عبور الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني

الشركاء: مؤسسة مسار

تاريخ النشر:

2023

أغسطس 14, 2023|التقنية والمساواة

مقدمة

يشير مصطلح الأمن السيبراني إلى مجموعة من التدابير والإجراءات التي تتخذها المؤسسات والحكومات والأفراد لحماية أنظمتهم وأجهزتهم الإلكترونية والبيانات الحساسة من الهجمات الإلكترونية والتهديدات السيبرانية. ويعد الأمن السيبراني مجالًا حيويًا في عالمنا الرقمي اليوم، حيث إن الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية يتزايد بشكل كبير في جميع المجالات، بما في ذلك الحكومة والصناعة والتجارة والتعليم والرعاية الصحية. ومع تزايد استخدام الإنترنت وتوسع نطاق الاتصالات الرقمية يزداد خطر التعرض للهجمات السيبرانية والتهديدات الإلكترونية. تتضمن أهمية الأمن السيبراني:
  • حماية الأصول الرقمية والبيانات الحساسة من الاختراق والتسريب والتلف والتلاعب، مما يساعد على حماية الخصوصية والسرية التجارية.
  • الحفاظ على سلامة الأنظمة الرقمية من الاختراق والتلف والتلاعب، مما يضمن سلامة واستقرار الأنظمة والمعلومات المخزنة فيها.
  • الحفاظ على سلامة الخدمات الرقمية: يتطلب الحفاظ على سلامة الخدمات الرقمية الحفاظ على الأنظمة الرقمية والبنية التحتية للإنترنت والحوسبة السحابية، ومنع الهجمات السيبرانية التي تستهدف هذه البنية التحتية.
  • الحماية من الهجمات السيبرانية: يهدف الأمن السيبراني إلى حماية المؤسسات والأفراد من الهجمات السيبرانية والبرامج الضارة والاختراقات والاحتيال الإلكتروني، مما يساعد على تقليل التكاليف والأضرار الناجمة عن هذه الهجمات.
وتعتبر الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني مشكلة بالغة الأهمية، حيث إن افتقاد هذه الصناعة الحيوية إلى التنوع الجندري يؤدي إلى تقليل التنوع والإبداع والابتكار في هذا المجال. وبصفة خاصة تؤدي الفجوة الجندرية في هذه الصناعة إلى افتقادها لرؤية واضحة حول الطبيعة الجندرية للمخاطر والتهديدات الأمنية السيبرانية، بمعنى اختلاف المخاطر والتهديدات التي يواجهها الأفراد حسب اختلاف هوياتهم الجندرية. ويؤدي ذلك إلى أن تكون النساء هن الفئة الأكثر تضررًا نتيجة لعدم اهتمام صناعة الأمن السيبراني بالقدر الكافي باحتياجاتهن الخاصة في مجال الأمن السيبراني على الرغم من أنهن من بين الفئات الأكثر عرضة للتهديدات والمخاطر الأمنية السيبرانية. تهدف هذه الورقة إلى مناقشة أهمية التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني، وخاصة ضم المزيد من النساء إلى قوة العمل بهذه الصناعة، لتطويرها حتى تكون قادرة على مواجهة التهديدات الأمنية السيبرانية المتزايدة بالفعالية المطلوبة. في سبيل ذلك تناقش الورقة أولًا الوضع الحالي لصناعة الأمن السيبراني في ظل الفجوة الجندرية الواسعة فيها ثم تعرض الورقة أهمية التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني، وتنتقل من ذلك إلى مناقشة سبل التعامل مع الفجوة الجندرية في هذه الصناعة. كما تستعرض الورقة الدور الذي تلعبه النساء بالفعل في صناعة الأمن السيبراني برغم تمثيلهن الضئيل فيها، وأخيرًا تستشرف الورقة التوجهات المستقبلية للتنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني.

الوضع الحالي لصناعة الأمن السيبراني

تعتبر صناعة الأمن السيبراني من أسرع الصناعات نمواً في العالم، حيث يتزايد الطلب على حماية الأنظمة الرقمية والبيانات الحساسة مع التزايد السريع لاعتماد الأفراد والمنظمات والمؤسسات، سواء كانت حكومية أو خاصة، على تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وبالتالي على النظم المعلوماتية وشبكاتها. ومع ذلك، فإن صناعة الأمن السيبراني تعاني من نقص في الكوادر المؤهلة والمتخصصة، ويعتبر تدني تمثيل النساء في صناعة الأمن السيبراني أحد الأسباب الرئيسية لهذا النقص في كوادرها حيث أنه يحرمها من الاعتماد على نسبة كبيرة من القوة العاملة بالمجتمع. تعاني صناعة الأمن السيبراني من فجوة جندرية كبيرة، حيث إن النساء تشكلن نسبة قليلة جدًا من الموظفين في هذا المجال. وفقًا لتقرير صادر عن (ISC) (International Information System Security Certification Consortium) في عام 2020، تشكل النساء 24% فقط من مجموع العاملين في صناعة الأمن السيبراني في جميع أنحاء العالم. ولا تنعكس الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني في نسبة العاملات من النساء في هذه الصناعة فقط وإنما تشمل كذلك عدة جوانب منها:
  • التوظيف: حيث تواجه النساء صعوبة في العثور على فرص عمل في صناعة الأمن السيبراني، نظرًا لأن هذا المجال ينظر إليه عادة على أنه مجال يهيمن عليه الرجال.
  • الرواتب: تتلقى النساء في صناعة الأمن السيبراني رواتب أقل من التي يتلقاها نظراؤهن الذكور. وفقًا للتقرير السابق الإشارة إليه والصادر عن (ISC)² في عام 2020.
  • الدعم والتمكين: تواجه النساء في صناعة الأمن السيبراني تحديات في الحصول على الدعم والتمكين اللازمين للتقدم في مسارهن الوظيفي، بما في ذلك الحصول على الدورات التدريبية والفرص التعليمية والمشاريع الرائدة.
تعود الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني إلى عدد من العوامل التاريخية والثقافية والاجتماعية التي أثرت على الطريقة التي يُنظَر إليها إلى هذا المجال ويُعمَل فيه. ومن بين الأسباب التاريخية للفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني:
  • الثقافة النمطية: تسود نظرة إلى صناعة الأمن السيبراني عادة على أن العمل فيها يناسب الرجال أكثر مما يناسب النساء اللاتي ينظر إليهن عادة على أنهن لسن مؤهلات للعمل في هذا المجال.
  • التعليم والتدريب: لا يزال التعليم في مجال الحوسبة وتقنية المعلومات يستقطب نسبة أكبر من الرجال، ولذلك فإن النساء لا يشاركن بكثافة في هذا المجال، مما يؤدى إلى عدم وجود العدد الكافي من النساء المؤهلات للعمل في صناعة الأمن السيبراني.
  • التمييز الجندري: تواجه النساء في صناعة الأمن السيبراني تمييزًا جندريًا في أغلب الأحيان، سواء كان ذلك في عملية التوظيف أو الترقية أو الحصول على الدورات التدريبية والفرص التعليمية.
تؤدي الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني إلى العديد من العواقب السلبية، ومن بينها:
  • نقص في الكوادر المؤهلة: يؤدي تمثيل النساء المتدني في صناعة الأمن السيبراني إلى نقص في الكوادر المؤهلة، مما يؤدي إلى صعوبة تلبية الطلب المتزايد على الخبراء في هذا المجال.
  • نقص في التنوع والإبداع: يؤدي عدم تواجد النساء بشكل كافي في صناعة الأمن السيبراني إلى نقص في التنوع والإبداع، حيث إن التنوع يساعد في إيجاد حلول مبتكرة وفريدة من نوعها للتحديات السيبرانية المتزايدة.
  • زيادة في الهجمات السيبرانية: يؤدي نقص الكوادر المؤهلة في صناعة الأمن السيبراني إلى زيادة في الهجمات السيبرانية، حيث يواجه الخبراء في هذا المجال صعوبة في الكشف عن الهجمات ومكافحتها.
  • التأثير على الاقتصاد: يؤدي نقص الكوادر المؤهلة في صناعة الأمن السيبراني إلى تأثير سلبي على الاقتصاد بشكل عام، حيث تعتبر هذه الصناعة من الصناعات الحيوية التي تؤثر على الاقتصاد بشكل مباشر.
  • عدم تحقيق المساواة والعدالة: تؤدي الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني إلى عدم تحقيق المساواة والعدالة بين الجنسين، حيث يتلقى النساء رواتب أقل بشكل ملحوظ من الرجال العاملين في نفس الوظائف.
تختلف الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني بين مناطق العالم المختلفة، ولكن بشكل عام فإن النساء يشكلن نسبة منخفضة جدًا من العاملين في هذا المجال في جميع أنحاء العالم. وتشير الإحصائيات إلى أن الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني أكبر في بعض المناطق، مثل الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يُشكِل النساء أقل من 10% من العاملين في هذا المجال. بينما تكون النسبة أعلى في بعض المناطق الأخرى، مثل أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، حيث يُشكِل النساء حوالي 24-30% من العاملين في هذا المجال. ويعود ذلك بشكل عام إلى الثقافة والتقاليد والتعليم في تلك المناطق، حيث توجد تحيزات اجتماعية تؤثر على تمثيل النساء في هذه الصناعة. كما أن النساء في بعض المناطق يواجهن تحديات أكبر في الحصول على التعليم والتدريب المتخصص في مجال الحوسبة وتقنية المعلومات، مما يؤثر على إمكانية دخولهن إلى صناعة الأمن السيبراني.

أهمية التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني

تعتبر صناعة الأمن السيبراني مجالًا حيويًا وحساسًا، ويمكن أن يكون التنوع الجندري في هذا المجال مفيدًا بشكل كبير. وفيما يلي بعض الفوائد المحتملة للتنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني:
  • زيادة التنوع في الأفكار والحلول: يعتبر التنوع الجندري مهمًا في تعزيز التنوع في الأفكار والحلول المقترحة في صناعة الأمن السيبراني، ويمكن للنساء والرجال تقديم آراء وخبرات مختلفة، مما يساعد على تطوير حلول مبتكرة وفريدة من نوعها.
  • زيادة الفعالية والكفاءة: يمكن للتنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني تعزيز الفعالية والكفاءة، حيث يمكن للنساء والرجال التعاون والعمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة، وتحقيق نتائج أفضل.
  • تعزيز الإبداع والابتكار: يعتبر التنوع الجندري مهمًا في تعزيز الإبداع والابتكار في صناعة الأمن السيبراني، حيث يمكن للنساء والرجال تقديم نظرات مختلفة وفريدة، وتحفيز بعضهم البعض للمزيد من الإبداع والتفكير الإيجابي.
  • تحقيق التوازن الجندري: يمكن للتنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني تحقيق التوازن الجندري في هذا المجال، وتشجيع المزيد من النساء على الانخراط في هذه الصناعة والحصول على فرص عمل متساوية.
  • تعزيز الاستدامة: يمكن للتنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني تعزيز الاستدامة في هذا المجال، حيث يمكن للتنوع إضافة قدر أكبر من الحيوية والتجدد.
  • تحقيق التوازن الجندري: يمكن للتنوع الجندري تحقيق التوازن الجندري في تطوير وتطبيق استراتيجيات وسياسات الأمن السيبراني، حيث يمكن للنساء أن تقدمن وجهات نظر تعكس الاحتياجات الأمنية المختلفة بناء على الهوية الجندرية.
  • تعزيز الشفافية: يمكن للتنوع الجندري تعزيز الشفافية في تطوير وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات الأمنية، حيث يشجع التنوع في فرق العمل على قدر أكبر من الانفتاح وتقبل الاختلاف الذي يساعد على مزيد من الشفافية.
تثبت العديد من الدراسات الأكاديمية ودراسات الحالة بالدليل العملي أن التنوع الجندري يمكن أن يؤثر إيجابًا على كفاءة صناعة الأمن السيبراني. وفيما يلي نستعرض بعض النتائج المهمة من هذه الدراسات:
  • أظهرت دراسة نشرتها مجلة “Cybersecurity, Privacy, and Trustأن التنوع الجندري يمكن أن يساعد في تحسين مستوى الأمن السيبراني، حيث يزيد من قدرة الفرق المتنوعة على حل المشاكل والتحديات المختلفة التي تواجهها صناعة الأمن السيبراني.
  • كذلك أظهرت دراسة أجرتها شركة “Palo Alto Networksأن التنوع الجندري يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع معدلات الرضا الوظيفي والإنتاجية في صناعة الأمن السيبراني، وذلك بسبب تعزيز التنوع في الأفكار والنظريات والخبرات.
  • كذلك نشرت مجلة “IEEE Security & Privacyدراسة أظهرت أن التنوع الجندري يمكن أن يعزز قدرة الفرق على التعامل مع التحديات الأمنية المتنوعة، ويساعد على تعزيز القدرة على تفادي الهجمات السيبرانية والحفاظ على أمن الشبكات والأنظمة.
  • في دراسة حالة لشركة “Symantec، تم إجراء تحليل لبيانات الشركة لمدة 10 سنوات، وأظهرت النتائج أن الفرق المتنوعة من حيث الجندر والخلفية الثقافية تتمتع بمستويات أعلى من الإنتاجية والفعالية في صناعة الأمن السيبراني.
  • في دراسة حالة أخرى، قامت شركة ”Ciscoبتحليل أداء فريق من المهندسين المتنوعين جندريًا، وأظهرت النتائج أن هذا الفريق حقق مستويات أفضل في تحليل الأمان والتعامل مع المشاكل المختلفة المتعلقة بالأمن السيبراني.
بناء على هذه الدراسات وغيرها يمكن للتنوع الجندري أن يلعب دورًا هامًا في تطوير وتطبيق استراتيجيات وسياسات الأمن السيبراني. يمكن كذلك للأعمال في صناعة الأمن السيبراني أن تتمتع بالكثير من الفوائد الإيجابية التي يمكن أن تتحقق بفضل التنوع الجندري. ومن بين هذه الفوائد التي يمكن أن تعود على المنظمات والمؤسسات:
  • تقليل التكاليف: يمكن للتنوع الجندري تقليل التكاليف المرتبطة بتطوير وتنفيذ استراتيجيات الأمن السيبراني، حيث يمكن للنساء والرجال العمل معًا بشكل فعال لتحديد الأولويات وتحديد الخطط والسبل الأمثل للتنفيذ.
  • زيادة الإنتاجية: يمكن للتنوع الجندري زيادة الإنتاجية في صناعة الأمن السيبراني، حيث يمكن للنساء والرجال تبادل الأفكار والخبرات والمعارف لتحسين العمليات الأمنية وتحقيق نتائج أفضل.
  • تحسين الجودة: يمكن للتنوع الجندري تحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة في صناعة الأمن السيبراني، حيث يمكن للنساء والرجال العمل سويًا لتحسين التصميم والتنفيذ والاختبار والتقييم.
  • تحسين السمعة: يمكن للتنوع الجندري تحسين سمعة المنظمات والمؤسسات في صناعة الأمن السيبراني، من خلال رفع كفاءة تطوير الحلول الفعالة للتحديات الأمنية وتحسين مهارات وخبرات الفريق مما يؤدي إلى نسب نجاح أكبر.

التعامل مع الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني

تعتبر الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه هذا القطاع. ومن أجل التعامل مع هذه الفجوة الجندرية، اتخذت العديد من المبادرات والبرامج في جميع أنحاء العالم، وتعمل هذه المبادرات بصفة عامة على تحقيق الأهداف التالية:
  • التحفيز على الدراسة: تحفيز النساء على دراسة مواضيع الأمن السيبراني وتقديم الدعم المالي والتعليمي والتقني لهن لتحقيق النجاح في هذا المجال.
  • التحفيز على التدريب: تحفيز النساء على الحصول على التدريب والشهادات المهنية في مجال الأمن السيبراني، وتقديم الدعم المالي والتقني للحصول على هذه الشهادات.
  • تحسين الوعي الجندري: رفع الوعي بأهمية التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني، وتشجيع المؤسسات على تبني سياسات واستراتيجيات تشجع على التنوع الجندري.
  • تشجيع الابتكار: تحفيز النساء على تقديم الأفكار الجديدة والابتكارات في مجال الأمن السيبراني، وتقديم الدعم المالي والتقني والتعليمي للتحقق من تلك الأفكار وتطويرها.
  • تحسين بيئة العمل: تحسين بيئة العمل في صناعة الأمن السيبراني لجعلها أكثر جاذبية للنساء، وتشجيع المؤسسات على تبني سياسات تشجع على التنوع الجندري وتوفير فرص تطوير المهارات والترقيات المناسبة.
في التالي بعض الأمثلة لمبادرات ومنظمات تعمل في مجال عبور الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني:
  • موقع “Women in Cybersecurityالمخصص لتعزيز دور النساء في صناعة الأمن السيبراني، ويوفر الموقع معلومات وأدوات وفرص التعلم والتدريب والتوظيف.
  • موقع “National Cybersecurity Allianceالذي يعمل على تعزيز الوعي الجندري وتحسين الأمن السيبراني للنساء، ويوفر الموقع نصائح وموارد ومعلومات حول أمن الإنترنت والخصوصية والأمن السيبراني.
  • موقع “Cybersecurity Venturesالذي يوفر معلومات وأخبار حول صناعة الأمن السيبراني، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالنساء والتنوع الجندري.
  • مبادرة “Girls Who Codeالتي تهدف إلى تعليم الفتيات والنساء البرمجة والتقنية والأمن السيبراني، وتوفر المبادرة برامج تدريب وفرصاً للتعلم والتوظيف.
  • مؤسسة “Anita Borg Instituteالتي تعمل على تحقيق التنوع الجندري في مجال التكنولوجيا والأمن السيبراني، وتوفر المؤسسة برامج وموارد وفرص التدريب والتوظيف والشراكة.
  • برنامج “SANS CyberTalent Womenالذي يهدف إلى توفير التدريب والشهادات والفرص الوظيفية للنساء في مجال الأمن السيبراني.
  • برنامج “Cisco Global Cybersecurity Scholarshipالذي يقدم فرص التدريب والتعليم والشهادات المهنية في مجال الأمن السيبراني، بما في ذلك للنساء.
يمكن للمنظمات والمؤسسات أن تلعب دوراً حاسماً في دفع التنوع الجندري في مجال الأمن السيبراني، وذلك من خلال سبل عدة منها ما يلي:
  • القيادة: تلعب القيادة دوراً حاسماً في دفع التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني، حيث يتطلب ذلك الإلتزام والتحفيز والاهتمام بتوظيف وتدريب وترقية النساء في هذا المجال. وعلى القيادة التركيز على تنمية مهارات النساء وتوفير الدعم والإمكانيات اللازمة لهن لتحقيق النجاح في هذا المجال.
  • الثقافة: تلعب الثقافة السائدة في أماكن العمل دوراً هاماً في تعزيز التنوع الجندري، حيث يتطلب ذلك خلق بيئة عمل تشجع وتدعم الموظفين بغض النظر عن هويتهم الجندرية أو خلفياتهم. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع التعاون والتنوع والإحترام وتقدير الإختلافات بين الموظفين.
  • التوظيف والتدريب: تعتبر عملية التوظيف والتدريب أحد العوامل الرئيسية في دفع التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني. ويتطلب ذلك إعطاء الأولوية للمؤهلات والمواهب وتجنب التحيزات الجندرية في عملية التوظيف. كما يجب توفير برامج التدريب والتعليم المناسبة للنساء في مجال الأمن السيبراني وتوفير الفرص الوظيفية المتاحة.
  • الشفافية: تلعب الشفافية دوراً هاماً في دفع التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني، حيث يجب على المؤسسات والمنظمات إظهار الإلتزام والتزامها بتحقيق التنوع الجندري. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إعلان الأهداف والتقدم المحرز وتقديم التحديثات المستمرة.
كذلك يمكن للحكومات أن تؤدي دوراً حيوياً في دفع التنوع الجندري في مجال الأمن السيبراني، وذلك من خلال سياساتها وتشريعاتها الداعمة لتوظيف النساء وتعزيز مشاركتهن في هذا المجال، وتعزيز الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص لتحقيق هذه الأهداف. ويمكن تحليل دور الحكومات وسياساتها في دفع التنوع الجندري في مجال الأمن السيبراني من خلال النقاط التالية:
  • التشريعات: تلعب التشريعات دوراً حيوياً في دفع التنوع الجندري في مجال الأمن السيبراني، حيث يمكن تشجيع التوظيف الجندري وتحقيق التعادل بين الجنسين من خلال وضع سياسات وقوانين تشجع على توظيف النساء في هذا المجال.
  • الشراكة بين القطاع العام والخاص: تلعب الشراكة بين الحكومات والشركات الخاصة دوراً هاماً في دفع التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني، حيث يمكن توفير الدعم والتدريب والفرص الوظيفية المناسبة للنساء، وتحفيز الشركات الخاصة على توظيف وتدريب الموظفات الجديدات في هذا المجال.
  • البرامج التعليمية: تلعب البرامج التعليمية دوراً هاماً في دفع التنوع الجندري في مجال الأمن السيبراني، حيث يمكن توفير البرامج التعليمية المناسبة للنساء لتحقيق المهارات والمعرفة اللازمة للعمل في هذا المجال.
  • الدعم المالي: تلعب الحكومات دوراً هاماً في دعم المشاريع والبرامج التي تهدف إلى دفع التنوع الجندري في مجال الأمن السيبراني، ويمكن توفير الدعم المالي للمنظمات والمؤسسات التي تعمل على تحقيق هذه الأهداف. # دور النساء في صناعة الأمن السيبراني
تشكل النساء جزءًا هامًا من صناعة الأمن السيبراني، ويمكنهن تقديم إسهامات قيمة لهذا المجال. وبعض المهارات التي تتمتع بها النساء والتي يمكن أن تقدم إسهامات مميزة لصناعة الأمن السيبراني تشمل ما يلي:
  • مهارات التواصل: تتميز النساء عادةً بمهارات التواصل الجيدة، وهذا يمكن أن يكون مفيدًا في صناعة الأمن السيبراني حيث يتطلب التواصل الجيد بين فرق الأمن والمتخصصين في هذا المجال لتحقيق الأهداف المشتركة.
  • المهارات التحليلية: تتمتع النساء عادةً بالقدرة على التركيز على التفاصيل والعمل بدقة، وهذا يمكن أن يساعد في اكتشاف الثغرات الأمنية وتحليل البيانات لتحديد المخاطر والتهديدات المحتملة.
  • المهارات التعاونية: تتمتع النساء عادةً بمهارات التعاون الجيدة والقدرة على العمل كفريق، وهذا يمكن أن يكون مفيدًا في صناعة الأمن السيبراني حيث يتطلب العمل الجماعي بين الفرق المختلفة لتحقيق الأهداف.
  • المهارات الإدارية: يتمتع النساء عادةً بمهارات إدارية جيدة وقدرة على إدارة المشاريع والموارد وتنظيم العمليات، وهذا يمكن أن يكون مفيدًا في صناعة الأمن السيبراني حيث يتطلب العمل في بيئة معقدة ومتغيرة.
عندما يتعلق الأمر بخبرات النساء في مجال الأمن السيبراني، فإن هناك العديد من التحديات التي يواجهنها. ومن بين هذه التحديات:
  • عوائق الالتحاق بالمجال: تواجه النساء صعوبات في الالتحاق بمجال الأمن السيبراني نظرًا لعدم وجود الكثير من النساء في هذا المجال، وقد تؤثر هذه العوائق على قدرتهن على الحصول على فرص عمل والتقدم في مسارهن الوظيفي.
  • تجربة التمييز والتحرش: يمكن أن تواجه النساء في مجال الأمن السيبراني التمييز والتحرش الجنسي من قبل زملائهن في العمل أو العملاء، وهذا يمكن أن يؤثر على صحتهن النفسية والعملية.
  • الحاجة إلى دعم من الزملاء والمسؤولين: يمكن للنساء في مجال الأمن السيبراني الاستفادة من الدعم والتشجيع من الزملاء والمسؤولين، والذي يمكن أن يساعدهن على تحقيق النجاح في هذا المجال.
ولخلق ثقافة بمكان العمل أكثر استيعابا للتنوع الجندري وأكثر تقبلا للنساء، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات. ومن بين هذه الاستراتيجيات:
  • التعريف بقضايا التنوع والانصهار الثقافي: يمكن توفير دورات تدريبية وورش عمل للزملاء في المؤسسة لتعريفهم بأهمية التنوع والانصهار الثقافي، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الأداء والإنتاجية.
  • تشجيع النساء على التعلم والتطوير المهني: يمكن دعم النساء في مجال الأمن السيبراني عن طريق توفير الفرص التدريبية والتطوير المهني وتعزيز قدراتهن في هذا المجال.
  • تحسين ثقافة المؤسسة العامة: يمكن تحسين ثقافة المؤسسة العامة عن طريق توفير بيئة عمل آمنة ومريحة ومحفزة وتشجيع التواصل الجيد بين الزملاء والإدارة.
على جانب آخر يمكن للنساء أن يكن عوامل حفز للتغيير في صناعة الأمن السيبراني كممارسات للعمل وقياديات له، وذلك لعدة أسباب:
  • قدرات ومهارات فريدة: تتمتع النساء بمهارات وقدرات فريدة تساعدهن على النجاح في صناعة الأمن السيبراني، مثل القدرة على التفكير الإبداعي والتعامل مع الأوضاع الصعبة.
  • تعزيز التنوع والشمولية: يمكن للنساء أن يساعدن في تعزيز التنوع والشمولية في صناعة الأمن السيبراني، وهو ما يمكن أن يساعد على تحسين الأداء والإنتاجية.
  • تحسين الثقافة المؤسسية: يمكن للنساء كقياديات في صناعة الأمن السيبراني أن يساعدن في تحسين الثقافة المؤسسية وتعزيز بيئة العمل وتحفيز الزملاء.
  • توفير نماذج إيجابية: من خلال العمل كممارسات للعمل وقياديات في صناعة الأمن السيبراني، يمكن للنساء أن يوفرن نماذج إيجابية للنساء الأخريات ويشجعنهن على الالتحاق بمجال الأمن السيبراني.
  • الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية: يمكن للنساء كممارسات للعمل وقياديات في صناعة الأمن السيبراني أن يلتزمن بالمسؤولية الاجتماعية ويعملن على توجيه الأمن السيبراني للعمل على حماية المجتمع.
ويوجد بالفعل العديد من النساء اللاتي قدمن إسهامات قيمة لصناعة الأمن السيبراني. ومن بينهن:
  • بريتاني بوستنيكوف Brittany Postnikoff: هي مديرة الأمن السيبراني في شركة “جرانت ثورنتون”، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب. وقد قادت جهوداً كبيرة لتعزيز أمن البيانات وحمايتها في شركتها.
  • أليسا نايت Alissa Knight: هي مديرة الأمن السيبراني في شركة “سيكوريتاس”، وقد قادت جهوداً لحماية بيانات الشركة وتعزيز أمنها.
  • تراسي بارنيل Tracy Parnell: هي مؤسسة شركة “تيزر سيكيور”، وهي شركة تقدم خدمات الأمن السيبراني للشركات الصغيرة والمتوسطة. وقد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات لجهودها في تعزيز الأمن السيبراني.
  • جينيفر جارنيك Jennifer Granick: هي مديرة الأمن السيبراني في شركة “كومكاست”، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في الشركة. وقد قادت جهوداً لتعزيز أمن الشركة وحماية بيانات العملاء.
وتوضح هذه الأمثلة أن النساء قادرات على تقديم إسهامات قيمة لصناعة الأمن السيبراني، وأن بإمكانهن تحقيق النجاح والتميز في هذا المجال.

التوجهات المستقبلية للتنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني

ثمة جهود في صناعة الأمن السيبراني للتوجه نحو التنوع الجندري والاستثمار في المزيد من النساء في هذا المجال. ومن بين التوجهات والفرص المحتملة لمستقبل التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني:
  • زيادة عدد النساء في الصناعة: من المتوقع أن يزيد عدد النساء في صناعة الأمن السيبراني في المستقبل، وذلك بفضل الجهود المبذولة لتشجيع النساء على الالتحاق بالمجال وتوفير الدعم اللازم لهن.
  • تحسين ثقافة المؤسسة: ثمة بالفعل جهود تبذل لتحسين ثقافة المؤسسة في صناعة الأمن السيبراني وتعزيز بيئة العمل المتنوعة والشاملة، والتي تشجع النساء على الالتحاق بالمجال وتعزز قدراتهن وتحفزهن على تحقيق النجاح.
  • تحسين سياسات التوظيف: ثمة تحسن تدريجي لسياسات التوظيف في صناعة الأمن السيبراني من شأنها أن تؤدي إلى توفير فرص متساوية للنساء والرجال، وتعزيز التدريب والتطوير المهني للنساء في هذا المجال.
  • توفير الدعم والتشجيع: ثمة مبادرات تعمل على توفير الدعم والتشجيع للنساء في صناعة الأمن السيبراني عن طريق توفير الفرص التدريبية والتطوير المهني وتعزيز قدراتهن في هذا المجال، بالإضافة إلى تشجيعهن على الالتحاق به.
  • توفير فرص القيادة: تنتزع مزيد من النساء فرص القيادة في صناعة الأمن السيبراني، من خلال إثبات كفاءتهن ويمكن توفير مزيد من الفرص لنساء أخريات بتعزيز قدراتهن في هذا المجال وتشجيعهن على تولي المسؤوليات القيادية.
على جانب آخر من المتوقع للتكنولوجيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة أن تؤثر بشكل كبير على صناعة الأمن السيبراني وعلى التنوع الجندري في هذا المجال. ومن بين الآثار المحتملة:
  • زيادة الطلب على الخبرات النسائية: يمكن أن يزيد استخدام التكنولوجيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة من الطلب على الخبرات النسائية في صناعة الأمن السيبراني، وذلك بسبب حاجة هذه التكنولوجيات إلى التنوع في قواعد البيانات التي تعتمد عليها لتطوير نماذج عمل أكثر كفاءة.
  • تحسين الكفاءة: يمكن أن تحسن التكنولوجيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة الكفاءة في صناعة الأمن السيبراني، مما قد يؤدي إلى تحسين فرص العمل والتدريب للنساء في هذا المجال.
  • الحاجة إلى التدريب والتطوير المستمر: قد يتطلب استخدام التكنولوجيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة التدريب والتطوير المستمر للعاملين في صناعة الأمن السيبراني، بما في ذلك النساء، وذلك للحفاظ على مستوى الكفاءة والتميز في هذا المجال.
  • تغيير طبيعة الوظائف: قد يتغير نوع الوظائف المتاحة في صناعة الأمن السيبراني مع استخدام التكنولوجيات الصاعدة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة، وهذا قد يؤثر على التنوع الجندري في هذا المجال.
  • الحاجة إلى التنوع الجندري في تصميم التكنولوجيا: يمكن أن يتم تصميم التكنولوجيا بطريقة تعكس التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني، وذلك لتوفير الإنصاف والعدالة في الصناعة ولتعزيز قدرات النساء في هذا المجال.
ولضمان مستقبلا أفضل للتنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني يمكن للتعليم والتدريب أن يؤديا دورًا حاسمًا في تحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال توفير الفرص التعليمية والتدريبية المناسبة للشابات والفتيات. ومن بين الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها لتشجيع الشابات والفتيات على السعي لمستقبل مهني في صناعة الأمن السيبراني:
  • تقديم برامج تعليمية وتدريبية مخصصة: يجب توفير برامج تعليمية وتدريبية مخصصة للشابات والفتيات في صناعة الأمن السيبراني، تشمل التدريب على المهارات الأساسية في هذا المجال، وكذلك التدريب على استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة.
  • تحفيز المشاركة في المسابقات والفعاليات: يمكن تحفيز الشابات والفتيات على المشاركة في المسابقات والفعاليات المتعلقة بصناعة الأمن السيبراني، وذلك لتحفيزهن على تطوير مهاراتهن وزيادة فرص توظيفهن في هذا المجال.
  • توفير النماذج الإيجابية: يجب توفير النماذج الإيجابية للشابات والفتيات في صناعة الأمن السيبراني، وذلك من خلال تسليط الضوء على نجاحات النساء في هذا المجال وتوفير الأدوات اللازمة لتعزيز مشاركتهن والإنجازات.
  • الاستثمار في التدريب المستمر: يجب التركيز على التدريب المستمر للنساء في صناعة الأمن السيبراني، وذلك لتطوير مهاراتهن والحفاظ على مستوى الكفاءة في هذا المجال المتغير بسرعة.
  • دعم المشاريع الريادية: يمكن دعم المشاريع الريادية للشابات والفتيات في صناعة الأمن السيبراني، وذلك لتشجيعهن على تطوير أفكارهن وتحويلها إلى مشاريع ناجحة.

خاتمة

مع الأهمية البالغة لصناعة الأمن السيبراني وأثرها الكبير في كافة مناحي حياتنا التي أصبحت أكثر اعتمادًا على نظم المعلومات والشبكات وما تنقله وتخزنه من بيانات، فإن افتقار هذه الصناعة إلى المساواة الجندرية يمكن أن يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن الأفراد والدول والمجتمعات، حيث يضعف هذا الافتقار من قدرة هذه الصناعة على أداء دورها الحيوي بالكفاءة المطلوبة. وقد سعت هذه الورقة إلى إبراز هذه الحقيقة للتدليل على الحاجة الضرورية إلى السعي لتحقيق التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني. وقد استعرضت الورقة الوضع الحالي لهذه الصناعة وعواقب افتقارها إلى التنوع الجندري، كما دللت على أهمية هذا التنوع لها، وناقشت سبل التعامل مع الفجوة الجندرية في صناعة الأمن السيبراني، مشيرة إلى الدور الذي تلعبه النساء بالفعل في هذه الصناعة وأخيرا حاولت الورقة أن تستشرف التوجهات العامة التي ترسم صورة مستقبل التنوع الجندري في صناعة الأمن السيبراني.  
شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي