النساء والعلوم

طباعة: Promotion Team

رقم الايداع:

2003/12138

رقم العدد:

12

رقم الطبعة:

الأولى

تاريخ النشر:

2009

رئاسة التحرير:

افتتاحية

يتناول هذا العدد من «طيبة» موضوعًا شديد الخصوصية هو «النساء والعلوم». وتنبع خصوصية هذا الموضوع من كثرة الجدل والمناقشات التي عادة ما تذهب إلى أقصى مدى في إنكار القدرة على دراسة العلوم الطبيعية والرياضيات والقدرة على التعامل مع التكنولوجيا على النساء، وهو ما تكذبه نجاحات النساء المتوالية في هذه المجالات، فيحاول هذا العدد تقديم صورة متوازنة لعلاقة النساء بالعلوم الطبيعية والرياضيات والتكنولوجيا من خلال مجموعة من الدراسات التي تتناول هذا الموضوع من أوجه متعددة.

يمثل مقال «ديبولينا روي» حول «إثارة تساؤلات مختلفة» خير بداية لمناقشة علاقة النساء والنسوية بالعلوم، وخاصة الطبيعية منها، على مستوي البحث والتنظير، حيث يلفت هذا المقال النظر إلى قدرة النسويات على إضفاء نظرة إنسانية على مجال البحث العلمي التجريبي الذي كثيرًا ما تميز بالجفاف وبعدم مراعاة الأبعاد الإنسانية والمحافظة على حقوق الحيوان والبيئة المحيطة بحجة «التضحية» بها من أجل خير الإنسان.

كما يقدم العدد ورقة لداليا عبد الحميد ونيفين عبيد حول «النسوية والتدوين في الفضاء الافتراضي/ الإنترنت»، وهي دراسة لدور تكنولوجيا الإنترنت في مناقشة مشكلات النساء في العالم بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة، فتقوم الورقة بدراسات حالة تطبيقية لبعض المدونات النسوية المصرية، مع التركيز على دور هذه المدونات في التعرض لبعض الموضوعات التي كانت تعد من المسكوت عنها، ومنها جنسانية النساء والمفاهيم المجتمعية المقيدة لحريتهن.

أما سينثيا كوكبورن فتقدم في مقالها «التكنولوجيا والإنتاج والقوة» عرضًا تاريخيًا شديد الوضوح والثراء لتحجيم قدرات النساء في شغل الأعمال التي تحتاج إلى مهارات فنية وتقنية عالية، وذلك على مدى تاريخي يمتد منذ العصر الحجرى وحتى وقتنا الحالي، مرورًا بالقرون الوسطى وعصر تطور الصناعات الحديثة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وخلال الحربين العالميتين وفترات الركود الاقتصادي بعدها، وتفسر كوكبورن من خلال هذا العرض ذكورية النقابات العمالية على مر التاريخ ومحاولات استبعاد النساء فيها، كما تفسر النداءات الدائمة بعودة النساء للمنزل في ظل الأزمات الاقتصادية وكيفية استغلال النساء بواسطة أصحاب الأعمال أثناء هذه الأزمات، وإن عجزت تمامًا عن تفسير استمرار التقسيمات النمطية للأعمال التقنية والفنية بعد إثبات النساء قدرتهن على القيام بها بجدارة على مر العصور.

ومن خلال عرض تاريخي آخر لإسهامات النساء في مجال العلوم يقدم كتاب «النساء في العلوم: التاريخ الاجتماعي والثقافي»، والذي تعرض له نولة درويش، مقاربة للأسباب التي حجبت إسهامات النساء وهمشتها مع إبراز هذه الإسهامات، خاصة في المجالات الطبية. وبالرغم من الإسهام الفعال لهذا الكتاب في رصد إسهامات النساء ومحاولات تهميشها فإنه يقع في الفخ نفسه عندما يهمش إسهامات النساء العلمية في بلدان العالم النامي، وهو ما تلفت نولة درويش النظر إليه في عرضها، مؤكدة الدور الذي يجب أن يلعبه باحثو/ ات العالم النامي في إبراز إسهاماتهم/ ن.

أما كتاب «الجندر والتكنولوجيا» التي تعرض له في هذا العدد فاطمة رامي فهو مجموعة من المقالات التي ترصد جوانب مختلفة من علاقة النساء بالتكنولوجيا ومنها عمل النساء بالتكنولوجيا أو إنتاجها أو استهلاكها والقيود المفروضة عليهن في التطورات المختلفة لهذه العلاقة.

وفي مقالها عن «الفتيات في تعليم العلوم: عن أشجار الأرز والفاكهة» تقدم «ليز وايتلج عرضًا شيقًا للأسباب التي تدفع بالفتيات إلى عدم التفوق في العلوم الطبيعية في المدارس الإبتدائية والثانوية في بريطانيا وفي بعض البلدان غير الصناعية أيضا، فتطرق إلى نقص الإمكانيات المعملية، وهي مشكلة لا تخص الفتيات وحدهن، ولكن الأطفال عمومًا. أما المشكلة الأخرى التي تفرض على الفتيات دون غيرهن فهي التصرفات الواعية وغير الواعية للمعلمين والأولاد في حصص العلوم بالمدارس، وتسوق «وايتلج» بعض الأمثلة الشيقة لذلك من قول أو فعل يكون من شأنه إحباط الفتيات وإشعارهن أن العلوم هي للذكور فقط. كما تطرح «وايتلج» بعض التغيرات المعملية في أهداف التحصيل في المناهج حتى يتم التغلب على هذه المشاكل وتوفير سياقات أفضل لتشجيع الفتيات على دراسة العلوم والتفوق فيها.

أما كتاب «النساء في مجال العلوم» لـ «يو إكسى» و«كيمبرلي شومان» فهو يقدم دراسة مفصلة تحتوى على إحصائيات حول اختيار النساء لدراسة العلوم والرياضيات في مراحل تعليمية مختلفة، مقارنة بالعمل في هذين المجالين بعد التخرج، وعلاقة هذا بالظروف الحياتية للنساء. وتخلص الدراسة إلى وجود علاقة أكيدة بين الزواج وإنجاب الأطفال بالنسبة للنساء وبين عملهن في مجال العلوم والرياضيات.

وفي كتاب «جنوسة الدماغ» والذي تقدم وسام كمال عرضًا له فهو دراسة علمية مهمة للدور الذي تلعبه الفروق البيولوجية في تحديد الأدوار الاجتماعية لكلا الجنسين وفي التوقعات المختلفة لما يمكن أن يقوم به الرجال والنساء. وتخلص الباحثة إلى أهمية دور التنشئة الاجتماعية والثقافية في تحديد الأدوار والتوقعات لكلا الجنسين، بل وما يفرضه أعضاء كل جنس على أنفسهم نتيجة لهذه التوقعات. وهي لا تسرع مع ذلك إلى نفى كل تأثير للفروق البيولوجية على السلوك والاختيارات، وإنما تعترف بدور ضئيل لها يجب أن لا نبالغ في تضخيمه والبناء عليه.

ويستبدل هذا العدد قسم الوثائق بشهادات لعالمات من مجالات مختلفة أدلين بها لمنى على الدين، يرصدن فيها الصعوبات التي تواجه البحث العلمي والعلماء في مصر بصفة عامة والصعوبات التي تواجه العالمات بصفة خاصة وكيف تغلبن – أو لم يستطعن التغلبعليها حتى الآن وما السبيل إلى ذلك حسب رأيهن.

وأخيرًا، نرجو أن يمثل هذا العدد إضافة في مجال كثيرًا ما تم تجاهله، وأن يمثل انطلاقة لدراسة للأبعاد المختلفة لعلاقة النساء بالعلوم، آملين أن يلفت هذا النظر إلى بعض مشكلات النساء في دراسة العلوم والرياضيات والعمل في هذين المجالين، مما سوف يكون من شأنه محاولة حل هذه المشكلات.

مقالات الاعداد

الممارسات النسوية في ميدان العلوم الطبيعية
التكنولوجيا والإنتاج والقوة
الفتيات في تعليم العلوم: عن أشجار الأرز والفاكهة
النساء في العلوم: التاريخ الاجتماعي والثقافي
عرض مرجعي لكتاب «النساء في مجال العلوم »
الجندر والتكنولوجيا
جنوسة الدماغ
شهادات لنساء في مجال العلوم
النسوية والتدوين في الفضاء الافتراضي/ الإنترنت
شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي