التمييز على أساس النوع في كتب الأطفال العربية والفرنسية

تاريخ النشر:

2003

اعداد بواسطة:

التمييز على أساس النوع في كتب الأطفال العربية والفرنسية

مقدمة:

إن الاهتمام بمفهومي الذكورة والأنوثة الذي نتج عن الحركة النسائية، ركز على الصور النمطية للأدوار الجنسية وعلى التأثير السيء المحتمل لهذه الصور على تطور الشخصية. إن تعريف الأدوار الجنسية في أي مجتمع من الأمور الموثقة والمعروفة وهي تنتقل عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية. وطبقًا لنظرية التعلم الاجتماعى يكتسب السلوك الجنسي من خلالالتعلم بالملاحظةأوالتماثل“. وقد ينتج التعلم عن طريق الملاحظة من مشاهدة ما يقوم به الآخرون (القدوة أو النموذج)، أو من خلال الانتباه إلى الرموز مثل الكلمات والصور. ومن المرجح أن يلعب التليفزيون والكتب وأفلام السينما والقصص ووسائل الإعلام الرمزية الأخرى دورًا مهمًا في انتقال المعلومات عن السلوك النمطي.

واستنادًا إلى افتراض أن الكتب تؤثر في تقديم النماذج إلى الأطفال، يصبح من المهم التعرف على الأنماط التي تقدم في كتب الأطفال من خلال رموز الكلمات والرسومات.

 

تناقش هذه الدراسة صور النساء وأدوار الجنس المسندة إليهن، كما تظهر في كتب قصص الأطفال العربية والفرنسية. وأود أن أبدأ أولاً بالتركيز على أهمية الطريقة التي تقدم بها النساء والفتيات. إن الصور النمطية للكتب المصورة وقصص الأطفال المصورة كثيرًا ما يكون لها تأثير على الأطفال، وهو تأثير أكبر بكثير من تأثير الحياة الواقعية المحيطة بهم. فقد أشار مسح حول التمييز على أساس الذكورة والأنوثة (Sexism) في مجال التعليم في الولايات المتحدة إلى قول طفلة عمرها سبع سنوات بعد أن رأت صوراً لأطباء وممرضات:”لا يمكن أن أصبح طبيبة. أستطيع فقط أن أصبح ممرضة. هكذا يقول كتابي“.

إذا تعرف الأطفال بناتًا كانوا أو بنينًا على دور جنسهم وسلوك كل جنس، في سن التردد على الحضانة أي الثالثة أو الرابعة، فإن القصص المصورة، وهي مكون مهم في فصول الأطفال، تحدد شكل هذا التماثل بالتركيز على أن دور المرأة هو العناية بالمنزل والأطفال، بينما دور الرجل هو كسب العيش وأن الرجال أشخاص مسئولون مبدعون وأبطال ومخلصون وماهرون، أما النساء، فباستثناء صورة الأمهات – وهن دائمًا مضحيات ومتفانيات في مساعدة الآخرين – وصورة الأميرة الجميلة التي تنقذ وتتزوج الأمير، فإن صورتهن هي صورة العابثات، المستغلات، المبذرات، الحقودات، والأهم من ذلك فهن محدودات الذكاء.

إن صرامة هذه الأدوار تضع الشخصية في قالب محدد. بينما الحرية في السلوك والقدرة الخلاقة تعتمد على حرية اختيار صفات الشخصية من بين نماذج مختلفة، وضمهم معًا لتكوين الكل المبنى على أساس حرية الاختيار.

إن تبسيط سلوك الشخصيات النسائية يقلل من الاحتمالات المتوفرة للبنات ويتركهن

أمام خيارين:

أولهما: أن يخضعن للقدوة الكلاسيكية ونتيجة لذلك يتخلين عن آمالهن الشخصي

وثانيهما: أن يقتدين بالنموذج الذكوري ويتخلين عن أنوثتهن. أما الاختيار الثالث: وهو توفیق دورهن کنساء لهن حياة مهنية، فهو طريق صعب لا تشير إليه كتب الأطفال، والنتيجة هي غياب النموذج الذي تقتدي به الفتاة.

وفي الوقت نفسه، لا يستطيع البنون دون هذه النماذج أن يستوعبوا دور النساء في حياتهم الشخصية أو في المجتمع كدور يختلف عن الدور الذي تقدمه الكتب: وهو المشاركة في الأعمال المنزلية.

قامت هذه الدراسة على انتقاء 100 كتاب باللغة العربية للأطفال بين الثالثة والرابعة عشر، ونشرت بين عامي 1981 و 1996. وكان توزيع الكتب كالتالي: 10 كتب للأطفال بين الثالثة والخامسة، 18 كتابًا للأطفال بين السادسة والتاسعة، و30 كتابًا للأطفال بين التاسعة والثانية عشر، و42 كتابًا للأطفال بين الثانية والرابعة عشر. أما الكتاب فكانوا رجالاً ونساء يمثلون عدة دول عربية. وأما الموضوعات العامة فتضم الأنشطة اليومية والطبيعية والخيالية، ووصل عدد الرسوم التي تم تحليلها إلى 632 رسمًا.

وتمت قراءة الكتب المائة بدقة بالغة، وتضمن الإطار التحليلي المجالات التالية: أدوات الجنس النسائية، الهوية، والوظائف (انظر الملحق). وقد تم تعريف هذه المصطلحات المفهومية وتعرضت البيانات للتحليل الكمي والكيفي.

أخذت عينة من 100 كتاب للأطفال بين الثالثة والرابعة عشر، ونشرت بين 1981 و 1996بواسطة مجموعة من دور النشر الفرنسية الكبيرة، وسوف أبدأ بموجز لبعض نتائج الدراسة المتعلقة بالكتب الفرنسية والعربية، والإشارة إلى أوجه التشابه والاختلاف فيتناولهم لصورة الأنثى في مختلف الأطوار المخصصة لها.

استنادًا إلى اللغة الرمزية (مثل الرسوم والصور) التي يميزها الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم يتم نقل مفاهيم عن أدوار الجنسين داخل الأسرة وفي المجتمع إلى جانب الخصائص النفسية التي من المفترض أن تتواجد في الرجال والنساء والبنين والبنات.

وبعض هذه الأمثلة كثيرة التكرار تظهر في الرموز التالية:

المريلة: وقد أثار وجودها المتكرر في الصور والرسومات في السبعينيات إلى تحديد دور المرأة في الأعمال المنزلية، وهي رمز كلاسيكي لدور الأنثى، وتشير إلى العمل المنزلي بالسلة (عادة ما تكون مليئة بالخضراوات والفاكهة) أو عربة المشتروات أو عربة الأطفال.

أماالدلووالمقشةوالممسحة العتيقةوالملابس المبللةفهي تستخدم كرسومات لإرغام الأمهات على العمل في ظروف مخزية ومثيرة للشفقة لتصوير طبيعة المهام المنزلية الثابتة التي لا تنتهى، وهي دائمًا من نصيب النساء تمامًا، أما التكنولوجيا بجميع صورها فهي ليست من نصيبهن. إن صورة المرأة وهي منكبة على يديها ورجليها وخصلة من الشعر في عينها ودلو معدني بجانبها، وهي تنظف الأرض بالفرشاة هي صورة كلاسيكية في هذه الدراسة.

مثال آخر هو النظارات الطبية التي ترتديها الفتاة الصغيرة في إشارة تدل على الذكاء. ولكنها تشير أيضًا إلى الفتاة غير المطيعة. ونظراً إلى فتراض أن النظارات الطبية تجعل المرء يبدو قبيحًا، فهي تستخدمه لتأكيد الفكرة السائدة بأن الجمال والذكاء لا يلتقيان في الإناث. وبالتالي التلميذة المتفوقة على فصلها، المهتمة بعملها المدرسي، غير المحبوبة من زميلاتها ترتدي النظارة، وكذلك مديرة المدرسة المكروهة والعانس التي تحقد على غيرها هي أيضًا ترتدى النظارات الطبية. أما الأمهات، فنادرًا ما ترتديها، فمثلاً رغم تشجيع الكاتب عبد التواب يوسف البنت الصغيرة على الذهاب إلى المدرسة والتفوق في الدراسة في قصةالصغيرة والمدرسة” (1995)، فإن صورة الفتاة المجتهدة كما تصورها القصة ترتدى النظارة الطبية وكذلك مدرستها. تتكرر هذه الرموز فينزهة الأذكياء” (1995) لأحمد قدري؛ حيث ظهرت الفتاة الذكية مرة أخرى، وهي ترتدى النظارة الطبية وتمسك بالكتاب المدرسي.

ومثال آخر هو رمز الجرائد: فهي تمثل المعلومات والدراية بما يجرى في المجتمع والمشاركة في أنشطته، وبالتالي فإن الآباء والجدود يقرأونها بجانب رجل الشارع، والمسافر بوسائل المواصلات العامة ونماذج أخرى من الرجال.

أما القصص الخيالية والروايات.. فهي رمز للهروب من الحقيقة وعدم الاكتراث وغياب المسئولية الاجتماعية وهي بالتالي من نصيب النساء.

وكذلك فإن الحقيبة الصغيرة التي يحملها المديرون وأصحاب المهن الجادة، فهي من نصيب الذكور فقط، ومن العبث محاولة البحث عن امرأة تحمل أحدها في أي من هذه القصص فهي غائبة تماماً.

وهناك نوعان من الأمهات التي تكسر هذه القواعد؛ بحيث تسخر منهن القصص حتى لا يحبهن الأطفال. أول هذه الأنواع هي النساء القائدات والرائدات: مديرة المدرسة الدكتاتورة، والملكة المستبدة والجارة المتسلطة، أي بإيجاز النساء، اللاتي يتشبهن بالرجال وهن مادة للكراهية والسخرية. وقد تناولت سلسلة المكتبة الخضراء الصادرة عن دار المعارف في القاهرة عديدًا من هذه الشخصيات النسائية التي تمثلت في الساحرة الشريرة، العجوز التي تخيف الأطفال، زوجة الأب المستبدةإلى آخره، والنوع الثاني هي صورة المرأة العانس، المرفوضة من الرجال بسبب عيب جسماني أو عيب في شخصيتها.

إن العانس هي ضحية الرسامين من النساء والرجال على حد سواء، فهم يصورونها في الكاريكاتور، كلما سنحت الفرصة، على أنها نحيفة وسيئة المظهر، ترتدى قبعة مضحكة وحذاءً واسعًا ونظارات طبية تجعلها تبدو قبيحة، وجدير بالذكر هنا أن القصص العربية لا تتناول هذه الشخصية ولا تشير إليها.

أما بالنسبة للفتاة الصغيرة.. فإن شرائط الشعر رمز للفتاة الغبية المغرورة والمرأة المشوشة Confused.

وقد أوضحت الدراسة أن مجموعة كبيرة من القصص تتناول موضوع سلبية النساء والفتيات الصغيرات ودورهن كمتفرجات علي الحياة، بينما توضح قدرة الرجال على الإبداع والمشاركة الإيجابية في بناء المجتمع وقد استخدم الرمز كوسيلة لتوصيل هذا المفهوم؛ فمثلاً لا يمكن إحصاء عدد النساء (والفتيات الصغيرات) وهن ينظرن من الشباك (كما هو الحال في روايات القرن التاسع عشر) وكذلك الأميرات في أرباع القلاع والمراهقات اللاتي ينتظرن حبيبهن والفتيات الهوائيات والأمهات الحالمات، جميعهن يتأملن الحياة، ولكنهن لا يشاركن فيها. أما الشباك، فهو يحافظ عليهن ويحميهن، فمن خلاله ترى النساء ما يحدث في الخارج دون أن يتركن المساحة المخصصة لهن داخل المنزل، فعلى سبيل المثال، تكررت هذه الصورة لسلبية الفتاة، وعدم مشاركتها في أي عمل إيجابي في عدد وفير من القصص مثلصمت الأميرة” (1981) (محمد أحمد برانق)، والأميرة المسحورة” (1983) في سلسلة بستان الطفل وعروس البحيرة” (1981) لعبد الحميد طلبة،الأمير والفتاة” (1984) والبطل والساحرة” (1984) ليعقوب الشاروني. ففي هذه القصص قدمت الفتاة كرمز للجمال والرقة والاستسلام التام لرغبة بطل القصة، الذي يقوم بإنقاذ هذه الفتاة الضعيفة والمغلوبة على أمرها. ويحدثنا الشباك أيضًا عن القصص الغرامية والخيالية لأمهات وفتيات، يهربن إلى عالم خيالي؛ فهذه خاصية تشترك فيها معظم أدبيات الأطفال. إن الشباك يظهر بصورة متكررة ومؤكدة، فالنساء تنتمى إلى المساحة الداخلية، والشباك هو موقعهن الأفضل، وهو يظهر دائمًا مبللاً بمياه المطر.

إن الكرب والشعور بعدم القدرة على فعل شيء والإحباط والإحساس بالانسياق نحو قدر مليء بالحرمان والكرب والإذلال هم جميعًا صورة مجازية فعالة للأحلام السوداوية أمام الشباك، والتي دأبت هذه القصص على إعادة إنتاجها بالمئات.

إن السجينة الصغيرة التي تحلم عند الشباك في قصة Prudence”الحذرلسوزان هيل وانجيلا باريت، تحكى لنا بطريقة تثير الحنين كيف تبتعد هذه الفتيات عن العالم الخارجي.

وعلى غلاف الكتاب نجد صورة الأم / ولية الأمر، التي تشل حركة الفتاة الصغيرة

بطريقة معبرة للغاية؛ فهي تمسك بيد الفتاة كما لو كانت تمسك بعصفور صغير. وفي المطبخ / مملكة النساء في هذه القصص، تحتفظ الأم الخائفة المكروهة بابنتها السجينة. ويصف النص النار المحترقة والأغاني العاطفية الجياشة الحرارة، وشذا التوابل في هذا المطبخ الريفى الواسع؛ حيث تعد الأم (التي ترتدي تنورة سوداء طويلة ومريلة منشاة) طعام العشاء في سكون تام، بينما تنظر الفتاة من الشباك إلى الخارج حيث تتساقط الثلوج ويظهر قرص الشمس عند الغروب كالبقعة الحمراء.

وتنظر الفتاة الصغيرة الحالمة إلى خارج الشباك بفضول. وفي سكون المطبخ القاهر نستطيع أن نسمعها تقول لنفسهاما هذا الشيء في الخارج ؟ثم ينبعث صوت أمها في إصرار:”احذرى واعتني بنفسك، ثم نرى الفتاة وقد ابتعدت عن المنزل على أطراف أصابعها، وأعادت قفل الباب مكانه وانسلت إلى الثلوج. ومثل ذات الرداء الأحمر، تنطلق الفتاة إلى الغابة التي تصبح فجأة مخيفة ومهددة ومليئة بصور الوجوه والشياطين والعفاريت.

هل أنت شجاعة؟ يقول النصلا، لا هيا نعود إلى المنزل“.

إن إثارة هذه المخاوف الغامضة، الداكنة القديمة لا يراد بها التهديد فقط، ولكن الصورة المجازية للغابة لها هدف واحد فقط، وهو شل حركة الفتاة وتقييدها والاحتفاظ بها في المنزل وإسداء النصح لها بأن تحلم من هذا الجانب من الشباك بدلاً من محاولة تعرف ما يحدث خارج المنزل، وقد تكررت في القصص العربية تقديم شخصية المرأة المسنة ذات الخبرة مثل: العمة أو الخالة أو الجدة، اللاتي يقمن بقص القصص ذات الخصائص التربوية التي تقدم النصائح للفتيات.

وهناك عديد من الأمثلة في القص الشعبي وحكايات التراث. وقد صدرت عن وزارة

الثقافة والشباب سلسلةالخالة صالحة” (1982) وأم الخير” (1994) لأحمد الشيخ، التي تندرج تحت هذا النمط.

وفي النهاية، فإن القصص تنصح الفتيات:”احلمن كيفما تشأن بالقلاع والأمراء والساحرين (أو بالنجاح العلمي في صالات الموسيقى أو هوليود). ثمقريبًا سوف تواجهن الواقع“.. والحقيقة أن الأحلام تبدو للبنات في القصص، وكأنها وسيلة لرفض فكرة أن يصبحن مثل أمهاتهن.

وإذا نظرنا إلى الموضوعات التي يتكرر ظهورها في القصص، نأتي إلى موضوع الكذب.. فالكذب يحتل المكانة الأولى في قائمة الرذائل التي ترتبط بالفتاة، والتي تلام عليها النساء منذ القدم، وهو من التصرفات المرفوضة التي يعاقب عليها الفتيات في الروايات، ومن المثير النظر إلى تعريف الكذب في هذه القصص. وقد انفرد البطل الذكر بأدوار المغامرة في معظم إن لم يكن كل القصص العربية التي تدور حول الإثارة، والمغامرة، والبطولة، والكشف عن لغزإلى آخره.

فنجد سلاسل كثيرة من قصص الألغاز أو الجاسوسية، تتمركز حول مجموعة من الأبطال كلهم من الذكور، وإن وجدت الفتاة فهي غالبًا ما تكون أخت لأحد المغامرين، ويكون دورها ثانويًا، وإن قامت بأي عمل إيجابي فهو بمساعدة أحد هؤلاء الأبطال.

ومثال ذلكمغامرة البطل الصغير” (1984)”مغامرة البطل منصور” (1984) ليعقوب الشاروني. وفي قصص مجدى صابر يتم إنقاذ الفتاة التي حاولت أن تشترك مع الأبطال في المغامرة، ولكنها كادت أن تموت لولا إنقاذها في آخر لحظة مثلالغابة السوداء” (1993)”جزيرة الرعب (1995)”خدعة الشيطان” (1993). وفي كل هذه القصص تعترف الفتاة بخطئها لمحاولة الخوض في مجال خصص للرجال، وتكرر هذا النمط في سلسلةَ مغامرات أحمد نجيب. وتموت الفتيات لكونهن جريئات ومغامرات.

وفي قصة فيرونيكا الحزينة التي تلعب الكمان بمهارة بقلم دافيد ماكى، تظهر فتاة نشيطة وودودة ذات شعر أحمر، قوية الشخصية، تدرس الكمان بحرص بالغ وتلعب على هذه الآلة بمهارة أدت في أول حفلة عامة إلى بكاء المتفرجين من فرط التأثر. ومستقبل فرونيكا يبشر فلقد أصبحت ذات شهرة كبيرة في وقت قصير، مما أدى إلى تركها للمدرسةوبعد مرور الوقت بنجاح هائل رغبت في أن يكون لها مغامرة، لذا فقد قررت أن تذهب إلى الغابة وقد حذرتها الأم وهي منهمكة في غسل الصحونسوف تؤكلين حية في الغابة“. ولكن فيرونيكا لا تعبأ بتحذيرات الأم، فالكمان الذي تحمله كفيل بأن يروض أي حيوان مفترس، وهي قد مرت بهذه التجربة من قبل في حديقة الحيوان.

وصلت فيرونيكا إلى البلاد الاستوائية، واستعدت لرحلة سفاري بمصاحبةالصيادين الجسورينالذين تخلوا عنها عندما رأوا الحيوانات المفترسة، وبشجاعة فائقة، بدأت فيرونيكا تلعب على الكمان وشرعت الحيوانات في الرقص. ولكن لسوء الحظ نجد بين الحيوانات الراقصة أسدًا كبير السن أصم، قام بالتهام فيرونيكا الصغيرة.

وهكذا انتهى المطاف بفيرونيكا اللطيفة الودودة، التي كانت تعتقد أن الفتيات يمكن أن يلعبن على الكمان ويسافرن بمفردهن.

والجدير بالملاحظة عدم وجود قصة تشير إلى موت الفتى في نهاية القصة لحبه في المغامرة، وقد أظهرت هذه الدراسة التشابه الكبير في الأدوار والأعمال المخصصة للأنثى في قصص الأطفال. إن صورة النساء كما تعكسها هذه الكتب تتفق والصورة التقليدية عن النساء في المجتمع، وهو الدور النمطي الذي يسند إلى النساء عبر السنين بحيث تظهرن أساسًا كأمهات وزوجات يقمن بالطهي وتربية الأطفال والاهتمام بمهام المنزل. وليس للفتيات الصغيرات أي تطلعات غير الانقياد لأمهاتهن، ويدور عالمهن حول الوظائف المنزلية باستثناء الأميرات الجميلات، اللاتي لا يقمن بشيء سوى انتظار الأمير الساحر.

وبالنظر إلى العدد الكبير من الأمهات غير العاملات، اللاتي ليس لهن وظيفة غير الاعتناء بالمنزل وبأزواجهن وأطفالهن. نجد نوعين من النساء: أم الطفل الصغير، وأم الطفلة الصغيرة. والأم النموذجية للطفل الواحد هي الأم / الشغالة، وأما الكاريكاتور المفضل في السبعينيات والثمانينيات فهو الذي يصور الأم الفقيرة، المنهكة، ذات الشعر الشعث التي تجلس على ركبتيها، وفي يدها فرشة أو مقشة تنظف الأرض.

وصورة أم الطفل الذكر هي دائمًا صورة الأم الشابة المنهكة أو سيدة من الطبقة العاملة، ليست شابة تمامًا، صبورة وخاضعة تمامًا لابنها مولعة به. وهى لا تلعب أبدًا دور معلمته فهي جاهلة وغير ذات أهمية وغير قادرة على تعليمه أي شيء، فوالده هو الوحيد الذي يمكن أن يوجهه ويعلمه أي شيء.

وعلى عكس ذلك، فإن أم الطفلة الصغيرة دائمًا شابة ومهندمة وشعرها مصفف جيدًا، ولا ترتدى المريلة، ولديها وقت للحديث مع ابنتها والتريض معها والإجابة عن أسئلتها. ومن المفترض أن تبين هذه الأم لابنتها دورها كربة منزل وأم، وعليها أن تنقل الخبرة والمعرفة والتعاليم، التي من شأنها أن تؤكد الدور التقليدي المناسب للإناث. إن أمهات البنات هن أمهات ومدرسات في الوقت نفسه، وهن مستعدات للقيام بمهمة أسئلتها التعليم، وكثيرًا ما يكن فاهمات.

أما عن صورة الأب في القصص، فهي غالبًا ما تكون صورة الأب الغائب. ويفترض أن الأب موجود لأنه مسئول عن دفع قيمة إيجار المنزل المريح المفروش جيدًا حيث تعيش الأم وأطفالها سعداء، ولكن الأب لا يظهر في المنزل. إن وجود هذا الموظف البيروقراطي الذي لا دور له في حياة أطفاله هو ليس إلا وجود نظرى. وعلى الرغم من ذلك فإننا نعرف عنه بعض الأشياء.

فنستخلص عندما نراه ذاهبًا في الصباح في عجلة إلى عمله حاملاً حقيبته الصغيرة، وقد رسم على وجهه علامات الجدية أنه شخص منضبط. كما نعلم أيضًا أنه شخص حساس ومتعقل، أو على الأقل له قدرة على حل المشاكل وعلى اتخاذ القرارات المهمة. وعندما تطرأ مشكلة، فإن الأم تتجه إليه دائمًا. ولكن من ناحية أخرى، فإننا نعلم أنه غير قادر على حل المشاكل المنزلية، وتتأكد هذه الفكرة عندما تظهر أزمة طارئة، والصورة التي ترسم للأب هي صورته وهو يغسل الأطباق ويحول المطبخ إلى ساحة قتال، ولذا فإننا نعلم أنه من الأفضل إلا نطلب منه إنجاز أي شيء. وتحاول هذه القصص أن تظهر للأطفال أن الآباء لم يخلقوا للعمل المنزلى، وأن المشاكل المنزلية اليومية لا تخص الآباء، وهذا من العدل حيث إنهم يعملون خارج المنزل، ويكدون من أجل المحافظة على الأسرة (أما أن أمهات كثيرات أيضًا يعملن خارج المنزل فهي من التفاصيل التي تعمل القصص على إخفائها عن الأطفال). ومن ناحية أخرى فإن هناك من الكتب ما لا يخشى نقد هذا الوضع.

يحكي كتاب كاليكوشون Calicochon لأنتوني براون قصة أسرة إنجليزية متوسطة. يعمل الأب في وظيفة إدارية عليا، ويظهر مع طفليه في شكل أنيق ونظيف في حديقة بديعة أمام منزل وجراج وسيارة جميعهم يتصفون بالجمال. وفي الصباح عندما يذهب أفراد الأسرة جميعًا إلى أعمالهم ومدارسهم، تبقى الأم وحيدة في المنزل، فتغسل الأطباق بعد الإفطار في هدوء وترتب السرائر، وتنظف المنزل ثم تذهب إلى عملها.

في المساء يطلب الأب والأطفال طعام العشاء بصوت عال، فيقول الأبأسرعى في إعداد طعام العشاء، ويردد الأطفال من بعدهأسرعى في إعداد الطعام يا أماهوبعد تناول الطعام، يبدو الأب منهكًا تمامًا يغالبه النعاس وهو يشاهد التليفزيون، بينما تغسل الأم الأطباق وتدير الغسالة وتطهو الطعام وتقوم بكى الملابس. لكن في إحدى الليالي، يعود الأب والأطفال إلى المنزل وقد أصبح خاويًا، ليجدوا ورقة صغيرة في انتظارهم كتب عليهاإنكم جميعًا خنازير“. وفي الصور التي تظهر بعد ذلك نرى كل شيء وقد تحول إلى خنازير: الرسومات على ورق الحائط والقمر والصنابير والتليفون والكلب والصور…. كل شيء تحول إلى شكل خنزير.

ويبدأ الأب والأبناء في إعداد وجبات سيئة من الطعام، وتتراكم الأطباق في المطبخ وتنتشر البقع في ملابسهم، ويفقدون السيطرة على الأشياء. وتسترسل القصة أن المنزل أصبح في حالة يرثى لها من القذارة، وأما الأب وأطفاله الخنازير القابعة فهم يأكلون بقايا الطعام ويتساءلون متى تعود الأم.

وعندما تعود الأم بالفعل، يركع الأب والأبناء يستجدونها أن تبقى. وبعد أن تقرر الأم البقاء، يظهر الأب في الصور التالية وقد أصبح أكثر إنسانية، يغسل الأطباق ويقوم بكى الملابس. أما الأبناء فهم يرتبون الفراش، ويعدون الطعام مع والدهم، فتسعد الأم بذلك، وتظهر في الكتاب وهي تقوم بإصلاح السيارة.

وتتضمن المشاهد المكبرة تفاصيل كاملة ساخرة، وأما النص فهو مازح وفعال.

إن قصر أنشطة النساء على الوظائف المنزلية يعكس المكانة الدونية المسندة إليهن. أما المؤشرات الأخرى لهذه المكانة، فتتضمن استبعاد النساء من المجال الثقافي وسوق العمل ومواقع اتخاذ القرار، ورغم عدم وجود قصص عربية تتناول دور الأم الثائرة على قيامها بالأعمال المنزلية، وعدم تقدير الأسرة لما تقوم به كثرت عدد القصص التي قدمت الأم المضحية الحنونة، التي تكرس حياتها للآخرين، مثل:”الأمحكايات وقصص (1987) لفتحى الإبياري وأمي الحبيبة” (1990) لفتحى الدعدع وقصة عيد الأم” (1985) لأحمد قدری والأم المثالية” (1994) الصادرة عن دار الفكر العربي في سلسلة حكايات للفتيان والفتيات، وعيد ميلاد ماما” (1994) لأحمد عمارة، وكذلك نجد بعض الإيجابيات لشخصية الأم المناضلة الشجاعة مثلأم حنانلعبد التواب يوسف، التي تتناول قصة حقيقية عن أم حنان (1988) التي اضطرت للهجرة من بلدتها في بورسعيد عندما حاصرها الإسرائيليون في حرب (1973) في الثغرة، ولكنها ساعدت قائد الكتيبة المصرية على إرسال مؤن ورسائل مهمة إلى جنوده مما حقق النصر، وكانت أم حنان مثالاً للشجاعة والتضحية.

وقد اتضح لنا في ضوء هذه الدراسة أن هناك أنماطًا معينة لدور النساء، انحصر في هذه الأعمال فمثلاً:

تظهرن كشخصيات يتسمن بالحب والعنف والتضحية والتواضع وعدم الأنانية والدفاع عن الأسرة والأطفال والمهارة في الأعمال المنزلية.

وفي نطاق التعريف التقليدي لمفهوم التواضع، فقد أشار كل من هيلال (1981)

وشامون (1967، 1974) إلى اعتبار إنكار الذات والتضحية صفات محمودة وإيجابية يجب أن تتحلى بها النساء.

البنات الصغيرات والفتيات:

يتسمن بالأدب والطاعة والهدوء والسلبية والحساسية والحياء، النساء العاملات: هن دائمًا يعملن مع الرجال وتحت رعايتهم.

الأميرات: يتسمن بالجمال والطاعة والحياء، وهن دائمًا على استعداد لقبول الأزواج ولطاعة آبائهم.

الساحرات: هن دائمًا شديدات القسوة، قبيحات، وماكرات.

وفي إطار هذه الأدوار النمطية للنساء، فنجد أن دور الأمهات ينحصر في الأعمال المنزلية وتربية الأطفال وطهو الطعام، وفي هذا الإطار نفسه تقوم البنت بمساعدة الأم وتنحسر أعمالها داخل المنزل.

أما الأميرات فهن في غاية الاستسلام والسلبية، ولا يفعلن شيئًا سواء انتظار الأمير.

وكما يتضح لنا من الجدول المرفق في نهاية الدراسة فإن الأعمال غير التقليدية المنوطة بالنساء محدودة.

وأهم ما تكشف عنه هذه النماذج أن الأطفال يستمدون مفرادتهم من عالم الواقع والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي يمكن أن يقدمه الأديب للطفل؟ وهل يناسب خطابه الأدبي طموحات الطفل ويستجيب لحاجاته الوجدانية والعقلية؟ لقد بات واضحاً أن الطفل في عصرنا يحتاج إلى خطاب أدبي جيد، يناسب إيقاع العصر ويستجيب لتحدياته، فلم يعد الطفل هو ذلك الساذج الصغير الذي تجذبه حكايات الجان والخرافات، أو تلهب خياله قصة الشاطر حسن أو ذلك الطفل الفقير الذي تزوج الأميرة أو بنت السلطان، إننا نتعامل اليوم مع طفل واعٍ قادر على استيعاب مفردات عصره، مدرك لمعطيات واقعة ومتغيراته، طامح إلى غدٍ أكثر تقدمًا وازدهاراً، ولذلك فهو يحتاج إلى خطاب واقعي يحترم عقله الصغير المتفتح، ويستشير خياله الواعي ويستجيب لطموحاته. ولن يتسنى ذلك مع وجود هذه الأنماط السلبية لصورة الأنثى؛ ولذلك يجب على كتاب هذا العصر النظر بعين جديدة لدور المرأة الحقيقي وإسهاماته البناءة في مجتمع اليوم والغد.

إن النساء في عالمنا العربي اليوم خاصة النساء في البلاد التي مزقتها الحروب مثل لبنان وفلسطين والعراق مشغولات بمهام غير الطهي والكي والاعتناء بالمنزل. إنهن يذهبن إلى الجامعات، ويعملن كمديرات وكاتبات وفنانات وصحفيات وطبيبات ومحاميات وقاضيات وموظفات حكوميات….إلخ، إن ما نقرأه في القصص ليس هو حقيقة ما تفعله النساء في عالمنا اليوم.

لقد حان الوقت لأن تظهر للأطفال، دون أي سخرية، الأمهات الناجحات في المجال السياسي ومجال الأعمال والفنون. يجب أن نبين لهن صورة الزوجات اللاتى ينجحن في الحياة رغم حصولهن على الطلاق، والمطلقات اللاتي يتزوجن مرة أخرى، والأمهات الأرامل.

لابد من الإشارة دون سخرية أو نقد ضمني – إلى الأمهات اللاتي تخرجن، بينما أزواجهن في المنزل مع الأطفال والأمهات اللاتي يجهلن الطهى والأمهات المهتمات بالقراءة والموسيقى، والأمهات اللاتى ينسين مواعيد الوجبات، واللاتي تشتركن في المناقشات السياسية، واللاتي تفزن في المسابقات الرياضية، والنساء اللاتي اخترن عدم الزواج، والجدات اللاتي تعلمن، واللاتي يتزوجن مرة أخرى، والأسر التي يشترك أبناؤها في أداء المسئوليات اليومية، والآباء الذين يغيرون ملابس أطفالهم، ويواسونهم ويقومون بكى الملابس وإعداد قوائم المشتريات والذين لا يمتلكون المعرفة الآلية عن الأشياء.

لذا يجب أن تكتسب الفتيات أنواعًا أخرى من المهارات والتدريبات غير الرقص والاهتمام بالملابس، وأن تتعلمن أن تكن مجتهدات في مدارسهن، دون أن يصبحن متحذلقات، وبغير الحاجة إلى ارتداء نظارات طبية، أو أن تكن أوائل الفصل غير المحبوبات.

على الفتيات أن يتوقفن عن مساعدة الأم، بينما الابن يلعب والأب يقرأ الجريدة أو غائب عن البيت. لقد حان الوقت أن تتوقف الفتيات عن الحلم جانب الشباك، ويجب أن يساعد أدب الأطفال على تحرير البنات، ومحاربة صورة الأقدار المقدمة لهن من خلال الكتب التي تتسم بالعقم والملل وتفتقر إلى الجاذبية.

ومن حيث الأرقام، فإن النساء الآن أكثر ظهوراً في المجتمع عن العشر أو الخمسة عشر عامًا السابقة، بل أحيانًا يتولين الآن مناصب قيادية في المجتمع. إلا أن هذا التطور كثيرًا ما يكون مصحوبًا بأدوار معكوسة، فالفتيات تتبنى مواقف مخصصة تقليديًا للبنين بحيث تظهر في صورة عدائية ومسيطرة، بل أكثر من ذلك في صورة عنيفة. إلا أنه حتى فتيات ما بعد النسوية كثيرًا ما يقتربن من الصور النسائية النمطية، إن هناك محاولات لكتابة كتب تحتوى على أفكار يمينية من الناحية السياسية، أو بها تكرار للأفكار النسوية.. وللمحاولتين مشاكلهما.

إن اللجوء إلى القصص قد يقدم للفتيات نظرة أشمل للمهن المتاحة لهن، ولكنه يؤدي أيضًا إلى انعزالهن؛ لأنه يحاول أن يفرض قيمًا أخرى دون السماح لهن باكتشاف معنى كونهن نساءً، من خلال تقييم النفس وعرض قيم الثقافة النسائية، التي من المفترض أن تكون كونية بمعنى أن يعتنقها البنين والبنات على حد سواء. إن الدراسة المتعمقة لمعنى المفاهيم المتماثلة والمختلفة في القيم الأنثوية والذكورية دون وضع الأنواع الاجتماعية في قوالب نمطية فقط كفيلة بأن تسهل عملية التغيير المعنوي، الذي سوف يؤدى إلى نظام اجتماعي يغيب عنه التمييز.

وأخيرًا، فإنني أرى أننا نواجه هجومًا مضادًا وليس تقدمًا فعليًا ويتضح ذلك عند دراسة الصور النمطية الجديدة في هذه الكتب، التي من المفترض أنها غير منحازة إلى أى من الجنسين، حيث تظهر قضيتان ملحتان.

القضية الأولى هي العلاقة المبهمة بين النص والنص الفرعي، فيبدو الأمر كما لو كان فقط إلغاءً للوجه السلبي للأنوثة: الضعف، والطبيعة العاطفية والسلبية والاهتمام بواجهة المظهر، وأيضًا إلغاء الوجه السلبي الذكوري أي العدوانية، الشدة والتنافس…. إلى آخره، دون التساؤل حول العلاقة بين الناس (بين البالغين، وبين الأطفال أو بين البالغين والأطفال وبيئتهم الاجتماعية)، وأيضًا فهم لهذه المواقف والتوقعات في إطار ضمنی؛ مما يؤدى إلى حالة من اللامساواة، وتحديد أهمية الأفراد على أساس جنسهم.

والقضية الثانية هي كيف يرى البنين والبنات هذه القصص التي من المفترض أنها لا تميز بين الجنسين…. لا توجد دراسات كثيرة حول رد فعل القارئ تجاه هذه القصص، ولكن علينا ألا ننسى أن البنين والبنات يهتمون دائمًابالجنس الصحيحأي السائد في المجتمع، أو الذي يعكس الصور النمطية للذكورة والأنوثة؛ حيث إن النوع Gender ليس إلا مجموعة من المعايير المجتمعية، التي تحدد القدرات والسلوك طبقًا للجنس. وقد تناولت الروايات الأدبية أمثلة عديدة لفتيات يردن أن يصبحن بنين، ولكن ليس هناك إلا القليل من الأمثلة عن البنين الذين يريدون أن يصبحوا فتيات. إن الاعتبار الاجتماعي يتجه نحوقيم الذكور، وإذا لم يتماثل قارئ مع الشخصيات الرئيسية في القصة التي تقدم نماذج غير نمطية للسلوك، فالسبب في ذلك يرجع إلى أن كثيرًا من القراء يختلفون تمامًا مع أطروحة الكاتب، أو أنهم على الرغم من اتفاقهم غير المعلن معه أو معها في الرأي، فهم يخشون أن يكون لهم دور مختلف، ولا يريدون أن ينظر إليهم على أساس كونهم مختلفين. ربما تكمن فعالية هذه الكتب، التي لا تميز بين الجنسين في تشجيع الحوار حول مشكلة التفرقة بين الجنسين: الذكر والأنثى وإخضاعها للنقاش العام.

الأدوار النسوية في قصص الأطفال العربية

(تم إحصاء هذه الأدوار في عينة 100 كتاب)

جدول (1)

الأم

البنت أقل من 14

الأميرة

الزوجة

الفتاة 14 وما فوق

المرأة العاملة

الساحرة

أخريات

55

38

31

28

25

16

12

29

الملحق (1)

الأدوار النسوية في قصص الأطفال الفرنسية

(تم إحصاء هذه الأدوار في عينة 100 كتاب)

جدول (1)

الأم

البنت أقل من 14

الأميرة

الزوجة

الفتاة 14 وما فوق

الساحرة

المرأة العاملة

العانس

أخريات

45

40

25

33

22

8

27

20

30

الأعمال النسوية في رسومات قصص الأطفال العربية

(تم إحصاء هذه البيانات في عينة 100 كتاب)

(عدد المرات = الظهور المتكرر في 100 كتاب)

أخريات

الساحرة

المرأة العاملة

الأميرة

الفتاة

البنت الصغيرة

الزوجة

الأم

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

%

عدد

7609

10

100

7

3305

2

7505

3

5205

13

3705

6

71

16

88

46

الأعمال المنزلية التقليدية

الأعمال المنزلية غير التقليدية

1504

2

50

3

36

9

6205

10

2308

5

508

3

الأعمال النمطية التقليدية

707

1

16

1

25

1

12

3

507

5

الأعمال المنزلية غير التقليدية

100

13

100

7

100

6

100

4

100

25

100

16

100

21

100

54

المجموع

نادية الخولي: أستاذة بقس اللغة الإنجليزية، جامعة القاهرة، ومهتمة بأدب الأطفال.

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي