التحيز الجنساني في الرعاية الصحية بعد تغير المناخ

التحيز الجنساني في الرعاية الصحية بعد تغير المناخ

المقدمة

الكرة الأرضية هي كوكب تُغلّفه المسطحات المائية، والتضاريس الجيولوجية المختلفة من جبال وهضاب وسهول، تتنوع بها المظاهر الحيوية من حيوانات ونباتات وبكتيريا، والانسان أيضًا.

يحيط بالكرة الأرضيّة الغلاف الجوي الذي يمد الكائنات الحيّة بغاز الأكسجين، وهو غاز مهم جداً للقيام بالعمليات الحيوية، فهو الذي تتنفسه الكائنات الحية لكي تستطيع البقاء على قيد الحياة، وكذلك يحتوي الغلاف الجوي غاز ثاني أكسيد الكربون الذي له أهمية شديدة في الحفاظ على دفء الأرض وحمايتها من التقلبات الحرارية.

في القرن الأخير ومنذ بداية الثورة الصناعية، تغيرت محتويات الغلاف الجوي للأرض، مغيرة حبكة قصتنا نحن البشر قاطني تلك الأرض.

مر ثلاثون عام على اتفاقية الأمم المتحدة الطارئة بشأن تغير المناخ“. كان هناك العديد من التحذيرات من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريشوالعديد من المنظمات البيئية حول العالم، من تداعيات عدم التزام العديد من الدول بتعهداتها بالعمل على انخفاض الإنبعاثات. وعقب انتهاء المؤتمر أصدر جوتيريشبياناً بعنوان الكارثه المناخية لا تزال ماثلةأوضح فيه أن النصوص التي تم تبنيها هي مجرد تسوية تعكس المصالح والوضع والتناقضات وحال الإرادة السياسية الراهنة في العالم، مبديًا أسفه لأن الإرادة السياسية المشتركة لم تكن كافية لتجاوز التناقضات العميقة.

ربما يكون السؤال الأكثر إلحاحاً الآن هو: ما أسباب عدم تحقيق إنجازات ملموسة في مكافحة أزمة المناخ؟.. والتي يمكن محورها في مفهوم واضح وهو غياب منهج العدالة المناخيةفي تنفيذ الدول لتعهداتها في الاتفاقيات المختلفة لمكافحة تغير المناخ.

ومن شأن تطبيق منهج العدالة المناخية يجب وضع معايير حقوق الإنسان كركيزة أساسية للتدابير والإجراءات التي يجب أن تتبعها الدولة لمكافحة الأزمة، مثل العمل على تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية للمئات الهشة (النساء، السكان الأصليون، ذوو الإعاقة، الأقليات الجنسية) باعتبارهم الفئات الأكثر تضررًا من التغيرات المناخية عبر إشراكهم في صنع القرارات والإجراءات المتعلقة بمعالجة أزمة المناخ.

وعلى العكس من ذلك فإن الإجراءات التي تتخذها الدول في مكافحة تغير المناح تضع في المقام الأول مصلحة النظام الرأسمالي العالمي كأولوية، رافعة شعار الأرباح قبل الإنسان، فالحد من الانبعاثات التي تتسبب فيها الدول الصناعية الكبرى المهيمنة على الاقتصاد العالمي يضع على عاتقها المسئولية الأكبر في التدابير المتبعة للحد من الانبعاثات، وهو الوضع الذي يجب أن يضع حداً لسياسات الاستنزاف الممارس من قبل الرأسمالية العالمية للموارد على كوكب الأرض، والانتقال الهيكلي إلى سياسات التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين والمواطنات والعمل على تحقيق المساواة بين جميع الفئات المجتمعية لمواجهة تداعيات أزمة تغير المناخ، وليكن شعار الدول الكبرى الآنالإنسان قبل الأرباحمما يحافظ على كوكب بالألوان لكل الألوان التي تعيش عليه. ومن أمثلة عدم العدالة المناخية، مصر التي بالرغم أنها إحدى الدول الأقل إصداراً للانبعاثات الكربونية ( 1.6%) إلا أنها تعد من أكثر الدول عرضة لتداعيات أزمة المناخ، فهي معرضة لمجموعة كبيرة من الاضطرابات البيئية مثل نقص الترسيب، زيادة الحفاف، وموجات الحرارة. التغيرات في نسب تدفق مياه النيل، تسرب المياه المالحة إلى الأراضي الزراعية، فلة التنوع في المحاصيل الزراعية، قلة مصايد الأسماك، فقدان الشعاب المرجانية“. ورغم خطورة تلك الاضطرابات على الجميع إلا أن خطورتها تكون أكثر تأثيراً على الفئات الهشة ومحدودي الدخل نتيجة عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، فالتغير المناخي يؤثر على جميع البشر ولكن الضرر يكون مضاعفًا على الفئات المهمشة، وبشكل خاص على النساء العاملات في القطاع غير المنظم مثل عاملات المنازل، العاملات في الزراعة البحتة، البائعات المتحولات، العاملات في الرعاية الأسرية بدون أجر، كما تتحمل النساء خلال الأزمات المناخية العبء الأكثر في الأعمال المنزلية وتأمين متطلبات الحياة اليومية. كما تتأثر النساء أيضًا بالأخطار الصحية للتغير المناخي، إذ تواجه النساء الحوامل خطراً أكبر بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء على صحة الأم والجنين.

كما كشفت جائحة كوفيد 19 عن أزمات الأقليات الجنسية والتي تزداد أوضاعها سوءاً بسبب التغيرات المناخية، فالعبارات جنسياً على سبيل المثال لديهن أزمة في حصولهن على فرصة عمل ومسكن لائق واستقلال مالي يحميهن من العنف الأسري والاجتماعي الممارس ضدهن، والتي تزداد في مثل هذه الأوضاع.

وللأسف الشديد لا توجد سياسة مستقبلية واضحة حول تمكين الفئات المهمشة، خاصة من النساء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، لمعالجة أزمة البطالة والتهجير من المناطق الساحلية المعرضة لخطر الإغراق، وكذلك المناطق المعرضة للتصحر نتيجة نقص المياه، وسط غياب مشاركة تلك الفئات في صنع السياسات والتدابير لمواجهة التغيرات المناحية والتكيف معها.

لذلك قررت مجموعة من منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات العامة والنشطاء إطلاق المبادرة الشعبية عالم بالألوانمن أجل الخروج (من خلال المشاركة الشعبية) بمقترح وثيقة سياسات التمكين الاقتصادي للنساء في مواجهة أزمة تغير المناخ، تلك الوثيقة التي سوف تحتوي على عدد من السياسات والتدابير المتعلقة بالعدالة المناخية للنساء من أجل تمكينهن على المستويين الاقتصادي والاجتماعي كجزء لا يتجزأ من تدابير التكيف مع التغيرات المناخية.

تعريف التغير المناخي

يمكن تعريف التغير المناخي كظاهرة زيادة متوسط درجة حرارة كوكب الأرض تدريجيًا بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة كثانى أكسيد الكربون والميثان وبخار الماء.

إن هذه الزيادة يمكن أن تكون لأسباب طبيعية أو أسباب أنثروبولوجية أي متعلقة بالنشاط البشري.

إن غازات الإحتباس الحراري تلعب دوراً هاماً في حفظ درجة حرارة الكوكب عن طريق منع تسرب الحرارة المكتسبة من الشمس إلى الفضاء الخارجي.

أما مصطلح الاحتباس الحرارى فيقصد به تلك الزيادة فى متوسط درجة حرارة الأرض لأسباب أنثروبولوجية.

هذه الأسباب الأنثروبولوجية بدأت خلال القرنين المنصرمين كنتيجة للثورة الصناعية التي استوجبت إنتاج المزيد من الطاقة.

منذ ذلك الوقت وحتى الآن فإن مئات الأطنان من الغازات الدفيئة تضاف إلى الغلاف الجوي الخاص بكوكب الأرض كنتيجة للإعتماد على الوقود الأحفوري كمصدر أساسي للطاقة1.

الجهود العالمية للحد من التغير المناخي

في عام 1987 تم توقيع اتفاق مونتريال بكندا بتوقيع الــ 198 عضوًا بالأمم المتحدة آنذاك حيث اتفقوا على تبني سياسات تنظم إنتاج واستهلاك مئة مادة مستنفدة لطبقة الأوزون2.

في عام 1994 تم توقيع اتفاقية باريس وسميت باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، تحظى هذه الاتفاقية اليوم بتأييد شبه عالمى حيث وصل عدد الموقعين عليها إلى 197 عضوًا من أعضاء الأمم المتحدة3.

جاء في هذه الاتفاقية إعتراف الأعضاء الموقعين على أن تغيير المناخ وآثاره الضارة يعتبر شاغلاً مشتركًا لكل الأمم وأن هذه الأخطار بطابعها العالمى تتطلب أقصى ما يمكن من تعاون دولي وفقًا لمسؤوليتها المشتركة ووفقًا لقدرات كلاً منها وظروفها الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.

قدمت هذه الاتفاقية الى تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة فى الغلاف الجوي عند معدلات تمنع تدخل الإنسان في النظام المناخى فى فترة تمكن النظام الإيكولوجي من التكيف مع تغير المناخ وبصورة لا تضر إنتاج الغذاء وتسمح بالتنمية الاقتصادية على نحو مستدام4.

منذ عام 1994 وحتى الآن يقام مؤتمرًا للمناخ بشكل سنوى حيث تجتمع الدول الموقعة على اتفاق باريس لإجراء مباحات من شأنها متابعة ما تم إنجازه خلال العام المنصرم والتعرف على التحديات الحديدة التي تواجهنا فى مواجهة هذا الخطر المحدق.

جاء آخرهم بنسخته السادس والعشرين في العام الماضي 2021 في جلاسجو باسكتلندا ذكر فيها أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة:

أن النصوص المعتمدة ما هى إلا حل إنها تعكس المصالح والظروف والتناقضات وحالة الإرادة السياسية في العالم اليوم. إنهم يتخذون خطوات مهمة. ولكن لسوء الحظ لم تكن الإرادة السياسية الجماعية كافية للتغلب على بعض التناقضات العميقة“.

لا تزال تخفيضات انبعاث الغازات الدفيئة غير كافية للحفاظ على مناخ صالح للعيش5.

سيقام مؤتمر المناخ 27 COP القادم في مدينة شرم الشيخ بمصر نوفمبر 2022 لاستكمال ما بدأ في المؤتمرات السابقة.

الآثار المترتبة على التغير المناخي

الأثر على الغذاء

الأثر على الزراعة

تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على صحة النبات والحيوان والمزارعين، وتزيد من حدة الآفات وتقلل من إمدادات المياه مما يزيد من مخاطر تزايد الجفاف وتدهور الأراضي

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة في تركيزات غاز الأوزون الذي يعد ضارًا لجميع النباتات إلا أن فول الصويا والقمح والشوفان والفاصوليا الخضراء والفلفل وبعض أنواع القطن معرضة للخطر بشكل خاص

سيؤثر التغير المناخي أيضًا سلبًا على الجودة الغذائية لبعض الأطعمة، ولا سيما محتوى البروتين والمغذيات الدقيقة من الحديد والزنك والنحاس واليود والسيلينيوم6.

الأثر على صيد الأسماك

سيؤثر التغير المناخى على خصائص البحار والمحيطات كدرجة حرارة المياه و ملوحتها ونسبب الأكسجين بها على أعداد الاسماك المتاحة للصيد وأنواعها وانتشارها في البحار والمحيطات7.

الأثر على تربية الحيوانات

يعتمد الإنسان على الحيوان كمصدر هام للغذاء سيؤدي تغير المناخ إلى زيادة التقلبات في درجات الحرارة وهطول الأمطار في المراعي، مما يؤثر على خدمات النظام البيئي بما في ذلك رعي الماشية

يؤثر ارتفاع درجات الحرارة سلبًا على صحة الحيوان واصابته بالأمراض ذات العائل الوسيط التي تزدهر فى درجات الحرارة المرتفعة

سوف يؤثر تغيير المناخ على أسعار جودة ع1اء الحيوانات والدواجن حيث أن أعلافها تتكون من محاصيل مزروعة على الأغلب وقد أسلفنا الذكر عن الآثار المترتبة على الزراعات المختلفة ومنها تلك المحاصيل8

الآثار البيئية

تتعرض ثلث الى خمس الكائنات الحية إلى خطر الانقراض إثر زيادة درجة الحرارة من 1.5 إلى 2.5 درجة سليزيوس9.

يمثل تغيير المناخ تهديداً على البيئات النادرة الهشة مثل الأراضي الرطبة الساحلية والمستنقعات المالحة ومستنقعات المانجروف والتي تعد موطنًا للعديد من الأنواع النادرة مهددة بارتفاع مستوى سطح البحر10.

من المتوقع أن يتجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 500 جزء في المليون وأن ترتفع درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين على الأقل بحلول عام 2050 إلى 2100. وهي قيم تتجاوز بشكل كبير تلك التى كانت موجودة على الأقل في 420.000 سنة الماضية والتي تطورت خلالها معظم الكائنات البحرية الموجودة، في ظل الظروف المتوقعة في القرن الحادي والعشرين، سيؤدى الاحترار العالمى وتحمض المحيطات إلى الإضرار بتراكم الكربونات، مع تزايد ندرة الشعاب المرجانية في أنظمة الشعاب المرجانية.

وستكون النتيجة مجتمعات شعاب أقل تنوعًا وهياكل شعاب كربونية لا يتم صيانتها. يؤدى تغير المناخ أيضًا إلى تفاقم الضغوط المحلية من تدهور جودة المياه والاستغلال المفرط للأنواع الرئيسية، مما يدفع الشعاب المرجانية بشكل متزايد نحو نقطة التحول للانهيار الوظيفي11.

الآثار على مصادر المياه

ستؤدي أنماط هطول الأمطار المتغيرة إلى زيادة ندرة المياه وما يرتبط بها من إجهاد وجفاف المحاصيل.

توقع زيادة بنسبة 10 إلى 40 في المائة فى متوسط جريان الأنهار وتوافر المياه في خطوط العرض العليا وفي بعض المناطق الرطبة فى المناطق المدارية، بينما من المتوقع حدوث انخفاض مماثل في الحجم فى أجزاء أخرى في المناطق المدارية، وفي المناطق الجافة من المناطق شبه الاستوائية، ولا سيما في فصل الصيف مما يعرض بعض تلك المناطق إلى خطر الحفاف مثل مثل الساحل الأفريقى، وغرب أمريكا الشمالية، وجنوب إفريقيا، وغرب أستراليا12.

الآثار الاجتماعية

من المحتمل أن تتأثر المجتمعات والدول الفقيرة بسبب قدراتها المحددة على التكيف السريع مع المتغيرات والتحديات التي تواجهها خصوصًا تلك المتعلقة بالتكدس في مناطق معرضة للجفاف والفيضانات المستمرة.

مقدمة

يؤثر تغير المناخ بشكل مباشر على صحة الإنسان وممارسة مهنة الطب مما يهدد استقرار أنظمة الرعاية الصحية.

التغيير في مناخ العالم سيكون واسع النطاق، وله عواقب وخيمة على صحة الإنسان، معظم الآثار الصحية المتوقعة هي معدلات متزايدة من الأمراض والوفاة لأسباب مألوفة. ومع ذلك، يشير تقييم النتائج الصحية المستقبلية إلى الظروف المناحية والبيئية التي لم تواجهها من قبل مثل هذه الظروف، وبالتزامن مع التغيرات البيئية العالمية الأخرى التي تحدث الآن (على سبيل المثال، إزاله الغابات) قد يزيد أيضًا من احتمالية النتائج الصحية الغير معروفة مسبقًا، بما في ذلك ظهور أمراض جديدة 13.

يؤثر تغير المناخ على الصحة لعدة أسباب منها المباشر وغير المباشر كما هو موضح في الصورة التالية:

يمكن أن تكون أزمة المناخ عاملاً في حالات الطوارئ والتي تنقسم إلى عوامل بطيئة الظهور وعوامل سريعة الظهور.

حالات الطوارئ سريعة الظهور تكون مفاجئة ومرتبطة بحدث واحد وخطير، مثل الفيضانات، الأعاصير أو حرائق الغابات.

حالات الطوارئ بطيئة الظهور تتطور تدريجيًا بمرور الوقت، وغالبًا ما يعتمد على التقاء أحداث مختلفة، من الأمثلة على ذلك حالات الجفاف، التصحر، وارتفاع مستوى سطح البحر14

من المتوقع أن تتأثر كل المجتمعات السكانية بتغير المناخ والذي سيؤثر حتمًا على المتطلبات الأساسية للحفاظ على الصحةالهواء النظيف، الماء والغذاء والمأوى.

يوجد الكثير من العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تتداخل مع تغير المناخ مثل: العمر والجنس والعرق والوضع الاجتماعي والاقتصادي والحالة الصحية والتعذية والسكن والوصول إلى البنية التحتية والمياه النظيفة، والوصول إلى الرعاية الصحية الفعالة والنظام البيئي والممارسات الزراعية والحيوانية.

التقدم الذي أحرزه المجتمع الصحي العالمي ضد الأمراض الحساسة للمناخ مثل الملاريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض المنقولة بيئيا يمكن أن يتراجع.

ومن المحتمل أن يؤدى عبء المرض الناتج عن ذلك إلى تأثير أكبر على مجموعات معينة معرضة للخطر أكثر من غيرها.

من المتوقع أن يؤدى تغير المناخ إلى تدهور الصحة وزيادة التفاوتات داخل البلدان وفيما بينها مما يمثل مزيدًا من الضغط على الفئات الأكثر فقراً وضعفاً من أي مجموعة سكانية 15.

تعبير كبار السن شريحة سريعة النمو من السكان، وهم معرضون بشكل خاص للآثار الصحية لتغير المناح وتلوث الهواء الناتج عن الغازات الناجمة عن استخدام الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة. تؤدى العوامل الفسيولوجية والاجتماعية الخاصة بهم، بما في ذلك ارتفاع معدل انتشار الأمراض المزمنة واستخدام الأدوية المتعددة والشبكات الاجتماعية الأصغر، للآثار السيئة على صحتهم، بما في ذلك الموت، من موجات الحرارة العنيفة، والطقس القاسي الناتج عن المناخ، وتلوث الهواء، والأمراض المعدية الحساسة للمناخ 16.

الأجنة والرضع والأطفال والمراهقون معرضون بشكل خاص للآثار الصحية السلبية لتغير المناخ وتلوث الهواء بسبب الغازات الناجمة عن احتراق الوقود الأحفوري؛ يعاني الأطفال دون سن الخامسة من العبء الصحى العالمى الناجم عن تغير المناخ.

نظرًا للأنماط السلوكية وطبيعة الجسم المختلفة، يتعرض الأطفال للإصابة بالمضاعفات أكثر من غيرهم. على سبيل المثال، الأطفال معرضون شكل كبير لخطر الإصابة بالأمراض من الحرارة، وملوثات الهواء، والطقس القاسي، ومسببات الأمراض ذات العائل الوسيط17.

من المتوقع أنه بحلول عام 2030 ستزداد الحالات المصابة بمرض الإسهال التى لما كانت لتحدث لولا تغير المناخ بنسبة 10% وأنها سوف تؤثر فى المقام الأول على صحة الأطفال الصغار، كما سيعانى أطفال أكثر من الأمراض الأخرى مثل سوء التغذية وضعف النمو وتأخر الإدراك 18.

اعتبارًا من عام 2000 سيعانى حوالى 768,000 ای 1586.5 لكل مليون من السكان من الموت المبكر في إقليم شرق المتوسط طبقًا لمنظمة الصحة العالمية19، نتيجة تغير المناخ وتضمن الأسباب نسب متزايدة من الإسهال والأمراض ذات العائل الوسيط وسوء التغذية والإصابات الناجمة عن الكوارث الطبيعية.

تغير المناخ وانتقال الأمراض ذات العائل الوسيط

من المتوقع أن تزيد درجات الحرارة بنسبة 1.8 إلى 5.8 درجة مئوية أخرى بنهاية هذا القرن. ستتغير دورة المياة حتمًا، لأن الهواء الأكثر دفئًا يمكن أن يحتفظ بمزيد من الرطوبة من الهواء البارد.

بعض المناطق الجغرافية سوف يزداد بها معدل هطول الأمطار، وبعضها سيكون أكثر جفافًا، وستشتد أحداث الطقس بما فى ذلك موجات الحرارة العالية ومن المتوقع أن تصبح العواصف أكثر شيوعًا.

كما أن تغير أنماط هطول الأمطار سيكون له عبء كبير على الأمراض المعدية التي تنقل بواسطة الحشرات أو من خلال المياه الملوثة.

تميل الحشرات الناقلة إلى أن تكون أكثر نشاطًا في درجات حرارة أعلى. على سبيل المثال، البعوض الإستوائي مثل الانوفليس anopheles, الناقلة للملاريا، تتطلب درجات حرارة أعلى من 16 درجة مئوية لإكمال دورة حياتهم.

أوبئة الملاريا تميل إلى الحدوث أثناء هطول الأمطار حيث أن جزء من دورة انتقالها يكون في عائل مائي، فالبعوض يزدهر عادة قرب المناطق المائية حيث تضع بيضها في أوعية مملوءة بالماء.

هطول الأمطار والفيضانات الزائدة يتسببون في انتشار أوبئة الأمراض المعدية التي تنقلها المياه بسبب سوء الصرف الصحي الناتج عن الجريان السطحي من غمر خطوط الصرف الصحي أو تلوث المياه بالماشية.

مثل وباء الاسهال عام 1993 بسبب cryptosporidium في ميلووكي بعد هطول أمطار الربيع الغزيرة.

على النقيض من الأمراض التي تزيد أثناء مواسم الأمطار الشديدة في أوقات الجفاف تنتشر الأوبئة المنقولة بالبعوض مثل عدوى فيروس غرب النيل.

هذا يحدث لأن البعوض والطيور (العوائل الأساسية للفيروس) يعيشون على مقربة من مصادر المياه مما يعزز انتقال الفيروس.

كذلك فإن الأمراض التي تنتقل من المياه الملوثة تتأثر بشدة بالمناخ.

تؤدي ندرة المياه في أوقات الجفاف إلى سوء الصرف الصحي، ولا يستطيع السكان الوصول إلى مصادر مياه نظيفة، مثل وباء الكوليرا فى شمال كينيا في أعقاب الجفاف الشديد في 2010 20.

هناك بعض الأبحاث التي تشير على نطاق واسع إلى أن تغير المناخ تسبب في إدخال بعض الأمراض المعدية في مناطق جغرافية لم توجد بها من قبل، على سبيل المثال انتشار الملاريا في مناطق المرتفعات في شرق أفريقيا، حدث هذا الانتشار لأن الطقس كان أكثر دفئًا ورطوبة أكثر من المعتاد، ونتج عنه ارتفاع معدلات المرض والوفاة، بسبب وصول المرض إلى مجموعات سكانية كبيرة لم تصاب به من قبل.

تأثير التغير المناخي على أجهزة الجسم المختلفة21

يسبب التغير المناخي ظهور أعراض بالجهاز التنفسي وتتفاقم الأمراض الموجودة بالفعل للعديد من الأسباب المرتبطة بالمناخ، بما في ذلك التعرض لدخان حرائق الغابات، والحرارة الشديدة، وزيادة مستوى الأوزون الأرضي.

شهدت إندونيسيا والبرازيل انتشارًا واسعًا لأمراض الجهاز التنفسي بسبب الضباب الخارج عن السيطرة الناتج من حرق الغابات الاستوائية في 1997 / 1998 22.

يؤدي تلوث الهواء الناتج عن حرق الوقود الأحفوري إلى زيادة انتشار الربو وأزماته الحادة. يزيد إنتاج حبوب اللقاح وتطول مواسمه فتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الحساسية وتؤدي إلى تفاقم أمراض الرئة.

يؤثر تغير المناخ على القلب والأوعية الدموية بشكل مباشر، حيث يؤدي تغير المناخ إلى تغير تسب الغازات الضارة في الهواء وتلوثه، وهو خطر رئيسي لأمراض القلب.

نتيحة تعرض الإنسان الى جسيمات يبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرومتر يزداد خطر دخول المريض المستشفى والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية؛ بسبب تأثير تلك الجسيمات على وظيفة البطانة الداخلية للقلب والتجلط وآداء الأوعية الدموية وتصلب الشرايين.

يؤدي التعرض للجسيمات تلوث الهواء من حرق الوقود الأحفوري والعمليات الصناعية إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

التوزيع الجغرافي والزمني للأمراض ذات العائل الوسيط بسبب تغير المناخ والحرارة الشديدة يضاعف خطر الأمراض العصبية، بما في ذلك الضعف الإدراكى واضطرابات الحركة وأمراض الأوعية الدموية الدماغية كما أن للأمراض المرتبطة بالمياه والحساسة للمناخ، مثل تسمم الأسماك والمحار، أعراض عصبية.

يتعرض الإنسان الى تهديد وجودى بسبب تغير المناخ مما يؤثر على الصحة العقلية، والتعرض لآثار الظواهر الجوية شديدة القسوة يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية.

قد تكون هذه التأثيرات قصيرة المدى، مثل القلق أو الضيق كرد فعل لحدث ما، أو قد تؤدي إلى حالات طويلة الأمد مثل اضطراب ما بعد الصدمة.

ترتبط الحرارة الشديدة بزيادة مخاطر تفاقم بعض الأمراض العقلية، ويمكن أن تتداخل بعض الأدوية ذات التأثير النفسي مع التنظيم الحراري للجسم والبيئة وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.

يتسبب النزوح القسري والنزاع العنيف الناتجين عن التغير المناخي وآثاره على البيئة في عبء كبير من مشاكل الصحة النفسية على مستوى العالم.

بالإضافة إلى ذلك، تم ربط الإجهاد النفسي الناجم عن التعرض لتغير المناخ بنتائج الحمل السلبية. كما تم ربط بعض الأمراض ذات العائل الوسيط (مثل فيروس زيكا) بمخاطر إضافية على نمو الأجنة حيث يزداد نطاق التعرض ولمدته لتلك الامراض نتيجة لتغير المناخ.

يزيد تغير المناخ من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمى من الأمراض ذات العائل الوسيط المائي؛ غالبية مسببات تلك الأمراض حساسة للمناخ.

ترتبط درجات الحرارة المحيطة المرتفعة بمخاطر أعلى لانتشار السالمونيلا والكامبيلوباكتر.

يمكن أن تؤدي أحداث هطول الأمطار الشديدة إلى تلوث مياه الشرب وغيرها من المسطحات المائية، مما قد يؤدى إلى زيادة التعرض لمسببات الأمراض المسببة لأمراض الجهاز الهضمي.

يمكن أن تسبب تكاثر الطحالب الضارة مثل البكتيريا الزرقاء إلى الاصابة بالتهابات شديدة في الجهاز الهضمي.

تم ربط زيادة درجات الحرارة بالفشل الكلوى، واختلال توازن المعادن في الجسم، وحصى الكلى.

يمكن أن تتداخل الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للرعاية الصحية من أحداث الطقس المتطرفة مع توصيل غسيل الكلى للمرضى الذين يعانون من مرض الكلى في مراحله المتقدمة.

يؤدي التغير المناخي إلى زيادة الأحداث المناخية القاسية، مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغايات، مؤديًا إلى إصابات جسدية حادة تتراوح من الكسور الطفيفة إلى إصابات السحق واستنشاق الدخان.

يؤدي انعدام الأمن السكني والنزوح الجماعي من مثل هذه الأحداث الكارثية إلى زيادة تهديد السلامة الجسدية.

هناك أيضًا ارتباط بين الحرارة الشديدة وزيادة العدوان والعنف، على الصعيد العالمي، تساهم تأثيرات تغير المناخ في النزاعات العنيفة والهجرة القسرية.

تؤثر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على تغدية الإنسان من خلال تغيير النظم المناخية التي تؤثر على إنتاج الغذاء وتقليل الكثافة الغذائية للمحاصيل الغذائية.

تؤثر التقلبات في درجات الحرارة وهطول الأمطار على توقيت وكمية وجوده غلة المحاصيل.

يقلل ثاني أكسيد الكربون المرتفع في الغلاف الجوي من مستويات البروتين والزنك والحديد في النبات، مما يؤدى إلى زيادة انتشار وشدة نقص التغذية، لا سيما فى المجتمعات التي تعتمد بشكل أساسي على النظم الغذائية النباتية كمصدر للتغذية.

أن درجات الحرارة المرتفعة واستنفاد طبقة الأوزون المستمر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، بما في ذلك سرطان الجلد الخبيث. العديد من الأمراض ذات العائل الوسيط لها أعراض أو وسائل نقل عن طريق الجلد، ويتسع نطاق ومدة مخاطر الإصابة بتلك الأمراض مع التغيرات في هطول الأمطار ودرجة الحرارة. يرتبط زيادة درجة حرارة المحيطات، وارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة شدة الطقس الحاد والفيضانات بالأمراض المنقولة بالمياه مع الأمراض الجلدية مثل الضمة والتعرض للطحالب الضارة.

آثار تغير المناخ على النظم الصحية

يؤثر تغير المناخ على النظم الصحية نتيجة لعدة عوامل منها: الموارد المالية، البنية التحتية للمدن، التمويل الفيدرالي والحكومي، قدرة الصحة العامة، خدمات الطوارئ، أنظمة التحذير، مرونة شبكة الطاقة، تغيير النظام البيئي

الصحة العامة

يهدد تغير المناخ بتقويض البنية التحتية للصحة العامة والإنجازات الصحية العالمية. على سبيل المثال، تخلق عواقب تغير المناخ مثل تكثيف الطقس المتطرف، وزيادة ندرة الغذاء والمياه النظيفة، والهجرة القسرية تحديات في الحفاظ على مراقبة الصحة العامة وغيرها من المبادرات الحاسمة لصحة المجتمعات.

التكاليف

تقدر التكاليف الصحية العالمية السنوية المتعلقة بتغير المناخ وتلوث الهواء الناتج عن الوقود الأحموري بحوالي تريليونات الدولارات، حتى بدون الأخذ في الحسبان العديد من عواقب تغير المناخ.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لحدث واحد من أحداث الطقس العنيفة أن يكلف النظام الصحي الفردى مليارات الدولارات.

ستستمر التكاليف في الزيادة بالنسبة إلى دافعي الضرائب الذين ستصبح ظروفهم الصحية أكثر شيوعًا مع الاضطرابات المناخية وكذلك المستشفيات وغيرها من مرافق الرعاية الصحية التي تدير عواقب الظواهر الجوية المتطرفة.

الخدمات المقدمة

من المتوقع أن يكون لمسارات التعرض لتغير المناخ، مع عواقبها الواسعة على صحة الإنسان، تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية، مع تباين التوزيعات الجغرافية والزمنية، إن الآثار المترتبة على هذه المعرفة، والتي لا تزال تظهر، مهمة لتخصيص الموارد، مثل التوظيف المهني الصحي، وبناء أنظمة رعاية صحية ديناميكية ومرنة.

الاضطرابات في تقديم الخدمة الصحية

مع اشتداد الطقس المتطرف مع تغير المناخ، تتعرض مرافق الرعاية الصحية بشكل متزايد إلى اضطرابات فى قدرتها على توفير الرعاية لمرضاهم ومجتمعاتهم. قد تنجم الاضطرابات عن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المادية وشبكات الطاقة وسلاسل التوريد والاتصالات والنقل وإمدادات المياه، من بين الضروريات الأخرى.

التأثيرات المتباينة لتغير المناخ على الأفراد

تختلف جميع الأجناس فى احتياجاتهم، وتصوراتهم، ومواقفهم، ومدى تعرضهم لآثار تغير المناخ، هذا الاختلاف صحيح بشكل ملحوظ لكيفية تأثير تغير المناخ على الصحة، على الرغم من أن بعض المنظمات الحكومية وغير الحكومية بدأت فى معالجة عدم المساواة في آثار تغير المناخ على أساس الجنس، على الصعيد العالمى فإن الجهود قليلة جدًا وفشلت في التعرف على تأثير التحيزات الجنسانية على الصحة.

يشير مصطلح النوع الاجتماعىإلى المركبات الاجتماعية من المعايير والقيم والأدوار والعلاقات التي تعتبر مناسبة للرجال والنساء والفتيان والفتيات. النوع الاجتماعي يحدد ما هو مسموح به وما هو متوقع من رجل وامرأة في سياق معين.

تؤدى الأدوار والعلاقات المميزة إلى اختلافات بين الجنسين.

تعميم مراعاة المنظور الجنساني هو استراتيجية عالمية تهدف إلى تعزير المساواة بين الجنسين وهو عنصر من عناصر الحوكمة العالمية.

إنها عملية مستمرة وحرفية، أخذ منظور النوع الاجتماعي على مجمل الجد ودمجه في البحث والتشريعات وتطوير السياسات؛ في الأنشطة على الأرض؛ وللتأكد من ذلك يمكن للمرأة والرجل التأثير والمشاركة في والاستفادة من جهود التنمية.

تؤثر أزمة تغير المناخ سلبًا على التمتع بمجموعة واسعة من حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الصحة والغذاء والماء والصرف الصحي، البيئة الصحية، الحق في تقرير المصير، وجهود التنمية.

كما أن لتغير للمناخ تأثيرات كبيرة على النهوض بالمساواة بين الجنسين. إن التمييز المنهجى الراسخ في المجتمعات يعنى أن النساء والفتيات هم أكثر عرضة للإصابة بالآثار الضارة لـ أزمة المناخ، حيث تختبر النساء والفتيات أشكال متعددة ومتقاطعة من التمييز، مثل التمييز على أساس العرق أو الإعاقة أو اللجوء23.

أهم معاهدة أممية تعامل مع تقييم وتخفيف تغير المناخ هي اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

على حد علمنا، لم يتم إجراء أى مراجعة للتقييم إلى أى مدى تعتبر الصحة والنوع الاجتماعي قصة في هذه المستندات الأساسية (طبقًا لورقة بحثية منشورة في 2010)24

يعمل تغير المناخ باعتباره تهديدًا مضاعفًا للصحة نتيجة لعدة عوامل مباشرة وغير مباشرة مع زيادة التحيزات الصحية القائمة للفئات المهمشة والفقيرة القائمة بالفعل.

تشير الدلائل أن في البلدان ذات الدخل المرتفع من المرجح أن يكون لدى الرجال والفتيان مشاكل صحة عقلية متعلقة بتغير المناخ تزيد من مخاطر الوفاة لديهم (على سبيل المثال، الانتحار والعزلة الاجتماعية) وأن الرجال غير المتزوجين معرضون لخطر أكبر من الموت من موحات الحر من غير المتزوجات.

بالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير لانسيت العد التنازلى لعام 2019 أن النساء يمثلن مجموعة من المجموعات الاجتماعية والسياقات الثقافية المعرضة لتأثيرات تغير المناخ.

هناك ندرة غير مقبولة في البحث عن الآثار الصحية لتغير المناخ لغير مغايري الجنس، الذين قد يكونون أيضًا عرضة للخطر بشكل خاص بصفتهم نتيجة التمييز المركب الممارس ضدهم.

إن اختلاف أدوار الجنسين المحددة ثقافيًا واجتماعيًا يؤدي إلى اختلاف المسؤوليات والاستخدام المتباين للنظام البيئي والاحتياجات الصحية على الرغم من أن العكس قد يكون صحيحًا في بعض الأماكن، فى العديد من المناطق، ازدادت المخاطر الصحية التي تتعرض لها النساء والفتيات نتيجة لتغير المناخ مقارنة بالمخاطر الصحية مع الفتيان والرجال.

أن الأدوار التقليدية للجنسين تعني أن النساء وأطفالهن يقضون نسبيًا فترات أطول في المنزل من الوقت الذى يقضيه الأولاد والرجال. وبالتالي، من المرجح أن يكونوا كذلك معرضين أكثر للجسيمات الداخلية من استخدام المواقد الداخلية التقليدية للطبخ والتدفئة من الأفراد الذكور.

استنشاق هذه الجسيمات يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالآثار التناسلية والتنفسية الضارة. وكذلك الآثار المميتة على القلب والأوعية الدموية.

النساء لديهم أيضًا احتياجات غذائية مختلفة عن الرجال وتزداد احتمالية تخطى الوجبات لأنها غالبًا ما تكون متأخرة.

التسلسلات الهرمية للغذاء المنزلي نتيجة لانعدام الأمن الغذائى تؤثر بشكل غير متناسب على النساء والفتيات.

قد يؤثر تغيير المناخ أيضًا على قدرة المرأة على البحث عن خدمات الصحة الإنجابية والأمومة، ويمكن أن يتأثر الحمل بالتغيرات فى الأمراض المعدية ودرجة الحرارة والتغذية،

البيانات والأبحاث العلمية حول التحيز الجنساني

على الرغم من التفاوتات الواضحة بين الجنسين، إلا أن البيانات الصحية المصنفة حسب الجنس غالبًا ما تكون إما ناقصة التمثيل أو غير موجودة كمتغير عند تقييم الآثار الصحية لتغير المناخ في البحوث الطبية، والبحوث البيئية والتخطيط الاستراتيجي وسياسات التخفيف والتكيف.

هذا التجاهل للاختلافات بين الجنسين مقلق بشكل خاص حيث أن تغير المناخ من المتوقع أن يؤدى إلى تفاقم التمييظزالاجتماعى الموجود بالفعل وعدم المساواة الاقتصادية بين البلدان وداخلها.

تتكون الكثير من الأدبيات من دراسات حاله نوعية بأحجام عينات صغيرة تركز على منطقة معينة. على الرغم من أهمية الرؤى المحلية، إلا أن هذا البحث صغير ومحدد العينة يمنع التعميم وفهم حدود تعرض النساء والسيدات لآثار تغير المناخ، مما يؤدي إلى انخفاض الوعى بين العاملين الصحيين وصناع القرار العالميينخاصة فيما يتعلق بالخصائص الفريدة (الإنجابية) والتحديات التي تواجه النساء والفتيات 25.

أشار منشور اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الي تأثير تغير المناخ في البلدان النامية تحديدًا على قابلية تأثر المرأة الأكبر بالعوامل البيئية المتعلقة بتغير المناخ مثل الكوارث الطبيعية والجفاف.

لا يتأثر النساء فقط بشكل مباشر بالأمراض ولكن أيضًا من خلال زيادة عبء العمل على رعاية أفراد الأسرة المرضى 26.

يعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارات سنوية بشأن تغير المناخ وحقوق الإنسان، تلك القرارات استكشفت أبعادًا مختلفة من التقاطعات بين أزمة المناخ وحقوق الإنسان، القرار 29 المعتمد في 2018 على وجه التحديد ناقش ودعا إلى اتباع نهج يراعي الفروق بين الجنسين للتخفيف من آثار تغير المناح وسياسات التكيف27.

أزمة المناخ وتأثيراتها هي أحد عناصر البعد الأوسع للاستدامة البيئية ولكن من المفهوم أن كلا من كارثة تغير المناخ والحقوق والصحة الجنسية والإنحابية متداخلين بشكل كبير في استدامة أو تدهور النظم البيئية على حد سواء.

طبقًا للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة فإن تعريف الصحة الجنسية والإنجابية:

حالة من الرفاهية الجسدية والعاطفية والعقلية والاجتماعية فيما يتعلق بجميع جوانب النشاط الجنسي والإنجاب، ليس فقط عدم وجود مرض أو خلل وظيفي أو ضعف“.

تعتمد الصحة الإنجابية على إعمال الحقوق الجنسية والإنجابية، التى تقوم على حقوق الإنسان لجميع الأفراد في:

  • احترام سلامتهم الجسدية وخصوصيتهم واستقلاليتها الشخصية؛

  • تحديد ميولهم الجنسية بحرية، بما في ذلك الميول الجنسية والهوية الجنسية والتعبير؛

  • أن تقرر ما إذا كانت نشطة جنسيًا ومتى تكون؛

  • اختيار شركائهم الجنسيين.

  • لديك تجارب جنسية آمنة وممتعة.

  • تقرير ما إذا كان الزواج ومتى ومن يتزوج.

  • أن تقرر ما إذا كنت تريد إنجاب طفل أو أطفال ومتى وبأي وسيلة، وكم عدد الأطفال الذين ستنجبهم؛

  • الحصول على المعلومات والموارد والخدمات والدعم اللازم طوال حياتهم لتحقيق كل ما سبق، خالية من التمييز والإكراه والاستغلال والعنف.

تكشف أزمة المناخ وتأثيراتها على حد سواء عن تفاقم اللامساواة القائمة والعميقة بين البلدان وبين المجتمعات. فهى دلالة على كيفية نشوء التفاوتات الراسخة من علامات القوة العالمية غير العادلة والمجتمعية في تفاعل مركب يقيد الوصول الى موارد وفرص عادلة. سيتطلب معالجة هذا الأمر بعض التحولات الأساسية في توزيع الموارد، والصوت. وسلطة صنع القرار بين البلدان وغير المجتمعات.

إن خطة التنمية المستدامة الخاصة بالأمم المتحدة لعام 2030، المعتمدة في عام 2015، لها أهداف اجتماعية واقتصادية وبيئية مستدامة. يركز الهدف 13 على تغير المناخ. ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره، بما في ذلك تعزيز المرونة وقدرة الأفراد والمؤسسات على التكيف، في حين أن الأهداف الصحة الجنسية والإنجابية والحقوق الإنجابية مدمجة في الأهداف المتعلقة بالصحة (الهدف 3) والمساواة بين الجنسين (الهدف 5).

في اتفاقية سنداى لتقليل مخاطر الكوارث 2015 – 2030 يشمل الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية والجنسية، من بين التدابير التي تتضمنها الإطار هو تسليط الضوء على أهمية تعزيز المرونة وتمكين الأشخاص المتضررين بشكل غير متناسب من الكوارث مثل: الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات.

جدول الأعمال الحصري الجديد، المعتمد في عام 2016، يشير إلى التهديدات المدن والمستوطنات البشرية من تغير المناخ والالتزام بتعزيزات عالمية للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية بهدف تمكين المجتمعات الصحية

يمكن أن تؤثر أزمة المناخ على تحقيق الصحة والحقوق الإنجابية والجنسية بعدة طرق.

على المستوى العملي تمامًا. يمكن أن تعرقل أزمة المناخ الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية عن طريق تدمير البنية التحتية الحيوية، مثل العيادات والطرق، بسبب الظواهر الجوية الشديدة، يمكن لهذا أن يمنع الناس من الوصول إلى الخدمات الصحية. غالبًا ما تكون خدمات الصحة الجنسية والإنجابية مهملة وغير ممولة ولا تعطي الأولوية الكافية في مجهودات الإغاثة الإنسانية.

حتى عندما تكون الخدمات متاحة وفى متناول النساء، قد تكون الفتيات والمجتمعات المهمشة غير قادرة على الوصول إليها بسبب التمييز المتعلق بالجنس وغيره من الحواجز التي تتزايد أثناء الأزمة.

في المناطق منعدمة أو نادرة الخدمات الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية، تزداد نسب تفشي الأمراض وكما تزداد وفيات النفاس وغيرهم.

المياه أمر بالغ الأهمية لضمان اتاحة وتوفير خدمات صحة جنسية وإنجابية آمنة وعالية الجوده، عدم الوصول إلى المياه النظيفة والآمنة، مثل المياه الموجودة في أعقاب الظواهر الجوية المتطرفة أو بسببها، تشكل أيضًا عائقًا كبيرًا للسيدات والفتيات للتمتع بصحة انجابية جيدة.

عدم وجود مرافق الصرف الصحى ونقاط المياه المناسبة يزيد أيضًا من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعى والجنسي وتؤثر على قدرة النساء على الحصول على مستلزمات النظافة أو غيرها من متعلقات الدورة الشهرية.

ركزت الأبحاث الحديثة في الولايات المتحدة، على ارتباطات كبيرة بين تلوث الهواء والتعرض للحرارة المرتبطة بالمناخ والظروف الجوية القاسية، وبدرة الغذاء والماء. والآثار الأخرى لتغير المناخ إلى تدهور صحة الأمهات، متسببًا في نتائج الحمل السلبية مثل الإجهاض التلقائي، وانخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة، وزيادة وفيات الأطفال حديثى الولادة.

وجد أن النساء السود في خطر أعلى من النتائج السلبية من النساء البيض، مما يوضح كيفية التعرض لأشكال متعددة من التمييز يؤدي إلى تفاقم التمييز.

صحة الأم يمكن أن تتأثر بتلوث المياه الصالحة للشرب بالأملاح، نتيجة تسرب المياه المالحة من ارتفاع مستويات البحر. زيادة تناول الملح يمكن أن يؤدى إلى عدد من النتائج السلبية للحمل وصحة الأم، بما في ذلك الولادات المبكرة ووفيات الأمهات.

أزمة المناخ يمكن أن تزيد من حدوث العنف الجنسي والجنساني خلال الأزمات الإنسانية وأوقات النزوح.

المخاطر الجنسية والعنف القائم على النوع الاجتماعي يمكن توقع زيادة كلاهما نتيجة للمزيد الظواهر الجوية الشديدة والمتكررة والآثار البطيئة الظهور لأزمة المناخ، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر.

زواج الأطفال المبكر والقسري بحدث بشكل أكبر في أوقات الأزمات والنزوح

قد تشكل أزمة المناح مزيدًا من المخاطر الخاصة على حقوق وصحة الأشخاص ذوي الجنس المتنوع التوجهات والهويات والتعبيرات الجندرية، والخصائص الجنسية، بسبب التهميش المعتاد فإن الأقليات الجنسية والجندرية غالبًا ما تتأثر بشدة بالكوارث الطبيعية والمخاطر الأخرى.

إهمال احتياجات الأقليات الجنسية والجندرية في سياسات وممارسات الحد من مخاطر الكوارث يمكن أن تزيد من تعقيد التمييز والعنف الموجه ضدهم.

التجريم المستمر للنشاط الجنسى من نفس الجنس فى الدول المختلفة يمثل عائقًا رئيسيًا أمام الاعتراف باحتياجات الأقليات الجنسية والجندرية والعمل بها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح كجزء من خطط التكيف مع أزمة المناخ

طبقًا لوكالة الطاقة الدولية فأن خفض 40% من انبعاثات الكربون من الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050 سيكون نتاج سياسات لا تتعلق بالمرة بالأشخاص أو الأفراد مثل توليد المزيد من الكهرباء من الطاقة المتجددة أو استخدام تقنيات خضراء في التصنيع.

في المقابل، قالت الوكالة إن خفض انبعاثات الكربون بمعدل 4% فقط يتوقع أن يأتي من تدابير فردية مثل تقليل السفر بالطيران أو تقليل استخدام السيارات فيما يطلق عليه المسؤولية الفردية عن البصمة الكربونية“. وشددت الوكالة أن النسبة 55 بالمائة المتبقية ستأتي جراء مزيج من إجراءات حكومية وإجراءات فردية لحماية البيئة مثل تقديم إعانات حكومية تمكن الأفراد من شراء سيارات كهربائية أو تركيب مضخات حرارية لتقليل الانبعاثات الناتجة عن التدفئة أو التبريد داخل المنازل.

وفي نوفمبر / تشرين الثاني، كشفت دراسة نشرتها مجلة Nature أو الطبيعةعن أن مثل هذه الحلول يمكن أن تخفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى النصف تحول عام 2050، مضيفة أن مثل هذه الحلول سوف تسهم أيضًا في تحسين جودة الحياة 28.

دور الحكومات وصانعي القرار

  • الوعى التام والكافى بآثار تغير المناخ على بلدانهم.

  • وضع خطط طارئة وطويلة الأمد لمعالجة مضاعفات أزمة المناخ التي تحمل تأثيرًا متباينًا على الأفراد المعنيين والمناطق الجغرافية.

  • إشراك الأقليات والفئات المهمشة كمجموعات ذات مصلحة أساسية في المحادثات المتعلقة بأزمة المناخ لتطوير سياسات التكيف والتخفيف وتجنب تصميم وتسميد التدابير التي سوف تنتهك حقوقهم بشكل أكبر.

  • تصميم وتنفيذ السياسات والإجراءات المناخية على المستويات المحلية والوطنية والدولية من أجل29:

  • تضمينها نقاط عن المراقبة والتقييم والمرونة للسماح بتعديل السياسة عند الحاجة والتمسك بالنهج التشاركي والقائم على المجتمع.

  • إضفاء الطابع المؤسسي على المشاركة الواسعة لأصحاب المصلحة مع آليات لضمان المشاركة العادلة للنساء فى جميع مراحل العملية. والاعتماد على المعرفة الفريدة للمرأة وآليات التكيف وتقييمها.

  • وضع مؤشرات حساسة للنوع الاجتماعي لرصد وتقييم عمليات إشراك أصحاب المصلحة والردود على مداخلاتهم

  • جمع البيانات المصنفة حسب الجنس لإرشاد تطوير البرنامج وخطط التأقلم.

  • إجراء تحليل النوع الاجتماعى لفهم الأدوار المختلفة للمرأة والرجل.

  • تطوير برامج التخفيف والتكيف مع تغير المناخ التي تستخدم التحليل الجنساني لتحسين رفاه النساء والفتيات على سبيل المثال، الحصول على الائتمان، وبناء القدرات وخدمات الإرشاد والمعلومات المنشورة، وتحسين الوصول إلى الأراضي والموارد الطبيعية، والطاقة المستدامة والتكنولوجيا والوصول إلى معلومات وخدمات الصحة الإنجابية.

  • تقييم ديناميكيات السكان المحلية والإقليمية على سبيل المثال، التأثير المتغير للشيخوخة وحجم الأسرة والتحضر بشأن تغير المناخ عند تصميم برامج التخفيف والتكيف.

  • دمج أهداف تغير المناخ في الخطط الوطنية

  • تطوير ونشر ونشر التكنولوجيا المستدامة التى تستجيب لاحتياجات المرأة والرجل معًا.

  • تحقيق الاتساق والشراكات بين المؤسسات المسؤولة عن تغير المناخ، المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والسياسة الصحية.

  • استكمال الأهداف والالتزامات العالمية والإطار المؤسسية المتعلقة بالنوع الاجتماعي

الأنظمة الصحية

القدرة على التكيف مع المناخ

نظرًا لأن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم التهديدات الحالية للنظم الصحية ويكشف عن نقاط ضعف جديدة، يجب على النظم الصحية إجراء تقييمات مفصلة لمواطن الضعف الحالية والمستقبلية. ستفيد هذه التقييمات في الخطط لتعزيز النظام الصحي، أو بناء المرونة، من خلال إجراءات مثل إعادة تصميم المرافق (لتوفير الحماية من الفيضانات أو الرياح الشديدة)، ونقل المولدات من مستوى الأرض، وتحسين التواصل عبر المؤسسات.

الخطط المبنية على أدلة علمية

هناك حاجة إلى التدخلات القائمة على الدليل العلمي المدروس الذي يحمي صحة الأفراد والمجتمعات لمعالجة الآثار الحالية والمتوقعة لتغير المناخ، يوجد مجموعة واسعة من الظواهر التي يتعرض البشر لها مثل الحرارة والطقس القاسي، وهناك طيف واسع من الأبحاث والمقترحات العملية لمواجهة ذلك، يجب إيلاء اهتمام خاص للتدخلات التي تستهدف السكان المعرضين بشكل خاص للأعباء الصحية لتغير المناخ مثل النساء والأقليات الجنسية.

التأهب للكوارث

يتطلب التأهب للكوارث وضع خطط استجابة منسقة تأخذ فى الاعتبار توقعات الظواهر المناخية المتطرفة، وارتفاع مستوى سطح البحر، والأمراض المعدية الحساسة للمناخ (لا سيما في المناطق فقيرة الموارد). يجب أن تكون هذه الاستجابات عملية على مستوى المجتمع المحلى ونظام الاستجابة للطوارئ والمستشفى والأفراد.

التدريب والتعليم

هناك حاجة متزايدة للتدريب والتعليم الطبى المستمر الذي تعالج المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ. تنطبق هذه الحاجة على جميع التخصصات الطبية، على الرغم من أن بعضها مثل طب الطوارئ والتخصصات الفرعية مثل الأمراض المعدية وأمراض الرئة والحساسية والصناعة تتأثر بشكل غير متناسب. هناك حاجه أيضًا إلى التدريب على المهارات اللازمة لإيصال هذه المعلومات بشكل فعال إلى المرضى والمجتمع الأوسع، والدعوة إلى سياسات الصحة العامة ذات الصلة.

دور المجتمع المدني

لعب المجتمع المدني دورًا حاسمًا في قضية التغير المناخي لمدة طويلة وما زال يفعل ذلك. حيث إن له دور مهم في الدعوة إلى عمل طموح لحل أزمة المناخ وتداعياتها، والضغط على الحكومات لتبني سياسات تكيف وخطط طويلة الأمد مراعية للتنوعات الجنسية والفئات المهمشة، والالتزام بالسياسات والمعاهدات الدولية الموقعة.

والعمل على زيادة الوعى العام بشأن الآثار والظلم الواقع على الفئات المهمشة واحتياجاتها نتيجة أزمة المناخ.

أن تغير المناخ واسع النطاق وسريع ومكثف، ونحن بحاجة لإجراء تخفيضات قوية ومستدامة لانبعاثات الغارات الدفيئة.

ان التغيرات في مناخ الأرض يؤثر على كل منطقة من مناطق العالم ويشمل كامل النظام المناخي. ولم يسبق أن يحدث مثل هذه التغييرات فى مئات السنين، إن لم تكن مئات الآلاف من السنين.

بعض تلك التغيرات مثل الارتفاع المستمر في مستوى سطح البحر هي تغيرات لا رجوع فيها لمئات وربما آلاف السنين.

لقد قدمتم دفعة قوية لحشد الزخم وتعزيز التعاون ورفع سقف الطموحات، ولكن بقى لدينا شوطًا كبيرًا لنقطعهنحن بحاجة إلى المزيد من الخطط الملموسة، وطموحات أكبر من البلدان وشراكات أوسع، كما نحتاج إلى الدعم من كافة المؤسسات المالية، العامة والخاصة وأن نختار الاستثمار في الاقتصاد الأخضر من الآن وصاعدًا“.

الأمين العام للام المتحدة 2020

لن يتأتر جميع الأفراد بشكل واحد بالتغير المناخي، الذي سيعزز التحيزات الجندرية الموجودة بالمعل، والمخاطر على صحة الإنسان والبيئة ستكون عنيفة على غير مغابري الجنس والسيدات والفقراء وكل من هو أقل حظًا لسبب عرقى أو دينى أو بسبب حالة لجوئه أو اتجاهه أو ميله الجنسي.

ضرورة ادماج الفئات المهمشة وغير الممثلة في خطط التكيف العالمية والمحلية هو أمر لابد منه لتجنب كوارث تصيب الأقليات الجنسية والسيدات وغيرهم وتعمق التمييز الممارس ضدهم/ن.

1- Mann, M.E (2009) Do global warming and climate change represent a serious threat to our welfare and environment? Social Philosophy & Policy, 26(2), 193-230

Salem, M, Faculty of Engineering Pharos University in Alexandria Egypt, & Zekry, M (2017) Towards a zero carton Alexandria Renewable Energy and Sustainable Development, 3(1), 150-154.

John Houghton 2005 Ren. Prog. Phys. 68 1343

2- About Montreal Protocol.

3- What is the United Nations Framework Convention on Climate Change? UNFCCC.

4 The United Nations Framework Convention on Climate Change – Arabir.

5- COP26 Together for our planet | United Nations.

6 -Hoffmann، U. (2013) How to transform agriculture under the challenges of global warming A review of Key devilopment and trade issues jornal of International Commerce Economics and Policy،04(03), 1350013

7-Chen, J-L (2021) Fishers perception and adaptation on climate change in northeastern Taiwan Environment Development and Sustanability, 23(1), 611-634 https://doi.org/10.1007/s10668-020-00598-0

8- Torell G & Lee K.D (2018) Impact of climate change on livestock returns and rangeland ecosystem sustainability in the southwest Agricultural and Resource Economies Review, 47(2), 336-356.

9-M. L Parryet al. “Summary for Policymakers” in Climate Change 2007: Impacts, Adaptation, and Vulnerability Contribution of Working Group li to the Fourth Assessment Report of the Intergovernmerital Panel on Climate Change (Cambridge and New Work Cambridge University Press, 2007)

10- See Alan Pounds et al, “Widespread Amphibian Extinctions from Epidemic Disease Driven by Global Warming,” Nature 439(2006)161-67.

11- Hoegh-Guldberg 0, Mumby, P.J, Hooten, A J. Steneck R.S, Greenfield, P, Gomez E, Harvell C.D Sale, P.F Edwards,AJ, Caldeira, K. Knowlton N. Eakin, C. M. Iglesias-Prieto, R. Muthiga, N. Bradbury, R. H. Dubi, A. & Hatziolos, M.E (2007) Coral reefs under rapid climate change and ocean acidification. Science (New York, N.Y) 318(5857) 1737-1742.

12- Z. W. Kindzewicz et al. “Freshwater Resources and Their Management”, in Parry et al, eds. Climate Change 2007: Impacts, Adaptation, and Vulnerability, 173-210

13- Haines, A, McMichael,A.J.,P.R (2000). Environment and health: 2. Global climate change and health. Journal de Iassociation Medicale Canadienne.

14- The Climate crisis and sexual and reproductive health and rights by IPPF.

15- Preet, R. Nilsson, M., Schumann, B. & Evergard, B. (2010) The gender perspective in climate change and global health in Global Health Action (Vol. 3 Issue 1, p 5720) Informia UK Limited.

16- Salas R.N, & Salomon C.G (2019) The climate crisis- health and care delivery The New England Journal of Medione..381(8)e13.

17- المرجع السابق.

18 Shuman, E.K (2010) Global climate change and infectious diseases. The New England tournal of Medicine, 362(12), 1061-1063.

19- المرجع السابق.

20- راجع المرجع السابق.

21- Salas، R. N. & Salomon C.G (2019)، The climate crisis – health and care delivery. The New England Journal of Medicine381(8)،e13.

22 Extreme weather events the health and economic consequences of the 1997/98 El Nino and La Nina (n.d) Preventionweb،Net.

23- IPPF position paper: The climate crisis and sexual and reproductive health and rights (2022، April 6).

24- Freet,R, Nilsson, M, Schumann, B,& Evengard, B, (2010) The gender perspective in climate change and grobal health. In Global Health Action(VOL. 3,Issue 1,p. 5720) Inframa Uk Limited.

25- van Daalen, K,Jung, L, Dhatt, R, & Phelan, A. L (2020) Climate change and gender-based health disparities in The Lancet Planetary Health (Vol,4, issue 2, pp.e44-e45) Elsevier BV.

26- Preet, R. Nilsson, M, Schumann, B. & Evengard, B (2010) The gender perspective in climate change and global health in Global Health Action (Vol. 3, Issue 1, p 5720) Informa UK Limited.

27- IPPF position paper: The climate crisis and sexual and reproductive health and rights. (2022, April6).

28- IWDIWD البصمة الكربونية : إلى أي حد أنت مسؤول كفرد عن تغير المناخ؟ سياسة واقتصاد تحليلات معممة بمنظور أوسع 202.10802.

29 Policy that Supports Gender Equality (n.d) Unfpa. Org.

شارك:

اصدارات متعلقة

أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي