العدد السابع عشر – المرأة الجديدة
رقم العدد:
17
تاريخ النشر:
2006
رئاسة التحرير:
تصميم الغلاف:
التحرير:
سكرتارية التحرير:
الإخراج الفني:
الافتتاحية
مواصلة الطريق
مازال مثلث “الفقر والجهل والمرض” يطبق بقوة على الأعناق في بلادنا، وقد فضح المثلث وصول إنفلونزا الطيور إلى مصر، تلك الكارثة التي تفاقمت تبعاتها القاتلة بتعامل الأجهزة الرسمية معها بعشوائية وتخبط أديا إلى أن تكون الإصابة في مصر هي الأعلى معدلاً في الإصابة بين العالم سواء الإصابة الداجنة أو البشرية.
ونحن نؤكد أن الفقراء عمومًا هم من يدفع الأثمان الباهظة للكوارث، فإننا نعيد ما سبق وأكدنا عليه وأثبته الواقع، أن النساء بشكل خاص هن من يدفعن الثمن الأكثر فداحة للكوارث والأزمات، وقد حصدت إنفلونزا الطيور حتى الآن أعمارًا من أجسادهن الهزيلة، فهن من يخالطن الطيور، ويحرصن عليها حرصهن على الحياة، فالفرخة والبيضة هما لقمة العيش ومصدر الرزق. ولأن الفقيرات هن الأقل وعيًا والأكثر تهميشًا والإبعاد عن دائرة الاهتمام والرعاية فهن الأكثر تعرضًا للكوارث والأزمات.
وهذا الواقع يستدعى مزيدًا من العمل الدؤوب والجهد المنظم لرفع أظافر مثلث الفقر والجهل والمرض ونضيف إليه الاستعباد والقهر والموت عن أعناق النساء والوطن كله.
ونحن نقدم العزاء لأسر ضحايا إنفلونزا الطيور من ضحايا الفقر والجهل والمرض. أسر “آمال وإيمان، وفاطمة، وسماح” نحمل أنفسنا مسئولية مواصلة الطريق الذي ربما يكون صعبًا، ولكن يضيئه لنا تاريخ طويل من العمل النسوى له من العمر أكثر من قرن تحقق خلاله الكثير من الأحلام ومازال الكثير سوف نناضل لتحقيقه، حتى لا يظل الفقراء عمومًا والنساء على وجه الخصوص يدفعون أعمارهم ثمنًا لبقاء مثلث العار “الفقر والجهل والمرض“. وهي مسئولية تدفعنا لإخراج توصيات مؤتمرنا الأول تحت شعار “حركة نسائية ديمقراطية من أجل وطن حر” مؤكدين على الربط بين القضايا النسوية والقضايا العامة، لنلتقي في هذه اللحظة التاريخية الراهنة التي يمر بها الوطن مع حركة القضاة من أجل استقلال القضاء، مع حركة أساتذة الجامعة من أجل استقلال الجامعات وحرية البحث العلمي والأكاديمي ومع حركة الصحفيين من أجل صحافة حرة، وإسقاط عقوبات الحبس في قضايا النشر مع تفعيل ما نص عليه ميثاق الشرف الصحفي ضبطًا للأداء المهني وللغة الحوار ومفراداتها التي تشكل عقل ووجدان وثقافة الأمة لمواجهة بعض الممارسات التي تعلى من قيمة الإثارة الصحفية على قيم الموضوعية، تحديدًا فيما يتعلق بالمرأة وقضاياها.
إذًا هي لحظة تاريخية تحمل مسئوليتها مؤسسات المجتمع المدنى ويدفعها إلى اقتحام المناطق المصابة بالقهر والتمييز ومن واقع مسئوليتنا فقد رصدنا في عددنا هذا أوضاع النساء في مجالات عدة خاصة الكادحات منهن والعاملات الزراعيات وفي المصانع والمهمشات وطرحنا سؤالاً من أسئلة مؤتمرنا حول دور المنظمات النسوية تجاه هذا الوضع المتردي.
ومع أبوابنا الثابتة نقدم إضافة جديدة من د. آمال عبد الهادي في عمود ثابت بعنوان “لا مساومة” ومن نولة درويش في عمود ثابت أيضًا بعنوان “خواطر على الطريق“.
وانطلاقًا من مسئوليتنا تجاه الوطن فإننا ندين الاعتداء الذي وقع على ثلاث كنائس بمدينة الاسكندرية، الأيام القليلة الماضية ونرفض التعامل مع الاحتقان الطائفي باستخفاف وتعتيم كما ندين التراخي الأمني الذي أدى إلى اقتحام دور للعبادة الاعتداء على مواطنين لهم حق ممارسة شعائرهم الدينية، ونرفض التفسير الساذج لدوافع الحادث، لما ندين الإعتداءات الوحشية الإرهابية على سيناء الغالية. إن الأمر جد خطير وقبل أن نحترق جميعًا لابد من المواجهة الجادة لإنقاذ الوطن واستعادة قيم التسامح وحقوق المواطنة، قبل أن نحترق بنيران التعصب الذي هو أحد إفرازات الفقر الجهل وسياسات عامة لم نجن منها سوى مثلث العار.
(هيئة التحرير)
مقالات الاعداد
- الناشر: المرأة الجديدة