النماذج النمطية للمرأة في الإعلام وأثرها على وعي النساء

تاريخ النشر:

2016

اعداد بواسطة:

النماذج النمطية للمرأة في الإعلام وأثرها على وعي النساء

هدى الصدة*

يوجد اتفاق بين الباحثين والباحثات والمهتمين والمهتمات بالحقل الإعلامي، أن هناك تفسير واضحا من قبل وسائل الإعلام في تقديم صورة إيجابية وواقعية للمرأة. ولقد أجمعت الدراسات أن الإعلام بحصر المرأة في أدوارها التقليدية بوصفها أمًا وزوجةً فقط، ويتجاهل من شأن أدوارها الأخرى ويقلل منها بوصفها عاملة ومنتجة وشريكًا فعالاً في صنع المجتمع ويجمع الباحثون أيضًا على أنه من أخطر السبل التي يستخدمها الإعلام في تثبيت هذه الصورة أحادية الملامح وغير المتوازية للمرأة ونشـرهـا هو اعتماده على التنميط stereotyping، وانحيازه الدائم إلى نماذج نمطية stereotypes جامدة عن المرأة، وبنظرة سريعة إلى دراسات حللت المادة الإذاعية الموجهة إلى المرأة،1 وبرامج المرأة في التليفزيون، ومحتوى الصحف اليومية والمجلات النسائية،2 وبرامج التليفزيون والإعلانات، والأفلام السينمائية، 3 نخلص إلى كوكبة من النماذج النمطية عن المرأة مؤداها:

1. أن اهتمامات المرأة تنحصـر في مظهرها وجسـدها وأنوثتها. فهي تعني أسـاسًـا بأمور المكياج والموضة، وتبالغ في الاعتناء بجمالها، وتخشى فقدان شبابها.

٢. أن المرأة لا تستخدم عقلها جيدا، وهي عادة غير منطقية، وهوائية المزاج، ولا تتحكم في مشاعرها.

3. أن المرأة كائن سلبي يعتمد على الآخرين، فهي غير مستقلة، تحتاج – دائما – إلى توجيه الرجل، وتلجأ إليه لحل مشاكلها.

إن مصطلح النماذج النمطية أو مفهوم التنميط بصفة عامة، أصـبـح سـيء السمعة، ويستخدمه المتخصصون لنقد وسائل الإعلام، وبيان مدى تقصيرها في تحمل المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتقها، وإذا سلمنا أن على وسائل الإعلام في بلدان العالم جميعها، احترام حق المتلقي/ة باعتبارها شريكًا أساسيًا أو طرفًا متكافئًا في عملية الاتصال، وعلى هذا الأساس، بصبح من حقه/ ا أن توجه «الرسالة التي يستقبلها تبعا لحاجته وحاجة مجتمعه الذي ينتمي إليه».4 فمن البديهي أن تتحمل وسائل الإعلام في الدول النامية مسؤولية مضاعفة، فالمجتمع النامي، الجاد في محاولة الخروج من أزمته. يسعى إلى أن يستنفر مجهودات وطاقات أفراده جميعا ومؤسساته جميعها، وذلك للعمل من أجل دفع عجلة التنمية والتطور. ومن هنا وجب علينا محاسبة وسائل الإعلام على تقصيرها الملحوظ في تقديم صـورة متوازنة للمرأة، وتحسين وضعها في المجتمع، وإذا كانت هناك بعض الأمثلة الجادة في طرح قـضـايا المرأة، إلا أن هذه الحالات المعدودة لا تتعدى كونها الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.

لذلك، قد يكون من المجدي التوقف قليلا عند مفهوم التنميط وبيان نشـأته وكيفية عمله فهناك بعض الأسئلة المهمة التي عادة تنحى جانبا عند استخدام هذا المصطلح، فمثلاً، ليسـت النماذج النمطية سلبية بالضـرورة، إذ توجد نماذج تحظى بقيمة مجتمعية عالية. أيضـا من المسؤول عن سيادة النزعة النمطية في وسائل الإعلام؟ هل الإعلان هو المسؤول الوحيد عن صياغة هذه النماذج النمطية أم أنها تأتي نتيجة ثقافة سائدة تملي على الإعلام أفكارها، أيضـاء ما علاقة هذه النماذج والواقع المعاش؟ ألا توجد فعلا نساء لا يولون اهتمامهم إلا للأزياء والمكياج؟ ألا توجد فعلا نساء قليلات الحيلة، محدودات التصرف؟ ثم ما أثر تلك النماذج النمطية على وعي النساء؟ إن الهدف من هذه الورقة هو فهم طبيعة النماذج النمطية على الوعي وخطورتها، وذلك من أجل تلمس بدايات لطرق التعامل مع هذه الظاهرة وأساليبها.

 

تركز نظريات التعلم الاجتماعي على أثر النماذج المقدمة في المجتمع على عملية تعلم الفرد ووعـيه بذاته وتـحديده لدوره في المجتمع. وبولي ألبرت بـاندورا Albert Bandura، وهو من أهم مؤسسي نظرية التعلم الاجتماعي، اهتماما خاصا بمفهوم الـ modeling أو اتباع نموذج أو تقليده، باعتباره من أقوى العناصر تأثيرا على تحديد معالم الشخصية والهوية الجنسية.5 وتعتبر النماذج النمطية stereotypes من أهم العناصر التي تتدخل في منظومة النماذج التي يقدمها المجتمع لأفراده باعتبارها نماذج يحتذي بها، ويقول والتر ميشيل Walter Mischel إن هذه النماذج قد تكون مفيدة في تصنيف المعلومات وترتيبها التي يتلقاها الفرد، ولكنها عادة ما تتمكن منه/ ا بحيث تصبح عاملا موجها لتشكيل ملاحظاته/ ا وردود أفعاله/ ا للعالم الخارجي، فعندما يستخدم الفرد هذه النماذج النمطية لتصنيف معلوماته، يميل في العادة إلى الاحتفاظ بالتصنيفات والتمسك بها ولا يعدلها أو يعيد النظر فيها عند تلقيه لأدلة تتناقض مع محتوى تصنيفاته6، وبالرغم من أن مفهوم النماذج النمطية كما يستخدمه ميشيل أو باندورا ينصب على وصف إحدى المهارات المعرفية التي تساعد الفرد على إدراك الحياة، إلا أن بعض علماء التعلم الاجتماعي تناولوا أثر النماذج الرمزية وعلى رأسها النماذج النمطية الإعلامية.

ويقول ماتلين Matlin إن تأثير هذه النماذج الرمزية يفسر سلوك أطفال تربوا في بيئة تسودها علاقات متوازنة وصحية بين الجنسين، ولكنهم استوعبوا الأدوار النمطية والتقليدية من خلال مشاهدتهم لوسائل الإعلام.7 وعلى هذا الأساس، يركز علماء التربية والتعليم على دراسـة سـبل التعامل مع أثر النماذج النمطية الإعلامية على النساء والرجال من أجل تحقيق نظام تعليمي لا يميز ضد المرأة.

إن مفهوم النماذج النمطية يستخدم بطرق مختلفة في العلوم الاجتماعية، فهو إن كان كلمة سيئة السمعة في مجال الدراسات الإعلامية، إلا أنه في مجال علم النفس الاجتماعي يستخدم لوصف إحدى المهارات المعرفية Cognitive Skills. فيرى الكثير من علماء النفس الاجتماعي أن هذه النماذج عالمية، يستخدمها الإنسـان في ترتيب وإعادة جدولة المعلومات التي يتلقاها عن البيئة الاجتماعية المحيطة به، وذلك بواسطة تصنيف المجموعات الاجتماعية في تقسيمات عامة وعلى هذا الأساس، فإنه من الصعب التخلي عن التنميط بوصفة أداة أساسية في عملية التواصل الاجتماعي بين الأفراد، وبالرغم من أن هذه النماذج النمطية التي يكتسبها الأفراد لا تسـتـنـد إلى التجربة الواقعية وتتسم بالتعميم المبالغ فيه، وهي – في أغلب الأحيان – عبارة عن صـور مشـوهة لفئة معينة، إلا أنها لا تأتي من فراغ وتكون مبنية دائمًا – على جوهر الحقيقة Kernel of truth 8.

وهناك اتجاه آخر في دراسة النماذج النمطية يسود في أوساط الدراسات الأدبية؛ حيث تقف الشخصية النمطية الأحادية الصفات السطحية، التي يسهل التنبؤ بكل تحركاتها، في مواجهة الشخصية المستديرة، القادرة على التطور والتفاعل مع المتغيرات في الواقع، وفي سياق هذه الدراسات الأدبية، يعتبر التنميط في رسم الشخصيات تقصيرًا في العناصر الجمالية التي تتحكم في تذوق العمل الأدبي، ومن هذا المنطلق، نجد أن غالبية النماذج النمطية تستخدم للتدليل على هبوط مستوى الدراما التليفزيونية مثلاً، وعدم رقها إلى مستوى الأعمال الأدبية الجيدة.

إلا أن هذه الاتجاهات، على الرغم من ظاهرها الحيادي، تؤدي إلى طمس خاصية أساسية من خصائص النماذج النمطية، وهي علاقتها الوثيقة بالأيديولوجية السائدة، فعندما يربط علم النفس الاجتماعي بين التنميط ومهارات اكتساب المعرفة، فهو يحول هذه الظاهرة إلى طبيعة بشرية حتمية لا فكاك منها، وفي المجال الأدبي كذلك، نرتقي بالتنميط ليصبح جزءًا من جماليات العمل الفني، ونغفل وظيفته السياسية وعلاقته بصراع القوى في المجتمع.

إن أول من صاغ هذا المصطلح كان الصحفي والتر ليبمان Walter Lippmann في كتابه الرأي العام Public Opinion (۱۹۲۲)9، حيث أكد على قدرة هذه النماذج على توطيد وطرح مبررات منطقية لسـيادة وضـع سـائد أو فكر مهيمن، ويلفت ليبمان النظر إلى منطقية النماذج النمطية واعتمادها على جانب من الحقيقة، ودورها في تسهيل عملية التعرف على البيئة المحيطة، إلا أنه، على عكس الكثير من الدراسات النفسية الاجتماعية، يركز على الجانب الأيديولوجي في عمل هذه النماذج. فكما يقول ليبمان هي: «ليست محايدة وليست فقط – وسيلة لفرض شيء من النظام على الفوضى السـائدة في الواقعهذه النماذج هي وسيلة لفرض أنفسنا والقيم التي نؤمن بها ومواقفنا ومصالحنا على العالم المحيط بنا. إن النماذج النمطية مشحونة بالمشاعر التي أفرزتها، ويمكن اعتبارها القلعة التي تصون التقاليد التي نود أن نحتمي بها ونحافظ عليها».10

واسـتنادًا إلى هذا التعريف، يجب علينا التعمق قليلا في خصائص النماذج النمطية. كيف تعمل؟ من أين تستمد قوتها وسطوتها واستمراريتها؟ هل يمكن العمل على تغييرها؟

1 –تعتبر النماذج النمطية من المفاهيم السائدة المتفق عليها في المجتمع. وتستمد قوتها من سيادتها وانتشارها بين أفراد المجتمع كافة، كما تتميز بسهولة التوصيل وسهولة التعرف عليها، ولهذا فهي تمثل معاني حضارية واجتماعية مشتركة.

۲يتميز النموذج النمطي بأنه وصف عام ومبسط لفئة أو مجموعة معينة ويتم تشكيل وصيانة هذه النماذج على أسس مختلفة منها:

أ) نماذج نوعية/ جنسية gender-based تعتمد على التمييز بين الرجل والمرأة مثلا. نموذج المرأة العاملة المسترجلة بعكس مبادئ هذا التمييز. فالنمط القيمة للمرأة هو نمط الأم والزوجة أما إذا تعدت المرأة الحدود المرسومة لها داخل المنظومة الاجتماعية فتعاقب في الحال.

ب) نماذج عرقية ethnic وعنصـريـة racial تستند إلى التمييز العنصري ضد بعض الأجناس والشعوب، فمثلا، النموذج النمطي السائد للشخصية العربية في الأفلام والإعلام الغربي يدور حول فكرة أساسية هي أن هذا العربي دنيء وخسيس، يعادي جميع القيم العليا التي تمثلها الثقافة الغربية، ويحاول دائما أن يدمر مؤسسات هذه الحضارة إما بالخديعة وإما بالعنف.

ج) نماذج عن مجموعات منفصلة ومحددة اجتماعيًا (الحموات)، أو جغرافيًا (الصعايدة)، أو مهنيًا (الفنان المجنون).

3-تعبر هذه النماذج النمطية، أغلب الوقت، عن علاقة قوى غير متوازنة بين مجموعتين من البشـر، بحيث يتزايد التنميط المرتبط بالمجموعة الأضـعف أو المجموعة التابعة. فالنماذج النمطية عن المرأة أكثر تنوعا منها عن الرجل، والنماذج عن العرب في الإعلام الغربي لا تعادلها نماذج مماثلة عن الغربيين في الإعلام العربي، والسبب في هذا يرجع إلى استئثار الرجل بصياغة المفاهيم الثقافية، واستئثار الغرب بوسائل الاتصال والتكنولوجيا العصرية.

4 –لذلك، عادة ما تكون هذه النماذج ذات دلالة منحطة؛ بحيث تكرس فيما متدنية عن فئة معينة.

5-يستمد النموذج النمطي شرعيته من خصائص حقيقية أو سمات موجودة فعلا، إلا أنه يقدم في النهاية جانبا من الحقيقة أو حقيقة مشـوهة. فنمط العربي الثري السفيه الذي يجتح إلى العنف، ويشتهي النساء دائما، يستغل تصرفات بعض أثرياء العرب وسلوكياتهم غير المقبولة في بعض الدول. إلا أن التنميط يعمم تصرفات القلة، لتصبح سمة أساسية للشخصية العربية مما يغذي روح العنصرية، والاتجاه العدائي تجاه العرب بشكل عام.

6-يحول النموذج النمطي ما هو تاريخي أو مجتمعي إلى خصـائص طبيعية وأبدية، مما يؤدي إلى خلق وعي زائف لدي الأفراد، فلأسباب تاريخية لا مجال للخوض فيها الآن، تم استبعاد المرأة من الحياة العامة، وحصـر دورها في نطاق الحياة الخاصـة، أي في محيط الأسـرة، وتم تبرير هذا الوضع بإلصاقه بطبيعتها لإتمام التأكد من العزلة التامة للمرأة، ومن ثم يروج لفكرة أن المرأة خلقت بطبيعتها لتوفر الطعام وخدمة أفراد الأسرة جميعهم، أو خلقت بطبيعتها لتقبل العزلة عن الحياة العامة. وأود هنا التركيز على خطورة هذا المنطق الذي يسـتمـد شـــرعيته وقوته من طبيعة المرأة، أو طبيعة أية فئة أخرى من البشر، فعندما تسمع كلمة طبيعة تعرف أننا قد دخلنا ساحة الخطاب السلطوي الذي يسعى إلى فرض الهيمنة فكل الدول الاستعمارية استخدمت كلمة الطبيعة لإقناع الشعوب المستعمرة أنها شعوب خلقت بطبيعتها غير قادرة على حكم نفسها أو على إدارة شؤونها، ولقد تحدث اللورد كرومر مثلا من طبيعة المصريين المتكاسلة. إلى آخره، لينتهي إلى أهمية فرض سيطرة بريطانيا على مصر. وبالمنطق ذاله، تروج وسائل الإعلام نموذجا نمطيا عن المرأة التي خلقت بطبيعتها، لتكون أنا وزوجة فقط، فإذا تمردت على هذا النموذج تصبح عرضة للتشهير والابتذال، أو على الأقل، ترغم على الاعتذار.

7 –تعمل النماذج النمطية على عكس الأوضاع بالمنطق ذاته؛ وذلك بتقديمها النتيجة المنطقية لوضع معين أنها السبب المحرك لهذا الوضع، فمثلا النموذج النمطي عن سلبية النساء وعدم قدرتهن على التصرف الجيد، مقارنة بالرجل، يتجاهل دور المجتمع والعائلة والمؤسسـات التعليمية في تنشئة الفتاة على الخوف والخضوع، مما يحد فعلا – من قدرتها على التصرف في المواقف الصعبة، بعكس الولد الذي يشجع على الجرأة، واكتساب الخبرة الحياتية، ومن هنا. يظهر لنا كيف يحول النموذج النمطي النتيجة الحتمية لموقف المجتمع من تنشئة الفتاة. إلى صفة مميزة للنساء على وجه العموم.

يقدم بيركنز مثلا آخر لهذه الخصوصية، فأحد النماذج النمطية للمرأة يتعلق بعدم قدرتها على التركيز لفترة طويلة على موضـوع واحد أو مهمة واحدة. ويرى بيركنز أن عدم التركيز على مهمة واحدة، والقدرة على سرعة الانتقال من موضـوع إلى آخر من أهم خصائص العمل المنزلي؛ إذ إنه يتطلب من ربة المنزل أن تلبي طلبات مختلفة في آن هذا على العكس من أغلبية الأعمال الأخرى، التي عادة تتطلب درجة عالية من التركيز على موضوع واحد، ويضع بيركنز يده على طريقة عمل النموذج النمطي فيقول: «يحدد النموذج النمطي الصفة المميزة لعمل ربة المنزل، ثم ينسب له قيمة سلبية ويقررها، على أنها سمة طبيعية للمرأة11

مع اعترافنا بأهمية الرأي الذي يرى في النماذج النمطية شيئا من الحقيقة، وإن كانت حقيقة مشوهة، إلا أن هناك نظريات أخرى تؤكد على خلو بعض هذه الأنماط من وجود أية حقيقة.

يستخدم أولبورت Allport في كتابه الشهير (طبيعة التحيز) The Nature of Prejudice مصطلح النموذج النمطي بوصفه أحد مظاهر السلوك المتحيز فيقول: «بما أن الأشخاص المنحازين يستخدمون عادة نماذج نمطية متناقضـة، فإن هذا يعد أكبر دليل على أن الصـفات الحقيقية للمجموعة المستهدفة، لا تمثل القضية المحورية في تشكيل النموذج النمطي فالقضية الرئيسية هي أن الكراهية تحتاج إلى مبررات، وأن الإنسان المنحاز سـوف يستغل المبررات المتاحة في أي موقف كان12

من ثم، يبتعد بنا أوليورث قليلا عن قضية المحتوى الحقيقي للنماذج النمطية؛ ليسلط الضوء على الدوافع الكامنة وراء توظيف التنميط، يطرح أولبورت ثلاث نظريات أو ثلاثة أبعاد تمكننا من إيجاد تفسيرات، للدوافع الكامنة وراء خلق النماذج النمطية وترويجها في المجتمعات المختلفة، في محاولة للاستدلال على البدايات الأولى للسلوك المنحاز، ومن ثم البدايات الأولى لصياغة النماذج النمطية، وبخاصة السلبية منها، وعلى هذا الأساس، نستطيع أن نقول إن النموذج النمطي لم يأت من فراغ، ولا يستند إلى محتوى حقيقي، أو سـمات حقيقية، ولكنه جاء نتيجة أبعاد تاريخية أو اجتماعية أو نفسية.13

أولاً: البعد التاريخي

يهتم المؤرخون بالبعد التاريخي في تشكيل النماذج النمطية من منطلق أن الصراعات جميعها التي تجري في الحاضر، لها جذور تاريخية لابد من فهمها وتحليلها في سبيل التغلب عليها، فالنماذج النمطية عن الزنوج في الولايات المتحدة مثلاً، تستند إلى تاريخ طويل من العبودية والصراع من أجل الحرية، ويمكن في هذا السياق، فهم جميع النماذج التي تحط من شأن الزنوج وتفسيرها، وتشكك في قدراتهم العقلية لتبرير استغلالهم في الأعمال الدونية، وإحكام سلطة الرجل الأبيض على ثروات البلاد، وتصبح النماذج النمطية هنا – وسيلة رائعة للنخبة الحاكمة، في إضفاء الشرعية على مصالح هذه النخبة.

ثانيًا: البعد الثقافي الاجتماعي

يهتم علماء الاجتماع بالسياقين الاجتماعي والثقافي الذي ينبع منه التحيز، ومن الأسباب التي تغذي التنميط في المجتمع العادات والتقاليد، الحركة بين الطبقات الاجتماعية، الكثافة السكانية. والمصالح الاقتصادية المؤثرة في العلاقات بين فئات المجتمع المختلفة، فالنماذج النمطية تستخدم بوصفها سلاحا لحماية المزايا الاجتماعية والثقافية لفئة معينة في المجتمع، فمثلاً، النماذج النمطية التي ظهرت أخيرا حول «محدثي النعمة» في مصـر، إن هي إلا محاولة من الطبقة الثرية المتحكمة في أمور البلاد، محاربة الطبقة الصاعدة التي تنافسها على السلطة والثروة

ثالثًا: البعد النفسي

يبحث علماء النفس عن الأسباب النفسية المحركة للسلوك المنحاز الذي ينتج النماذج النمطية ويتمسك بها، فمثلاً، لقد أدت الأزمة الاقتصـادية الطاحنة التي تمر بها الآن إلى تفشي الشعور بالإحباط واليأس لدى الكثير من المواطنين، الأمر الذي استدعى اختراع كبش فداء للمجتمع وتقديمه. إن النموذج السلبي للمرأة العاملة يخدم هذا الغرض، ومن المتوقع أن ينتشر هذا النموذج ويقوى في ظل طرح زائف لمشكلة البطالة في مصر، فهناك بعض الجهات التي تصـور للمواطنين أن المرأة تنافس الرجل في فرص العمل، وأنها إذا رضيت بالتقاعد المبكر، وتركت وظيفتها سوف تحل مشكلة البطالة، وسوف تتوافر فرص العمل للشباب ومن هنا، يصبح النموذج الذي يحط من شأن المرأة وسيلة تنفيس عن مشاعر اليأس والإحباط الناتجة عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

قد تبدو مهمة التصدي للنماذج النمطية التي تبث عبر وسائل الإعلام مهمة مستحيلة وبخاصة إذا اعتبرنا أن هذه النماذج إن هي إلا انعكاس للثقافة السائدة في المجتمع، فهذه النماذج كما ذكرنا تستمد قوتها من التاريخ والمجتمع والتقاليد والعادات وصراعات القوى، وهي بالتالي تأتي محكمة وراسخة في ثقافة مجتمع بأثره.

إلا أن مفهوم الثقافة السائدة يثير تساؤلات عديدة، فالثقافة، بالمفهوم العام، هي مجموعة المعاني والقيم الاجتماعية المشتركة التي تتفق عليها مجموعة أو فئة معينة من الناس. ولكن، عن أية ثقافة تتحدث؟ هل هناك ثقافة واحدة لفئات الشعب جميعها؟ هل هناك اختلاف بين ثقافة التسعينيات وثقافة السبعينيات؟ كيف تبرر التغييرات المتلاحقة التي حدثت في مصر خلال الخمسين سنة الماضية؟ هل اختلفت منظومة القيم الاجتماعية السائدة الآن عن الثلاثين سنة الماضية؟ أسئلة كثيرة قد تتبادر إلى الذهن، ونجد في نهاية الأمر أن هناك ثقافات لا ثقافة واحدة. وأن الثقافة السائدة تعبر بالتحديد – عن الإيديولوجيا السائدة.

ترتبط النماذج النمطية عند المفكرين بمفهوم الإيديولوجيا بعامة أكثر منها بالثقافة، ويستخدم بيركنز مصطلح الإيديولوجيا ليعني منظومة من الأفكار والمعتقدات التي تحوي في طياتها قدرًا عاليًا من التناقض والغموض والفوضى المعرفية.14 ويضيف أوساليفان أن الإيديولوجيا تعكس العلاقات الاجتماعية بحيث تكرس لمصالح طبقة دون الأخرى أو مجموعة دون الأخرى، وذلك بواسطة العمل على سيادة أفكار ومعلومات تقدم على أنها طبيعية ومنطقية.15

إن الإيديولوجيا تبرر هيمنة السلطة الحاكمة، إلا إننا إذا اعترافنا بسطوة الإيديولوجيا يجب أن نعي كيفية ظهور الإيديولوجيات المضادة التي تضعف السلطة الحاكمة ونفهمها، ونفتح الباب أمام التيارات المعارضة. فبالرغم من قوة الإيديولوجيا إلا أنها ليست مطلقة وأبدية.

وأخيرا، وجب التوقف قليلا إزاء مفهوم الهيمنة التي يتردد كثيرا في سياق تحليل نشـأة النماذج النمطية وسيادتها. هذا المفهوم بلوره جرامشي Gramsci في ثلاثينيات القرن المنصرم، واستخدمه لوصف قدرة الطبقات الحاكمة في بعض المراحل على فرض قوتها وسيادتها الاقتصادية والسياسية والثقافية وتعزيزها، دون أن تلجأ إلى وسائل القمع المباشـرة لتحقيق مصالحها، ولكن من خلال إنتاج وترشيد صـور وقيم اجتماعية وثقافية تؤيد مصالحها المباشرة، والعنصر الأساسي في مفهوم الهيمنة عند جرامشي هو أن القهر الذي يمارس ضد مجموعة معينة لا يمارس على مستوى الإدراك الواعي، أو بعبارة أخرى. إن المجموعة المستهدفة تستوعب المنظومة الاجتماعية التي تقهرها وتوافق عليها، وبذلك تشــارك هذه المجموعة في تكريس أو إعادة إنتاج أفكار وعلاقات تتعارض مع مصالحها16. وهنا تتضح العلاقة الوثيقة بين الهيمنة والنماذج النمطية التي تعتبر من أهم الوسائل، التي تستخدم في خلق وعي زائف لدى الأفراد؛ مما يؤثر على وعيهم بأنفسهم، وعلى علاقاتهم بالعالم. وبقية أفراد المجتمع.

كما ذكرنا في بداية هذه الورقة، هناك أبحاث كثيرة تناولت بالرصـد والتحليل، صـورة المرأة في وسائل الإعلام المختلفة، انتهت جميعها إلى أن الإعلام بحصر المرأة في مجموعة من النماذج النمطية التي تكرس لأفكار وأوضـاع لا تتواءم مع متغيرات العصر، ولا تتفق مع واقع المرأة المعيش. ويجمع الباحثون على أهمية التصـدي لهذا التنميط الذي يحد من قدرات المرأة، ويعوق تقدمها وتطورها. وبالتالي يحول دون تطور المجتمع كله وتقدمه.

وتتلخص الحلول التي يقترحها المهتمون بشؤون المرأة في بعض النقاط:

1-نظرًا إلى العلاقة الوثيقة بين التنميط والإيديولوجية الحاكمة، فعلى النسـاء أن يسعوا إلى مشاركة في الحياة العامة بكل جهدهم؛ لكي يتمكنوا من الوصـول إلى مراكز صنع القرار التي توجه المسار السياسي والاقتصادي، وأيضا الاجتماعي والثقافي.

٢وإلى أن يتحقق هذا، فعلى وسائل الإعلام المختلفة أن تعي أهمية دورها التثقيفي والتنموي، وأن تدرك أنه لن تكون هناك تنمية أو تقدم بدون تحسين وضـع المرأة في المجتمع، ولهذا يجب أن نبذل جهدا في تقديم نماذج إيجابية عن المرأة، وفي الابتعاد عن نزعة التنميط ومظاهر التمييز كافة ضد المرأة، بعبارة أخرى، يتعين على وسائل الإعلام الالتزام بالأمانة في تقديم المرأة في أدوارها المتعددة التي تمارسها في الحياة اليومية، وعدم حصرها في بوتقة من الافتراضات غير الواقعية عن طبيعتها وعن دورها الأساسي، وهي افتراضات يدحضها الواقع المعيش للمرأة التي تعمل طوال الوقت، وتسهم بإيجابية في صنع الحضارة والمجتمع، وهذا المطلب مبني على افتراض أن واقع المرأة يتناقض مع الصورة المقدمة عنها.

3-من هنا؛ يجب على وسائل الإعلام نشـر المعلومات الصحيحة عن الواقع المعيش للمرأة، وعدم تشويه الحقائق، ومن الأمثلة التي يمكن أن نسوقها عن اختلاف الواقع المعيش عن الرسالة التي تصل إلى المشاهد من النماذج النمطية السائدة التي تتعلق بنموذج المرأة العاملة التي تطالب دائما – بالاعتذار عن عملها، وتتهم ضـمنا أو صـراحة بالتقصير في حق أسرتها التي تتحمل مسؤولية تفكك الأسرة أو فشل الأولاد وحدها. هذا النموذج السلبي يوضع دائما – في مواجهة نموذج قيمة، وهو نموذج المرأة الأم، ويصبح النموذج السلبي للمرأة العاملة وسيلة لبث إشارات متواصلة للمرأة؛ لكي تلتزم بوظيفة واحدة هي وظيفتها أما وربة أسـرة، وأن تترك مجال العمل خارج المنزل للرجل. هذا النموذج السلبي مبني على فرضيتين غير صحيحتين: الأولى، إن عمل المرأة نوع من أنواع الرفاهية أو المهمة الإضافية التي يمكن الاستغناء عنها بناء على رغبة المرأة ويتجاهل هذا الافتراض واقع أننا نعيش في مجتمع نام يحتاج إلى عمالة المرأة وعمالة الرجل. ويتجاهل حاجة النساء الاقتصادية والاجتماعية للعمل، والفرضية الثانية تتجاهل حقيقة أن المرأة ليست عاطلة عن العمل وأن النساء يعملن دائما. فجميع الإحصائيات تؤكد على أن إسهام المرأة في القطاع الزراعي يفوق إسهام الرجل، كما أن هناك إحصـائيـات أظهرت أن ٢٥% من الأسر المصرية تعولها امرأة، مع ملاحظة أن هذه الإحصائيات ترصد فقط تلك الأسر التي تتحمل فيها المرأة مسؤولية الإنفاق كاملة، ولا تأخذ في الحسبان إسهام المرأة في ظل وجود عائل آخر للأسرة.

إن التقليل من شـأن المرأة العاملة في وسائل الإعلام، وإجبارها في أغلب الأفلام والدراما التليفزيونية على الاعتذار عن عملها، أو التخلي عنه في سبيل الأسـرة لا يسـاعـد المرأة على استغلال إمكاناتها، ويعوق حركة التقدم في المجتمع، ومن ثم وجب اتباع منهج أكثر واقعية في معالجة القضايا.

4-هناك دراسات تعمل في اتجاه المشاركة في رسم السياسات والتوجهات الإعلامية، وهو اتجاه مهم يحاول الوصول إلى مركز صنع القرار، والتأثير عليها تأثيرا مباشرا 17، كما يسعى هذا الاتجاه إلى خلق جسور مع الإعلاميين والقائمين على المؤسسات الإعلامية بهدف إمدادهم بالمعلومات ونتائج الأبحاث ويفترض هذا الاتجاه أن هناك صـورة واقعية وصحيحة يتعين على العلام أن يلتزم بها، وينشرها عبر وسائله المختلفة.

بالرغم من الاعتراف بأهمية العمل على إنجاح هذه المحاولات، التي تسعى إلى تصحيح مسار الرسالة الإعلامية، إلا أنه يتعين علينا أن نتوقف قليلا عند بعض التساؤلات التي تثيرها هذه المحاولات، فالافتراض الأساسي، الذي يحرك مجهودات المهتمين والمهتمات بصورة المرأة في الإعلام، أن هناك صورة غير صحيحة للمرأة تكرس عبر وسائل الإعلام، وأنه ليس علينا سوى استبدال هذه الصورة بأخرى أكثر واقعية، هذا الاتجاه يغمض عينيه عن علاقة هذه الصـور وهذه النماذج النمطية بعلاقات القوى وآليات السلطة في المجتمع، وإذا أخذنا في الحسبان هذه الآليات، سوف تكتشف أن المشكلة لن تحل بمجرد توصيل المعلومات الصحيحة للقائمين على الإعلام ونتساءل هنا هل أن الأوان لخوض تجربة الإعلام البديل والإذاعة البديلة إلى آخره؟

أيضا، يتعامل معظم الباحثين مع جمهور النساء على أنهم متلقون سلبيون، مسلوبو الإرادة والتفكير، فالافتراض السائد أن أغلبية النساء يشكلن حياتهن متأثرات بما يصـل إليهن من خلال هذه النماذج النمطية، إلا أن هناك جهلا بحثيا بينا عن علاقة الفئات المختلفة من النساء بالنماذج النمطية المفروضة عليهم، مثلاً، ما موقف أو رد فعل المرأة الريفية إزاء نموذج المرأة العاملة الذي يفترض أن المرأة العاملة هي التي تعمل في مؤسـسـة أو شركة أو التي تعمل مهندسـة أو طبيبة أو مدرسة؟ هذا النموذج الذي يقلل من شأن عمل المرأة ويقدمها فاشلة في حياتها الأسرية يعتمد على التعارض المفتعل والزائف بين العمل داخل نطاق المنزل، والعمل خارج المنزل، وتكون الرسـالة المستترة لهذا النموذج، أن على النساء المتعلمات من الطبقة المتوسطة ترك وظائفهن الرسمية والعودة إلى المنزل لرعاية أسرهن، ما أثر هذا النموذج على المرأة الريفية التي تعمل طوال الوقت دون أن تجد أي تعارض بين العمل خارج المنزل وداخله؟ ما أثر هذا النموذج على المرأة المتعلمة التي يمثل دخلها إحدى الدعائم الاقتصادية لأسرتها ؟ ثم، ما رد فعل المرأة التي تعمل في القطاع غير الرسمي المرأة الخادمة، التي لا يعيرها أحد أي انتباه، ولا يعترف بها على أنها امرأة عاملة؟

لقد أصبح ضروريا أن يتجه الدارسون إلى تحليل آليات التفاعل والتلقي بين الجمهور ووسائل الإعلام المختلفة لكي نخرج بنتائج أكثر دقة عن آليات التأثير والتأثر بين المتلقي ووسائل الإعلام. وقد تؤدي هذه النتائج إلى اكتشـاف أشـكال من الوعي لدى النسـاء تجعلنا نعيد النظر في الاتجاه البحثي الذي يفترض أن النساء مسلوبات الإرادة وأنهن يعانين من وعي زائف (انظر مقالة هبة الخولي في هذا العدد)، كما قد تؤدي إلى كشف الستار عن ثغرات في نسيج الإيديولوجيا المهيمنة التي يمكن اختراقها واستغلالها، في خلق مساحات أكبر من حرية التعبير والمشاركة للنساء.

كما أصبح ضروريا الالتفات إلى أثر النماذج النمطية على العملية التعليمية، ومحاولة الوصول إلى طرق معالجة آثار تلك النماذج، وتدخلها في السياق التعليمي، وكما تبين تيريزا ماكورميك Theresa McCormick ليس من المحتم أبدا الانتظار إلى حين تختفي تلك النماذج النمطية من وسائل الإعلام، ولكن توجد أساليب ومناهج يمكن اتباعها في إطار العملية التعليمية لكسر سطوة تلك النماذج على وعي المتلقين.18 وقد تكون أول خطوة في سبيل تحقيق هذا هي تفكيك المفهوم وتسليط الضوء على العوامل التاريخية والاجتماعية والسياسية التي تشكل النموذج، وتوجيه مساره.

*هدى الصدة، النماذج النمطية للمرأة في الإعلام وأثرها على وعي النساء“. هاجر 6/5، القاهرة: دار نصوص للنشر، ۱۹۹۸، ص45 -56.

1-سلوی عبد الباقي، صورة المرأة المصرية، دراسة في تحليل مضمون بعض البرامج الإذاعية، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة عين شمس، القاهرة، ١٩٨٢.

2-ناهد رمزي وآخرون، صورة المرأة كما تقدمها وسائل الإعلام: دراسة في تحليل مضمون الصحافة النسائية. المجلد الثاني، القاهرة: المركز القومي للبحوث الاجتماعية، ١٩٨٣.

3-عواطف عبد الرحمن. «صورة المرأة في الصحف والمجلات العربية: دراسة حالة مصر» في دراسات في الصحافة المصرية والعربية، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، ١٩٧٧.

4-ناهد رمزي، المسؤولية الاجتماعية لوسائل الاتصال وتغيير مكانة المرأة، بحث مقدم إلى اللجنة القومية للجمعيات غير الحكومية للسكان والتنمية، القاهرة، 1995.

5-Albert Bandura, “On Modelling” in Readings in Personality, ed. Harriet N. Mischel and Walter, New York: Holt, Rinehart and Winston Inc. 1973; also Joan E. Grusec, “Social Learning Theory and Developmental Psychology: The Legacies of Robert A Sears and Albert Bandura “in A Century of Development Psychology, ed. Ross D Parke et al, Washington D. C. American Psychology Association, 1994.

6-Walter Mischel, ‘Sex-Typing and Socialization’ in Carmichael’s Manual of Child Psychology Vol. 11, 3rd. Ed. Edited Paul H. Mussen, New York: John Wiley and Sons Inc., 1970, p. 10.

7-Matlin quoted in Theresa Mickey McCormick, Creating the Non Sexist Classroom: A Multicultural Approach, New York and London: Teachers’ College Press, 1994, p. 41.

8-Elisha Babad, Max Birnbamm and Kenneth Benne, The Social Self: Group Influences on Personal Identity, Beverly Hills, Cala Sage, 1983, p 75.

9-Walter Lippmann, Public Opinion, New York, Macmillan, 1992.

10-Lippmann, p. 96.

11-T. E. Perkins, Rethinking Stereotypes”, in Ideology and Cultural Production, ed. Michele Barrett et al, London, Croom Hall, 1979, p. 154.

12-Gordon W. Allport, The Nature of Prejudice, New York. Dobleday Anchor Books, 1958, p. 191.

13-Allport, p. 208.

14-Perkins, p. 135.

15-Time O’Sullivan et al, Key Concepts in Communication and Cultural Studies, London and New York Routledge, 1994,

16-A. Gramsci, Prison Notebooks, London, Lawrence and Wishart, 1971,

17-ناهد رمزي وسعد لبيب، توجهات مقترحة لبرامج المرأة، ورقة غير منشورة مقدمة للجنة الإعلام في المجلس القومي للأمومة والطفولة، ١٩٩٤.

18 See Theresa Mickey McCormick, Creating the Non Sexist Classroom.

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي