العدد السادس عشر – المرأة الجديدة
رقم العدد:
16
تاريخ النشر:
2005
رئاسة التحرير:
التحرير:
سكرتارية التحرير:
الإخراج الفني:
الافتتاحية
قوة الانحياز
ونحن ندفع بعددنا الجديد للمطبعة كانت نتائج الانتخابات البرلمانية تضفى بظلالها القاتمة على مصر كلها، فهي الانتخابات التي وصفها المراقبون بأنها الأسوا في تاريخ مصر، ونصفها نحن بأنها الأكثر تمييزًا ضد المرأة فلم تسفر سوى عن ترشيح الأحزاب ۱۹ مرشحة لم ينجح منهن سوى أربعة حزبية مستقلة، وهذا الرقم يعني أن المرأة ليست ممثلة في البرلمان بما يتناسب ووجودها العددي والتاريخي، ويعيدنا التأكيد الدائم على ضرورة إعادة نظام الكوتة بالنسبة المرأة في الانتخابات.
ولم نكن نعلم أن كل هذا العنف سيوصم المعركة الانتخابية ونحن نضع هنا محورًا لعددنا “العنف المؤسسي ضد النساء” فقد تجلت ثقافة العنف بقوة في المعركة الانتخابية بداية من إجبار مرشحة بمحافظة قنا على الانسحاب بعد تعرضها لهجوم شرس ربما نرصد تفاصيله في أعداد مقبلة، وحتى محاولة اغتيال مرشحة بمحافظة الإسماعيلية وتهديدها بتشوية وجهها.
ونذكر هنا أن التحقيقات مازالت جارية في حادث مصرع “سعاد تعيلب” مرشحة الزقازيق.
وليس العنف الذي تفجر في الانتخابات البرلمانية سوى مظهر من مظاهر العنف الذي يسود المجتمع عمومًا وبشكل خاص وحاد ومنظم يوجه تحديدًا للمرأة وقد طرحنا مظاهر العنف ضدها في العمل والشارع وفي الفتاوى الملقاة بلا رقيب أو حسيب على الأرصفة حتى في قلب الجامعة وحرمها المقدس كما قدمنا شكلاً من أشكال العنف المسكوت عنه، والذي أفرز بسبب الصمت “14 ألف” طفل يبحثون عن حقهم الضائع في النسب.
وفي هذا العدد تحتفل وترحب بالكاتبة الكبيرة “فريدة النقاش” والكاتب الكبير الدكتور “خالد منتصر” ونتمنى أن يواصلا معنا إضافتهما الفكرية المستنيرة التي يحتاج إليها المجتمع في كبوته الظلامية التي يعيشها الآن.
كما تقدم التحية للمستشارة “نهى الزيني” التي قدمت شهادتها على وقائع تزوير نتيجة الانتخابات في إحدى دوائر محافظة البحيرة، وهنا نثير مرة أخرى وليست أخيرة قضية حق المرأة في تولى القضاء وننقل رأى المستشار “هشام البسطويسي” نائب رئيس محكمة النقض عى تعليقه على موقف المستشارة “نهى الزيني” المنشور في جريدة المصرى اليوم بتاريخ ٢٥ نوفمبر الماضي: “إن المستشارة الدكتورة “نهى الزيني” نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية أثبتت بكلمتها الصادقة وموقفها الأمين أهليتها لأن تتولى هي وغيرها كثيرات من خريجات الحقوق ولاية القضاء بأكثر ما هو متوافر في بعض الذكور، وأدعو أولئك الذين ينتصرون لرأی فقهی بعدم جواز تولى المرأة للقضاء لأن يعدلوا عن موقفهم وينتصروا لرأى آخر في الفقه الإسلامي يجيز تعيين المرأة في القضاء، فالصفات المطلوبة لولاية القضاء التي كانوا يلخصونها في كلمة الرجولة أصبحت متوافرة في إناث مصر بقدر يفوق بعض ذكورها، وأى شخص باحث عن الحقيقة سيدرك أن الشعب المصري والعدالة في مصر خسرت الكثير بحرمان العشرات من خريجات كليات الحقوق المتفوقات علميًا وسلوكيًا على كثير ممن تم تعيينهم في النيابة العامة خاصة في السنوات الأخيرة بمعايير تفتقر للعدالة والمنطق السليم.
ونحن إذ يسعدنا رأى وموقف المستشار “البسطويسي” ونعتبره سندًا عظيمًا لموقفنا الثابت من هذه القضية، نشير إلى أنه في عددنا بيان يستنكر قصر التعيين في النيابة على الذكور باعتباره تمييزًا ضد المرأة، مع بيانات أخرى حول موقفنا من قضايا متفجرة وآنية.
ولن نقول إننا فقدنا رفيقة الدرب والمشوار الصعب “ماجدة شعراوي” ولكن سنقول إنها معنا بكل ما تركته لنا وللحركة الوطنية والتقدمية وللوطن من عطاء، ذلك العطاء الذي رصده في كلمته عنها الزميل والصديق العزيز “مدحت الزاهد” فقد قدم لنا رحلة كفاح جيل عظيم كانت في القلب منه العالية “ماجدة شعراوي” التي نؤكد لها ولابنتها “مي” ولرفيق حياتها ورفيق طريقنا الدكتور “محمد حسن خليل” أننا سنظل نحمل قيمة قوة الانحياز إلى قيم الحرية والعدل في وطن أصبح في أمس الحاجة لتأكيد هذا الانحياز.
“أسرة التحرير“