الأمراض المنقولة جنسيًا
“الأمراض المنقولة جنسيًا تتحيز ضد النساء, والنساء يتحملن العبء الأكبر من هذه الأمراض“.
تعتبر النساء الجزء الأكبر من المصابين بالأمراض الجنسية، فالأمراض الجنسية تنتقل بسهولة من الرجل للمرأة وبصعوبة من المرأة للرجل, هذا يعني أن المرأة تصاب بسهولة بالغة بالمرض الجنسي أما الرجل فإصابته أصعب… لماذا ؟
ذلك ببساطة لأسباب تشريحية بيولوجية بين العضو التناسلي للأنثى والذكر. فبطانة المهبل أرق وأكثر حساسية من جلد العضو الذكري ، لذلك من السهل على الفيروسات والبكتيريا والجراثيم اختراقها والبقاء فيها، وعند الوصول الى هناك فإن البيئة الرطبة والدافئة تعتبر بيئة مثالية لتكاثر هذه البيكتريا / الفيروسات / الجراثيم، وبمجرد حصول العدوى يكون الضرر بمضاعفات وأكثر حدة على المرأة من الرجل.
وفى إطار ذلك سوف نستعرض فى الصفحات القادمة معلومات عن الأمراض المنقولة جنسيًا وعلاقتها بالنساء لدعم نشر ومشاركة المعرفة فيما يتعلق بأجسادهن والمحافظة على صحتهن وكيفية تجنب تلك الأمراض وتوضيح الأعراض وسُبل التعافى والشفاء.
تُنقل الأمراض المنقولة جنسيًا (STDs) – أو العدوى المنقولة جنسيا (STIs) – بشكل عام عن طريق:
-
الاتصال الجنسي
-
عن طريق الدم
-
عن طريق السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية وإفرازات الجسم الأخرى.
-
في بعض الأحيان, يُمكن أن تنتقل هذه العدوى بطريقة غير جنسية, مثل انتقالها من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل أو الولادة أو عن طريق نقل الدم أو مشاركة الإبر.
-
ملحوظة: لا تُسبب الأمراض المنقولة جنسيًّا أعراضًا دائمًا. يُمكن أن تنتقل الأمراض المنقولة جنسيًّا من أشخاص يَبْدُون بصحة جيدة وقد لا يكون لديهم علم بإصابتهم بالعدوى
يُمكن أن تُسبب الأمراض المنقولة جنسيًا أو العدوى المنقولة جنسيًا ظهور مجموعة من المُؤشِّرات والأعراض, ويُمكن كذلك ألا تُسبب أي أعراض. وهذا هو سبب احتمالية عدم ملاحظتها إلى حين حدوث المضاعفات أو تشخيص أحد الزوجين بها. تتضمَّن المُؤشِّرات والأعراض التي قد تُشير إلى الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا ما يلي:
-
ظهور تقرُّحات أو بثور على الأعضاء التناسلية أو الفم أو منطقة المستقيم
-
الشعور بألم أو حرقة أثناء التبول
-
إفرازات من القضيب
-
إفرازات مهبلية غير عادية أو ذات رائحة غريبة
-
نزيف مهبلي غير عادي
-
شعور بألم أثناء الجماع
-
تقرُّح العُقد اللمفاوية وتورُمها، خاصة في المنطقة الأربية “هي المنطقة بين البطن والفخذ على جانبي الجسم، وعلى جانبي منطقة العانة“
-
ألم أسفل البطن
-
حُمى
-
ظهور طفح جلدي على الجذع أو اليدين أو القدمين.
-
قد تظهر مُؤشِّرات المرض وأعراضه بعد بضعة أيام من التعرُّض للعدوى، أو قد يستغرق الأمر سنوات قبل ظهور أي مشكلات ملحوظة، وهذا يتوقف على الكائن الحي المسبب للمرض.
الأمراض المنقولة جنسيًا (STDs), أو العدوى المنقولة جنسيًا (STIs)، قد تنتج عن:
-
بكتيريا (داء السيلان، داء الزهري داء المندثرة)
-
الطفيليات “داء المشعرات“
-
فيروسات (فيروس الورم الحليمي البشري، الهربس التناسلي، فيروس نقص المناعة البشري)
عوامل الخطر
يُواجه أي شخص نشط جنسيًا خطورة التعرُّض للأمراض المنقولة جنسيًا (STD) أو العدوى المنقولة جنسيًا (STI) بدرجة معينة تتضمن العوامل التي تزيد من هذه الخطورة ما يلي:
-
الجنس غير الآمن (دون واقٍ). تزيد ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي مع شريك مصاب لا يرتدي واقيًا ذكريًا من اللاتكس, خطورة الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا زيادة كبيرة. كما يُمكن أيضًا للاستخدام غير السليم أو غير المستمر للواقي الذكري أن يزيد من خطر التعرض للإصابة.
-
قد يكون الجنس الفموي أقل خطرًا، ولكن تستمرُّ احتمالية انتقال العدوى في حال عدم استخدام واقٍ ذكري من اللاتكس أو الحواجز المطاطية الفموية – وهي عبارة عن قطعة مطاطية رقيقة ومربعة مصنوعة من اللاتكس أو السيليكون.
-
الاتصال الجنسي مع العديد من الشركاء كلما زاد عدد الأشخاص الذين تتصل جنسيًّا معهم, زاد تعرُّضك للخطر. “تعدد الشركاء“
-
لديك تاريخ للإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا إن إصابتك بأحد أنواع العدوى المنقولة جنسيًا تُسهل إصابتك بنوع آخر من أنواع العدوى المنقولة جنسيًا.
-
أي شخص أُجبر على ممارسة الجنس أو النَّشاط الجنسي. يمكن أن يكون التعرض للاغتصاب أو الاعتداء أمرًا صعبًا، لكن من المهم زيارة الطبيب في أسرع وقت ممكن حتى تتمكن من الخضوع للفحص والحصول على العلاج والدعم النفسي
-
تعاطي المُخدِّرات عن طريق الحقن. يُساعد مشاركة إبر الحقن على انتشار العديد من أنواع العدوى الخطيرة بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشري والتهاب الكبد B والتهاب الكبد C.
-
أن تكون يافعًا. تحدث نصف حالات الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا.
-
الانتقال من الأم للرضيع
-
بعض الأمراض المنقولة جنسيًّا – مثل السيلان وداء المندثرة، وفيروس نقص المناعة البشري وداء الزهري – قد يتم تمريرها من الأم المصابة لطفلها خلال الحمل أو الولادة والرضاعة الطبيعية. الأمراض المنقولة جنسيًّا في الرُّضّع قد تؤدي لمشاكل خطيرة أو حتى الوفاة. يجب فحص جميع النساء الحوامل بحثًا عن تلك الأنواع من العدوى وعلاجها.
نظرًا لأن العديد من الأشخاص لا يشعرون بأي أعراض في المراحل المبكرة من الأمراض المنقولة جنسيًّا أو العدوى المنقولة جنسيًّا، فإن إجراء الفحص من أجل الكشف عن الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًّا يعد أمرًا ضروريًا في الوقاية من المضاعفات.
تتضمن المضاعفات المحتملة ما يلي:
-
* ألم الحوض
-
* مضاعفات أثناء الحمل
-
* التهاب العين
-
التهاب المفاصل
-
مرض التهاب الحوض
-
العقم
-
أمراض القلب
-
بعض أنواع السرطان، مثل سرطان عنق الرحم وسرطان المستقيم المرتبطين بفيروس الورم الحليمي البشري
يوجد العديد من الطرق للوقاية من خطورة تعرضك للأمراض المنقولة جنسيًا أو العدوى المنقولة جنسيًا أو تقليلها.
-
البقاء مع شريك واحد غير مصاب بالعدوى تتمثل إحدى الطرق الموثوقة الأخرى للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًّا في البقاء في علاقة جنسية طويلة المدى أحادية بشكل متبادل حيث يمارس كلا الشخصين الجنس مع بعضهما البعض فقط وكلا الشريكين غير مصابين بالعدوى.
-
تجنبى الجماع المهبلي والشرجي مع شركاء جدد حتى يُجرى لكل منكما اختبار للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًّا. يعد الجنس الفموي أقل خطورة, ولكن ينبغي استخدام واقٍ مطاطي أو الحواجز المطاطية الفموية للوقاية من التلامس المباشر (الجلد بالجلد) بين الفم والغشاء المخاطي التناسلي.
-
تلقي التطعيمات. إن الحصول على اللقاحات مبكرًا، قبل ممارسة الجنس, من الأمور الفعالة أيضًا في الوقاية من أنواع محددة من الأمراض المنقولة جنسيًّا. اللقاحات متاحة للوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد A والتهاب الكبد .B .
-
يُوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإعطاء لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات والفتيان في عمر 11 و12 عامًا. إذا لم يتلقوا لقاحاتهم بالكامل في عمر 11 و12 عامًا، فإن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) يوصي بحصول الفتيات والسيدات على اللقاح حتى عمر 26 عامًا وحصول الصبيان والرجال على اللقاح حتى عمر 26 عامًا.
-
عادة ما يُعطى لقاح التهاب الكبد B إلى حديثي الولادة ويُنصح بإعطاء لقاح التهاب الكبد A للأطفال البالغين عامًا واحدًا يُنصح بكلا اللقاحين للأشخاص الذين ليس لديهم مناعة بالفعل ضد هذه الأمراض وللأشخاص الأكثر عرضةً للعدوى.
-
استخدمى الواقيات والحواجز المطاطية الفموية دائمًا وبشكل صحيح. واقيًا مطاطيّا أو حاجزًا مطاطيًّا فمويًا جديدًا في كل مرة من مرات الجماع، سواء كان عن طريق الفم أو المهبل أو الشرج. لا تستخدمى أبدًا المزلقات الزيتية، مثل هُلام النقط (الفازلين)، مع الواقيات المطاطية أو الحواجز المطاطية الفموية. ا
-
الواقيات تقلص من مخاطر تعرُّضك لمعظم الأمراض المنقولة جنسيًّا، إلا إنها توفر حماية أقل من للأمراض المنقولة جنسيًا التي تتضمن قرحًا تناسلية مكشوفة. مثل فيروس الورم الحليمي البشري أو الهربس. لا تحمي أيضًا أنواع وسائل منع الحمل غير الحاجزة، مثل حبوب تنظيم النسل (حبوب منع الحمل الفموية) أو اللولب الرحمي, من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا.
-
عدم الإفراط في تناول المشروبات الكحولية أو تعاطي المخدرات. إذا كنتي تحت تأثير تلك المواد، فمن الأرجح أن تعرض نفسك لخطورة جنسية.
-
التواصل قبل أي اتصال جنسي، تحدثى مع شريكك / شريكتك عن ممارسة الجنس الأكثر أمانًا. تأكدى من موافقته / ا بالتحديد على الأنشطة المقبولة وغير مقبولة.
-
خُذْى في اعتبارك العلاج الوقائي قبل التعرض لفيروس نقص المناعة البشري (PrEP). وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الأدوية المركبة (تروفادا) و (ديسكوفي) لتقليص خطورة عدوى فيروس نقص المناعة البشري المنقول جنسيًا لدى الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة.
-
يجب تناول هذه الأدوية يوميًا على النحو الموصوف تمامًا. إذا كنتى تستخدمى تروفادا يوميًا، يمكنك تقليل خطورة إصابتك بفيروس نقص المناعة البشري عن طرق الجنس بنسبة تتجاوز 90%. يمكن أن يقلل استخدام وسائل وقاية إضافية, مثل الواقيات, من خطورة إصابتك بدرجة أكبر. استمرى في ممارسة الجنس الآمن للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا.
في الجزء القادم من الدليل سنتحدث عن الامراض المنقوله جنسيًا تفصيليًا