العدد الثاني عشر-المرأة الجديدة
رقم العدد:
12
تاريخ النشر:
2003
رئاسة التحرير:
تصميم الغلاف:
التحرير:
إشراف:
افتتاحية
إنهن يدفعن ثمن الحرب
عدد جديد نصدره بدأنا الإعداد لموضوعاته في ظل ظروف خاصة، وهي ظروف الحرب واحتلال العراق، وبينما كنا نعد لاحتفالية يوم المرأة كانت المرأة العراقية محاصرة حصارًا جديدًا يضاف إلى الحصار الاقتصادي الذي عانت منه أكثر من 11 عامًا، لتبدأ المعاناة مع حصار بالدبابات والطائرات والقنابل.
ولأن المرأة هي التي تدفع الثمن الأكثر فداحة في الحرب التي لم تقررها ولم تكن طرفًا فيها فقد أعددنا ملفًا حول النساء والحرب قدمنا فيه صورة لما تواجهه المرأة العراقية التي فقدت الأبناء والزواج والإخوة والابن والأب والتي وقفت تواجه تفاصيل الحياة اليومية في ظروف الحرب، وكان البحث عن تلك التفاصيل شاقًا فلم تول وسائل الإعلام اهتمامًا بمعاناة المرأة العراقية، وكنا نبحث وكأننا نفتش عن إبرة في كومة قش، وحتى الآن لم نعثر على دراسة خاصة بأوضاع نساء العراق ولم يتجاوز ما وجدناه مجموعة من الأخبار المتناثرة في الصحف وعبر شبكات الإنترنت.
ورصدنا في هذا العدد موقف نساء العالم ضد الحرب، فقد تصدين بنفس القوة لسياسيات حكامهن واضعين شعارًا لا للحرب من أجل النفط، وتحية لموقفها ننشر آخر رسائل “راشيل كوري” الناشطة الأمريكية التي تصدت بجسدها للجرافات الإسرائيلية لمنعها من هدم بيوت الفلسطينيين، وسقطت شهيدة أسفل عجلات الجرافة، وكانت في فلسطين ضمن وفد من الدروع البشرية الذين جاءوا مدفوعين بكل القيم الإنسانية التي تتجاوز حدود الدين والجغرافيا والأعراق لتلتقى مع حق الإنسان في عالم أكثر عدلاً وحرية وجمالاً، ورغم أن قضية المرأة والحرب هي القضية الأساسية في هذا العدد إلا أننا حرصنا على إلقاء الضوء على بعض أنشطة المركز خلال الشهور السابقة حيث تقدم في هذا العدد عرضًا للدراسة القيمة التي هي نتيجة بحث وجهد من مشروع الراصد الإعلامي حول العنف ضد المرأة في الدراما التليفزيونية، وقد اعتمد البحث على تحليل مضمون لما قدمه التليفزيون المصرى خلال شهر رمضان الماضي حيث ترتفع فيه نسبة المشاهدة مقارنة بشهور العام، وقد صدر تقرير عن مركز دراسات المرأة الجديدة حول مشروع الراصد الإعلامي متضمنًا توصيات نأمل أن تحظى بالاهتمام حتى نستطيع معًا أن نواجه ثقافة العنف ضد المرأة بسياسات علمية وعملية على جميع المستويات.
ونقدم الاحتفالية بيوم المرأة التي شارك فيها “عدد من المنظمات بعنوان ” مبدعات ومبدعون من أجل النساء والوطن ” وتم تكريم رموز مبدعينا الذين أثروا الواقع بإبداعهم وقدموا رؤية مغايرة للمرأة عنها ومن أجلها، وحرصنا على تقديم كلمة الكاتبة الهندية “آرونداتي روي” التي ترجمتها وألقتها في الاحتفالية الدكتورة هالة كمال، تلك الكلمة التي ألقتها “روي” في بورتو اليجري ” ضد العولمة والرأسمالية المتوحشة.
في هذا العدد كما في الأعداد السابقة والأعداد اللاحقة نظل واقفين في مواجهة العنف ضد المرأة بكل أشكاله، كما سنظل نردد جملة “راشيل كوري” الأخيرة معًا من أجل عالم أفضل بشرط أن نسعى لخلقه.