الجزء الثالث من السنة الأولى

الجزء الثالث من السنة الأولى

في 1 فبراير سنة ١٨٩٣

موافق 14 رجب الفرد سنة 1310

(ليس الكحل في العينين كالكحل)

سیداتی

حَسَب المرأة قومٌـ آفةَّ …من يدانيها من الناس هَلك

ورآها غيرهم آمنيَّة فاز بالنعمة فيها من ملك

فتمنى معشرُ لو نبذت وظلال الليل مشتد الحلك

وتمنى غيرهم لو جعلت فيّ جبين الليث أو قلب الفلك

وصواب القول لا يجهلهُ حاكم في مسلك الحق سلك

إنما المرأة مرآة بها كل ما تنظرهُ منه و لك

فهي شيطانُ إذا افستدتها وإذا أصلحتها فهي مَلك

أجل وقد قال الحكماء لا خير في جمال زايل فإن ثوب الفخفخة لا يدوم إلا وقتًا يسيرًا، ومتى زال المسبب زال السبب أما ثوب التعقل والإدراك فيدوم لصاحبه زمنًا طويلاً، ويزداد كل ما تقادم عهدهُ جسنًا وبهاًء ويكون ثمينًا كالتبر لدى أرباب الفضل خلافًا للأول، فإنه يكون لديهم كالتبن كل الوجود عديم القيمة وشتان بين التبر والتبن والصحيح والعاطل والعامل والباطل.

ومن البديهي أيتها السيدات أن الجمال الطبيعي هو ما تكاملت به أعضاء الصورة، وتناسقت فيه تقاطيع الوجه بحيث تميل إليه العواطف ميلاً طبيعيًا، وتنجذب لطلعته الأفئدة انجذابًا حارت دونه ألباب الحكماء ووقفت عن إيضاح سره مـدارك الألباء.

ومما يزيد الجمال جمالاً هو حسن التربية والآداب واقتباس العلوم والمعارف فإن المرأة أو الفتاة الجميلة إذا ظلت في الحالة القطرية كما هي عارية من جواهر تلك الصفات الأدبية كان اعتبارها ومنزلتها في الوجود اعتبار المرأة التي يتخلل سطح زجاجها كلف يضر بنور جمالها وزخرفته، ولم يعد لوجودها في صدر المكان نفع إلا للزينة الظاهرة فقط بحيث إذا وقف أمامها ناظر عاد كاسفًا قائلاً إنما الجمال بالأفعال لا بالصور والأشباح، وبناء على ذلك لا نرى شيئًا أعذب وأحلى وأفيد وأجدر من تعليم الابنة مواجب الآداب والتهذيب فضلاً عن العلوم والفنون المختصة بجنسها؛ ليكون ذلك حارسًا لإخلاصها وعفافها، وأعظم مدرسة للفتاة هي مدرسة البيت إذا كان أبوها فاضلاً وأمها حكيمة، فيغرسان في لب ابنتهما بنور الفضائل والكمال وجذور التهذيب وحسن السلوك، وكل ابنة نشأت على هذه المبادئ كانت عزيزة النفس شريفة الطبع كريمة الخلق كثيرة الاحتشام بعيدة عن كل رذيلة عميمة الفضائل.

ولا غرو فإن من أدركت بسامي عقلها ومحاسن آدابها مقام الكمال تجنبت عن فخافخ الأمور، وأبت العجرفة والكبرياء، ونبذت كل ما يتعلق بالجسد والبغضة والنميمة وسارت بذاتها مستقيمة لا تألف الاعوجاج، ولا تعرف الأضاليل، وأصبحت في هيئة الاجتماع يشار إليها بالبنان إذ لا تتكلم إلا بوجه باش وصوت منخفض وحديث مفيد وكلام مملو من الرقة والعذوبة والآداب، ولا تظهر إلا بثوب يماثل نظافة قلبهـا ويقارن رائحة شهرتها المسكية.

والمرأة كما لا يخفى هي ذات حاسات تفوق حاسات الرجل رقة وانفعالاً وتأثيرًا ولذلك كانت سريعة الإدراك دقيقة اللحظ وصفها الحكماء بالرقيق الشفوق المعزى، وقالوا أنها لم تجد إلاَّ لتتحد بالروح والقلب مع كل من كان حولها، وترفع علم السلام بين ذويها وأقرانها ولها سلطان عظیم ذو شرف باذخ يمنحها الحكم في بيتها أكثر مما فيه للرجل من السيطرة والسيادة والسلطان، وهي بسبب نظافة قلبها وحسن مساعيها وصفاء نيتها تكون أفضل عشير وأحسن دليل، وبواسطة ما أودع الله في جنانها من سمو العواطف تقدر أن تشجع وتعزى وتجمع قلوب العائلة على حبها وتربطها برابط الاتحاد والوفاق إلى ما شاء الله، هذا إذا كانت مباديها شريفة كما تقدم أما إذا كانت لم تزل على حالة الفطرة الطبيعية، فلا يهمها إلَّا مرآتها وثوبها وذيله إلى غير ذلك مما يؤول بخـراب البيت وإثارة الفتن والفساد بين أولادها وذويها والعياذ بالله من شـر الإهمال وعواقب الإكتراث ما أضرهما وأبعدهما عن جادة العمران.

فعلى كل أب يود حفظ مركز ابنته الأدبي حاضرًا ومستقبلاً أن يعتني بتعليمها وتهذيبها من صغر (العلم من صغر كالنقش في الحجر)، ويبعد عنها كل كتاب أو رواية يحتوى على ما يفسد الأخلاق ويمس بعبارته شرف الطهر والعفاف وزينة العلم الأدب.

وعلى الأم أن تحترس على فتاتها، وتسهر على تربيتها سهر الحكيم الحازم ولا تدعها أن تغرب عن بصرها، ولا تسمح لها أن تخرج خطوة واحدة عن دائرة البيت إلا إذا كانت مستظلة بظل جناحها الوالدي أو متفينة بظليل من يقوم مقامها.

وعلى الابنة أن تحترم هذه المبادي ولا تحسبها إهانة بقدرها وشرفها ما دمنا موجودين الآن في عصر لاح نجم فضله وطلع بدر كماله وعرف به الكل أن المرأة هي العضو الأكثر أهمية في جسم العائلة البشرية، وهي بفضلها وآدابها ترفع بنيها إلى ذروة المجد وشامخ السعد، وهي التي بإهمالها وعدم إكتراثها تعود بهم إلى دركات الذل والاحتياج وحصيض القهقرة والانحطاط.

ولا عجب أن وصلنا يومًا إلى ما وصلت إليه نساء الغرب من التقدم في درجات العلوم والمعارف والارتقاء إلى ما يخولنا حقوقنا المسلوبة منا بالنظر إلى تقاعسنا واهما لنا فعلينا إذًا أن لا نشمئز من سيطرة الوالد الفاضل وإحكام الأم الحكيمة فإن ذلك مما يعود إلينا بالفائدة المطلوبة والمنافع المرغوبة، والله نسأل أن يوفقنا إلى ما به ارتقاء المرأة من حسن إلى أحسن وهو حسبنا ونعم الوكيل.

«هند»

(مسيس فرنك لسلي الشهيرة)

وما التأنيث لاسم الشمس عيب …ولا التذكير فخر للهلالِ

وما ضرّ هذه الفاضلة الطائرة الصيت والذائعة الشهرة كونها امرأة، فقد زاحمت العلماء المدربين وناهضت الكتّاب المجربين، ففضلت كثيرين منهم بسمو المدارك وعلو الهمة ونبالة المقاصد، وتركتهم ينظرون إليها بعين التعظيم وهي جالسة في مقلم تخرّ أمامها كبار رجال الأعمال سجودا.

وجدت في هذا العصر عنوان الإقدام ومثال الجد استصغرت العظائم وداست العقبات، فتالت منى عزيزة وبلغت بين رجال الدهر ونسائه من التقدم شأوًا بعيدًا فملأت شهرتها الخافقين وذاع صيتها في المشرقين.

وهي ولا نبالغ في وصفها آية الحسن وذات الجمال تتعلق الأبصار بما وهبت من المحاسن، من نحـو حـلاوة عينين وتورد وجنتين ولين إعطاف، فيعرض لونها برقع من الجلال والوقار يرد الابصار كليلة والقلوب صاغرة ذليلة.

توفى بعل هذه الشهيرة المستر فرنك لسلى من مضى بضعة سنين، وكان أحد كبار منشي الجرائد إثر مرض لم يلازمه سوى عدة قصيرة نشأ من شدة كدر لحق به لدى حلول نوازل خربت إشغاله وأضرت بها ضررًا جسيمًا، فبعد أن توفى زوجها بيوم واحد قبضت على أزمة أشغاله ولم تبالى بطوارق الحزن بل قامت بعمله العظيم بجد ونشاط عجيبين، فخلصته من الدين بأقل من سنة ووطدته على أسس متينة الأركان، ونتج من حسن إدارتها ومضاء عزيمتها أنها اقتدرت على وفاء ٢٥٠ ألف ريال بسنين قليلة وأصبحت الآن تقدر بثلاث ملايين ريالاً أمريكيا. وقد أشغلت بأشغالها عددًا كبيرًا من النساء خصوصًا، وملكت قلوب سائر مستخدميها بلطفها وورقتها ودمائة أخلاقها. ولما رأت أنه يوجد كثير من النساء قويات العقول ليس لهنَّ من الوسائط ما يمكنهنَّ من إظهار قواهن افتتحت لهنَّ مدرسة سلمت مقاليد أمورها إلى نساء عالمات نشيطات، وقد أنفقت على هذا العمل نحو 600 ألف ريال، ولم تطلب من أحد مساعدة مالية في هذا العمل الخطير.

وقد قيل فيها أن قد استودع الله في هيكلها اللطيف من القوى العقلية ما يمكنها من إصدار ست جرائد شهرية، هذا وقد ألفت 8 مؤلفات كبيرة منها في السياحة في أقسام أميركا الغربية ومنها في الحياة ومنها في عدة اكتشافات في أميركا الوسطى والجنوبية حيث أقامت هناك مدة تقتطف رياض المعارف، وفي ذاك الوقت منحت وسام بوليفار من الطبقة الأولى.

وقد عرضت مؤلفاتها هذه وكتاباتها على أرباب النقد من العلماء المتبحرين ينظرون إلى مرامي النقد فيها، فارتدت عنها أعين الناقدين ولم تصادف منهم سوى الشكر والثناء على سموّ همتها وغزارة مادة مؤلفاتها العلمية والأدبية.

وقـد سـاحت في عدة بلدان فـقـوبلت في جميعها بما يليق بها من الاحترام والإكرام، وكانت في أثناء سياحتها تدير أشغالها كأنها حاضرة في مركز شغلها وقد زارت بعض بلدان المشرق، وهي كما تأكدنا تحب الشرقيين كثيرًا، وكما ذكرت ذلك في جرائدها وكتاباتها ونتمنى لنساء الشرق كل خير ونجاح وشغلها الآن تحرير جريدتها الغنية بشهرتها عن الذكر، وقد قال الأميركيون مرارًا أنهم يفتخرون بها وبأعمالها الخطيرة ويحق لهم الافتخار بهذه النابغة والدرة اليتيمة:

ولو كان النساء كمن ذكرنا …لفضلت النساء على الرجالِ

«كوكب أميركا »

(ليلى)

إحدى عرائس الشعر

ليلى ابنة حذيفة بن شدد بن كعب اشتهرت بالعفة والجمال والفصاحة والآداب وحفظ أنساب العرب، وأيامها وأشعارها، وهي معشوقة ثوبة بن حمير بن أسيد الخفاجي كان شجاعًا فصيحًا مشهورًا بمكارم الأخلاق، فسافر إلى الشام وقام بها مدة ثم عاد واتصل بمشاهدة ليلي، فقال لها هل لك يا ليلي أن تمكنيني من تقبيل يدكِ فأنشدت:

وذي حاجةُ قلنا له لا تبح بهـا …فليس إليها ما حبيت سبيلُ

لنا صاحبُ لا ينبغي أن نخونهُ …وأنت لأخرى صاحبُ وخليلُ

فخجل ثوبة من كلامها وأطرق حياء وأخذ يعضعض أصابعه، وما استقر به المنزل حتى عزمت خفاجة على الحرب والكفاح فقتل في الواقعة.

وقيل إن ثوبة مات سنة 71 للهجرة، وأن ليلى لما بلغها نعيه خلعت عنها الزينة وأقامت على الحزن حتى ماتت سنة 101 للهجرة في قومس (بلدة من عمال بغداد على جانب الفراة) وقيل بحلوان.

ومما يحكى عن فصاحتها أنها دخلت على الحجاج فتنسبها فانتسبت فقال: ما جاء بك؟ قالت: أخلاف النجوم وقلة الغيوم وكلب البرد وشدة الجرد، وكنت لنا بعد الله الرفد ثم أقبلت على مدحه حتى استعفى، وقال لم يصب وصفي من دخلت العراق غيرها والتفت لخازنه وقال لهُ اقطع لسانها، فأراد الخازن ذلك فقالت ويحك إنما الأمير أراد العطاء.. فضحك الحجاج وقال لجلسائه هذه ليلي التي مات ثوبة من حبها ثم قال لها أنشدينا يا ليلي مـا قـال ثوبة فيك، فأنشدت القصيدة التي مطلعها. حـمـامـة بطن الواديين.. إلخ فقال وما قلتِ أنتِ فيهِ فقالت: كثيرًا أيها الأمير، فقال هات فأنشدت:

اتته المنايا بين زعفٍ حصينةِ …واسمر خطيَّ وجرداء ضامرِ

وهي طويلة ومن مراثيها أيضًا:

أيا عن تبكى ثوبة بن الحُميّر …بسحٍ كفيض الجدول المتفجرِ

وتبكى عليه من خفاجة نسوةٌ …بماء شؤون العبرة المتحـدّرِ

إلى أن تقول:

فيا ثوبٍ للهيجا ويا ثوب للندي…ويا ثوب للمستنتج المتنور

ويا رُبَّ مكروبٍ أجبت ونائل…بذلت ومعروف لديك ومنكرِ

ولها غير ذلك من القصائد والمراثي.

فأنعم عليها الحجاج فوق ما سألت ثم قال لها لك حاجة؟ قالت نعم تدفع إلىَّ النابغة أحكم فيه بما أرى، فسمع بذلك النابغة فهرب إلى الشام فتبعته «وهي غير ليلي معشوقة البراق وليلى أم مالك معشوقة عامر أو قيس» «بن الملوَّح »

مراسلات الجهاد

ذر القميص»

لحضرة الأديبة الأنسة سلمى كريمة جناب الوجيه يعقوب أفندى نوفل»

«بالاسكندرية»

عزيزتي مديرة جريدة الفتاة أعزك الله

بينما كنت أقلب الطرف في جريدة البتي فرانس إذ عثرت على مقالة نشرتها تحت هذا العنوان – ذر القميص – إظهارًا للجد تحت طى الهزل، فعربتها بتصرف وعلقت عليها ما جال في الخاطر مما يناسب المقام، وبعثتها لك على رجاء أن تجعلى لها مقامًا في صفحات فتاتك الغراء تفكهة للقراء فأقول:

يرى الناظر على جانب من البلوار في باريس عمودًا مرمريًا شاهقًا يعلوه تمثال نحاسي موسوم بملك الحرية واقف على كرة، وهو يلمع بانعكاس نور الشمس كالذهب الوضاح ثم يرى على مقربةٍ من هذا العمود بيتًا لطيفًا في طرزه عظيمًا في وضعه وهندسـتـه، وهـو لرجل من العظاميين قد تزوج بغادةٍ حسناء ذات آداب ولطف ورقة وظرف وسكن معها هذا القصر الباذخ، فرزقه الله منها طفلاً ليس إلا وكانت أمه ناعمة البال قريرة العين تقلبها الدنيا على أكف الهناء والسعادة شأن من أنعم الله عليه بوافر الخيرات وعظيم البركات، وكان طفلها محتضنًا بحضن مرضعة ذات علم وآداب وحنين كما كان البيت وإدارته منوطين بخادمة أمينة والمطبخ بعهدة طاهية ماهرة بفن الطباخة ولذلك كان صاحب البيت لا يهمه إلا أن يكون على الدوام مع امرأته متمتعًا بأسباب الشرف والترف وأنواع الهناء والرخاء والصفاء.

وفي صباح ذات يوم رق أديمه واعتل نسيـمه نهض من سريره متذكّر وعداً تبادله مع صديق له في قهوة كائنة على جانب من الشانزيليزيه، فأخذ ثيابه بسرعة خوفًا من التأخير واختلاف الوعود كالحنث بالعهود لا سيما لدى أمة كالأمة الفرنسية التي وصلت مع الدهر إلى مركز تنتهى إليه خطوط التمدن والآداب.

فلما تناول قميصه وجد به زرًا مقطوعًا، فدخل سراعًا إلى غرفة امرأته فرآها جالسة على طاولة الكتابة تطالع بعض كتب طبية برغبة واعتناء وتروٍ، فقال لها بلطف أرجوك عزيزتي أن تصلي زر هذا القميص لأننى وجدته بالصدفة مقطوعًا وقد أزف الوقت الذي به ينتظرني صديقي، فظنته يقول لها قد أزف الوقت الذي ينبغي أن تكوني به في المدرسة الطبية لتقدمي الامتحان وتنالي الشهادة الدكتورية، فأحنت رأسها باحتشامٍ فتوهم زوجهًا بأنها أدركت الغاية فشكرها بلطفٍ ووقف.. أما هي فتبسمت مذ توهمت بأنه يقول أنني مستعد لأن أسمع منكِ بعضًا،تستعدين إليه لموقف الامتحان وقالت:

إن للنباتات أعضاء تعرف بالجذور والورق والزهر، وهي في جسمها كالأسنان والمعدة والقلب في الجسم الإنساني فوظيفة الجذور لا تتجاوز امتصاص المياد من الهواء والتراب وبالمياه مع وجود الحرارة يتعدى النبات وينمو نموًا طبيعيًا، وهكذا وظيفة المعدة فإنها تتناول المأكل والمشرب. تحللهما وتعطى بخارهما لبقية الأعضاء فنتغذى به مادة النمو والحياة أما العظام والدم والجهاز العصبي وا………

فقاطعها الرجل قائلاً: هل ظننت عزیزتی بأننی آت من قبل لجنة الامتحان الاستماع ما تعرفيته حالة كوني لم أطلب منكِ إلا تصليح زر القميص، فأجابته حينئذٍ بالاعتذار واستسمحته لعدم إمكانها إنفاذ عليه بقولها أنني بعد ساعة سأكون واقفًة أمام لجنة الامتحان في المدرسة الطبية ولى كبير أمل بأن أحصل على الشهادة الطبية في هذا اليوم إن شاء الله، ولكن لديك ثلاث نسوة في البيت ويمكن كل منهنَّ أن تنجز مطلوبك بأقرب ما يمكن من السهولة، فأحنى الرجل رأسه بوقار وخرج من لدن امرأته ضاحكًا مستغربًا ثم مضى إلى حجرة المرضعة، فرآها وهي تهز سرير الطفل بيمينها شاخصة ببصرها في قبة الفلك ولسان حالها يقول:

حمل الثور جوزة السرطان …ودعى الليث سنبل الميزانِ

ورمی عقرب بقوسٍ لجـدى…نزح الدلو بركة الحيتانِ

فقال لها اعملي معروفًا أيتها الفلكية، وتعالى وأصلحي لي زر هذا القميص فالتفتت إليه ظنًا منه بأنه عالمُ بقراءة الأفكار وأنه أدرك غايتها مذ وقفت قريحتها عن إيجاد كلمة يتم بها مصراع بيت كانت تنظمه للكواكب والنجوم لتنشده للطفل، كما أنشدته البيتين الموما إليهما ثم أطرقت واضعة أناملها على صدغها وهي تقول: ذر القميص. زر القميص، فأجابها سيدها نعم، زر القميص، فقالت ولكن يا سيدي هذه كلمة لا توافق المعنى لإتمام البيت الجامع في شطريه كل الكواكب السيارة كما قال أحدهم:

زحل شري مريخه في شمسهِ…فتزاهرت بعطارد الأقمار

فقطب الرجل وجهه غيظًا وكاد يفقد صبره، ولكنه اعتصم بالحلم شأن الرجل الواسع الصدر وكرامة الأخلاق عنوان الفضل ثم برحها وقصد الخادمة فلم يجدها فعرج على المطبخ فرأى الطاهية رافعة الحلل فوق النار وواضعًا على أعلاها الأنابيق وفي يدها كتاب الكيميا تقرأ به.

فقال لها أصلحي لي زر القميص، فسمعت كأنه يسألها عما تفعل فقالت إنى أجرب عمليـة كيماوية وهذا الكتاب هو كتاب التارومتر أعنى به ميزان الحرارة أو الحرارة والبرد ومخترعه هو الحكيم كونيليوس دربل الهولاندي في خلال سنة ١٦٢١ مسيحية، وهو كتاب جـمـع فأوعى وقلَّ فدلَّ ولى من أول هذا الشهر أسأل عنه باعة الكتب وعـمـوم المطابع ولم أعثر عليه إلَّا مساء البارح فاغتنمت فرصة هذا الصباح وقصدت أن أمتحن به عملية كيماوية، فإن نجحت انتقلت من بين الحلل إلى نوادي العلماء فتتناقل الصحف العلمية أخباري ويدون التاريخ اسمى ويصدق بي قول القائل:

فقم بعلم ولا تبغى به بدلاً …فالناس موتى وأهل العلم أحياء

وفي هذا الكتاب كافة الامتحانات الجديدة الذي بها علم أن الأوكسجين الذي عرفه الطبيب بريسفلي الإنكليزي سنة 1774 لا أقل أهمية من الهيدروجين الذي تكلم عن حقيقتهِ كافذيس الطبيب الإنكليزي الكيماوي في سنة 1766 مسيحية، وخاصة كل منهما هي…. فقاطعها الرجل وهو باسم ابتسام الأسد، وقال لها لا ملام عليك بما تفعلين بل الملام على من استصحبته في هذا الصباح فكان من نصيبي طبيبة وفلكية وكـيـمـاوية أشـعـر منهن في بردِ قارصٍ يكاد يلسع عظمى، وما أتم كلامه حتى رأي الخادمة وعلى رأسها قبعتها وبيدها مروحتها وهي مسرعة نحو الباب، فناداها قائلاً قف واصلحي لي زر القميص فلم يعد في البيت من يصلحه سواكِ.

فأجابته ويدها على قفل الباب أرجوك سيدي أن تسمح لي حيث عندى مرافعة في مجلس الحقوق، وقد أزف الوقت الذي أكون به أمام هيئة المحكمة قال وهل عليك دعوى وأنا لا أعلم بها، فقالت كلا يا سيدي وإنما اليوم موعد استماع الدعوى المرفوعة منی ضد عموم الرجال وسيجتمع القضاة والمحامون والفضلا والنبلاء ليسمعوا إقراري الأخير وخلاصة ما يحكم لى أو علىَّ.

واعلم يا سيدي بأنني إذا كنت لم أنجح بهذا اليوم بدفاعي عن حقوق الجنس النسائي على إقناع الرجال بأن للمرأة حق المساواة بالرجل سأخسر القضية، على أن الدعوى لصادقة وأن المحامي بالحجة الراهنة لا الواهنة ضعيف السند لا البرهان.

فتبسم الرجل بعد الغضب الشديد، وقال لها اذهبي وإن نجحت فلا ترجعى وخرج من البيت بدون أن يجد به من يصلح زر القميص، وسار على عجلٍ إلى إدارة إحدى الجرائد وطلب من مديرها أن يكتب له إعلانًا بطلب خادمة فرنساوية لا تعرف القراءة والكتابة، وهو يدفع لها أجرة سنوية خمسماية ريال فضحك المدير وقال له إن من تطلبها لأن تكون لك خادمة، فأنا أريدها لي زوجة حيث الذي تشكيه فأنا من قبلك إبكيه.

فعاد الرجل من الإدارة خائبًا وذهب إلى الخياط وقص عليه خبره، فأصلح لهُ زر قميصه وهو يقول فلنحمد الله الذي وصلنا إلى زمن نرى به النساء يسابقن الرجال في المعارف والآداب لا بالتيه وفخفخة الثياب.

 

خطرات بال

«بقلم حضرة الكاتبة الفاضلة الأنسة مريم خالد المصونة وكيلتنا

«في دير القمر وجبل لبنان

لا تقعدنَّ عن الأشغال والعمل …واركب متن العلى لا تخشى من زللِ

أجهد قوى العقل وارفع قدر صاحبه …لا تكسلن فموت العلم بالكسلِ

واحدِ المطايا لبيت العلم مسـرعة …واطوِ الفيافي فخير البر بالعجلِ

قف في معالم أطلال العلوم وقـل ….. من بعد بسملة حييت من طللِ

وارفع ستار الخفا وانظر بجنتـهِ …انهارها ق جرت بالشهدِ والعسلِ

ونــاده مجهرًا بالحمـد مـبتدئًا ……. لله درُّك كم رقيت من رجلِ

فالعالم كالكنز لا يخطو بهِ رجـل …إن لم يكن تردَّى حلة البطلِ

خفية حار عقلي في تسترها …حتى عمدتُ إلى التدبير والحيلِ

بالدرس تفتحُ أبوابُ مقفلة…ويرتقي للعلي في أسهل السبلِ

اسمحوا لي سادتي أن أتيكم ببعض أفكار علمتها بالاختبار ربما تأول للفائدة غير خاف عليكم أن العالم ليس إلا مدرسة سنَّت قوانينها وتنظمت شرائعها مناسبة لأحوال الإنسان في كل زمان، فهو مطالب بحفظها مسئول حين مخالفتها لا يستطيع التلمص من تحت نيرها ما زال حيًا, وهي تشتغل دائمًا في تغييره إلى أحسن ما يرام بيد أن الإنسان لا يشعر بها ولا يستحسن بنفعها، فإن حفظها ورعاها نال رفعة وعزًا وإن أهملها وسن لنفسـه سـواهـا أهمل شأنه وحط قدرهُ، فالمطالعة بعد الخروج من المدرسة أمر ضروري ليحفظ ما تعلمه بمأمن من النسيان الذي هو آفة العلم ومصيبته فإن حياة العلم بالذاكرة وأمانته بالإهمال، هذا وإن كثيرين من الذين كانوا يسيرون بموجبه تركوا الدرس جانبًا من خرجوا من المدرسة ونبذوا المطالعة ظهريًا حتى وصلوا إلى درجة نسوا فيها ما تعلموا وأصبحوا لا يستطيعون شيئا منه يوم ولم يفطنوا لقول من قال:

إنما العقل مثلما السيف يصدى …حدَّه ساكنًا بلا أعمالِ

فعليه أقول إن من أكبر الغلطات التي يمكن ارتكابها في حق التقدم إهمال القوى العقلية بعد أن قد اعتادت الدرس والمطالعة.

ولا جهل أعظم من جهل امرئ يمر في قواهُ العقلية في مدرسة، ويبذل كل جهدهُ في الدرس والمطالعة حتى إذا ما خرج تركها ظنًا منه وبعض الظن إثم إنه قد استوعب العلم، ولم يعد لهُ حاجة إلى الدرس إذ أنه لا يلبث قليلاً بعد ذلك حتى ينسج عناكب النسيان على قواه العقلية نسيجًا يغطي كل ما عرفة من الأمور التي هي دون القليل فيصبح جاهلاً مدعيًا، ويعتاد أن لا يهتم بالمعارف والاكتراث بالدرس فیبتدئ يزدری بكل من كان يسعى لهذه الغاية ويهزء بالكاتب أو الكاتبة ذلك لما حل بهِ الكسل وتسدَّوا عليه من الخمول بما آل إلى سقوط قواه العقلية، فيصبح منحط القدر خامل الذكر لا يلتفت إليه ولا يؤسف عليه.

ولا أشك أن للظروف حقًا كبيرًا في ترقية القوى العقلية وتهذيبها، ولكن مهما كانت هذه القوى ضعيفة في الإنسان ومهما كانت ظروفه معاكسة لترقيتها فإهمالها إهمالاً كليًا إنما هي تعدّ على الناموس وخطية حزاؤها التقهقر والانحطاط إذ بإهمال تلك القوى يخطئُ المرء ضد نفسه وبالنتيجة ضد بلادهِ.

والخلاصة أن ليس لامرئِ حـق أن يهمل هذه القـوى ويتراخي في تهذيبه الشخصي ملكًا كان أو فلاحًا، وافقته الظروف أو عاكسته فإن ساعة من الدرس والكتابة كل يوم ليست طويلة تعود على أي كان بنتائج حسنة وفوائد عظيمة.

يخرج التلميذ أو التلميذة من المدرسة بعد أن ينال شـهـادتها، وهـو يزعم أن صدرهُ وعي علوم الأولين ومعارف المتأخرين، فيتيه عجبًا ويهر طربًا كلما رنَّ صوت المعارف في محافل البلاد ظنًا أنه من الطبقة الأولى، وإن الأوليات تخدمة والحقائق تتدفق من فيهِ ولكنهُ لا يطول أمرهُ كثيرًا حتى يهبط من سماء تخيلاتهِ، فيضحك على ما في خطئه ويستخف بقديم تصوراتهِ، وذلك حين تأبى الأيام إلَّا أن تظهر حقيقة أحواله وتبين كاذب آله وذلك بما تبين به بضاعتهُ ساعة يتوق بها إلى المراكز العالية ومهام الأمور وعندئذٍ يتذكر تلك الحديقة الغنَّاء التي طالما تمنى أن يقطف منها بما يشـوق العين ويسرّ الخاطر فيحقق أنها مغنى الطلاب ومـرجـاهم، بيد أنهُ إذ ذاك كان يذوق الأثمار فقط فلا يشبع ويرد موردًا عذبًا ماؤه فيصدر عنهُ، وفي النفس أشياء ولا يرى ما وراء الحجاب من حلاوة المشهد والشهد المستطاب إلَّا حين يدخل المدرسة الثانية ويثقف العقل ويقـوى الذهن ويحسن الذوق بالمطالعة التي هي كمفتاح مخادع العلم المستترة حيث يتمثل لديه ظروف الأجيال القديمة وأحـوالهـا، ويطلع على حروبها ومشاهيرها، ويحادثهم في الوقت الحاضر.

ويقصد الناس بالمطالعة أمورًا ثلاثة إما التسلية أو الزينة أو القدرة العقلية ففائدة الأولى التسلية في آن الوحدة والعزلة والثانية المقدرة على المخالطة والمحادثة والثالثة الاقتدار على الأعمال، وهي الأهم لأن القوى الطبيعية تشبه النباتات التي تحتاج إلى المواد المغذية لقيام حياتها. والدروس بحدّ ذاتها ضوابط وسنن مـحـدودة تدرك بالاختبار. وليس المطالعة للمناقضة أو للدحض أو للتصدق أو للهبة ولا لإيجاد مجادلة أو مخاطبة بل للمقابلة والتبصر إذ الكتب متنوعة، فالبعض منها لتذاق والبعض لتبلع والبعض لتمضغ وتهضم أي أن بعض الكتب يجب أن تقرأ منتخبات منها والبعض تقرأ بتمامها ولكن ليس بتمعن والبعض بتمعن للغاية. فالقراءة تجعل الإنسان كاملاً والمحادثة مستعدًا والكتابة مدققًا، ولذلك ترى أن أقلَّ من الكتابة كان ذا ذاكرة قوية ومن تحادث قليلاً كان ذا فكاهة في الحديث، فالتاريخ يجعل الإنسان حكيمًا والمرء حاد الذهن سريع الجواب والرياضيات تمكنه من الحيل والمنطق والبيان يصيرانه قادرًا على المحاجة.

فمن ثم لا يوجد مانع أو عثرة في سبيل المعارف بل إن تحليلها سهل بالدروس المناسبة وفعلها بالعقل وإنما هو بمثابة فعل التمادي بالجسد، فالتصعيد في الجبال مقوِّ للرئتين والصدر والمشي اللطيف نافع للمعدة وركوب الخيل لسائر العضلات ونموه وهكذا إذا كانت بصيرة الإنسان أو قوة إدراكه تهمهُ، فليدرس الرياضيات وإذا كان قليل التمييز ولا يفرق بين الأمور فليلاحظ محاجة المناطقة، وإذا كان غير قادر أن يصيب الأمور ولا يقدر أن يبرهن مسألة ويمثل أخرى فليدرس الفقه، وهكذا فإن لكل خلل أو ضعف في العقل دواءَ شافيًا فعالاً.

هذا وإن الدرس يُقدّر المرء في المجاهدة ضدَّ المتاعب والمصاعب وبقيت عقلهُ بهذا الطعام ويعمل الفكرة بجمع أطايب الأقوال تغذية للعقول وتطيبًا للنفوس. فهلَّم أيتها السيدات الفاضلات لنشمر عن ساعد الجد والاجتهاد، وتنهض همتنا وهمة جميع بنات جنسنا على اكتساب المعارف وترقية شأن العلم بهذه الوسائل لاسيما بمواصلة جريدة الفتاة جريدتنا الوحيدة الآن وعسى أن لا تبقى وحيدة لطول…..

أخيرًا نرى أن للإنسان مدارس متعددة غير التي فيها مبادئ العلوم، ونرى كذلك أنهُ بعد خروجه منها يحصل أضعاف ما حصلهُ فيها، وبذلك يتقدم في المعرفة والفهم ويرتفع ٍإلى درجات التي تودَّ البلاد أن تراه فيها حتى إذا ما رمقه الذين لم تساعدهم الأحوال، ورأوا ما هم عليهِ من التقصير عنه هيت فيهم نخوة الاجتهاد، فيأخذونه بالدرس والبحث والتقرَّب من المتعلمين ويقتدون بهم ويحقـقـون عندئذ أن العقل لا يتم نموه إلَّا بتبادل الأفكار، هذا وإننا نرى أن كثيرين من الذين لم يتسنَّ لهم الوصول إلى المدارس الكلية قادرون أن يعملوا أعمالاً تعجز عنها كبار الناس, وأنهم بجـهـدهـم أصبحوا من الأفراد العظام الذين يعقد عليهم الخناصر ويشار إليهم بالبنان وفازوا بقصب السبق في البلاد عقلاً ومعرفة مما يؤكد أن المدرسة ليست المكان الوحيد حيث يتمكن العقل من إدراك صعاب المسائل وحلّ مشكلات الأمور كاشفًا عن مبهماتها ومنقبًا عن دقائقها وقد يمكن للإنسان أن يكون في المدرسة يوميًا إذا شاءَ ذلك ويدخل في عرف المدرسة هنا البيت والحقل والشارع والسوق، وكل مكان وجد الإنسان فيهِ فكل هذه إنما هي مدرسة ترقى الرجال والنساء وتوجد فيهم حب الدرس والبحث والتكلم والعمل وتعلمهم أن يفعلوا ذلك لغاية شريفة تجعلهم في مقام رفيع، ويشار إليهم بالبنان ويحدث عنهم في كل مكان.

فعلى كل أن يقول أنني أفيد وأستفيد بمخالطتي الجميع أسعى في سبيل نفعهم ورقيهم إلى درجة أنا فيها إذا كانوا دوني واشترك معهم إذا كانوا في منزلتي، واستفيد منهم إذا كانوا أرقى حالاً منى، وطالب الحقيقة لا يستحي أن يأخذها من أي كان وعلى كلٍّ فإن الله ومينى عقلاً وفضلني على سائر المخلوقات، فعلىَّ أن أثقفه وأرقيه قدر طاقتي في كل يوم وفي كل فرصة وأكون في كل ذلك على حدّ قول الشاعر:

إذا فاتني يومٌ ولم أنتفع بهِ …ولم أستفد علمًا فما ذاك من عمري

اقتراح

لحضرة وكيلتنا الكاتبة الفاضلة السيدة زينب فواز بمصر

(الرجل أشد تعبا في هذه الحياة أم المرأة)

قد بحث العالم الاجتماعي في أمر المرأة والرجل والمساواة بينهما بالعقل والذكاء وما أشبه ذلك، والآن فلنجعل بيننا بمن منهما أشد تعبًا في هذه الحياة.

الرجل بتعاطيه الأعمال من تجارة وصناعة وسياسة وزراعة وحروب وغير ذلك أم المرأة وما تعانيه من حمل ووضع وتربية وتدبير المنزل وما أشبه.

وحيث أن لا يجوز الحكم من أحد الطرفين فقط.

فأرجو من حضرات السيدات من عقائل وأوانس اللواتي سطعت أشعة أنوار العلم معارفهنَّ، وبزغت من وراء غيوم الحجب وقـد أتت تتهادي إلينا على أكف نسيم رياض الصحف مبشرة بإدراك درجة الفلاح وارتقاء أريكة التقدم.

أن يبدين آرائهم بهذا الموضوع وليحكمن بما يرينه من الحكم العادل، وليتركن التخصيص للجنسين ويحكمن بما يقتضيه العدل ولهن منى مزيد الشكر والامتنان الأبدي.

العلم والعمل

لحضرة الفاضلة الأديبة الآنسة عفيفه اظن بطنطا

العلمُ زينٌ بالعمل لا بالتواني والكسل …فمن أتي في علمهِ بالقول والفعل واكتمل

سيداتي الفاضلات. أرجوكنَّ أن تسمحن لي تبيان أفكاري عما يختص بهذا الموضوع الجليل الشأن وألتمس العفو سلفًا من لطفكنَّ لدخولي في هذا الميدان إذ حار فيه أرباب الفصاحة وتاه في فيافيه ذوو البراعة: نحن في عصر مصرت في رياضهِ أغصان العلوم اليانعة، وانقشعت عن أفـقـه سحائب الجهل فاستضاء بأنوار الفنون الساطعة عصر جنانه أنيقة فاحَ طيبها،فعطر كل فجِّ وناد مذ ماست فيها أرباب العقول مـتـحليـة بوشي المعارف والكمال هذه هي جنان العلوم وهذه هي حالة هذا الزمان ولا يذوق الأثمار العلمية سوى من أطرَّح التواني وجرى وراء العلم والعمل.

لا خفى أن العلم مصباح العمل ومثال الأمل ولذة الحياة ورباط الألفة وشرف الأمة، وهو يزين الفتيات بجلباب الآداب ويقلد جيادهنَّ بعقود الحلى الكريمة المسبوكة من درر الذكاء والرصانة والكمال وهو نافعُ جدًا للبنات.

كيف لا وهوَ المدرّب في كل أينٍ وأن ولو مهما لعبت فيهنَّ أيدي الزمان.

إذًا من أهم الواجب هو تعليم الفتيات لا سيما اللغة الوطنية. لأن الابنة غير المتعلمة تعيش فاقدة لذة الحياة ومهما تعلمت من الأشغال العملية والأمور البيتية فلا يكفيها ولا يغنيها شيء عن المعرفة العلمية المنعشة التي هي أساس التربية العقلية، ولا يجب أن ننسى بأن النجاح والعمران والتقدم والترقي متوقف على همم النساء ولكن من أين يا ترى تأتي الهمة بدون أن تكون العقول منتعشة بروح العلم المحيى بنسمـاته الآمال الخاملة والمقوى بنفحات عطرهِ الأفئدة اليئسة والهادي ببارق أنوارهِ إلى سبيل الرشاد والصلاح. وحيث وجد العلم وجدت الرغبة في العمل لأنهُ يجعل الفتاة المتقاعسة أن تصير ذات فكرة نيرة متوقدة وهمة مستنهضة، ويشجعها لتشمرَّ عن ساعد الهمة وتخرج إلى عالم التمدن لتطلع على فوائد الأعمال الحسنة وتعرف القيام بالواجبات المفروضة ولا يبرح عن بالنا أن الفتاة المتعلمة تسطع أعمالها وتظهر كالشمس وتكون مكرمة معززة عند الجميع. فعلينا إذًا بحب العلم لأنهُ أعظم نصير للفضل ويبذل الجهد بحسن التربية والتدرب للعمل ويث أبكار الأفكار في عقول بنات الجنس، وبإنهاض الهمة للسعى وراء ما يرفع الشأن للارتقاء في معارج التمدن، ولنجرى إلى طلب العلم من وراء السبات الطويل العميق فلقد مرَّت بنا الأزمان الطوال ونحن راتعات في بيوتات الكسل والخمول، ولقد أتى علينا حين من الدهر كنا فيه نسيًا منسيًا بسبب الابتعاد عن مواقف العلم، وأمـا الآن فليس لنا من عـذر أو حـاجب يمنعنا من ترويض النفس بالمعارف والآداب لأن فتاتنا الغراء قد برزت من وراء الخـدر مـتـوشـحـة بجلباب العلم والكمال محققة الآمال بالأعمال، رافعة نقاب الخمول عن محيا البراعة متحلية بعقود الدور التي تليق بأن تقلد بها أجياد الحسان، وكأنني أراها اليوم عازمة على تغيير القديم وصنوفهِ كالجهل والخرافات وما شاكل وتبديلهِ بصرير القلم وترصيع الجمل بالآلي الأدبية، فلله درها وشكرًا لسعيها.

هذا ولقد أسعدتنا الصدفة يا أيتها الفاضلات العثمانيات أن نكون العصر الحميدي الأنور عصر التمدن والمعارف، فلنتسريل إذًا بحلية القلم ولنوطد الأندية بالآداب الزاهرة ولنظهر المرؤة والإقدام في محيا هذا الزمان الساطع بأعمال مولانا صاحب الخلافة العظمى السلطان عبدالحمید خان وأفندينا وخديوينا المعظم «عباس باشا حلمي الثانيالذي أسأل الله أن يصونهما، ويجعل أيامهما أيام إقبال وهناء مدى الدوران أمين.

في الأخلاق والـعـوايـد

«تابع الخطبة والصداق والأعراس والزغردة والجلوات والمراقص»

جاءَنا من مصر رسالة طويلة الذيول تتعلق بالأفراح الرياضية منمقة بيراع حضرة وكيلتنا الفاضلة الآنسة زينب فواز، فآثرنا نشرها في هذا الباب لما حوته من الفوائد المختصة بالتقاليد والعوائد، وكان بودنا أن ننشرها مرة واحدة غير أن ضيق المقام واتساع نطاقها قد أجبرانا على درجها تدريجيا وأقساما وهذه هي:

تابع الأفراح الرياضية

حضرة الأديبة الفاضلة مديرة جريدة الفتاة الغراء

قيامًا بالواجب وبما وعدتكم به من إرسال تفاصيل الأفراح الرياضية، فها كم هذه العجالة معربة عن باقي الأخبار التي لم يصر درجها في الجرنالات العربية ولا غيرها، وهي أنه لما كانت الساعة ٢ بعد ظهر يوم الخميس أقبل القطار الخصوصي المقل لحضرة ذات العصمة عروس العز والإقبال، وكانت المحطة مزدانة بأنواع الزينة وفي غاية الانتظام والموسيقى الميرى تصدح بألحانها المطربة المصحوبة بأورطة من العساكر المصرية السواري، وكان في انتظارها ثلاثة وخمسين عربة يتقدمها عربة من عربات الفاميليه الخديوية يجرها أربعة رؤوس من جياد الخيل وهي المختصة لركوب العروس ومن ورائها عربتان مجللتان بالأغطية الكشميرية وعلى أطرافهما السجافات الفضية إحداهما لوالدة العريس والثانية لوالدة العروس، وأمام كل منهما اثنان من السياس وهكذا سار الموكب وبجانبه فرقة من خيالة البوليس وكان أمام عربة العروس أربعة سياس وأربعة من خدم الحرم «أغوات» راكبين الخيل محاطين بالعربة وحارسان واقـفـان من وراء العربة والسائق، وكل هؤلاء بملابس التشريفة المختصة بمثل هذا الموكب ومخلقين بالكشـامـيـر وقـد هرع الناس رجـالاً ونساًء إلى الشوارع المار بها الموكب، وقد اجتمعت العالم من محطة السكة الحديد إلى الحلمية، وهـم مـبـتـهـجـون متهللون بالفرح والسرور كأنه يوم عيدهم والنساء من النوافذ يبتهلن بالدعاء لوالدة العريس أن يتم لها ذلك الفرح السعيد.

وذلك لما لدولة ذلك الوزير من اليد البيضاء لدى الرعية وحبه لهم، ولم يزل الموكب سائرًا على هذا النظام إلى أن وصل بالعروس إلى دار الوزير حيث كان هناك من زخارف الزينة والمصابيح الكهربائية والنجف والمفروشات الباهرة مـا يقـصـر عنه الوصف وقد تركنا تفصيل ذلك حيث أن جاء في أكثر الجرائد.

وهنالك نزلت العروس وقد وقفت أغوات الحريم ماسكين الكشامير مظللين عليها من الجانبين من محل العربة إلى عند باب الحـريم، وكان العريس واقفًا عن يمينها وشقيقها من جهة اليسار فسنداها من الجانبين وسارت إلى أن دخلت فسحة القصر حيث كان اجتماع السيدات وحين مـا دخلت بذرت من خلفها ذات العـصـمـة والدة العريس وكذلك والدتها النقود الذهبية وزفـتـهـا العوالم بالدفوف والصنوج إلى أن أجلستها فوق الكوشه «المنصه» المعدة لها، وهناك رجع العريس وشقيقها بعد أن بذرا أمامها النقود الذهبية أيضًا.

وبعد أن أخـذت الراحة برهة أحـضـرت الخـادمـات الطعام واصطفت الموائد وتهيئت على أحسن ما يكون من الانتظام، وبعد أن انتهين من الطعام قامت السيدات إلى مراتبهن وكانت نساء الإفرنج كما أخبرتكم مائتين سيدة فجلسن ودارت عليهن القهوة وكانت انتدبت صاحبة العصمة والدة العريس من بنات الذوات سبعين خريدة من عقيلة وآنسة كلهن من المهذبات على أحسن تربية يحسن اللغات الأوربية من فرنساوية وإنجليزية وطليانية وغير ذلك، وأوقفتهنَّ لاستقبال نساء الإفرنج ومؤانستهنَّ حيث أنهن كل فريق يختص بالفريق الذي يعلم لغته، وبعد أن شربن القهوة وأخذن راحتهنَّ قمن سيدات الإفرنج ومعهنَّ السيدات التشريفاتجية ودخلن إلى محل العروس لينظرن إلى الجهاز وهن معهن يتـرجـمنَ لهن عبارات الترحاب الصادرة عن والدة العريس وأهل العروس أيضًا، وينقلن ما يلقبن لها من واجبات الشكر والممنونية على ما حصل لهنَّ من السرور في تلك الليلة الزاهرة.

وبعد ذلك قامت طائفة العوالم ورقصنَ الرقص المصرى بناء على طلب نساء الإفرنج فطرين من ذلك غاية الطرب، وكانت سيدة الفرح قد أمرت العوالم أن لا يقبلن النقوط المعتادات على أخذه من أحد حيث أنها قد أرضتهن بما يكفيهنَّ من النقود وكانت العادة إذا رقصن العالمات تنزل عليهنَّ النقود من المدعوات من ذهب وفضة وكشامير وحلى وما أشبه، فمنعت هذه السيدة كل ذلك ولم تقبل هدية أحد وكانت العادة عند أهل العريس يهادونهن بالكشامير أيضًا كما يهادون العروس فمنعت هذه العادة وأرسلت لكل المدعوات وأخبرتهنَّ بأنها لا تقبل هدية أحد حتى ولا من اللواتي لها عليهنَّ سابق نقوط من قبل والحاصل قد كانت الليلة بغاية الانتظام، وكن كل الواقفات في الخدمة من بنات أكابر القطر يطفن بين الجموع، وبأيديهن السبات المصنوعة من الفضة للسجاير يحيون الضيوف بما ربين عليه من التواضع وحسن الأخلاق حتى انصرفن وكل منهن على غاية ما يرام من السرور شاكرات داعيات للعروسين بالرفاهية

والبنين ولوالديهما بدوام البقاء مدى الأيام والسنين.

وبعد انتهاء الفرح توجهت إلى قصر الوزير لمعاينة الجهاز فقوبلت بغاية الأنس من قبل ذاك النادي الرحب وبعد أن استقر بنا الجلوس أقبلت ذات العصمة شريفة هائم أفندي المومأ إليـهـا ترفل بثياب العز والدلال وسلمت بغاية اللطف والإنسانية فنظرت إلى ملك سماوي حل بمثل ذلك الهيكل الإنساني الذي صاغه اللهٍ من معدن اللطف والرقة وبعد أن تبادلنا التحية على حسب العادة وتذاكرنا في بعض الأشياء وكانت والدتها جالسة أيضًا، فإذا هي سيدة جليلة وقد وهبها الله من العقل وحسن الإدارة والرقة والبشاشة ما صيرها بأن تكون جديرة لأن يدرج من بين يديها وتحت تربيتها من مثل هذه الغادة الهيفاء المهذبة، وعلى ما بلغني أن التي لها اليد الطولي في تثقيفها وتهذيبها هي والدة إحسان هانم زوجة والدها، وحينما طلبت بأن أنظر إلى الجهاز قامت والدة العروس، وأخذتني من يدى بكل لطف وتمشينا مع جملة من سيدات القصر حتى دخلنا إلى محل العروس.

« البقية تأتي»

أهم أخبار الشهر

«الأستانة العلية»

في أواسط الشهر الماضي كان ممن تشرفن بحفلة السلاملك في سراي يلدز العامرة الفيكونتس قرينة القومندان دى فيلار الموظف الحربي بسفارة فرنسا والمسس باتن والمسس كابني ومدام كاسكوف ومدام غرمكوف.

وقد اختصت مراحم مولانا السلطان الأعظم حرم وكريمة المغفور له عاصم باشا والی سوريا سابقًا براتب شهري وقدره ٣٥٣٩قرشًا عثمانيًا.

وقد أعد الموسيو نيليدوف سفير دولة روسيا لدى الباب العالي مأدبة إكرامًا لصاحب الفخامة والدولة الصدر الأعظم، ودعى إليها حضرات مدام دى رواتا وقرينها وزير إسبانيا والبارونة دى كال وقرينها مستشار سفارة النمسا والمجر ومدام إيفانوف وكريمتها وغيرهن من العقائل والفاضلات.

خرجت فتاة اسمها كاتينه ولها من العمر ١٤ سنة من مدرسة البنات في بك أوغلى تهريبًا بواسطة إحدى نسيباتها مدام ماورقورداتو وزفت على الموسيو ورانيكي من كتاب سفارة اليونان طمعًا في ثروتها الموروثة عن أبيها وقدرها نحو مليونين من الفرنكات.

وهذه الحادثة قد شغلت جرائد الأستانة أيامًا، وقد أقام خالها الموسيو جورجي سواستبولوس الحجة على عريسها الموسيو ورانيكي في محكمة قنصلية اليونان، وقد استغرقت الجلسة خمس ساعات وتأجل الحكم بها لجلسة ثانية.

القسم النسائي من معرض شيكاغو

«مدام بالمره

ألقت حضرة هذه الفاضلة الشهيرة (مدام بالمر) رئيسة القسم النسائي في معرض شيكاغو خطابًا بليغًا يوم احتفال تدشين المعرض الكولبي على مسمع من مئتى ألف نسمة من حكام الولايات والوزراء والنواب والعظماء والعلماء والرؤساء الروحيين وغيرهم من أهل الكلمة والنفوذ ما خلا العدد العديد من السيدات فقالت:

يحق للنساء الفخر لما وصلن إليه من رفعة المقام وعلو المنزلة، وما صار لهنَّ من الشأن والخطارة في التمدن الحديث حيث نشطن من عقال الخمول، وجلسنَ مع الرجال في حلبات التقدم، فجارينهم وبارينهم وناهضنهم في العلوم والمعارف فتحلت أجيادهنَّ بعـقـود الأدب والفضيلة وبلغن المحل الذي لا يرقى، ومما لا يجب إغـفـاله ولا يجـوز التغاضي عن ذكره الأمر الذي يورثهنَّ الفخر ويحق لهن به المباراة أن مشروع كولمبوس الذي غير هيئة العالم لم يحز قبولاً إلَّا لدى إحداهن أعنى بها إيزابلا ملكة إسبانيا التي لولاها لما تحققت آمال المكتشف وما ظهرت نتائجها للوجود، ففخرًا أيتها النساء فخرًا إن معروضات الرجال في المعرض الكولمبي لا يكون لها ما سيكون لمعروضات رفيقاتهم من الأهمية والاعتبار.

ومما يظهر فضل الجنس اللطيف أن حكومة الولايات المتحدة عينت منهنَّ لجنة مؤلفة من الفاضلات للنظر في معروضات بنات جنسهنَّ التي ستوقف أنظار القادمين وتأخذ بأطراف الباب الناظرين إلا وحكومتنا قد نظرت في شؤونا وقدرتنا قدرنا الذي وجب لنا بإقدامنا واجتهادنا فإن اكتشاف حقوق النساء وصيرورتهن شريكات الرجال في تقدم البلاد وإسعاد العباد، وسيكشف المعرض عن هذه الحقائق ويوضح فضلهنَّ بأجلى بيان وكل آت قريب.

وقد روى أيضًا كوكب أميركا عن أخبار المعرض أن إحدى النساء من هنود أميركا من جهات سان دياغوا كليفور ستقدم ثوبًا من جلد الغزال تعرضه في بناية النساء قد رصعته بما يبلغ وزنه ١٦بوند من الخرز، وقد صرفت في شغله مدة سنتين.

وسيعرض مرسلو سان دياغو مجموعًا ثمينًا من الأبر شغل بنات هنديات من تلك الجهة

وسيعرض أهالي سان برنارد من جملة معروضات مقاطعتهم قصرًا مبنيًا بحجارة مربعة من الملح الاعتيادي طول جانب الحجر منها ١٢قيراطًا منحوتًا نحتًا دقيقًا على هيئة لا تختلف عن بناء الحجارة الاعتيادية.

«الأنسة الأنولس الأميركية»

فازت هذه الأنسة بالحصول على وظيفة مدعى عمومي لولاية مونتانا بأكثرية ۳۰۰ صوت وتغلبت على ثلاثة رجال كانوا قد ترشحوا لهذه الوظيفة، فكان لنفوذها وقع حسن رددته الصحف الأميركية في كل مكان، وقابله عموم الشعب الأميركي بمزيد الرضى والاستحسان.

وهذه الآنسة هي التي طرحت لدى الحكومة الأميركية والشعب اللائحة التي بموجبها تطلب إعطاء الجنس اللطيف حقوقه التامة ومساواته بالجنس النشيط في كافة الأمور معارضة كل قول ومضادة كل رأى من شأنه الوقوف في سبيل نجاحها لإبقاء النساء بدرجة منحطة عن الرجال، فصادفت هذه اللائحة التي نسجتها قريحتها الوقادة صعوبات جمة وموانع شديدة من أكثر الجرائد والشعب، ولكنها فازت بعدئذٍ بالمرغوب وحصلت على المطلوب فزاع صيتها في كل صقع وناد، وطارت شهرتها إلى أطراف المعمورة فصارت ولاية مونتانا تفاخر بها بقية الولايات حتى أنه في هذه المدة المتأخرة اجتمعت الآراء على انتخابها لوظيفة مدعي عمومی.

الآنسة هريسون»

تفتخر الأميركيات بشغل يد هذه الفتاة (رحمها الله) البارعة افتخارًا عظيمًا ويحق لهنَّ أن يطنبن فيها غاية الإطناب، ويعجبن بها كل الإعجاب لما في شغل يدها من سلامة الذوق ولطف المبنى.

وقد بلغنا من الجرائد الأميركية الأخيرة أن آخر ما أبقته هذه الفتاة من شغل يدها الجميلة قبل عيائها الأخير رسم صحبة من الزهور الضاحكة لم يأت بمثله رافاييل المصور المشهور لأنه متقن الصنع، وقد رسمته بالمنزل الأبيض قبل وفاتها بقليل وتركته فيه تذكاراً جميلاً وقد تهافت في هذه الأيام نساء الأميركيات إلى شراء هذه الصورة تهافت الجياع على القصاع ليضعنها في بيوتهن ذكرًا ليضف لهذه الفقيدة التي خلدت لها في صفحات الجيل التاسع عشر شهرة يحسدها عليها كبار المصورين.

العروس الحلوة

اقترنت هذه العروس وعمرها 80سنة باللورد سوسلاي وعمره ٢٢سنة طمعًا منه بثروتها العظيمة.

بطرسبورج

علمنا من أخبار بطرسبورج الخصوصية أن حضرة الأديبة السيدة صوفيا كريمة العلامة سعاد تلو سليم دى نوفل قد زايلت بطرسبورج مع جناب قرينها الفاضل الموسيو لوزشين الذي تعين نائبًا عن وزير العدلية في مدينة كورسك الكائنة على بعد 3 أيام من بطرسبورج في السكة الحديدية، فنسأل لهـمـا طيب الإقامة ودوام الهناء والنجاح.

فاتنا أن نذكر في العدد الماضي نسب حضرة البرنسس اليصابات قرينة سعادة الموسيو جورج نجل العلامة الموما إليه، فهي بنت المرحوم البرنس إلياس تشلو كايف الذي كان معاونًا لركاب المغفور له اسكندر الثاني وجنرالاً لحرسه الإمبراطوري، وقد قتل في الحرب الروسية العثمانية الأخيرة عن ابنتين الأولى هي لم تزل بخدمة عظمة الإمبراطورة بوظيفة دام دلاكور والثانية هي البرنسس المومأ إليها التي كانت منذ مدة غير بعيدة بمثل هذه الوظيفة لدى المرحومة قرينة الغراندوق ميشل عم جلالة القيصر.

إنكلترا

إن البرنسس فكتوريا ديومبرغ كريمة الدوق ديدمبرغ الثانية وحفيدة جلالة ملكة إنكلترا المعظمة وعمرها 16سنة ستعلن خطبتها في شهر كانون الثاني «يناير» على الدوق دوغستنبرغ شقيق إمبراطورة ألمانيا وعمره 30سنة.

وإن جلالة الملكة فكتوريا المعظمة تكرمت على كليات مانشستر بمبلغ مائة ألف شلن من صندوق دوقة لانكستار وبمبلغ ميئة ألف شلن ليقسم بين لوانس في مانشستر وكلية ليفربول، وهذا دلالة على اهتمامها بتوسيع نطاق المعارف في ناحية لانكشير، وقيل في رواية أخرى أن المبلغ المذكور أربعون ألف ليرة استرلينية.

وأن جلالة إمبراطور ألمانيا قد أهدى إلى جلالة ملكة إنكلترا في رأس السنة الجديدة كتاب صور يحتوي على ثلاث وأربعين صورة تمثل كنيسة قصر ويتمبرج والعيد الذي احتفل به في الخريف الماضي تحت رعاية جلالته.

«البرنسس ماري دى تيك»

إن البرنسس ماري دي تيك خطيبة المرحوم الدوق دي كلارانس «البرنس آلبرت ويكتور» ستكون عروسًا إلى أخيه الدوق ديورك «البرنس جورج دى غال»، وإن الزواج سيعلن رسميًا بعد انقضاء السنة على وفاة البرنس ألبرت ويكتور وأن ذلك من رغائب الشعب الإنكليزي وقرار العائلة الملكية.

«هسس توسو الإنكليزية

هامت هذه العقيلة في ترتيب قصرها في لندن هيامًا غريبًا حتى أوجدت فيه جميع أنواع البهارج والزخارف، ومن جملة ما أنشأت فيه متحف لتماثيل الجناة والمجرمين وقد جمعت فيه من الأشخاص المصنوعة من الشمع بغاية الدقة والاتقان على شكل وهيئات مرتكبي الجرائم والجنايات عددًا مهمًا، وكانت تعتني كثيرًا في تلبيس كل تمثال لباسه المعروف وزيه المشهور، وهذه الأزياء والملابس كانت تبتاعها من الجلادين الذين كانوا يتولون أمر الإعدام حتى أصبح متحفها هذا من أعظم المتاحف الصناعية رونقًا وإتقانًا واعتبارًا.

(فرنسا)

«راهبات»

في أواخر نوفمبر (ت٢) احتفلت جمعية الراهبات في باريس بعيد رئيستهن العامة ومؤسسة رهبانتهن الأخت مريم أوغسطين بمناسبة مرور 50 سنة على تأسيسها للرهبانية.

وهذه الرهبنة التي لم تنشأ إلَّا من عهد خمسين سنة قد نمت نموًا عظيمًا حتى صار عدد راهباتها 4509 في ٢٦٦ ديرًا فيعتنين في 30000 من العجزة، ولا يقبلن من العجزه إلا من كان في سن 75 من الرجال وما فوق سن الستين من النساء، وقد أنهى لهن وزير الحربية في فرنسا، فأهدتهن حكومة جمهورية فرنسا أوسمة مختلفة ومن جملتهنَّ الراهبة فيكتورين ميشال إحدى أخوات مستشفى ديجون لإظهارها الغيرة والهمة وقت استوباء الدوسنطاري بين حامية ديجون في تموز وآب وأياول سنة ١٨٩٢ ومنهنَّ أيضًا الراهبة بروست إحدى أخوات مستشفى براثيه…” لقيامها بخدمات جليلة نحو المصابين من الجنود الفرنساوية في جملة مستشفيات.

«الكونتس دی شابدین»

ألفت الكونتس دي شابدين كتابًا يحتوى على عدة قصائد رائقة تدل على مكان الناظمة من البلاغة والذكاء، وفيه أيضًا ترجمة حياتها وقد كانت هذ السيدة من أعظم النساء بين أعيان الباريسيين اللواتي اشتهرن بالعلم والفضل، وقد طبع هذا الكتاب الموسيو كالمان ليفي الكتبي في باريس مزدانًا بعددٍ من الرسوم البديعة.

«ألمانيا

إن البرنسس مرغريتا شقيقة إمبراطور ألمانيا الذي سيعقد زواجها على البرنسس فريدريك شارل دي هيس وهو رجل واسع الثروة وإن ثروته تقدرت بالملايين.

وقد علم من احصاءات ألمانيا أنه يوجد فيها من النساء سبعة ملايين وتسعمائة ألف امرأة ذات بعل ومليون وتسعمائة ألف امرأة يعشن بأعمالهن وثمرات أتعابهن والباقي في أشد الفقر.

إيطاليا

(ماتيلدا سروا)

هي صاحبة المؤلفات المشهورة والكاتبة البليغة، وقد استحقت الانضمام في سلك العلماء وألفت معية من جنسها اللطيف من اللواتي يفقن بتأليفهن أفاضل الرجال وأعظمهن البرنسس تسلليي التي صرفت همها إلى البحث في الآثار القديمة.

إن حكومة رومية ستسعى جهدها من الآن بإقناع جلالة ملكة إنكلترا لزيارة رومية ومقابلة جلالة ملكها عند زيارتها مدينة فلورنسا في الربيع القادم.

وإن مجلس بلدية إنكون إحـدى مـدايـن إيطاليا قـد قـام تمثالاً لامرأة تدعى ستاموره لفضيلة وطنية فعلتها في عام ١١٧٤ ضحت لأجلها حياتها.

إسبانيا

قد أجابت البرنسس اليصابات خالة الملك الفونس الثالث عشر دعوة حكومة الولايات المتحدة الأميريكية إلى حضور الاحتفال بافتتاح معرض شيكاغو وسيرافقها إلى هذا المعرض الدوق دي فراجا من سلالة خرستفورس كولمبس مكتشف أميركا مع كثير من رجال ونساء حاشيتها.

هولندا

ألفت النساء من نحو ثلاثة أشهر جمعية لطلب حقوقهن، وقد أصدرت جمعية النساء في أمستردام الدعوة للاجتماع لنساء هولاندا، وقد ترأسته السيدة دروكر الخطيبة البليغة التي صادقوا لها في مؤتمر بروكسل سنة 1891 حيث خطبت بمساواة النوعين مبدئيًا.

بلجیکا

إن الآنسة مرغرينا كوميك فازت في 8 الماضي بإحراز رتبة دكتور في الفلسفة والأدب في مدرسة بروسل الجامعة، وهي الابنة الأولى التي نالت هذه الدرجة في كل البلجيك.

بافاريا

انثون بارث (فتاة رقاصة)، وهي ابنة رجل من مونيخ زفت منذ أيام قليلة على الدوق لويس أمير بافاريا وشقيق إمبراطورة أوستريا وملكة نابولي، ودعيت ساعة العقد مداموازل بارثول.

صوفيا

قالت جريدة سفوبود بأنه لا صحة إلى ما روته الجرائد من زواج بنت الدوق دي بارم للبرنس فرديناند أمير بلغاريا لأن الأميرة كارولين من طوسيكاني هي أكبر بنات الأرشيدوق شارلس سلفاتور وأمها هي الأرشيدوقة مارية من العائلة التي كانت حاكمة في إيطاليا، فلم تقبل البرنسس كليمنتين والدة البرنس فردیناند بهذا الزواج ولذلك قد اضطرت أن تمكث في عاصمة البلغار، وأعلنت أن تأخرها ناتج من تراكم الثلوج.

رومانيا

بعد أن وقع كل من سـفـيـر إنكلترا في رومانيا ووزير خارجية رومانيا في بخارست على المعاهدة المتعلقة بزواج البرنس فردیناند ولی عهد رومانيا بالبرنسس ماری ادینبرج حفيدة جلالة ملكة الإنكليز سافر جلالة ملك رومانيا إلى سمرنجن…” في السادس من شهر يناير وتولت الملكة إدارة العرس والأفراح وعمرها 80سنة.

وفي يوم 11 يناير سنة 93 ورد للإسكندرية تلغراف روتر من لندن يفيد بأن البرنسس ماري دي أوف إدنبرج قد زفت في يوم 10 منه إلى البرنس فرديناند المشار إليه، وشهد الحفلة إمبراطور ألمانيا وملك رومانيا ودوق كنت والفراندوق الكسيس الروسي.

إن جلالة الملكة أولغا وكريمتها البرنسس ماري سارا مع جلالة الملك جورج إلى تورنيثة لوداع نسيبهم سمو ولي عهد الدانيمرك وعادوا منها إلى أثينا.

وإن الغراندوقة الكسندرا بتروفنا الموجودة في جزيرة كورفو لأجل تبديل الهواء قاربت الشفاء من مرضها.

لبنان

(فروض التهاني)

لحضرة الوزير الخطير دولتلو نعوم باشا متصرف جبل لبنان»

من نظم وكيلتنا الكاتبة الفاضلة الأنسة مريم خالد

عذاري القوم ُّربات الخـدورِ…تشيدُ بمدح نعوم الوزيرِ

ففخرى أن أكون من اللواتي …يفزنَ بمدح ذا الأسدِ الجسورِ

لنا منه مكارم صادقاتٌ …تسيل بأرضنا مثل الغديرِ

تفجرّ من جوانبه معانٍ …من الأحكام والعدل الشهيرِ

وإذا قلنا بهِ أسدُ فهذا …قليل المدح بالشهم الخطيرِ

وإن قلنا هلال السعـد فيهِ…فيخسف طلعه البدر المنيرِ

لكان كلامنا في ذاك صـدقًا …يتمٌ به مراعاة النظيرِ

أمولاي الوزير نعمت حـظًا …وفزت الدهر بالعزِّ الكبيرِ

أعاد الله هذا العيد دومًا …عليكم بالهناءَ وبالحبورِ

وعشتَ ونجلك الشهم المفدَّى …يصبح بربعكم داعي السرورِ

ومولاتي الكريمة بانشـراحِ …يرافقها على مرَّ الدهورِ

دعاء قيستجاب بدون شـكٍ …بقدرةٍ من يرى ذات الصدورِ

وقد قدمتها لدولته أثناء معايدتها لحضرة عصمتلو حرم المصون بعيدي الميلاد ورأس السنة وحازت من لدنهما كل رعاية والتفات واستحسان.

(العاصمة)

«فريضة التهاني»

نرفع على صفحات الفتاة لحضرة صاحبة الدولة والعصمة والعفاف مولاتي والدة الجناب العالي «حفظهما الله» فريضة التهاني في عيدي مصر والمصريين ألا وهما مولد وجلوس سمو نجلها الخديوى عباس حلمي الثاني المعظم المبشران مصر بعصرها الجديد وطالعها السعيد، ونسأل الله العظيم أن يعيدهما على جنابه العالي والبيت العلوى الكريم وعلى مصر والمصريين بالعز والسعد والإجلال، وأن يديم لنا بقاء عظمتها فخرًا وشرفًا للنساء ودرة في عقد تاج الفضل والكمال أمين.

وبمناسبة ذلك نرصع جيد الفتاة بدرر ما رأيناه في ديوان حضرة ذات الطهر والعفاف الشاعرة المجيدة عائشة هانم أفندي عصمت كريمة المرحوم اسماعيل باشا تيمور من غرر الأبيات الأبيات التي نظمتها يوم مولد الجناب العالي «حفظه الله» حيث قالت:

قرت عيون للسعادة بالصفـا…من بشرت بسمى عم المصطفى

عباس أشرق بالمعالي نجمه…من نير التوفيق سعدا أشرفـا

رقصت بمنبتها الغصون بشـارة…بوجود من بوجوده دهری صفا

قالت ميامن بشرة تهني الـورى …فألامن والتوفيق فوزً أخلفـا

حفظه الله متمتعًا بملكه المنيع أنه المجيب السميع.

هند

مآثر وفضائل

عقدت جمعية الاعتدال…” الإنكليزية بمصر حفلتها بهمة لفيف من السيدات الفاضلات للحث على الاعتدال والامتناع عن المسكرات، وخطبت بها إحدى الفاضلات خطابًا سحرت بمنعاه الألباب، فشخصت الأنظار لما في خطابها من عذوبة النطق وحسن الإلقاء وإحكام الإشارة وصفق له الحضور ابتهاجًا واستحسانًا.

روت جريدة المقطم الغراء بأنه قد تألف في القاهرة شركة رأسمالها ثمانية آلاف جنيه بإدارة الموسيو فنك لعرض الآثار المصرية في معرض شيكاغو بأميركا، وأنها ستنشئ هيكلاً كبيرًا في القسم المصري في المعرض المذكور، وتنصب أمام بابه مسلتين كبيرتين وتمثالين عظيمين وتنقش جدرانه برسوم تمثل جميع الصور والكتابات التي على الهيكل والآثار المصرية وتضع في صحنه توابيت مومیات كثيرة وفي جملتها موميا مصنوعة حديثًا تمثل موميا رعمسيس الثاني تمامًا، وستنشئ تحت هذا الهيكل مدفنًا فاخرًا كمدفن الكاهن «تي» الذي في سقاره.

«الأفراح»

اقترنت حضرة الآنسة الأديبة السيدة شقيقة كريمة الخواجا حنا غناجه في دمشق الشام بالشاب الأديب نجيب أفندى غناجـه صاحب أجزخانة المقتطف، وعند حضورهما إلى العاصمة قابلهما الأهل والمحبون ترحبًا بقدومهما فنهنئهما ونسأل لهما دوام الهناء والمسرات.

وكتبت لنا وكيلتنا الفاضلة بمصر بأنه سيحتفل بزفاف حضرة الأنسة زكية هانم كريمة سعادتلو الدكتور سالم باشا سالم على صاحب العزة محمود بك نجيب نجل صاحب العطوفة أحمد باشا شكري وذلك في النصف من شهر رجب الفرد وأن جهاز العروس قد أرسل إلى منزل العريس يوم الاثنين 19 جماد ثاني سنة 1310 أتمه الله عليهما في هناء.

وروت جريدة النيل الغراء أن حـضـرة ذات العـصـمـة جـاره سـاز خـانم أفندى ستزف لحضرة عزتلو على بك شاهين من رجال التشريفات الخديوية الجليلة

نجل المرحوم شاهين باشا » فنسديهما التهنئة سلفًا.

وقد قرأنا أبياتًا غراء نظمتها قريحة حضرة وكيلتنا الفاضلة السيدة زينب فواز المومأ إليها تهنى بها جريدة النيل الوضاءة في عامها الجديد نذكرها إعلانًا بفضل الناظمة ومأثر هذه الجريدة الوطنية.

ونيلِ قد جرى في أرض مصر …يحاكي نيلها الطامي الجليلا

فهذا مدَه من بحر علـم …وذاك مسلسل يروي الغيلا

تهنا أيها المولى بعام …أفاض اليمن والعز الجميلا

يبشرنا بأن العلم ينمو…وإن الجهل شارف أن يزولا

فلا زالت لنا الأيام تزهـر …ويجرى نيلنا بالصفو نيـلا

ويسرنا أن نعلن لحضرات السيدات الفاضلات ولحضرات الألباء والأدباء أن کتاب حضرة وكيلتنا الموما إليها المعنون بالدر المنثور في طبقات ربات الخدور قد صار على وشك الفراغ من تبييضه، وعما قليل ستقدمه إلى حضرة عقيلة بالمر رئيسة القسم النسائي في معرض شيكاغو وبعد ذلك تباشر طبعه على حدة تعميمًا لفائدته وانتشاره.

فنشكر لحضرتها هذا المشروع التاريخي، ونحث أرباب الفضل ونصراء الآداب على معاصتها بالإقدام والإقبال على الاشتراك بهذا المؤلف الذي نسأل له الرواج والنجاح ولحضرة مؤلفته التوفيق والفلاح.

أخبار محلية

مر بنا في خلال هذا الشهر عيد الميلاد ورأس السنة للطوائف الشرقية عمومًا فنقدم لهم مواجب المعايدة، ونسأله جل جلاله جلاله أن يعيده عليهم بوافر الخيرات وعظيم البركات.

في مساء 7 الجاري احتفل بزفاف حضرة الأديبة الأنسة روزينا شامي على جناب الأديب يوحنا أفندي جاويش وكيل جريدة المقطم الغراء، فنهئهما ونسأل لهما الرفاء والتوفيق.

وفي 8 الجاري احتفل بمصر بزفاف حضرة الأديبة الآنسة ماري بسترس على حضرة الأديب نقولا أفندي عبد المسيح صاحب ومدير جريدة السرور الغراء، وبعد حفلة الإكليل بارح العروسان وبعض آلهما الإخصاء العاصمة إيابًا إلينا فاستقبلهما على المحطة كثيرٌ من المهنئات والمهنئين، وعادوا بهما باحتفاء زاهر إلى منزل جناب أخي العريس جبران أفندي الذي أعد لهما مادية فاخرة وليلة راقصة دعى إليها كثيرًا من العقائل والأوانس والأدباء والوجهاء، فنهنئ حضرات العروسين بقرانهما السعيد ونرجو لهما الرفاه والعمر المديد.

جاءَنا من المنصورة. أن أصحاب الأبنيون قد احتفلوا في مساء 6 الجاري بليلة راقصة محفوفة بالعقايل والوجهاء، وقد استمرت المخاصرة بين الجنسين حتى الصباح بغاية الاتقان ومنتهى النظام، وأنه في 9 منه قد عقدت خطبة حضرة الأديبة الآنسة ليزا كريمة جناب الوجيه الخواجا إبراهيم داود قنصل دولتي النمسا وأميريكا فيها على جناب الشاعر المجيد والحقوقي البارع الأفوكاتو عبدالله أفندي شديد الحائز على الشهادة الحقوقية من مدرسة إيكس الشهيرة، وهو نجل جناب السري الوجيه الخواجا سلیم شديد قنصل دولة البورتغال بالزقازيق فنسديهما التهنئة، ونسأل لهما تمام الأفراح.

الأنسة لبيبه كرم

من ظرفها أن ليس يوصف ظرفها …وكمالها أن لا يحد كمالها

هي آية اللطف التي قد أعجـزت …وصافها من حيث عزَّ مثالها

كيف لا وهي كريمة جناب الوجيه الفاضل الخواجا وهبة الله كرم، وقد تلقت العلوم والمعارف بأشهر المدارس وتحلت بحلى الفضل والآداب في بيت عريق المجد شبت به محامد الأخلاق ومحاسن الصفات حتى أصبحت قدوًة بظرفها وأنموذجًا بآدابها وآية بلطفها وكمالها، وقد عقدت في الأسبوع الأول من هذا الشهر خطبتها على من حكاها فضلاً وأدبًا وماثلها لطفًا وكمالاً ألا وهو جناب الوجيه الفاضل الخواجا دیمتری خلاط صاحب کتاب سفر السفر ومن وجوه تجار الثغر الكرام، فلا غرو إذا وقعت الطيور على أشكالها وأصبحت اللبيبة عروسًا للبيب، فنطلب للعروسين تمام الأفراح ونرفع لحضرة آلهما الكرام عمومًا مواجب التهنئة، ونسأل لهم دوام المسرات.

في ٣٢ يناير احتفل بزفاف حـضـرة الآنسة إيزابل سمنه من المنصورة على جناب الأديب الخواجا حبيب هندي من الباء ثغرنا، وكانت حفلة الإكليل في ثغرنا محفوفة بالوجوه والأعيان، كما كانت حفلة استقبال العروسين على المحطة زاهرة بلفيفٍ عظيم من المهنئين والمهنئات، فنسأل لحضرات العروسين الهناء والرفاء والتوفيق.

في مساء ٢٩ يناير احتفل بإكليل حضرة الآنسة أليس عطا الله على جناب ديمتري أفندي صالحاني بمصر. وكانت حفلة الزفاف محفوفة بالمدعوين من الوجهاء والأعيان كما كان المنزل يرقص طربًا من نغمات عبده أفندي الحمولي وتخت العقاد فنسأل للعروسين الهناء والتوفيق.

وداع ولقاء

بارحتنا في منتصف هذا الشهر حضرة العقيلة السيدة منة أرملة المرحوم سمعان كرم مع جناب سلفها الوجيه الخواجا وهبه كرم ونجلها الأديب إلى الوجه القبلي تبديلاً للهـواء وتفرجًا على ما هنالك من الآثار المصرية، فنسأل لحـضـرتها وجنابهما سلامة الذهاب والإياب.

وقد قدم إلى ثغرنا من كفر الزيات كل من حضرة السيدة لبيبه وجناب قرينها الأديب الخواجا تيدوري سابا نحاس بقصد الإقامة في ثغرنا بضع أشهر، فأهلاً فيهما ومرحبا.

مواليد

وضعت حضرة الماجدة السيدة إنجليكا قرينة جناب الوجيه الخواجا إلياس بشارة صوايا أحد وجهاء تجارنا كريمة «بنتًا »، وقامت بحمد الله سالمة فنهنئهما.

تقاريظ وهدايا

«دليل المفيد في أشغال البريد »

جاءنا هذا الكتاب المفيد من إدارة عموم مصلحة البوسطة المصرية، فوجدناه حاويًا من التعليمات والإيضاحات ما يستوجب الشكر والثناء.

جاءَنا من حلب وبيروت وحمص «بسوريه» ومن قصر العيني بمصر ومن وكيلتنا الفاضلة بمصر رسائل عديدة أرجأنا نشرها للعدد القادم بالنظر لتأخيرها في الورود.

«غرائب المنتخبات»

أهدنا حضرة البارع محمد أفندي البحيري معاون أول مديرية الشرقية نسخة من الجزء الأول من هذا الكتاب الذي اعتني بجـمـعـه منتخبًا من الظرايف واللطائف والفكاهات والنوادر، وسنذكر عند سنوح الفـرصـة مـا نجـد فـيـه من لطائف أخـبـاره النسائية ونحث فريق الفضل والآداب على مطالعته واقتنائه، ونسأل له ولحضرة مؤلفه النجاح والرواج.

«رواية»

أهدانا جناب الفاضل سعيد أفندي البستاني نسخة من هذه الرواية الأدبية، ومن طالعها علم ما لناسج بردها من الكمال والآداب والفضل حيث صاغها من عسجد الظرف وحاكها بمكوك الآداب واللطف، ولا غرو وهو صاحب رواية ذات الخدر وكلاهما نزهة للخاطر فنستلفت فريق الآداب إلى مطالعتها واكتساب فوائدها.

«الراوي»

هي مجلة علمية أدبية لمنشئها الفاضل بطرس أفندي حنا بأسيوط تصدر في منتصف كل شهر وقيمة اشتراكها ٢٥ قرشًا بالسنة، وقد تلقينا عددها الأول فوجدناه طاقحًا بالفوائد العلمية والأدبية فنطلب لها النجاح وكثرة الانتشار.

فكاهات ولطايف

ماذا ينفع قشر البيض

قرأت أحداهن في كتاب غرائب المنتخبات أن لقشر البيض منفعة لا يعرفها إلا المجربون، وهي أنه لو جبل مع النخالة «الردادة» وأكلته الدجاج لباضت بيضًا كبيرًا فقالت نعم ولنا فيه مآرب أخرى

«تصغير العمر»

سئلت بعضهن عن عمرها فقالت ٢٥ عامًا وكانت بنتها جالسة لجانب منها فظنت أن السؤال موجه إليها، فقالت قبل سماعها جواب أمها أنني بلغت الرابعة والعشرين، فاحمر وجه الأم خجلاً وغيظًا.

«العروس الظريفة

أعلنت امرأة في إحدى جرائد أميريكا بلاد العجائب والغرائب أنها بلغت من العمر الثمانين، وهي لا تملك من ميراث أبويها إلَّا اليتم والفقر ولا من زوجها إلَّا الترمل والقهر، فترغب أن يكون لها من الزمان حظ وتقترن برجل يعادلها إرثًا ويقارنها سنًا ويماثلها حالة، ولا يكون في فمه لا ضـرسًا ولا سنًا فـوجـد من غرائب الإتفاق لهـذه الحيزبونة رجل عمره ١٢٤سنة حائزًا على هذه الصفات تمامًا، وتقدم لانفاذ رغائبها بملء الشكر والامتنان، وكان الاحتفال بعرسهما في قاعة الأوبرة في مدينة أتلانتا فهرع الناس إليها ليتفرجوا على هذين الفرقدين في موقف الأكليل، وكان كل واحد يدفع شلناً رسم الدخول فكسب العروسان والمحتفلون بزفافهما مالاً عظيمًا، وانصرف الحضور بعدئذٍ مسرورين من هذا الاتفاق الغريب ولسان كل منهم يترنم بما قاله الشاعر:

تزوج الشيخ إلى شيخـةٍ …ليس لها ولا ذهـنُ

لو برزت صورتها في الدجى …ما جسرت تبصرها الجنُ

كأنها في فرشها رمـةٌ …وشعرها من حولها قطنُ

وقائل قال ما سنها…فقلت ما في فمها سـنُ

«حسن التخلص»

هام ولد بجمع طوابع البريد، وكان كل ما رأى أباه يطلب منه طابعًا حتى احتار الوالد بأمره وضاق ذرعًا على احتمال فظاظة ابنه، ولما سام صبرًا توجه إلى إدارة إحدى الجرائد وأعلن فيها ما يأتي.

ابنة عمرها 18سنة عالمة جميلة أديبة غنية ذات إيراد يبلغ 650 ألف شلن في السنة تود الاقتران بشاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين يحسن التكلم بالإنكليزية والفرنسية، وأن يكون من عائلة كريمة عفيفًا أديبًا لا يلعب القمار ولا يسكر فمن وجدت فيه هذه الصفات فليكتب إلى لندن تحت عنوان ك.م.ن نمره ١٢١٦، هذا ولم ينتهِ الأسبوع الرابع من تاريخ هذا الإعلان حتى ورد إليه بالعنوان المذكور ٥٤ ألف رسالة فتناولها ودفعها إلى ابنه قائلاً، خذ يابني فهذه طوابع تكفيك مؤونة لطلب، وتغنيني عن انشغال الفكر وإياك أن تعود إلى مطالبتي بطابع منها فما كل مرة تسلم الجرة.

«تنبیه»

عزمنا على إصدار الفتاة مزدانة بصور الملكات والشهيرات، ولذلك قد كلفنا حضرة البارع عطيه أفندي حبشي في مدرسة الفنون والصنائع بمصر بحفر عدادًا من الرسوم اللازمة ثم أتانا من باريس وليون نموذجًا من رسوم الأزياء وغيرها،فرجاؤنا بمعاضدة أمرائنا العظام وأفاضلنا الكرام أن لا يمر على الفتاة نصف عام حتى تنتقل من حسن إلى حسن وعلى الله الإتكال.

لقد زايلت الثغر الاسكندري في صباح ٢٨ يناير شاخصة نحو العاصمة لزيارة شقيقتي سارة قرينة جناب اسكندر أفندي إلياس، وبعد وصولي بيومين حركتني عاطفة الشكر والامتنان للعائلة الكريمة الخديوية فقادني سعيد الطالع في الساعة الحادية عشر من صباح 30 يناير إلى سراي القبة العامرة، لكي أتمتع بشرف المثول بين يدى حضرة صاحبة الدولة والعصمة والعفاف والدة الجناب العالي حفظهما الله، ثم تشرفت بعد ذلك بزيارة بعض سرايات حضرات البرنسسات ونلت بحمد الله من كل منهن كل رعاية والتفات، وسآتى على تفصيل ذلك في العدد الآتي إن شاء الله.

هند

سيتوجه حضرة عمنا هاني أفندي نوفل عما قليل إلى الأرياف والعاصمة للنظر في مهام الفتاة ومتعلقاتها، فرجاؤنا من حضرات المشتركين الكرام اعتماده في كل ما يتعلق بشؤون الجريدة لنزداد لهم شكرًا وامتنانًا.

أتتنا رسالة من حضرة الفاضلة الآنسة «روزايلتون» من مدينة ليون الفرنساوية سندرجها في العدد القادم إن شاء الله فستلفت إليها أنظار القراء سلفًا.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي