العدد العشرون – المرأة الجديدة
رقم العدد:
20
تاريخ النشر:
2007
رئاسة التحرير:
هيئة تحرير:
سكرتارية التحرير:
الإخراج الفني:
الافتتاحية
دروس المحلة الكبرى
لا تزال كل الملفات مفتوحة، فقد أعلنت الدولة الحرب ضد منظمات المجتمع المدني، وبدأت المعركة بالفعل بإغلاق مركز الخدمات النقابية ورفض تسجيله بسبب اعتراض الجهات الأمنية، تلك الجهات التي توغلت في السيطرة على المؤسسات المدنية حتى أصبحت هي صاحبة الكلمة العليا في إدارتها. كما تم إغلاق جمعية المساعدة القانونية عقابًا على فتحها لملف التعذيب وتبنيها لقضايا الضحايا والدفاع عنهم، وهو السبب غير المعلن من قبل الجهات الإدارية، أما المعلن فقد جاء بتشويه الجمعية وهي الوسيلة القديمة المعروفة والتي واجهتها منظمات المجتمع المدني بالتضامن والمساندة للجمعية وليس بوقفة احتجاجية فحسب بل بالاستعداد لفتح أبواب منظمات صديقة للجمعية لممارسة نشاطها الحقوقي المهم، وتواصل منظمات المجتمع المدني حملتها تحت شعار “الحق في التنظيم” وتستعد لمواجهة مشروع القانون المزمع تقديمه للبرلمان في دورته المقبلة، والذي من شأنه القضاء على ما تبقى من هامش حرية وحركة المجتمع المدني بإجراء تعديلات على قانون الجمعيات الأهلية رقم 84 لسنة ٢٠٠٢.
واتساقًا مع سياسات الاعتداء على هامش الحرية العرفية فقد تابعنا حملة الدعاوي القضائية المرفوعة ضد الصحفيين ومحاكمتهم بموجب مواد قانون العقوبات، وقد أعلنت مؤسسة “المرأة الجديدة” وعدد من منظمات المجتمع المدني في بيان أصدرته عن استنكارها وإدانتها لكل القوانين السالبة للحريات وأعلنت تضامنها مع الصحفيين وحرية الصحافة باعتبارها من المكتسبات الديمقراطية للشعب، وأكدت المنظمات المشاركة أنها ستعمل مع القوى الديمقراطية كافةً دفاعًا عن الحريات العامة وفي القلب منها حرية التعبير والتنظيم.
وهنا نؤكد أن حرية التعبير والتنظيم ليست حقًا للصحفيين ونشطاء المجتمع المدني فحسب بل هي حق أصيل للمجتمع كله الذي يتحرك تحت ترابه ما يوشك أن يفجر، لذا فإننا نواصل فتح ملف أطفال الشوارع والاغتصاب والتحرش الجنسي بالنساء، وإثبات النسب بالطرق العلمية كحق من حقوق النساء والرجال وقبلهم الأطفال، ونواصل ما تصدينا له منذ سنوات وهو جريمة ختان الإناث، وفي هذه القضية يكتب لنا في هذا العدد “أ. د. عبد المنعم عبيد” مؤكدًا أنها معركة ثقافية نسائية بالدرجة الأولى، وتفتح قضية جديدة ستتبين تبعاتها المدمرة على صحة المواطنين عمومًا والنساء على وجه الخصوص وهي قضية خصخصة التأمين الصحي الذي يعد بشأنه مشروع قانون جديد سيحرم المواطنين من حقهم في العلاج.
وفي هذا العدد يكتب الشاعر “حلمي سالم” عن أطراف القمع الفكري في بلادنا.
ونقدم أيضًا أبوابنا الثابتة ونعتذر عن عدم تقديم باب “صحتك بالدنيا” والذي كانت تقدمه الزميلة والصديقة العزيزة “ريما الخفش” وذلك لإصابتها بوعكة صحية تجاوزتها وننتظرها العدد القادم ونقول لها : “صحتك بالدنيا يا ريما“.
ورغم كل شئ إلا أنه لدينا ما يسعدنا ويقوينا ويجعلنا نواصل رسالتنا، فقد عشنا إضراب واعتصام عمال شركة الغزل والنسيج بالمحلة وانتصارهم بتحقيق معظم مطالبهم، وهنا نقدم التحية لهم وللعاملات بالقلعة الصناعية العريقة فقد شاركن زملائهن الاحتجاج، وقدموا معًا درسًا لكل دعاة حجب النساء عن الحياة.
فقد شاركت العاملات في الإعداد للإضراب وتنظيمه ومواصلته، وأتى درس المحلة الكبرى إضافة عظيمة في تاريخ الطبقة العاملة.
“أسرة التحرير“