الحمل، وتنظيم الأسرة، والأمراض المنقولة جنسياً، ومرض نقص المناعة المكتسب

الحمل، وتنظيم الأسرة، والأمراض المنقولة جنسياً، ومرض نقص المناعة المكتسب: نحو النهوض بحياة جنسية أكثر أماناً

كم من الوقت تستغرقه ممارسة الجنس، إنه بالكاد نصف ساعة.. ( كابور ومهتا ). { جميع الاقتباسات الواردة في هذا المقال مأخوذة من مقالات أخرى في العدد ٥ (٥) مايو ۱۹۹5}.

يمثل الأمان قضية أساسية في مجال الصحة الإنجابية لارتباطه بموضوع مرض نقص المناعة المكتسب / الإيدز. يتناول هذا العدد من قضايا الصحة الإنجابية مسألة الأمان المتعلقة بالحمل، وتنظيم الأسرة، والأمراض المنقولة جنسياً، ومرض نقص المناعة المكتسب / الإيدز. فمن منظور النساء، يرتبط الجنس الأكثر أماناً بجميع هذه المسائل.

عادة ما يتعلق الأمان في مجال الحمل، بالوقاية من الوفيات والأمراض؛ كما يرتبط الأمان بصفة عامة في مجال وسائل منع الحمل بمدى أمان تلك الوسائل، وبآثارها الجانبية. لقد بدأنا تواً في الحديث عن نوعية الحماية التي تمنحها الوسائل الحاجزة في مواجهة مرض نقص المناعة المكتسب والأمراض المنقولة جنسياً الأخرى غير أنه لا يوجد أحد تقريباً يتحدث عن الجنس الآمن بعد عمليات التعقيم، أو أثناء الحمل: هذا إذا تجاوزنا عن ذكر كيفية ممارسة الجنس الآمن مع السعي إلى الحمل في الوقت نفسه.

وعلاوة على ذلك، فإن الحمل والتعقيم لا يحميان النساء من أي شكل من أشكال العدوى: بل إن كلاً من هذين الحدثين الأساسيين فى حياة النساء يشيران إلى تغيرات تتطلب أنواعاً مختلفة من الحماية، وأنماطاً جديدة من التفكير حول الأمان. فالحمل مرحلة ذات حساسية خاصة في حياة المرأة: فهناك طفل قادم ينبغي حمايته، إلى جانب أهمية حماية المرأة نفسها. كما أن مسألة الرضاعة الطبيعية بالنسبة للنساء المصابات بالإيدز أو النساء اللاتي لديهن تخوفات من احتمالات الإصابة تمثل إشكالية كبيرة هي الأخرى، خاصة في المناطق التي ترتفع فيها معدلات وفيات الأطفال.

تصل الأمور في المجتمعات المحاصرة بوباء الإيدز لدرجة أن قرار الرضاعة الطبيعية، أو الرضاعة يحليب الزجاجة، أو بالمعلقة يعد بمنزلة قرار حياة أو موت“. (كايجاج)

  • Pergrancy، Birth control, STDs, and AIDS: promoting safer sex. May 1995, 5 (5). Marge Berer and TK Sundari Ravindran

جميع الحقوق محفوظة لمجلة قضايا الصحة الإنجابية ١٩٩٥

تلك القضايا التي لا تناقش نسبياً، تبرز فقط حينما يتطرق الحديث عن الأمراض المنقولة جنسياً والإيدز إلى الحمل وموانع الحمل. أما بالنسبة للنساء بصفة خاصة وليس حصرياً فإن مفهوم الأمان في علاقته بالأمراض المنقولة جنسياً وبالإيدز أي بالوقاية من تلك الأمراض، أو من الإصابة بمرض يهدد الحياة صالح أيضًا في مجالي الحمل وتنظيم الأسرة.

حينما يتم تناول جميع هذه الأمور سوياً. نبدأ فقط في الحصول على فكرة بسيطة لمعنى التداخل فيما بينها، ولأهمية تبني مقاربة متكاملة للحياة الجنسية والصحة الإنجابية. لقد أصبحت التعريفات الخاصة بالجنس الآمن تتضمن أكثر فأكثر نوعية الحقوق المرتبطة به. تلك الحقوق لها أبعاد نوعية محددة وهي تتضمن بالنسبة للنساء على أقل تقدير على ما يلي:

  • الحق في اختيار الشريك الجنسي، أو أن لا يكون لهن شريك جنسي.

  • الحق في تقرير متى يمارسن أو يمتنعن عن ممارسة الجنس مع ذلك الشريك، ونوعية الممارسات الجنسية التي يقبلن بها.

  • الحق في السعي إلى الحمل أو في الامتناع عن الحمل.

  • الحق في إنهاء حمل غير مرغوب بطريقة آمنة.

  • الحق في حماية النفس من الأمراض المنقولة جنسياً.

  • الحق في التحرر من العنف الجنسي والإكراه.

  • الحق في التحرر من الخوف في علاقته بالجنس.

  • الحق في الاستقلال الاقتصادي من أجل:

۱) امتلاك القدرة المالية على رفض الجنس غير الآمن؛

۲) عدم الاضطرار إلى الاعتماد على الجنس للبقاء، أو لدعم طفل، سواء فيما يتعلق بالزوجات، أو الصديقات، أو العاملات في مجال الجنس.

لقد بدأ عديد من العاملين في مجال مرض نقص المناعة المكتسب / الإيدز، وفي مجال الصحة الإنجابية، تبني هذا الإطار عند تناول الممارسات الجنسية التي تتضمن الوعي بالخصوبة وتنظيم الأسرة، مع السعي إلى الوقاية من الإصابة وعلاجها طوعاً أو كرهاً.

بالنسبة لبعض النساء والرجال يهدد، الجنس غير الآمن نوعية الحياة والصحة بدلاً من تهديد الحياة في حد ذاتها. إلا أن الحال بالنسبة لكثير من الآخرين تكون نتيجته النهائية هي الموت. تمنينا أن يزخر هذا العدد من المجلة بتقارير حول نماذج ناجحة حتى يتمكن الآخرون من الاحتذاء بها، وتساعدنا على التفكير فيما تم إنجازه خلال عقد ونصف من الإيدز على الرغم من حجم الخراب الذي حدث فعلى سبيل المثال كنا نأمل في نشر تقارير حول استعمالات ناجحة للواقي الذكري: تلك التقارير موجودة هنا على الرغم من أنها ليست رائعة: ومع هذا، لا يتباهى أصحاب هذه التقارير بإحراز النجاح، ولكنهم يركزون على ما تبقى إنجازه صحيح. أنه كانت هناك نجاحات، ولكنها كانت أيضًا مصاحبة بإخفاقات وتراجعات. إذ أن خمسة عشر عاماً فترة قصيرة، في حين أن القيم والمعتقدات لها جذور عميقة. كثيراً ما ينظر إلى هذه الأمراض (المنقولة جنسياً) باعتبارها نتيجة لممارسات جنسية غير مقبولة اجتماعياً: أي ترجع إلى إخفاق الأفراد الأخلاقي عن التحكم في غرائزهم. وعقاب عادل لمخالفة الأعراف الاجتماعية. (جوستين وآخرون)

هناك وجهة نظر ترى أن هذه المقالات المحبطة المتتالية تشير إلى أن النساء قد يخاطرن بالموت بدلاً من الإصرار على حماية أنفسهن من الإصابة، خوفًا من فقدان الأمان العاطفي الذي تجلبه عليهن علاقاتهن. إذ يبدو الموت الاجتماعيمخيفاً أكثر من الإصابة بالمرض نفسه. تسعى هذه المجلة إلى إبراز مدى قوة النساء، وحجم المسؤوليات التي يتحملنها بطريقة جيدة، إلا أن مقالات هذا العدد تبرز في كثير من الأحيان كيف تميل هؤلاء النساء أنفسهن إلى إنكار ذاتهن وهن شبه مسلوبات الإرادة في مواجهة وسيلة مصنوعة من المطاط أو عضو ذكري. لماذا؟

عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل وفيات الأمهات، والإجهاض، أو منع الحمل الآمن حيث تكون بعض الحلول على الأقل ذات طابع فني، وتعود بعض الجوانب على الأقل إلى التدخل التربوي أو الطبي، أو الفني يكون التغيير ممكن نسبياً. ذلك أن التكنولوجيا موجودة، أو يتم تطويرها، وتريد النساء أن يحدث التغيير: وبالتالي، فالمطلوب هو جعل الخدمة متاحة بدرجة أكبر، وتزويد النساء بمعلومات أفضل، إلخ.

لقد كانت العروض المسرحية والملصقات التي قدمت نتائج هذا البحث حول حجم المشاكل الصحية التي تعاني منها النساء جزء لا يتجزأ من عملية اكتشاف المجتمع المحلي لنفسه، وأصبحت جزءاً من تاريخه الشعبي“. (سانشيز وسوارس)

ولكن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق بالجنس: فالتكنولوجيا الواقيات – متوافرة: بل إنه يوجد نوعان منها الآن { الواقي الذكري والواقي اﻷنثويالمحررة}: كما أن هناك ترحيب بممارسات جنسية أخرى أكثر أماناً من الجماع، مع تفضيل بعضها على بعض. يعلم الرجال أنهم يستطيعون حماية أنفسهم من إصابات يمكن أن تهدد الحياة، ناهيك عن حماية شريكاتهم؛ ومع هذا، هناك كثيرون منهم يرفضون. أما النساء، فيرغبن في حماية أنفسهن، ويعملن ذلك بطريقة حتى أفضل من الرجال؛ ومع ذلك، كثيراً ما لا يصرون على هذه الحماية. لماذا يبدو هنا أن فقدان القوة وتحمل المسؤولية موجودان جنباً إلى جنب بالنسبة للنساء؟ هناك تناقضات أساسية هنا من المهم التعرف عليها.

أين ينبغي أن تذهب النساء اللاتى لا يحتجن حالياً إلى أو غير المرحب بهن في خدمات تنظيم الأسرة أو خدمات صحة الأمومة والطفولة للحصول على معلومات ودعم حول الجنس الآمن؟ هناك عديد من النساء ينتمين إلى هذه الفئة، بما في ذلك نساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، أو مرحلة ما بعد التعقيم، أو نساء من دون أطفال. لماذا لا تقوم العيادات الخاصة بمرحلة ما قبل الولادة بتسليم الواقي الذكري لجميع النساء الحوامل؟ ماذا تفعل العيادات المتخصصة في الإجهاض؟ كثير منها لا يقدم وسائل منع الحمل، ناهيك عن الواقي الذكري. قد توفر خدمات مسحة عنق الرحم فرصة مناسبة للحديث إلى النساء الأكبر سناً، ولكن هذه الخدمات ليست متاحة بطريقة واسعة في جميع البلدان. وفي الوقت نفسه، لا تصل خدمات تنظيم الأسرة إلى الرجال، أو إلى أي شخص غير متزوج، في عديد من البلدان. كذلك، لا يقوم أحد بتوعية النساء الراغبات في الحمل فيما يتعلق بمجال الخصوبة بحيث يستطعن ممارسة الجنس بطريقة أكثر أماناً في معظم الأحيان. ومع ذلك، فإن توسيع نطاق الخدمات الموجودة يتطلب أيضًا توسيع قاعدة المتعاملين معها.

إذن ليس من العجيب أن تبرز الحاجة إلى رؤى ومهارات جديدة“. (هلزنر ورويستاين)

مجرد وجود مرض نقص المناعة المكتسب / الإيدز في العالم أمر سئ بحد ذاته، ولكن الأسوأ أن ندرك أن ممارسة الجنس بطريقة أكثر أماناً ليس لمدة شهر أو عام بل مدى الحياة أمر أصعب من أن يشعر الناس بالرغبة في القيام بذلك، أو القدرة عليه. هل يجب أن ييأس المستشارون، والمربون، والأطباء، والممرضون، وعلماء النفس، وعلماء الاجتماع، فيلقون بجميع الواقيات في سلة المهملات، ويعودون إلى منازلهم متشبعين بهذه الفكرة القدرية؟ هل تخلى العلماء عن الأمصال؟ لا يمكن الوصول إلى هذا الاستنتاج إلا لو كان هناك اعتقاد بأنهم” (الآخرون) يستحقون الموت نتيجة لسلوكهمأو لقرارهمالحر ظاهرياً بعدم حماية أنفسهم. ولكن في هذه الحالة من حق من أن يحيا؟ فالواقع أن أغلبية الناس لا يمارسون الجنس الآمن بما فيهم نحن يا قرائنا الأعزاء، أو على أقل تقدير في أغلب الأحيان. نعتقد أننا نحنمستثنون؛ أما الحقيقة، فهي أننا نحن صلب المشكلة.

أنت امرأة جيدة ومخلصة وبالتالي، فأنا لا أحتاج إلى واقي ذكري“. (مورسينج وسيبيندي).

كانت هناك فرضية خلال العقود القليلة الماضية أنه حينما تتحكم النساء في خصوبتهن سيحظين بمزيد من السلطة والحقوق في علاقاتهن الجنسية. إلا أن هذه الفكرة لم تثبت صحتها في جميع الأحوال. بكل تأكيد استعمال وسائل منع الحمل بمزيد من التحكم في الخصوبة؛ ولكن هذا لا يعني أن النساء يتحكمن سواء في خصوبتهن أو في جوانب أخرى من علاقاتهن الجنسية.

لقد برز مثال لافت للانتباه في المسح الذي قمنا به حينما كان على الزوجة المرور بعمليات إجهاض متكررة، بينما فاز الزوج بجائزة في تنظيم الأسرة“. (جزياو يانج وآخرون)

حينما ينحصر التحكم في الخصوبة في توفير الدعم الفني واستعمال وسائل منع الحمل دون التأثير على الأمور والممارسات الجنسية، يجد الناس أنفسهم مواجهون بقضايا أعمق؛ وبالتالي يصبح التغيير أضيق نطاقاً، ولا يوجد ما يهدد الوضع القائم، أو يكون التهديد أقل حجماً.

تتحطم مفاهيم حرية الفرد في الاختيار على صخرة تداعيات هذه الحرية ذاتها“. (كريستينا كافالكانتي)

يبدو الحديث عن الجنس خطيراً ويحمل تهديداً للوضع القائم، والأمر نفسه فيما يتعلق بالتربية الجنسية للشباب أو تغيير الممارسات الجنسية وجعلها أكثر أماناً. فهو ما يهدد السلطة الذكورية، السلطة الأبوية، وسلطة الدين، وكل من أملوا على المجتمع ما هو سليم وما هو خاطئ، والذين يرغبون في الحفاظ على هذه السلطة. الجنس الآمن يحمل ضمنياً تهديداً لكل هؤلاء.

تعكس المواقف الرافضة لتقديم المعلومات حول الجنس إلى الشباب، تخوفات البالغين تجاه هؤلاء الشباب وتجاه حياتهم الجنسية هم أنفسهم، وفي المقام الأخير رغبتهم في الاحتفاظ بالسلطة والتحكم“. (ماكلز وبراون)

كيف يمكن النهوض بممارسات جنسية أكثر أماناً بطريقة فعالة؟ ألا تبدأ التربية من المنزل؟ يبدو أن هذا ليس صحيحاً. عادة ما يقول الأهل: أعطهم مطوية، اطلب من المدارس القيام بهذا، تظاهر أن الأمر ليس موجوداً. التربية الجنسية للمراهقين تعني أيضًا تقديم التربية نفسها للأهل، وإلا تعرضت جميع الجهود المبذولة للانهيار.

التربية ليست مثل أخذ لقاح: وقد اكتفت حتى الآن الجهود الوقائية المتعلقة بالحياة الجنسية بمجرد نبش القشرة العاطفية الخارجية“. (باتييرنو)

هناك مساعي لاكتشاف الحلول الفنية، والتي يتم تطويرها واختبارها. من المهم توفير الواقي الأنثوي بأسعار أرخص وبطريقة أوسع، لأن النساء يحتجن إلى كل الدعم الذي يمكنهن الحصول عليه. ومع هذا، فمن وجهة نظر متمحورة على النساء، لابد أيضًا من الإلحاح على استخدام الواقي الذكري وعلى إدراج الرجال في هذه العملية من أجل الوصول إلى جذور المشكلة المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وعدم الاكتفاء بتناول تداعياتها.

على الرغم من عدم تعارض الواقي الأنثوي مع المتعة الجنسية للنساء، جاءت أغلبية الأسباب الخاصة بتحبيذ استخدامه متمحورة حول الرجال“. (راي وآخرون)

يبدو وكأن أغلبية الكتاب يعتقدون أن أمام الرجال أكثر من خيار لحماية أنفسهم مقارنة بأغلبية النساء. لو كان الأمر هكذا، فلماذا يعرض الرجال أنفسهم للخطر؟ بكل صراحة، هذا يفوق القدرة على الاستيعاب المنطقي. ربما لا يتعلق الأمر إطلاقًا بمسألة الجنس والنوع. ولكن، بم يتعلق الأمر؟

فقط حينما يحدث لك هذا يصبح الأمر حقيقة.”.(بالما وكيلودران)

ربما يكون الناس عاجزون عن إدراك الخطر في كل لحظة، وأنه لا يمكن اختصار الحياة إلى تمرين لتفادي الخطر، خاصة مع حجم المخاطر المحيطة بنا؟ يبدو أن لدينا نحن البشر احتياج متأصل لإنكار قابليتنا للموت، والعيش وكأن حياتنا لن تنتهي أبداً. هذا تماماً كما يرى أغلب الناس أن العلاقة بشخص واحد مدى الحياة لن يحدث. ماذا لو بدأنا بتقبل تلك الحقائق الحياتية الظاهرة، وسعينا إلى اكتشاف ما ينبغي عليناأن نفعله بدلاً من مطالبتهم هم بتغيير ممارساتهمالجنسية بطريقة نحنغير مستعدين لممارستها ؟

بصفة عامة، رفض (المثقفون في مجال الإيدز) التأكيد على المسؤوليات الخاصة التي يتحملها الرجال حاملي فيروس نقص المناعة المكتسب؛ كما أنهم لم يهتموا باحتياجات الرجال غير المصابين الذين كثيراً ما يشعرون بالذنب لأنهم ما زالوا أصحاء. وما زالوا يرفضون الإقرار بقابليتهم للإصابة. (سيجنوريل)

“.. طالما استمر المجتمع يضع مسؤولية الوقاية على عاتق المصابين بالفعل، لن يتغير شيء في الواقع“. (فوبين)

يلقي الرجال اللوم على بعضهم بعضاً؛ ويلوم الرجال النساء؛ وتلقي النساء اللوم على الرجال؛ وتلوم النساء بعضهن بعضاً؛ ولا شيء يتغير.

إنهن أيضًا يتحملن مسؤولية العناية بأنفسهن بدلاً من تعريض أنفسهن لحمل غير مرغوب فيه وعمليات إجهاض متكررة. لو قمن بذلك، لكانوا رفضن شركائهن، واستعملن وسائل منع الحمل، أو ألححن على أن يقوم شركائهن بذلك، وأولين الاهتمام الكافي لإجراءات الكشف والمتابعة. (جزياو يانج وآخرون)

تتخطى البحوث المتعلقة بالممارسات الجنسية بين الرجال بما لا يقاس البحوث المماثلة حول الممارسات الجنسية فيما بين الرجال والنساء وفيما بين النساء.

“.. هناك إشارات متنامية تفيد أن المثليات جنسياً لا يدركن أي احتياج لممارسات جنسية أكثر أماناً“.(بربارا جيمس)

أما الباحثين الذين يهتمون بالمثليين من الرجال فإنهم يسعون للحصول على مزيد من المعلومات والإجابات المتعمقة: كما يبدو أنهم يتأملون بعمق أكبر في معاني تلك الإجابات، وبذلوا جهود جادة لاقتسام النتائج التي توصلوا إليها مع المجتمعات التي أجري فيها البحث. على الرجال والنساء الذين لهم ميول جنسية تجاه الجنس المغاير، وكذلك الباحثين في هذا المجال التعلم كثيراً من هؤلاء. هناك ثلاث مقالات حول الرجال المثليين تساهم في إلقاء الضوء على أسباب اهتمام بعض ممن له ممن لهم وعي مرتفع بالإيدز وبالممارسات الجنسية الآمنة، بينما لا يهتم بعض آخر بها.

الأمر الواضح هو أنه لا يوجد همونحن؛ فالممارسة الجنسية الأكثر أماناً مسألة صعبة وضرورية للجميع.

الموقف الإيجابي من الواقي هو وحده الذي أمكن إقرانه باستعمال الواقي. (بابوزا وفيليلا)

لقد تم وصف الكتاب حول الحياة الجنسية للأطفال من ۹ ۱۳ سنة المعروض في نهاية هذا العدد باعتباره إيجابي بمعنى:

أنه بينما يهتم بتقديم مخاطر الجنس بطريقة صريحة، فإنه يتضمن أيضًا مباهج ومتع الجنس، بدلاً من إبداء الأسباب التي تساق عادةً أن الناس يمارسون الجنس لإنجاب الأطفال“. (بيتر جوردون)

عندما سيحصل جميع أطفالنا على معلومات حول الجنس، ويمتلكون هذه النظرة له، أي احترام الشريك، وقبول الاختلاف، والوصول إلى طرق إيجابية جنسياً وآمنة في الوقت نفسه، ربما لن نكون هناك حاجة بعد إلى كتابة المقالات التي تنشرها هنا.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي