النساء والإبداع

طباعة: Promotion Team

رقم الايداع:

2003/12138

رقم العدد:

10

تاريخ النشر:

2007

رئاسة التحرير:

افتتاحية

يهدف هذا العدد إلى مناقشة أحد أهم الخطابات الثقافية التي تكون صورة النساء ووضعهن في مجتمع معين وهو الإبداع الفني والأدبي. فالأعمال الأدبية تشكل صورة النساء في المجتمعات وتتشكل بها، مما يجعل رصد صور النساء فيها وثيقة مهمة للغاية في التعرف على أوضاع النساء في مجتمع بعينه. ويبدأ العدد بدراسة بانورامية قيمة للدكتورة شيرين أبو النجا تستعرض فيها عددًا من الإشكاليات التي يدور الجدل حولها عند دراسة الأعمال الأدبية التي تكتبها النساء، وتركز د. شيرين في دراستها على فكرة الحدود في المصطلحات النقدية التي ترد في سياق التعرض للأدب الذي تكتبه النساء ومنها “أدب المرأة” و “الأدب النسائي” و “الرواية النسوية” وغيرها. وتتعرض الدراسة في مناقشة تلك المصطلحات إلى عدد غير قليل من الأعمال الأدبية من مختلف أرجاء الوطن العربي وخلال مساحة زمنية تبدأ بزمن الخنساء وحتى كتابات سحر الموجى وسمية رمضان، مرورًا بلطيفة الزيات وسلوى بكر وغيرهما. أما الدراسة الثانية في العدد فهي جزء من عمل لم يكتمل بعد وهو رسالة لنيل درجة الدكتوراه للباحثة هالة دحروج حول أدب المرأة في العشرين عامًا الأخيرة. ويتناول هذا الجهد المبدئى صورة الرجال في الكتابة النسائية في فترة التسعينيات، وهو أحد الموضوعات المثيرة للجدل أيضًا. وفي محاولاتها للاشتباك مع هذا الجدل تنفى دحروج بعض التهم التي كثيرًا ما توجه للكاتبات المبدعات في تناولهن لشخصيات الرجال في أعمالهن، ومنها الانحياز لجنسهن وإلقاء الخطب حول حقوق النساء. وتنتهى الدراسة ببليوجرافية واسعة تحتوى على كثير من الدراسات والمقالات الأخرى – العربية والأجنبية – التي تتناول الإبداع الأدبي للنساء، وهو ما قد يشجع باحثات أخريات وباحثين آخرين على تقديم دراسات أخرى حول الإبداع الأدبي للنساء. وفي مجال الإبداع الأدبي أيضًا تأتي دراسة د. هالة كال حول رواية أوراق النرجس لسمية رمضان. وتتناول د. هالة في هذه الرسالة أحد الموضوعات التي كثيرًا ما تتم الإشارة إليها عند دراسة الأدب الذي تكتبه امرأة، وهو “كتابة الجنون”. فمن خلال قراءة متعمقة لدراسة أوراق النرجس تقدم د. هالة تفسيرًا لاتهام بعض الشخصيات النسائية- والكاتبات أنفسهن – بالجنون، حيث ترى أن هذا الاتهام هو الثمن الذي عادة ما تدفعه المرأة المبدعة نتيجة لاختلافها وخروجها عن المألوف، وهو ما يتطلبه الإبداع بالضرورة، وخاصة في مجتمع كثيرًا ما يميل إلى فرض صور نمطية على النساء ويحجم أنشطتهن وخاصة الإبداعية منها. ويحتوى العدد أيضًا في باب الترجمات على دراسة قيمة لنانسي أرمسترونج بعنوان، “البعض يسميه خيالاً أدبيًا”، وفيها تقوم أرمسترونج بدراسة دور الإبداع والخيال الأدبي في تشكيل تاريخ النساء ليس داخل الفضاء العام وحسب ولكن داخل الفضاء الخاص أيضًا. أما الترجمة الأخرى التي يتضمنها هذا العدد فهي بعنوان “الرغبة والشخصية النسائية: تحليل لنقدي لنظرية السرد النسوى” بقلم أونر ماكاتريك والاس، وهي تتناول، من خلال عدد من الأعمال النسائية السردية، تصورًا جديدًا لدور السرد النسائي في منح النساء قدرة التعبير عن رغباتهن، وأهمها الرغبة في امتلاك القوة، قوة الفاعل وليس المفعول به. كما يتضمن العدد مجموعة من عروض الكتب، أولها عرض تقدمه نولة درويش لكتاب نسوية الخيال الروائي: كيف تؤثر أفضل الروايات الأمريكية مبيعًا على الحركة من أجل تحقيق المساواة للنساء، وهو كتاب مهم يتناول بالتحليل والدراسة، ومن خلال عدد من الأعمال الأدبية، الصورة النمطية السائدة للنسوية والنسويات وتعميقها في الوعى الجمعي، وهي صورة سلبية تتسم بالعدائية الشديدة للحركات النسوية ونضالاتها. أما الكتاب الثاني فتعرض له سهى رأفت وهو بعنوان الفتاة: بناء شخصية الفتاة في الأدب النسائي المعاصر، وهو مجموعة من الدراسات كتبتها باحثات في مجالات إنسانية متعددة مثل الآداب والتاريخ وعلم النفس، وتجتمع كلها في اعتمادها على النص الأدبي لتوضيح موضوع البحث، فيتناول الكتاب أعمالاً مثل “العيون الأكثر زرقة” و “محبوبة” لتونی موریسون و “ليس البرتقال هو الفاكهة الوحيدة” لجانيت وينترسون و “السيرة الذاتية لآمي” لجاميكاكينسيد، وغيرها. ويجمع بين كل تلك الأعمال أن الشخصية الرئيسية أو إحدى الشخصيات فيها هي فتاة في مرحلة الصبا تحاول التعرف على ذاتها والذوات الأخرى المحيطة بها في أولى خطواتها على طريق الاندماج – أو عدم القدرة على الاندماج- في مجتمع ذكوري يفرض عليها قيمه الظالمة. كما توصى بعض الأوراق في هذا الكتاب بتدريس هذه الأعمال الأدبية للفتيات في المناهج التعليمية مع تدريبهن على مقاومة الصورة النمطية للفتاة فيها، في محاولة لخلق صور جديدة تعلى من شأن “الذات” لدى الفتيات، خاصة من الطبقات الاجتماعية أو العرقية التي عادة ما يتم التمييز ضدها. وبينما تستقى الأعمال السابقة أمثلتها من أعمال روائية، يقدم كتاب إبداع المرأة العربية رؤية سسيولوجية، الذي كتبه د. عصام خلف كامل وتعرض له وسام كمال، أمثلته من خلال الشعر العربي الذي قامت بكتابته النساء في عصور مختلفة، وينفى الكاتب من خلال منهج تاريخي تهمة الظهور المفاجئ للإبداع الشعري العربي للنساء في السنوات الأخيرة كظاهرة غريبة، فهو يقدم العديد من أسماء الشاعرات على مر العصور ومنها أسماء كثيرًا ما تغفلها الذاكرة النقدية الذكورية، مما يعطي انطباعًا خاطئًا بالغياب، كما يدحض بعض المقولات التي تزعم أن أغراض الشعر عند النساء قديماً قد اقتصرت على أغراض بعينها مثل الرثاء، وذلك عن طريق نماذج لأشعار نسائية تتناول أغراضًا أخرى وتعطى صوتًا ومساحة للنساء المبدعات في التعبير عن مكنونات أنفسهن. أما كتاب مسرح المرأة في مصر للدكتورة سامية حبيب، والذي تعرض له د. نهال الجنزوري، فهو بحث يكاد يكون الوحيد من نوعه في دراسة نوع آخر من الإبداع النسائي وهو الكتابة الدرامية المسرحية، وتنبع أهمية هذا الكتاب من أنه دراسة بانورامية تتضمن رصدًا لكل الأعمال الدرامية التي كتبتها النساء في مصر حتى وقت صدور الكتاب، مع استعراض للموضوعات التي تتناولها هذه الأعمال وقراءة نقدية لها في سياق الحركات النسائية والدور الاجتماعي للنساء في مصر. أما مقال يسرى مصطفى بعنوان “الشرف المسلوب” فهو يتناول أداة إبداعية أخرى هي السينما، ولكنه لا يتناول سينما النساء، بل سينما أحد أهم مخرجي السينما المصرية من الذكور وهو المخرج الراحل عاطف الطيب، ويركز المقال على أحد أهم أفلامه وهو فيلم “الهروب”. ويحاول مصطفى من خلال تحليل الشخصيات في هذا الفيلم إلقاء الضوء على حقيقة ذكورية التناول عند مخرجي السينما حتى من عرف منهم بثقافته وفكره التقدمي. وفي هذا العدد، يتم استبدال باب الوثائق بباب آخر يحتوى على بعض الأعمال الأدبية لكاتبات. وما يجمع بين هذه الأعمال هو أنها جميعها تدور حول فكرة الخلق والإبداع، الكاتبة في “جمر الحكايا” لسحر الموجي و “منشور سرى” لوفاء المصرى إلى النحت في “سيرة المنام” لسحر الموجى وخلق الصور الخيالية في “صندوق التمني” لسيلفيا بلاث وحتى الطبخ وشغل الإبرة فيي “رقصة الكابوكي” لنسمة إدريس. وختامًا ترجو هيئة التحرير أن يحوز هذا العدد على إعجاب قراء/ ات طيبة وأن يفتح آفاقا جديدة في دراسة أشكال أخرى من إبداعات النساء لم يتضمنها هذا العدد ومنها الموسيقى والتمثيل والفنون التشكيلية وفن الحكي، وغيرها. فنحن إذ نقدم هذا العدد، ندرك تمام الإدراك، عدم إحاطته بكافة أشكال الإبداع النسائي، فهذا يحتاج إلى أعداد وأعداد، يعد هذا العدد مجرد بداية لها.

مقالات الاعداد

كتابة نسوية عابرة للحدود
صورة الرجل في الكتابة النسائية التسعينية
نسوية الخيال الروائي
أوراق النرجس وكتابة الجنون
بناء شخصية الفتاة في الأدب النسائي المعاصر
الشرف المسلوب
مسرح المرأة في مصر
البعض يسميه خيالاً أدبياً
إبداع المرأة العربية: رؤية سسيولوجية
الرغبة والشخصية النسائية
جمر الحكايا
سيدة المنام
رقصة الكابوكى
صندوق التمني
منشور سري
شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي