قراءة في كتاب إنهم يعلموننا الانحناء

 
أيام التعذيب: خبرات نساء في أقسام الشرطة
لمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي

نحن نعلم الآن ما يجري، ولا يجوز أن نعيش أيامنا كما لو كنا نعلم. هكذا أنهى مركز النديم مقدمته للكتاب الذي أصدره مؤخرًا بعنوان أيام التعذيب خبرات نساء في أقسام الشرطة، وبعد قراءتي لهذا الكتاب لم أستطع أن أعيش كما لو كنت لم أقرأ: فقد ظلّ صراخ هؤلاء النساء اللاتي نقل الكتاب شهاداتهن التفصيلية عما حدث لهن في أقسام البوليس يصمُّ أذني، ولا أجد منه مهربًا، وذكرني الكتاب بقصيدة أمل دنقل وكلمات أسبارتاكوس الأخيرة، وهو يطلب من المارة أن يرفعوا رؤوسهم إليه ليروه مشنوقًا، ولكننا الآن لن نستطيع أن نطلب من أحد أن يرفع رأسه، فعلينا أن ننحني، أن نخفض أعيننا ونفتحها لنرى النساء وهي تسحل على الأرض وتنتهك أجسادهن على الأرض وأعراضهن، فحتى هذا الطلب الذي طلبه أمل لم يعد ممكنًا، لأنه قد ذهب الزمن الذي کنا نشنق فيه باحترام!

والكتاب رغم صغر حجمه لكنه يحمل الكثير من المفاجآت المؤلمة، فأنت ستقابل فيه أناسًا يحكون لك واقعًا ستدهش عندما تستمع إليه من أفواه تقطر ألمًا، وعيون ستراها من بين السطور وقد ملأتها الإهانة والإنكسار، وبعيدًا في عمقها ستجد طيفًا للتحدي ومحاولةً للصمود، هؤلاء البشر تعرضوا لأشدّ أنواع التعذيب والإهانة، والكتاب يرصد بصدق تجربتهن من خلاله شهاداتهن أنفسهن عن تجاربهن الشخصية. ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، مقدمة عرض فيها المركز إلى أهمية الكتاب في هذا التوقيت، وهي لفت الأنظار إلى ظاهرة جديدة هي تفشي تعرض النساء للتعذيب الجنسي في أقسام البوليس، الأمر الذي تم رصده بواسطة بعض المراكز والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان.

إننا إذ نرصد هنا بعض حالات التعذيب التي انتقيناها بعينها، فذلك لأن جرائم التعذيب قد شهدت تطورًا نوعيًا مهمًا وخطيرًا في السنوات الأخيرة، ألا وهو تفشي التعذيب الجنسي للنساء في أماكن احتجاز، سواء مقار مباحث أمن الدولة أو أقسام الشرطة، حيث قامت بعض المنظمات بالإضافة إلى مركز النديم كالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، بتوثيق تلك الظاهرة، وأفرد المركز المصري لحقوق المرأة تقريرًا خاصًا بشأنها، كما رصد مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء تزايد ظاهرة التهديد بهتك العرض وهتكه فعلاً، وأنه يمثل انفلاتًا أخلاقيًا خطيرًا، حيث لم يكن هذا النوع من التعذيب شائعًا من قبل، وحوي الجزء الثاني من الكتاب شرحًا للبند الأول من اتفاقية إلغاء كل أشكال التعبير ضد المرأة والتي تنص على عدم التمييز ضد المرأة على أساس الجنس، الأمر الذي تم انتهاكه من قبل رجال الأمن، فتم التمييز ضد النساء وتعريضهن لانتهاكات جنسية عديدة، وتعرض الجزء الثالث لشهادات الضحايا اللاتي تعرضن للتعذيب، حيث عرض لواحد وعشرين حالة صنفت تبعًا للأماكن التي تمت فيها الانتهاكات، ورغم اهتمام المركز بتغيير أسماء الضحايا حرصًا على عدم نبش جروحهن وآلامهنّ، لكنه تم ذكر الأسماء الحقيقية للذين مارسوا التعذيب والانتهاكات على النساء. وقد كان لقسم شرطة حلوان نصيب الأسد في هذه انتهاكات، حيث بلغ عدد الحالات التي تم رصدها في هذا القسم عشر حالات تعرضت فيه الضحايا لأحط أنواع التعذيب الجنسي أمام أهلن، وقد حوى الكتاب في الجزء الرابع مجموعة من الإحصائيات المبنية على حالات النساء المصريات المترددات على مركز النديم من أغسطس ۱۹۹۳/ حتى ديسمبر ٢٠٠٤م. فكان عددهن ٢٥٥ سيدة تعرض منهن للعنف من قبل الدولة 168، كان نصيب التحرش الجنسي في الأقسام ٦٢ حالة، 17 حالة منها تمت في الفيوم و17 في بلقاس، وعشر حالات في حلوان، وتوزعت بقية الحالات على محافظات مصر، هذه الحالات تتعلق بمن ملكن الشجاعة لكي يتحدثن عما جرى، ولكن هناك بالتأكيد كثيرات لم يستطعن الإفصاح عن آلامهن، ربما بسبب الخجل أو الخوف أو تجنبًا للفضائح التي كفاهن ما لقينه منها، وأخيرًا.. نحن نعلم الآن ماذا يجري، ولا يجوز أن نعيش أيامنا كما لو كنا لا نعلم.

 

منظمات المجتمع المدني تناشد جميع المسئولين في مصر

إعادة فتح ملفات التحقيق في قضية حضانة المعادي أمام القاضي الطبيعي

نحن الموقعين أدناه:

نناشد جميع المسئولين بتمكيننا من اتخاذ إجراءات الطعن القانوني على قرار النائب العام الصادر في قضية أطفال حضانة المعادي باستبعاد الشبهة الجنائية، وإحالة الأوراق لقيدها بدفتر الشكاوي الإدارية تمهيدًا لحفظها، وكان هذا القرار قد صدر بعد أقل من 48 ساعة من قرار تجديد حبس المتهمين لمدة 30 يومًا ! وكان وكيل النيابة المحقق قد أوصى في مذكرته بإحالة المتهمين لمحكمة الجنايات بتهمة هتك عرض هؤلاء الأطفالونحن ندعو جميع المهتمين من أشخاص ومؤسسات لممارسة جميع أشكال الضغط لإعادة القضية أمام القاضي الطبيعي وتمكين هؤلاء الضحايا من الحصول على حقوقهم.

المنظمات الموقعة مرتبة أبجدياً:

1 – أمانة المرأة بالحزب الناصري.

۲ ائتلاف المنظمات غير الحكومية لمتابعة تنفيذ اتفاقية السيداو

۳ اتحاد النساء التقدمي بحزب التجمع.

4 – البرنامج التنموي للمرأة والطفل.

5 – البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان.

6 – الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب.

7 – الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.

۸ الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

9 – المركز المصرى لحقوق السكن.

10 – المركز المصرى لحقوق المرأة.

11 – المرصد المدني لحقوق الإنسان.

۱۲ النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف.

۱۳ جمعية التنمية البيئية والصحية.

١٤ جمعية المرأة والمجتمع.

15 – جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان.

16 – جمعية حقوق الإنسان لمساعدة، السجناء.

۱۷ مركز الأرض لحقوق الإنسان.

۱۸ مركز الجنوب لحقوق الإنسان.

19 – مركز الفجر.

20 – مركز المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

21 – مركز حقوق الطفل المصرى

۲۲ – مركز دراسات وبرامج التنمية البديلة

۲۳ مرکز هشام مبارك للقانون.

٢٤ – مؤسسة المرأة والذاكرة.

٢٥ – مؤسسة حابي للحقوق البيئية.

٢٦ مؤسسة دراسات المرأة الجديدة.

۲۷ – مؤسسة مركز قضايا المرأة المصرية.

ملاحظة: أرسلت هذه الرسالة مع أخرى بأكثر من ١٢٠ توقيعًا من مواطنين من مختلف الاتجاهات ومجالات العمل إلى النائب العام، كما قام أكثر من مائة مواطن بإضافة توقيعاتهم.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي