الجنسي والمقدس

تاريخ النشر:

2016

اعداد بواسطة:

الجنسي والمقدس *

تتمتع الجنسانية في الإسلام بموقع متميز. سواء في النصوص التي تنظم ممارسة الجنسانية في الحياة الاجتماعية أو في النصوص التي تسمح بجموح الخيال، ينص بشدة على الحق في المتع الجنسية. الإسلام يمثل نظرة فيتارية للحياة. منذ البداية اعترف الإسلام بالبعد الحسي في الجنسانية. كما يضيف القرآن إلى الأبعاد البيولوجية والأخلاقية للحب بعدًا آخر، جماليًا بالأساس. الحب في نشاطه العابث هو أيضًا جزء من مزايا الله. يقول القرآن: “زين للناس حب الشهوات”. 1 يجب الالتفات هنا إلى كلمة زُيّن: حيث تُعتبر المتعة الجنسية نوعًا من الزينة، أمرًا نتجمل به. يستخدم القرآن الكلمة نفسها في وصف النجوم التي تزين السماء والجياد والجواهر. لكن الزينة ليست بالطبع أهم ما في الحياة، والآية نفسها تقول “من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب”. 2 القرآن نفسه يصف المرأة بأنها “أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين”، 3 وقد لا نتمكن أبدًا من طرح وصف أفضل للطابع “الزخرفي” “المفرط” للمرأة التي هي زينة، وكلامها غير مفهوم. رغم ذلك يعتبر الإسلام أن المتع الجنسية من أساسيات الحياة على الأرض ومن ثم يجب أن يسعد بها المسلمون. وفي حديث عن الرسول يقول “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة”. 4 لذلك فإن الحب بإخلاص والشهوة الجنسية التي تأتي معه هو طريقة لتحقيق الانسجام الكوني. حين ينظر الرجل إلى زوجته، يقول الرسول، وتنظر هي إليه، ينظر الله إليهما بالرحمة. حين يمسك الزوج بيد زوجته وتأخذ هي يده تتلاشى خطاياهما من بين أصابعهم حين عاشرها، تحيط بهما الملائكة من الأرض حتى القمة. المتعة والرغبة جميلان جمال الجبال. وحين تحمل الزوجة يكون ثوابها الصوم والصلاة والجهاد. 5 تؤكد الأحاديث بشكل مستمر على أن النكاح مرغوب فيه وأن الزواج موصي به بشدة. إنه متعة لكنه أيضًا واجب. 6 من هنا جاءت فكرة الالتزام بالحب الجسدي بين الأزواج. صحيح أنه ليس من المسموح أن يهب أي من الاثنين نفسه أو نفسها، دون موافقة الآخر، لممارسات دينية بديلة قد تلغي أو تؤجل عمل الجسد. الفترة القانونية المسموح بها لتأجيل الواجبات الزوجية، والتي حددت بأربعة شهور، غير قابلة للمد بحجة العفة الصوفية. هناك قول مأثور بين قضاة المسلمين يشير إلى أن التقوى لا تحل من حقوق الجسد “الزهد لا يمنع من قضاء المراد”. كذلك من الممنوع خصي المرء لنفسه أو لشخص آخر. أي اعتداء على الوظائف الجنسية هو بمثابة اعتداء على الحياة نفسها. 7 وكتب الأحاديث تضم فصلاً كاملاً عن “الطابع مستحق اللوم للخصي والعفة الطوعية”. بعض صحابة الرسول، حين وجدوا الذهاب في حملات حربية طويلاً وعصيًا على التحمل، طلبوا الإذن من الرسول أن يخصوا أو يخدروا أنفسهم. وكان محمد يرفض ذلك دائمًا. 8 من ناحية أخرى لا يجوز للنساء رفض أزواجهن. أحد الأحاديث يقول “إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها، لعنتها الملائكة حتى ترجع”. 9 وفي موقع آخر لعن الرسول المرأة المسوفة والمعلة. أما المسوفة فهي التي إذا أرادها زوجها قالت سوف وسوف، والمعلة هي التي إذا أرادها زوجها قالت إني حائض وليست بحائض. 10 في أحد الأيام سألت امرأة الرسول عن حقوق الزوج، فأجابها: “لا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب” 11. وفي رواية أخرى “لا تمنعه نفسها وإن كانت على رأس تنور”. ۱۲ لنفس الأسباب لا يحبذ الإسلام الطلاق الذي وصفه الرسول بأنه “أبغض الحلال عند الله” 13 في أحد الأحاديث الشهيرة يقول الرسول: “تزوجوا ولا تطلقوا فإن الله لا يحب الذواقين والذواقات”. 14ورغمًا عما قد يبدو في ذلك من تناقض، إلا أن الدون جوانية والإسلام لا يتواءمان. بنفس المنطق فإن تزويج الآخرين يعتبر عملاً تقيًا. أخلاقيات الزواج ممتدة وعلى المرء أن ساعد الآخرين على الزواج. وعلى الأهل أن يفعلوا كل ما في إمكانهم لمساعدة المسئولين منهم على الزواج. يقول القرآن صراحة: “أنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم”، 15 والابن البار يجب أن يرعى عفة والده إن ترمل من خلال مساعدته على الزواج مرة أخرى. ذلك أن واجب التعفف لا يقل أهمية عن واجب الكفالة. باختصار، منع الجسد نعمة من الله، ومتعة الله يجب أن تكون متاحة للكل من البلوغ حتى نضوج الكبر، الذي يتمنى كل مسلم، مثل يعقوب أن يكون أخضرًا وحيويًا. تعدد زوجات وتناوب الزوجات وتعديل الرجال، والطابع شبه الإجباري للفعل الجنسي، الذي لا مفر منه ولا حتى بالممارسات التصوفية، كل ذلك يحدد الطابع الخاص للأخلاقيات الجنسية في الإسلام. قد يعتقد البعض أن كل ما سبق يستجيب للحاجة الفسيولوجية وأنه مرتبط بضمان الزيادة الديمغراقية للبشرية عمومًا وللمجتمع الإسلامي على وجه الخصوص. من المؤكد أنه حين كان يخاطب مجتمعة كان الرسول يحب أن يقدم توصيات واضحة على غرار: “تناكحوا وتناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة”. 16 كذلك يمكن القول إن أخلاقيات المسلم المحددة بهذا الشكل تتناسب مع الظروف الاقتصادية والعسكرية. النساء رأس مال بيولوجي لا يجوز أن يُترك بدون إنتاج. لكن الأمر يتعلق أيضًا بالمكانة. يقول الرسول “خيركم أكثركم نساء”. ۱۷ لكن لا يمكن أن ننكر “مذهب المتعة” الأساسي في القرآن والحديث والفقه. فالحب في أكثر أشكاله شهوانية يُعتبر هو جوهر الوجود. ومن ثم الموقع الخاص للغاية الذي حظي به الحب. وبالتالي أيضًا، الإدانة التامة للتبتل والامتناع عن الزواج. 18 هذا أمر مفهوم حيث أن الزواج هو استدعاء للغيرية. المعنى العميق لمؤسسة النكاح، تلك المؤسسة القوية للغاية في الإسلام، يتمثل في الاعتراف بانسجام الزوجين الإنساني باعتباره الشكل الأمثل للحياة. وتكامل الجنسين هو في نفس الوقت قانون العالم وعلامة على الكمال الإنساني وإرادة الله ومعجزة الخلق المتجددة. الرجل وحده مخلوق عاجز، والمرأة وحدها مخلوق عاجز. فقط من خلال التقائهما في الإطار الديني للنكاح يصبحان خلاقين، لأنه معتمد على تكامل الجنسين. هذا الالتقاء وحده، مشفوعًا بالعناية الإلهية، يسمح بالحمل وصحوة الحياة. ما نحن بصدده هنا هو امتياز مقدس، يسمح للإنسان أن يتجاوز الطبيعة وأن يحقق مهمة جنسية حقيقية، يعلمنا الإسلام أنه يجب إنجازها بفرحة ومجد ونشوة الخلق. هكذا يجب أن نفهم كلمات الرسول: “إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين”. 19 الحب، إذًا، هو نصف الإيمان. ولا تكتمل شخصية الإنسان إلا من خلال حميمية الجنسين. والوحدة المترتبة على النكاح مهمة خلاقة، لأنها تستند إلى الحرية المكتسبة في إطار الحياة مع الآخرين. هذا الحدس الجوهري يجعل من النكاح مهمة مقدسة. والمتعة الجنسية تقربنا من الله. المرأة ليست محض ملكية للرجل ولا هي شر في حد ذاتها، وبالتأكيد لیست موضوعًا لمتعة الرجل، والرجل بدوره ليس مملوكًا للمرأة أو أقل الشرور بالنسبة لها أو مجرد مصدر للمتعة. الأمر الحاسم هنا هو علاقة الرحمة التي تجمع بينهما. الحب في الإسلام هو، إذا, صلاة فعلية. “حبب إلى من دنياكم ثلاث: الطيب؛ والنساء؛ والصلاة؛ وجعلت قرة عيني في الصلاة”. 20 لهذا الحديث، الذي هو أحد أشهر أحاديث الرسول، نال قدرًا لا يحصى من التعليقات، وقد يكون تعليق خفاجي أكثرها توضيحًا، حيث يرى فيه، عن حق، التأكيد والتجذر لرسول الله، وبالتالي للكلمة المقدسة. الطيب والنساء والصلاة ما هي إلا وسائط تجعل هذا التجذر ممكنًا. هناك نص آخر، أكثر روعة، يقارن بين فعل الجسد والصدقات أو فعل الخير. الحديث الخامس والعشرين للنووي يخبرنا بالتالي:

ناسًا من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن صاحبوه في هجرته من مكة إلى المدينة قالوا يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون، إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدفة. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له أَجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر. 21

هذا أمر مفهوم. النشوة بلا شك متعة. لكنها متعة مشتركة. وفي هذه المتعة المستمدة من الآخر مثلما من النفس تكمن التقوى في هذا الفعل، فعل المرادف للصوم والصلاة والعفة. النشوة والدهشة، إذا، يجتمعان في الفعل الجنسي، والجنسانية التي نلقاها في الآخرين هي أيضًا إسقاط على الله. إذًا، الزواج بدون مضاجعة لا مكان له في الإسلام، الجماع يمثل شرطًا أساسيًا لكي يصبح لفعل النكاح أي معنى فيما يتعلق بحقوق النسب. كما أن الزواج بدون مضاجعة محرم تمامًا في حالة الطلاق الثلاثي. أي أن المرأة التي طُلقت ثلاث مرات لا يجوز أن تعود إلى زوجهًا حتى يعقد عليها في زواج جديد، ويحدث النكاح ثم يليه طلاق. المرأة التي تسعى إلى محلّل غير بالغ، حيث الزواج منه مجرد أمر شكلي، لا تكون قد اتخذت المسار الصحيح. عليها أولاً أن “تذوق عسيلة” زوجها الجديد الذي عليه بدوره أولاً أن “يذوق عسيلتها…” . ۲۲ توصية أخرى تستهدف إدماج الخيال في العلاقات الجنسية بين الزوجين وإحياء الرغبة المنطقية برغبة مثيرة: “فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه”. ٢٣ لا نستطيع أن نجد مثالاً أفضل من ذلك لتسامح الإسلام الشديد مع مشاعر الشهوة، التي يعتبرها إشباعًا وامتدادًا للجنسانية. النظرة الإسلامية للجنسانية تشمل الاحتواء وليس النفي، القبول المبهج وليس النكران الكئيب. هذه النظرية الشمولية للحب تستند إلى امتلاك طرفي العلاقة أحدهما للآخر. الحب هو قانون الحياة والعالم والإنسان ويجب أن نقبله بهذه الصفة. إشباع الرغبة الجنسية وتحقق الحب في البهجة هي سبل لشكر الله على النعم التي أنعم بها علينا. البهجة والشكر عند الإشباع، هي بحسب النصوص أعلاه، أفضل سبيل، والسبيل الذي ينصحنا به الله والذي رسمه أمامنا الرسول، بالكلمة وضرب المثل. والنصوص الإسلامية المقدسة بها ألف شكل وشكل للمتعة. إن ما يجعل هذا ممكنًا هو أن الحب الإسلامي حب بدون خطيئة، حب بدون شعور بالذنب, حيث المتعة والمسئولية مترافقان جنبًا إلى جنب. كيف، وقد وصلنا إلى هذه المرحلة من تحليلي يفوتنا أن نتأمل في موقف المسيحية، التي تبدو لي عكس ذلك تمامًا؟ قارن ما بين النصوص المشار إليها أعلاه والمواقف المذكورة في الإنجيل. تأمل في القديس بولس وهو يخاطب أهل كورنثوس: فحسن للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب الزنا، ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها. 24 أو فلنأخذ ما قاله لأهل غلاطية. ٢٥ هناك أمر ما غير قابل للاختزال في هذه الرؤية: عدوانية عميقة تجاه الجنسانية، التي يجب أن تُحكم السيطرة عليها والخجل منها، إن لم يكن إنكارها تمامًا أو في أفضل الأحوال التسامي عليها. بالطبع، عبر الثلاثين عامًا الماضية، شهدنا الكثير من الانتقاد لهذا الموقف في الكنائس المسيحية. ولم يقتصر الأمر على بعض المرونة تجاه الأمر في التعاليم الكاثوليكية والبروتستانتية فحسب، بل أن الأبحاث في المسيحية واليهودية أحيت الاهتمام في المسألة بشكل جذري. يقترح أوتو بايبر Oto Piper مراجعة التفسيرات التوراتية في اتجاه يقربها في الواقع كثيرًا من المواقف القرآنية المذكورة أعلاه. كما يرى أن وحدة خلق الله تتجسد خلال كل أشكال الطبيعة، وأن الحياة الجنسية المتأصلة في الحياة الإنسانية لا يمكن إلا أن تكون خيرة شرط بالطبع أن تستهدف غايات تنسجم والنوايا المقدسة.٢٦ من المثير للاهتمام أيضًا تجديد التفسيرات التوراتية التي قام بها سيوارت هيلتنر Seward Hiltner الذي يرى أن الجنسانية التوراتية تتجه نحو تحقيق كمال الحياة كما أرادها الله.27 الجنسانية المسيحية لا يجوز أن تكون نشاطًا مقتصرًا على المتعة. على العكس، إنه نشاط جاد، حيث أنه أمر يخص الالتزام والمسئولية أكثر بكثير من كونه شعور بالبهجة الحسية التي تميزه. يجب أن يمنع كل شكل من أشكال التحفظ والامتلاك. ذلك لأن للجنسانية وحي ذاتي. من خلال هذا الوحي يتجاوز الإنسان نفسه من خلال اكتشاف جنسانيته. من خلالها يُمنح الإنسان المتعة ويصبح قادرًا على وصلها. كذلك يصبح مدركًا للقوة التي لم يكن يدرك أنها له ولأعماق نفسه. لا توجد ممارسة منعزلة للجنسانية. إنها اكتشاف الآخرين والالتحام بهم. ويستدعي هيلتنر هنا المعنى التوراتي لكلمة المعرفة. الجنسانية حياة مفتوحة على الجار، وهي أخيرًا أيضًا سر مقدس. الاتحاد الجنسي يستند إلى إرادة مقدسة سابقة، التي هي تحديد الفصل بين الجنسين. لذلك فإن الفعل الجنسي لا يمكن أن يتم سوى في إطار الزواج، الذي هو القبول المبهج، بدون تحفظ لنوع محدد من العلاقة الإنسانية واعتراف المجتمع بهذا الاتفاق بين شخصين، لا يعدو التكاثر سوى أحد نتائجه. مع ذلك يظل الإسلام أكثر جذرية: فالشهوة يجب أن تبقى في إطار حدود الطبيعة البشرية كما خلقها الله. ومن غير المقبول إغراق ما هو جنسي في معجزة الخلق كما لو كان مجرد ظاهرة عارضة. لكن مفهوم الشمولية يفترض الاقتراح والتناقض والغموض. وذلك هو بالتأكيد السبب لنظرة الإسلام للجنسانية من منظور التوتر. لو كان صحيحًا ما يعلنه هيلتنر أن الجنسانية في المسيحية أمر جاد واجتماعي ومقدس، فإن الجنسانية الإسلامية التي تحدث بين زوجين في أمر جاد وتلقائي في نفس الوقت، وكذلك اجتماعي وفردي، مقدس وتاريخي. لا مجال للشك في ضرورة أن يكون الفعل الجنسي جادًا. فهو الطريقة التي يتعرف بها على نفسه من خلال إدراك وجوده الجسدي. القرآن، كما رأينا أكثر من مرة، يؤكد وجود فهم شبقي حقيقي للعالم والذات. معجزو الزوجية كثيرًا ما يشار اليها باعتبارها رمز رائع للمجد الإلهي. من خلال الحب يصبح الإنسان مسحورًا، متوحدًا مع الكون ومع الله نفسه. لكن ذلك لا يحدث بشكل تجريدي. بل تتحقق هذه الحالة من النشوة بفعل الجسد. هذا الفهم الشبقي للعالم ليس نتاجًا فكريًا، بل هو نتاج الرغبة، لأنه يتحقق من خلال اتصال جسد بجسد آخر، الذي يغذي الوعي بالذات والإسقاط خارج الذات، التمركز حول الذات والغيرية. الجنسانية هي “حالة تعمد تقبع المسار العام للوجود وتستسلم لتحركاته”. 28 لهذه الملاحظة لميرلو بونتي Merleau- Ponty تبدو لي أنها تعبر عن الجاني الأساسي لموقف الإسلام من الجنسانية. من خلال الجنسانية يؤخذ الإنسان بأكمله مأخذ الجد. لذلك يولى كل هذا الاهتمام للجنسانية. يجب أن نأخذ الجنسانية مأخذ الجد لأنها تشهد على جدية الوجود. الحياة كلها، بحسب التعاليم الإسلامية، تسبح في جو من الجنسانية. أحيانًا يصل ذلك حد الهوس. على المرء أن يتزوج. على المرء أن يمارس الجماع. الأهل يجب أن يزوجوا أبناءهم وأحد واجبات الأبناء الأبرار أن يساعدوا ولي الأمر المترمل على الزواج مرة أخرى. ممارسة الحب واجب جوهري، ولا عذر لعدم القيام به، ولا حتى عبادة الله. العبادة ذاتها مصاغة بتعبيرات تشير إلى الإرضاء الشرعي للرغبة. إذا ممارسة الجنسانية تجعلها تتجاوز الوجود الدنيوي: الحياة الأخرى هي مرة أخرى وجود جنسي. الفردوس يعني النشوة والانتصاب الدائم. رغم كونه أمرًا جادًا إلا أن النشاط الجنسي رغم ذلك يخدم اللهو والتلقائية. الرسول يوصي كثيرًا بالملاعبة، ما يفسر عنصر اللهو في الممارسة. والحب لا يمارس في حزن أو نكد. إنه ليس واجبًا مؤلمًا. إنه أكثر نعم السماء بهجة. إنه أحد الطيبات التي أنعم بها الله على الوجود. إنه متعة. بل إنه أعلى أشكال المتعة. إنه الطريق الملكي إلى السعادة الكاملة. وهكذا حيث أن الجنسانية تتجه نحو أمر آخر غير ذاتها، فإنها تضع هذا الأمر بين قوسين وتظهر في شكل عطية أو مغامرة أو خيال أو إشباع أو حرية. بالطبع عادة ما يبلغ الفعل الجنسي ذروته في التكاثر ويستند إلى نظرة واقعية للحياة. لكن من المسموح له به أيضًا أن يرحل عن الواقع، لتصبح متعة الجسد حينها نشاطًا حرًا يمارس ببهجة وتلقائية. نتيجة لذلك يُسمح باستخدام مختلف وسائل منع الحمل سواء كانت العزل أو استخدام “الملابس الواقية”. 29 حيث أنها في القلب من هيكل الحياة، تتجلى الجنسانية من خلال الوجود، لا تؤمن سوى بذاتها. ما من منطق يمكن بأي شكل من الأشكال أن يغير من واقع أن المتعة الجنسية هي في حد ذاتها شرط وغاية. يمكن تعريف العملية باعتبارها عملية بدون إدراك. وسحر الحب هو ما يدرك انعدام الإدراك، كما يلغي إدراك ما يدركه. منفصلة عن وظيفتها التكاثرية، كما يسمح لها الإسلام، ليست الجنسانية محرومة من عنصر العمد المتأصل فيها: ذلك أن جوهرها يملأ الفراغ المتكون ويصبح له قيمة مثالية. ومن خلال كونها تسلية ومتعة تبدل الجنسانية من اتجاهها ومغزاها، فهي تبتعد عن تأثيرها التكاثري لكي يستبدل فورًا بتأثير خلاق يمثل تأكيدًا على التسامي وشاهدًا على الحرية. وفي هذه الحالة تصب قيم الحب لا في السلالة وإنما في الشريك/ ة. بمعنى آخر، ممارسة الجنسانية جدلية بين اللهو والجدية. لهذا السبب يجب أن تمارس بجدية وأن تؤخذ اللعبة مأخذ الجد. من هنا تأتي عظمة تصوير الإسلام لها، ومن هنا أيضًا يأتي غموض جوهرها. يقول ميرلو بونتي: “حدة المتعة الجنسية ما كانت لتكون كافية في تفسير المكانة التي تحتلها الجنسانية في الحياة الإنسانية أو, على سبيل المثال، ظاهرة الشبق إن لم تكن التجربة الجنسية ذاتها فرصة ممنوحة للجميع ومتاحة طوال الوقت للتعرف على الجنس البشري من خلال أكثر جوانبه عمومية المتعلقة بالاستقلالية والتبعية.” 30 يبدو كأن الموقف الإسلامي اهتم بعدم فقدان أي من ثراء الخبرة الجنسية، وأن يمتلكها وأن يعيشها بكثافة بكل توتراتها وصراعاتها. وهو مرة أخرى نفس الاستنتاج الذي يتضح في جدلية المجتمعي والشخصي. إنه لمن البديهي أن نقول إن الجنسانية هي تجاوز لما هو فردي، وأنه حتى في انحرافاتها لا يوجد أبدًا، بالمعني الحرفي للكلمة, ممارسة فردية في الحياة الجنسية، المتعة الذاتية يصاحبها بالتأكيد خيال يتصور وجود الآخرين. أحد وظائف الجنسانية يكمن في قدرتها على توحيد الأفراد مع المجتمع. مقولة “تناكحوا وتكاثروا” تؤكد أن الحياة الجنسية توحد بين البشر وأن الأمة الإسلامية تعتمد، في عظمتها وأيضًا في مصابها، على الحياة المتوارثة. الوحدة الكلية والاجتماعية للبشر هي نتاج للديناميكية الجنسية. وبالعكس، مجتمع الأمة يفرض أيضًا احتياجاته وميوله على دوافع الأفراد. الحب، المبدأ الأصلي للحياة، يحكم تطور البشر. رغم ذلك، للحب وجهين، الفردي والاجتماعي. لقد أشرت أعلاه أن غرض الله من خلق الأجناس والقبائل المتنوعة كان تمكين المعرفة المتبادلة بين البشر “لتعارفوا”,31 بالمعنى التوراتي للكلمة. كذلك رأينا أن الله خلق من كل شيء زوجه ليركن له “لتسكنوا إليها”. 32 في التراث الإسلامي نجد كونية البشر والحياة العضوية والتطور الشخصي والتصنيف الاجتماعي والعمليات التاريخية كلها مترابطة فيما بينها، ومجتمعة لا يمكن فصلها عن غرض الله من الخلق وعجائبه. من هنا تنبع تعددية الجنسانية وغموضها والتباسها. أن تحب معناه أن تكون لديك أغراض تجاه من تحب! العلاقات الشهوانية متبادلة وتشكل الأساس للوجود مع الآخرين. كذلك تشكل الجنسانية الأساس لمجتمع المحب والمحبوب، فيما يتجاوز استقلالية شخص المحب. لا شك أن إدراك الآخر هو ما يسعى إليه الجسد، تمامًا مثلما أشعر بأن وعيي يستهدف إدراكي لذاتي. مرة أخرى فلنقتبس من ميلو بونتي:

إذا لم تتمكن [الرغبة الجنسية] من تقبل وجود طرف ثالث كشاهد، إن شعرت أن التعامل بشكل طبيعي أكثر من اللازم أو الملاحظات العابرة من الشخص المرغوب فيه هي علامات للعدائية، فإن ذلك لأنها تسعى إلى الإبهار، ولأن الطرف الثالث المراقب أو الشخص المرغوب فيه، إن كان حرًا أكثر من اللازم في طريقته، لا يدرك هذا الإبهار. ما نحاول أن نمتلكه، إذًا، ليس مجرد الجسد، وإنما جسد بعثت فيه الحياة بالوعي. كما يقول ألن Alain: المرء لا يحب امرأة مجنونة إلا إن أحبها قبل بداية جنونها. 33

يتكون الفعل الجنسي من تبادلية الزوجين. لقد أدركت جسدي من خلال ردود فعل جسد شريكي ويتحرر وعيي إذ يتصل بوعي المحبوب. النشاط الوراثي هو الفعل المشترك بين المحب والمحبوب، أو لنكن أكثر دقة، لا يعود هناك محب ومحبوب وإنما التحام محب للأجساد والأرواح. هذا ما يصفه النبي بقوله “يتذوق عسيلتها”. في ضوء هذه الاعتبارات تكتسب نظرية الروية الإسلامية للنكاح معناها الكامل – رؤية تضع الجنسي ضمن المجتمعي، فيما يتجاوز الممارسة الشرعية للنشاط الجنسي. النكاح يتضمن تعريفًا اجتماعيًا للزوجين يعتبر عن نفسه من خلال المنزلة والأدوار والتراتبية. رفض الفوضى الجنسية يستند إلى هذه الوحدة المحددة التي توحد ما بين الزوجين، لا في وحدة تجريدية ميتافيزيقية وإنما في مجتمع حقيقي ومحدد. النكاح يضع الفرد ضمن الأمة. من هنا هذا الاحتقار للأعزب. من هنا أيضًا تلك الإدانة الأخلاقية للممتنعين عن الزواج. من خلال النكاح يندمج الفرد في الجماعة والجماعة في الفرد. لا يجب أن ننسى الجانب الشخصي في الجنسانية في الإسلام، الذي يعتمد على عنصر المسئولية. الجنسانية بالتأكيد “وديعة” ائتمن عليها الإنسان. وكل فرد مسئول. كل رجل مسلم وامرأة مسلمة مسئولون أولاً عن أنفسهم وعن أجسادهم. من هنا نرى أهمية فصول الفقه التي حددت مسئوليات كل من الزوجين. وسواء تعلق الأمر بمسألة القدرة أو الفحولة أو طول فترة الترمل أو الطلاق أو وضع المخنث أو العلاقات الشبقية مع غير المرئي، الاستمرارية مدهشة. تأرجح الأمر الجنسي ينعكس مرة أخرى على مستوى المقدس والتاريخي. الجنسانية مقدسة مثلما هي تاريخية: قبول الجنسانية هو أمر يتعلق بالإيمان. والجنسانية بدورها مثلها مثل الصلاة والصدقات والشهادة، فعل صالح، المعجزة المتجددة للنبوءة، رؤية مسبقة لمتع الفردوس… وذلك لأنها تشهد على غرض مقدس، وتعبر عن رغبة الله. والاستمتاع ببهجتها يعني حقيقة تعبير عن شكر الله على المعجزة المستمرة والفياضة لتجديد الحياة. النكاح إذا مقدس حقيقي. لقد رأينا كيف أن النكاح في الزواج تحول المخلوق الذي يقع تحت حكم الإحسان المحرم. لقد رأينا كيف أن الزنا، مع كل ما يصاحبه من كبائر، مرتبط بحزم وحصريًا بالشخص، رجلاً كان أو امرأًة، الذي عقد النكاح واستكمله ثم انتهك الشروط الشرعية والدينية لممارسة الجنسانية. النكاح يضفي على الفعل الجنسي نبلاً نفسيًا واجتماعيًا ووجدانيًا وروحانيًا على درجة من الروعة بحيث أن خرقه يتعرض للمحاسبة المناسبة. على العكس من اعتقاد واسع الانتشار، الزواج في الإسلام مقدس مثله مثل الزواج المسيحي أو الزواج اليهودي. هو بالتأكيد ليس أبديًا ولا مطلقًا. ورغم ذلك هو فعل يحمل إيمانًا بالنفس والآخرين وقبل ذلك بالله. ويمكننا, باقتباس ديكارت Decartes أن نقول إن “الملحد لا يمكن أن يكون محبًا” من وجهة نظر المسلم الصالح. وأكثر من ذلك لقد خلق المسلم فقط من أجل الحب. مثلما جاء في الأغنية التونسية المعبرة “نحن قوم للغرام خلقنا”. لكن الحياة الجنسية ليست مجرد انعكاسًا لإرادة الله. فهي تنتمي لنظام الوجود ومن ثم فقد تجسدت في أجساد تاريخية. كذلك فإن للجنسائية تفاصليها الخاصة التي تظهر في تيارات أو ميول محددة ودقيقة. نعمة الله ليست مجردة، لكنها موضوعية. ليست مجهولة، لكنها شخصية. الحقيقة أن الجنسانية هي الوسيلة البدائية أو الأصلية للانتساب إلى العالم وإلى الحياة، لكنها ليست الوحيدة. إنها “معطى” يؤسس لعلاقة دقيقة بالعالم والبشر، مثلما تؤسس الشهية والعطش لعلاقة من نوع آخر. تأسيس الجنسانية في الحرية وفي استقلال الشخص تعني بالضرورة قبول الهشاشة والنسبية؛ في الأمور الجنسية تفسح إرادة الله الطريق أمام إرادة الإنسان، وإرادة الإنسان تتكون من اختيارات ومقاربات متتالية وليس من قرارات نهائية. كذلك فإن الإسلام، مع عدم ترحيبه بالطلاق، أي كسر الرباط المقدس للنكاح، يضطر في النهاية إلى قبوله. القطع والتغيير متضمنان نتيجة طبيعة العلاقات الشخصية المبنية على الحب، الشغف الذي يتجسد بروعة في ملحمة الرسول مع زينب. دعاء الرسول القصير والمؤثر “يا مقلب القلوب ثبت لي قلبي” يشير إلى قوة الحب ومخاطره. في نهاية الأمر لا يوجد زواج أبدي أو عهود مطلقة، وهناك دائمًا اختيارات وآمال جديدة، أي إصرار على الإخلاص للنفس وللمحبوب. إضافة إلى كونها مقدسة، لا شك أن الجنسانية أيضًا التزام شخصي وتاريخي. يقال إن الجنسانية درامية لأننا نهبها كل حياتنا الشخصية. ولكن لماذا نفعل ذلك؟ لماذا يصبح جسدنا مرآة وجودنا إلا لأنه ذاتنا الطبيعية، مرآة وجودنا، حتى أننا لا نعلم أبدًا ما إذا كانت القوى التي تدفعنا هي قواه أم قوانا. ومثلما لا يمكن نزع الجسد عن الجنسانية لا توجد جنسانية منغلقة على ذاتها. لا يوجد ناجون مثلما لا يوجد تائهون تمامًا.34 هذه الفقرة الرائعة لميلو بونتي تمكننا من فهم أن الإسلام يصوغ الجنسانية ضمن الالتزام المقدس والشخصي، وذلك لأنه يرغب في إدراكها دون أن يختصرها أو يشوهها. من هنا يأتي هذا الشعور بالسعادة، الذي يقترب أحيانًا من الشجن، والذي أعتقد أنه يمثل جانبًا جوهريًا من رؤية الإسلام للجنسانية. على حين تختصر المسيحية ما هو جنسي من خلال التسامي عنه أو تجاوزه، يرفض الإسلام دائمًا أن يختصره أو أن يدمره، رغم رغبته أيضًا في تجاوزه من خلال التسامي. إذا كان وجود الجنسانية مترافق مع وجود الإيمان، فهو أيضًا مترافق مع وجود البشر. من هنا يأتي هذا الشعور بالمتعة التي يتحدث عنها القرآن وذلك الأمل أن ينجح الإنسان، رغم كل شيء، في إنقاذ نفسه من خلال قبول ذاته، أي بواسطة الحب.  

* Abdelwahab Bouhdiba, “The Sexual and the Sacral,” Sexuality in Islam, by Abdelwahab Bouhdiba, London: Saqi Books, 2012, 88- 100.

1 سورة آل عمران، الآية 14.

2 انظر/ ي أيضًا تعليق الرازي في مجلده الثاني ص 430 وما بعدها، يجب ملاحظة تقديم النساء

3 سورة الزخرف، الآية 18.

4 رواه مسلم، رقم ۸۸.

5 القناوي، شرح لامية ابن الوردي، ص ١٤.

6 صحيح مسلم، حديث رقم 1400؛ صحيح البخاري، حديث رقم 4776؛ بدر الدين العيني، عمدة القاري: شرح صحيح البخاري، الجزء العشرون، دار الفكر، د. ت. ص65 -68؛ يحيى النووي, شرح صحيح مسلم، دار الخير, ١٩٩٦، ص 521- 524.

7 صحيح البخاري، حديث 4786؛ صحیح مسلم، حديث رقم ٢٥٠١؛ بدر الدين العيني، عمدة القاري: شرح صحيح البخاري، الجزء العشرون، دار الفكر، د. ت. ص ۷۲- ۷۳.

8 بدر الدين العيني، عمدة القاري: شرح صحيح البخاري, الجزء العشرون، دار الفکر، د. ت. ص 73.

9 نفس المصدر، ص 184 -185، رقم ١٢٣، ١٢٤.

10 نفس المصدر، ص 185.

11 العيني. الجزء التاسع، ص 484.

12 نفس المصدر.

13 ” إن أبغض الحلال عند الله الطلاق”.

14 الجصاص، أحكام القرآن, الجزء الثالث. دار إحياء التراث العربي. بيروت: ۱۹۹۲، ص47.

15 سورة النور. الآية ٣٢.

16 القسطلاني، من إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، الجزء الثامن. المطبعة الأميرية، بولاق: ۱۸۸۷، ص۸.

17 نفس المصدر.

18 القسطلاني، المجلد السابع، ص۳.

19 انظر/ ي أيضًا: أحمد الفشني، المجالس السنية، ص 95.

20 شهاب الدين الخفاجي، طراز المجالس، ص 50.

21 انظر/ ي أيضًا: سعد الدين تفتازاني، شرح الأربعين النووية، تونس، ١٢٩٥ هـ، ص 115، وأنظر/ي أيضًا: أحمد الفشني، المجالس السنية في الكلام على الأربعين النووية، القاهرة، ١٢٩٩ هـ، ص ٩٢٩. إبراهيم الشبرخيتي, الفتوحات الوهبية، القاهرة, 1318 ، ص ٢١٤.

22 البخاري، المجلد الثالث، ص 178 و184؛ مسلم، المجلد الرابع، ص56 و58؛ العيني، المجلد التاسع، ص ٥٣٩، 546.

23 مسلم، المجلد الرابع، ص۱۲. وانظر/ ي أيضًا: ابن القيم الجوزية، الطب النبوي، ص98- 116.

24 إصحاح 7 من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس

٢٥ إصحاح 5 من رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية، 16 – 26.

26 Otto Piper, L’Evangile et la vie sexuelle. Delachaux and Niestle, 1955, p. 25.

27 Seward Hiltner, Sexuality and the Christian Life, New York, 1959.

28 M. Merleau- Ponty, Phenomenologie de la perception, p. 198; Phenomenology of Perception, tr. Colin Smith, London, Routledge & Kegan Paul, 1962, p. 157.

29 انظر/ ي أيضًا العيني، المجلد الخامس، ص٥٩٧ والمجلد التاسع، ص 494.

30 Phenomenologie de la perception, p. 195; Phenomenology of Perception, p. 167.

31 سورة الحجرات، الآية 13.

32 سورة الروم، الآية ٢١.

33 Phenomenologie de la perception, p. 195; phenomenology of Perception, p. 167.

34 Phenomenologie de la perception, p. 199, Phenomenology of Perception, p. 171.

 

الكلمات المفتاحية: الجنسانية والدين
شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي