التمييز على أساس النوع في كتب الأطفال العربية والفرنسية

ليس أمامي سوى أن أصبح ممرضة لأنني لا أستطيع أن أكون طبيبة.. هكذا يقول كتابيبهذه الجملة القصيرة لخصت فتاة في سن السابعة بإحدى مدارس الولايات المتحدة الأمريكية حقيقة التمييز الذي تفرضه الكتب المصورة بين الذكور والإناث.

وتحت عنوان: “التمييز على أساس النوع في كتب الأطفال العربية والفرنسيةنشرت الباحثة نادية الخولي أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة دراستها عن الصورة النمطية للفتيات والأولاد في كتب الأطفال في العدد الثالث من مجلة طيبة الصادرة عن مؤسسة المرأة الجديدة. شملت الدراسة ١٠٠ كتاب باللغة العربية ومثلها بالفرنسية للأطفال من سن ثلاث سنوات إلى أربع عشرة سنة لكتاب من الجنسين.

وتوصلت الباحثة إلى أن الصور النمطية الموجودة في كتب الأطفال والقصص لها تأثير كبير على الأطفال يفوق تأثير الحياة الواقعية، وتعتبر القصص المصورة مكونًا رئيسيًا ومهمًا في فصول الأطفال، وهي تحدد شکل ودور وسلوك كل جنس.

وللأسف، تركز القصص المصورة على أن كسب العيش هو من مهام الرجل، وأن الرجال أشخاص مسئولون مبدعون وأبطال مخلصون وماهرون أما النساء باستثناء الأمهات والأميرة الجميلة فهن العابثات المستغلات المبذرات الحقودات والأهم من ذلك فهن محدودات الذكاء.

وطبقًا للدراسة، فقد تناولت مجموعة كبيرة من القصص موضوع سلبية النساء والفتيات الصغيرات ودورهن كمتفرجات على الحياة، بينما تظهر قدرة الرجال على الإبداع والمشاركة الايجابية في بناء المجتمع. وذلك من خلال استخدام الرمز لتوصيل هذا المفهوم كالشباك، فقد وجد أنه لا حصر لعدد النساء والفتيات وهن ينظرن من الشباك وكذلك الأميرات وجميعهن يتأملن الحياة ولا يشاركن فيها.

علاوة على رمزية الشباك في الحفاظ عليهن وحمايتهن ومن خلاله ترى النساء ما يحدث في الخارج دون أن يتركن المساحة المخصصة لهن في المنزل. أيضًا ظهرت هذه السلبية في القصص التي تقدم الفتاة كرمز للجمال والرقة والاستسلام والتي يتم إنقاذها بواسطة البطل كون هي مغلوبة على أمرها.

وتشير الباحثة إلى أن تبسيط سلوك الشخصيات النسائية يؤدي إلى تقليص الفرص المتاحة للفتيات ويتركهن أمام ثلاثة خيارات:

الأول هو الخضوع للقدوة الكلاسيكية والتخلي بالتالي عن آمالهن الشخصية. والثاني هو الاقتداء بالنموذج الذكوري والتخلي عن أنوثتهن. أما الاختيار الثالث وهو الأصعب فهو توفيق دورهن كنساء لهن حياة مهنية وعائلية، وهو طريق صعب لا تشير إليه كتب الأطفال.

وعلى الجانب الآخر، لا يستطيع الذكور استيعاب دور النساء في حياتهم الشخصية أو في المجتمع كدور يختلف عن الدور الذي تقدمه الكتب وهو المشاركة في الأعمال المنزلية. وأثبتت الدراسة وجود أمثلة عديدة لفتيات يردن أن يصبحن ذكورًا في حين أن نسبة قليلة من الذكور تريد العكس.

وفي النهاية توضح الدراسة أن حال أطفالنا اليوم غير أمس. فقد أصبح طفل اليوم واعيًا قادرًا على استيعاب مفردات عصره، لا تجذبه حكايات الجان والخرافات والقصص الخيالية.

أيضًا توضح واقعنا المعاصر وحال النساء به اليوم، فهن مشغولات بمهام غير الطهي والكي والاعتناء بالمنزل، فهن يذهبن للجامعات ويعملن كمديرات وكاتبات وفنانات وصحفيات وطبيبات ومحاميات وقاضيات وموظفات حكوميات.. الخ.

وقد حان الوقت لأن تظهر الأم والمرأة في كتبنا وقصصنا دون أي سخرية ولابد من وضوح نجاحها في المجالات المختلفة. لابد أيضًا من الإشارة إلى الأمهات اللاتي يخرجن للعمل بينما يبقى أزواجهن في المنزل، والأسر التي يشترك أبناؤها في أداء المسئوليات اليومية ويتحمل الآباء فيها جزء من الأعباء المنزلية. وعلى الكتاب أيضًا التوقف عن تصوير الفتيات اللاتي يساعدن الأم بينما يلعب الابن والأب يقرأ الجريدة أو غائب عن المنزل.

اصدارات متعلقة

أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي