وقائع العنف الأسري ضد النساء المرصودة من واقع النشر في بعض الصحف المصرية خلال عام 2020

مبادرة براح آمن

القاهرة – 2020

مقدمه

هذا التقرير ذو طبيعه خاصه ومختلفه لأنه يرصد وقائع من العنف الأسرى المنشورة فى الصحف المصرية خلال فترة الحجر الصحي المُطبق فى مصر للوقاية من فيروس كورونا المستجد covid -19 في عام 2020 هذا الحجر الصحي الذي أدى إلى مواجهة العديد من النساء لمعنفيهنّ داخل البيوت المصرية بشكل تام ومنفرد، بدون الاستعددات اللازمة لمواجهة تلك الأزمة، والتي كانت فريدة ومباغته للعالم أجمع، مما أربك العديد من الدول في التعامل مع الأمر في البداية، ولكن العديد من الدول على مستوى العالم قامت بالتعامل الفوري، ليس فقط من خلال الاجراءات الاحترازية والغلق التام ولكن على مستوى مواجهة العنف الأسري كانت هناك خطوط ساخنة ووحدات دعم للنساء في مختلف الدول، . وحيث إن تفشي الأمراض يترك تأثيراً مختلفا على النساء والرجال، تجعل الأوبئة أوجه عدم المساواة القائمة ضد النساء والفتيات والتمييز بين الفئات المهمشة الأخرى، ، أسوأ .

قد تكون النساء والفتيات أكثر عرضة للعنف من جانب الشريك الحميم وغير ذلك من أشكال العنف الأسري بسبب زيادة حدة التوترات داخل الأسرة وبقاء النساء بالقرب من معنفيهنّ . وحيث أن الأنظمة التي تحمي النساء والفتيات بما في ذلك الهياكل المجتمعية، قد تضعف وتنهار ، فإنه يجب تنفيذ تدابير محددة لحماية النساء والفتيات من خطر عنف الشريك الحميم وعنف الأسرة مع ديناميكيات الخطر المتغيرة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد COVID-19 ، لذا ومن خلال رصدنا نُلاحظ أنه لابد من من معالجة العوائق والحواجز لتمكين النساء والفتيات من الوصول إلى الخدمات، بما في ذلك خدمات الدعم النفسي، خاصة بالنسبة لأولئك اللاتي يتعرضنّ للعنف أو اللاتي من الممكن أن يتعرضنّ لخطر العنف أثناء الحجر الصحي، ويظهر هنا أمر ضرورى يتعلق بتحديث مسارات الإحالة الخاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل عام والعنف الاسرى بشكل خاص ليعكس التغييرات في مرافق الرعاية المتاحة ، في حين يجب إبلاغ المجتمعات و مقدمي الخدمات الرئيسيين بهذه المسارات المحدثة .

معلومات أساسية حول العنف الأسري

 

هو عنف الشريك الحميم أو محاولته التحكم في شريك حياته وتحجيم سلطته ، وقد يكون عنف الشريك الحميم على شكل إيذاء جسدي أو نفسي أو جنسي أو مالی اقتصادى .

تشمل الإساءة الأسرية أو العنف الأسري العديد من الأشكال والتصرفات المسيئة والاعتداءات التي تصدر من أحد أفراد الأسرة وعادة ما تكون من الأب على باقي أفراد أسرته مثل الاعتداءات الجسدية أو الضرب ، والاعتداءات النفسية مثل التخويف والسيطرة ، كما تشمل صورة أخرى من الاعتداءات وهي الاعتداءات السلبية مثل الحرمان المادي والإهمال . ملحوظة : ليس المقصود بالعنف الاسرى هو العنف بين الزوجين فقط ، إنما يمكن أن يكون بين أي شريكين مخطوبين أو في علاقة حب .

أولاً: نبذة عن معايير الرصد التي تم استخدامها

نتبع في هذا الرصد المنهجية الكمية حيث نجمع البيانات ونقوم بتحليلها، من خلال منظور نسوي، فإننا لا نرى تلك المعلومات مجرد أرقام، ولكن كل رقم يحمل قصة امرأة تعرضت للعنف الأسري ونجت منه أو تحاول النجاة كل يوم، أو قصة إمرأة انتهت حياتها بسببه وتلك الحياة كانت بها أنواع مختلفة من العنف التي تصاعدت حتى وصلت للقتل أو الانتحار.

تلك المنهجية الكمية التي نحاول من خلالها أن نرى ما وراء الأرقام من قصص، مبنية على مجموعة من التعريفات الموضحة أدناه، وهي في طور التطوير المستمر.

تعريفات:

تعرّف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه:

أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يُرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة“.

العنف الأسري:

العنف الأسري هو مصطلح أكثر شمولا حيث من الممكن أن يكون موجهًا ضد أحد أفراد الأسرة من أي من أفراد الأسرة الآخرين الذين يمتلكون سلطة معنوية عليهم. أما العنف الزوجي فهو شكل من أشكال التصرفات المسيئة الصادرة من قبل أحد أو كلا الشريكين إلا أن عبء العنف الزوجي يقع على السيدات في معظمه، هناك عدد من أشكال العنف الأسري والزوجي منها الاعتداء الجسدي(كالضرب، والركل…) أو التهديد النفسي، أو الاعتداء الجنسي، الاعتداء العاطفي، السيطرة أو الاستبداد أو التخويف أو الملاحقة والمطاردة أو الاعتداء السلبي الخفي كالإهمال، أو الحرمان الاقتصادي.

والعنف الأسري أو العنف في المجال الخاص: هو العنف الواقع في المنزل أو غيره، ومن أحد أفراد الأسرة، وغالباً ما يكون هذا العنف من الرجال على النساء، سواء كان العنف واقع من (أب أخ عم – جد …..) أو العنف الواقع من الشريك سواء كان هذا الشريك ( زوج خطيب طليق – حبيب ….) حيث أن العنف الممارس من قبل الشريك المعاشر يعني سلوكه ضمن العلاقة أو بعدها، وتتسبب في حدوث ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والعلاقات الجنسية القسرية والإيذاء النفسي وسلوكيات السيطرة.

من يمارس العنف الأسري:

  • الأب

  • الأخ

  • الزوج

  • حبيب

  • طليق

  • العم

  • الجد

  • الأقارب

  • الشريك

  • الأم

  • عنف جنسي

  • عنف جسدي

  • عنف نفسي

  • عنف لفظي

  • عنف اقتصادي

  • العنف المركب

العنف الجنسي:

يشمل كل الأفعال الجنسيــة المقترنة بالإكراه، سواء من خلال التهديد أو التغرير أو الترهيب أو استخدام القوة الجسدية ، وتشمل أيضاً الإيحاءات الجنسية سواء من خلال تعابير الوجه أو اللفظية أو الحركية، سواء لتحقيق رغبات ومآرب جنسية أو بغرض إيذاء الضحية. أما لتحقيق الاتصال الجنسي مع الفتاة كالاغتصاب، محاولة الاغتصاب، التحرش الجنسي، أو استخدام المجال الجنسي في إيذائها كالتحرش الجنسي، الشتم بألفاظ نابية، الهجر من قبل الزوج، الإجبار على ممارسة الجنس، الإجبار على القيام بأفعال جنسية لا تحبها النساء، نقل الأمراض الجنسية من الزوج للزوجة من دون علمها. ويشمل الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي على الفتيات، وختان الإناث وغيره من الممارسات التقليدية المؤذية للنساء.

ويشمل العنف الجنسي الآتي:

الاغتصاب

هو كل فعل نشأ عنه إيلاج أو إجبار على الإيلاج، سواء كان بالأعضاء الجنسية أو غيرها، أو بأي أداة أخرى، عبر المهبل أو الشرج، أو إيلاج عضو جنسي عبر الفم، مهما كان الإيلاج طفيفاً، ضد المجني عليه سواء كان ذكراً أو أنثى، بغير رضاه.

التحرّش الجنسي:

أي صيغة من الكلمات غيرمرغوب بها و/أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.

ويمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالًا مختلفة.

الاعتداء الجنسي: هو كل فعل بهدف الإثارة الجنسية أو الحط من جنس المجني عليه، سواء كان ذكراً أو أنثى، يستطيل إلى جسده بغير رضاه، ولا يصل إلى حد الاغتصاب.

كشوف العذرية:

إن توقيع كشف العذرية له تاريخ طويل من التطبيق وأشكال متعددة في المجال العام والمجال الخاص للتأكد من عدم وجود نشاط جنسي لدى الفتيات والنساء قبل الزواج ويتم توقيعه من قبل أفراد مختلفين. ويتمثل كشف العذرية في تفحص المهبل لمعرفة إذا ما كان تم فض غشاء البكارة أم لا، والذي يعتبر في سياق بعض العادات والتقاليد رمز لعفة النساء.

كم ان الامتناع عن إشباع الرغبة الجنسية أو حجب التعليم الجنسي من أحد أنواع العنف الجنسي.

العنف الجسدي:

هو أكثر أنواع العنف وضوحًا، فيه تتعرض المرأة للعنف عن طريق الضرب أو الصعق، سواء بجزء من أجزاء الجسم أو بأداة ما، كما أنه يشمل أي تصرفات ينتج عنه أذى جسدي حتى مثل الحرمان من الطعام أو العلاج، أو الحبس في أماكن مظلمة غير مناسبة في درجات حرارتها أو تهويتها.

أنواع العنف الجسدي:

  • النوع القاتل: والذي يؤدي إلى فقدان الحياة (القتل الانتحار)

  • النوع شديد الخطورة: وهو ما ينتج عنه إصابات خطيرة مثل الكسور، إصابات الرأس والحروق الشديدة، ختان الإناث ، أو ما ينتج عنه عاهة مستديمة.

  • النوع الخطر: وهو ما يكون له آثار على الجسم مثل حدوث التجمعات الدموية، مثل الكدمات حول العينين ، الأنف ، الفم ، أو اليدين أو أي مكان آخر.

العنف النفسي والمعنوي:

وهو أي فعل مؤذ نفسيا ً للنساء والفتيات دون أن تكون له آثار جسدية ويشمل الأفعال الهادفة إلى اهانة المرأة ، وهو أي فعل مؤذ نفسيا أو الحط من كرامتها أو ثقتها بنفسها أو بقيمتها الشخصيـة وعزلها عن محيطها الخارجي، والأفعال الرامية إلى إضعاف قوتها من خلال استخدام امتيازات قانونية أو اجتماعية. مثل السب و الشتم، و الإهمال والهجر، والمراقبة والاحتجاز، وإكراه الزوجة على الرجوع إلى بيـت الزوجيـة، والمعاملة كخادمة، وتعدد الزوجات، وعدم الاعتراف بنسب الأطفال أو التهديد بخطفهم منها، والطلاق التعسفي.

كذلك التهديدات أو التعليقات والتعاملات الدونية بهدف السيطرة على تصرفات الآخر وتوليد الشعور بالخوف والقلق، سواء كانت هذه التهديدات موجه لشخص بعينه أو لأحد معارفه أو ممتلكاته، الترصد، الابتزاز العاطفي، والعزل الاجتماعي أو حتى الضغط على أحد لعمل تصرف ما دون رغبته ومنعه من اتخاذ قراراته بنفسه، التعليقات المستمرة على معتقدات الانثى وأفكارها والحط من قيمة كل ما تتفوه به من عبارات، وافقادها الثقة بنفسها، ومحاولة تغيير الافكار والقناعات المؤمنة بها بشكل متعمد، النظرة الدونية لها (سواء كان ذلك من قبل الأسرة أو الشريك)، التتبع والمراقبة سواء كان ذلك في الواقع او على الفضاء الإلكتروني.

العنف اللفظي:

يُعد العنف اللفظي من أنواع العنف التي تؤدي بدورها لأنواع أخرى مثل العنف النفسي، وهي بداية للعنف الجسدي، يشتمل العنف اللفظي الشتائم، والتحقير من شأن المرأة، التهديدات، الكلمات ذات الطابع الجنسي من قبل الأهل، التعليق اللفظي على جسد المرأة بطريقة مهينة.

العنف الاقتصادي:

يشمل كل الأفعال الهادفة إلى حرمان النساء من التمتع بالموارد لتلبية احتياجاتهن للعيش بكرامة، مثل منعهن من العمل أو إجبارهن على العمل والاستيلاء على مواردهنً، وشح الموارد المالية التي تعطى لهن أو عدمها، واإلستيالء على ممتلكاتهن وسلبهن حقهن في الإرث.

ويبدو هذا النوع من أنواع العنف ظاهرا عندما يتمكن أحد من التصرف في الدخل المادي شخص آخر دون موافقته أو إساءة استخدام أموال هذا الشخص. كـ التحكم في عمله سواء بالمنع أو الإجبار، الاختلاس، الابتزاز، إساءة استخدام التوكيلات أو الوصاية على أحد.

العنف الاجتماعي:.

وهو يعني الإساءة للنساء والفتيات بإسم الأعراف والتقاليد والعادات الاجتماعية والثقافة السائدة في المجتمع والمبنية على الصورة النمطية لـأدوار الإجتماعية بيـن الجنسيـن. وهو أكثر الأنواع ممارسة ضد النساء في المجتمعات العربية، ويتمثل في محاولة فرض حصار اجتماعي على الفتاة وتضييق الخناق على فرص تواصلها وتفاعلها مع العالم االجتماعي الخارجي، وهو أيضا محاولة الحد من انخراطها في المجتمع وممارستها أدوارها.أمثلة على أنواع الانتهاكات الواقعة داخل أنواع العنف الأسري بالتفصيل:

  • القتل

  • الانتحار كنتيجة لممارسة العنف

  • كشوف العذرية

  • الهجر

  • منع الطعام والشراب

  • منع الأدوية

  • تقييد الحركة داخل المنزل

  • المنع من الخروج من المنزلالحبس المنزلي

  • العزل الاجتماعي

  • المنع من التعليم

  • الزواج المبكر

  • الحرمان من الميراث

  • ختان الإناث

  • الحرمان من المصروف

  • منع المرأة من الخروج للعمل

  • الإهمال

  • التشهير

  • الابتزاز الالكتروني

  • الحرمان من الخروج للعمل

  • الاستيلاء على مرتب الـ (زوجة أم أخت ….)

  • إجبار المرأة على الخروج للعمل وإعالة الشريك

  • عدم الإنفاق على الأولاد

  • الحرمان من النفقة

  • الضرب

  • المنع من استخدام وسائل التواصل

  • التجسس والتتبع الإليكتروني

  • الحرق

  • التشويه

  • السب والإهانات اللفظية

  • الترهيب

  • التقليل من الثقة في النفس

  • انتهاك المساحات الشخصية

  • الخيانة الزوجية

  • الاغتصاب الزوجي الاغتصاب الأسري

  • التمييز في المعاملة بين الذكور والإناث

  • التحرش الجنسي

  • الحرمان من تملك الأراضي العقارات الأموال

  • الحرمان من عوائد العمل الذي يتم في نطاق الأسرة

  • الإجبار على الزواج/الطلاق

  • الإجبار على الإنجاب أو عدم الإنجاب

  • الطلاق الغيابي

  • الطلاق التعسفي

  • تعدد الزوجات

العنف المركب:

هو أنواع مختلفة من العنف قد يكون عنف نفسي وجسدي على سبيل المثال، تتم ممارسته من فرد واحد أو أكثر داخل الأسرة، على إحدى النساء أو الفتيات من نفس الأسرة.

من واقع رصد براح أمن لوقائع العنف الاسرى من الصحف و الجرائد المصرية ووسائل التواصل الاجتماعي خلال عام 2020 تمكن فريق العمل من رصد 688 خبر يتعلق بجرائم عنف اسرى بزيادة عن عام 2019 بنسبة 12.21% حيث ان عدد الاخبار المرصودة في 2019 كان 606 خبر متنوع.

خــــلال العام 2020 تمكن فريق العمل مـــن رصــد 689 خبر حـــول جرائم العنف الأسري التي تحدثت عنها بعض الصحف المصرية، توزعت هذه الجرائم على شهور العام كما بالشكل الآتي، حيث كان شهر يونيو أعلى نسبة عنف بعدد جرائم 97 جريمة، يليه شهر أبريل بعدد 86 حالة عنف.

الشهر

عدد الجرائم

يناير 2020

32

فبراير 2020

51

مارس 2020

52

ابريل 2020

86

مايو 2020

62

يونيو 2020

97

يوليو 2020

66

أغسطس 2020

63

سبتمبر 2020

61

أكتوبر 2020

39

نوفمبر 2020

40

ديسمبر 2020

39

هذا التوزيع له دلالات تتعلق بشكل أساسي بأوقات الحظر الصحي الذي تم فرضه خلال عام 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا، وتدل المؤشرات الأولية على أن نسب العنف الأسري ارتفعت مع تزايد ساعات الحظر الصحي، مما أدى إلى زيادة عدد الساعات التي قضتها النساء مع معنفيهنّ بدون حماية.

نسب جرائم العنف كل شهر- التقرير السنوي 2020

المحافظة

عدد الجرائم

7

اسيوط

1

الاسكندرية

1

الاسماعيلية

2

البحيرة

2

الجيزة

308

الدقهلية

8

الشرقية

21

الغربية

4

القاهرة

298

القليوبية

13

المنوفية

2

المنيا

5

بني سويف

2

بورسعيد

1

دمياط

1

سوهاج

5

قنا

6

كفر الشيخ

1

إما فيما يخص التوزيع الجغرافي للعنف الأسري خلال عام 2020، توزعت هذه الجرائم على كــل محافظات الجمهورية عــدا بعض المحافظات: (البحر الأحمر، شمال سيناء، جنوب سيناء، الوادي الجديد، أسوان، سوهاج، السويس)، حيث جاءت محافظة الجيزة في المركز الأول مسجلة وحدها عدد 308 جريمة عنف أسري، و يليها محافظة القاهرة مسجلة عدد 298 حالة عنف من إجمالي عدد الجرائم المسجل على مستوى الجمهورية طوال العام، هذا المؤشر لا يدل على خلو تلك المحافظات من العنف الأسري ولكن سوء تغطية مجموعة من المحافظات نظرا لبعدها عن المركز هو عامل أساسي، كذلك ضعف الصحافة المحلية، كما أن الثقافة المحلية والقبلية تلعب دوراً كبيراً في بعض المحافظات في التستر على مثل تلك الجرائم، أو ربما قلة عدد بعض من تلك المحافظات يكن كذلك عامل في تلك النتيجة.

الخريطة الجغرافية لوقائع العنف الأسري 2020- براح آمن

خلال العام 2020 تم رصد 689 خبر حول جرائم العنف الأسري التي تحدثت عنها بعض الصحف المصرية، من بين هذه الجرائم جاءت جرائم العنف المركب في المقدمة، حيث تم رصد 462 واقعة عنف مركب خلال العام، بنسبة 68.6 % من إجمالي الرصد، وهي جرائم تشمل أكثر من نوع من أنواع العنف السابق تعريفها تقع على نفس الأنثى، من ذكر واحد أو أكثر من العائلة، حيث تبلغ حالات العنف المركب، وقد يشمل العنف المركب نوعان أو أكثر من العنف وبالتالي نوعان او أكثر من الانتهاك، فا على سبيل المثال: يتم رصد عنف نفسي وجسدي، أو عنف جنسي وجسدي، أو عنف اقتصادي وجسدي …. وأنواع انتهاك منها: الامتناع عن الإنفاق والضرب، والتهديد والحبس المنزلي، الابتزاز وسرقة المنقولات …

في المركز الثاني جاءت جرائم العنف الجسدي بعدد جرائم 140 جريمة عنف جسدي، بنسبة 20.8% ، وهذه النسبة لا تدل على عدد حالات العنف الجسدي ككل خلال الرصد حيث أن العنف المركب جزء منه هو عنف جسدي بالضرورة، وتتدرج صور العنف الجسدي تبعاً لخطورتها فتبدأ من الصور البسيطة للاعتداء بالضرب، وتتدرج حتى تصل إلى أعلى درجة وهي القتل، حيث يبلغ عدد حالات القتل حوالي 64 حالة قتل + 31 حالة شروع في قتل، وتأتي عدد حالات الضرب بعدد 248 حالة ضرب، وهناك أشكالاً أخرى متعددة للعنف الجسدي منها على سبيل المثال: إحداث الكسور، إحداث الحروق والكي، رش المواد الحارقة، منع الطعام و/أو الشراب، التعذيب والتسبب في عاهة مستديمة.

في المركز الثالث جاءت جرائم العنف الاقتصادي بعدد 41 جريمة بنسبة 6.1% من إجمالي أنواع العنف، ويشمل العنف الاقتصادي أشكال من الانتهاك منها عدد 191 رفض للإنفاق + 65 حالة استغلال مادي، وغيرها من أشكال الانتهاك الاقتصادية مثل الحرمان من الميراث وغيرها.

وتلك النسب ليست بالضرورة تُعبر عن حقيقة انتشار نوع معين من العنف عن الأخر، ولكن في الأغلب عدم وجود وعي بتلك الانتهاكات والأنواع من العنف مجتمعياً وقانونياً، هو ما يقلل الحديث عنها، أو يجعله بصوت غير مسموع، ولا تهتم الصحف بتغطيته إلا في حالات تطور هذا العنف لأنواع أخرى يراها المجتمع وأحياناً القانون أكثر وضوحاً، ولذلك يتم الحديث عنها بصوت مسموع مثل العنف الجسدي، حتى أن الحديث عن العنف الجنسي في إطار الأسرة الحديث عنه محدود بشكل ملحوظ، هذا وقد لاحظنا خلال العام أن أغلب النساء داخل الأسرة يتعرضنّ لنوعان أو أكثر من العنف خلال الموقف الواحد من الشخص الممارس للعنف، وأحياناً أخرى نجد أن النساء يتعرضنّ للعنف على يد أكثر من شخص داخل الأسرة بأشكال انتهاك مختلفة، وهذا جزء من تقاطعية العنف الواقع على النساء داخل الأسرة.

براح آمن- التقرير السنوي 2020- أنواع العنف
أنواع الانتهاكات خلال 2020- براح آمن

أكثر أنواع الانتهاكات التي تم رصدها خلال عام 2020 كانت جرائم الضرب بعدد 248 جريمة، وبنسبة 24.1% من إجمالي الرصد كاملاً، ويأتي في المركز الثاني نوع جديد من الانتهاك يتعلق بالعنف الاقتصادي، وهو رفض الإنفاق والاستغلال المادي والاستيلاء على الحقوق بإجمالي عدد 320 حالة انتهاك تتعلق بالعنف الاقتصادي، وربما يدل هذا المؤشر على تأثيرات الوضع الاقتصادي على مشكلة العنف الأسري بمصر وارتفاع نسب العنف مع تدهور الأوضاع الاقتصادية، ووقع العنف على الأطراف الأضعف وهنّ النساء في تلك الحالة، ويأتي بعدها جرائم القتل 64 والشروع في القتل 31 بإجمالي عدد 95 جريمة.

من خلال تحليل جرائم العنف الأسري التي تم رصدها، يظهر لدينا أن الفئة الأكثر تعرضاً لهذه الجرائم هي فئة الزوجات على يد أزواجهم حيث وقعت لهنّ 400 جريمة مــن أصــل 689 جريمة تم رصدها خـــلال العام بنسبة 69.9%، وفـــي المرتبة التالية جاءت الطليقة المتعرضة للعنف على يد الزوج الأسبق بعدد 82 جريمة بنسبة 14.3%، وفي المرتبة الثالثة جاءت الإبنة بعدد 49 جريمة بنسبة 8.6% المتعرضة للعنف على يد الأب أو الأم.

أما الفئات العمرية للمتعرضات للعنف الأسري فقد أظهرت أن كل النساء فـي مصر فـي دائرة العنف الأسري فـــبداية من الأجنة في بطون الأمهات والتي يتعرضنّ هنّ وأمهاتهنّ أحيانا للعنف بسبب أنهنّ حوامل في أنثى، ونهاية بالجدات من النساء، تأتي النسبة الأعلى في الرصد لهذا العام للنساء الغير مذكور أعمارهنّ في التغطية الصحفية، ولذلك نعتبر أن النساء في الفئة العمرية 21-45 سنة فـــــي المرتبة الأولى للنساء المتعرضات للعنف الأسري بنسبة 49.6 % بعد أن تم رصد 284 واقعة عنف، وفي المرتبة الثانيـة جاءت النساء فــــــي الفئة العمرية 1-21 سنة بنسبة 7.3 % بعد رصد 42 واقعة، وفي المرتبة الثالثة جاءت النساء في الفئة العمرية 45-60 سنة بنسبة 4.9% بعد رصـــد 28 واقعة، وفي المرتبة الأخيرة حلت فئـــــــــــة النساء اللاتي اعمارهن أكبر مـــــن 60 عاما مسجلات 10 وقائع فقط شكلوا نسبة 1.6%.

الفئة العمرية- براح آمن- التقرير السنوي 2020

أظهر تحليل جرائم العنف الأسري التي غطتها بعض الصحف المصرية خلال 2020 أن فئة الأزواج هــي الأكثر ممارسة للعنف ضـــد زوجاتهم بنسبة 66.5% بعدد 381 زوج، تليهم فئة الطليق في ممارستهم للعنف ضد زوجاتهم السابقات بنسبة 14.3% بعدد 82 ، ثـــم جاءت فئة الأخ في المرتبة الثالثة مسجلين 4.9% بعدد 28 رجل، ثم تلتهم فئات آخرى متنوعة مثل الأهل والأب والشريك ، وبطبيعة الحال كان معظم ممارسي العنف ضد النساء من رجال الأسرة.

أسباب عنف الشريك

1 – العوامل الفردية :

العوامل الأكثر اتساقا والمرتبطة بكون الرجل هو الأكثر استخداما للعنف مع الشريك هي

  • الارتباط فى عمر مبكر

  • المستوى التعليمي المنخفض

  • مشاهدة العنف أو التعرض له خلال الطفولة

  • الاستخدام الضار للكحول والمخدرات

  • اضطرابات الشخصية

  • قبول العنف (بمعنى رؤية الرجل انه من المقبول والطبيعي أن يضرب شريكته) . ..

2 – العوامل التي ترتبط بزيادة احتمالية معاناة المرأة من العنف من قبل شريكها الحميم في مختلف المحيطات هي :

مستوى الوعي.

التعرض للعنف سابقا من الوالدين

الاعتداء الجسدي خلال مرحلة الطفولة

3 – العوامل على مستوى العلاقة بين الشريكين :

العوامل التالية هي عوامل مرتبطة بكل من كون النساء ضحايا \ ناجيات ، والرجال مرتكبي عنف

الصراع أو حالة عدم الرضا داخل العلاقة

السيطرة الذكورية داخل الأسرة

الضغوط الاقتصادية

وجود علاقات متعددة للشريك

التفاوت في التحصيل العلمي عندما تكون المرأة على قدر عال من التعليم .

4 – العوامل الاجتماعية والمجتمعية:

عبر الدراسات المتعددة على مدار السنوات تم الوصول الى أن العوامل المجتمعية والاجتماعية التي تساهم في ارتكاب العنف هي

  • المعايير الاجتماعية الغير منصفة بين الجنسين مثل الارتباط بین مفاهيم الرجولة والهيمنة .

  • ضعف الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة

العقوبات القانونية الضعيفة التي تفرض على مرتكبي عنف الشريك الحميم

الافتقار إلى وجود الحقوق المدنية للمرأة مثل قوانين الطلاق التقييدية ، وقوانين الزواج

القبول الاجتماعي الواسع للعنف كوسيلة لحل الصراع داخل الاسره للحفاظ على الزواج في العديد من البيئات ، تُؤدي المعتقدات الشائعة حول أدوار الجنسين إلى استمرار عنف الشريك الحميم، والعنف الأسري عموماً مثل القول بأن الرجل له الحق في تأكيد سلطته ، أو أنه يمتلك الحق في تأديب شريكته\ ابنته بسبب قيامها بفعل خاطئ يراه هو ، بالإضافة إلى اقتناع العديد من الرجال أن ممارسة الجنس مع شريكته\زوجته هو حق مشروع للرجل في أي وقت شاء الاغتصاب الزوجي بالاضافة الى الأمر المفروض قسراً على النساء بالتسامح مع الاعتداءات بحجة الحفاظ على الرباط الأسري وحماية الأطفال .

أولا أثر العنف على الصحة الجسدية للنساء:

تشمل الأضرار الجسدية الناتجة عن عنف الشريك الحميم ما يلي : الكدمات ، النُدب ، الخدوش ، إصابات الصدر والبطن ، كسور في العظام . وإصابات في الأسنان . أضرار في السمع والبصر ، إصابات الرأس ، محاولات الخنق ، و إصابات الظهر والرقبه وبالإضافة إلى الإصابات السابقة يوجد وهي الأكثر شيوعا أمراض لا يكون لها سبب طبي محدد ، أو من الصعب تشخيصها ويشار إليها أحيانا باسم الاضطرابات الوظيفية وتشمل متلازمة القولون العصبي ، الالتهاب العضلي الليفي ، متلازمات الألم المختلفة، تفاقم الربو وتشير منظمة الصحة العالمية في دراسة أُجريت على بلدان مختلفة في أنحاء العالم أن النساء اللاتي تعرضن للإيذاء الجسدي احتمالية إبلاغهن عن مشاكل جسدية وعقلية ونفسية أكثر مرتين من غيرهن اللاتي لم يتعرضن إلى أي عنف حتى لو وقع العنف قبل سنوات .

ثانياً أثر العنف على الصحة العقلية للنساء:

تُشير الأدلة إلى أن النساء اللاتي تعرضنّ إلى عنف الشريك الحميم يُعانينّ من مستويات عالية من الاكتئاب والقلق والرهاب بصورة أكبر من غيرهنّ ، وفي دراسة عالمية أجرتها منظمة الصحة العالمية وُجِد أن النساء اللاتي تعرضنّ إلى عنف جسدي أو جنسي يُعانينّ من مِحن عاطفية ، وأفكار انتحارية وبالإضافة إلى ذلك يتم الربط بين عنف الشريك الحميم ومخاطر أخرى على النساء مثل :

تعاطي الكحول والمخدرات

اضطرابات النوم والأكل

الخمول و هبوط النشاط البدني

تدني احترام الذات (قلة الثقة بالنفس)

السلوك الجنسي الغير آمن

التدخين

ثالثا أثر العنف على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء:

ربما يؤدي عنف الشريك الحميم إلى مجموعة من العواقب الوخيمة على الصحة الجنسية والإنجابية للنساء بما في ذلك:

( الحمل غير المخطط له. الحمل غير المرغوب ، الإجهاض ، الإجهاض غير الآمن ، الأمراض المنقولة جنسيا مثل فيروس نقص المناعة ، التهابات الحوض ، مضاعفات الحمل ، التهابات المسالك البولية ، والضعف الجنسي اى صعوبة ممارسة الجنس نتيجة لأسباب متنوعة بعضها مخفى فى الجسم وبعضها نفسي واحيانا مزيج بين الاثنين“)

يؤثر عنف الشريك الحميم بطريقة مباشرة على الصحة الجنسية والإنجابية للمرأة مثل الأمراض المنقولة جنسيا خلال الاتصال الجنسي القسري في العلاقة الحميمة ، ويؤثر بطريقة غير مباشرة ، حيث أنه على سبيل المثال يجعل عنف الشريك الحميم أمر التفاوض بشأن استخدام حبوب منع الحمل و \ أو اى وسيلة تحديد نسل نسائيه، أو الواقي خلال العلاقة عملية صعبة .

رابعا أثر العنف خلال فترة الحمل :

وجدت دراسات أجريت في مناطق مختلفة حول العالم أن مستويات كبيرة من الاعتداءات الجسدية حدثت داخل العلاقة الحميمة خلال فترة الحمل ، عدد قليل من الدراسات القائمة على تقديرات المترددات عالى المرافق الصحيه في بعض البلدان أظهرت نسبة انتشار أكبر للاعتداءات الجنسية داخل العلاقات الحميمة خلال فترة الحمل ، بما في ذلك مصر حيث بلغت نسبة الاعتداءات 32% ، وبلغت معدلات الانتشار في أفريقيا 40% .

يؤدي العنف خلال فترة الحمل إلى العديد من الأضرار الصحية مثل :

الإجهاض

تأخر الدخول او عدم الدخول في برامج رعاية ما قبل الولادة

ولادة أجنة ميتة

الولادة المبكرة قبل المعاد المحدد

انخفاض في وزن الأطفال حديثي الولادة

إصابة الأجنة

يمكن أن يتضمن الأمر أيضا حدوث وفيات للأمهات أثناء الحمل بسبب عنف الشريك الحميم ، لكن الربط بينهما لا يلقى ترحيباً عند صانعي السياسات

خامساً أثر العنف الأسري على الأطفال :

توجد عدة مؤشرات تربط بين عنف الشريك الحميم ضد النساء وبين الكثير من العواقب الاجتماعية والصحية السلبية على الأطفال بما في ذلك القلق ، الاكتئاب ، قلة التحصيل الدراسي ، ونتائج صحية سلبية.

وتشير أدلة كثيرة على أن رؤية الأطفال العنف الممارس ضد النساء من أكثر الأسباب التي تجعل الأطفال أكثر ميلا إلى العنف في حياتهم اللاحقة عندما يدخلون في علاقات حميمة ، كما وجدت عدد من الدراسات رابطا كبيرا بين عنف الشريك الحميم والاعتداءات الجسدية تجاه الأطفال .

تقييم المخاطر الحفاظ على الأمان الشخصى قبل التدخل وتقديم المساعدة

التخطيط للسلامة التخطيط لسلامك الشخصى لمن يقدم المساعدة للضحايا \ الناجيات من العنف الأسري لأنه من المحتمل أن تتم ملاحقتهم\ن من المعنفين، بالإضافة إلى التخطيط للحفاظ على أمن وسلامة الضحية \ الناجية.

تقديم الدعم والتشجيع وذلك فى حدود المتاح من مهارات وموارد الخ الخ

الاحاله وذلك عن طريق توصيل المعنفات إلى مؤسسات حكومية اأ مجتمع مدني أو هيئات أو أفراد تستطيع التدخل في وقف و\أو إيجاد حل ومخرج للانتهاكات.

رسائل مهمه يجب أخذها في عين الاعتبار

  • العنف الأسري هو محاولة شخص ما التحكم في شريك حياته\ أو ابنته أو أياً من نساء أسرته وتحجيم سلطتها، وقد يكون العنف الأسري إيذاء جسدي أو نفسي أو جنسي او مالي، ولا يشمل العنف بين الزوجين فقط ولكن من الممكن أن يكون بين شريكين مخطوبين أو داخل علاقة عاطفية.

  • النساء اللاتي تعرضنّ إلى العنف الأسري يعانين من مستويات عالية من الاكتئاب والقلق والرهاب بصورة أكبر من غيرهن.

  • يشمل العنف الاسرى كافة أشكال العنف الجسدي مثل الضرب بالعصا والصفع على الوجه والعنف النفسي كالتقليل من الشأن والنقد المستمر والألفاظ المسيئة، والعنف الجنسي کالامتهان الجنسي والإكراه على ممارسة الجنس اغتصاب زوجىأو الاستخدام القسري لمواد إباحية ، والعنف الاقتصادي كعدم السماح بامتلاك دخل مستقل أو عدم الانتظام في دفع نفقة الأولاد.

  • ربما يؤدي عنف الشريك الحميم إلى مجموعة من العواقب الوخيمة على الصحة الجنسية والإنجابية بالنسبة للنساء، بما في ذلك الحمل غير المخطط والحمل غير المرغوب، و الإجهاض، والإجهاض الغير آمن، والأمراض المنقولة جنسيا مثل فيروس نقص المناعة، والتهابات الحوض.

يؤثر العنف الأسري على الصحة الجسدية للنساء بما في ذلك الاضطرابات الوظيفية كما تشير منظمة الصحة العالمية في دراسة أجريت على بلدان مختلفة في أنحاء العالم أن النساء اللاتي تعرضن للإيذاء الجسدي احتمالية شعورهنّ وابلاغهنّ عن مشاكل جسدية وعقلية ونفسية أكثر مرتين من غيرهن اللاتي لم يتعرضن إلى أي عنف حتى لو وقع العنف قبل سنوات.

بناء على تراكم الخبرات فى مجموعة براح آمن نتيجة متابعتنا ورصدنا للعنف الأسرى خلال السنوات السابقة ومقارنتها بالوضع الاستثنائي الخاص بكورونا، ظهرت لدينا توصية بالحاجة المُلحة إلى أهمية إدراج التحليل النوعي في جهود التجهيز والاستجابة من أجل تحسين فعالية الأنشطة الصحية وتعزيز المساواة بين الجنسين والعدالة الصحية، فالنساء أكثر عرضة للإصابة بالفيروس نظرا لأدوارهنّ البارزة كمقدمات للرعاية داخل العائلات وكعاملات رعاية صحية بالخط الأمامي، وكان لإغلاق المدارس للسيطرة على انتقال وباء فيروس كورونا المستجد كوفيد -19 تأثيرا فارقاً على النساء من الناحية الاقتصادية نظرا لدورهنّ في تقديم معظم الرعاية غير الرسمية داخل الأسرة، مع العواقب التي من شأنها أن تحد من عملهنّ وفرصهنّ الاقتصادية مما يعني بشكل عام تفاقم أعباء النساء المنزلية كذلك، مما يثقل من مسؤولياتهنّ الأسرية. وفي أوقات عدة يعملنّ بدوام كامل بالإضافة إلى ذلك، يزداد العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل عام وقت الأوبئة فتظهر فجوات عدم المساواة ونقاط الضعف القائمة بين الجنسين، مما يزيد من مخاطر إساءة المعاملة.

وفي أوقات الأزمات مثل تفشي المرض، قد تكون النساء والفتيات أكثر عرضة للخطر، على سبيل المثال، عنف الشريك الحميم وأشكال أخرى من العنف المنزلي بسبب زيادة التوترات في الأسرة ، كما أنهنّ يواجهنّ مخاطر متزايدة من أشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي، في مثل هذه الحالات على سبيل المثال، عرضت الآثار الاقتصادية لانتشار فيروس إيبولا 2013-2016 في غرب أفريقيا النساء والأطفال لخطر أكبر من الاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى ذلك ، قد يتم قطع الرعاية المنقذة للحياة ودعم الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي ( مثل العلاج الداعم لضحايا الاغتصاب ودعم الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي ) في توفير الرعاية الصحية عندما يكون مقدمو الرعاية الصحية مثقلون بالأعباء ومشغولون بالتعامل مع حالات فيروس كورونا المستجد ( کوفید -19 ) .

وبناء على ذلك يجب أن تتأكد الأنظمة من امتلاك العاملين في مجال الصحة للمهارات المطلوبة والموارد اللازمة للتعامل مع المعلومات الحساسة المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، وأن يتم مقابلة أي كشف عن عنف نوعي بالاحترام والمواساة والسرية وأن تقدم الخدمات بنهج يركز على الناجيات، ومن المهم جدا تحديث مسارات إحالة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي لتعكس التغييرات الحادثة بمنشأت الرعاية المتاحة وإبلاغ المجموعات الأساسية ومقدمي الرعاية بهذه المسارات المحدثة. ويمكن لمؤسسات الدولة الرسمية وصانعى السياسات أن يلعبوا دوراً مهماً في توعية الشركاء الوطنيين من أجل فهم تقاطعات النوع الاجتماعي ومثل هذه الانتشارات وكذلك الخطر المتزايد للعنف القائم على النوع الاجتماعي وكيفية معالجة القضية خلال هذا الوباء بشكل آمن وأخلاقي باعتبارهن في أحتياج للمساعدة والحماية الإنسانية، فإن المخاطر التي يفرضها فيروس كورونا المستجد ( کوفید -19 ) أصبحت مضاعفة.

ملحوظة يمكن تغيير كلمة فيروس كورونا المستجد ( کوفید -19 ) باى وضع وبائى مستجد قد يطرأ في المستقبل.

التوصيات:

تقديم الرعاية ورسائل دقيقة وداعمة بهدف تعزيز سلامة النساء وكرامتهنّ وحقوقهنّ.

التأكد من أن السياسات والتدخلات حول الاستجابة تعٌبر عن احتياجات النساء خصوصا الاكثر ضعفاَ والاقل حظا منهنّ، وهي خطوة أساسية لفهم الآثار الأولية والثانوية الناتجة والظاهره فى حالات الطوارئ الصحية على الأفراد والمجتمعات المختلفة.

التأكد من أن التعامل مع فيروس كورونا المستجد لا ينتج عنه ظهور أعراف مجتمعية ضارة تتعلق بالنوع الاجتماعي وممارسات التمييز وعدم المساواة .

من المهم إدراك أن أنماط الأدوار والعلاقات الاجتماعية والثقافية والجنسية مختلفة التأثير على تعرض النساء والرجال للإصابة بالمرض والرعايه الطبيه والعلاج .

التأكد من إيلاء اهتمام كبير للصحة والحقوق الجنسية والإنجابية خلال كوفيد 19،لأن هذه القضايا يمكن أن تتأثر بشدة أثناء تفشي المرض ، بما في ذلك الالتزام بالإرشادات الصارمة للوقاية من العدوى ، وللحمل الأمن والولادة الآمنة وكل ما يؤثر على الصحه والحقوق الجنسيه والانجابيه للنساء جنسايه النساء

يجب أن نضع في الاعتبار كيف يمكن أن تكون تجربة الحجر الصحي مختلفة بالنسبة للنساء والرجال ، مثل ما إذا كان يتم تلبية الاحتياجات البدنية والثقافية والأمنية والصحية المختلفة للنساء والرجال أم لا . علما بأن المنزل قد لا يكون مكانا آمنا لبعض النساء وقد يزيد بالفعل من التعرض لعنف الشريك الحميم .

تحديث مسارات إحالة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي لتعكس التغييرات الطارئه مثل ظهور فيرس كورونا.

إعطاء الأولوية لمشاركة النساء في تصميم وتنفيذ أنشطة الوقاية لتحسين الوضع الصحي العام.

دعم المشاركة الهادفة للنساء والفتيات على مستوى المجتمع المحلي ، والاستماع الى توصياتهن بما في ذلك الافراد منهن ومنظماتهن ومبادرتهن لضمان ألا تؤدي جهود وطرق مكافحة الفيروس لمزيد من التمييز والأستبعاد لأولئك الأكثر عرضة للخطر .

إعطاء الأولوية لجمع بيانات دقيقة ومكتملة حسب العمر والجنس لفهم كيفية تأثير فيروس كورونا المستجد على الأفراد بشكل مختلف ، من حيث الانتشار والتعافى وغيرها من المعلومات الهامة.

تعاون وتشبيك الافراد و المبادرات والمؤسسات النسوية فى تحقيق الاهداف المتفق عليها بشكل مشترك مما يساعد فى التخلص من الاعباء الواقعه على النساء فى المجتمعات المحليه.

مجموعة نسوية تسعى لمجتمع خالي من جميع أشكال العنف والتمييز الواقعة على النساء داخل الأسرة، من خلال تبنيها لمنظور نسوي يُراعي علاقات القوى بين النساء والرجال، ويعمل على تكسير القوالب النمطية التي تساعد على التمييز والعنف ضد النساء داخل الأسر في مصر، بدأت المجموعة العمل عام 2015 من خلال بعض حملات التدوين الإلكتروني عبر موقع الفيس بوك، وتم تدشينها رسمياً في مطلع عام 2018.

تعسى مجموعة براح آمنلتعزيز حق النساء في التواجد الآمن داخل الأسرة، وتعزيز حقهنّ في التمتع بالصحة النفسية والجسدية، مع الاحترام التام والكامل لخصوصية الناجيات واحترام اختياراتهنّ، نسعى أيضًا لإلقاء الضوء على الأشكال المختلفة للعنف والتمييز الواقعة على النساء في الأسرة وتأثير ذلك على تواجدهنّ في المجال العام، والسعي نحو طرح تشريعات وسياسات تُجرم العنف الأسري الواقع على النساء في مصر طبقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات