النساء والتعليم

التصنيفات: الحق في التعليم
طباعة: Promotion Team

رقم الايداع:

2003/12138

رقم العدد:

9

تاريخ النشر:

2007

رئاسة التحرير:

افتتاحية

يناقش هذا العدد من طيبة واحدًا من أكثر الموضوعات تأثيرًا في كل المجتمعات، وهو موضوع التعليم. وتتمثل أهمية التعليم في أنه من أهم مكونات الخطاب الثقافي، الذي بدوره يشكل علاقات الجندر داخل المجتمعات. وعندما تتناول طيبة التعليم فهي لا تقتصر علي المعني التقليدي للتعليم، أي أشكال التعليم في المؤسسات التعليمية مثل المدارس والمجتمعات وفصول محو الأمية، ولكن تتعداه إلي المعني الأشمل الذي يضم أيضًا تدريب الكبار في شتي المجالات ومنها خدمة المجتمع وحقوق الإنسان.

وتتصدر هذا العدد دراسة ميدانية لزينب محمد حافظ، وهي باحثة شابة تنشر أبحاثها لأول مرة، في إطار محاولة هيئة تحرير طيبة، ومؤسسة المرأة الجديدة لتكوين صف ثاني من الباحثين/ ات الشباب. وتتناول زينب في دراستها المشاكل والمعوقات التي تواجه مدرسات محو الأمية من ذوات التعليم المتوسط في بعض المجتمعات الريفية. وتتمثل أهمية الدراسة في تقديم توصيات واقعية من شأنها الارتفاع بمستوي برامج محو الأمية وتمكين المدرسات بها.

وكان محو أمية النساء أيضًا هو موضوع ورشة العمل التي شاركت في عقدها المرأة الجديدة في عام 1990، وقد اختارت طيبة أن تعرض لها في هذا العدد لعدة أسباب منها إظهار اهتمام مؤسسة المرأة الجديدة بقضايا تعليم المرأة علي مدي تاريخها، ومنها أيضا أن يكون هذا العرض تذكرة بما يجب عمله في مجال محو أمية النساء في المراحل التالية، وخاصة في ظل ارتفاع نسب الأمية بين النساء في مصر حتى وقتنا الحالي.

ويبدو من العرض المفصل الذي قدمته سامية اليماني لورشة العمل تلك حرص المنظمين/ ات لتلك الورشة علي الربط بين النظرية والتطبيق، فمع دعوة أساتذة الجامعة لمناقشة نظريات التعليم وأهمها نظريات باولو فيريري، كانت هناك أيضًا الخبرات العملية لبعض الأفراد والجمعيات الأهلية التي تصدت ومازالت تتصدي لهذا العمل، ومنها كاريتاس التي سيتم تناول جهودها بالتفصيل في ورقة نولة درويش.

وعن الأمية والتعليم وارتباطها بسوق العمل في العالم العربي، يقدم صندوق النقد العربي تقريرًا إنمائيًا ترجمته شهرت العالم يثبت من خلال الإحصائيات تدني أوضاع النساء في سوق العمل رغم التحسن الملحوظ في الاهتمام بتعليم الإناث، مما يؤدي إلي وجود فجوات بين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للذكور والإناث. كما يركز التقرير أيضًا علي ارتباط اتساع هذه الفجوات أيضا بالتعليم وبالأوضاع الاقتصادية للبلدان العربية المختلفة في محاولة للتأكيد علي أهمية التعليم وتحسين الأوضاع الاقتصادية في تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين في سوق العمل.

أما دراسة هالة كمال بعنوان أهمية الدراسات النسائية في الجامعات المصرية من منظور النوع الاجتماعي“. فتتبع هالة منهجًا تاريخيًا يقوم علي تتبع نشأة وتطور الدراسات النسائية في الجامعات المصرية، والدور الذي لعبته هذه الدراسات في تكوين الوعي النسوي اللازم لقيام حركة نسائية توكل إليها مهمة إحداث نهضة للنساء.

وفي كتابها خلق المرأة المصرية الجديدة والذي تعرض له نهال الجنزوي تلجا مني ل. راسل إلى استخدام المنهج التاريخي أيضًا لتتبع بدايات وتطور تعليم الفتيات في مصر وتخلص إلي ارتباطه بفلسفات اقتصادية وسياسية عامة للدولة مثل الاتجاه إلي تقليد الغرب أو إلي خلق أسواق جديدة لسلع جديدة، أو من جهة أخري اتباع سياسات قومية مناهضة للغرب.

ومن جهة أخرى، تؤكد دوروثي موس في ورقتها: “الجندر والزمان والمكان: المرأة والتعليم العالي، والتي ترجمتها رندة أبو بكر، علي المعوقات والمشكلات التي تواجهها النساء وخاصة الملونات منهن – في مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تؤكد بدورها علي عدم تنامي الوعي النسوي بدرجة كافية، حتي في بعض المجتمعات التي عادة ما توصف بالليبرالية، والتقدمية فتؤكد الباحثة أن التقدم التكنولوجي لم يواكبه تقدم في مجال التعليم العالي.

أما كارمن ليوك فتقدم في بحثها حول النساء في الأكاديميا: أراء من الجنوب/ الشرق، والذي ترجمه أحمد محمود، وقامت به الباحثة لصالح اليونسكو رؤية متعمقة من خلال دراسة ميدالية لأوضاع النساء في دول جنوب شرق آسيا (تايلاند وماليزيا وسنغافورة وهونج كونج) في المراتب المختلفة للأكاديميا: من طالبات وأستاذات جامعيات وذوات مناصب عليا في سلم الأكاديميا. وقد اختارت هيئة تحرير طيبة هذا البحث بالتحديد لما يميزه من جدية في إجراء البحث العلمي الميداني ورؤية واعية ومتعمقة لأساليب إجراء هذا النوع من الأبحاث والمشكلات التي يواجهها. فالهدف من إدراج هذا البحث ليس فقط التعرف علي المعلومات التي يقدمها عن أوضاع النساء في الأكاديميا في جنوب وشرق آسيا – وهي تبدو بالمناسبة شبيهة إلى حد كبير بأوضاع النساء في الأكاديميا في مصر والعالم العربي – ولكن أيضًا في تقديم أحد النماذج الجيدة للباحثات والباحثين من الشباب في مصر والعالم العربي في الوعي بمشكلات البحث وفي الوعي بذاتيته. والذي من شأنه إضفاء كثير من الموضوعية علي البحث المقدم، كما تميز هذا البحث أيضًا بالوعي العميق بقضايا ومفاهيم أساسية من شأنها التأثير علي موضوعات البحث العلمي وطرق إجرائه ونتائجه، ومن ضمنها قضايا (المحلية) في مقابل (الكونية) وقضايا النسوية.

وكانت النساء في الأكاديميا موضوعًا أيضًا لكتاب: النساء في الأكاديميا: الجندر والحرية الأكاديمية الذي حررته إبريا سال وتعرض له تفصيليًا في هذا العدد سهي رأفت. ويتميز هذا الكتاب بتنوع كبير في تجارب النساء في الدول الأفريقية المختلفة في الحقل الأكاديمي، وما يعترضهن في كثير من الأحوال من مشكلات وعوائق تتعلق بالأنظمة السياسية في هذه الدول أو بالتدخلات الأمنية في شئون الجامعات بها أو بوجود تيارات سياسية واجتماعية تناهض صعود أدوار النساء في الأكاديميا وفي المجتمع ككل.

وتنتقل بنا ورقة يسري مصطفي حول المنظمات الحقوقية والتربية علي حقوق النساءأفاق أرحب وإلي رؤية أشمل للتعليم الذي لا يرتبط عادة بالمؤسسات التعليمية التقليدية مثل المدارس والجامعات، والتربية على حقوق الإنسان والاهتمام بحقوق النساء وقضايا النوع الاجتماعي كجزء من التربية علي حقوق الإنسان. ويقدم مصطفي رؤية تبدو شديدة التشاؤم ولكنها للأسف شديدة الواقعية أيضًا – لدور المنظمات الحقوقية في التربية علي حقوق النساء، فيري أوجه قصور عديدة في قيام هذه المنطات بدور مؤثر في هذا المجال، كما يقدم أسبابًا نادرًا ما تتم مناقشتها، إما بسبب غياب دور التقييم الواعي لجهود هذه المنظمات من حيث تأثير جهودها في تغيير الواقع المعاش، وإما لعدم القدرة على نقد الذات ورؤية السلبيات بلا تزيين.

وتقدم نولة درويش أيضًا رؤية غير تقليدية لتعليم الكبار في ورقة قدمتها عام 1999، ورأينا نشرها في هذا العدد، رغم عدم اتصالها مباشرة بتعليم النساء خاصة، أولاً لانطباق ما فيها مع الأوضاع الحالية دون تغيير يذكر، وثانيًا لإيماننا بعدم إمكانية الفصل بين أهمية تعليم الإناث والذكور، وثالثًا أنه كما يرد في ورقة نولة، وغيرها من أوراق هذا العدد، تعانى النساء دائمًا بدرجة أكبر عندما توجد المشكلات والسلبيات. ونرى هذا في هذه الدراسة المتعمقة للأشكال المختلفة لتعليم الكبار، ومنها التدريب على حقوق الإنسان وقضايا الجندر وحتى التدريب على أشكال الفن السينمائي، بالإضافة إلى الأشكال التقليدية المتمثلة في محو الأمية. وكما في دراسة زينب حافظ، تقدم نولة من خلال عدد من دراسات الحالة، صورة شديدة الواقعية لجهود تعليم الكبار ومعوقاتها.

ونستبدل باب الوثائق في هذا العدد بثلاثة تعليقات قيمة هي نتائج مائدة مستديرة لمناقشة مشروع طيبة منذ العدد الأول وحتى الثامن، وقد استعانت مؤسسة المرأة الجديدة بثلاثة من أبرز الباحثين/ ات في مجالاتهم/ ن للقيام بهذه المهمة، هم: د نجوى كامل من مجال الصحافة والإعلام، ود. هالة كمال من مجال النقد الأدبي والدراسات النسوية بصفة خاصة، ود. عماد أبو غازي من مجال دراسات الوثائق. وقد قامت مؤسسة المرأة الجديدة بهذه الخطوة لرغبتنا الشديدة في تقييم جهودنا وتلافى السلبيات في عملنا، ونود أن نؤكد في هذا المجال رغبتنا في تلقى المزيد والمزيد من التعليقات من القراء حتى يمكننا تطوير مجلة طيبة بما يحقق أهداف القراء منها. كما تؤكد أيضًا رغبتنا في الحصول على أكبر قدر من المشاركات في كتابة الأعداد، ونحاول هنا تيسير هذه المهمة بتطبيق اقتراح تقدمت به د. هالة كال في تعليقها، وهو إدراج أربع دعوات للكتابة في كل عدد حتى يتسنى لمن يريدون المشاركة بكتابة الأبحاث إعداد أبحاثهم/ ن.

مقالات الاعداد

عدم توافق التحصيل التعليمي وسوق العمل العربية مع منظور النوع الاجتماعي
النساء فى الأكاديميا آراء من الجنوب/ الشرق
الجندر والزمان والمكان
المرأة وتعليم الكبار: ورشة عمل
خلق المرأة المصرية الجديدة
النساء في الأكاديميا
رؤية نقدية لدورية "طيبة" المعنية بقضايا المرأة وشئونها
تمكين المرأة لتفعيل مساهمتها في محو الأمية
تجربة في الدوريات المهتمة بقضايا المرأة ..."طيبة"
أهمية "الدراسات النسائية" في الجامعات المصرية
قراءة نقدية في مسيرة مجلة نسوية...طيبة
المنظمات الحقوقية والتربية على حقوق النساء
دور المنظمات الأهلية المصرية في تعليم الكبار
شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي