العدد الثالث و العشرون – المرأة الجديدة

متى نحتفل بعرس بعرس الديمقراطية

بكل السعادة والأمل استقبلنا أفراح الديمقراطية وانتصاراتها في لبنان التي خاضت فى هذا الشهر معركة الانتخابات النيابية فى أجواء ديمقراطية اتسمت برقى الممارسة من جميع التيارات، وشاركت فيها النساء بشكل وحضور لافت للنظر، فقد رأينا طوابير الناخبات التي امتدت أمام صناديق الاقتراع لعدد من الساعات تحت أشعة شمس يوليه واثقات من أهمية أصواتهن ومطمئنات إلى أنها ستوضع فى الموضع الذي اختاروه لها، وكانت الانتخابات اللبنانية عرسًا حقيقيًا، وقد سجلت المتابعات عروس وعريسها بثياب الزفاف وهما يدليان بصوتيهما.

كما تابعنا حصول أربع نساء على ثقة الناخبين في الكويت، ووصولهن إلى عضوية البرلمان في معركة شرسة جرت في شهر مايو الماضي, وتحية لهن سجلنا بعضًا من وقائعها وصورها في هذا العدد.

وها نحن نواصل متابعة المعركة الدامية للانتخابات فى إيران، تلك الانتخابات التي لم ترض عن نتائجها المعارضة والتي واجهتها باحتجاجات قوبلت من قوات الأمن بعنف شديد سقط على إثره شهداء ومعايير، وكانت أولى الضحايا الشهيدة “ندا أغا سلطان” التي أشعلت دماؤها نيران الرفض والتحدى وأصبحت رمزًا للحرية في مواجهة السلطة القميعة باسم الدين, وبالضرورة تابعنا كيف مارس الشعب الإيراني بشكل عام ونساؤه بشكل خاص التجربة الانتخابية سعيًا للتغيير ولتأكيد الحق في الاختيار والفعل.

قد تطرح علينا وقائع الانتخابات في الدول الثلاث سؤالاً هو: لماذا يذهبون هم إلى صناديق الاقتراع ولا نذهب نحن؟

إجابة السؤال تكون في إقصائنا عن المشاركة, وقد أفردنا ملف هذا العدد لرصد تجربة النساء فى انتخابات مجلس الشعب السابقة والاستعداد للانتخابات المقبلة في ظل تخصيص كوتة النساء بعد الموافقة على القانون المنظم بعيدًا عن أي مشاركة مجتمعية، وكأنه أمر لا يخص المجتمع كله بمنظماته وأحزابه ونقاباته.

فقد مارس النظام سياساته في التعامل مع مشاريع القوانين وحتى إقرارها وكأنها أسرار حربية لا يجوز الإفصاح عنها، مازالت الحكومة ومجلس الشعب يتكتمان على التعديلات المقترحة للقانون ٨٤ المعروف بقانون الجمعيات الأهلية، ورغم مطالبة القوى الوطنية والديمقراطية – وهذا حقها – بالمشاركة في وضع القانون وتقديم اقتراحات بديلة عن ما تسرب من تعديلات تفعيله بالقضاء على دور المجتمع المدنى تمامًا

وأيضًا وفى إطار السرية تم إعداد مشروع قانون الأحوال الشخصية الذى تم تعديله أربع مرات وتم تأجيل عرضه على الدورة البرلمانية الأخيرة بالرغم من أن عددًا من منظمات المجتمع المدنى تقدمت بمشاريع قوانين للأحوال الشخصية تعد خطوة للأمام في أوضاع الأسر المصرية التي تردت ويدفع ثمن هذا التردى النساء والأطفال, وحتى إذا لم يطرح مشروع الحكومة للمشاركة الإجتماعية، فى الوقت الذى يرتد فيه المجتمع بخطوات واسعة إلى الخلف جارًا بشكل مخجل خلفه نساء المجتمع أصبحنا نسمع بصوت عالٍ وبلا مواربة الدعوة لتعدد الزوجات.

وفى إطار الاحتفالات بيوم المرأة العالمي نقدم تغطية للاحتفالية المهداة إلى نساء غزة الصامدات.

ونواصل في العدد نشر الأبواب الثابتة واحترامًا لمبدأ الشفافية نقدم ميزانية المؤسسة، ونواصل الحفر فى الصخر، ونحن نحلم بأن نعيش نحن أيضًا أفراحًا ديمقراطية ونتمنى ألا يطول سؤالنا متى نحتفل بعرس الديمقراطية فى بلادنا .