الحاجة إلى ما هو أكثر من المجموعات البؤرية للتوصل إلى معرفة المعلومات الحساسة

التصنيفات: غير مصنف

الحاجة إلى ما هو أكثر من المجموعات البؤرية

للتوصل إلى معرفة المعلومات الحساسة

يزداد الآن استخدام الوسائل الكيفية البحثية مثل المقابلات المعمقة ونقاشات المجموعات البؤرية، وملاحظات المشاركين في مجالات الأبحاث الخاصة بالصحة الإنجابية، وذلك بهدف تعزيز المعلومات التى يتم الحصول عليها بالوسائل الكمية التقليدية لجمع البيانات، مثل المسح الخاص بالمعرفة والسلوكيات والمعتقدات والممارسات(KABP) (1). ولقد بدأ الباحثون، وكذا القائمون على تخطيط البرامج، في إدراك أن الوسائل الكيفية يمكن استخدامها لاستنباط معلومات تتسم بالحساسية حول محددات التصرف مثل: السلوكيات والأعراف الاجتماعية، فضلاً عن السياق الثقافي الذي تجرى خلاله ممارسة هذه السلوكيات. ونظراً لأن هذه الوسائل تستعين بأدلة البحث ذات النهايات المفتوحة، يمكن استخدامها إذن لتوليد فرضيات حول العوامل غير المعروفة للباحث. وهو الأمر الذي يتيح استكشاف مجالات الاهتمام بدون أحكام مسبقة حول درجة استقرار معلومات أو سلوكيات الفرد المستجيب داخل نماذج معروفة.

لقد نشأ أسلوب المقابلة المعمقة من الأنثروبولوجيا ويعد أسلوبًا وسيطًابين التقنيات غير الهيكلية وشبه الهيكلية للمقابلات. ويشبه هذا الأسلوب المحادثات أكثر من مجرد مقابلات، من ثم يتطلب عدة مهارات، من بينها القدرة على سبر الأغوار ومتابعة عمليات التصويب نحو الهدف. ويستعين هذا الأسلوب بدليل مقابلات يوفر مجموعة من الموضوعات التي تفيد القائمين على إدارة المقابلات في تغطية كافة المجالات، ولكنها لا تحدد الأسئلة التي ينبغى سؤالها.(2)

لقد نمت تقنية مناقشات المجموعات البؤرية من العلاج الجماعى الذى يستخدمه الأطباء النفسيون. والفرضية التى يرتكز عليها العلاج الجماعي تقوم على ما يشعر به الأفراد الذين يعانون من مشكلة أو اعتقاد مماثل عند الحديث حول مشكلتهم أو اعتقادهممن أمان أكثر مع مجموعة من الناس الذين يشاركونهم نفس المشكلة أو الاعتقاد.(۳)

ولقد استطاع الباحثون فى مجال التسويق تطوير هذه التقنية في سنوات الخمسينيات كوسيلة أولية لاختبار المفاهيم والمواد والمنتجات.(4، 5) كما استخدمها أيضًا الساسة القائمون على وضع الاستراتيجيات وذلك لفهم ملاحظات المرشحين وصباغة الحملات السياسية. (6) أما فى مجال تنظيم الأسرة، فقد جرى استخدام مناقشات المجموعات البؤرية لاختبار مدى الفهم والاستجابة للرسائل التعليمية والمواد الإعلامية قبل تطويرها النهائي(٧)

ويفضل القائمون على تخطيط البرامج جمع بيانات كيفية خلال الأساليب التي يمكن إدارتها بسرعة نسبيًا وبدون تكلفة كبيرة. ولذا فقد جذبت نقاشات المجموعة البؤرية الانتباه في مجال الصحة الإنجابية. ويجرى الحصول على المعلومات من مجموعة تتكون من ٦ إلى ١٠ أفراد معًا، وتعتبر التقنية وسيلة سريعة وفعالة لمعرفة لماذا وكيف يتخذ قرار بمجال الصحة الإنجابية، ويعتبر هذا عاملاً مكملاً للبيانات المستقاة من الوسائل الكمية. وتحدد الأدبيات عيوب هذه الوسيلة والتي تتحدد في مدى مصداقيتها ومدى إمكانية تعميم المعلومات التي يتم استنباطها (۸). كما أن كل مناقشات المجموعة البؤرية يجب التعامل معها كمقابلة، وليس ٦ أو ۱۰ مقابلات؛ وهو الأمر الذي يجعلها وسيلة للمقابلات أكثر تكلفة.(۳)

وعلى الرغم من التحذيرات النظرية لمحدودية نتائج مناقشات المجموعة البؤرية (8، 9)، فإن المراجع الحديثة للتقنيات الاثنوجرافية السريعة قد وجدت أن مناقشات المجموعة البؤرية تستخدم بشكل عام باعتبارها الوسيلة الوحيدة أو الأولية لجمع معلومات في المجالات الحساسة ببرامج الصحة (١٠ و ١١) ولا تقدم الأدبيات توثيقًا للاختلافات القائمة بين البيانات التي يتم جمعها في مناقشات المجموعة البؤرية، مقارنة بالبيانات التي يتم جمعها من خلال الوسائل الكيفية الأخرى.(3 و 12)

ويبقى سؤال حول ما إذا كانت مناقشات المجموعة البؤرية يمكن أو يجب استخدامها باعتبارها الوسيلة الوحيدة لجمع البيانات فى المواقف التي تتطلب معرفة معلومات في موضوعات حساسة من أجل التوصل إلى فهم شامل وصادق للأعراف الثقافية، فضلاً عن الخبرات المتعلقة بعملية اتخاذ القرار، والسلوكيات، في المجال الإنجابي. ويعد هذا المجال ميدانًا هامًا للبحوث المنهاجية (١٢).

وتقوم هذه الورقة البحثية بتوثيق النتائج التي تم استنباطها عبر وسيلتين من الوسائل البحثية الكيفية المختلفة وهي: المقابلات المعمقة ومناقشات المجموعة البؤرية، وذلك فى قطاع سكاني يضم فتيات مراهقات في ريف مالاوى. وتقدم هذه الدراسة دليلاً ملموسًا على أن الاعتماد على المعلومات التي تم الحصول عليها من خلال المناقشات البؤرية فحسب لا تعد كافية لفهم السياق الثقافي والأعراف الاجتماعية التي تتعلم في إطارها النساء الشابات ويصبحن خلالها قادرات على مناقشة القضايا المتعلقة بالإنجاب والأمور الجنسية. وعلى الرغم من قيام نفس الشخص بإدارة المقابلات المعمقة ومناقشات المجموعة البؤرية، إلا أن الفتيات استجبن بصورة مختلفة لنفس الأسئلة في الوسيلتين. وتؤكد هذه النتائج العلاقة بين الاستجابات المعطاة والمنهاج المستخدم. وعلاوة على ذلك، تثير هذه النتائج تساؤلات حول كيفية توصيل المعلومات في المواضيع الحساسة إلى الفتيات الشابات بهدف مساعدتهن على الحيلولة دون حدوث حمل غير مرغوب فيه أو التقاط عدوى تنتقل عبر الممارسة الجنسية

الدراسة

كان أحد أهداف البرنامج القومي للسيطرة على مرض(NACP) فى مالاوى يكمن في تقليص مخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بين قطاع الفتيات المراهقات بالمناطق الريفية، حيث يعيش ٩٠% من السكان. وقد كان القائمون على تخطيط البرنامج مهتمين باستخدام قنوات الاتصال المناسبة محليًا لتقديم المعلومات والمهارات التعليمية وترويج السلوكيات التى تقلل من الخطر. وبينما حقق البرنامج القومي للسيطرة على مرض الإيدز مستوى عال من المعرفة العامة حول مرض الإيدز بين السكان، خلال بث رسائل متنوعة عبر الإذاعة والكنيسة (١٤)، فإن هذه القنوات تعد قنوات عامة بدرجة كبيرة وقدرتها محدودة على استهداف مجموعات خاصة بهدف إثارة القضايا الحساسة بشأن الممارسة الخطرة والآمنة للجنس. بينما القنوات الأخرى الأكثر استهدافًا لهذه المجموعات مثل استشارة الأنداد و الأقران، وطقوس الاحتفال بسن البلوغ، والمناهج الدراسية بالمدارس الإبتدائية لم يتم الاستفادة منها أو استخدامها بعد. ونتيجة لذلك، لم تمتلك المراهقات بعد أي فهم حول كيف يمكن أن يتعرضن للإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة نتيجة سلوكياتهن.

لقد تم الإفادة من الأعراف الاجتماعية في مالاوى والتي تشجع على بدء الممارسة الجنسية مبكرًا. وتطرح التقارير أن اللقاءات الجنسية يمكن أن تبدأ بين الفتيات الصغيرات والأولاد أو الرجال الأكبر سنًا (١٤ و ١٥). وفى خضم عملية النضج وتشكيل الهوية التي تؤثر على الخيارات والسلوكيات الجنسية، فإن المصادر التي تستقى منها النساء الشابات نماذج وقواعد العلاقات الجنسية، بما في ذلك معرفة الجوانب المسببة للخطر، تختلف عن مصادر الرجال والشباب أو النساء الأكبر سنًا. إن الاستعانة بالأنداد والأقران والشبكات الاجتماعية كمجموعات مرجعية قد تتسم بأهمية خاصة بالنسبة لتحقيق استراتيجية اتصال ناجحة (14 و ١٦) يشتمل منهاج الدراسة على وسائل كيفية للإحصاء السكاني، ومسحًا سكانيًا والمسح الخاص بالمعرفة والسلوكيات والمعتقدات والممارسات، فضلاً عن وسائل كيفية كالمقابلات المعمقة وملاحظات المشاركين، ومناقشات مجموعات بؤرية في ١٢ قرية فى المنطقة الجنوبية من مالاوى. وهناك وصف تفصيلي للمنهاج في موضع آخر.(١٤) وقد تم إجراء ما يصل مجموعه إلى ۱۲۰ مقابلة معمقة و ٣٢ مناقشة للمجموعات البؤرية مع ستين فردًا يمثلون الفتيات المراهقات وبعض أعضاء الشبكات الاجتماعية في قريتين. وقد ضمت العينة الفتيات غير المتزوجات اللاتى لا يرتدن المدرسة وأيضًا الفتيات اللاتي ليس لديهن أطفال.

كان هدفنا يكمن فى معرفة الشبكات الاجتماعية والمعلوماتية للفتيات المراهقات في ثلاث مجموعات عمرية : من ١٠ إلى ۱۲ سنة، ومن ١٣ إلى ١٥ سنة ومن ١٦ إلى ١٨ سنة. كيف يتعلمون الأمور الخاصة بالنشاط الجنسي والأخطار المتعلقة بالإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وماهي خبراتهم في مجال الجنس، وما المهارات التي تساعدهم على تجنب العدوى. والدراسة مصممة أيضًا لمعرفة الاختلافات القائمة بين السلوك الفعلى والأعراف الاجتماعية مثالية الطابع، فضلاً عن اكتشاف مدى معرفة الفتيات الشابات بالدورة الشهرية والجنس واستخدام الواقي الذكرى، وسلوكهن إزاء هذه الأمور.

أثناء المقابلات المعمقة، اتضح أن مدى معرفة الفتيات، من المجموعة العمرية ١٠ ١٢ سنة، بالدورة الشهرية يختلف. بعضهن لا يعرف أى شئ على الإطلاق. أما اللاتي يعرفن كل شئ فقد كن صريحات وقلن أنهن تعلمن كل شئ عن الدورة الشهرية من صديقاتهن. فتاة واحدة، فقط من بين ۲۰ فتاة في هذه المجموعة كانت قد بدأت فى الدورة الشهرية، ولكن كافة الفتيات لم يجدن صعوبة أو عدم ارتياح في الحديث عن الموضوع طالما يتحدثن عنه في خصوصية. أما فتيات المجموعة العمرية ١٣ ١٥ سنة، فقد كانت معرفتهن بالدورة الشهرية أشمل كثيرًا عن معرفة الفتيات بالمجموعة العمرية الأصغر؛ وهذه المعرفة الشاملة قد شملت أيضًا حتى أولئك الفتيات اللاتي لم يبدأن بعد في الدورة الشهرية. وبالنسبة للفتيات في المجموعة العمرية ١٦ ١٨ سنة، فقد بدأن جميعهن الدورة الشهرية، وتحدثن عن بدايات معرفتهن بها عن طريق صديقاتهن.

ومصدر المعرفة هذا له دلالته، فمن المفترض أن تعرف الفتيات كافة التفاصيل الخاصة بالدورة الشهرية من جداتهن أو خالاتهنوفقط بعد ما يبدأن فيها. وقد كشفت المقابلات المعمقة عن أن غالبية الفتيات يمتلكن قدرًا كبيرًا من المعرفة بأمور الدورة الشهرية قبل مرورهن بخبرتها وهو الأمر الذي يناقض الأعراف.

وفي المقابل، فقد لوحظ التقيد بالأعراف مثالية الطابع خلال مناقشات المجموعة البؤرية، حيث لم يكن من الممكن دائمًا مناقشة قضايا الدورة الشهرية والجنس بشكل مفتوح. ومن علامات بدء الدورة الشهرية لدى الفتاة ارتداؤها شيتنج” (مريلة من القماش) فوق ملابسها. وفى أثناء مناقشات المجموعة البؤرية، قالت غالبية الفتيات تحت سن ١٥ سنة أنهن لم يحصلن على شيتنجبعد، ولكن الفتيات أجبن على سؤال لماذا ترتدى الفتاة شيتنجبقولهن أنه لحماية الملابس من التلوث والبقع أثناء الطهي. أما الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين ١٣ إلى ١٥ سنة وبدأن الدورة الشهرية، فقد وصفن خلال مناقشات المجموعة البؤرية، دلالة حصولهن على شيتنجفي علاقته بالدورة الشهرية، بينما الكثير من الفتيات، من المجموعات العمرية الثلاث، في المقابلات المعمقة قد وصفن استخدام شيتنجفى هذا الغرض تحديدًا.

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الفتيات اللاتي بدأن الدورة الشهرية لم يسمحن أبدأ بمناقشة موضوعات الدورة الشهرية، خلال مناقشات المجموعة البؤرية، في حضور فتيات بنفس المجموعة، ولكنهن لم يبدأن بعد الدورة الشهرية. وعلاوة على ذلك، فإن الفتيات اللاتي اعترفن أثناء المقابلات المعمقة بمعرفتهن لهذه الموضوعات، لم يرغبن في مناقشتها أمام الأخريات في مناقشات المجموعات البؤرية. وعندما قمنا بسؤالهن على انفراد عن سبب عدم رغبتهن في مناقشة هذه الموضوعات في حضور الفتيات الأخريات، كان ردهن أن السبب يرجع إلى أنهن من المفترض ألا يعرفن أي شئ حول هذه الموضوعات، ومن غير المناسب أن يشتركن فى مناقشة (عامة) تُثار فيها هذه الموضوعات. وهكذا، يتضح أنه حتى على الرغم من عدم احترامهن للأعراف أو وضعها موضع التنفيذ على المستوى الفردي، فإن احترامها واجب في الأجواء العامة مثل مناقشات المجموعة البؤرية (١٧).

وقد كان من الهام ملاحظة أن كل فتاة كانت تعرف على وجه اليقين من منهن بدأت الدورة الشهرية ومن لم تبدأ. فما أن تبدأ الدورة الشهرية لدى الفتاة وتحصل على شينتجحتى يصبح وضعها الجديد علنيًا ويتغير السلوك تجاهها جذريًا. إن هذا الإعلان عن الدورة الشهرية لا يؤكد فحسب أن الفتاة قد أصبحت امرأة ناضجة، وإنما يتيح أيضًا المزيد من الإشراف على سلوكها أكثر مما إذا كان التغير الحادث لها معروفًا للأعضاء (الإناث) من أسرتها المباشرة فحسب.

طقوس البلوغ

لم تحضر أى فتاة من فتيات المجموعة العمرية ١٠ ١٢ سنة طقوس الاحتفال بالبلوغ ولا يعرفن عنها سوى القليل. ولقد أفادت الفتيات أثناء المقابلات أن الأولاد والبنات يحصلن خلال هذه الطقوس على نصائح تتعلق بالأخلاق الحميدة، وذلك فى مكان خفي. وتتولي الكنيسة هذه المهمة في إحدى القرى، بينما يتولى أنا نكونجوى” (الناصحون التقليديون) والنساء الكبار هذه المهمة في قرية أخرى. ولم تكن الفتيات على دراية بما يحدث أثناء طقوس الاحتفال ذاتها.

أما الفتيات الأكبر سنًا، بالمرحلة العمرية ١٣ ١٥ سنة، فقد أعطين تفاصيل قليلة حول طقوس البلوغ أو أغراضها أثناء المقابلات. هذا، على الرغم من أن بعضهن قد أجريت لهن هذه الطقوس بالفعل. وكما هو الحال مع الفتيات الأصغر سنًا، فقد أفاد البعض منهن أن كافة الفتيات يشاركن فى هذه الطقوس، وأنه لا توجد أية قواعد تحكم المشاركة. وقالت بعض الفتيات، بطريق غير مباشر، أنهن قد حصلن خلال هذه الطقوس على تعاليم حول الصحة الشخصية والدورة الشهرية.

وقد أعطت الفتيات فى المرحلة العمرية ١٦ ١٨ سنة نفس المعلومات أثناء المقابلات. وأفادت الفتيات أيضًا أنهن قد حصلن على تعاليم بشأن احترام الوالدين وعدم دخول غرفة نومهما، فضلاً عن عدم النوم مع الأولاد خوفًا من خطر الحمل، بالإضافة إلى تعاليم حول كيفية الاستجابة مع أزواجهن أثناء ممارسة الجنس. إن بعض الفتيات اللاتي قلن بأنهن لم يمارسن الجنس قبل حضور الطقوس، قد اعترفن بأن التعليمات الصادرة لهن حول الجنس خلال الطقوس قد أغرتهن على محاولته، وهو ما قمن به بعد انتهاء فترة الطقوس. ولقد اتضح خلال المقابلات أن الفتيات قد أعطين تعليمات بعدم التحدث حول مضمون الطقوس، وقد شعرن بعدم الراحة بشأن استجاباتهن للأسئلة المباشرة، رغم أن ما قدمنه من معلومات بشكل غير مباشر كان أكثر كثيراً. وأفادت بعض الفتيات أن مضمون الطقوس يعد سرًا، بحيث إذا ما أفشى به أى شخص فإنه يموت. إن أقل القليل هو ما كشفت عنه الفتيات من المجموعات العمرية الثلاث حول هذه الطقوس في مناقشات المجموعة البؤرية. وإذا ما اعتمدنا على مناقشات المجموعات هذه، فإننا قد نعرف فقط أن الطقوس تهدف إلى نصح الفتيات اللاتي بدأن الدورة الشهرية بما ينبغى اتباعه من عادات تقليدية، وقد تعرضت الفتيات لضغوط شديدة حتى يحضرن هذه الطقوس نظرًا لأهميتها.

أثناء المقابلات المعمقة، أفادت الفتيات، من المجموعة العمرية ١٠ ١٢ سنة، بعدم وجود تعليمات بشأن لعب البنات والأولاد المشترك، فيما عدا أن بعض الأمهات لا يسمحن لهن باللعب فى الليل عندما يضيء القمر، رغم أنهم يفضلون اللعب معًا فى هذه الفترة أغلب الأحيان. وقد أفادت فتيات أخريات بأنهن غير مسموح لهن بخلع ملابسهن أمام الأولاد، وذلك لتجنب الإغواء. وقد أمرت الفتيات بعدم التحدث مع الأولاد بغير كلفة، وضرورة تجنب الصداقة السهلةالتي يمكن أن تؤدى بهن إلى أوهول” – أى البغاء. وعلى الرغم من هذه القيود، فإن الفتيات المستجيبات فى المجموعة أفدن بأن البنات يبدأن في ممارسة الجنس في سن العاشرة، وفى بعض الأحيان تمارس البنات الصغار تحت سن الخامسة، الجنس مع الأولاد الصغار.

ومن الناحية الأخرى، أفادت الفتيات في هذا السن بمناقشات المجموعات البؤرية أنهن وجميع البنات الكبار مثلهن لا يلعبن مع الأولاد. والقاعدة في هذه السن هي عدم إظهارهن لملابسهن الداخلية أو خلع ملابسهن أثناء اللعب مع الأولاد. كما ينبغى الا يسمحن للأولاد بلمسهن.

ولم نوجه أي سؤال للفتيات الصغيرات في مناقشات المجموعات البؤرية حول النشاط الجنسي، ذلك أن قادة القرية والبنات الأكبر سناً قالوا أن ذلك غير مناسب.

أما البنات فى المجموعة العمرية ١٣ ١٥ سنة، فقد أبلغن أثناء المقابلات المعمقة أنه قد طلب منهن التوقف عن اللعب مع الأولاد فى سن ١٢ سنة احترامًا لأنفسهن. وكانت الأمهات والخالات يراقبن الفتيات للتأكد من اتباعهن لهذه القواعد. ولكن الفتيات تحدثن أيضًا عن نشاطهن الجنسي:

أولا، تقوم الفتيات بممارسة الجنس سرًا، ويلتقون مع الأولاد في مكان خفي عندما يريدون الحديث والدردشة. وبعد ذلك يتبادلون العناق والقبلات ثم يمارسون الأمر الكبير“.

تحدثت الفتيات عن تطلعهن لممارسة الجنس بشكل مثير. وقالت بعضهن أنهن قد انتظرن ولم يمارسن الجنس إلا بعد طقوس البلوغ، بينما أفادت فتيات أخريات أنهن قد بدأن نشاطهن الجنسي بعد أول دورة شهرية. ومع كل فقد قالت فتيات أخريات أن البنات يبدأن الممارسة الجنسية في سن مبكر، أي من سن العاشرة. كما أفادت بعضهن أيضًا أن الأصدقاء من أحيانًا الأولاد قد رجونهن ممارسة الجنس معهم، ويجبرونهن على ذلك. وفى نقاشات المجموعة البؤرية لم تنكر الفتيات أن النشاط الجنسي بين البنات والأولاد كان شائعًا.

أما الفتيات في المرحلة العمرية ١٦ ١٨ سنة، فقد قدمن معلومات مشابهة أثناء المقابلات المعمقة، وتحدثت بعضهن عن قلق أولياء أمورهن من أن هذه الممارسة الجنسية قد تصل فى النهاية إلى حدوث حمل غير مرغوب فيه. كما أشارت الفتيات أيضًا إلى قبولهن دعوات ممارسة الجنس حتى لا يخذلن أصدقاءهن الأولاد، أو نتيجة لخوفهن من التعرض للضرب في حالة الرفض، بالإضافة إلى أن بعض الأولاد يقومون بإغراء البنات بالمال. وخلال مناقشات المجموعات البؤرية، تحدثت الفتيات عن القواعد المفروضة عليهن. وعلى الرغم من إقرار الفتيات بحدوث الممارسة الجنسية فى أعمار مختلفة مع الأولاد، فقد تحدثن فحسب عن الأعراف مثالية الطابع والتي تنص على أن الفتاة تبدأ فى الممارسة الجنسية بعد نمو ثديها، أو بعد بدء الدورة الشهرية أو بعد طقوس البلوغ لأنها تتعلم كل شي عن الجنس من أنا نكونجوىوعندما وجهنا سؤالاً للفتيات أثناء المقابلات المعمقة عما إذا كن يقدرن على رفض دعوة لممارسة الجنس وكيف كانت إجابات البنات من كافة المجموعات العمرية الثلاث متشابهة هذا برغم أن عددًا قليلاً من الفتيات الأصغر سنًا قد استجبن لهذه الأسئلة. أسباب الرفض التى ذكرتها الفتيات الأصغر تتعلق بعدم رغبتهن في الحمل أو ممارسة الجنس. أما الفتيات الأكبر سنًا في المجموعة العمرية ١٣ ١٥سنة، فقد أشرن إلى خوفهن من التقاط عدوى إحدى الأمراض المنقولة عن طريق الجنس باعتباره عذراً كافيًا. أما التكتيك الأكثر نجاحًا فهو اتخاذ الدورة الشهرية عذرًا. وقد أضافت الفتيات بالمجموعة العمرية ١٦ ١٨ سنة لهذه الحجة عذرًا آخر، وهو الخوف من الإصابة بمرض الإيدز.

أما الفتيات الأصغر سناً فلم يستطعن التعليق على مدى إمكانية نجاح الرفض. ولم تنكر البنات الأكبر سنًا أنهن لا يرفضن، بشكل عام الدعوة لممارسة الجنس، بل وأضافن أن البنات فى كثير من الأحيان أكثر اهتماماً بالجنس عن الأولاد. وفي حين شعرت غالبية الفتيات بالثقة فى إمكانية رفض دعوة الممارسة الجنسية، فقد أفادت بعضهن أن رفض مثل هذه الدعوة تسبب غضب الصديق. ومما له دلالة، أن كانت هذه المعلومات لم تظهر فى مناقشات المجموعة البؤرية.

تقنيات الإثارة الجنسية

كافة الفتيات فى المجموعة العمرية ١٠ ١٢ سنة، والقليل من الفتيات في المجموعة العمرية ١٣ ١٥ سنة، لا يعرفن أى شئ عن تقنيات الإثارة الجنسية. وهناك عدد قليل من الفتيات في مجموعة العمر المتوسط يعرفن بالفعل بعض الأمور حول هذا الموضوع، وقد تحدثن عن استخدام بعض الفتيات للجذور ووضعها فى المهبل حتى يصبح الجنس أعظم وأجمل، فالجذور تجعل الجسم كله ساخنًا، وهو ما يفضله الأولاد. وقد أفادت بعض الفتيات أن الجذور تستخدم لجعل المهبل جافًا ثم يتم إزالتها قبل الممارسة الجنسية.

كانت غالبية الفتيات بالمجموعة العمرية ١٦ ١٨ سنة تعرف تقنيات الإثارة الجنسية التي وصفتها البنات الأصفر سنًا. وأفادت فتيات هذه المجموعة العمرية بأن الجذور عادة ما يتم طحنها على شكل مسحوق وتجرى إزالتها قبل الممارسة الجنسية حتى لا يعرف الرجل. وقد كانت هذه المعلومات معروفة بشكل مشترك بين الصديقات من الفتيات.

وفي مناقشة المجموعة البؤرية، لم نوجه أى سؤال لفتيات أصغر المجموعات سنًا حول هذه التقنيات، أما البنات في المجموعات الأكبر سنًا فقد اعترف البعض القليل منهن بمعرفة هذه التقنيات. وقد أشار عدد قليل من البنات إلى وضع جذور، وغيرها من العقاقير التقليدية في المهبل لضمان جفافه ورائحته الطيبة ولكن غالبية الفتيات طرحن أن الغرض من استخدام هذه الجذور يكمن في معالجة مرض يصيب المهبل يسمى موكا” (الحكة والإفرازات).

وقد أفادت الفتيات في المجموعة العمرية ١٠ ١٢ سنة أثناء المقابلات المعمقة عن سماعهن من صديقاتهن عن وسائل لتجنب الحمل، وأن هذه الوسائل تضم الحبوب وخيطًا به عقار تقليدي يسمى نكوزيترتديه الفتيات حول الخصر. وقليلات كانت الفتيات اللاتي يعرفن أي شئ عن الواقي الذكرى. وهناك فتاة واحدة فقط كانت تعرف إمكانية الحصول عليه من المستشفى ثم التخلص منه بعد استخدامه، ولكنها لم تكن تعرف فيم يُستخدم أفادت الفتيات أيضًا بسماعهن عن الإجهاض عن طريق تناول عقار معين أو المداواة بالأعشاب أو الذهاب إلى سيدة مسنة للحصول على عقار للإجهاض. ولم نوجه أسئلة لهؤلاء الفتيات من هذه المجموعة العمرية حول هذه القضايا في مناقشات مجموعة البؤرية.

أما الفتيات فى المجموعة العمرية ١٣ ١٥ سنة، فقد أشرن أيضًا إلى نكوزى، وعدم ممارسة الجنس، واستخدام الواقي الذكرى، ووسائل تنظيم الحمل والحصول عليها من المستشفى لتجنب حدوث الحمل. وهذه المعلومات تتبادلها الصديقات فيما بينهن. وتعرفن غالبية فتيات هذه المجموعة العمرية الواقي الذكرى وكيفية استخدامه وأين يمكن الحصول عليه. قالت الفتيات أنهن قد سمعن عنه في الإذاعة، ومن الصديقات، ومن المدرسة، ومن أفراد الأسرة، ومن الملصقات، ومن ممرضات المستشفى. ولم يكن واضحًا ما إذا كانت أى فتاة في هذه المجموعة قد استعانت به من قبل.

وكانت الفتيات فى مجموعة العمر المتوسط يعرفن أن الإجهاض غير قانوني، ولكنهن يعرفن أيضًا أن الكثير من الفتيات يستعن بعملية الإجهاض لإنهاء الحمل والوسيلة التي تمت الإشارة إليها تكرارًا كانت تناول كمية من الحبوب“. وكانت الفتيات على وعى ودراية بخطورة الإجهاض وأنه قد يسبب الوفاة أو فقدان الخصوبة. وهناك بعض الفتيات في هذه المجموعة العمرية لم يمارسن الجنس بعد، ومن ثم لا يعرفن أى شئ حتى عن منع الحمل. وفى مناقشات المجموعة البؤرية، لم تقر هؤلاء الفتيات بمعرفة أي شئ عن وسائل منع الحمل إلا بالنسبة للوسيلة المعروفة باسم نكوزى“. فقد أفادت الفتيات أن هذا الخيط الطبي قوى جدًا ويمكن أن يظل صالحاً لمدة ٦ سنوات.

وكانت كافة الفتيات فى المرحلة العمرية ١٦ ١٨ سنة تعرف على الأقل بإحدى وسائل منع الحمل، وعادة ما يتحدثن عن عدم ممارستهن للجنس واستخدام الواقي الذكرى. وتعرف كافة الفتيات تقريبًا الواقي الذكرى وكيف يمكن استخدامه والتخلص منه. وقد أفادت بعض الفتيات أنهن قد استخدمن الواقي الذكرى لتجنب الحمل وعدوى الأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية، وكانت هذه الفتيات يرين أن ممارسة الجنس مع وجود الواقي الذكرى جيدة، في حين أن الأولاد لا يفضلون استخدامه. كان البعض القليل يعتقد أن وسيلة نكوزىمن الوسائل الفعالة. وفى مناقشات المجموعة البؤرية، أقر عدد قليل من الفتيات المعرفة بالواقي الذكرى أو استخدامه. وأفادت غالبية هؤلاء الفتيات في المقابلات المعمقة بمعرفتهن للإجهاض من خلال صديقاتهن أو جيرانهن اللاتي خضن هذه التجربة. كما أشارت الفتيات إلى الطب التقليدي وحبوب كلوروكين التي تستخدم كعقار يفضي إلى الإجهاض. ولقد اتفقن مع الفتيات الأصغر سنًا في أن عدد حالات الإجهاض تزيد بين اللاتي يذهبن إلى المدرسة أكثر منه بين الفتيات اللاتى لا يذهبن للمدرسة، وذلك يرجع لضرورة الإجهاض بالنسبة لمن تذهب للمدرسة حتى تتمكن من البقاء في المدرسة ومواصلة دراستها. الأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية، فيروس نقص المناعة البشرية / مرض الإيدز لقد أفادت كافة الفتيات بالمجموعة العمرية ١٠ ١٢ سنة أثناء المقابلات المعمقة، بأنهن قد سمعن عن مرض الإيدز وأنه بلا علاج، كما كان بإمكانهن سرد قائمة بالأعراض التي يشعر بها من يصاب بهذا المرض. ولكن الفتيات لم تكن تعرفن أى شئ تقريبًا عن الأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية.

وبالنسبة للفتيات فى المجموعة العمرية ١٣ ١٥ سنة، فقد أفدن بمعرفتهن عن الأمراض التى تنتقل عبر الممارسة الجنسية، بل وكان بمقدورهن ذكر أسماء ثلاثة أمراض منها على الأقل، فضلاً عن معرفة الأعراض العامة الشائعة. كانت الفتيات تعرفن أيضًا أن الأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية، باستشاء الإيدز، يمكن علاجها في المستشفى باستخدام العقاقير. وقد ذكرت فتيات كثيرات استخدام الواقي الذكرى كوسيلة لتجنب الأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية. وعلى الرغم من قلة معرفتهن بفيروس نقص المناعة البشرية ذاته، فقد كانت الفتيات يعرفن الكثير حول مرض الإيدز ومخاطرة وكيف يمكن الوقاية من نقل فيروس نقص المناعة البشرية أكثر من معرفة الفتيات بالمجموعة العمرية الأصغر.

أما الفتيات الأكبر، فقد كن يعرفن كل شئ عن الأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية وأغراضها العامة وطريقة انتقالها. وقد اعتبرت فتيات كثيرات منهن أنهن معرضات للإصابة بمثل هذه الأمراض. وفى المقابل، وعلى الرغم من معرفة هؤلاء الفتيات بمرض الإيدز، فلم تشر سوى القليلات منهن إلى اعتقادها بتعرضها للخطر.

لقد أوضحت البيانات بجلاء أن المعرفة أو التجربة الفعلية تحدد ماذا تتحدث عنه الفتيات أثناء المقابلات المعمقة، أما في مناقشات المجموعة البؤرية فالقواعد هى التى تملى ما تتحدث به الفتيات ويصدق هذا الأمر جزئيًا على الفتيات في المجموعة الأصغر، حيث يعد امتلاك معلومات حول الموضوعات الحساسة، مثل الدورة الشهرية والجنس، من الأمور السرية والمحظورة. وإذا كنا خلال دراستنا هذه قد استخدامنا مناقشات المجموعة البؤرية فحسب، لكنا قد خلصنا إلى أن الأعراف مثالية الطابع هى التى تنظم توقيت وتناقل أنماط معينة من المعلومات وشبكات الاتصال والسلوك التي يتم الالتزام بها أكثر مما ثبت عليه الحال عبر البحث.

وبدلاً من ذلك، فقد وجدنا أن مناقشات المجموعة البؤرية قد استنبطت إجابات صحيحةأكثر من الناحية الاجتماعية، كما نتج عنها بيانات جيدة حول الأعراف الاجتماعية، ولكن لم ينجم عنها بيانات جيدة حول مدى الانحراف عن تلك الأعراف. وفى المقابل، كانت المقابلات المعمقة والفردية ضرورية لاستنباط معلومات جيدة حول المعرفة والخبرة الفعلية.

وهكذا، فقد خلصنا، مثل الآخرين، إلى أن الجهود البحثية المرتكزة على المجتمع المحلي، والتي تسعى إلى الحصول على معلومات حساسة حول الموضوعات التي تدور حول الجنس والإنجاب، تحتاج لاستخدام أسلوب المقابلات المعمقة ومناقشات المجموعات البؤرية على الأقل. وفى المواقف التي يعرف فيها المشاركون بعضهم البعض، مثلما هو الحال بين مجموعات الأنداد فى المجتمع المحلي، فإن المحافظة على سرية الأسماء تصبح مستحيلة (۱۸ و ۱۹) وهو ما يختلف عن بحوث التسويق التي عادة لا يعرف فيها المشاركون بعضهم البعض.

وبالنسبة لدراستنا، فقد جرت المقابلات المعمقة قبل مناقشات المجموعات البؤرية، وذلك لقياس مدى اتساع المعلومات حول القضايا الحساسة ولاكتشاف الأعراف الاجتماعية التي يمكن أن تحد من مضمون مناقشات المجموعة البؤرية. ولقد وجدنا أن قيود موضوع مناقشات المجموعة البؤرية تزيد عن تلك الخاصة بالمقابلات المعمقة. ولذا، فنحن نوصى بإدارة المقابلات المعمقة قبل إدارة مناقشات المجموعة البؤرية، كما ينبغي إدماج سؤالين في نهاية المقابلة المعمقة، وهما على النحو التالي:

هل، قلت لي اليوم عن أي شئ لا ترغبين في مناقشته أمام مجموعة من أقرانك أو مع الآخرين الأكبر منك سنًا؟

هل هناك أى شئ ناقشناه كان ينبغى الا أسألك عنه؟

إن الوسائل الجديدة لاستنباط المعلومات، مثل المقابلات المزدوجة عن طريق أفضل الأصدقاء(٢٠) ومناقشات المجموعة الصغيرة التى تضم ثلاثة مشاركين متجانسين (مجموعة ثلاثية) (۲۱)، يمكن أيضًا اعتبارها وسائل مناسبة، ويجدر استكشافها بالنسبة لهذه المواقف.

لقد كان الهدف الأساسي للبحث يكمن في تحديد قنوات الاتصال الخاصة بنقل المعلومات والمهارات للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز. ولقد تعلمنا أن القيود الموضوعة على الحديث المفتوح حول القضايا الحساسة تحد من فرصة إتاحة المعلومات حول هذه القضايا بالنسبة للفتيات الصغيرات. إن البرنامج القومي للسيطرة على مرض الإيدز في مالاوى يبحث عن وسائل تهدف إلى تقليص مخاطر الأمراض التي تنتقل عبر الممارسة الجنسية وفيروس نقص المناعة البشرية / مرض الإيدز بين الفتيات المراهقات. ومع كل، فإن ذات الموضوعات المطلوب أثارتها غير مسموح بمناقشتها علانية مع الفتيات الصغيرات، وإيجاد سبل للتداخل، تتفق والأبنية التي تم تحديدها في هذا البحث، ليست بالمهمة اليسيرة. إن استخدام وسيلة استشارة الأقارب والأقران أو الأنداد، على سبيل المثال، والتي نجحت فى بعض المجتمعات المحلية الأخرى، يمكن أن تحقق نجاحًا في ريف مالاوى فحسب، إذا ما كان مسموحًا للفتيات المراهقات بالنقاش في الموضوعات ذات الصلة مع فتيات من نفس المرحلة العمرية أو أصغر منهن ولكن بقدر ضئيل.

إن توقيت ومضمون طقوس البلوغ يمكن أن تقدم مفتاحًا لحل المشكلة. وطبقًا لأقوال الفتيات اللاتي أجرينا معهن مقابلات، فإن الطقوس والشعائر فى فترة البلوغ تشجع النشاط الجنسي المبكر، بينما لا تتيح المعرفة أو تيسر النفاذ إلى مختلف مهارات ووسائل الحماية من الحمل غير المرغوب فيه والوقاية من العدوى. وبدون محاولة لتغيير الأعراف الاجتماعية التي تحظر على الفتيات المشاركة في المعلومات الحساسة مع بعضهن البعض بشكل مفتوح، يمكن محاولة التدخل الذي يحظى بمساندة قيادة القرية والنساء الأكبر سنًا، مثل تغيير طقوس البلوغ إلى أسلوب يمكن أن يقدم المعلومات بصورة أفضل ويعمل على تعلم مهارات ومن ثم نحقق حماية الفتيات الصغيرات في هذه المجتمعات المحلية عن طريق المحافظة على التراتبية المقبولة من أجل السيطرة على الطرق التي يمكن عبرها نقل معلومات خاطئة للفتيات الصغيرات، لن يعتبر أحد أن هناك انتهاكًا للأعراف التقليدية، كما يمكن أن يحدث إذا ما تم استخدام قنوات الاتصال العلنية لإذاعة المعلومات الحساسة.

إن استخدام أكثر من منهاج تحليل كيفي لن يؤدى فحسب إلى توسيع نوعية المعلومات التى يمكن الحصول عليها حول الأمور الجنسية والإنجابية في المجتمع المحلى، وإنما يفتح أيضًا الطريق أمام الكشف عن طرق مقبولة ثقافيًا لنشر المعلومات الحساسة داخل المجتمع، مع نيل مساندة كافة أعضاء المجتمع ومن أجل صالحهم جميعًا.

ملحوظة:

لقد تم جمع البيانات المستخدمة في هذه المخطوطة في إطار برنامج المرأة ومرض الإيدز التابع للمركز القومي لبحوث قضايا المرأة فى واشنطن العاصمة، والذي يتم تمويله عن طريق مكتب الصحة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. كما أمكن توفير تمويل لهذه الدراسة أيضًا من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في ظل اتفاقية التعاونDPE -5951- A-00-9033-00 لبرنامج زمالة الصحة وحياة الطفل بمعهد جامعة جونز هوبكنز للبرامج القومية.

1- Helitzer-Allen, D L and Kendall; C, 1992, Bx-
plaining differences between qualitative and quantita-
ring preg- tive data: a study of chemoprophylaxis du
nancy. Health Education Quarterly. 19(1).

2- Spradley, JP, 1979, The Ethnographic Interview. –
Holt, Reinhart and Winston, New York.

3- Bellenger, D N, Bernhardt, KL and Goldstuck- -r
er, J L, 1976. Qualitative Research in Marketing.
iation, Chicago. American Marketing Assoc

4- Smith, G H, 1954. Motivation Research in Ad- –
vertising and Marketing. McGraw Hill, New York.

5- Higgenbotham, J B and Cox, K K, 1979. Focus –
Group Interviews: A Reader. American Marketing As-
sociation, Chicago.

6-الاستخدام الشهير لهذه الطريقة، مؤخراً، كان خلال الحملة الانتخابية لجورج بوش عام ۱۹۸۸، راجع

How a murderer and a rapist became the Bush
campaign’s most valuable player, excerpt from: Simon,
R, 1990. Road Show. Farrar, Straus and Girouz, New York.

7- retesting in Health Communication. NCVHHS P –
US Department of Health and Human Services, Publi-
cation 84-1493, 1984.

8- Goldman, A E, 1962. The group depth inter- -A
view. Journal of Marketing. 26 (July):61-68.

9- Glik, D and Gordon, A, 1987-88, Focus group-1
e research in child survival: and methods for formativ
Ivoirian example. International Quarterly of Communi-
ty Health Education. 8(4).


10- Manderson, L and Aaby, P, 1992. An epidemic 1
in the field? Rapid assessment procedures and health
0,-1 research. Social Science and Medicine. 37(7):8

11- d lished between 1989 and 1993 using the key-11
word ‘focus group discussion’ turned up 120 documents
describing studies which used this method as the pri-
mary information-gathering method.

12- oup interview: an Basch, C E, 1987. Focus gr -1Y
underutilized research technique for improving theory

and practice in heath education: Health Education.
Quarterly. 14(4):411-48.

13- Medium Term Plan, National AIDS Control Pro- 1r
gramme, Ministry of Health, Malawi, 1989.

14- An investigation of 4r, Helitzer-Allen, D L, 19 )
community-based communication networks of adoles-
cent girls in rural Malawi for HIV/STD/AIDS preven-
tion messages. Final report, International Center for
Research on Women, Washington, DC. November.

15- orms as a Liomba, G. Cultural practices and n -1o
factor in HIV transmission. Session No. 4: Cultural As-
pects, 9th Congress of CAMAS, Blantyre, Malawi, March 1992.

16- Rogers, EM and Kincaid, D L, 1981. Commu- 11
nication Networks: Toward a New Paradigm for Re-
search. The Free Press, New York.

١٧ مناقشات المجموعة البؤرية في الأوساط المجتمعية المحلية، عادة ما تجرى فى الهواء الطلق تحت شجرة أو في موقع منفصل منعزل، ولكن ليس موقعاً خاصاً“. وبينما لا يوجد تشجيع لأفراد المجتمع المحلى الآخرين للاشتراك فى المجموعة، فإن الذين يشتركون يبدون مرئيين بوضوح أمام المشاهد الخارجي، ومن ثم يجرى إدراك المناقشة باعتبارها مناقشة عامة، ويظل هذا الانطباع قائماً، رغم كافة التأكيدات بشأن سرية البيانات المقدمة. وفى هذه الحالة، فإن العامأو العلنييشير إلى المعرفة المفتوحة بمن شاركوا فى المجموعة النقاشية، ومن ثم يمكن للمشاركين الآخرين كشف المعلومات التي جرى تبادلها في النقاش بأسلوب يمكن أن يعرض سرية تصريحات المشاركين للخطر.

18- Khan, ME, Anker, M, Patel, BC et al, 1991, -14
The use of focus groups in social and behavioural re-
search: some methodological issues. World Health S
tatistical Quarterly. 44:145-49.

19- Vlassoff,C, 1987. Contributions of the micro- -14
approach to social sciences research. Report prepare
for IDRC, Canada.

20- Gittelsohn, J, Anliker, J, Davis, S et al, 1994. -t
American Indian schoolchildren obesity prevention
y formative assessment protocol. Draft No. 4. stud
February.

21- Reibstein, D, 1985. Marketing: Concepts, Strat- –
egies and Decisions. Prentiss Hall.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي