وجه… راشيل كورى عالم أفضل ممكن إذا استطعنا أن ندفع الثمن

 
راشيل كوري
 

راشيل كوري فلنحفر الاسم عميقًا في عقولنا وفي حكايات تاريخنا المدون والمحكي، ولنعلق صورتها بالحطة الفلسطينية على جدران بيوتنا، ولنسير خلف خيط الدم الذي انسال من قلبها ليروي تراب فلسطين التي سقطت شهيدة على أرضها، جاءت راشيل كوري من بلدها أمريكا إلى فلسطين ضمن فريق من دعاة السلام، جاءت لتقسم مع أطفال الأرض المحتلة كعكة الموت المعجونة بالدم ولتعيش معهم معنى الدمار الذي تمارسه إسرائيل بأسلحة وأموال ورعاية أمريكية.

جاءت لتكون شاهدة على جرائم إسرائيل وفي حي السلام بمخيم رفح يوم الأحد 16 مارس الماضي كانت تقف بجسدها النحيل مع زملائها في وجه بلدوزرات إسرائيل التي انقضت على بيوت الفلسطينيين لتقوضها وأمام بيت الفلسطينيين على، ومدحت الشاعر استعد البلدوزر لهدم البيت فوقفت تحمي بجسدها البيت بينما الجرافة تتقدم وزملاؤها يصرخون فيها ارجعي تحركي لم تستجب ولم تهتز وواصل جنود إسرائيل تقدمهم بالجرافة الإسرائيلية حتى ضربت جسد راشيل فسقطت أمام البيت تهرئها وتسحق عظامها الجرافة التي سحقت البيت الفلسطيني وتتفجر دماء راشيل لتروي تراب فلسطين.

وكانت راشيل البالغة من العمر ٢٣ عامًا طالبة في جامعة كولومبيا، وقبل استشهادها بأيام وقعت على رسالة طالب فيها أطفال فلسطين بمحاكمة بوش وشارون کمجرمي حرب، كما نظمت مع رفيقاتها محاكمة طلابية لشارون كمجرم حرب ضد الإنسانية كلها، وكانت واحدة من ملايين المشاركين في الحركة التي تشكلت في أمريكا لمناهضة الحرب وعسكرة العولمة التي وضعت شعارًا رئيسيًا لها: “من أجل عالم أفضل ممكنوفي رسالة لأحد أصدقائها أضافت للشعار: “عالم أفضل، مختلف بلا تمييز أو قمع أو اضطهاد لم يكتب ماركس أن العالم لن يتحول إلى البربرية عندما يكون باستطاعة البشر دفع الثمن، والسؤال الآن هو كيف ندفع الثمن؟

وأجابت راشيل عن السؤال فدفعت حياتها ثمنًا للحلم بعالم أفضل ممكن.

وقبل أن تدفع الثمن باستشهادها كتبت رسالتها الأخيرة إلى أسرتها أنا في فلسطين منذ أسبوعين وساعة واحدة وتهرب منى الكلمات التي يمكنها وصف ما أشاهده، من الصعب على التفكير فيما يجرى هنا، ففي الوقت الذي أجلس فيه لكتابة رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لا أعرف إذا كان أي من الصبية هنا عاش في منزل لا توجد في جدرانه ثقوب ناجمة عن قصف قذائف الدبابات، أو بدون جدران واسلاك شائكة، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بتمشيطها بين الفينة والأخرى، رغم يقيني التام أن الصبية الصغار هنا يدركون أنه توجد أماكن يعيش فيها الناس بصورة أخرى. قبل وصولي بيومين إلى هنا قتلت دبابة إسرائيلية طفلاً عمرة ثمانية أعوام، ويهمس الأطفال باسمه علىيشيرون إلى صورته المعلقة على الجدران. ويحاول الأطفال هنا اختبار لغتى العربية المحدودة ويسألونني من شارون من بوش؟فأقول لهم بوش مجنون وشارون مجنونوبالطبع ليس هذا ما أعتقده أو أفكر فيه وأحاول أن أتعلم قول أن بوش مجرد أداةوعلى كل الأحوال يوجد هنا صبية لا تتجاوز أعمارهم الثامنة يدركون مسار التوجهات الدولية خصوصًا ما يتعلق باسرائيل، وأنا أعتقد أن أي عمل أكاديمي وأية قراءة وأية مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص أو روايات لم تكن لتسمح لي بادراك الواقع هنا، لا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهدوه بأنفسكم.

ابنتكم راشيل كوری

 

لورا جوردونفتاة أمريكية في العشرين من عمرها، وصلت إلى فلسطين في ديسمبر الماضي ضمن فريق من دعاة السلام لتسجل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، تتحرك في الأماكن الأكثر خطورة حتى أطلق عليها بعبع الجيش الإسرائيلي“.

وفي إحدى رسائلها إلى رفاقها قالت نحن الآن عرضة لإطلاق الرصاص علينا مثل الفلسطينيين. أعتقد أن الجنود الإسرائيليين لم يعودوا يفرقون بيننا وانتهت رسالتها قائلة : “نحن هنا من أجل السلام ومن هنا أقول اجعلوا العالم أفضل“.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي