الكلمة الافتتاحية للمؤتمر

تاريخ النشر:

2006

كان هذا المؤتمر حلما يراودنا منذ سنوات عديدة، وإذا كنا نحتفل اليوم معكم بمرور واحد وعشرين عامًا على تشكيل المرأة الجديدة، فإن حلم البرنامج الموحد للحركة النسائية المصرية كان معنا منذ البدايات الأولى، والعدد الثاني من مجلة المرأة الجديدة عام 1986 يناقش هذه المسألة.

شعار مؤتمرناحركة نسائية ديموقراطية من أجل الوطن“. فهموم النساء وحقوقهن جزء أصيل من هموم الوطن ومن الكفاح من أجل الحرية والديموقراطية لكل أبنائه وبناته. وقضايا الديموقراطية في مصر جزء أصيل أيضًا من كفاح النسويات.. معظم المنظمات النسائية المصرية كانت دائمًا في الصف الأول في الكفاح من أجل الديموقراطية في معارك طويلة ممتدة، من أجل قانون ديموقراطي للمنظمات غير الحكومية، من أجل حرية الشعبين الفلسطيني والعراقي، و“25 مايويشهد للجميع، والشارع لناوما تلاه من مواقف رفضت فيها النساء أن تبتز لأنها نساء وأصرت على النضال كتفا بكتف مع الرجال الشرفاء في هذا الوطن.

لكننا نحتاج أن نجتمع ونفكر معًا وأتمنى أن نستطيع أن نفعل ذلك في الأيام القادمة. لقد حاولنا أن يعكس برنامج المؤتمر تنوع القضايا التي تواجهنا بقدر ما تسمح به ثلاث أيام – وأن تكون ساحة المؤتمر مجالاً للتفاعل بين مختلف قوى المجتمع المدني، وبين مختلف الرؤى الفكرية والسياسية، وحرصنا أيضًا على أن تعكس أوراق المؤتمر التنوع الموجود بيننا.

أولاً: حاولنا أن نجمع بين الأكاديميين والأكاديميات والناشطين والناشطات بحيث يكون الربط بين الممارسة والفكر موجوداً باستمرار.

ثانيًا: حرصنا على أن ندعوا من لهم وجهة نظر نقدية في الحركة النسائية المصرية، من يستنفرون عقولنا ويلقون علينا الأسئلة الضرورية لمراجعة مسيرتنا. وهو أمر نحتاجه بشدة، وهو ما ستجدونه في معظم المداخلات من أول جلسة حيث يطرح علينا د. محمد السيد سعيد سؤالاً هامًا: ترى هل الديمقراطية مع حقوق النساء؟ هل حقوق النساء مطلب شعبي توافق عليه الجماهير لو حدث استفتاء أم لا؟ وتطرح علينا د. فاطمة خفاجي إشكالية أن الحركة النسائية تهتم بالقضايا الاستراتيجية ولا تبدى نفس الاهتمام بقضايا الحياة اليومية للنساء. كل المداخلات أو غالبية المداخلات تطرح علينا تحديات هامة لكنها تطرحها بمقاربة تهدف لتدعيم العمل النسوي، وإخراج أفضل ما فينا.

ثالثًا: حرصنا على مشاركة الرجال لأنهم عضد ضروري وهام لنا في كفاحنا والحمد لله أن مصر مليئة برجال كثيرين يدعمون حقوق النساء.

رابعًا: حرصنا أيضًا على مشاركة الشباب في المؤتمر، وستجدون أن كاتبات وكتاب الأوراق ينتمون إلى مختلف الفئات العمرية، ونأمل أن يكون المؤتمر بوتقة تتفاعل فيها الخبرة القديمة وحيوية الشباب وإننا نتعشم أن ينجح المؤتمر في نهاية أيامه الثلاثة ونستطيع أن نتقدم ولو خطوات باتجاه برنامج موحد للحركة النسائية المصرية. حركة نسائية ديموقراطية من أجل الوطن.

وأخيرًا.. نريد التأكيد مجددًا على قيمة مهمة هي أهمية الدفاع عن المواقف التي تعتقد كل منا أنها مواقف مبدئية ومهمة، وهي قيمة تبنتها المرأة الجديدة دائمًا وجرؤت على طرحها والتمسك بمواقفها حتى لو اختلف معنا الآخرون، وحتى ولو لم نجد تعضيداً وقتها. أن يكون لنا موقف واضح أمر مهم.. والأهم أن نجرؤ على طرحه على الجميع.. هكذا فقط يمكننا تعرية عيوبنا، هكذا فقط تنكسر حواجز الصمت أو التواطؤ.. وهكذا فقط يحدث التغيير. لذلك قررنا تكريم عدد النساء المصريات اللائي أخذن مواقف هامة طوال حياتهن، أو في المرحلة الراهنة، ونحن نقدم لهن – ونتصور أن نعبر في ذلك عن كثير من نساء ورجال هذا البلد شهادة تقدير لعطائهن وجرأتهن وكفاحهن من أجل من مواقف الحق والعدل والمساواة.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي