العدد الثالث- فك الجدايل
رقم العدد:
3
تاريخ النشر:
2009
تأليف:
التدقيق اللغوى:
هيئة تحرير:
تصميم:
الافتتاحية
منذ صدور العدد الأول من مجلتنا ونحن نعبر عن واقع وأحلام ومواقف ومشكلات شابات هذا الجيل. ولما كان التحرش الجنسي أقبح ألوان الأذي بالمرأة وأبشع صور الظلم لإنسانيتها وشكلاً من أشكال معاقبتها على تمردها على الأدوار التقليدية التي رسمت لها، كان لابد أن نتخذ مكاننا في مواجهة الظاهرة فاخترنا أن يكون عددنا الثالث كاملاً عن التحرش الجنسي. وسنعرض في هذا العدد للتحرش في كافة جوانبه معناه وأسبابه وتوصيفه القانوني وعقوبته وتوصيفه الطبي والنفسي وأشكال التصدي له والجهود التي بذلت للقضاء عليه وأشكال التحرش التي نتعرض لها في الشارع كالاستعراء وسببه وتحليله النفسي وكيفية التصدي للتحرش عن طريق تعلم فنون الدفاع عن النفس، وكما تعودنا لن يخلو عددنا الثالث من تجاربنا الشخصية وخبراتنا عن التحرش الجنسي ونتمنى أن يكون هذا العدد إضافة للجهود المضنية التي بذلت ومدخلاً لمزيد من الجهود ستبذل في هذا الموضوع.
لماذا التحرش؟
اخترنا أن يكون هذا العدد عن التحرش لنعبر به عن واقع يومنا (رجالاً ونساءً)، فمن التحرش الجنسي بالإناث، إلى التحرش بنا كمواطنين عبر بيانات حكومية غير حقيقية تجردنا من حقوقنا، إلى التحرش بالعقول عبر حجب المعلومات والمعرفة، إلى تحرش بحرية الرأي والتعبير وتحرش رجال الأمن بالناس في الشوارع وتحرش الديكتاتوريات الحاكمة بالمواطنين وتحرش الدول الاستعمارية بباقي دول العالم وتحرش مركز الرأسمالية بباقي دول العالم وتوريطها في كساد وأزمة لا ذنب لها فيها، ولما بتنا نسكن في بيت جدرانه التحرش لم نجد مفرًا من الحديث عنه. صحيح أن عددنا الثالث عن التحرش الجنسي فقط، لكننا سنعرض في البداية التحرش المؤسسي ( التحرش المرتبط بالسلطة ) لنجد أن التحرش الجنسي ليس أكثر من صورة مصغرة لكل هذه التحرشات سابقة الذكر، كلها تعبر عن السلطة والنفوذ فمن يملك السلطة يستطيع أن يتحرش بمن حوله.
التحرش في أماكن العمل والدراسة:
هل كان أمام بثينة بطلة عمارة يعقوبيان خيار آخر سوى الانصياع لرغبات صاحب العمل الذي يتحرش بها هي وزميلاتها في المحل ؟ هل كانت قادرة على الرفض ؟ هل استطاعت آثار الحكيم“زهرة” (الصحفية الشابة في ليالي الحلمية) أن تفلت من براثن رئيس التحرير الذي تزوجها سرًا بعد إلحاح ؟ هل هؤلاء النساء كن يملكن خيارًا آخر ؟ الإجابة: لا.. فالاحتياج للمال وللعمل لم يعطهن الفرصة للرفض، مما جعل كلاً منهن بين فكي الكماشة، الحاجة إلى العمل من جهة ووجود رجال ضعاف النفوس في محيطهن الوظيفي يقفون في طريق عملهن ويضغطون على أعصابهن.
ولعل هذا العنف المؤسسي الظاهر في أماكن العمل هو الأكثر خطورة لأن يحد من إقبال النساء على الحياة العامة خلال إجبارهن على الاختيار بين تعريض أنفسهن للانتهاك البدني والعقلي أو حبس أنفسهن داخل منازلهن. وحينما يصل التحرش لأماكن الدراسة والعمل لابد أن نستشعر الخطر، فهما بوابة الدخول لتحقيق المرأة حياة الحرية والمساواة. بينما تتعرض تلميذة متفوقة لتحرش، فتجبرها أسرتها على ترك المدرسة والجلوس في المنزل، فلابد أن نشعر بالخطر والخوف من الارتداد للخلف والعودة للبيوت أو تعالي الأصوات التي تنادي بمؤسسات عمل للنساء وحدهن على طريقة عربة السيدات، هذا لم يعد يرتبط بالخادمات والعاملات وصاحبات الوظائف الأقل غير المتعلمات لكنه أصبح يمارس على أستاذات الجامعة المتعلمات والموظفات من قبل متعلمين مثلهن. وهو ما سيجعل مقومات الالتحاق بالوظائف في القريب العاجل (مطلوب موظفة ذات عيون زرقاء وقوام ممشوق) وهو ما يعني مزيدًا من التمييز ضد المرأة ومزيدًا من التنميط للمرأة، فهي إن لم تكن جميلة فلن تجد وظيفة.
دائمًا ما تستوقفني لافتة (مطلوب موظفة حسنة المظهر) وأسأل نفسي: ماذا ستعمل هذه الموظفة أو البائعة أو المذيعة وهل مقوماتها الوحيدة هي حسن المظهر وكيف سيتم التعامل معها باعتبارها امرأة حسنة المظهر أم باعتبارها موظفة؟
تحرش الطبيب بالمريضة:
ولعل تحرش الطبيب بمريضته هو شكل من أشكال العنف المؤسسي المرتبط بالسلطة، فهو يملك القوة ويستطيع المساومة وهذا يحدث وخصوصًا في المستشفيات الحكومية التي لا يملك المريض حق الاختيار والقبول والرفض فكي يعيش ويعالج لابد أن يقبل كل ما يطلب منه حتى ولو كان تحرشًا.
تحرش الطبيب بالممرضة:
يبدو أن السلسلة طويلة ولن تنتهي، فالطبيب أيضًا يمارس سلطة الإذلال على الممرضة والتي لا تستطيع أن ترفض حتى لا تجبر على ترك العمل أو تحرم من الترقية أو العلاوات والحوافز أو تتعرض للإساءة لسمعتها من خلال الطبيب الذي يعتبرها جزءًا من أدواته كالمشرط والمقص، يستخدمه من يشاء ويتركه بإرادته، وتحت ضغط الحاجة تجد نفسها تنصاع لما تؤمر به.
ولما كان التحرش المؤسسي هو الأقسى وهو الأكثر انتشارًا، كان لابد أن نبدأ به ليكون مدخلنا لسبر أغوار ظاهرة التحرش والاقتراب منها ومن أسبابها وأشكالها، وهو ما سنعرضه بالتفصيل في باقي أبواب مجلتنا.
أخرسوها…… فصوتها عورة
اقتلوها…. فصوتها عورة
غلفوها… فجسمها عورة
واوعوا تسألوها… أهي عورة
فهي عورة
جسمها عورة
صوتها عورة
هي عورة…. والا ثورة
ماتسكتوها
واخنقوها وريحونا وريحوها
أهي عاملة زحمة ولا ليها لازمة
وميت خناقة… كل يوم
جاية منين… رايحة فين
انت ايه…….. أنت ليه….. انت مين
صبح وليل…… يمين وشمال
ابتدائية.. إعدادية….. لحد الثانوية
وبعد الكلية لا شغل….. ولا ماهية
هيه هيه
هي موضة والا شوطة
والا أقولك احبسي نفسك في أوضة
والأوضة عتمة
والعتمة خنقة
تدارى عورة
وتحيى ثورة
هي أزمة والا عورة والا ثورة
قالوا فرمان وينفذ في الحال
ادفنوها…. اقتلوها….. أخرسوها
واحبسوها في أوضة ضلمة
واطلقوا عليها الفيران
فكرونا وفكروهم
هي دي عائشة أرضاها الله
راوية حديث رسول الله
أم فاطمة من بيت نبوة
وسيرتها تهدى أمة
وآسية ومريم تلقاهم في الجنة
ذكروهم واذكروهم
ذكروهم وذكرونا
لا تخرسوها ولا تدفنوها
اتركوها فهى نور للحياة
هي طوق النجاة
هي أم لأنبياء ومرسلين أناروا الحياة