحملة مؤسسة “المرأة الجديدة” و ٩ أحزاب سياسية و ۲۲ منظمة حقوقية ، وقد أكد المشروع على الحق في التعددية النقابية وإنشاء النقابات بالأخطار وإسقاط حق القوى العاملة في الاعتراض، كما أكد على إن الإضراب والاعتصام من الحقوق الأصيلة للعمال وعلى حق كل ۲۰ عاملاً فأكثر في إنشاء نقابة مستقلة حماية لمصالحهم.

ولأن الحقوق تنتزع نقدم في هذا العدد بعضًا مما انتزع وتحقق بداية بحصول نهى رشدى على حكم لصالحها في أول قضية تحرش تنظر أمام المحاكم وهي القضية التي تبنتها المؤسسة ودعمتها حتى صدور الحكم، كما نحتفل مع القائدة العمالية المفصولة عائشة أبو صمادة النقابية بمصنع الحناوى للدخان التي نجحت في التفاوض مع إدارة الشركة بإعادة ۳۳ عاملة كن قد فصلن لأنهن طالبن بحقوقهن وحقوق زملائهن ، ونتمنى أن نهنئ عائشة بعودتها إلى العمل لمواصلة دورها النقابي من قلب مصنعها، كما نواصل متابعة حركة ونضالات “ستات مصر الجدعان” في المحلة الكبرى وتليمصر وتطل علينا حركة الممرضات الاحتجاجية التي شهدتها العديد من المواقع منذ شهر والتي نجحن في انتزاع بعض حقوقهن .

ولأننا نؤمن بحقوقنا الدستورية التي تنص على حقوق المواطنة فقد طرحنا من خلال ملف العدد تحقق هذا الحق على أرض الواقع لنجيب عن السؤال هل نحن مواطنات حقًا ، أم أن حقوقنا منتهكة وعلينا أن نكشف حدود وجوانب الانتهاك لنواجهها ونتصدى لها مؤكدين أن الحقوق ليست هبة من أحد ولا يتم الحصول عليها إلا بنضالات طويلة ودءوبة وواعية أي بالمقاومة ، وبها نحيا ونتحقق .

نعم بالمقاومة نحيا هذا الدرس والرسالة هدية الزميل والصديق الدكتور محمد سيد سعيد بعد عودته من رحلة علاج ، عاد إلى أصدقائه وأحبائه وقرائه وفي أول كتابة له بجريدة البديل بعد الرحلة كانت الهدية : “فإن كان هناك هذا الكم من النبل في بلادي فلا ينقصها غير قيادة متميزة ونظام سياسي سليم“.

معًا ياأصدقاء نقاوم ومعًا سنلتقي في فبراير المقبل كما تعودنا منذ ثلاث سنوات لنقضي يومًا مع أطفال الشوارع وكل عام ونحن أكثر قوة وصلابة وعشقًا للحياة.