العنف ضد النساء
رقم العدد:
4
تصميم الغلاف:
التحرير:
ترجمة:
تقديم
يسعد مركز دراسات المرأة الجديدة أن يتولى إصدار العدد الرابع من مجلة شؤون الصحة الإنجابية باللغة العربية ويحتوى على موضوعات مختارة من مجلة Reproductive Health Matters وكان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان هو الذي بادر بإصدار الإعداد الثلاثة الأولى. وننتهز هذه الفرصة لتقديم التحية لمركز القاهرة على جهده المتميز فى الأعداد السابقة وعلى موافقته على أن يقوم مركز دراسات المرأة الجديدة بإصدار الأعداد التالية. والحق أننا قبلنا هذه المهمة لما نراه من أهمية لهذه المجلة، فهي تتناول دراسات وخبرات متنوعة وثيقة الصلة بهمومنا الخاصة بصحة المرأة الإنجابية التي تتشابه وتلتقى في كثير من الجوانب مع خبرات النساء فى دول العالم المختلفة كما يوضح هذا العدد والأعداد السابقة. قد لا نتفق مع بعض ما جاء فى المقالات المتضمنة في هذا العدد لكننا اخترناها لتناولها لقضايا صحية شبيهه بما نعانيه في مجتمعنا ولكنها لم تأخذ حقها في النقاش أو الدراسة.
يمكن الحصول على الأعداد السابقة من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان(۱)، على أننا سنقدم عرضا سريعا لما تناولته. تناول العدد الأول، قضية تنظيم الأسرة والجدل في إيران حولها كما تعرض للوسائل الجديدة ومحاذيرها الصحية وكذلك وسائل تنظيم الأسرة، وبحثا مصريا حول إدراك وجهة نظر النساء حول تجربة الإجهاض الاضطراري، بالإضافة إلى بحثين عن الثقافة الجنسية. أما العدد الثاني، فتناول بشكل أساسى الميراث التاريخي للعالم القديم في اشتباكه مع قضايا صحة النساء. فمع خروج النساء لسوق العمل، وتداعى هياكل الدعم المجتمعية القديمة مثل الأسرة الممتدة، ولم يعوض ذلك بآليات اجتماعية حديثة. فأضاف عملهن إلي همومهن هموما جديدة، وضاعف من الأعباء الملقاة على عاتقهن. وقد عرض ذلك العدد أبحاث وتجارب من بلدان مختلفة تناقش كيف يمكن التعامل مع التغيير الاجتماعى ليصبح أكثر انسجاما مع العدالة وحقوق الإنسان. أما العدد الثالث فقد ركزت معظم مقالاته على قضية الشئون الجنسية، المدارس المختلفة في مجال البحوث الجنسية وما يواجهها من صعوبات. أما هذا العدد فقد اتفقنا أن يركز على قضية العنف المبنى على النوع ضد النساء انسجاما مع الشعار الرئيسي الذي يتبناه مركزنا للفترة من ۲۰۰۱ – ۲۰۰٤ وهو التصدى للعنف ضد النساء، والذي يشمل أنشطة متعددة فى برامجنا المختلفة، وعلى رأسها عدد من الأبحاث التى تتناول جوانب مختلفة من هذه القضية الهامة. لقد اخترنا هذه القضية لأنها من أهم القضايا المسكوت عنها رغم تأثيرها البالغ على صحة النساء، ورغم انتشارها فى كل المجتمعات، وفى كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية. العنف القائم على النوع لا موطن له، ورغم ذلك فهو موضوع مهمل تنكره أغلب المجتمعات ويهمله مقدمو الخدمة الصحية وواضعو السياسات الصحية.
من جانب آخر تثير قضية العنف ضد النساء ردود أفعال متباينة، فهي قضية شائكة، تضعنا وجها لوجه أمام أنفسنا، سلوكنا، وأيدلوجياتنا في تناول الأمور، وأعرافنا الاجتماعية. فتغيير المفاهيم النمطية في المجتمع هي من أصعب الأمور فمازال المجتمع يعامل المرأة باعتبارها الأضعف وبالتالي، يجب فرض الوصاية عليها – حتى لو استدعى الأمر – استخدام العنف. والضمير الجمعي يحمل النساء مسؤولية ما يحدث لهن فإذا تعرضن للإهانة أو الضرب أو التحرش أو حتى الاغتصاب، فإن سلوكهن في الأغلب لم يكن مناسبا أو مستفزا…. أى أن المجتمع يوجه اللوم للضحية وليس للجاني.
ولأننا نؤمن أن التصدى لقضايا الصحة الإنجابية لا يكون بدفن الرؤوس فى الرمال وإنكار المشكلات أو التعالى عليها، بل بالمواجهة الصريحة والحازمة، التى تبدأ بالاعتراف بوجودها ودراسة أبعادها المختلفة واستخلاص الأسباب التى تؤدى لنشأتها واستمرارها، حتى يمكن التوصل لحلها، لذا نأمل أن يساهم هذا العدد في فهم أعمق لأسباب العنف وتبعاته وللسياق الذى يحدث فيه، والبرهنة علي العلاقة الوثيقة بين العنف الأسرى بكافة أشكاله البدنية والنفسية والجنسية – وبين الصحة الإنجابية للنساء بمفهومها الواسع. وأخيرا نأمل أن يساهم هذا العدد في دعم الجهود الحكومية وغير الحكومية فى اتخاذ التدابير المختلفة التي يمكن أن تدفع بالقضاء على العنف ضد النساء.
يتناول المقال الأول خبرة جنوب أفريقيا فى تطبيق قانون العنف الأسرى الذي صدر عام ۱۹۹۸،وأهمية أعمال المناصرة في دفع عملية التغيير الاجتماعى، وتفعيل تنفيذ القانون. تؤكد الدراسة أهمية بناء تحالف يجذب مختلف القوى، ويستخدم مجموعة متنوعة من أدوات المناصرة بما فيها ممارسة الضغط، وأعمال المناصرة من خلال وسائل الإعلام بالإضافة للتعبئة الاجتماعية. ومن جنوب إفريقيا أيضًا دراسة عن الإشكاليات الأخلاقية والمنهجية في بحوث العنف ضد النساء، عبر عرض الخبرات المستمدة من عديد من الدراسات،خاصة ما يتعلق بمدى المخاطر الناجمة عن البحث في هذا المجال والمتعلقة بأمان كل من المبحوثين والباحثين والحاجة لحماية السلامة النفسية لكليهما. هناك أيضًا عدد من الدراسات التي تعرض رؤية النساء والشباب حول العنف ضد النساء، منها دراسة عن العنف الأسرى داخل العلاقة الزوجية في إحدى مدن المكسيك، توضح كيف يضعف العنف قدرات النساء في التماس العناية بأنفسهن،ويعمل كعائق قوى لتحقيق المساواة النوعية في المجتمع ودراسة عن تصورات الشباب في عبدان – نيجيريا عن الممارسات الجنسية القسرية من خلال ٤ ورش عمل تتخذ من السرد منهجا لها. كذلك يتضمن العدد مقالا عن الحقوق الإنجابية للنساء المصريات، ماذا تعنى لغة الحقوق في علاقتها بالخصوصية الثقافية في السياق المصري ؟ ورؤية النساء المصريات حول الحقوق الإنجابية، كما تناقش أيضًا، دور التقاليد والدين. وأخيرًا الطريقة التي يتم بها تناول الحقوق الإنجابية في القانون المصري. وتحلل الورقة بعض الآراء المعارضة للغة الحقوق.
وأخيرًا نقدم في باب “إطلالة” جولة سريعة لبعض الأخبار ذات الصلة بموضوع العنف مثل العنف ضد أطفال الشوارع، الاغتصاب أثناء الحروب كجريمة حرب، وبعض الحلول المقترحة للقضاء على العنف ضد النساء، موانع الحمل التى يمكن استخدامها فى حالات الطوارئ كحالات الاغتصاب.
هيئة التحرير