عاملات المصانع

عاملون وعاملات المصنع

 

حبيبي عامل بيومية وأنا زميلته الصبحية الحب جمع أفكارنا وزاد معاه الإنتاجية فطريقنا الصبح للمصنع بحبه يتكلم واسمع عمل ايه لبلاده وقلبه وبلاقي الثورة في كلامه وبلاقي الرقة في قلبه حبيبي عامل بيومية في المصنع يجري على فرنه ويسايسه كأنه ولا ابنه ويطلع من ناره الولعه الرفعة والعزة لوطنه حكايتنا حكاية ملايين عمال في الدنيا عايشين الحب ما بينهم لبلادهم خلاهم أجمل عاشقين إيه أجمل من إني احب عامل من عمال الشعب

تغنت بهذه الكلمات فرقة الثلاثي المرح النسائية، لأول مرة في أسوان عام ١٩٦١ من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفي وألحان أحمد صدقي، عكست كلمات الأغنية الواقع لكل من المجتمع والدولة في الستينيات، حيث تبني الدولة لمشروع قومي، ودعوتها لجميع أفراد الشعب عموما للمشاركة في النهضة الاقتصادية وبناء الدولة، كان للمصريين جميعا حق العمل، والدولة مسئولة عن توفير فرص العمل، أيضًا كان على الدولة أن تكفل للمصريين معاملة عادلة بحسب ما يؤدون من أعمال وبتحديد ساعات العمل وتقدير الأجور والتأمين ضد الأخطار وتنظيم حق الراحة والأجازات، فقد نص دستور ١٩٥٦ مصر فيما يتعلق بالعمل والعمال على حتمية أن يقوم القانون بتنظيم العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال على أسس اقتصادية، مع مراعاة قواعد العدالة الاجتماعية.

كان الواقع المجتمعي مختلفًا، كانت النظرة للنساء نظرة لا تشوبها شائبة، وكانت الدعوة موجهة للنساء للعمل على أن العمل كواجب ليس فقط واجبا اجتماعيا أو أخلاقيا ولكنه واجب وطنيًا وأقر، الدستور المصري دستور ١٩٥٦ ذلك، كما نصت المادتان 18، 19 منه على أن تكفل الدولة دعم الأسرة وحماية الأمومة والطفولة، وعلى الدولة أن تيسر للمرأة التوفيق بين عملها في المجتمع وواجباتها في الأسرة.

وبالفعل كانت الدولة مسئولة مسئولية كاملة عن خروج النساء للعمل، وبعمل مقارنة بسيطة بين واقع النساء العاملات في الستينيات وبين النساء العاملات الآن سنجد أن الفرق واضح وضوح الشمس، فقد تخلت الدولة عن هذه المسئولية، حيث أصبح خروج النساء العاملات إلى سوق العمل الآن مجازفة، ومغامرة ربما لا تكون مضمونة العواقب خصوصا في ظل قوانين العمل التي لا تدعم الدور الأمومي والتي لا تكفل الحماية للأسرة، فالدعوة التي كانت تنادي بخروج المرأة للعمل بهدف تحریرها تراجعت، وأصبح العمل الآن بمثابة قيد يكبل حرية النساء العاملات، حيث إن أغلب النساء يعملن الآن فقط من أجل القوت اليومي ومن أجل توفير الحاجات الأساسية لأسرهن ومن السهل الاستدلال على ذلك بالنظر إلى عاملات المصانع كنموذج نراه كل يوم، فالعاملات اليوم يتعرضن لكافة أشكال الإهانة والتحرش والعنف في مكان العمل أما من صاحب العمل نفسه أو من زملائهن من الرجال، وتضطر العاملة أن تخضع وأن لا تشتكي فقط من أجل الحفاظ على لقمة العيش التي توفرها لأسرتها، وطبعا لا تستطيع النساء في ظل هذا المناخ أن تستمتع بأوقات عملها أو أن تحرز أي تقدم على أي مستوي .

كانت أسر النساء في الستينيات من القرن الماضي تفتخر بأن بناتهن قد حصلن على قدر من التعليم وأنهن يعملن، أما الآن فالموضوع مختلف حيث تتمني الأمهات أن ترزق بناتهن بالزوج المناسب الذي يستطيع من وجهة نظرهن أن يوفر لهن حياة كريمة وأن لا يحتجن إلي العمل، حيث أصبحت فكرة العمل لدي الكثير من الشابات العاملات مرتبطة بالحاجة إلى الأموال وليس الحاجة إلى تحقيق الذات أو تطوير المهارات.

في النهاية لا يسعنا إلا أن نقول رحمة الله على الامتيازات التي تمتع بها عاملون وعاملات الستينيات.

شارك:

اصدارات متعلقة

أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي