مثقلة بالهشاشة

الشركاء: اختيار

تاريخ النشر:

2018

التدقيق اللغوى:

مقدمة اختيار

بدأنا العمل على الإصدارة الحالية بدافع تناول مفهوم الاعتناء بالذات، محاولين الإجابة على أسئلة مطروحة بين الأفراد والمجموعات المنتمية للحركة النسوية؛ عما يعنيه المصطلح, وتخيل أشكاله المختلفة, وممارساته, وواقعه في سياقنا المحلي. لكن ككل مرة نتصور فيها بديهية السؤال وإجابته, نستقبل نصوصًا تفاجئنا فيها الكاتبات بكلماتهن المعبرة عن حيواتهن، ويرسمن صورة أكثر تعقيدًا وتشابكًا, ليتطور معها وعينا بأهمية عدم التسليم بالسؤال الواحد والطرح الواحد.

وعلى مدار عام كامل تواصلنا فيه مع نساء مختلفات, طرحت النصوص نقاط عدة, اختلطت فيها مشاعر الرغبة في الاعتناء بالذاتبالشعور بالذنب، بجانب الوحدة والتعقيدات ما بين العام والخاص.

تصحبنا هذه النصوص في رحلة لمواجهة مخاوفنا، ورغبتنا في العثور على تلك القصة أو ذلك النص الذي يخبرنا بكل الصعوبات التي مرت بها فلانة، ونجت باستخدام خطوات عملية واضحة، يمكننا تطبيقها بسهولة دون الحاجة لمواجهة صريحة مع النفس.

وتتلخص المواجهة الصريحة مع النفس في الاعتراف بأسباب خوفنا من التعبير عن تعبنا/ غضبنا / إحباطاتنا. فهذه المواجهة تكسر الصورة المثالية للمرأة النسوية الرمز (الناجحة), وطرق قياس النجاح والفشل. فكيف لنا أن نتخيل ممارسة النسوية في ضوء رفضنا لربطها بالبطولة ؟!

كانت هذه الإصدارة تصر على عدم الاكتمال. لم يكن لدينا عدد كاتبات كافٍ لنشر إصدارة. تعتذر كاتبات بعد محادثة وتحديد موعد تسليم لثقل الكتابة عليهن. وخضنا الكثير من المناقشات مع كل كاتبة, هنا وهناك على أطراف ووسط مدينة القاهرة في صحبة حميمةمحادثات نبتلعها مع أقداح قهوتنا ودخان سجائرنا .

أرسلنا الدعوة لنساء مختلفات في نهاية عام 2017؛ كاتبات, وفنانات، وحكاءات، ومحررات, وأساتذة جامعة, وباحثات, ومحاميات. طلبنا منهن أن يكتبن عما فعلته النسوية بهن، وعن تأثيرها على ممارساتهن اليومية العادية, وعن تجاربهن الخاصة, وعملهن في المجال العام والخاص، في محاولة منا لإعادة طرح أسئلة خاصة بأجسادنا وحيواتنا وهوياتنا وعملنا النسوي.

نكتب مقدمتنا للإصدارة في نهاية عام 2018, بعد الانتهاء من تحرير جميع نصوص الكاتبات, وإنهاء لوجيستيات المراجعة والتصميم. لم تكن بعد تعنونت بـ مُثقلة بالهشاشة“, ولم نكن نحن ذواتنا مثقلات بكل تلك الهشاشة.

تعاملنا بشكل عملي في البداية؛ إيميلات مُرسلة, وتنسيق, والكثير من الاجتماعات، وانتظار! Procrastination “علوقية“. هروب من القاهرة، ثم نوبة قلق من عدم الوجود في القاهرة, والعمل غير المنتهي. وتوصلنا لإدراك أن العمل على هذه النصوص يجعلنا نعيش في صدمة ثانوية، وتثير صدمات خاصة بنا . هذه كلمات تصف أجزاء من حيواتنا، وتحكي قصة أو اثنتين مررنا بها ولم تكتبها.

تحثنا الكاتبات كقارئات على طرح أسئلة أعمق. حتى لو ظنن أنه سؤال فردي يتعلق بعملهن أو حياتهن الخاصة، لكنه في الحقيقة عملية تفكير جماعية, تتشاركها اختبارنا للنسوية في حياتنا وعملنا، وليس كأيدلوجية منعزلة

وفرت لنا الكاتبات صورة حية عن استراتيجيات العناد والمقاومة المستمدة من حيواتهن, سواء فيما يتعلق بعملهن، أو علاقتهن بأنفسهن والآخرين. تلك الصور والكلمات ذكّرتنا في لحظات كثيرة بما يعنيه أن تكوني وأن تعيشي كنسوية، وجزء كبير من ذلك يعني الاعتراف أحيانًا بهشاشتنا, وباحتمالية انكسارنا، ورغبتنا في التعبير عن ذلك دون اعتباره فشلاً أو شعورًا بالانهزام.

لكي نتعافى يجب أن نتبع النزيف، وأن نشير إلى الجرح، فقد سمّت الكاتبات الأشياء بأسمائها، وكشفن الجروح وعرضنها للهواء. ونحن جميعًا نعلم أن التعافي في حالتنا هو عملية جماعية تبدأ بصوت واحد, نصًا واحدًا يخبرنا أننا لسنا وحدنا.

وعندما نقرأ النصوص المقدمة من الكاتبات قد تسمح هذه الكلمات لنا بالتسامح مع الهشاشة والضعف، وتقبل قدرتنا علي الانهيار ورغبتنا في الاستمرار, والثقة في حاجتنا لبعضنا البعض، والتزامنا بالاعتناء بأنفسنا وببعضنا البعض من خلال توثيق مشاعرنا بكل تشابكاتها.

نكتب سويا لننجو سويا

اختيار

 

سالينا أباظة- تصميم

مصممة وراوية بالصورة، ولاعبة نرد باحتراف. مهووسة بالحرية والهويات، والحرية من الهويات. غير قادرة على كتابة نبذة شخصية ثابتة لإيماني العميق بالتغيير المستمر دومًا.

سالي الحق- تحرير

محررة في مجموعة «اختيار» النسوية. أهوى الكلمات وإنتاج المعرفة ومراقبة صداها من شغف وشغب وتمرد.

سماح جعفر- ترجمة

كاتبة ومترجمة سودانية، أنشر ترجماتي في مدونتي: «الحركات». نُشرت ترجمتي لرواية «الناقوس الزجاجي» لسيلفيا بلاث، ورواية «عيونهم كانت تراقب الرب» لزورا هيرستون، وكتاب «الحشيش» لفالتير بنيامين.

مها القاضي – تدقيق لغوي

صحفية ودارسة للعلوم السياسية. مهتمة بالعلوم الاجتماعية والقضايا المتعلقة بتطبيقاتها، والاطلاع على المحتوى النسوي وتجارب المجتمع المدني المتعلقة بالتنمية الاجتماعية.

مي بانقا- تحرير

سودانية مقيمة في القاهرة. أشارك في إدارة القسم التحريري من مجموعة «اختيار» النسويّة، شاركت في تأسيس اختيار لاهتمامنا بإنتاج المعرفة باللغة العربيّة، التي تغطي موضوعات عن النسوية، والجنسانية، والصحة الجنسية والإنجابية، والإنترنت النسوي.

نُهير عماد- تدقيق لغوي

بضم النون، مترجمة ومحررة، مهتمة بالعلوم الإنسانية وكل ما يتعلق باللغة العربية عمومًا.

مقالات الاعداد

التحرير عملية عنيفة
السباحة نحو النسوية
العودة إلى البيت
توقفت عن جعل إنهاكي وسام شرف ارتديه
عزة سلُيمان: حلقة وصل
لم لا اكتب
مقاومة الإحباط
أنتظر ... صكًا شرعيًا
شارك:

اصدارات متعلقة

عيد الأم ما بين الاحتفاء بقيمة الأمومة و ترسيخ الدور النمطي للنساء
خدمات الصحة الجنسية فيما بعد سن الإنجاب ضرورة لتمكين النساء
ختان الإناث في مصر... جريمة تعذيب ضد الإنسانية
حقوق النساء من اجل العدالة والتنمية
الإيدز خطر صامت يهدد حياة النساء في ظل جائحة كورونا
إشكاليات التقاضى فى جريمة التحرش الجنسي
أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان