مقدمة
تصدر هذه الدورية عن مجموعة “اختيار” لقناعتنا بضرورة وجود كتابات توثق التجارب الشخصية, والمعرفة, والأفكار, والنظريات في سياقنا باللغة التي نستخدمها سواء الفصحى أو العامية, لمشاركتها مع المهتمين والمهتمات بالقراءة على تنوعهم وتنوعهن، لإننا نتاج قراءاتنا
إن مجموعة المقالات والأوراق بين صفحتي هذا العدد، نتاج لرغبتنا في فتح نقاش واسع, عن طريق تقديم اتجاهات مختلفة داخل النسوية من خلال تنوع كتابها, فمنها النظري ومنها الشخصي الذي أخذ من التجربة الشخصية معبرًا للكتابة التي لا تطرح نتائج وإجابات بل تدعونا للتفكير، ومعرفة أنه يوجد حولنا من يمرون بتجارب مشابهة، وأننا لسنا وحدنا.
إننا نؤمن بأن “النسوية” لا تقتصر على المطالبة بحقوق المرأة، بل تتعدى ذلك وتسعى من خلال ما تقدمه من تحليلات وأدوات إلى التصدي لجميع أشكال القهر، كما نؤمن أن حياة كلا منا يتقاطع فيها أنواع مختلفة من القهر على أسس مختلفة. وفي اعتقادنا لا يمكن أن نكون نسويات أو نسويين ونقبل بالتمييز على أساس الطبقة، أو العرق, أو اللون، أو الميول الجنسية. لا يمكن أن نكون نسويات أو نسويين, ونتقبل جرائم الأنظمة القمعية أو الشمولية, أو غيرها, التي تتخذ من الأبوية مبررًا لأفعالها. لكل ذلك تأتي هذه المقالات والكتابات الشخصية التي ترفض “العادي” أو “المألوف” عن مفاهيم كثير مثل “التضامن النسوي“, وصورة الجسد في المجتمع، ومنها ما يناقش مفاهيم بمنظور نسوي اعتدنا على تكراراها دون النظر إلى تأثيرها خاصة في الاقتصاد والسياسة، كما تركز مقالتان على تحليل أطروحات “المدرسة النسوية الإسلامية” وجدوى هذه الأطروحات، وتركز الكتابات الشخصية على توقعات الأفراد من أجسادهم, ونختتم المقالات بمناقشة أطروحات قد يراها البعض “متطرفة” ويراها أصحابها في صميم العلاقات الإنسانية التي تتطور في اتجاهات مختلفة في عصرنا.
إن رؤية الكلمات والأفكار والتجارب مكتوبة هي فعل شخصي، وبعد مشاركته مع القراء يصبح فعلاً جماعيًا عامًا، وتجربة مشتركة بين الكتاب والقراء، نأمل أن تفتح حوارات عما يمكن أن يتغير.