الرضا النفسي

التصنيفات: أرشيف صحفي

الرضا النفسي

ترددت كثيرا عند كتابة هذا الموضوع خاصة في اختيار العنوان فلم أجد إلا عنوان (الرضا النفسي) خاصة وأننا اليوم نعيش فى واقع مليء بالصراعات النفسية في كيفية تحقيق الذات وإثباتها في ظل عجلة التقدم السريعة وازدياد الحاجات وقلة الموارد فيجد الإنسان نفسه محاصرا بين صراع اشباع حاجاته وقلة أو ضعف موارده فيقع فريسة القلق والتوتر النفسي . ولا اتهم القلق أنه وحش يبتلع الإنسان فللقلق فوائد عندما يستطيع الفرد التحكم فيه فهو يرفع الحافز للنجاح، فبدون قلق صحى لن يسعى الفرد لتحقيق ذاته في المجتمع، ويقول د. أحمد عكاشة أنالصراع النفسيالذي تعرض له فنان مثلفان جوخشكل إلى حدٍ بعيد مساره التشكيلي من ضربات الفرشاة على سطح اللوحة حتى اختيار اللون . ولكن كما يوجد لكل شيء وجه جميل أيضًا يوجد وجه سيء فقد يظن البعض أن القلق والتوتر النفسي نوع من أنواع الرفاهية لا يعرف أنه تصل تكاليف التوتر النفسي إلى مستويات أعلى من كلفة جميع تحركات الإضراب العمالي مجتمعة. تتمثل هذه التكاليف بنسبة التغيب عن العمل، تراجع الإنتاجية، تغيير طاقم العمل، حوادث العمل، الكلفة الطبية والقانونية المباشرة، يتفاقم هذا الوضع سنة بعد أخرى، لذا لا يمكن تجاهل التوتر النفسي بعد الآن أو تحمله ببساطة في انتظار أن تخف حدته تلقائياً. لن تختفي الضغوطات من تلقاء نفسها، فقد أصبحت جزءاً من الحياة اليومية الطبيعية. لا بد إذا من تعلم كيفية التحكم بالتوتر النفسي. لكن قبل أن تقومي بتنفيذ أي نصائح يجب أن تعلمي أنه عند اختيار استراتيجية لمواجهة التوتر، لا تعتمدي على أسلوب واحد فقط، فما ينجح في علاج شخص، قد لا ينجح في علاج آخر، هذا ما أكدته دراسة نفسية أمريكية من جامعة واشنطن عن التوتر.

وأوضحت الدراسة أنه يفضل اتباع عدة خطط للحصول على نتائج إيجابية أكثر فعالية، للوقاية من التوتر والضغط النفسي إليك هذه الأساسيات المهمة: ضمان عدد ساعات نوم منتظمة وغير متقطعة . عدم السهر الشديد. الجد والاجتهاد ثم الإتكال على الله الذي يدبر الكون كله . والحذر من محاولة اللجوء للعقاقير (المهدئة مثلاً) من تلقاء نفسك ودون إشراف طبي لما لها من مخاطر عند الاستخدام الخاطئ أو العشوائي . ولكن هذا للوقاية فما هي طريقة التعامل مع التوتر والقلق: يقترح المختصون أكثر من طريقة ولكني سأذكر أكثرها فاعلية:

الالتجاء الى الله فهو كاشف الهم واللجوء إليه تحث عليه جميع الديانات السماوية . والرضا بما قسمه الله .

يشجع جميع علماء النفس على أهمية ممارسة الكتابة في تفريغ مشاعر الغضب والخوف والانفعالات، وبعدها تخلصي من الورقة لتشعري بأنك تخلصت منها . ويمكن ان تتحدثى إلى أحد اصدقائك المقربين أو معارفك.

تعلمي الصمت أثناء توترك وغضبك، والانتظار إلى أن يعود إليك الهدوء النفسي لتعبري عن رأيك بطريقة صحيحة، وتطالبي بحقوقك، فأثناء الغضب، قد تقولين أموراً تندمين عليها، فتخسرين الاستماع والتقبل لوجهة نظرك .

إذا شعرت أنك دائم القلق حول نفسك، حاول القيام بعمل ما للآخرين. إذا لم تكن تعرف إنسانا محتاجاً، فهناك جمعيات عديدة ترحب بالمتطوعين. وسترى أن الاهتمام بالآخرين سيفيدك أنت أيضًا من خلال مشاركتك لقدراتك مع من يحتاجها.

أعطى لنفسك فرصة لتتقبل وقوعها في الخطأ فهناك البعض يحملون أنفسهم أكبر من طاقاتهم مما يجعلهم دائما يشعرون بالتوتر والقلق من أنفسهم فيما اذا كانوا مقصرين في أداء عمل ما وتذكرى أنه لا يوجد شخص يتقن كل شيء فنحن نحاول بذل الجهد في العمل وعلى الله التوفيق.

على جانب آخر لا تنتقدى الآخرين وتذكرى أن لكل شخص قدراته وقيمه وحتى أخطاءه الخاصة به، وحقه في أن يكون هو هو. بل حاولي إبراز الأمور الجيدة وتحسينها حتى يبرعوا فيها.

شارك:

اصدارات متعلقة

أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي