ما نعرفه فقط
تاريخ النشر:
2019
وقائع العنف الأسري ضد النساء المنشورة في الصحف المصرية خلال عام 2019
المقدمة
لطالما كانت أصوات النساء داخل البيوت المصرية بحكم العادات والتقاليد أحياناً وبحكم القوانين أحياناً أخرى أصوات يجب إخفاؤها وإسكاتها على مر السنين، ونحن الآن في عام 2020 وما زالت أصوات النساء يتم إسكاتها بأنواع مختلفة من العنف تصل في أحياناً كثيرة للقتل، وإيماناً منا بأصوات النساء وحقهنّ في وصول أصواتهنّ، ومحاولة منا لنشر تلك الأصوات ومعانتها والتي لا تتمثل فقط في مجرد أرقام ولكنها قصص حياة انتهت أو أوشكت على الانتهاء او تعيش مهددة طوال الوقت خوفاً من بطش لا يردعه قانون، قمنا بمتابعة ورصد ما حدث في حياة بعض النساء خلال العام الماضي من خلال أخبار بعض الصحف المصرية من أنواع مختلفة للعنف الأسري، لنقدمها لكنّ/م ولكل من يهمه الأمر، ولنحاول معاً إيجاد طرق للنجاة لجميع النساء في مصر.
فـي محاولة مـــن “مجموعة براح آمن” لتتبع مسار هــــذه الجرائم في مصر وانتشارها، قمنا بتحليل الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام المصرية حول وقائع العنف الأسري المختلفة خلال العام 2019، وتمكن فريق العمل من رصد 609 جريمة عنف أسري مختلفة فـي هذا العام، وهـي ليس بالقطع العدد الحقيقي لجرائم العنف الأسري فــي مصر، ولكنها مـــا وصل منهـا للصحف فقط، نظرا لجسامته أو للجوء المتضررات منه لأجهزة إنفاذ القانون، فهذا العدد وما يحتويه من تفصيلات رغم ذلك يُعد مؤشـراً هاماً للمعنين بأوضاع النساء في مصر، فإذا قلنا على سبيل المثال أن من بين هذه الوقائع هناك 169 واقعة قتل لنساء في إطار الأسرة فإن هذا الرقم يستحق وقفة جادة لدراسة هذه الجرائم، مع باقي المؤشرات التي يطرحها هذا التقرير الموجز حول جرائم العنف الأسري ضد النساء في مصر.
أولاً: نبذة عن معايير الرصد التي تم استخدامها
نتبع في هذا الرصد المنهجية الكمية حيث نجمع البيانات ونقوم بتحليلها، من خلال منظور نسوي، فإننا لا نرى تلك المعلومات مجرد أرقام، ولكن كل رقم يحمل قصة امرأة تعرضت للعنف الأسري ونجت منه أو تحاول النجاة كل يوم، أو قصة إمرأة انتهت حياتها بسببه وتلك الحياة كانت بها أنواع مختلفة من العنف التي تصاعدت حتى وصلت للقتل أو الانتحار.
تلك المنهجية الكمية التي نحاول من خلالها أن نرى ما وراء الأرقام من قصص، مبنية على مجموعة من التعريفات الموضحة أدناه، وهي في طور التطوير المستمر؛
-
تعرّف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه1:
“أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يُرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة“.
العنف الأسري:2
العنف الأسري هو مصطلح أكثر شمولا حيث من الممكن أن يكون موجهًا ضد أحد أفراد الأسرة من أي من أفراد الأسرة الآخرين الذين يمتلكون سلطة معنوية عليهم. أما العنف الزوجي فهو شكل من أشكال التصرفات المسيئة الصادرة من قبل أحد أو كلا الشريكين إلا أن عبء العنف الزوجي يقع على السيدات في معظمه، هناك عدد من أشكال العنف الأسري والزوجي منها الاعتداء الجسدي(كالضرب، والركل…) أو التهديد النفسي، أو الاعتداء الجنسي، الاعتداء العاطفي، السيطرة أو الاستبداد أو التخويف أو الملاحقة والمطاردة أو الاعتداء السلبي الخفي كالإهمال، أو الحرمان الاقتصادي.
والعنف الأسري أو العنف في المجال الخاص: هو العنف الواقع في المنزل أو غيره، ومن أحد أفراد الأسرة، وغالباً ما يكون هذا العنف من الرجال على النساء، سواء كان العنف واقع من (أب – أخ – عم – جد …..) أو العنف الواقع من الشريك سواء كان هذا الشريك ( زوج – خطيب – طليق – حبيب ….) حيث أن العنف الممارس من قبل الشريك المعاشر يعني سلوكه ضمن العلاقة أو بعدها، وتتسبب في حدوث ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والعلاقات الجنسية القسرية والإيذاء النفسي وسلوكيات السيطرة.
من يمارس العنف الأسري:
-
الأب
-
الأخ
-
الزوج
-
حبيب
-
طليق
-
العم
-
الجد
-
الأقارب
-
الشريك
-
الأم
أنواع العنف الأسري:
-
عنف جنسي
-
عنف جسدي
-
عنف نفسي
-
عنف لفظي
-
عنف اقتصادي
-
العنف المركب
العنف الجنسي:3
يشمل كل الأفعال الجنسيــة المقترنة بالإكراه، سواء من خلال التهديد أو التغرير أو الترهيب أو استخدام القوة الجسدية، وتشمل أيضاً الإيحاءات الجنسية سواء من خلال تعابير الوجه أو اللفظية أو الحركية، سواء لتحقيق رغبات ومآرب جنسية أو بغرض إيذاء الضحية. أما لتحقيق الاتصال الجنسي مع الفتاة كالاغتصاب، محاولة الاغتصاب، التحرش الجنسي، أو استخدام المجال الجنسي في إيذائها كالتحرش الجنسي، الشتم بألفاظ نابية، الهجر من قبل الزوج، الإجبار على ممارسة الجنس، الإجبار على القيام بأفعال جنسية لا تحبها النساء، نقل الأمراض الجنسية من الزوج للزوجة من دون علمها. ويشمل الاستغلال الجنسي والاعتداء الجنسي على الفتيات، وختان الإناث وغيره من الممارسات التقليدية المؤذية للنساء.
-
-
الاغتصاب4
هو كل فعل نشأ عنه إيلاج أو إجبار على الإيلاج، سواء كان بالأعضاء الجنسية أو غيرها، أو بأي أداة أخرى، عبر المهبل أو الشرج، أو إيلاج عضو جنسي عبر الفم، مهما كان الإيلاج طفيفاً، ضد المجني عليه سواء كان ذكراً أو أنثى، بغير رضاه.
التحرّش الجنسي:5
أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها و/أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.
ويمكن للتحرّش الجنسي أن يأخذ أشكالًا مختلفة.هو كل فعل بهدف الإثارة الجنسية أو الحط من جنس المجني عليه، سواء كان ذكراً أو أنثى، يستطيل إلى جسده بغير رضاه، ولا يصل إلى حد الاغتصاب.
كشوف العذرية6:
إن توقيع كشف العذرية له تاريخ طويل من التطبيق وأشكال متعددة في المجال العام والمجال الخاص للتأكد من عدم وجود نشاط جنسي لدى الفتيات والنساء قبل الزواج ويتم توقيعه من قبل أفراد مختلفين. ويتمثل كشف العذرية في تفحص المهبل لمعرفة إذا ما كان تم فض غشاء البكارة أم لا، والذي يعتبر في سياق بعض العادات والتقاليد رمز لعفة النساء.
كم ان الامتناع عن إشباع الرغبة الجنسية أو حجب التعليم الجنسي من أحد أنواع العنف الجنسي.
العنف الجسدي:7
هو أكثر أنواع العنف وضوحًا، فيه تتعرض المرأة للعنف عن طريق الضرب أو الصعق، سواء بجزء من أجزاء الجسم أو بأداة ما، كما أنه يشمل أي تصرفات ينتج عنه أذى جسدي حتى مثل الحرمان من الطعام أو العلاج، أو الحبس في أماكن مظلمة غير مناسبة في درجات حرارتها أو تهويتها.
أنواع العنف الجسدي:
-
النوع القاتل: والذي يؤدي إلى فقدان الحياة (القتل – الانتحار)
-
النوع شديد الخطورة: وهو ما ينتج عنه إصابات خطيرة مثل الكسور، إصابات الرأس والحروق الشديدة، ختان الإناث، أو ما ينتج عنه عاهة مستديمة.
-
النوع الخطر: وهو ما يكون له آثار على الجسم مثل حدوث التجمعات الدموية، مثل الكدمات حول العينين ، الأنف ، الفم ، أو اليدين أو أي مكان آخر.
العنف النفسي والمعنوي:8
وهو أي فعل مؤذ نفسيا ً للنساء والفتيات دون أن تكون له آثار جسدية ويشمل الأفعال الهادفة إلى إهانة المرأة ، وهو أي فعل مؤذ نفسيا أو الحط من كرامتها أو ثقتها بنفسها أو بقيمتها الشخصيـة وعزلها عن محيطها الخارجي، والأفعال الرامية إلى إضعاف قوتها من خلال استخدام امتيازات قانونية أو اجتماعية. مثل السب و الشتم، و الإهمال والهجر، والمراقبة والاحتجاز، وإكراه الزوجة على الرجوع إلى بيـت الزوجيـة، والمعاملة كخادمة، وتعدد الزوجات، وعدم الاعتراف بنسب الأطفال أو التهديد بخطفهم منها، والطلاق التعسفي.
كذلك التهديدات أو التعليقات والتعاملات الدونية بهدف السيطرة على تصرفات الآخر وتوليد الشعور بالخوف والقلق، سواء كانت هذه التهديدات موجه لشخص بعينه أو لأحد معارفه أو ممتلكاته، الترصد، الابتزاز العاطفي، والعزل الاجتماعي أو حتى الضغط على أحد لعمل تصرف ما دون رغبته ومنعه من اتخاذ قراراته بنفسه، التعليقات المستمرة على معتقدات الانثى وأفكارها والحط من قيمة كل ما تتفوه به من عبارات، وإفقادها الثقة بنفسها، ومحاولة تغيير الأفكار والقناعات المؤمنة بها بشكل متعمد، النظرة الدونية لها (سواء كان ذلك من قبل الأسرة أو الشريك)، التتبع والمراقبة سواء كان ذلك في الواقع أو على الفضاء الإلكتروني.
العنف اللفظي:
يُعد العنف اللفظي من أنواع العنف التي تؤدي بدورها لأنواع أخرى مثل العنف النفسي، وهي بداية للعنف الجسدي، يشتمل العنف اللفظي الشتائم، والتحقير من شأن المرأة، التهديدات، الكلمات ذات الطابع الجنسي من قبل الأهل، التعليق اللفظي على جسد المرأة بطريقة مهينة.
العنف الاقتصادي:9
يشمل كل الأفعال الهادفة إلى حرمان النساء من التمتع بالموارد لتلبية احتياجاتهن للعيش بكرامة، مثل منعهن من العمل أو إجبارهن على العمل والاستيلاء على مواردهنً، وشح الموارد المالية التي تعطى لهن أو عدمها، والاستيلاء على ممتلكاتهن وسلبهن حقهن في الإرث.
ويبدو هذا النوع من أنواع العنف ظاهرا عندما يتمكن أحد من التصرف في الدخل المادي شخص آخر دون موافقته أو إساءة استخدام أموال هذا الشخص. كـ التحكم في عمله سواء بالمنع أو الإجبار، الاختلاس، الابتزاز، إساءة استخدام التوكيلات أو الوصاية على أحد.
العنف الاجتماعي:10
وهو يعني الإساءة للنساء والفتيات بإسم الأعراف والتقاليد والعادات الاجتماعية والثقافة السائدة في المجتمع والمبنية على الصورة النمطية لـأدوار الإجتماعية بيـن الجنسيـن. وهو أكثر الأنواع ممارسة ضد النساء في المجتمعات العربية، ويتمثل في محاولة فرض حصار اجتماعي على الفتاة وتضييق الخناق على فرص تواصلها وتفاعلها مع العالم االجتماعي الخارجي، وهو أيضا محاولة الحد من انخراطها في المجتمع وممارستها أدوارها.أمثلة على أنواع الانتهاكات الواقعة داخل أنواع العنف الأسري بالتفصيل:
-
القتل
-
الانتحار كنتيجة لممارسة العنف
-
كشوف العذرية
-
الهجر
-
منع الطعام والشراب
-
منع الأدوية
-
تقييد الحركة داخل المنزل
-
المنع من الخروج من المنزل” الحبس المنزلي “
-
العزل الاجتماعي
-
المنع من التعليم
-
الزواج المبكر
-
الحرمان من الميراث
-
ختان الإناث
-
الحرمان من المصروف
-
الإهمال
-
التشهير
-
الابتزاز الالكتروني
العنف المركب:
هو أنواع مختلفة من العنف قد يكون عنف نفسي وجسدي على سبيل المثال، تتم ممارسته من فرد واحد أو أكثر داخل الأسرة، على إحدى النساء أو الفتيات من نفس الأسرة.
-
المحافظة |
عدد الجرائم |
القاهرة |
224 |
الجيزة |
208 |
القليوبية |
21 |
الإسكندرية |
18 |
بورسعيد |
0 |
السويس |
0 |
الإسماعيلية |
4 |
دمياط |
1 |
الشرقية |
27 |
الغربية |
12 |
المنوفية |
10 |
الدقهلية |
2 |
البحيرة |
9 |
كفر الشيخ |
5 |
بني سويف |
6 |
الفيوم |
5 |
المنيا |
5 |
أسيوط |
8 |
سوهاج |
8 |
قنا |
9 |
الأقصر |
2 |
اسوان |
0 |
البحر الأحمر |
0 |
الوادي الجديد |
0 |
مرسي مطروح |
1 |
شمال وجنوب سيناء |
0 |
خــــلال العام 2019 تمكن فريق العمل مـــن رصــد 609 خبر حـــول جرائم العنف الأسري التي تحدثت عنها بعض الصحف المصرية، توزعت هذه الجرائم على كــل محافظات الجمهورية عــدا 7 محافظات وهي: (البحر الأحمر، شمال سيناء، جنوب سيناء، الوادي الجديد، أسوان، بورسعيد، السويس)، وفي الحقيقة هذا لا يدل على أن هذه المحافظات خالية من جرائم العنف الأسري ضد النساء ولكن سوء تغطية مجموعة من المحافظات نظرا لبعدها عن المركز هو عامل أساسي، كذلك ضعف الصحافة المحلية، كما أن الثقافة المحلية والقبلية تلعب دوراً كبيراً في بعض المحافظات في التستر على مثل تلك الجرائم، أو ربما قلة عدد بعض من تلك المحافظات يكن كذلك عامل في تلك النتيجة.
فيما يتعلق بتوزيع جرائم العنف الأسري على المحافظات المختلفة فقد جاءت محافظة القاهرة في المركز الأول مسجلة وحدها 224 جريمة عنف أسري وهو ما يُمثل نسبة 38.8% من العدد الكلي للجرائم، وفــي المركز الثاني جاءت محافظة الجيزة بنسبة قريبة من محافظة القاهرة وهي 34.4 % بعد أن شهدت 208 جريمة عنف أسري خلال العام 2019، في المركز الثالث حلت محافظة الشرقية بنسبة 4.4% وبعدد جرائم 27 جريمة عنف أسري، ونلاحظ وجود عدد لا بأس به من الجرائم غير مسجل مكان الجريمة ويمثل هذا العدد 18 جريمة عنف أسري تمت تغطيتها من خلال الصحف المصرية ولكن بدون تغطية عنوان الجريمة.
فيما يتعلق بتوزيع الجرائم زمنيا فقد توزعت الجرائم بنسب متقاربة على أشهر عام 2019 ولكن رغم ذلك سجل شهر ديسمبر العدد الأعلى للجرائم حيث تم رصد 71 واقعة خلال هذا الشهر، تلاه في المركز الثاني بـ 70 واقعة شهر أغسطس ، ثم يأتي في المركز الثالث شهر مايو بعدد 65 حالة عنف أسري.
وفي هذا الإطار نلاحظ أيضاً أن شهر ديسمبر يحظى بأعلى نسبة لأعلى انتهاك جسدي وهو القتل حيث تم رصد 32 حالة قتل في هذا الشهر فقط، ويأتي من بعده شهر مارس 2019 برصد 20 حالة قتل، وفي المركز الثالث يقع شهري يونيو وأغسطس ب 14 حالة قتل لكل شهر.
الخريطة الزمنية لجرائم القتل 20 19 – براح آمن
خلال العام 2019 تم رصد 609 خبر حول جرائم العنف الأسري التي تحدثت عنها بعض الصحف المصرية، من بين هذه الجرائم جاءت جرائم العنف الجسدي في المقدمة، حيث تم رصد 276 واقعة عنف جسدي خلال العام، بنسبة 45.5% ، وتتدرج صور العنف الجسدي تبعاً لخطورتها فتبدأ من الصور البسيطة للاعتداء بالضرب، وتتدرج حتى تصل إلى أعلى درجة وهي القتل،حيث يبلغ عدد حالات القتل حوالي 169 حالة قتل بنسبة 28.8% من إجمالي الانتهاكات التي تم رصدها في 2019، وهناك أشكالاً أخرى متعددة للعنف الجسدي منها على سبيل المثال: الضرب، إحداث الكسور، إحداث الحروق والكي، رش المواد الحارقة، منع الطعام و/أو الشراب، التعذيب، والتسبب في عاهة مستديمة.
في المركز الثاني حلت جرائم العنف المركب، وهي جرائم تشمل أكثر من نوع من أنواع العنف السابق تعريفها تقع على نفس الأنثى، من ذكر واحد أو أكثر من العائلة، حيث تبلغ حالات العنف المركب 181 حالة عنف مركب، بنسبة 29.9 % من بين الأنواع المختلفة للعنف التي تم رصدها، وقد يشمل العنف المركب نوعان أو أكثر من العنف وبالتالي نوعان او أكثر من الانتهاك، فا على سبيل المثال: يتم رصد عنف نفسي وجسدي، أو عنف جنسي وجسدي، أو عنف اقتصادي وجسدي …. وأنواع انتهاك منها: الامتناع عن الإنفاق والضرب، والتهديد والحبس المنزلي، الابتزاز وسرقة المنقولات …
في المركز الثالث جاءت جرائم العنف النفسي بعدد 85 جريمة عنف نفسي بنسبة 9.6% من إجمالي أنواع العنف، ويشمل العنف النفسي أشكال مختلفة من الانتهاك أغلبها يكن: ابتزاز جنسي، تهديد، تهديد بخطف الأطفال، تشويه سمعة، هجر، رفض إثبات الطلاق، رفض إثبات النسب، ولاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار لانتهاك نفسي لم نكن نرصده من قبل وهو تصوير الزوجة في أوضاع حميمية وتهديدها بنشر الصور، وأيضاً انتهاك مثل رفض إثبات الطلاق للزوجة وتركها هكذا معلقة لإيقاف حياتها تماماً.
في المركز الرابع جاءت جرائم العنف الاقتصادي بنسبة 7.4% بعدد جرائم 45 جريمة عنف اقتصادي، ويشمل العنف الاقتصادي أنواع مختلفة من الانتهاكات منها: الحرمان من الميراث، الامتناع عن دفع نفقة الأطفال والزوجة، الحرمان من المصروف، الاستيلاء على الراتب، الإجبار على العمل، منع المرأة من الخروج للعمل، وتؤدي مثل هذه الانتهاكات إلى إضعاف وضع المرأة اقتصادياً والتأثير على قدرتها على إدارة حياتها مالياً.
في المركز الخامس جاءت جرائم العنف الجنسي بنسبة 6.8% ما يُمثل 41 جريمة عنف جنسي، ويشمل العنف الجنسي داخل الأسرة انتهاكات عِدة رصدنا منها على سبيل المثال: الاغتصاب الزوجي، الاغتصاب داخل الأسرة، التحرش الجنسي داخل الأسرة، الاعتداء الجنسي، تشويه الأعضاء التناسلية الجنسية للنساء “حيث يُعد عنف جنسي وجسدي كذلك“.
في المركز السادس جاء العنف الاجتماعي برصد 6 جرائم، بنسبة 1%، وهناك أشكال مختلفة من العنف الاجتماعي تم رصدها خلال 2019 منها، الابتزاز بالحرمان من الأطفال، أو سرقة الأطفال والهرب بهم من قبل الأب، الابتزاز بالتنازل عن الحضانة في مقابل الطلاق، التقليل من شأن الأنثى داخل الأسرة.
وتلك النسب ليست بالضرورة تُعبر عن حقيقة انتشار نوع معين من العنف عن الأخر، ولكن في الأغلب عدم وجود وعي بتلك الانتهاكات والأنواع من العنف مجتمعياً وقانونياً، هو ما يقلل الحديث عنها، أو يجعله بصوت غير مسموع، ولا تهتم الصحف بتغطيته إلا في حالات تطور هذا العنف لأنواع أخرى يراها المجتمع وأحياناً القانون أكثر وضوحاً، ولذلك يتم الحديث عنها بصوت مسموع مثل العنف الجسدي، حتى أن الحديث عن العنف الجنسي في إطار الأسرة الحديث عنه محدود بشكل ملحوظ، هذا وقد لاحظنا خلال العام أن أغلب النساء داخل الأسرة يتعرضنّ لنوعان أو أكثر من العنف خلال الموقف الواحد من الشخص الممارس للعنف، وأحياناً أخرى نجد أن النساء يتعرضنّ للعنف على يد أكثر من شخص داخل الأسرة بأشكال انتهاك مختلفة، وهذا جزء من تقاطعية العنف الواقع على النساء داخل الأسرة.
أكثر أنواع الانتهاكات ضــــد النساء التي تـــــــم رصدها في أخبار الصحف المصرية هـــي جرائم القتل للعام الثاني على التوالي، حيث تـــــم رصــد 169 جريمـة قتل لنساء فـــي إطار الأسرة بما يمثل27.9 % مــــــن العدد الإجمالي للجرائم، فاذا اضفنا لهذه الجرائم وقائع مشابهة
مثل انتحار النساء هربـا مـن العنف الأسري، ومحاولات الانتحار غيـر المكتملة لذات السبب، فضلا عـــن التهديد والشروع فـي القتل فأننا نصل لنتيجة خطيرة تُشير بشكل واضح أن أرواح النساء وحقهنّ الأساسي والأول وهو الحق في الحياة غير آمن، ولا يوجد قوانين تحمي تلك النساء وتحمي هذا الحق.
بعد جرائم القتل جاءت جرائم الضرب في المركز الثاني بنسبة 21.2% بعد أن تم تسجيل 128 واقعة ضرب، وفـــي المركز الثالث حلت وقائع الامتناع عن النفقة بنسبة 7.6% بعد أن تــم تسجيل 46 واقعة، وفـــي المركز الرابع جاءت جرائم الاغتصاب بنسبة 4.8% بعد أن تم تسجيل 29 واقعة، وفــي المركز الخامس حلت محاولات القتل بنسبة 4.5% بعد أن تـــم تسجيل 27 محاولــة قتل لنساء في إطـــار الأسرة، في المركز السادس جاء الانتحار بنسبة 4.3% بعد أن تم تسجيل 26 حالة انتحار للهروب من العنف الأسري، ثـــم توزعت باقي جرائم العنف الأسري متخذة صور مختلفة ومتنوعة.
رابعاً: الفئات الأكثر تعرضا لجرائم العنف الأسري ضد النساء
من خلال تحليل جرائم العنف الأسري التي تم رصدها من بعض الصحف المصرية خلال العام 2019، يظهر لدينا أن الفئة الأكثر تعرضاً لهذه الجرائم هي فئة الزوجات على يد أزواجهم حيث وقعت لهنّ 410 جريمة مــن أصــل 609 جريمة تم رصدها خـــلال العام بنسبة 67.4%، وفـــي المرتبة التالية جاءت الإبنة المتعرضة للعنف على يد الأب أو الأم في الغالب مسجلات 102 جريمة بنسبة 16.8%، وفي المرتبة الثالثة جاءت الشريكة بنسبة 6.1% بعد أن تـــم رصد 37 جريمة تعرضت لها إحدى النساء الاتي كنا في علاقة مع رجل والشريكة هنا تشمل الفئات التالية ( مطلقة – مخطوبة – حبيبة – خطيبة سابقة – حبيبة سابقة).
أما الفئات العمرية للمتعرضات للعنف الأسري فقد أظهرت أن كل النساء فـي مصر فـي دائرة العنف الأسري فـــبداية من الأجنة في بطون الأمهات والتي يتعرضنّ هنّ وأمهاتهنّ أحيانا للعنف بسبب أنهنّ حوامل في أنثى، ونهاية بالجدات من النساء، تأتي النسبة الأعلى في الرصد لهذا العام للنساء الغير مذكور أعمارهنّ في التغطية الصحفية، ولذلك نعتبر أن النساء في الفئة العمرية 21-45 سنة فـــــي المرتبة الأولى للنساء المتعرضات للعنف الأسري بنسبة 22.5 % بعد أن تم رصد137 واقعة عنف، وفي المرتبة الثانيـة جاءت النساء فــــــي الفئة العمرية 1-21 سنة بنسبة 13.5 % بعد رصد 82 واقعة، وفي المرتبة الثالثة جاءت النساء في الفئة العمرية 45-60 سنة بنسبة 2% بعد رصـــد 12 واقعة، وفي المرتبة الأخيرة حلت فئـــــــــــة النساء اللاتي اعمارهن أكبر مـــــن 60 عاما مسجلات 10 وقائع فقط شكلوا نسبة 1.6%.
خامساً: من يرتكب جرائم العنف الأسري ضد النساء في مصر؟
أظهر تحليل جرائم العنف الأسري التي غطتها بعض الصحف المصرية خلال 2019 أن فئة الأزواج هــي الأكثر ممارسة للعنف ضـــد زوجاتهم بنسبة 63.3% بعدد 384 زوج، تليهم فئة الإباء في ممارستهم للعنف ضد بناتهم بنسبة 12.4% بعدد 75 أب ، ثـــم جاءت فئة الشريك في المرتبة الثالثة مسجلين 6.4% بعدد 39 رجل (زوج سابق – حبيب – خطيب – خطيب سابق – حبيب سابق …)، ثم تلتهم فئات آخرى متنوعة مثل الأهل والأخ وغيرها ، وبطبيعة الحال كان معظم ممارسي العنف ضد النساء من رجال الأسرة في نسبة تقارب 93.5% من إجمالي الجرائم التي تم رصدها، في حين مارست النساء مثل الأمهات وزوجات الأباء والأبناء وغيرهنّ عنف أسري بنسبة تُقارب 4% في حين تواجد نسبة غير محددة وتُشير في الأغلب إلى حالات الانتحار التي تحدث بسبب الخلافات الأسرية ولا يتم نسب الجريمة لأحد وهي بنسبة 2%.
عن مبادرة براح آمن
مجموعة نسوية تسعى لمجتمع خالي من جميع أشكال العنف والتمييز الواقعة على النساء داخل الأسرة، من خلال تبنيها لمنظور نسوي يُراعي علاقات القوى بين النساء والرجال، ويعمل على تكسير القوالب النمطية التي تساعد على التمييز والعنف ضد النساء داخل الأسر في مصر، بدأت المجموعة العمل عام 2015 من خلال بعض حملات التدوين الإلكتروني عبر موقع الفيس بوك، وتم تدشينها رسمياً في مطلع عام 2018.
تعسى مجموعة “براح آمن” لتعزيز حق النساء في التواجد الآمن داخل الأسرة، وتعزيز حقهنّ في التمتع بالصحة النفسية والجسدية، مع الاحترام التام والكامل لخصوصية الناجيات واحترام اختياراتهنّ، نسعى أيضًا لإلقاء الضوء على الأشكال المختلفة للعنف والتمييز الواقعة على النساء في الأسرة وتأثير ذلك على تواجدهنّ في المجال العام، والسعي نحو طرح تشريعات وسياسات تُجرم العنف الأسري الواقع على النساء في مصر طبقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
-
اعتمد الإعلان من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها 48/104 المؤرخ في 20 كانون اﻷول/ ديسمبر 1993