شهيدة ثورة اللوتس
اعداد بواسطة:
شهيدة ثورة اللوتس
سالی زهران
“اعترضت بالأغنية وبالهتاف وابتسمت ورحلت “
نشرت صحيفة “المصرى اليوم” فى عددها يوم الخميس العاشر من فبراير عام ۲۰۱۱ أن العالم المصرى عصام صبحى صرح بأنه “وحصل على موافقة وكالة “ناسا” الفضائية بوضع اسم “سالي زهران” التي استشهدت فى مظاهرات شباب التحرير على إحدى المركبات الفضائية المتجهة إلى المريخ وقال صبحى “إن هذا أقل ما يمكن أن يقدمه لشباب مصر وصانعى ثورتها وخطوة كتابة اسم الشهيدة سالي زهران على المركبة الفضائية المتجهة للمريخ محاولة لتكريم شهداء مصر الأبرار, وستنقل المركبة أحلام شباب مصر من ضيق الأرض إلى رحابة السماء“.
- وفى إحدى صفحاتها نشرت صور شهداء ثورة اللوتس وتفاصيل وقائع استشهادهم وأسفل صورة الشهيدة سالي زهران كتبت “كانت في طريقها لميدان التحرير حين اعترضها “بلطجية” وضربوها بالشوم على رأسها وتوفيت متأثرة بنزيف فى المخ, الخبر نفسه وملابسات استشهادها نشرته عدة صحف أخرى. وبينما تقرر وكالة ناسا الفضائية إطلاق اسم الشهيدة سالي زهران على إحدى مركباتها، تمتد أيادي مدفوعة من عقول مظلمة منتزعة صورتها من وسط صور شهداء الثورة، وتبدأ وقائع اغتيالها مرة ثانية، فقد اغتالتها مرة يد الغدر بضربة على رأسها، وفى المرة الثانية تغتال عقول مظلمة رافضة ترك صورتها لأنها ليست محجبة، وتبدأ معركة مبتذلة لتأكيد مرة أنها كانت محجبة وأخرى أنها لم تشارك في الثورة، وتنطلق على المواقع الإلكترونية صورها وهى بالحجاب وكان قضية الوطن الذي ارتوت أرضه بدماء الشهداء تضاءلت لحجم غطاء رأس الفتاة, لم تترك خلفها سوى بريق عينيها وشعرها المتطاير حراً طليقاً وابتسامتها الساحرة.
ومن وقائع ذكرها مقربون منها تؤكد أنها شاركت في مظاهرات جمعة الغضب يوم ٢٨ يناير، وأنها تلقت ضربة على رأسها أصابتها بنزيف في المخ ماتت بعدها بيومين, ما ذكرته أسرتها بأنها شاركت في مظاهرات جمعة الغضب فى سوهاج، ولما عادت إلى بيتها كانت في حالة صحية سيئة واختلال توازنها وسقوطها من البلكونة, أما القضية السخيفة التي نشرتها واحدة من الصحف أنها كانت تنشر الغسيل فاختل توازنها فسقطت وماتت. وبين صراع وتضارب الوقائع، كان الصراع الأقوى الذي تقوده بعض المواقع الإسلامية وهو حجاب سالي وكأنهم يساومون على استشهادها, فأما أن يسلم الجميع إنها ماتت محجبة فتصبح شهيدة، أو نقبل بصورتها بدون حجاب فتسقط عنها الشهادة ، وربما الوجود أصلاً ومعها الأهلية والحق في الحلم بالعدل والحرية والكرامة الإنسانية. أياً كان مكان استشهادها فقد شاركت في أعظم ثورة مصرية، وكانت فراشة طائرة في ميدان الحرية قبل أن تولد الثورة في ميدان التحرير، فقد ظهرت في أحد الفيديوهات وهى تهتف “ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في تونس وفى مصر” والمثير للتساؤل أنه قد تم حذف رابط الفيديو من على الموقع الرئيسى ليختفى تمامًا.
وهنا نسجل سطورًا من حياة زهرة اللوتس “سالى زهران” القصيرة التي عرفناها عضواً في فرقة كورال للشكاوى والتي تكونت في شهر مايو عام ٢٠١٠ من مجموعة من “البنات والأولاد” ليس لهم علاقة بالموسيقى سوى “الهواية” لتحويل شكاوى الناس إلى أغان محملين بأفكار ومشاكل الحياة اليومية “يكتبونها ويلحنونها” بشكل جماعي, واختاروا مسرح بوسط البلد لعرض الفكرة وعمل البروفات حتى يأتي وقت الافتتاح. فكرة كورال الشكاوى ليست بجديدة فهى فكرة في الأصل فنلندية ثم تحولت إلى أمريكا اللاتينية وروسيا وجاءت إلى مصر ليتم تكوين فريق الكورال العالمي المكون من ٨٠ فرقة حول العالم
وأحدثها الفرقة المصرية“. وفلسفتها الاعتراض بالأغنية احتجاجًا على أوضاع اجتماعية رأى هؤلاء الشباب إمكانية الانتباه لها ومحاولة تغييرها فلم يهتموا بمن يقول إنهم غير دارسى موسيقى أو كتابة ليقوموا بالتلحين والتأليف أو أن أصواتهم غير جميلة، الأهم كان “التعبير عن فكرتهم“. يقول أحمد صلاح مسئول تنفيذى بفرقة شكاوى ” إنها كانت جريئة ومتمردة، ودائمًا ما حاولت أن تعرف من أقاربها مشاكلهم في الحياة لتضعها فى جمل غنائية تعبر عن شقاء تلك الحياة فتقول مثلاً
عايز تمشى يا ابن الناس .. ما تزعقش وامشى خلاص
العربية زفة عروسة .. سد الشارع يادى الحوسة
وتحت الكوبرى بقى مراحيض .. بيب بيب بيب
“سالي” تظهر فى أكثر من فيديو لحفلات الفرقة وهي ممتلئة بالحماس تغنى وتبتسم ابتسامتها الجميلة ولا تخطئ وفي إحدى الأغنيات الجماعية تقول:
عندنا ثلاجة للبيع .. ورصيف مليان بلاليع وكلاكس للعربية بيزمر صوته مريع
عندنا بياع روبابيكيا
بصوت جهوري فظيع
وميكروفون بيوش ونشاز عمال بيزيع عندنا إيد السواق، وتكاتك في الوراق وميكروباصات في سباق بتنادى بولاق جلاءبتنادى فيصل حلاق,
