المشاركة السياسية للمرأة العربية بالأرقام

كثيراً ما نسمع أن المرأة أخذت حقها بالكامل، وماذا تريد المرأة أكثر من ذلك! وهذه العبارات لا تأتي على ألسنة شعب ما، ولكنها ترد على ألسنة كل الشعوب رجالاً ونساءً صغارًا وشيوخًا ولكن الواقع يؤكد أن المرأة لم تأخذ أيًا من حقوقها بشكل كامل، بل لن أبالغ إذا قلت إن في أكثر البلاد. ومنها بلادنا العربية، لم تحصل المرأة بعد كل سنوات كفاحها إلا على القليل.

وإذا أخذنا مثلاً واحدًا في مجال مشاركة المرأة سياسيًا سنجد الكثير من الواقع الأليم والحقيقة الغائبة عن العامة رجالاً ونساءً وهي التمثيل الأقل من القليل والمنعدم في بعض الدول العربية وخاصة دول الخليج، ولكن إذا أردنا أن نعرف هل المرأة العربية تشارك حقًا سياسيًا أم لا فعلينا أن نجري اختبارًا صغيرًا فقط

افتح شاشة تلفازك وشاهد إحدى جلسات برلمان بلادك وتابع دوران الكاميرا ولاحظ نسبة المقاعد التي يشغلها النساء، ملحوظة ستكون النساء في ركن مجتمعات مؤتلفات فهن يعلمن أنهن أقلية غير مرغوب في مشاركتها في هذا المكان، والآن وبعد إجراء هذا الاختبار الصغير، عليك أن تذهب بنفسك إلى المصالح العامة وتعرف كم عدد النساء المشاركات في دولتك أو باقي الدول العربية، اذهب أو ابق معنا ستكون هناك أرقام موثقة وطازجة عن أغلب هذه الدول ونسبة مشاركة المرأة سياسيًا فيها.

ففي مصر والتي تعد أكبر الدول العربية من حيث السكن وأعرقها في التاريخ وأقدمها في الاستعانة بالسيدات في المناصب والكراسي لا يقدر وجودها الآن تحت قبب البرلمانات المنتخبة 2.2% أغلبهن معينات من قبل السلطة ولا يمثلن سوى الحزب الحاكم، أما نسبتها في قوى العمل فلا تتعدى ۲۲% والوزيرات في مصر

من ٢ : 3 وزيرات لا يعملن سوى في وزارات التأمين، وأما دولة الكويت الشقيقة فلا تجد المرأة مكانًا أساسًا، فهي ما زالت تحارب حتى تحصل على حقها في الترشيح والانتخاب حتى في مظاهره، وهذه بعض الحروب الضارية للحصول على الحق في اختيار من يمثلها، أما المرأة السعودية فلا يسمح لها بالعمل إلا في مهنة التدريس، وتشاركها في ذلك المرأة الإماراتية، وفي دول أخرىغير خليجية، ترتفع نسبة المرأة إلى حد ما : ففي البرلمان السوداني لا تتعدى نسبة 5.3% وعلى الرغم من أنهن يمثلن عدة أحزاب لكنهن لا يأتين إلا من قبل السلطة ليكن معرض عنهن، وفي البرلمان العراقي السابق كانت نسبة المرأة 6.3% وفي البرلمان السوري الديمقراطي ترتفع نسبة المرأة لتصل إلى 10.7% أما تونس والتي تعد أكثر الدول العربية التي تشارك فيها النساء: فالمجلس التشريعي 11.5% وتشغل 7% في منصب مديرة و17% مهنيين، وعودة إلى السودان حيث نجد أن نسبة المديرات ۱۲% و ۲۸% مهنيين.

وبناء على ظروف وثقافة المجتمع العربي فما زالت المرأة حبيسة قرارات السادة المسئولين في بلادنا العربية الحبيبة، فكل ما حصلت عليه المرأة حتى الآن هو فتات زايدت به الحكومات على المعارضة ومدعي الديمقراطية في أوروبا وأمريكا والدول التي طالما نادت بما لا تملكه فردت عليها حكوماتنا العربية بأن إدعاءات الغرب هي بمثابة إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق، وتاهت المرأة في وسط زحام القرارات والادعاءات ومزايدة المزايدين، فهل سيكون الحل أن يبقى الحال على ما هو عليه؟ أم ستأخذ المرأة خطوات أكثر لتأخذ حقها في مشاركتها في اتخاذ القرار السياسي والذي يؤثر على حياة المرأة والرجل على حد سواء؟

 

فلنسمع أصواتهن

آراؤهن في قضية الانتخابات

السيدة/ أم إسماعيل بائعة في إحدى الأسواق الشعبية.

تقول السيدة/ أم إسماعيلأنا أنتخب الشخص اللي يمثلني واللي يشوف مصالحي، على فكرة أنا بنتخب على طول، كمان أنا عضوة في الحزب وهما دائمًا في الحزب بيقولولنا لازم تنتخبوا علشان ده حقكن وطبعًا هما معاهم حق، والواحد منا لازم يكون له رأي ويختار بنفسه، وكمان منستناش لما حد يقول انتخبوا علشان ننتخب

كل معاد انتخابات أنا ببلغ الستات إللي أعرفهم علشان يروحوا ينتخبوا، واللي معندهاش بطاقة انتخابية أنا بروح معاها وأساعدها علشان تطلع البطاقة وتروح تدى صوتها ، علشان ده مهم وكمان ده حقها.

كمان إحنا بنستعد للانتخابات اللي جاية بتاعة الريس، وأنا وأولادي هنروح علشان ننتخب الريس إن شاء الله.

لبنى محمود طالبة جامعية

أنا استخرجت بطاقة انتخابية بعد معاناة، وفعلاً أنا وجدت صعوبة في استخراجها، ولكن رغم حصولي على البطاقة فإنني لا أنتخب لأنني لا أعرف الطريق للإنتخابات.

وأنا وكثير من زملائي وزميلاتي قمنا باستخراج البطاقة ولكن لا نعرف الطرق للمشاركة، وربما نريد المزيد من التوعية لمعرفة المزيد عن الانتخابات.

أما عن انتخابات الجامعة والاتحادات الطلابية فهي للأسف نموذج مصغر لما يحدث في الدولة، الشخص الذي تريده الجامعة أن يكون رئيس الاتحاد هو اللي بيكون.

نحن طلبة فعلاً مظلومون لأننا محتاجون للتوعية ومحتاجون أن نعيش حياة ديمقراطية فعلية لكي ندرك أهمية وقيمة المشاركة السياسية.

السيدة/ عبير عبد الله ربة منزل

الانتخابات واجب قومي، أنا عن نفسي لدى بطاقة انتخابية، كما أنني حريصة جدًا على الانتخابات.

ولكن أدعو كل الموطنين إلى انتخاب الشخص الذي يقدم لهم خدمة حقيقية تعود عليهم بالنفع، وأن لا يستجيبوا للمرشحين الذين يريدون شراء المنصب أو الكرسي في مجلس الشعب كما أن الاتجاه العالم الآن هو المشاركة النسائية، فلا بد أن تقوم كل سيدة بإكتشاف ذاتها كي تقوم بالمشاركة السياسية، وهذه دعوة لكل سيدة ترى في نفسها الكفاءة أن تقوم بترشيح نفسها في الانتخابات، كما أناشد الجهات المختصة بإعداد الكوادر النسائية المناسبة ودعمهن لخوض المعارك الانتخابية.

السيدة/ بهية عبد القادر ليسانس آداب

أنا معنديش أي معلومات عن الانتخابات أو عن مواعيدها ولكن في النادي دائمًا بيعملوا إعلان عن الانتخابات مجلس الشعب لأن رئيس مجلس الإدارة هو عضو بالمجلس لذلك أنا عندي بطاقة انتخابات ولكن غير مهتمة بمعرفة أي معلومة عنها ، لأنه لما بيكون في انتخابات هما بيقولو لنا ننتخب مين، ولكن على كل الأحوال المسألة مبتفرقش كثير.

السيدة/ صفية السعدي ربة منزل

أنا حريصة جدًا على الانتخابات، لأنه من أجل حدوث التغيير لا بد من أن يشارك معظم أفراد الشعب في اختيار الشخص المناسب الذي سوف يحدث التغيير.

وعلينا أن نكون إيجابيين وأن ننحي السلبية جانبًا إذا كنا فعلاً نريد التغيير ونريد الحصول على المزيد من الحريات، كما أنني أناشد كل امرأة أن تغرس في أطفالها روح المشاركة والتعاون، وخدمة المجتمع فلا بد من أن نبدأ بأنفسنا أولاً.

وأنا شخصيًا أحاول غرس روح التعاون والمشاركة وإبداء الرأي في أطفالي حتى يكونوا رجالاً ويستطيعوا صنع مستقبلهم بأنفسهم

تقول مي محمد موظفة بإحدى الجهات الحكوميةحاصلة على درجة الماجستير

الانتخابات حبالها طيولة وسكتها مش سالكه.

السيدة/ نادية عبد الرحمن موظفة حكومة تعليم متوسط

الانتخابات دي عاوزة رجالة، الواحدة منا ملهاش غير بيتها وجوزها، إنتخابات آيه، وكلام فارغ أيه

السيدة / محاسن موظفة حكومية بكالوريوس تجارة:

الستات بتوع الانتخابات دول مفيش وراهم بيوت مسئولين عنها ولو كانت الواحدة من دول متزوجة يبقى مستواها المادي عالي قوي، وعندها خدام يساعدوها في أعمال البيت، يعني ميبقاش وراها غير شغلها وأكيد بتهمل في بيتها وتربية عيالها، لأنه مش فضيالهم ولا مهتمة بتربيتهم.

الآنسة/ ابتسام بكالوريوس خدمة اجتماعية

أنا نفسى يكون في ايدي سلطة وأدخل مجلس الشعب وأخدم أهل بلدي ولكن مش سهل دخول هذا المجلس، وبعدين دي بتبقى وراثة يعني هتلاقي العضو الفلاني بعد خروجه لا بد من وصول أحد من نفس العائلة للمجلسيعني أسرة معينة تحتكر الانتخابات لحسابها عن دائرة انتخابية معين.

وبعدين إيه فايدة إني أروح أصوت وصوتي ملهوش فايدة

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي